قناة

فيلق القدس الإلكتروني Force Electronic Quds

فيلق القدس الإلكتروني Force Electronic Quds
9.9k
عددالاعضاء
38
Links
Files
8
Videos
65
Photo
وصف القناة
《وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ》 فريق سيبراني إسلامي حر، لا نتبع لأي جهة ونعمل على مُناصرة المسلمين في كل مكان ونحارب العدو الصهيوني بالصاروخ الرقمي. contact us : @ForceElectronicQuds_bot #فيلق_القدس_الإلكتروني
🔸 بني أمية والفرق الضالة

لبني أمية جهودًا كبيرة من أجل الحفاظ على نصاعة العقيدة الإسلامية وبساطتها وصحتها دون تحريف أو مغالاة، غير أن اختلاط العرب بغيرهم من شعوب البلاد المفتوحة صاحبة العقائد المختلفة، والأديان المتعددة، والتصورات الدينية المتباينة كان لا بد أن يترك أثرًا سلبيًّا على التصور الصحيح للإسلام عند بعض أبنائه. كما أننا نتوقع منذ البداية أن هذه الحضارات المهزومة والأمم المدحورة، وإن فاتها النصر في ساحات القتال لن تعدم وسيلة ما للدس والكيد والتآمر، ومحاولة تخريب عقائد المسلمين والتشويش عليها.

وبالتجاوز عن مواجهة الأمويين حركات الخوارج التي تعتمد على سابقة تاريخية منذ حاربهم علي بن أبي طالب t، وبافتراض أن تفكير الخوارج كان انحرافًا في (فهم الإسلام) وغلوًّا فيه، وليس حربًا له أو مكرًا به، فقد واجه الأمويون بعد ذلك عديدًا من المذاهب العقدية الضالة والخطيرة على الإسلام وأمته.

وقد تركز ظهور معظم هذه الحركات الهدامة في الجزء الشرقي من الدولة الإسلامية في العراق وفارس وخراسان، حيث كان التأثر واضحًا بالديانات الفارسية القديمة، كما ظهرت بعض هذه المذاهب الضالة في الشام حيث نجد بعض المؤثرات النصرانية. ولكننا نلاحظ كذلك أن هذه المذاهب المنحرفة لم تكن خطيرة التأثير، إذ لم تتح لها الفرصة للانتشار والذيوع، كما أنها كانت تفتقر بشكل واضح إلى التعاطف الجماهيري الذي ظل ملتصقًا بقيم الإسلام وتصوراته الصحيحة.

ولعل أسبق هذه الضلالات إلى الظهور ما نُسِبَ إلى المختار بن أبي عبيد المنتزِي على العراق في فترة ضعف الحكم الأموي التي تلت موت يزيد بن معاوية وتنازل ابنه معاوية عن الخلافة، وفي سنة 79هـ اكتشف عبد الملك بن مروان أمر رجل يدعي النبوة بالشام يُدعى الحارث بن سعيد، فألقى القبض عليه، وأمر رجالاً من أهل العلم والفقه بمحاورته وإقامة الحُجَّة عليه لعله يتوب، فلما لم يقبل منهم، أمر بقتله.

وظهر في العراق في فترة مبكرة معبد الجهني الذي كان من أوائل القدرية في الإسلام، وهم منكرو القدر، وقد جاء بهذه الأفكار فيما يبدو من مصادر نصرانية، ثم لم يلبث أن ثار على الأمويين مع ابن الأشعث، فلما فشلت هذه الثورة ألقى الحجاج القبض عليه وقتله بعد عام 80هـ.

وقد أخذ الأفكار القدرية لمعبد أحد رجال الشام واسمه غيلان الدمشقي، وكان مولى لآل عثمان بن عفان t، وقد أدخل على هذه الأفكار مزيدًا من التأصيل الجدلي، وقد ناظره عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- لما علم ببدعته، وأبان له ضلاله فأظهر التراجع عن فكره أكثر من مرة، وأمر عمر بالكتاب إلى سائر العمال بخلاف ما يقول هؤلاء القدرية، وقد أمسك غيلان عن الكلام حتى مات عمر، فسال منه بعد ذلك السيل، فاستدعاه هشام بن عبد الملك بعد توليه الخلافة، وقال له: ويحك! قل ما عندك، إن كان حقًّا اتبعناه، وإن كان باطلاًَ رجعتَ عنه. فناظره ميمون بن مهران والأوزاعي، فلما استبان خطؤه ومكره وإصراره على ضلالته، أمر هشام بقتله.

ويبدو أن بعض الناس أرجف بالخليفة بعد صنيعه ذاك حتى أشفق أن يكون أخطأ بقتله غيلان، فكتب إليه رجاء بن حيوة فقيه أهل الشام يقول: بلغني يا أمير المؤمنين أنه دخلك شيء من قتل غيلان وصالح (أحد أصحاب غيلان)، وأقسم لك يا أمير المؤمنين إن قتلهما أفضل من قتل ألفين من الروم أو الترك.

ثم ظهر في الشام الجعد بن درهم مولى بني الحكم وكان معلمًا لمروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية، وهو أول من تكلم بخلق القرآن من أمة محمد r، وقد قيل إنه أخذ ذلك من أصول يهودية، فلما أظهر ذلك القول طُلِبَ بالشام، فهرب إلى الكوفة حيث حبسه عاملها خالد القسري وأمره هشام بن عبد الملك بقتله.

