بعد يومٍ صادم ومتخبط، وبعد نهارٍ مشتاقٌ لليل، نهارٌ متصنع أنها بخير وكل شئ في مجراه الصحيح التام، وبعد إرهاق التماسك أمسكت سدين بدفتر مذكراتها لترتاح في جوف الإنهيار، وانهمرت الدموع متدفقةً من عيونها، وكتبت من جديد.
مِن جديد حزين ومضطرب، وسادتي ملت وحدتي، وربما مَلَّ مني السرير، ومن جديد يضيق صدري من العالم غير محتملًا شخصًا واحدًا، مشاعر حزينة أخفاقٌ وحزن، غارقٌ بين أمواج الإحباط، ومعاقبٌ على أذية من الغير، من جديد لا أعلم طريقة العبور، ولا النجاة من تلك الشرور، متصنع الضحكة والمواساة، والأمل والإيجابية، وأنا هُنا غارقٌ في الظنون، أنا هنا في أعلى الصدر يسارًا، حزنٌ يتكبدُ أضلعي، ويأسٌ تصارعٌه روحي، وجلدٌ لا تطيقه نفسي، وظنونٌ شرد بها فكري، مأذيٌ بصمتٍ عميق كاد أن يُبتر حماس العشرين، مذنبٌ بتلقائية، ومعاقبٌ علي العفوية، وجاهلٌ بطريقة الإيصال، أين البريد أرسله لقلوبٍ ظهر لها مني البغض لشرورها وتؤنبني لعدم حبها، ولم يظهر كمية الخذلان منها، ولم يظهر يومُا أني بالفعل أحببتها، آهٌ من جديد لكلمةْ شقت قلبي أني خذلت وها هنا قلبي شعر أنه من جديد خُذِل، فلو أنه يتصنع دور الضحية بجدارة تالله ما شعر يومًا بالذنب، كيف الطريق لضريرٍ ضاق به الظلام، أين النور لمملكةٍ ضاعت فيها النار، أين أنا لأصل؟، أنا هنا حزنٌ دمس، ضاعت بي السبل وتفرقت ورُمِيتُ لمحيط الأحزانِ من جديد، لا أعلم لأصل، ولا أجهل طريقة الوصول، تائهٌ يتحسس الجدران، ورضيعٌ جفت عنه الألبان، اللهم يارب العرش لا أبالي إن لم تكن عليَّ غضبان، وإن كان بغضبٍ فنجني من نفسي، وأدبني لألقاك صفوًا، وأكن من أهل الجِنان.
حينما أتمت الكتابة وفرغت ما حملته نفسها، حينها فقط فهمت معنى أن يداوبيك القلم ويحتويك الورق، ويخفف حزنك الحبرُ، وتمسح عن قلبك مواساة الله في شكل راحةٍ كتابيه، تفرغ فيها ما يجول بخاطرك، وعزمت أن تدعو مملكة البؤس لثورة الكتابة.
الشيماء علام