عندما عَزَمَ الإمام الحسين التوجّه للكوفة بعدما أتته كتب أهلها يدعونه "أن أقدِم"، أرسل إلى شيعته في اليمن والبحرين وجبل عامل، يطلب منهم الالتحاق به في العراق، وقد تحرّك جيشٌ من البحرين بقيادة صعصعة بن صوحان العبدي متوجهاً إلى العراق ومرّ بالبصرة في طريقه إلى الكوفة، فالتحقَ به جماعة كبيرة، أخبرتهم أن الإمام الحسين قد توجّه إلى كربلاء، ولمّا وَصَلَ الجيش البحراني البصراوي كربلاء سَمَعَ منادياً من عشيرة بني أسد ينادي "قُتِلَ الحسين وصحبه"، فسألوا عن قبر الحسين فقيل لهم هذا، فانكبّوا على تراب القبر يبكون ويضربون بأيديهم على رؤوسهم وصدورهم حزناً وحسرة على استشهاد الحسين، ثم رفعوا سيوفهم من أغمادها وضربوا رؤوسهم بالسيوف حتى سالت دمائهم واختلطت بتراب قبر الحسين، وكانت هذه الحادثة بعد مقتل الإمام الحسين بتسعة أيام
"لم تكن رِدّة/ الصفحة ٢٧٢"