إن وقوف الخلافة الأموية أمام هذه المعتقدات الضالة والمنحرفة عن عقيدة الإسلام الصحيحة لم يكن منطلقًا من هوى شخصي لدى الخلفاء، بل كان -كما رأينا- بالاستعانة بأهل العلم الذين كانوا يقيمون الحجة على هؤلاء الخارجين عن إطار الشرع والدين وعقيدة الإسلام الصحيحة، ولو تركت الدولة هؤلاء لحدثت الفتن والثورات من أجل هذه المعتقدات؛ ولذلك أوضح ابن حيوة هذا الأمر للخليفة هشام بأن قتله لأحد المبتدعين أفضل من قتل ألف من أعداء الأمة من الروم أو الترك.

قناة التاريخ الذي لم ندرسه في مدارسنا
@tarikhuna1
الفتح العظيم
الجزء الأول ٣/١

تمر اليوم الذكرى ال ٥٦٨ لأعظم فتح عرفه التاريخ الفتح الذي بشر به رسول الله ( (لَتُفْتَحَنَّ القُسطَنْطِينِيَّةُ فلنعمَ الأميرُ أميرُها ولنعمَ الجيشُ ذلك الجيش)
وبهذه المناسبة نقدم لكم هذا المقال الذي كتبه الدكتور محمد علي الصلابي عم هذا الفتح العظيم


انتظر المسلمون ثمانية قرون ونصف قرن حتى تحققت البشارة التي بشر بها النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه: «لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ»، وكان ذلك في عهد الدولة العثمانية زمن السلطان العثماني محمد الفاتح، رجل الدولة والأمير القائد راعي الحضارة الإسلامية.
من هو محمد الفاتح؟
هو محمَّد الثَّاني، السُّلطان العثماني السَّابع في سلسلة آل عثمان ويلقَّب بالفاتح، وأبي الخيرات، وقد حكم ما يقرب من ثلاثين عاماً كانت خيراً وعزَّةً للمسلمين، ولد في (27 رجب 833 هـ / 30 مارس 1429م)، ونشأ في كنف أبيه السلطان (مراد الثاني) الذي اهتم بتنشئته تنشئةً علمية وجسدية، وتربيته تربية سياسية وعسكرية خاصة منذ طفولته، بحيث تعهّده بالرعاية والتعليم؛ ليكون جديرًا بالسلطنة والنهوض بمسؤولياتها؛ فأتم حفظ القرآن، وقرأ الحديث، وتعلم الفقه، ودرس الرياضيات والفلك والتاريخ الإسلامي، وتعلم العربية والفارسية واللاتينية واليونانية، وتعلم أمور الحرب وركوب الخيل والرمي والمبارزة، واشترك مع أبيه السلطان مراد في حروبه.
وتذكُر كتب التاريخ والسِّير أن محمد الفاتح تتلمذ على يد كبار علماء عصره، مثل: «أحمد بن إِسماعيل الكوراني» الذي حبَّبه في الإسلام، والعمل بالقرآن، وحب العلم وتقدير العلماء وجعله يُقبِل عليه بهمَّةٍ ونشاط، وتأثَّر محمد الفاتح أيضاً بالشيخ «آق شمس الدين سنقر» الذي كان أول من زرع حلم "فتح القسطنطينية" في ذهنه منذ الصغر، وكبر الفتى وهو يصبو إلى تحقيق ذلك الحلم.
وقد تسلم محمد الفاتح الحكم بعد وفاة أبيه في (5 محرم 855 هـ/ 7 فبراير 1451م)، وبدأ في التجهيز لفتح القسطنطينية، ليحقق الحلم الذي يراوده، وليكون هو محل البشارة النبوية، وفي الوقت نفسه يسهل لدولته الفتية الفتوحات في أوروبا، ويقضي على أعدائه الذين يتربصون به.
استعداد جيشه العظيم قبل فتح القسطنطينية
وضع محمد الفاتح خطة عبقرية قبل فتح القسطنطينية، تحدّث عنها المستشرقون بانبهار شديد، فقالوا: «ما رأينا، ولا سمعنا من قبل بمثل هذا الشَّيء الخارق، محمَّد الفاتح يحوِّل الأرض إِلى بحار، وتعبر سفنه فوق قمم الجبال بدلاً من الأمواج، لقد فاق محمَّد الثَّاني بهذا العمل الإِسكندر الأكبر»، حيث شيّد على الجانب الأوروبي من البوسفور قلعة كبيرة عُرفت باسم قلعة (روملي حصار) لتتحكم في مضيق البوسفور في مدة زمنية لا تتعدى الأشهر الثلاثة، وقام ببناء سفن جديدة في بحر مرمرة لكي تسد طريق الدردنيل، واستقدام خيرة الخبراء العسكريين، ومن بينهم الصانع المجري الشهير (أوربان) الذي استطاع صُنْعَ مدافع عظيمة عملاقة لم تشهدها أوروبا من قبل، تقذف كرات هائلة من الحجارة والنار على أسوار القسطنطينية
الفتح العظيم (فتح القسطنطينية)
الجزء الثاني ٣/٢

