💫 #المحـ١٢ـاضرة والأخيرة:بغداد بين سقوطين
∫∫ الحـ١٢٩ــلقة ∫∫
- - - - - - - - - - -
🔹توسيد الأمر لغير أهله:
المرض التاسع: توسيد الأمر لغير أهله، فقد رأينا في قصة سقوط بغداد الأولى، كيف أن الأمر كان قد وسد لغير أهله كثيراً، وضيعت الأمانة، وتولى المناصب العليا في البلد أناس افتقروا إلى الكفاءة، كما افتقروا إلى التقوى، فلم يكن فيهم قوة ولا أمانة، وهذه طامة كبرى، فإذا لم يصل إلى مراكز القيادة إلا أصحاب الوساطة أو القرابة أو الرشوة فهذا أمر خطير، بل شديد الخطورة، وإذا رأيتم أن القريب لا يوظف إلا قريبه، وأن المراكز تباع وتشترى وتهدى، وأن أصحاب الكفاءات لا تقدر كفاءتهم ولا يرفع من قدرهم، فاعلموا أن النصر في هذه الظروف مستحيلة.
وإذا كنا الآن في ذيل الأمم كما كان الوضع أيام التتار، فلننظر إلى من يجلس في مراكز القيادة في مختلف المجالات، وكيف وصلوا إليها، فإذا رأينا أنهم وصلوا إليها بأسلوب لا يرضي الله عز وجل، فلنعلم أن النصر متأخر، ولن يأتي إلا بعد تعديل الأمور، وتسليم المناصب إلى من يستحقها، وتوسيد الأمر إلى أهله، وجعله بيد الذي جمع بين عمق العلم وصلاح العمل ونقاء الضمير وحسن السيرة.
____
🔹غياب الشورى:
المرض العاشر والأخير: غياب الشورى، والشورى أصل من أصول الحكم في الإسلام، والذي لا يأخذ بها فإنه يضحي بملايين الطاقات في شعبه، ويفترض في نفسه الكمال، ويخالف طريق الأنبياء، ويزرع الضغينة في قلوب أتباعه، ويقع في الخطأ تلو الخطأ، وفوق ذلك كله فإنه يخالف أمر الله عز وجل، الذي جاء بلفظ صريح في كتابه العزيز حيث قال: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} [آل عمران:١٥٩]، ونقصد بالشورى هنا الشورى الحقيقية لا الشورى الوهمية، التي ليس لها هم إلا جمع الآراء المؤيدة لرأي الزعيم الأوحد، ثم تغلب آراء الدكتاتور وترمي بقيمه الآراء في سلة المهملات.
فهذا المرض من جملة الأمراض التي أدت إلى انهيار المسلمين تحت أقدام التتار، وكذلك انهيارهم الآن تحت أقدام أعدائهم من أمريكان أو يهود أو هندوس أو صرب أو غيرهم، فهذه الأسباب العشرة هي أسباب الهزيمة والهوان في أي عصر من العصور، ونحن لا نهزم لقوة أعدائنا، ولكن لضعفنا وسوء إعدادنا.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
💎عوامل النصر:
أما كيف يكون النصر فهو أمر في منتهى البساطة والسهولة واليسر، ولا يوجد فيه لا لبس ولا غموض، وهو أن تعالج هذه الأمراض العشرة التي ذكرناها علاجاً حقيقياً صادقاً، ولا بد أن نعترف بوجود هذه الأمراض أولاً، ثم نسعى جاهدين صادقين لعلاجها؛ حتى نرقى بهذه الأمة، ونوظف كل الطاقات لتمكينها في الأرض.
والنصر بإيجاز شديد جداً يكمن في الأمور العشرة التالية:
الأول: العودة الكاملة غير المشروطة إلى الله عز وجل وإلى شرعه الحكيم.
الثاني: الوحدة بين المسلمين جميعاً على أساس الدين.
الثالث: الإيمان بالجنة والزهد في الدنيا والبعد عن الترف.
الرابع: تعظيم الجهاد والحث عليه، وتربية النشء والشباب على حب الموت في سبيل الله.
الخامس: الاهتمام بالإعداد المادي من سلاح وعلم وخطط واقتصاد وتقنيات وسياسات وغير ذلك.
السادس: إظهار القدوات الجليلة الإسلامية الأصلية وإبرازها وتعظيمها عند المسلمين.
السابع: عدم موالاة أعداء الأمة، والفقه الحقيقي للفرق بين العدو والصديق.
الثامن: بث روح الأمل في الأمة الإسلامية، ورفع الهمة والروح المعنوية للشعب.
التاسع: توسيد الأمر إلى أهله، وأهله هم أصحاب الكفاءة والأمانة.
العاشر: تفعيل دور الشورى الحقيقية التي تهدف فعلاً إلى الخروج بأفضل الآراء.
هذه هي عوامل عشرة للنصر، وكل واحد منها يحتاج إلى محاضرات كثيرة ودروس منفصلة، وكل واحد منها يحتاج لجهد متواصل من كل مخلص في هذه الأمة، يريد لها القيام والسيادة والتمكين في الأرض.
#يتبع غداً باذن الله
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك في التلجرام👇
https://telegram.me/gghopff55