(٦)
وضع أحمد يزن في سريره، بدل له ملابسه، وغطاه جيدا..
أحمد: يزن حبيبي، أنت بخير؟؟ هل تسمعني؟؟
نوال: ماذا به؟
أحمد: حرارته مرتفعة، انظري كيف يرتجف.. هل اتصلتِ بالطبيب؟
نوال: لا، سيتحسن من تلقاء نفسه أنا أكيدة.. ثم لا يمكننا تحمل تكاليف طبيبك الخاص الآن..
أحمد: طيب، سننتظر حتى الغد، إن بقي هكذا سآخذه إلى المشفى..
أسيل: بابا، هل سيكون يزَني على ما يرام؟ أنا خائفة..
أحمد: هُسس يا أميرة بابا، أخوكِ قوي لا تخافي عليه، ولا تبكي بجانبه ها، سيحزن لذلك..
أسيل: حسنا..
نوال: أحمد حبيبي قلتَ نريد أن نتحدث
أحمد: صحيح، فلنأجلها حتى ينام الأولاد، أما الآن فأحضري ماء باردة وقطعة قماش.. أريد أن أخفض من حرارته
نوال: حاضرة..
مرّت عدة ساعات وأحمد جالس قرب يزن، يبكي لإحساسه بكل ذاك التقصير، وبعده الدائم عن ابنه.. فهو قد انشغل بعمله كثيرا، لدرجة غاب عن باله أن ابنه في أشد الحاجة لوجوده خاصة في عمره هذا، وفي ظل غياب أمه.. "سامحني يا عمري.. سامح أباك الغافل..
أنا غفلت عن ربي أيضا.. لم أصلِّ منذ زمن.. ااااه يا الله.. شكرا يا ربّ على نعمتك هذه، أن أبعدت عني ثروتي لألتفت إلى ابني.. أسألك أن تهبني الصبر لأجتاز هذا الإمتحان.. عَفوكَ عفوَك.."
نوال: أي نعمة يا حبيبي، هل ارتفعت حرارتك انت أيضا... امممم لا أنت بخير.. نحن سنترك أملاكنا ونرحل، وأنت تقول نعمة؟؟
أحمد: يزن أمانة يا نوال.. وأنا لم أكن أهلا.. وأنتِ.. لم تكوني أهلا!
نوال: ماذا؟
أحمد: وعدتيني أن تكوني أما لا خالة. لكن للأسف..
نوال: من قال هذااا، ابنك في قلبي..
أحمد: يكفي هذا يا نوال. الصبي سيموت من الحزن والغربة وأنت تقولين قلبي. أين كان قلبك عندما ذهبت لأم جاد وأخبرتها عن مشروعك؟ بأي حق تتحدثين باسمي؟؟ لماذا يجب أن أعرف عن طريق الأولاد هاا؟؟
نوال: أنا.. آسفة.. اعتقدت أنك لن تمانع السكن ببيت أهلي ف...
أحمد: أهلك ليسوا المشكلة! كيف سأتخلى عن ولدي لنذهب هناك. أمه ميتة ولكن أباه على قيد الحياة! يمكنك الذهاب متى شئتِ أنا وأولادي سنتدبر أمرنا..
نوال: لاااا ما هذا الكلاام!! لقد أخطأت أرجوك سامحني.. لن أتركك أو الأولاد مستحيل.. لن أعيدها أرجوووك..
نام أحمد بجانب يزن تلك الليلة بقلب مطمئن، بعد أن صلّى لله شكرا، وقضى ما فاته في يومه..
#قويٌّ_هَشّ 💜