قناة

📚قصص||روايات||منوعة📚

📚قصص||روايات||منوعة📚
23.9k
عددالاعضاء
218
Links
2,827
Files
17
Videos
767
Photo
وصف القناة
قصص و كتب pdf 💚📚 محبي القراءة في نعيم لا يدركه غيرهم... لا تشيخ أرواحهم وعقولهم ولو شاخت أجسادهم.💚 فهرس القصص👇🏻💗 @rwayattt للتواصل @Rwayate_BOT بإدارة💙✨ ⴅÂÐЄĦÂ حسابي الانستغرام💚🌿👇🏻 https://instagram.com/madeha_alyan?igshid=YmMyMTA2M2Y=
قويٌّ هَشّ 🌱🍃
(٦)

وضع أحمد يزن في سريره، بدل له ملابسه، وغطاه جيدا..
أحمد: يزن حبيبي، أنت بخير؟؟ هل تسمعني؟؟
نوال: ماذا به؟
أحمد: حرارته مرتفعة، انظري كيف يرتجف.. هل اتصلتِ بالطبيب؟
نوال: لا، سيتحسن من تلقاء نفسه أنا أكيدة.. ثم لا يمكننا تحمل تكاليف طبيبك الخاص الآن..
أحمد: طيب، سننتظر حتى الغد، إن بقي هكذا سآخذه إلى المشفى..
أسيل: بابا، هل سيكون يزَني على ما يرام؟ أنا خائفة..
أحمد: هُسس يا أميرة بابا، أخوكِ قوي لا تخافي عليه، ولا تبكي بجانبه ها، سيحزن لذلك..
أسيل: حسنا..
نوال: أحمد حبيبي قلتَ نريد أن نتحدث
أحمد: صحيح، فلنأجلها حتى ينام الأولاد، أما الآن فأحضري ماء باردة وقطعة قماش.. أريد أن أخفض من حرارته
نوال: حاضرة..

مرّت عدة ساعات وأحمد جالس قرب يزن، يبكي لإحساسه بكل ذاك التقصير، وبعده الدائم عن ابنه.. فهو قد انشغل بعمله كثيرا، لدرجة غاب عن باله أن ابنه في أشد الحاجة لوجوده خاصة في عمره هذا، وفي ظل غياب أمه.. "سامحني يا عمري.. سامح أباك الغافل..
أنا غفلت عن ربي أيضا.. لم أصلِّ منذ زمن.. ااااه يا الله.. شكرا يا ربّ على نعمتك هذه، أن أبعدت عني ثروتي لألتفت إلى ابني.. أسألك أن تهبني الصبر لأجتاز هذا الإمتحان.. عَفوكَ عفوَك.."
نوال: أي نعمة يا حبيبي، هل ارتفعت حرارتك انت أيضا... امممم لا أنت بخير.. نحن سنترك أملاكنا ونرحل، وأنت تقول نعمة؟؟
أحمد: يزن أمانة يا نوال.. وأنا لم أكن أهلا.. وأنتِ.. لم تكوني أهلا!
نوال: ماذا؟
أحمد: وعدتيني أن تكوني أما لا خالة. لكن للأسف..
نوال: من قال هذااا، ابنك في قلبي..
أحمد: يكفي هذا يا نوال. الصبي سيموت من الحزن والغربة وأنت تقولين قلبي. أين كان قلبك عندما ذهبت لأم جاد وأخبرتها عن مشروعك؟ بأي حق تتحدثين باسمي؟؟ لماذا يجب أن أعرف عن طريق الأولاد هاا؟؟
نوال: أنا.. آسفة.. اعتقدت أنك لن تمانع السكن ببيت أهلي ف...
أحمد: أهلك ليسوا المشكلة! كيف سأتخلى عن ولدي لنذهب هناك. أمه ميتة ولكن أباه على قيد الحياة! يمكنك الذهاب متى شئتِ أنا وأولادي سنتدبر أمرنا..
نوال: لاااا ما هذا الكلاام!! لقد أخطأت أرجوك سامحني.. لن أتركك أو الأولاد مستحيل.. لن أعيدها أرجوووك..

نام أحمد بجانب يزن تلك الليلة بقلب مطمئن، بعد أن صلّى لله شكرا، وقضى ما فاته في يومه..

#قويٌّ_هَشّ 💜
قويٌّ هَشّ🌱🍃
(٧)

أحمد: يزن.. يزن حبيبي أتسمعني؟
فتح يزن عينيه بصعوبة "بابا"
أحمد: يا عمر بابا، هيا اجلس.. تناول فطورك
يزن: لا.. لست جائعا.. ماذا حصل؟
أحمد: ليس على كَيفك، عليك أن تقوي جسدك.. هيا قم يا كسول..
يزن: ههههه..