حشد الفاتح جيشه البالغ 265 ألف مقاتل من المشاة والفرسان، تصحبهم المدافع الضخمة، واتجهوا إلى القسطنطينية، واستمرَّ حصار المدينة ثلاثة وخمسين يومًا، تمَّ خلالها بناء منشآت عسكرية ضخمة، وقد بذل البيزنطيون قصارى جهدهم في الدفاع عن المدينة، واستُشهِد عدد كبير من العثمانيين في عمليات التمهيد للفتح، وكان من بين العقبات الرئيسية أمام الجيش العثماني تلك السلسلة الضخمة؛ التي وضعها البيزنطيون ليتحكَّمُوا بها في مدخل القرن الذهبي، والتي لا يمكن فتح المدينة إلَّا بتخطِّيها، وقد حاول العثمانيون تخطِّي هذه السلسلة دون جدوى؛ وقاموا بجرّ السُّفن من البوسفور إِلى البر حيث سُحبت على الأخشاب المدهونة بالزَّيت مسافة ثلاثة أميال، حتَّى وصلت إِلى نقطةٍ آمنةٍ، فأنزلت في القرن الذَّهبي، وتمكَّن العثمانيُّون في تلك اللَّيلة من سحب أكثر من سبعين سفينة، وإِنزالها على حين غفلةٍ من العدوِّ بطريقةٍ لم يُسبق إِليها السُّلطان الفاتح قبل ذلك، وقد كان يشرف بنفسه على العمليَّة الَّتي جرت في اللَّيل بعيداً عن أنظار العدوِّ، ومراقبته. كان هذا العمل عظيماً بالنسبة للعصر الَّذي حدث فيه، بل معجزةً من المعجزات، تجلَّت فيه سرعة التَّفكير، وسرعة التَّنفيذ، ممَّا يدلُّ على عقلية العثمانييِّن الممتازة، ومهارتهم الفائقة، وهمتهم العظيمة. لقد دهش الرُّوم دهشةً كبرى عندما علموا بها، فما كان أحد ليستطيع تصديق ما تمَّ، لكن الواقع المشاهد جعلهم يذعنون لهذه الخطَّة الباهرة، وتمَّ استكمال حصار المدينة من كل الجبهات.يوم فتح القسطنطينية، والدروس المستفادة منه
عند السَّاعة الواحدة صباحاً من يوم الثَّلاثاء 20 جمادى الأولى سنة 857هـ الموافق 29 مايو 1435م بدأ الهجوم العامُّ على المدينة بعد أن أُصدرت الأوامر للمجاهدين الَّذين علت أصواتهم بالتَّكبير، وانطلقوا نحو الأسوار، وخاف البيزنطيُّون خوفاً عظيماً، وشرعوا في دقِّ نواقيس الكنائس، والتجأ إِليها كثيرٌ من النَّصارى، وكان الهجوم النِّهائي متزامناً برِّيَّاً، وبحريَّاً في وقتٍ واحدٍ حسب خطَّةٍ دقيقةٍ أُعدَّت بإِحكامٍ.
وكانت الكتائب الأولى من العثمانيِّين تمطر الأسوار والنَّصارى بوابلٍ من القذائف والسِّهام محاولين شلَّ حركة المدافعين، ومع استبسال البيزنطيِّين، وشجاعة العثمانيِّين كان الضحايا من الطَّرفين يسقطون بأعدادٍ كبيرةٍ، وبعد أن أُنهِكت الفرقة الأولى الهجوميَّة، كان السُّلطان قد أعدَّ فرقةً أخرى، فسحب الأولى، ووجَّه الفرقة الثَّانية، وكان المدافعون قد أصابهم الإِعياء، وبعد ساعتين من تلك المحاولات أصدر الفاتح أوامره للجنود بالرَّاحة، بعد أن أرهقوا المدافعين في تلك المنطقة، وفي الوقت نفسه أصدر أمراً إِلى قسمٍ ثالثٍ من المهاجمين بالهجوم على الأسوار من نفس المنطقة، وفوجئ المدافعون بتلك الموجة الجديدة بعد أن ظنُّوا: أنَّ الأمر قد هدأ، كما كان القتال يجري على قدمٍ وساق في المنطقة البحريَّة، ممَّا شتَّت قوَّات المدافعين، وأشغلهم في أكثر من جبهةٍ في وقتٍ واحدٍ.

*للاشتراك في مجموعات التاريخ الذي لم ندرسه على الرابط التالي:*

https://chat.whatsapp.com/KmC8VKMLdTwE8jQ6zSoEL9
لاشتراك *الاخوات* في مجموعات النساء إرسال كلمة (إشتراك إناث) إلى الرابط التالي:
https://wa.me/905385252921

ندعوكم للإشتراك في قناتنا على اليوتيوب لدعمنا لنستمر ولنتشارك الأجر :

https://youtube.com/channel/UCmg6hTOOCP9D_68QAp-s-Ig

ندعوكم للإشتراك في صفحتنا على الفيس بوك

https://www.facebook.com/tarikhuna1/

متابعة كل مانشر من البداية قناتنا على التلغرام:

https://t.me/tarikhuna1

حسابنا على التويتر:

https://twitter.com/tarikhona1
الفتح العظيم (فتح القسطنطينية)
الجزء الثالث والأخير ٣/٣

