💫 استعادة فتح أفغانستان:
لم ينته الأمر عند هذا الحد، ولم يستسلم أهالي تلك البلدان للفاتحين، وإنما كانت هناك مقاومات تعبوية انتهت باستعادة المغلوبين من أهل هذه البلدان لبلادهم ، وذلك في الأوقات التي انشغل الفاتحون فيها بالاضطرابات الداخلية والفتن المحلية.
وحينما استطاع الفاتحون القضاء على الاضطرابات والفتن الداخلية المحلية، استعادوا البلاد المفتوحة مرة أخري، ولكن معارك الفتح هذه لم تكن سهلة التكاليف، بل صادف المسلمون في كثير منها مقاومة شديدة، وتكبدوا خسائر فادحة بالأرواح، وجري فتح بعض المناطق والمدن عنوة.
ويذكر اللواء محمود شيت خطاب (رحمه الله) أن هناك مجموعة من القادة المتميزين
أسهموا بجهد وافر في فتح أفغانستان، ومن هؤلاء:
1 - عبد الله بن عامر بن كريز العبشمي: بعد مقتل عمر بن الخطاب نقض أهل خراسان وغدروا، فلما استعاد عبد الله بن عامر فتح (فارس) غزا (خراسان)، وسير الجيوش وبعث على مقدمتها الأحنف بن قيس التميمي، وفتح مدينة تلو أخري، بعضها صلحا، والأخرى عنوة، إلى أن تم له فتح خراسان سنة 31هـ.
ثم توجه إلى (سجستان) وكان كسابقتها (غدرت ونقضت بعد مقتل عمر بن الخطاب) ففتح حصونها وصالحه أهلها، وقاتله آخرون فقاتلهم إلى أن تم له الفتح، وكان ضمن المدن التي فتحت (كابل) و(زابلستان) وهي ولاية (غزنة) ثم عاد إلى (زرنخ) فأقام بها.
وهكذا استعاد بن عامر فتح (سجستان) وفتح لأول مرة قسما من أفغانستان، وذلك كله عام 31هـ – 615م في عهد الخليفة عثمان بن عفان (رضي الله عنه).
2 –الأحنف بن قيس التميمي: وكان من القادة التابعين لعبد الله بن عامر، وإليه ينسب فتح خراسان و(طخارستان)، فأتى الموضع الذي يقال له: قصر الأحنف، وهو حصن (مرو الروذ) فصالح أهله بعد حصارهم على ثلاثمائة ألف درهم.
وجمع الفرس حلفاءهم من أهل (طخارستان، والجوزجان، والطالقان، والفارياب) حتى بلغوا ثلاثين ألفا، والتقوا بالمسلمين عند الجانب الشرقي من نهر (جيحون) وجري قتال شديد بين الطرفين، انهزم الفرس بعده، وولوا هاربين، فألحق المسلمون بهم خسائر فادحة بالأرواح ، وفتح الأحنف كل هذه البلدان، في نفس العام 31هـ.
3 – الربيع بن زياد الحارثي:وكان – أيضا – تابع ا لجيش عبد الله بن عامر (رضي الله عن الجميع) فوجهه عبد الله إلى سجستان سنة 31هـ، ودار بينه وبين أهليها قتال شديد في بلدة (دوشت) و(ناشروذ)، و(زرنخ) و(قهستان، وفتح مدنا أخري صلحا مثل (زالق) من نواحي سجستان، وكذلك (كركويه)، واستمرت ولاية الربيع سنتين ونصفا وسبي في ولايته هذه أربعين ألف نسمة، وكان كاتبه الحسن البصري.
4 - عبد الرحمن بن سمرة العبشمي : استعمله عبد الله بن عامر على (سجستان) سنة 31هـ، فسار إليها على رأس جيش حتى بلغ (زرنخ) فحاصرها، فصالحه مرزبانها على ألفي ألف درهم وألفي وصيف. وسار عبد الرحمن حتى فتح (بست) و(كابل) و(زابلستان) في أواخر عهد عثمان (رضي الله عنه).
وفي عهد أمير المؤمنين على بن أبي طالب اضطرب أمر سجستان وأفغانستان، لأن المسلمين كانوا في شغل شاغل عن الجهاد والفتح، وذهبت طاقاتهم بددا في الاقتتال بين على بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما ، فلما استقر الأمر لمعاوية استعمل عبد الله بن عامر على البصرة، الذي استعمل بدوره عبد الرحمن على (سجستان، فأتاها عبد الرحمن سنة 43هـ فكان يغزو البلد قد كفر أهله، فيفتحه عنوة أو يصالح أهله، حتى بلغ (كابل) فحاصرها أشهرا، وكان يرميهم بالمنجنيق، حتى ثلم سورها ثلمة عظيمة، وخرج أهل (كابل) يقاتلون المسلمين، فقاتلهم المسلمون حتى دخلوا المدينة عنوة بعد هزيمة أهلها.
وهكذا استعاد عبد الرحمن فتح (سجستان) و(أفغانستان)، وكان قد غزا (خراسان) وفتح بها فتوحا.
5 -الأقرع بن حابس التميمي:ويذكر له (رحمه الله) أنه توجه إلى (الجوزجان) - وجهه إليها الأحنف بن قيس سنة 32هـ فسار إليها الأقرع، فلقي العدو بالجوزجان، ودار قتال شديد ، إلى تم الفتح للمسلمين عنوة.
ويبدو أن (الجوزجان) انتفضت، فسيره عبد الله بن عامر على رأس جيش فأصيب بالجوز جان هو والجيش، فقضي هناك شهيدا سنة 33هـ، أو 34هـ، أو 35هـ على اختلاف الروايات.
#يتبع...👇قناة 📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
؏ التليجرام'.-
https://t.me/gghopff55