جلس يزن وشرع بالبكاء فورا عندما رأى صينية الطعام التي احتوت ثلاثة أطباق؛ البيض المقلي بالكوسى، فطائر مربى الفريز بالزبدة، ومخفوق الموز بالعسل وحبات الشوكولا.. كانت ياسمين تحضر هذا "الإفطار الخاص" ليزن كل مدة. مسح دموعه وحضن والده بقوة.. ازداد بكاؤه فجأة، فهو قد نسي كم هو دافئ حضن الأب.

هدّأه أحمد، وساعده على تناول فطوره، ثمّ ناوله الدواء وأخذ حرارته "امممم لا زالت مرتفعة، لا تذهب اليوم إلى المدرسة، حسنا؟"
أسيل: أنا لن أذهب أيضا يا بابا. يَزَنييي صباح السكّر..
يزن: ههههه صباح العسل سيلا.. لماذا لن تذهب الأميرة إلى المدرسة؟؟
أسيل: أنا لست أميرة. أنا ممرضة ويجب أن أعتني بك اليوم!

ابتسم أحمد لما سمع، "اعتني بالمريض ممرضة أسيل واتصلي بي إن قام من سريره حتى نربطه جيدا. هاهاهاها"
أسيل: ههههههه. سأربطك يا بابا إن ربطت أخي..
أحمد: ماذاااا آخر جيل هيا إلى عملكِ هياا

كان يزن يضحك من قلبه، لم يضحك هكذا منذ زمن، وهذا ما أسعد أحمد كثيرا "ممرضة سيلا، اسمحي للمريض أن يصلي فقط، ثم يعود".
تفاجأ يزن، فهو منذ وفاة أمه، نسي أمر الصلاة ولم يشاهد والده أو نوال يؤديانها..
أحمد: هيا قم معي، سأسندك ريثما تتوضأ. أحمد الله أن الأوان لم يفت ولم تتكلف بعد، وانت اشكره أني عدت إلى رشدي قبل ذلك. ههههه ماذا بك؟
يزن: أنا سعيد جدا يا أبي.. أحبك كثيرا..

كانت هذه الكلمات كفيلة بأن تداوي إحساس أحمد بالذنب، وهو يراقب ابنه يصلي بطمأنينة كبيرة..

أنهى يزن صلاته وعاد إلى سريره. أسيل جلست جنبه فورا تمسح خصلات شعره عن جبينه وتغني له. كان أحمد قد غادر الغرفة حين دخلت نوال وبيدها كوب زهورات ساخن. جلس يزن وسلم عليها، أخذ الكوب، "شكرا خالتي، لذيذ جدا"
نوال: بالشفاء يا شقي. ههههه. أعجبك كيف وبخني والدك لأجلك.
يزن: ماذا.. أ.. أنا آسف.. لم...
نوال: ههههه لا بأس سأسامحك هذه المرة. هذه المرة فقط. لكن قل لي، كيف عرفت بموضوع بيت أهلي؟
أجب يا ولد..
هاااي هل غبت عن الوعي؟ أجبني هذه قلة احترام أن لا تردّ!
يزن: لا أستطيع إخبارك..

#قويٌّ_هَشّ 💜
قويٌّ هَشّ 🌱🍃
(٨)

نوال: ماذا ماذا؟ هذه الأفعى أم جاد حتما. يا لها من وقحة، بدل أن تستقبلك في بيتها تفتن بيننا. حسابها عندي على كل حال..
يزن: أولا لا شأن للخالة سمر بالموضوع
ثا.. ثانيا، أنتِ.. آي.. أنت أولى بالإهتـ.. بالإ..
نوال: ماذا بك.. ماذا حصل لك. يزن! يا ويلي يزن!!!

فتح يزن عينيه في المشفى. كان يسمع صوت أبيه وخالته من غير أن يراهما:
نوال: قلت لك أيها الطبيب، كنا نتحدث، فجأة أخذ يتعرق ووضع يده على صدره وتأوه ثم أغمي عليه..
أحمد: دكتور أرجوك، أرجوك قم باللازم.. لا تهتمّ بإفلاسي سأتدين إن لزم الأمر..
أرجوك أخبرني هل للأمر صلة بمرض ياسمين؟