ومع بزوغ نور الصَّباح أصبح المهاجمون يستطيعون أن يحدِّدوا مواقع العدوِّ بدقَّةٍ أكثر، وشرعوا في مضاعفة جهودهم في الهجوم، حيث أمطرت المدفعية الأسوار بوابلٍ من القذائف، وجاء قسمٌ جديدٌ من شجعان الإِنكشاريَّة، استطاع ثلاثون منهم تسلُّق السُّور أمام دهشة الأعداء، وتمكنوا من تمهيد الطَّريق لدخول المدينة عند طوب قابي، ورفعوا الأعلام العثمانيَّة، ممَّا زاد في حماس بقيَّة الجيش للاقتحام، كما فتُّوا في عضد الأعداء.
ولما رأى قسطنطين الأعلام ترفرف على الأبراج الشَّماليَّة للمدينة، أيقن بعدم جدوى الدِّفاع، وخلع ملابسه حتَّى لا يعرف، ونزل عن حصانه، وقاتل حتَّى قتل في ساحة المعركة، وكان لانتشار خبر موته دورٌ كبيرٌ في زيادة حماس المجاهدين العثمانيِّين، وسقوط عزائم النَّصارى المدافعين، وتمكَّنت الجيوش العثمانيَّة من دخول المدينة من مناطق مختلفةٍ، وهكذا تمكَّن المسلمون من الاستيلاء على المدينة، وكان الفاتح ـ رحمه الله ـ مع جنده في تلك اللَّحظات يشاركهم فرحة النَّصر، ولذَّة الفوز بالغلبة على الأعداء من فوق صهوة جواده، وكان قوَّاده يهنئونه، وهو يقول: (الحمد لله، ليرحم الله الشهداء، ويمنح المجاهدين الشَّرف، والمجد، ولشعبي الفخر، والشكر!).
ولم يأت ظهيرة ذلك اليوم الثلاثاء 20 جمادى الأولى 857هـ الموافق 29 من مايو 1453م، إِلا والسُّلطان الفاتح في وسط المدينة يحفُّ به جنده، وقوَّاده، وهو يردِّدون: ما شاء الله! فالتفت إِليهم، وقال: لقد أصبحتم فاتحي القسطنطينيَّة الَّذين أخبر عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهنَّأهم بالنَّصر، ونهاهم عن القتل، وأمرهم بالرِّفق بالنَّاس، والإِحسان إِليهم، ثمَّ ترجَّل عن فرسه، وسجد لله على الأرض شكراً، وحمداً، وتواضعاً لله تعالى.
ثم توجه الفاتح العظيم إلى كنيسة (آيا صوفيا)، وأمر بتحويلها مسجدًا، وأمر بإقامة مسجد في موضع قبر الصحابي الجليل (أبي أيوب الأنصاري) الذي كان ضمن صفوف المحاولة الأولى لفتح المدينة العريقة، وقرر اتخاذ القسطنطينية عاصمة لدولته، وأطلق عليها اسم (إسلام بول) أي دار الإسلام، ثم حُرفت بعد ذلك واشتهرت بإستانبول، وانتهج سياسة متسامحة مع سكان المدينة، وكفل لهم ممارسة عباداتهم في حرية كاملة، وسمح بعودة الذين غادروا المدينة في أثناء الحصار إلى منازلهم.
إِنَّ السُّلطان محمَّداً الفاتح لم يُظهر ما أظهره من التَّسامح مع نصارى القسطنطينيَّة إِلا بدافع التزامه الصَّادق بالإِسلام العظيم، وتأسيا بالنَّبيِّ الكريم صلى الله عليه وسلم، ثمَّ بخلفائه الرَّاشدين من بعده، الَّذين امتلأت صحائف تاريخهم بمواقف التَّسامح الكريم مع أعدائهم.
لقد كان السلطان محمد الفاتح رجلاً مسلمًا ملتزمًا بأحكام الإسلام، تقيًّا ورعًا؛ وذلك بفضل النشأة التي نشأها وأثَّرت فيه تأثيرًا عظيمًا، فقد تميَّز بشخصيَّةٍ فذَّةٍ، جمعت بين القوَّة، والعدل، كما فاق أقرانه منذ حداثته في كثيرٍ من العلوم الَّتي كان يتلقَّاها في مدرسة الأمراء وخاصَّةً معرفته لكثيرٍ من لغات عصره، وميله الشَّديد لدراسة كتب التَّاريخ، وكان يتصف بالحزم، والشَّجاعة، والذَّكاء، والعزيمة، والإِصرار، والعدالة وعدم الاغترار بقوَّة النَّفس، وكثرة الجند، وسعة السُّلطان، والإِخلاص، والعلم، أمَّا سلوكه العسكري فكان متحضِّرًا لم تشهده أوربا في عصورها الوسطى، ولم تعرفه شريعتها من قبلُ.وكان لفتحه القسطنطينية أثرٌ عظيمٌ على العالم الإِسلاميِّ، والأوربيِّ، وقد شكل حدثاً غيّر مجرى التاريخ، إذ اعتبره المؤرخون نهاية للعصور الوسطى وبداية العصر الجديد، وبعد اتخاذ القسطنطينية عاصمة للدولة العثمانية باتت منارة لانتشار الفكر الإسلامي، وملجأ لعلماء ومفكرين الأمة الإسلامية آنذاك، حيث أصبح الإسلام أحد أهم محركات السياسة العالمية من جديد، وبات للمسلمين دوراً أساسياً في شتى الأحداث العالمية بعد أن توحدت الإمبراطورية العثمانية في آسيا وأوروبا، وأصبحت مركزاً تجارياً من أعظم مراكز التجارة في العالم، حيث فتحت القسطنطينية للعثمانيين الطريق لأن يصبحوا قوة بحرية هائلة، ومركزاً لبناء الأساطيل، ومدرسة لتعليم فنون القتال العثمانية من نظام الإنكشارية وقوات المشاة الخفيفة.

مراجع المقال:
د. علي محمد الصلابي، الدولة العثمانية، عوامل النهوض وأسباب السقوط، الطبعة الأولى 2003م، ص. ص 81 -91.

