💫💫💫
أتساع دولة المرابطين في عهد يوسف بن تاشفين أمير المسلمين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
✍أبو بكر بن عمر اللمتوني 480هـ=1087م
بعد الشيخ عبد الله بن ياسين يتولَّى الشيخ أبو بكر بن عمر اللمتوني زعامة المرابطين في سنة (451هـ=1059م)، وقد جُمعت له الزعامة الدينية والسياسية، فلقد كان من علماء المرابطين، وفي خلال سنتين من زعامته لهذه الجماعة الناشئة يكون قد ظهر في التاريخ ما يُعرف بدويلة المرابطين، وأرضها آنذاك شمال السنغال وجنوب موريتانيا، وهي بعدُ لا تكاد تُرى على خريطة العالم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
✍فتنة بين جدالة ولمتونة
وفي سنة (453هـ=1061م) بعد سنتين من تولِّي الشيخ أبي بكر بن عمر اللمتوني زعامة المرابطين، يَسْمَع بخلاف قد نشب بين جدالة ولمتونة وأصبح فتنة، ومن المؤرخين من يقول: إن الفتنة كانت بين مسوفة ولمتونة. فتوجَّه أبو بكر بن عمر اللمتوني بقسم من المرابطين ليحلَّ الخلاف بين المتصارعين هناك، تاركًا زعامة المرابطين لابن عمِّه يوسف بن تاشفين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
✍الدعوة إلى الإسلام
وبعد أن استطاع أبو بكر بن عمر اللمتوني أن يحلَّ الخلاف ويطفئ نار الفتنة التي اشتعلت، إذا به يتوجه إلى السودان -وهي المناطق الجنوبية للمغرب العربي- ليدعو أهل هذه المناطق إلى الإسلام، ولقد وجد قبائل وثنية لا تعبد الله بالكلية، وجدها تعبد الأشجار والأصنام وغير ذلك، وجد قبائل لم يصل إليها الإسلام قط.
أقبل الشيخ أبو بكر بن عمر اللمتوني بسبعة الآلاف الذين معه يُعَلِّمُونهم الإسلام ويُعَرِّفُونهم دين الله، وبصبرٍ شديدٍ ظلَّ أبو بكر بن عمر اللمتوني يدعوهم إلى الإسلام، فدخل منهم جمع كثير وقاومه جمع آخر؛ ذلك أن أهل الباطل المستفيدين من وجود الأصنام لا بُدَّ أن يحافظوا على مصالحهم؛ فالتقى معهم في حروب طويلة.
ظلَّ الشيخ أبو بكر بن عمر اللمتوني يتوسَّع في دعوته، ويتنقل من قبيلة إلى قبيلة، وفي سنة 468هـ=1076م وبعد خمس عشرة سنة كاملة من تركه جنوب موريتانيا وهو زعيم على دويلة المرابطين
يعود رحمه الله بعد مهمَّة شاقَّة في سبيل الله تعالى يدعو إلى الله على بصيرة، فيدخل في دين الله مَنْ يدخل، ويحارب مَنْ صدَّ الناس عن دين الله عزَّ وجل حتى يَرُدَّه إلى الدين، أو يَصُدَّه عن صَدِّه.
لقد كان أبو بكر بن عمر من أعظم قادة المرابطين، وأتقاهم وأكثرهم ورعًا ودينًا، وحبًّا للشهادة في سبيل الله، وساهم في توحيد بلاد المغرب، ونشر الإسلام في الصحارى القاحلة وحدود السنغال والنيجر، وجاهد القبائل الوثنية حتى خضعت وانقادت للإسلام والمسلمين، ودخل من الزنوج أعداد كبيرة في الإسلام، وساهموا في بناء دولة المرابطين الفتيَّة، وشاركوا في الجهاد في بلاد الأندلس، وصنعوا مع إخوانهم المسلمين في دولة المرابطين حضارة متميِّزة [1]
📌《١》|الصلابي: دولة المرابطين، ص63|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
✍يوسف بن تاشفين "400-500هـ= 1009-1106م"
يصفه الذهبي في سير أعلام النبلاء فيقول: كان ابن تاشفين كثير العفو، مقرّبًا للعلماء، وكان أسمر نحيفًا، خفيف اللحية، دقيق الصوت، سائسًا، حازمًا، يخطب لخليفة العراق [2]
📌《٢》|الذهبي: سير أعلام النبلاء، 19/253|
ووصفه ابن الأثير في (الكامل في التاريخ) بقوله: كان حليمًا كريمًا، دَيِّنًا خَيِّرًا، يُحِبُّ أهل العلم والدين، ويحكِّمهم في بلاده، ويبالغ في إكرام العلماء والوقوف عند إشارتهم، وكان إذا وعظه أحدُهم خشع عند استماع الموعظة، ولان قلبُه لها، وظهر ذلك عليه، وكان يُحِبُّ العفو والصفح عن الذنوب العظام [3]
📌《٣》|ابن الأثير: الكامل في التاريخ، 9/99|
ولم تكن دولة المرابطين التي تركها الشيخ أبو بكر بن عمر اللمتوني في يد ابن عمه يوسف بن تاشفين قد استقرت بعد؛ لذا أوصى أبو بكر خليفته على الدولة بقتال بني يفرن وزناتة ومغراوة؛ وهم القوى الثلاث الرئيسة التي تُناوئ المرابطين [4]
📌《٤》|ابن أبي زرع: روض القرطاس، ص134، وابن الخطيب: أعمال الأعلام القسم الثالث، ص232، والسلاوي: الاستقصا، 2/22.|
نظر يوسف بن تاشفين في شمال موريتانيا (المنطقة التي تعلوه) وفي جنوب المغرب العربي فرأى من حال البربر -الذين يعيشون في هذه المنطقة وبالتحديد في سنة (453هـ=1061م) - أمورًا عجيبة؛ منها:
#يتبع ...👇
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للاشتراك تيليجرام
https://telegram.me/gghopff55