💫المحــ7ـاضرة:[ جريمة التقسيم ]
∫∫ الحــــــــ64ــــلقة ∫∫
__
💎.#تتمة مراحل المقاومة الفلسطينية
وأعطيكم في هذه المحاضرة مثالاً واحداً لجهاد عبد القادر الحسيني رحمه الله ومن معه من أبطال فلسطين: ثورة عام 1937م و1938م و1939م ثلاث سنوات متصلة لم تنقطع فيها الثورة، واسمعوا معي هذه الأرقام:
في سنة 1937م قام المجاهدون من أهل فلسطين بـ (506) عملية فدائية، وفي سنة 1938م قام المجاهدون من أهل فلسطين بـ (5708) عملية فدائية، وفي سنة 1939م قام المجاهدون من أهل فلسطين بـ (3315) عملية فدائية.
سبحان الله! أرقام ضخمة جداً، فالعمليات الفدائية التي تمت في الانتفاضة الأخيرة في سنة 2000م على عظمها لم تبلغ بعد معشار ذلك، ما زال أمامنا الكثير، تاريخ طويل وجهاد عظيم، وكفاح مرير، وعيون ساهرة، وشعوب صابرة، ودماء طاهرة.
بلغت خسائر بريطانيا في هذه العمليات عشرة آلاف قتيل، ومن اليهود مثلهم، فبلغ عدد الشهداء اثنا عشر ألف شهيد، واعتقل خمسون ألف معتقل، وحكم بالإعدام على 146 رجلاً، ودمر 5000 منزل.
ومع ذلك يا إخوة! ما زلنا في بداية الطريق، لا علم بغير عمل، ولا جهاد بغير تضحية، ولا نصر بغير صبر، ولا ليل بغير نهار.
هل سكتت إنجلترا عن هذه الصولات والجولات؟ ماذا تفعل إنجلترا أمام الصدور المفتوحة للرصاص المتمنية للموت المشتاقة إلى الجنة. ماذا تفعل؟
سبحان الله!!
ما زال في جعبتها أسلحة. تلك الماكرة: {وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ }[إبراهيم:46] استخدمت إنجلترا أسلوباً تقليدياً، لكنه فعّال، أسلوباً قديماً حديثاً، أسلوباً بسيطاً معقّداً، ما أسهل استخدامه وما أصعب مقاومته، أسلوب فرّق تسد، ماذا فعلت؟
انتبه واسمع واعتبر:{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[الرعد:3]، شجّعت بريطانيا بعض الفصائل الفلسطينية الموالية لها على تكوين ما يُعرف بفصائل السلام، بزعامة رجل اسمه فخري النشاشيبي .
نتيجة الانتفاضة الكبيرة ونتيجة فشل الإنجليز واليهود في قمعها، فكّروا في إنشاء فصائل السلام، مهمتها تسكين الشعب بوعده بالسلام مع بريطانيا واليهود، مهمتها وقف نزيف الدماء اليهودية والإنجليزية قبل الفلسطينية، مهمتها تمثيل الشعب في المحافل والمؤتمرات، مهمتها تعقب المجاهدين ودل البريطانيين عليهم، مهمتها جر المجاهدين إلى معارك جانبية، مهمتها وقف الانتفاضة والوعد بحكم تحت رعاية إنجليزية.
هكذا قامت فصائل السلام تدعو للسلام، وسبحان الله! نتحدث عن التاريخ وكأنا نراه رأي العين، ترى ماذا كانت حجتهم أولئك الذين حملوا السلاح باسم السلام، وضربوه في صدور إخوانهم، أو وضعوا أيديهم في يد عدوهم يدلونهم على المجاهدين؟ أتراهم يعتقدون أن خير فلسطين في موالاة عدوها؟ أم تراهم يعلمون الحق ويتبعون غيره؟
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
تسارعوا إلى نصرة أعدائهم ظناً أنه لا طاقة لهم بهم:{فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ }[المائدة:52]،
والمؤمنون المجاهدون الصابرون الصادقون يتعجبون من هذه الأفعال، يتعجبون من الذين يرفعون سلاحهم في صدور إخوانهم ويعتقلونهم، ثم هم يعلنون بكل صفاقة أنهم معهم يدافعون عن الأرض المقدسة:{وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ }[المائدة:53]،
وقام صراع وقتال وعراك بين الإخوة والأحباب، أخّر -ولكن بفضل الله لم يوقف- حركة الجهاد{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ}[يوسف:111].
نعم يا إخوة! التاريخ فيه تفصيل لكل نقطة، كل قضية سوف تواجه المسلمين إلى يوم القيامة، وهذا القرآن والسنة المطهرة فيها تفصيل كل شيء: {وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }[يوسف:111].
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55