#خلفاء_وقادة 💫الـحـ1ـلـقـة
أبو يوسف يعقوب المنصور الموحدى
〰〰〰〰〰〰
💫وتوجه إلى مدينة طليلطة فحصرها، وقاتلها قتالاً شديدًا، وقطع أشجارها، وشن الغارة على ما حولها من البلاد، وفتح فيها عدة حصون، فقتل رجالها، وسبى حريمها، وخرب دورها، وهدم أسوارها، فضعفت النصرانية حينئذ، وعظم أمر الإسلام بالأندلس، وعاد يعقوب إلى إشبيلية فأقام بها.
فلما دخلت سنة ثلاث وتسعين سار عنها إلى بلاد الفرنج، وذلوا، واجتمع ملوكها، وأرسلوا يطلبون الصلح، فأجابهم إليه بعد أن كان عازمًا على الامتناع مريدًا
لملازمة الجهاد إلى أن يفرغ منهم، فأتاه خبر علي بن إسحق الملثم الميورقي أنه فعل بإفريقية ما نذكره من الأفاعيل الشنيعة، فترك عزمه، وصاحلهم مدة خمس سنين، وعاد إلى مراكش آخر سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة[2]. ووصفها صاحب كتاب نفح الطيب فقال: ومعركة الأرك تضاهي وقعة الزلاقة أو تزيد، والأرك موضع نواحي بطليوس وكانت سنة إحدى وتسعين وخمسمائة، وغنم فيها المسلمون ما عظم قدره وكان عدة من قتل من الفرنج فيما قيل مائة ألف وستة وأربعين ألفًا، وعدة الأساري ثلاثين ألفًا، وعدة الخيام مائة ألف وخمسين ألف خيمة، والخيل ثمانين ألفًا، والبغال مائة ألف، والحمير أربعمائة ألف، جاء بها الكفار لحمل أثقالهم؛ لأنهم لا إبل لهم، وأما الجواهر والأموال فلا تحصى وبيع الأسير بدرهم والسيف بنصف درهم والفرس بخمسة دراهم والحمار بدرهم، وقسم يعقوب الغنائم بين المسلمين بمقتضى الشرع[3]. وقال الشاعر أبو العباس الجراوي شاعر البلاط الموحدي في قصيدته واصفًا موقعة الأرك: هو الفتح أعيى وصفه النظم والنثرا * وعمَّت جميع المسلمين به البشرى وأنجـد في الدنيا وغار حديثــه * فراقت به حسنًا وطابت به نشـرا لقد أورد الأذفونش[4] شيعته الردى * وساقهمُ جهلاً إلى البطشة الكبرى حكى فعل إبليس بأصحابـه الإلى * تبرَّأ منهـم حيـن أوردهم بـدرا رأى الموت للأبطال حوليه ينتقـي * فطار إلى أقصـى مصارعـه ذعرا ألوفٌ غدتْ مأهـولة بهم الفـلا * وأمسـت خلاء منهمُ دورهم قفرا ودارت رحى الهيجا عليهمْ فأصبحوا * هشيمًا طحينًا في مهبِّ الصبا مذرى[5] أخلاقه لما نجا الفنش ملك النصارى إلى طليطلة في أسوأ حال، فحلق رأسه ولحيته ونكس طليبه وآلَى أن لا ينام على فراش ولا يقرب النساء ولا يركب فرسًا ولا دابة حتى يأخذ بالثأر، وصار يجمع من الجزائر والبلاد البعيدة ويستعد ثم لقيه يعقوب وهزمه وساقه خلف بلاده ولم يبق إلا فتحها، فخرجت إليه والدة الأذفونش وبناته ونساؤه وبكين بين يديه وسألنه إبقاء البلد عليهن، فرقَّ لهن ومنَّ عليهن بها، ووهب لهن من الأموال والجواهر ما جل، وردهن مكرمات، وعفا بعد القدرة، وعاد إلى قرطبة فأقام شهرًا يقسم الغنائم وجاءته رسل الفنش بطلب الصلح فصالحه، وأمن الناس مدته، وفيه يقول بعض شعراء عصره: أهل بأن يُسْعى إليه ويرتجى * ويزار من أقصى البلاد على الرجا مَنْ قد غدا بالمكرمات مُقَلَّدًا * وموشَّحًا ومختَّمـًا ومتوَّجــا عمرتْ مقاماتِ الملوكِ بذِكْرِهِ * وتعطَّرت منه الريـاح تأرّجـا[6] وفاته توفي المنصور الموحدي في 22 ربيع الأول سنة 595هـ، وأوصى أن يُدفن على قارعة الطريق ليترحم عليه من يمر به، فرحمه الله وأحسن مثواه[7]. قالوا عنه قال عنه علي بن حزمون: حيتك معـطـرة الـنـفـس * نفحات الفتـح بـأنـدلـس فذر الكفـار ومـأتـمـهـم * إن الإسـلام لـفـي عـرس أإمـام الـحـقِّ ونـاصـره * وطهرت الأرض مـن الدنـس وملأت قلوب النـاس هـدى * فدنا التوفيـق لمـلـتـمـس ورفعت منار الـدين عـلـى * عمد شـمٍّ وعـلـى أسـس وصدعت رداء الكفر كـمـا * صدع الديجور سنا قـبـس[8]. [1] موقع الشبكة الإسلامية، الرابط:
[http://www.islamweb.net/. [8] عبد الواحد المراكشي: المعجب في تلخيص أخبار المغرب.
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55