زياد أبو غنيمة، جوانب مضيئة في تاريخ العثمانيِّين، دار الفرقان، الطَّبعة الأولى 1403 ـ 1983م. ، ص287.

سالم الرَّشيدي، محمَّد الفاتح، الإِرشاد، جدَّة، الطَّبعة الثَّالثة، 1989م/1410هـ، ص131 -139.

عبد العزيز العمري، الفتوح الإِسلاميَّة عبر العصور، دار إِشبيلية، الرِّياض، الطَّبعة الأولى، 1418هـ/1997م، ص. ص380 – 383.

د. محمَّد حرب، العثمانيُّون في التَّاريخ والحضارة، دار القلم، دمشق، ط1 1989، ص 253.
*"فضل إيران على أوروبا ."*

عبارة قالها مستشرق بلجيكي :
(( *لولا الإيرانيون الشيعة الصفويون لكنا نقرأ القرآن فى بلجيكا* )).

ملخصٌ لبحث رائع نشره الأستاذ الدكتور/محمد عماره /بمجلة الأزهر،
عن خيانات الشيعة عبر التاريخ للأمة الإسلامية.

أهديه إلى من يقول سأذهب إلى النجف  و أصلّيَ خلفهم! 
أهديه إلى شيخ الأزهر الذى صرح بهذا التصريح ولم تعترض على تصريحه عمامة واحدة مما يجعلنى أتشكك فى حقيقة معتقداتهم!.

يقول لكم
الأستاذ الدكتور/محمد عماره:

لقد استنفرت مأساة احتلال الصليبيين للقدس- التى صنعها الشيعة_(الفاطميون والبويهيون والقرامطة)- عندما سيطروا على الخلافة العباسية، واستبدوا بالأمة الإسلامية ....
استنفرت هذه المأساة روح المقاومه فى الضمير السنى والعقل السنى المعبر عن جمهور الأمة،
فقامت الدولة  الفروسية الإسلامية السنيه: (الدوله الزنكية النورية، والدولة الأيوبية والدولة المملوكية)،
تلك التى استعانت بإحياء المذهب السنى الذى أدّى إحياؤه إلى إيجاد لحمة الانتماء بين الأمة والدولة مرة أخرى.
وكان لصلاح الدين الأيوبي الذى تألق فى ميادين الانتصارات الحربية الدور الرائد فى إحياء روح الحياة لدى المسلمين وتطهير البلاد من العقائد الشيعية الباطنية الغريبة والشاذة.
خلال هذه الفتره قام الشيعة – الذين غربت شمس دولتهم بسلسلة من الخيانات فتحالفوا مع الصليبيين ضد صلاح الدين الأيوبي، ومع هولاكو الوثنى ضد الخلافة العباسية.
الوزير الشيعى( شاور) عقد تحالفات مع الصليبيين ضد سعي الدولة النورية إلى تحرير مصر من الخطر الصليبى، وكانت نتيجة خياناتهم اجتياح الصليبيين لمصر، ومرابطة قواتهم على أبواب القاهرة، وامتلاك مفاتيحها، ودفع مصر الجزية للصليبيين
بل.. أطلق هؤلاء الخونة على الفرنج وصف (الفَرَج).
استمر العار الشيعي الفاطمي حتى أزاله الجيش السنى الذى قاده أسد الدين شيركوه ، وابن أخيه صلاح الدين الأيوبي.
وبعد ان تمكن صلاح الدين من إزالة الدولة الفاطمية، واخذ فى التوسع بإنشاء المدارس السنية التى أحيت مذهب أهل السنة والجماعة، وأخذ فى تطهير البلاد من بقايا التشيع الإسماعيلى،
تحالفت ضده بقايا هذه الدولة مع الصليبيين، وتمردوا عليه مرة بقيادة مؤتمن الدولة، ومرة بقيادة الشاعر عمارة اليمني، فقضى صلاح الدين على هذه التمردات، وهذه الخيانات،
ثم بعد أن أزال السلاجقة الأتراك من أهل السنة نفوذ الدولة البويهية الشيعية من المشرق الإسلامى
مارس الحشاشون وهم شيعة إسماعيلية الخيانة والاغتيالات ضد السلاجقة فحاولوا اغتيال..صلاح الدين مراراً،
وعندما ضعفت قوة الصليبيين
لجأ  الشيعة إلى الوثنية التترية يستنجدون بها، ويستدعونها لتوجيه قوتها التدميرية الى الخلافة العباسية إلى جانب قوة الصليبيين،
فانضم الوزير الشيعي ابن العلقمي وقيادات شيعية أخرى الى هولاكو وجحافل التتار!
وصنعوا ببغداد والمشرق المأساة التى تفردت بين مآسي التاريخ!.
فعلى الجبهة الفكرية :- تم التدمير بالإحراق والإغراق لكنوز الفكر الإسلامي، وتراث الحضاره الإسلامية!.
وعلى جبهة الإبادة للبشر:- يكفى ان تعرف ان أعداد من قتل من المسلمين قد بلغ مليونى نفس فى أربعين يوماً!.
هكذا صنعت خيانات الشيعة بزعامة الوزير ابن العلقمى المأساة التى أتت على الدوله الإسلامية طمعا فى إحلال دولة شيعية محل الخلافة العباسية السنية!.
وبعد هذا الدمار استطاعت الدولة المملوكية هزيمة التتار فى موقعة عين جالوت والقضاء على حلم إقامة الدوله الشيعية.
ولكن وبعد هذا الانتصار الذى تم فى عين جالوت جاءت البلوى من مغرب العالم الإسلامي (من الأندلس) عندما نجح الصليبيون الإسبان والبرتغاليون الأوروبيون فى إسقاط غرناطة واستئصال الإسلام من غرب أوروبا، وبدأ السعي الصليبى فى الالتفاف حول العالم الإسلامي تمهيدا لضرب قلب هذا العالم الاسلامى و إحتلال القدس الشريف والأرض المقدسة من جديد!.
وفى نفس العام خرجت حملة صليبيه يقودها كريستوف كولومبس- قاصدا جزر الهند الشرقية لمحاربة المسلمين ولجمع الذهب كى يجهز به حملة صليبية تستعيد
إحتلال القدس،
فلما ضل طريقه البحرى وذهب الى امريكا جمع الذهب لذات الغرض وعاد ليحرض ملكي إسبانيا والبابا اسكندر على تجييش هذه الحمله الصليبية!.
وبعد خمس سنوات من إسقاط غرناطة خرجت الحملة الصليبية البرتغالية بقيادة فاسكو دى جاما فالتفت حول افريقيا ووصلت إلى بحر العرب فى طريقها الى شواطىء الهند والفلبين رافعة شعار التوابل والمسيح..أي تحويل طريق التجاره بعيداً عن أرض العالم الإسلامي لإضعافه اقتصادياً مع تنصير المسلمين!
فخرج الجيش المصرى من ميناء السويس إلى شواطىء الهند لنصرة المسلمين هناك
فى الحرب ضد البرتغاليين