ابتعدوا ولم يسمعهم بعد ذلك.. فأخذ يتذكر حال أمه بعد مرضها. بدأ كل شيء حين علمت أن أحمد تزوج من بنت أحد رجال الأعمال، لأن والدها وعده بتسليمه شركة ناجحة. سقطت أمه أرضا وغابت عن الوعي. وبدأت المعاناة. تبين إصابتها بمرض قلبيّ أودى بحياتها بعد سنتين. هكذا دخلت نوال حياة يزن، وهكذا خرجت ياسمين. بعد انتهاء مراسم العزاء، اصطحب أحمد يزن، وكان في السادسة من عمره، إلى المنزل الحاليّ، بعد أن كانوا يسكنون كوخا جميلا في الجبل. "آاااه كيف نسيت ذاك الكوخ، يجب أن أحدث أبي علنا نسكنه هذه الفترة.."
سامي: مرحبا يا أخي..
يزن: سامي، أهلا أخي.
سامي: هل تحسنت؟
يزن: أنا بخير، لا عليك..
سامي: أسيل ستجنّ! بقي معها أمجد. سأتصل حتى تكلّمها، خافت عليك كثيرا.. خذ..
أمجد: أجل سامي كيف حال يزن؟
يزن: مرحبا أخي، أنا بخير حبيبي.. أين أسيل؟
أمجد: أهلا أخيي، سلامتك.. أسيييل تعالي يزن يريدك..
أسيل: يَزَنييييييييي!!!
يزن: هااي هاااااي كفي عن البكاء ما كل هذاااا؟
أسيل: يَزَنيي هذا كثير.. أنا خائفة.. عد إلي بسرعة..
يزن: سيلاااا أمجد بجانبك، وأنا على ما يرام. هيا امسحي دموعك.. سأعود قريبا، أعدك..
أسيل: اممم، سأنتظرك، أحبك أخيي
يزن: وأنا أيضا.. مع السلامة.

شعر بعد المكالمة بالتعب، وقبل أن يغفو، رن جوال سامي:
سامي: نعم أمجد؟ ماذاااا الشرطة؟؟ أخبره أننا في المستشفى..
أمجد: يا أخي يقول أننا يجب أن نخلي البيت فورا!
سامي: ما هذاا، حسنا، سأخبر أبي، دعه ينتظر.. مع السلامة..
يزن: ما الأمر يا سامي؟
سامي: الشرطة في البيت ويجب أن نخليه اليوم. لا بد أن أبي انشغل بك ونسي الموضوع. سأذهب لأخبره. هل أحضر لك شيئا؟
يزن: لا، سلامتك..

#قويٌّ_هَشّ 💜
قويٌّ هَشّ 🌱🍃
(٩)

"أخبرتك منذ زمن، مرض ياسمين ليس وراثيا. ما حصل يستلزم أن تداري ابنك أكثر حتى لا يتطور هذا العارض إلى مرض. الضغط النفسي الذي تعرض له في الأيام الماضية هو السبب. انتبه له أكثر، واغتنم تفرغك من العمل للتقرب منه. يمكنه الخروج متى ما أردت."
أحمد: حسنا طبيبنا، حبيبنا. أرحتني كثيرا، شكرا لك. هيا حبيبتي تأخرنا على أمجد وأسيل.
سامي: أبييي. الشرطة في المنزل!
أحمد: أخ! نسيت موعد الإخلاء. اذهب وساعد يزن، وأنا سأنهي أوراق الخروج. نوال اسبقينا إلى السيارة.

عادوا بأسرع ما يمكن إلى البيت. وضّبوا الثياب والحاجيات التي يمكن حملها. وضعوها جميعا في السيارة الوحيدة التي سمح البنك باحتفاظهم بها، ومشوا إلى اللامكان..
أسيل: باباااا لقد تعبت. سامي أبعد رجلك من خاصرتييي!!!!
سامي: خاصرتك؟؟ كوعكِ في بطنييي. ماذا عنك أمجدتوو؟؟؟
أمجد: أنا محشور في أضيق زاوية على وجه الأرض. يزن هل أنت مرتاح؟؟
يزن: هههه مقبووولة. أبي. أين نحن ذاهبون؟
سكت الجميع ليسمعوا الجواب:
أحمد: لا أدري يا بنيّ.. لا أدري..
يزن: خذنا إلى الجبل.. الكوخ صغير ولكن..
نوال: جبل! كووووخ؟ لا لاا لااااا مستحييل. أرضى أن أسكن في زاروب هنا في المدينة ولا أن أدوس كوخا في جبل. أحمد إياااك أن تفكر بالموضوع!
أحمد: هاهاهاهااااااي لقد نسيت أمر ذلك الكوخ. حلنا الوحيد هو يا أولاد جهزوا أنفسكم لمغامرة جديدة!!
أسيل: أنا جاهزة يا باباااا!
سامي: سااامي جاهز!
أمجد: أممممجد جاهز!
نوال: لا لا لا نوااال لييست جاهزة! مستحيييل!
صرخوا جميعا: ماماااااا!
نوال: طيب...

وحده يزن كان غارقا في بحر الخوف؛ فرغم اشتياقه لذاك المكان، كان خائفا من الماضي والذكريات. كادت دمعة تسقط من عينه، لولا أن لمست جبهتَه يد أسيل الصغيرة "حرارتك لا زالت مرتفعة! ماذا فعلوا بالمستشفى هل ربطوك بالسرير حتى ساءت حالتك؟؟" فضحك الجميع وهمس هو "أبعدوني عنكِ يا أغلى ما في حياتي.."

بعد ٣ ساعات بالسيارة، وصلوا إلى المكان المنشود. كانت تشارف على المغيب، حين دخل أحمد ليتفحص البيت، بعد أن طلب من الصبية جمع بعض الحطب لإشعال نار.

