قناة

📚قصص||روايات||منوعة📚

📚قصص||روايات||منوعة📚
23.9k
عددالاعضاء
218
Links
2,827
Files
17
Videos
767
Photo
وصف القناة
قصص و كتب pdf 💚📚 محبي القراءة في نعيم لا يدركه غيرهم... لا تشيخ أرواحهم وعقولهم ولو شاخت أجسادهم.💚 فهرس القصص👇🏻💗 @rwayattt للتواصل @Rwayate_BOT بإدارة💙✨ ⴅÂÐЄĦÂ حسابي الانستغرام💚🌿👇🏻 https://instagram.com/madeha_alyan?igshid=YmMyMTA2M2Y=
قَويٌّ هَشّ🌱🍃
(١٦)

قصّ يزن على جاد وعائلته كلّ شيء. كان يامن، والد جاد، رجل أعمال مرموق. والدته سمر كانت صديقة ياسمين المقرّبة. جميل، شقيق جاد، طبيب جرّاح شابّ.

سمر: أنا لا أستطيع تصديق هذا!! وتركك تخرج بكل بساطة؟؟ آااخ من آخر الزمان.. تغيرتَ كثيرا يا أحمد!
ثم ماذااا؟ ياسمين سارقة جشعة؟؟ غير معقول! حبيبي لا عليك، قم معي لغرفة جاد أنت متعب..
...
سمر: خذ البس هذه.. جيدة؟
يزن: أجل خالتي شكرا لك.
سمر: اسمعني يا يزن، حبيبي سنفهم كل شيء في الأيام القادمة، أعط أبيك فرصة. أنا لا أقول أنه محقّ، وجب أن يرمي نفسه بالنار لأجلك، لكن لنفرض أنه خائف مثلا ولجأ إلى هذه الحيلة ليخفف عنه قليلا. أي أنه لجأ إليك! لا تخيّبه يا بنيّ.
ثانيا، لا أريد أن أراك تبكي ثانية، هذه الدموع عزيزة عليّ.. عِدني هيا..
يزن: خالتي.. لماذا قالت أنها سارقة؟؟ قالت بالحرف الواحد؛ سارقة قلوب الرجال!! قالت أنني جئت إلى هذه الدنيا رغما عن رغبة أبي!
خالتي أرجوكِ كلامها يؤذيني، أكاد أختنق!
سمر: هُسسس اتفقنا أن لا دموع بعد الآن. حبيبي، كان جيدا أن تعرف قصة والديك منذ زمن، أما الآن فبات ضروريا. اسمعني..
كان أحمد يحب نوال منذ زمن، لكن وضعه المادي كان السبب وراء رفض أبيها المتكرر له. بعد عدة سنوات من المحاولة، يئس والدك، وقرر خطبة فتاة أخرى تقبله بوضعه، وسعيدة الحظ تلك كانت ياسمين. لست أسخر حين قلت سعيدة حظ، كان والداك الأسعد على وجه الأرض. عندما كانت أمك تأتي لتزورني، كنت أرى لمعان عينيها حين تتحدث عن أحمد والكوخ وحياتهما معا. وكانت فرحتهما عارمة حين ولدت أنت وزينت حياتهما. خلال أربع سنوات، بدأ اسم والدك يلمع في السوق، وهكذا رجال، يتقاتل أصحاب الشركات على توظيفهم. كان والد نوال أحد هؤلاء الذين أعجبوا بوالدك وقرر أن يزوجه ابنته، ويسلمه الشركة كونه لم ينجب صبيانا. نوال لم تفكر بأمك أو مشاعرها، وأحمد وجد القدر يبتسم له؛ سيمتلك شركة ناجحة، ويسكن بيتا فخما بخدم وحشم، وسيتزوج البنت التي أحب. أتعلم يا حبيبي لماذا مرضت أمك؟ ليس لفكرة زواج أبيك فهذا وارد، لكنه كذب عليها بداية وأخبرها أن نوال، حبه القديم، مريضة ولن تعيش طويلا، ويريد أن يتزوجها ليسعدها أشهرا قليلة. الكذبة يا يزن لا تلبث أن تظهر! عرف الجميع الحقيقة، وبدأت معاناة أمك.
ياسمين يا قلب ياسمين ليست سارقة أو جشعة، ياسمين وفية، زوجة مصون، وأم تستحق كل الاحترام. هي احتفظت بحب والدك حتى آخر رمق، لم تعبس بوجهه حتى. تجرعت كل آلامها بصمت وأخفتها حتى كَلّ قلبها من كل ذاك وانطفأ. أمك أمثولة الصدق يا يزن، فلتفخر بها يا حبيبي.
أنا متأكدة أن كلام نوال كان نتيجة غيظها وحقدها، فهي حتما لم تكن أسعد الناس بكونها زوجة ثانية، وكيف؟ لأجل الشركة.. هه! انسَ كلامها حسنا؟
يحق لك أن تعتب على أبيك أجل! وهاك نصيحتي مرة أخرى؛ أعطه فرصة.
سأقوم لتحضير الغداء، ارتح قليلا وسأناديك فور جهوزه.