وبدأت الدولة العثمانية السنية فتح جبهة ضد الكنيسة الكاثوليكية وأمراء الإقطاع الأوربيين....
وكانت عناصر الخيانه حاضرة وجاهزة!.
ملكة الحبشه هيلانا
تحولت مع بعض ملوك الحبشه حينا من الدهر عن الأرثوذكسية الى الكاثوليكية – مذهب البرتغاليين- ثم تحالفت معهم ضد القبائل والشعوب المسلمة وضد الدولة المملوكية وذلك لتحويلمياه النيل إلى البحر الأحمر والصعود فى هذا البحر الى جدة فمكة والمدينة لهدم الكعبة وسرقة جثمان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
للمساومة به على استعادة القدس و انتقالها إلى ايدى الصليبين مرة أخرى،
ولكن مقاصدهم لم تتحقق بفضل الله تعالى بعد أن سلّط عليهم الرياح فى البحر الأحمر، و بسبب نقص المؤن اللازمة للأسطول البرتغالي....
على الجانب الآخر  نجحت جبهة تحالف البرتغاليين الصليبين مع الشيعه الفرس الصفويين!.
وكما أجبر البرتغاليون والإسبان وقهروا المسلمين فى الاندلس واجبروهم على ترك دينهم وخيروهم بين التنصير وبين الموت او الفرار من البلاد؛ فقد اجبر الصفويين اهل السنه الايرانيين الذين كانوا اغلبية على اعتناق المذهب الشيعي وقتلوا ما يزيد عن
مليون انسان من أهل السنة آنذاك بهدف تحويل إيران من السنة إلى الشيعة!.
ولم تكن الدولة العثمانية بعيدة عما يجرى
فقد بدات حملتها على وسط اوربا ووصلت جيوش السلطان سليمان القانونى إلى أسوار فيينا وعاصمتها،
فقام الشاه الشيعي الصفوى فى إيران
إلى تحريك جيشه للهجوم على حدود الدولة العثمانية الأمر الذى اضطر العثمانيين كى يحموا حدودهم الشرقية إلى سحب جيوشهم من على أسوار فيينا!.
ولايزال الأوربيون حتى اليوم يحتفلون بإنقاذ الشيعة الصفويين للعاصمة فيينا من الفتح العثماني!.
تكررت هذه الخيانة الشيعية الصفوية على عهد الشاه نادر شاه الذى دفع جيشه بالاتفاق مع البرتغاليين الصليبيين إلى احتلال بغداد- الأمر الذى اضطر السلطان العثمانى الى سحب جيوشه من على اسوار فيينا مرة ثانية كى يعود لتحرير بغداد من الاحتلال الصفوى.
شارك خبراء إنجليز إيران فى مقاومتها للدوله العثمانية فذهب خبراء انجلترا لتقوية المدافع الإيرانية ضد الدولة العثمانية السنية!.
و أنقذ هذا الحلف الصليبى الصفوى أوروبا من الفتوحات العثمانية،
ولقد عبر احد المستشرقين عن ذلك عندما قال
(( لولا الإيرانيون الشيعة الصفويون لكنا نقرأ القرأن فى بلجيكا))!.

مقال تعريفي هام نرجو نشره على نطاق واسع.

مقال رائع مهم جدا...
ويا ريت يصل لكل من يغتر ....
وبالذات شيعة الشوارع
@tarikhuna1
افضل كتاب تعليم اللغه الانجليزيه للمبتدئين وبسهوله

https://bit.ly/3yOv8Ic
📚البحارة العثماني صالح رايس

اجمع المؤرخبين على أن اصل صالح رايس هو عربي ومن الإسكندرية تعرف إلى الاتراك حين قدومهم إلى مصر وقد رافق البحار خير الدين في رحلاته البحرية من أهم اعماله ساهم في انقاد بقايا المسلمين في الأندلس وقد تولى منصب حاكم الجزائر في عام 1552 فاتم فتح بجاية سنة1555وقضى على التمردات في المغرب الأقصى وفتح فاس في عام 1554 وقضى على بقية الزيايين

أولها: إبعاد الإسبان نهائياً عن أراضي الجزائر. ثانيهما: وضع حد فاصل للمشاغبات والمفاجآت التي تقوم بها الدولة المغربية السعدية. وثالثها :إعلان نفير الجهاد العام والسير براً وبحراً على رأس الجيوش الإسلامية إلى بلاد الأندلس.