أحمد: كما توقعت، يحتاج إلى الكثير من الإصلاحات. هناك غرفتان سليمتان، سننام بواحدة ونضع الأغراض بالأخرى. ومنذ الغد، سنعمل معا على ترميم الجدران والأسقف، وسيعود كسابق عهده!

#قويٌّ_هَشّ 💜
قويٌّ هَشّ 🌱🍃
(١٠)

نوال: حبيبي.. هل أنت واثق من قرارك هذا؟ ماذا عن مدرسة الاولاد؟ ماذا عن احتياجاتنا؟ أصلا كيف نتصرف إن طرأ علينا شيء؟؟ كيف نعيش هنا هذا غير معقوول!!
أحمد: نوال عليك مساعدتي لا أن تزيديها عليّ! أولا كنت أعيش هنا سابقا وأنا بأحسن حال.
ثانيا، أنا سأزودكم بما تحتاجون من المدينة. سأنزل عدة أيام بالأسبوع لأتابع أمر الشركة.
ثالثا، يمكنك اعتبار عطلة الأولاد بدأت مبكرا، فالصبية معفيون من الامتحان الأخير وأسيل ممرضة ما حاجتها للروضة هاهاهاها..
نوال: ااااه حسنا. ظريف أنت حين تمزح ههههه.

دخلت نوال الكوخ لتتفقده، فسمعت صوت بكاء وأنين. كان يزن يجلس أمام صورة قديمة مهترئة، لثلاثتهم، ويبكي بحرقة. دمعت عيناها وأحست بالرقة تجاهه لأول مرة، ثم انسحبت قبل أن يلتفت لوجودها. في الخارج، وجدت الجميع متحلقين حول نار عالية، فرحت كثيرا بالمنظر وتفاءلت "قد لا يكون السكن هنا سيئا إلى هذه الدرجة!"

بعدها بساعة، ندمت نوال على تفكيرها.. فهم مهما حاولوا أن يناموا لم يقدروا؛ البرد القارس منعها والاولاد من النوم. أما أحمد فسهر على راحة يزن الذي ساءت حاله فجأة وصار يهلوس ويتكلم أثناء نومه "بابا.. با.. با.."
أحمد: حبيب أبيك، أنا هنا بجانبك.. افتح عينيك..
يزن: تعاااال.. باباااا، ماما... ما.. ما.. ماتت..

تذكر أحمد ذلك اليوم؛ كان قد عاد لتوّه من المدينة بالحاجيات اللازمة. فتحت ياسمين الباب بابتسامة عريضة، رغم تعبها الواضح، سلمت عليه وشكرته. ثم نادت يزن. ركض يزن وارتمى بحضن والده:
يزن: باباااا وأخيرا ستنام هناا. الذئب يأتي كل يوم وأنا خاائف.
أحمد: أنت بطل كيف تخاف هههه. كيف حال الماما هل تعتني بها.
ياسمين: ههههه، بخير. مشتاقة لك جدا. سأحضّر طبقك المفضل، استحم واجلس مع يزن ريثما يجهز..
أحمد: في الحقيقة، التوأمان مريضان، وعدت نوال بالعودة سريعا.. لا تستطيع السهر عليهما معا..
ياسمين: وماذا عنّا؟؟ أحمد أنت تهملنا. أنا أحتاجك هنا جنب الصغير، ابنك لم يعد يراك..
أحمد: اسمعي.. أرجوك سامحيني.. لمَ لا تذهبان معي إلى المدينة حتى نصبح أقرب؟ أتقبلين؟ هيا لأجل يزن، لأجلي أيضا أنا مشتاق لك.. ها؟

وضبوا أغراضهم وانطلقوا إلى المدينة. وصلوا مساء إلى شقة مفروشة واسعة، قريبة من منزل نوال، كان أحمد قد اتصل وطلب من الخدم تنظيفها وتجهيزها. كانت ياسمين تجلس ويزن في حضنها حين ودعها أحمد وخرج. وبينما كان يشغل السيارة، تفاجأ بيزن ينزل راكضا وهو يصرخ "باباااا، باباااا تعاااال.. مامااا ماتت.. بابااا.."

نوال: أحمد ماذا بك؟
أحمد: لا لا شيء. تذكرت أمرا..
نوال: الأولاد سيتجمدون. ما رأيك لو نمضي الليلة في السيارة. هذا أفضل ليزن أيضا..
أحمد:حسنا، خذي أسيل وشغلي التدفئة، سأتبعك مع الصبية.
يزن حبيبي..
يزن: مامااا.. ماامااا...
أحمد: يزن، بابا، قم معي يا عمري.. هيا، جيد، سأحملك الآن لا تخف.. جيد.. هيا، ستكون على ما يرام، السيارة دافئة..هَيـ..
نوال: يااااا ويليييييي أحماااااااد..

