مكتبة المجلسي ودارالتراث

کو شب قدر که قرآن به سر از تنگ دلی
هی بگویم بعَلیّ ٍ بعلیّ ٍ بعلی

مطلعُ الفجر شب قدر، سلام تو خوش است
اُدخلوها بسلام ٍ ابدی ٍ ازلی

اولین پرسش میثاق ازل را تو بپرس
تا الستانه و مستانه بگوییم بلی

همه قدقامتیان را به تماشا بنشان
تا مؤذن بدهد مژدۀ خیر العملی

ای خوشا امشب و بیداری و الغوث الغوث
خوشترش خواب تو را دیدن و بیدار دلی...

کسی آن سوی حسینیّه نشسته است هنوز
همه رفتند، شب قدر تمام است؛ ولی-

باز قرآن به سرش دارد و هی می گوید
بحسین بن علی ٍ بحسین بن علی
(محمدرضا راد)

" ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر"

جميلةٌ هي لوحات الانقطاع التي تنشد إبراء الذمّة وتحكي روحانيّة الذات المنكسرة التي تروم التحلّل من الخطايا ونظائرها اللائي ارتُكِبت يقيناً أو احتمالاً إزاء الآخرين ، بحيث تتعدّى هذه اللوحات في كثيرٍ من الأحيان خطّ الرجاء وتبلغ مستوىً من التوسّل والإلحاح المثير للمشاعر والإحاسيس ، فنجدها تخلّف أبلغ الأثر في النفوس ..
إنّها محطّاتُ أوبةٍ ماأعظمها وأعظم لحظاتها ؛ إذ تنقلنا إلى فضاءات نكران الذات والارتماء مجدّداً في أحضان الفطرة السليمة بكلّ صفائها ونقائها المعطّر بعبير الإخلاص وأريج التواضع ، فترسم بأنامل الإيمان وريشة الذائب الفنّان لوحة التائب التائق إلى رياض الخالق المنّان ، الكادح لها كدحاً لايبرد غليله سوى ذاك اللقاء بربّ الأرض والأكوان . فليت العمر بأسره ليالي قدرٍ قدسية وأيّام أوبةٍ روحانية حتى نبقى وتبقى لوحة العشق الإلهي حيّة نضِرَة تسوقنا أبداً صوب مراتع العدل ومرابع الهداية والرضوان الكريم .. ليتها لاتتصرّم ولاتنصرف كي لا ننصرف إلى ذاكرتنا التعبى وأوهامنا السقمى ، حيث تعودان بنا إلى دياجير الأنا المعتمة .. إلى : أنا الأعلم ، الأثقف ، الأفهم ، الأقوى ، الأثرى ، الأرأس .. كلّ مايهمّني : شأني ، اعتباري ، غلبتي ، كلمتي ... ودونها ماسواها، حقّاً كان أم باطلاً، إيلاماً كان أوإيذاءً أو هتكاً أو ظلماً، فلا أعتني .. آنذاك تنهزم ثانيةً الذاتُ المراقبة المعترضة المنتقدة ، فيأفل نجمها ويخفت صوتها وتشحب صورتها ويضمحلّ وجودها.. حينها إمّا أن تموت هذه الذات أو تقاوم بانتظار أن تستفيق وتصحو وتينع في ليالي قدرٍ قادمة وأيّام أوبةٍ لاندري قد تنالها فرصة التوبة والانكسار المطلوب أم لا ..
من المؤسف حقّاً أن نرى - جهلاً وغفلةً ونسياناً - بأنّ الله تبارك وتعالى قد حصر التوبة والندم ونظائرهما وجعلها وقفاً على تلك الليالي المقدّسة دون سواها ، وكأنّ الأوبة المطلوبة إفاقةٌ مرحلية تزول فرصتها بزوال تلك الليالي العظام.
إلى متى نحن في غفلةٍ ونومٍ عميق ، إلى متى نحيا على هامش هذه الليالي والأيّام حياة المضطرب المتصيّد للغفران تصيّدَاً وقتيّاً موسميّاً ، متناسياً أو جاهلاً بأنّ باب التوبة مفتوحٌ طيلة أيّام الله الغفور الرحيم ، فليس عند الله أيّامٌ معدودة ومواسم محدودة وأوقات معيّنة للأوبة والتوبة . نعم ، الأهمّ والمهمّ موجودان في كلّ حال .
نسألكم سؤالَ الآثم النادم أن تكرمونا كرماً إيمانيّاً بخالص الدعاء الباسق وإبراء الذمّة الصادق في هذه الليالي والأيّام خصوصاً وفي سائر الليالي والأيّام عموماً.