ابتدأ صالح رايس في مستهل ولايته بتحقيق الوحدة الداخلية، واستطاع أن يخضع الإمارات المستقلة لنفوذ الدولة العثمانية وأصبح وضع العثمانيين في الجزائر أقوى مما كان عليه ثم بدأ صالح رايس في مخططه نحو المغرب الأقصى واستفاد من الظروف التي تمر بها تلك الديار ووقف مع أحد أفراد أسرة بني وطاس الذي فقد أمله في وقوف الإسبان والبرتغاليين معه. وتحركت القوات العثمانية للوقوف مع أبي حسون الوطاسي وحصلت اصطدامات عسكرية بين قوات محمد الشيخ والقوات العثمانية قرب بادس التي رسا بها الأسطول العثماني إلا أن الهزيمة لحقت بالقوات السعدية، مما أفسح المجال أمام العثمانيين لكي يواصلوا زحفهم نحو الداخل، وقبل أن تنتهي سنة 963هـ/1553م، سقطت مدينة تازة في يد العثمانيين الذين اشتبكوا مع السعديين في معارك متواصلة أهمها بكدية المخالي في ساحة فاس، عند ذلك تقدمت القوات العثمانية ومعها أبوحسون نحو فاس التي دخلتها في 3 صفر سنة 964هـ/ 8 يناير 1554م. وأعلن الباب العالي ضم المغرب إلى الدولة العثمانية بعد أن خطب الإمام للسلطان العثماني.

ازداد فزع الإسبان والبرتغال لرؤية الأساطيل العثمانية وهي تسيطر على بعض الموانئ المغربية القريبة من مراكز احتلالهم التي سيطر عليها العثمانيين ومن ثم التوجه للأندلس، وقد جاء في الرسالة التي بعثها الملك البرتغالي (جان الثالث) إلى الإمبراطور شارل الخامس، ما يدل على هذا الفزع إذ كتب إليه يحثه على التدخل في المغرب للحيلولة دون توطيد العثمانيين لإقدامهم في هذه البلاد، لان ذلك يشكل خطراً كبيراً على مصالح الأمتين. مكث صالح رايس بمدينة فاس أربعة أشهر ضمن خلالها استقرار الأمور للدولة العثمانية، وفي خلال تواجده في فاس لم يترك الجهاد ضد الإسبان فأرسل فرقة من جيشه إلى الريف المغربي استرجع من الإسبان معقلهم الكبير باديس أو صخرة فالين كما يدعونها، كما حاول صالح رايس أن يستبدل الباشا العثماني أبا حسون بالشريف الإدريسي الراشدي مولاي بوبكر، بناء على اقتراح المرابطين الصوفيين للقيام على حكم فاس باسم السلطان العثماني، إلا أن ثورة الأهالي اضطرت صالح رايس لإعادة بوحسون إلى حكم فاس، فأذعن بوحسون لشروط العثمانيين بشأن الحفاظ على السيادة العثمانية من حيث الخطبة باسم السلطان العثماني وإقامة حامية عثمانية في مقر بلاطة.

تمهيده للعمل المشترك في استرداد الأندلس

لم يكن صالح رايس يهتم قبل كل شيء إلا بمحاربة الإسبان، ولا يهدف من وراء أي عمل إلا جمع القوى الإسلامية من أجل تطهير البلاد من التواجد المسيحي، كان يرى قبل كل شيء وجوب طرد الإسبان من وهران، من النزول إلى الأندلس، لكن كيف يتسنى له ذلك وسلطان السعديين بالمغرب يترقب به الفرص وسلطان قلعة بني عباس ببلاد مجانة يعلن انفصاله واستقلاله، ترامت لصالح رايس يومئذ الأنباء عن ضعف القوى الأسبانية بمدينة مجانة، علاوة عن معاناة الحامية بالضيق فرأى صالح أن يغتنم الفرصة وأن يبدأ بتطهير الشرق من الإسبان قبل أن يطهر الغرب ولعل إنقاذ مدينة بجاية سيكون له اثر في عودة ملكها إلى حظيرة الوحدة الإسلامية تحت ضغط السكان سار صالح رايس في ربيع أول سنة 963هـ/ يناير 1555م نحو مدينة بجاية على رأس قوة كبيرة بنحو ثلاثين ألف رجل عززهم في الطريق بالمجاهدين في إمارة كوكو، فوطدت الجيوش العثمانية وحاصروا المدينة، بينما جاء الأسطول العثماني يحمل الأسلحة والمدافع بجانب الجيش وصوب المسلمين قذائفهم على القلعة ودارت معركة عنيفة ونجح صالح رايس في انتزاع بجاية من الإسبان في ذو القعدة سنة 963هـ/سبتمبر 1555م، ولم يستطيع حاكم نابولي من نجدة حاكمها في الوقت المناسب، كما استسلم الحاكم الأسباني للقوات العثمانية.
📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55 
📝 سيوف الإسلام الخفية !