ترك أحمد يزن على عتبة الكوخ وركض خارجا، وجد سنجابا صغيرا على سقف السيارة، فعاتب نوال وعاد إلى ابنه، ليجده واعيا وجالسا على الدرج، "يزن، هيا بني، هات يدك.."
يزن: أبي..
أحمد: يا عمر أبيك..
يزن: أنا خائف!
تفاجأ أحمد وجلس بقربه، ضمه إلى حضنه وهمس في أذنه:" أنا آسف يا عمري، سنرحل من هنا.. ولن أتركك بعد الآن.. سامحني.. هيا قم معي، حرارتك مرتفعة." وذهبا معا إلى السيارة..

#قويٌّ_هَشّ 💜
قويٌّ هَشّ🌱🍃
(١١)

نوال: هذا مستحيل! لا يمكننا العيش هنا. ريثما تنتهي من إصلاحاتك نكون قد تجمدنا وكثّر الله خيرَك!
أحمد: اخفضي صوتكِ لا زالوا نائمين..
نوال: هيا شغل المحرك! فليستيقظوا ونحن في بيت أهلي.. امشِ هيا.
أحمد: ماذا عن يزن؟
نوال: ماذا تعني؟ يزن معنا حتما. تفضل امشِ..
أحمد: ههههه حبيبتي انت.. حسنا..

وصلوا ظُهرا إلى بيت أهل نوال الذي تسكنه أمها سارة، وأختها الممرضة هيفاء وهي في عامها الرابع والعشرين. لم ترحب هيفاء بوجود يزن، لكن احترامها لأحمد وكي لا تزيد الطين بلة منعاها من البوح بذلك. وعندما رأت أن حالته سيئة وتستلزم الرعاية، عضت على الجرح وارتدت أخلاق التمريض، وجهزت عدتها، "أستاذ يزن، تفضل إلى السرير"
أسيل: يااااي خالتيي الممرضة ستعالج يَزَنييي هاهاهاااي!
هيفاء: ههههه ساعديني هيا. ضعي ميزان الحرارة في فمه.
أسيل: افتح يا سمسم ههههه..
هيفاء: حسنا، هات يدك.. جيد.. امممم ضغطك مرتفع، والحرااارة يا ممرضة أسيل؟
أسيل: ثمانون!
هيفاء: هاهاهاها هاتيه. قال ثمانون قال. امممم يزن هل تشعر بالبرد؟ حرارتك مرتفعة!
يزن: قليلا..
هيفاء: طيب، سأحضّر لك حساءً، وسأحضر كمادات باردة. عليك أن تسمع الكلمة وإلا لن تتحسن مفهوووم؟
يزن: حاضر يا آنسة!
هيفاء: اسمي هيفاء. المهم، الحركة اليوم ممنوعة!

مساءً، عاد يزن إلى الهلوسات. هذه المرة كان ينادي أمه باستمرار، ما جعل هيفاء تبكي لحاله، "أختي، كيف ماتت والدة يزن؟"
نوال: ما هذا السؤال الآن؟ افففف. كانت مريضة بقلبها. توقف فجأة وماتت..
هيفاء: يا ويليي. وكم كان عمره؟
نوال: هيفاء حبيبتي ما بالك؟؟ لا أدري خمسة أو ستة أعوام..
هيفاء: مسكين.. هل تعتنين به جيدا؟
نوال: ها! أجل حتما.. أحبه مثل سامي وأمجد. ماذا عنك؟
هيفاء: أنا أفعل ما بوسعي. من المفترض أن يتحسن حاله ابتداء من الغد..

صباحا:
هيفاء: صباح الخير يزن. كيف حالك؟
يزن: أفضل..
هيفاء: اسمعني يزن.. قد تمر على المرء ظروف صعبة، وقد يشتاق لأشخاص ما عادوا موجودين. ما الحل برأيك؟ لو كان العيش مع الذكريات أفضل حل، لاختار الله لنا ذلك وجمّد الزمن، ولكنّ الحياة تستمرّ.. العمر في تناقص يا ولد، والدك بحاجتك، عليك أن تقف معه الآن حتى لا تندم لاحقا. أختي أيضا بحاجتك! لا أدري إن كانت تحسن معاملتك أو لا ولكنها لا تكرهك على الأقل.. الآن اسمع، لديك حتى يوم الغد صباحا حتى تسترجع قوتك وتقف على قدميك، وإلا سأسلمك للممرضة أسيل وذنبكَ على جنبك!
سأغادر الآن. اذا ما احتجت شيئا فنادِني.
يزن: آنسة! شكرا لكِ.. شكرا جزيلا!

#قويٌّ_هَشّ 💜
قويٌّ هَشّ🌱🍃
(١٢)

ابتسمت هيفاء له، وهي نادمة على نفورها منه بدايةً، فهو حسب الظاهر يستحقّ، بل ويحتاج كل محبة. شكله يوحي بالقوة والبأس، إلا أن داخله طفلٌ هشّ يفتقد حضن أمه. تحولت مشاعرها تلك إلى شفقة حتى حصل ما لم يكن بالحسبان!

