#سلسلة_فلسطينالمحــ6ـاضرة:[ تهويد فلسطين ]
∫∫ الحــــــــ55ـــــلقة ∫∫
--------------------
💎#تتمة صناعة الزعيم مصطفى كمال أتاتورك وإسقاط دولة الخلافة:
ثم دبرت مؤامرة أخرى: مؤتمر في الغرب، وثورات ومظاهرات وادعاءات وافتراءات، المهم صعد في النهاية البطل المغوار، حامي الإسلام والمسلمين، وهازم الإنجليز واليونانيين إلى كرسي الحكم.
وأقصي السلطان عبد المجيد بن عبد العزيز السلطان العثماني في ذلك الوقت، وكان ذلك في سنة 1924م في 3 مارس، وأعلن مصطفى كمال أتاتورك استقلال تركيا، واعترفت به مباشرة إنجلترا، وتحسنت علاقاتها جداً مع الدولة التي كانت تحاربها منذ شهور معدودات، واستلم مصطفى كمال أتاتورك الحكم، وفعل ما لم يكن يستطيع الإنجليز أن يفعلوه في سنوات عديدة،
انظروا ماذا فعل مصطفى كمال أتاتورك مؤيداً بحزبه العلماني الاتحاد والترقي؟!ألغى الخلافة الإسلامية، وهي أول مرة منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تلغى الخلافة الإسلامية،
نعم ضعفت الخلافة الإسلامية قبل ذلك كثيراً، لكنها بقيت رمزاً يلتف حوله المسلمون ليقوموا من جديد، أما الآن فقد ألغى الخلافة الإسلامية تماماً، وفصل تركيا بالكامل عن الدول الإسلامية الأخرى، وفصل الدين بالكلية عن الدولة، وحرم لبس الحجاب الإسلامي، وفرض الأزياء الأوروبية، وألغى لعدة سنوات الاحتفال بعيدي الفطر والأضحى، ومنع المسلمين من أداء فريضة الحج، وأغلق عدداً كبيراً من المساجد، وحول مسجد أيا صوفيا إلى كنيسة، ثم إلى مخزن بعد ذلك، ومنع تعدد الزوجات، وأباح زواج المسلمة بغير المسلم، وألغى عطلة الجمعة وجعلها الأحد، ومنع الأذان للصلاة باللغة العربية، وأصر على أن يكون الأذان باللغة التركية، وألغى الحروف العربية من الكتابة، واستبدلها باللاتينية،
وألغى من الدستور التركي المادة التي تنص على أن دين الدولة الإسلام، ونص في الدستور على أن تركيا دولة علمانية، وألغى الشريعة الإسلامية تماماً، واستبدلها بالقانون الإيطالي والسويسري، وألغى منصب شيخ الإسلام، وأجبر أئمة الدين على ارتداء القبعة بدلاً من العمامة، وألغى التقويم الهجري، وأباح الردة عن الإسلام، وساوى بين الذكر والأنثى في الميراث، وأعدم أكثر من مائة وخمسين من علماء المسلمين، وألغى من اسمه كلمة: ( مصطفى )، واكتفى بـ( كمال أتاتورك )، وأوصى في وصيته قبل موته ألا يصلى عليه.
ولما مات احتار مقربوه هل يصلون عليه أم لا في ظل علمانية الدولة وفي ظل وصيته؟ وفي النهاية صلى عليه أحدهم منفرداً، وذهبوا به إلى قبره ليجد أعماله في انتظاره، ويا له من لقاء!
وهكذا سقطت الخلافة العثمانية، وقامت الدول العلمانية، وضاعت هيبة الدين، وتُركت فلسطين لمصيرها لا يدافع عنها إلا قومها، أما من حولها من الزعماء فلم يتركوها فقط، بل ساهموا في تضييعها إسهاماً.
هذه الزعامات -التي سادت آنذاك وكانت وبالاً على الأمة- صدق فيهم قول الشاعر -يتحدث عن الأمة الإسلامية وزعمائها فيقول-:
عجيب أمرها حقاً إذ الدنيا بها تشقى
وما زالت لهاوية بكل غبائها ترقى
وساستها أرى القطران من نياتهم أنقى
ضلالات تراودهم وقد هاموا بها عشقا
وصاروا طوع قبضتها عبيداً أدمنوا الرقا
قلوباً لا تعي شيئاً وأرشد من بهم حمقا
وبات الخرق متسعاً وما اسطاعوا له رتقا
وتحسبهم على علم وهم في جهلهم حمقى
وفي التاريخ من لعبوا بنار عوقبوا حرقا
ومن لفوا على الأعنا ق حبلاً غالهم شنقا
وقيل لمثلهم بعداً وقيل لمثلهم سحقا
نعم. سحقاً لـأتاتورك وأمثاله.
وها قد مرت السنوات، وما زالت تركيا تحكم بشرع أتاتورك لا بشرع الله، فإلى أي شيء وصلت؟ كيف انتقلت الخلافة العثمانية من خلافة تبسط أجنحتها على عشرين مليون كيلو متر مربع، وهي أكبر مساحة حُكمت في دولة في كل التاريخ، إلى دولة تستجدي العون والغذاء من الاتحاد الأوروبي.
كيف تحولت الخلافة العثمانية من خلافة تحكم الأرض -وأنا أعني ما أقول- في زمن قوتها إلى دولة تفتح قواعدها لكل من هب ودب؛ ليضرب المسلمون في صدورهم وظهورهم؟
كيف تحولت الخلافة العثمانية من دولة تنشر الإسلام في ربوع الدنيا، إلى دولة تجبر على تدريس المسيحية واليهودية بل والبوذية لأطفالها المسلمين؟
كيف تحولت الخلافة العثمانية من خلافة ترفع من شأن العلماء، فيسمع لهم الحاكم والمحكوم، إلى دولة علمانية تحاكم فريقاً للكرة لأنه سجد لله شكراً بعد انتصار في مباراة، قالوا: أدخلوا الدين في الرياضة، وهذا ضد مبادئ الدولة العلمانية، هكذا قالوا بكل صفاقة.
الإجابة عن كل هذه التساؤلات هي كلمة واحدة: الإسلام.
كانت الخلافة بالإسلام كل شيء، وأصبحت بغيره لا شيء.
كانت بالإسلام تسوس الشعوب، فإذا بها بغيره في ذيل القائمة، وتحول القائد إلى مقود، وتحول المتبوع إلى تابع، وصدق الله سبحانه وتعالى:{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً }[طه:124].
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55