#سلسلة_الأندلس_من_الفتح_إلى_السقوط 🔖المحاضرة السابعة:عهد الدولة العامرية
✍ ∫∫ الحــــ64ـــلقة ∫∫
- - - - -
💎تولية علي بن حمود البربري للحكم من بعد سليمان بن الحكم ثم القاسم بن حمود:
تولى سليمان بن الحكم الحكم من سنة (٤٠٣هـ - ٤٠٧هـ) وكان الجيش الرئيسي له من البربر، وكانوا يريدون أن يستولوا على الحكم، فكونوا قوة أساسية كبيرة، واستعانوا بالبربر من بلاد المغرب وهجموا على سليمان بن الحكم وأخرجوه من الحكم وقتلوه، وتولى خلافة المسلمين في الأندلس في سنة (٤٠٧هـ) رجل من البربر اسمه علي بن حمود الذي تسمى بـ الناصر بالله، استقر الأمر لـ علي بن حمود في قرطبة وعين أخاه القاسم بن حمود على إشبيلية في سنة (٤٠٧هـ)، وبذا أصبح الذين يتملكون الأمور في قرطبة وما حولها هم البربر في ذلك الوقت سنة (٤٠٧هـ).
والعامريون الذين فروا إلى شرق الأندلس لم يسكتوا، بل بحثوا عن أموي آخر هو عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله من أحفاد عبد الرحمن الناصر، وبايعوه على الخلافة، وسمى نفسه المرتضي بالله، فأخذوه وذهبوا به إلى قرطبة لحرب علي بن حمود البربري، وبالفعل دارت حرب بين العامريين ومعهم المرتضي بالله وبين البربر وعلى رأسهم علي بن حمود كانت النتيجة بين الفريقين أن قتل في الموقعة علي بن حمود والمرتضي بالله.
لكن تمكن البربر من الانتصار في الموقعة النهائية وتولى الحكم القاسم بن حمود حاكم إشبيلية سابقا.
ثم قامت بعد ذلك صراعات كثيرة وأتوا برجل آخر من بني أمية وهكذا استمر هذا الوضع إلى سنة (٤٢٢) أي: أن (١٣) خليفة تولوا الحكم من سنة (٣٩٩هـ - ٤٢٢هـ) ثم يجتمع العقلاء من أهل الأندلس، والعلماء وكبار القوم، واتفقوا على عزل بني أمية تماما عن الحكم؛ لأنه لم يعد هناك من بني أمية من يصلح لإدارة الأمور، فقد انتهى عهد الخلفاء والأمراء ومن تبعهم أبدا ليسوا على شاكلتهم، فاجتمعوا على خلعهم.
وعملوا بالفعل مجلس شورى في قرطبة في سنة (٤٢٢)، وولوا عليه رجلا اسمه أبو الحزم بن جهور، وهذا الرجل كان من علماء القوم، وكان يشتهر بالتقوى والورع ورجاحة العقل، وظل الحال هكذا سنة أو سنتين أو ثلاث، لكن واقع الأمر أن أبا الحزم بن جهور لم يكن يسيطر هو ومجلس الشورى الذي معه إلا على قرطبة فقط، أما البلاد والأقاليم الأخرى في الأندلس فقد ضاع السيطرة عليها، وبالفعل بعد ثلاث أو أربع سنوات من هذا التاريخ بدأت الأندلس تقسم بحسب العنصر إلى دويلات مختلفة، ليبدأ ما يسمى بعهد دويلات الطوائف أو عهد ملوك الطوائف
-------
💎تقسيم بلاد الأندلس في عهد ملوك الطوائف:
قسمت بلاد الأندلس إلى سبع مناطق رئيسية في عهد ملوك الطوائف.
فبنوا عباد أخذوا منطقة إشبيلية، وهم من أهل الأندلس الأصليين.
وبنو زيري من البربر أخذوا منطقة غرناطة في جنوب الأندلس.
وبنو جهور أخذوا منطقة قرطبة، والذي كان منهم أبو الحزم بن جهور زعيم مجلس الشورى، فصاروا حكاما على منطقة قرطبة.
وبنو الأفطس من البربر أخذوا غرب الأندلس وأسسوا إمارة اسمها: بطليوس، وقد تكاثروا فيها ووضعوا أنفسهم في هذه المنطقة.
وبنو ذي النون من البربر أخذوا المنطقة الشمالية التي فيها طليطلة وما فوقها.
وبنو عامر وهم العامريون وأصلهم من اليمن أخذوا شرق الأندلس، وكانت عاصمتهم في تلك المنطقة بلنسية
وأخيرا بنو هود أخذوا سرقسطة في الشمال الشرقي من البلاد، فقسمت البلاد إلى سبعة أقسام متساوية، كل قسم فيه عنصر من العناصر، إما قبيلة من البربر أو من العرب أو من الأندلس الأصليين.
بل إن داخل كل منطقة من المناطق أكثر من دويلة، فبنو عامر كانوا مسيطرين على شرق الأندلس، وكانت شرق الأندلس مقسمة إلى أكثر من دويلة، وعلى كل دويلة رئيس من رؤساء بني عامر.
وكذا بنو جهور قسموا قرطبة إلى أكثر من منطقة.
وبنو الأفطس قسموا بطليوس إلى أكثر من منطقة وهكذا، حتى وصل تعداد الدويلات الإسلامية في الأندلس بلا مبالغة إلى (٢٢) دويلة، بالرغم من أن (٢٥%) من أرض الأندلس تحت سيطرة النصارى، و (٧٥%) من أرض الأندلس يقسم إلى (٢٢) دويلة، وأن مساحة الأندلس بكاملها ستمائة ألف كيلو متر مربع، أما المساحة التي يحكمها المسلمون فهي حوالي (٤٥٠.٠٠٠ كيلو متر مربع) يعني: أقل من مساحة نصف مصر وهي مقسمة إلى (٢٢) دولة كاملة، كل دولة لها رئيس ولها جيش ولها أمة ولها سفراء ولها وزارات، ولها كل مقومات الدولة أو الإمارة
فتفتت المسلمون تفتتا لم يسبق في عهد الأندلس، وكان الهبوط على أشد ما يكون، ولو نقارن ما كان عليه الأندلس في عهد عبد الرحمن الناصر والحكم بن عبد الرحمن الناصر من العزة والقوة والوحدة، وما صار إليه من التفرق والتشتت وفقدان عنصر من أهم عناصر القوة عند المسلمين وهو عنصر الوحدة، لقلنا: ما أشبه اليوم بالبارحة.
لقد كان هذا التفرق بعد حوالي (٥٠ أو ٦٠) سنة فقط من العزة والقوة والوحدة أيام الناصر وولده الحكم.
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲 أشترك بالقناة عبر تطبيق تيليجرام لمتابعة كل جديد👇
https://telegram.me/gghopff55