سُمع طرق قوي على بوابة البيت، مترافقا مع صراخ عدة رجال:" أخرج هيااا وأرنا وجهك..
تختبئ هنا كالفئرااان هيااا اخرج..
أحمد أفندي لن ينفعك الهرووب أغراضنا نريدها لو جلست في قبر.."

خافت هيفاء كثيرا، "أختي أرجوكِ اتصلي بزوجك عله يأتييي أنا خائفة، يا ويلييي."
نوال: اصمتييي انا لست أفضل حالا..
انه لا يردّ ماذا نفعل؟؟
أمجد حبيبي اذهب وأخبرهم أن والدك ليس هنا، ولا تعرف أين هو."

كان يزن قد وقف ويمشي للخارج مستندا على الحائط حين سمع صوت أمجد وسامي:
أمجد: أتركني يا هذااا ما ذنبي أنااا. أميييي أدركينييي!
سامي: يا جبااان دع أخي وشأنه، دعه دعه دعه. يزن أخيييي أنقذنااا!

ركض يزن وقد نسي ضعفه، وانقض على رجل ضخم عريض المنكبين، ولديه وشم تنين على رقبته، كان قد أمسك بأمجد من ياقته بيد واحدة، وهو يصد ضربات سامي الضعيفة بالأخرى، "أفلته يا وغد، وواجه من هو بمثل حجمك!"
الرجل: هاهاها وهل أنت بمثل حجمي؟ هاهاه..
وقبل أن يكمل ضحكته، كان يزن يناوله قبضة قوية في وسط وجهه، فترك أمجد مرغما، وغضب حتى برزت عروق جسده، "يبدو أنك من رواد النوادي.. لا بأس بك، أقدم تعال!!"
سامي: أخي لا تواجهه أرجوك!
يزن: اذهبا إلى الداخل بسرعة. لا يخرجنّ أحد!
تبادل الاثنان القبضات والركلات، وبدأ يزن يترنح في وقفته ويخطئ هدفه.
الرجل: ما بالك يا ولد هل تعبت؟؟ هاهاهاها أنت جنيت على نفسك. لست أنا من يأكل الضرب دون جزاء يا ولد. هاك، ذق، خذ، هاهاهاهاااي!
يزن: ما هذا الهراء! تدخل البيت.... وتؤذي الأولاد... وتتوقع أن أتفرّج عليك؟
نوال: أحمد وأخيرا أجبت!!! تعال مع الشرطة فورًا. هناك عدة رجال في الخارج وأحدهم يتعارك مع يزن، نحن خائفون أرجوووك أسرع..
أحمد: أنا بعيد جدا! بدل أن تتصلي بي وجب أن تخبري الشرطة. اتصلي بهم وحاولي إبعاد يزن عنه، أخاف أن ينتابه عارض آخر!!
...
نوال: الشرطة؟ نعم، هناك مجموعة مثيري شغب.. نعم.. العنوان هو...
هيفاء: سينهار يزن يا أختي! ماذا قال الشرطي؟؟
نوال: سيصلون خلال ٧ دقائق. وماذا أفعل ليزن هذا ها؟ أخرج حتى يضربني بدلا عنه يعني؟؟ إنه قوي، لم ندفع كل تلك الأموال على النوادي الرياضية جزافا!!
هيفاء: أنت غير معقولة! الصبي مريض وقد لا يتحمل أكثر من هذا!!
نوال: اخرسي ييييه! وماذا أفعل ها؟ كان ابني في قبضته ولم أتجرأ على الخروج. اذهبي انت وبلا كلامك الفارغ..
هيفاء: أذهب أنا يا جبانة؟ لا لن أذهب! هذه مشكلة زوجك أنت!
أسيل: توقفاااااا يا إلهي أرجووووك. يَزَنيييي، ااااه. كلاكما جبانتان.. أنا سأساعد يَزَني..

#قويٌّ_هَشّ 💜
قويٌّ هَشّ🌱🍃
(١٣)

ركضت أسيل خارج الغرفة، لتجد يزن على الأرض والضخم يمسكه من ياقته، "أخبر والدك أنه سيستلمك جثة في المرة القادمة إذا لم يرجع لنا رزقنا!"

غادروا جميعهم قبل وصول الشرطة، الذين ساعدوا يزن على دخول إحدى الغرف، وسجلوا المجريات مع أوصاف الرجل الضخم، "تقولين أن زوجك مديون لهؤلاء؟"
نوال: أجل سيدي. لكن هذا لا يبرر ما قاموا به! تعرضوا للأولاد وكدنا نموت من الرعب!!
الشرطي: حسنا، ترك لوالدكَ رسالة إذن؟
يزن: يريدون أموالهم، هذا كل ما في الأمر..
الشرطي: طيب! أكيد أنك لا تحتاج لمستشفى؟
يزن: أنا بخير، شكرا لك.
أسيل: أنا ممرضته الخاصة يا سيدي عن أي مشفى تتحدث؟؟
الشرطي: ههههه. اعتني بأخيكِ أقصد مريضك جيدا!! سيدة نوال أخبري زوجك أن يمر على القسم لاستكمال القضية وإلا فلن نقوم بأي إجراءات.
نوال: ماذا تعني؟؟
الشرطي: هذه مشاكل شخصية وفي حال لم تتكرر الحادثة أو لم يتابع زوجك الموضوع فلا يمكننا القيام بشيء. مع السلامة.

