-إننا متفقان من جديد : ان الحب عاطفة.
-لكنك عاجزٌ تمامًا عن إظهار أية عاطفة، ولست وحدك العاجز. بل أنّ أي رجل مِنْ حضارتك لا يستطيع إنماء عاطفة في نفسه. إنَّ الحب، تلك العاطفة البليغة، لا يمكن أنْ يكون إلا في مجتمعٍ يؤمن بأن الكائن البشري فريد لا يمكن استبداله. والمجتمع الذي تنتمي إليه يؤمن بشدة بأن كل رجل يمكن استبداله بسهولة. إنكم لا ترون في الإنسان وبالتالي في المرأة التي تزعمون أنّكم تحبونها مثالاً وحيدًا خلقه الله أو أبدعته الطبيعة دفعة واحدة ومرة واحدة. إنَّ الإنسان في نظركم خُلِق على دفعات. والمرأة في نظركم تشبه أي إمرأة أخرى. وبمثل هذا الإعتقاد لا يمكنكم أنْ تحبوا أبدًا. إنَّ العشاق في مجتمعي يعرفون أنّهم إذا لم يوفقوا في كسب عطف المرأة المحبوبة فإنّهم لن يستطيعوا استبدالها بسواها بين كل نساء العالم. ولهذا السبب فإنّهم كثيرًا ما يقتتلون في سبيل تلك المرأة ويقتلون. إنَّ غرامهم إذا رُفِض فإنّهم يعرفون استحالة استبداله بغرام آخر. إنَّ الرجل الذي يحبني حقًا يشعرني بأنني المرأة الوحيدة التي تستطيع إسعاده، المخلوقة الوحيدة. كأن يبرهن لي على أنني المثال الأوحد الذي لا شبيه له على سطح الأرض. وفي هذه الحالة كنت سأقتنع بصدق قوله وبصحة زعمه. إنَّ الرجل الذي لا يشعرني بأنني وحيدة لا يمكن الاستعاضة عني، رجل لا يحبني. والمرأة التي لا تتلقى ذلك التوكيد من الرجل التي تُحِب، إمرأة غير محبوبة. وإذا كنت غير محبوبة من رجل ما ، فإنني لا أتزوجه. فهل أنت قادر ياسيد ليويس على تقديم مثل هذا التوكيد ؟ هل تظنني حقًا المرأة الوحيدة التي لا يمكن أنْ تُعوّض بسواها ؟ أتظن أنّك إذا امعنت النظر وبحثت بدقة، فإنّك لن تجد مَنْ تحل محلي في نفسك ؟ كلا. إنّك واثق مِنْ أنني إذا رفضت فإنّك واجد إمرأة أخرى تقبل الزواج بك. وإذا رفضت هي الأخرى فإنّك واجد ثالثة ورابعة، أليس كذلك ؟
#قسطنطين_جيورجيو
-الساعة الخامسة والعشرون.