كان الاجتياح المغولي للعالم الإسلامي واحدا من أقسى الضربات التي تعرضت لها المسيرة الإسلامية، وهي لحظة فارقة في تاريخ العالم الإسلامي، ولقد بدت هذه الفترة في النصف الأول من القرن السابع الهجري وكأنها تشهد انحسار الإسلام وذبوله، ففي الشرق مذابح المغول واكتساحهم البلاد، وفي الغرب تنهار دولة الموحدين بعد معركة العقاب، وبانهيارها تساقطت حواضر الإسلام الكبرى في الأندلس مثل قرطبة وإشبيلية وما سواهما، وبدا التاريخ وكأنه يكتب تآكل الامبراطورية الإسلامية من ذات اليمين وذات الشمال.

لكن لم يكن إلا أعوام وتتحول دولة المغول الكبرى التي بناها جنكيز خان إلى أربعة ممالك كبرى، ثم ليست إلا أعواما أخرى تقل أو تكثر حتى تحولت هذه الممالك الأربعة إلى الإسلام، فدخل الغالبون في دين المغلوبين، وانتصرت القوة الحضارية الإسلامية على القوة العسكرية المغولية.

ما زال لا يعرف الكثير عن تفاصيل دخول ملوك المغول في الإسلام، إلا أن القليل مما أبقته لنا التواريخ يشير إلى شيء منزوٍ هناك في زاوية من زوايا التاريخ.

لقد استطاعت النساء المسلمات المأخوذات سبايا خلال الحروب المغولية الإسلامية، ولاسيما أولئك الذين انتهت بهن تصاريف الأيام إلى ملوك التتار أن يصنعن شيئا عجبا.

فالأميرة رسالة بنت السلطان علاء الدين خوارزم شاه، وأخت السلطان جلال الدين منكبرتي آخر سلاطين الدولة الخوارزمية، كانت من نصيب جوجي ابن جنكيز خان، فعاشت في أسرة جوجي، ومن العجب أن الأميرة رسالة التي كانت على هامش التاريخ في دولة أبيها وأخيها لم ترض أن تكون على هامش التاريخ وهي أسيرة من السبي. لقد كان لها التأثير الملموس على أسرة جوجي ولا سيما على ابنيه “باتو” و “بركة”، وهما اللذان تزعما فيما بعد فرع القبيلة الذهبية المغولية، تلك القبيلة التي سيطرت على شمال المملكة المغولية في القوقاز وروسيا، وكانت أولى الممالك دخولا في الإسلام.

كانت الإمبراطورية المغولية تضطهد المسلمين الذين صاروا تحت سلطانها، لكن الوضع كان مغايرا في القبيلة الذهبية، فلقد عُرف “باتو” بعطفه على المسلمين وإن لم يكن قد دخل في الإسلام، وبعد موته جاء بركة خان الذي أسلم وبايع الخليفة المستنصر آخر خلفاء العباسيين (لم تكن قد سقطت بغداد بعد)، وكان إسلامه حدثا عظيما، فلقد خرج الرجل بهذا الإسلام من كل عصبية قومية، وحاول جهده أن يوقف زحف هولاكو على الأرض الإسلامية، بل وحارب هولاكو في أكثر من موقعة، وتحالف مع المماليك -لا سيما الظاهر بيبرس- ضد هولاكو، وكان هو العامل الأهم في إسلام القبيلة الذهبية واستقرار هذا الدين في مناطق روسيا والقوقاز قرونا بعد ذلك.

وبعد نصف قرن من دخول المغول بغداد، سيدخل سابع الأيلخانات (الملوك) المغول في فارس في الإسلام، اسمه “غازان خان”، وهو لم يكن أول الملوك الذين دخلوا الإسلام في أيلخانية (مملكة) فارس المغولية، ولكن هو الذي يؤرخ به لدخول المغول في فارس في الإسلام. لكن الأهم –في سياقنا هنا- كان فيمن خلفه على العرش، فلقد خلفه أخوه أوليجاتو وهو الذي كان نصرانيًّا وتعمد وتسمى بنقولا، ذلك أن أمه كانت على النصرانية التي انتشرت لبعض الوقت عند ملوك المغول لأسباب ليس الآن مجال ذكرها، غير أن “نقولا” لم يلبث أن أسلم وهو شاب في مقتبل العمر “بتأثير من زوجته”، وبهذا الإسلام تجذر إسلام المغول في أرض فارس.

ثمة زوجة أخرى مسلمة لا نعرف إلا أنها “أرغنة Organa” يُرجع إليها المؤرخون إسلام ابنها “مبارك شاه”، الذي تولى الملك على الفرع الأوسط لمملكة الأولى (سيطر على وسط آسيا)، ولن نعرف هذا الإنجاز الذي قامت به هذه الزوجة إلا إذا علمنا أنها كانت زوجة قرة هولاكو الذي هو حفيد جغطائي بن جنكيز خان الذي كان ألد أعداء المسلمين من بين خانات المغول كافة، ولم يكن يطيق أن ينطق أحد بكلمة مسلم في حضرته، اللهم على سبيل التحقير.

وحقا، إن لله جنودا لم تروها، فمن كان يفكر في أن سبية قد أخذت في الحرب قهرا فكان أخذها انتهاكا لحرمات المسلمين وأعراضهم، هي نفسها التي ستفتح بابا عجزت سيوف الدول والرجال أن تفتحه؟؟

وصدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ((لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم فيه بطاعته إلى يوم القيامة))؛ رواه أحمد وابن ماجه وحسنه الألباني.
✍ بقلم : المؤرخ محمد ألهامي
📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55