وصل أحمد بعدها بنصف ساعة:
نوال: أين كنت حتى الآن؟؟ انهم وحوش يا حبيبي وحوووش!
أحمد: حمدا لله على سلامتكم! كيف حال يزن؟؟ أين هو؟
نوال: ههههه حبيب قلبك الرياضي في الداخل. لا تقلق عليه! نحن المساكين الذين كدنا نموت رعبا!!
أحمد: يزن حبيبي ماا كل هذااا!!!
يزن: أنا بخير. بعض الكدمات فقط!
أحمد: أنا آسف حقا. كل هذا بسببي أنا.. أخبرني ماذا حصل بالتفصيل!
يزن: قبل أن تنام يا أبي نتحدّث. ها؟

فهم أحمد ان يزن يريد مكالمته على انفراد، اطمأن على الولدين، أخذ حماما ساخنا، ثم جلس ليتعشى..
...
أحمد: يزن، بني! آسف تأخرت عليك، أكمل نومك نتحدث غدا.
يزن: لا.. أبي، لا بأس.
أبي.. أنت تخفي شيئا أليس كذلك؟
أحمد: ماذا تعني؟
يزن: أعرف ذلك الرجل جيدا. رجل عصابات معروف، ينادونه تنّين.. كيف تورطت مع هؤلاء؟
أحمد: انا.. لا.. هذه صدفة! لا تشغل بالك الآن أنت متعب!
يزن: قال أنك ستستلمني جثة في المرة القادمة.
أحمد: يا إلهي!
يزن: أبي، سنتأذى جميعا من الورطة مع هؤلاء، إن كنت غير قادر على التصرف، فهذا يعني أن علينا إبلاغ الشرطة.
أحمد: لااا لااا يمكن أن تتدخل الشرطة أناا..
يزن: أنت متورط بشيء ما أليس كذلك؟؟ تجارة مخدرات؟ أسلحة؟..
أحمد: هذا يكفي يا ولد!..
يزن: ألهذا كنت خائفا منذ البداية؟؟ كنت تعلم أنّا سنصل إلى هنا..
أحمد: أصمت يا أخرق..أنا.. آسف! أنا سأتصرف، لا تتدخل أنت أفهمت؟ أنت مريض الآن والحرارة قد أثرت على تفكيرك! نم هيا..

#قويٌّ_هَشّ 💜
قويٌّ هَشّ🌱🍃
(١٤)

"ما هذا التجرؤ يا يزن! آااخ سأعتذر منه غدا. قلقت عليه ليس إلا.. " كان يزن يفكر، ويتذكر مشهد ضرب تنّين لرجل كان قد شتمه في أحد المطاعم. أخذوا الرجل بالإسعاف وقتها وكان عظم قدمه مفتّتا!

في اليوم التالي صباحا:
يزن: صباح الخير جميعا. سيلااا ما هذا الثوب الرائع!!
أسيل: صباح الفل.. هاها حقا؟؟ شكرا لك!! إنه من خالتي هيفاء.
هيفاء: أرني كيف أصبحت عينك..
اها أفضل بكثير. لا تنسَ وضع المرهم قبل النوم حتى يخف الوَرم.
يزن: حسنا. شكرا.. أين أبي؟
نوال: خرج باكرا لمتابعة أمور الشركة. من المفترض أن يصل قريبا.
سارة: جيّد! علينا أن نتحدّث!
أسيل: صباح الخير جدّتييي..
نوال: خيرا يا أمي؟؟ أقلقتني..
سارة: اهدئي. سنعلم فور عودة زوجك المصون.

