وعندما متنا أقمنا العزاء وشيدنا المقامات كان العزاء مهيب رغم أنه لاوجود للمعزين ،، كانت عيونهم فوق أعمدة الكهرباء وفوق أغصان الشجر وفي الأزقة وعند الأماكن المظلمة وخلف الأبواب المثقوبة كانت ترتقبنا بشدةٍ متناهيةٍ ولم نكن نرعى للإمرِ أهميةً ، كنا غارقين في غمرة تلاحمنا وفي سكرة محبتنا كنا ولا شيء قبلنا ، أو بعدنا ، أو دوننا ، كانت محبتنا بموصفات سبعينة دقيقةٍ في إبراز محاسن ذاك الحب وتلك المشاعر المتجددة وكأن الدهر لا يمر عليها فتهرم ، كانت لمحبتنا رائحة خاصةً بنا ، نحن أولئك الذين يتعاملون مع الأشياء بقلوبهم فتثقلنا مهمات الحياة وصعابها ، لهذا نحن دائماً مثقوبون ، كنا نظن أن أكتافنا لن تستبدل أبد الدهر ......ونسينا أن بعض الظن إثم ، ولهذا نحنُ أول الساقطين في أول عاصفة مرت في هذا الزمن وفي ذاك الوقت وفي هذا الوطن البائس حاولت التمسك بهم ولكن كانت أغصانهم رخوة
أستيقظت بعد العاصفة أتذكر مالذي حدث أكنا نخشى الموت ولكننا لم نمت ! هذه عيوننا مفتوحة وقلوبنا لازالت تنبض واقدامنا لازلت تسير ، نعم لم تعد خطانا ثابة ولكننا سنمضي ، رغم كل شيء سنمضي وتلك العيون التي كانت هنا وهناك اغمضت عينيها عندما رأتنا نتساقط كاوراق خريف وتتلاعب بنا الرياح هنا وهناك ، تنفسنا الصعداء لعلوٍ شاهق تنظر إلينا وتقول بصمت مخيف كان لابد من النهايات لأن لكل شيء نهايةٍ
لكم أن تتخيلوا ماذا سيحدث بكم إن أتاكم الخذلان من حيث أمنتم،،
Ghymh__321