ورمقت يزن بنظرة ثاقبة، غريبة.
لم يتأخر أحمد كثيرا، وفور دخوله بل حتى قبل أن يلقي التحية، بادرته أم نوال بالسؤال: "هل كان المرحوم زوجي محقا حين سلمك الشركة؟؟" تفاجأ الجميع من سؤالها، "أجبني!"
أحمد: خيرا يا أماه؟؟ ستنتظم أمور الشركة مجددا أعدك بذلك!
سارة: يزن! سمعت بعض حديثكما البارحة ليلا! أخبرني الآن ما علاقة والدك والشركة بأولاد الشوارع أولئك؟؟
يزن: بصراحة.. لا أدري صدقيني، كان مجرد ظنّ مني لا أكثر، لا شيء من ذلك..
سارة: لا يهمني! المهم أننا علقنا مع أشخاص مجرمين واذا لم يُصلح الأمر قريبا فعليكم الإنصراف! يمكن لابنتي البقاء هنا فقط. أما أنت وإخوتك فلترحلوا! هيا!
نوال: أمي ما بالك؟؟ اهدئي أرجوكِ..
أحمد تكلم أرجوك! ما المشكلة يا أحمد؟
أحمد: في الحقيقة..
سارة: تكلم، أنا أسمعك..
احمد: يزن.
نوال: ماذا به يزن؟؟
أحمد: يريدون يزن! استدان منهم مبلغا ضخما وسجّل عنوان الشركة كضمانة. الآن تورطت أنا بتسليم المبلغ.. هذا كل ما في الأمر!
يزن: أبي ما الذي..
أحمد: اصمت! وجب عليك التفكير بي وبإخوتك قبل الإقدام على مثل هذا الفعل!
أسيل: ما معنى استدان؟؟
هيفاء: هسس اسكتي ليس وقتك الآن!
نوال: ولد أخرق!! كدنا نموت بسببك!! انقلع من وجهي هيا!
يزن: لكن.. أنا..
سارة: بل انقلع من البيت! ابتعد وأبعد الخطر عنا. لا رافقتك السلامة!

#قويٌّ_هَشّ 💜
قَويٌّ هَشّ🌱🍃
(١٥)

كان يزن لا يزال واقفا، مصدوما ينتظر تدخل أبيه لينفي ما ألّفه قبل دقائق. أحمد لم ينظر بوجهه حتى، بل جلس محنيا رأسه إلى الأرض في حين ملأ صوت بكاء أسيل أرجاء البيت.

"ألم تسمعها يا غبيّ؟! قالت انقلع هيا،" قالت نوال هذا وهي تصفع يزن على وجهه، "سارقٌ ومحتال كأمك تماما!
هه! ما بالك ترمقني هكذا؟ أمك سارقة محترفة وهذا أبوك اسأله.."
أحمد: نوااال!
نوال: دائما نوال نوال! أخبر ابنك الحقيقة! أخبره أنه أتى رغما عنك إلى هذه الدنيا!
أحمد: اصمتي يا امرأة!
نوال: لاااا لن أصمت بعد الآن! تحملت كثيرا وأنا أرى وجه أمه فيه كل هذه المدة. تلك الجشعة البغيضة، سارقة قلوب الرجال!
أحمد: هذا يكفي!..

تجادلا وصرخا كثيرا، لكنّ يزن ما سمع كلمة واحدة بعد. توجه إلى حيث تركوا أغراضهم، سحب الشنطة التي تحوي ثيابه وما يدّخره من مال، وهمّ بالخروج..
أسيل: أخي أرجوك تمهّل!! تاتااا أرجوكِ دعيه يبقى هنااا
يزن: أسيل. دعيني يا أختي يكفيني ما قيل حتى الآن. انتبهي على نفسك.
أسيل: أنت تبكي؟ يا إلهييي أنا أكرهكم جميييعا جميييعااااا..

خرج يزن من المنزل وهو يمسح دمعه بطرف كمّه. كان النهار قد انتصف والشمس لاذعة، وتظاهرًا منه بحماية وجهه من الشمس، كان يخفي دموعه التي نزلت كالسيل "ماذا فعلت يا أبييي! ما كل هذا!! وأمي أنا سارقة؟ أمي جشعة بغيضة.. آاااه يا أمي.." جلس على شنطته وانفجر باكيا ولم يأبه للمارّين، لا يعرفه أحد في هذه المنطقة. وعندما هدأ، سحب هاتفه من جيبه وأجرى اتصالا:
جاد: يزننن حبيبي هل تتصل من الجنة؟؟ متى مت يا أخي؟
يزن: بل من الجحيم! أنت بالمنزل؟
جاد: ما بال صوتك؟ هل كل شيء على ما يرام؟؟
لم أعد بعد، أخبرني بمكانك سآتي وأصحبك.

بدايةً لم ينبس جاد ببنت شفة بعد أن رأى حال يزن، فهو لم يسبق أن شاهد صديقه يبكي أو يضعف. كانت عيناه متورمتين، والدموع لا زالت تنحدر على خديه بصمت. في السيارة، كان واضعا يده على صدره طوال الوقت، والضيق بادٍ عليه.
جاد: قلبك مجددا؟
يزن: لا يهمّ..
جاد: هل نذهب إلى المشفى؟؟
يزن: هه! المشفى؟ أين أنت يا سيلا!
جاد: أنا خائف منك!! إن متّ الآن سيتهمونني بك يا رجل! ارحمني!
يزن: إن مت الآن فلترمني على مكب النفايات واهرب! لن يسأل عني أحد..
جاد: هااااي ما كل هذاا؟ ستتكلم أم ماذا؟
يزن: متعب كثيرا يا جاد، كثيرا.. سأتكلم بعد أن نصل. هل يمكنك المرور على المقبرة؟
جاد: لااا! كدت تموت بسببي هناك آخر مرة ووالدك الآن ليس موجودا ليداويك!
يزن: والدي.. صحيح..

#قويٌّ_هَشّ 💜