لم ينبس يزن ببنت شفة، فور خروج أم جاد من الغرفة، اختلى بدموعه وذكرياته مع أمه فقط، "أمي أمثولة الصدق أجل! صدقتِ يا خالة.."

#قويٌّ_هَشّ 💜
قَويٌّ هَشّ🌱🍃
(١٧)

مساءً:

جاد: أخي أرجوك تعال يزن ليس على ما يرام!
...
جميل: يزن.. يزن هل تسمعني؟؟
سمر: ما باله يا بني؟؟
جميل: دقات قلبه غير منتظمة. جاد أحضر محفظتي لو سمحت.
جاد: تفضل..
جميل: ستريحه هذه الحقنة. أمي، عليك أن تسهري اليوم بجانبه، لديه حمى منذ عدة أيام ولم يتعالج بعد، وجب أن يراه طبيب مختصّ. على كلّ، سأجلب الأدوية معي غدا فور انتهاء مناوبتي.
سمر: بني.. هل هذا يعني أن وضع قلبه خطير؟؟
جميل: لا يا أماه. لا تقلقي سأتابع وضعه وإن شاء الله لن يتفاقم الاضطراب هذا إلى مرض. لكنه بطبيعة الحال يجب أن يرتاح نفسيا، ويطيب من هذه الحمى، وإلا، فلا نستطيع ضمن النتائج.
جاد: هذه مهمّتي! أمي، ما رأيك برحلة التخييم بعد يومين؟؟
سمر: أهااا فكرة جيدة! لكن كيف سنقنعه؟
جميل: لاا ليست جيدة، حالته لن تسمح!
جاد: امممم طيب! اذهبي ونامي يا أمي، أنا سأسهر الليلة. يزن هذا مثل أخي.

وفعلا سهر جاد كل الليل يهتم بيزن، ويرفه عنه متى ما استعاد وعيه، وقريبا من الشروق، بعد أن صلى الفجر، استلقى بجانبه متعبا، وعانقه بقوة؛
جاد: يزن..
يزن: امم؟
جاد: كنت أغبطك على صلابتك وهدوئك. لم أكن أدري ما يختبئ خلفهما. أنا آسف يا أخي أن الحياة لم تنصفك. لكن صدقني، سأكون لك عائلتك كلها. موافق؟
يزن: جادو..
جاد: ههه، نعم؟
يزن: لم أفهم شيئا!
جاد: هاهاهاها. وأنا الغبي أحاورك وأنت نصف نائم..
يزن: ههههه. لكنني موافق.
جاد: هاااا. على ماذا يا روحي؟
يزن: لا أدري، لكنني موافق.
أتعلم، سريرك دافئ جدا.. كحضن أمي!
جاد: هذا حضني يا شاطر ههههه. نم يا حبيب أمك، نم.. بالشفاء العاجل.

#قويٌّ_هَشّ 💜
قويٌّ هَشّ🌱🍃
(١٨)

وقبل أن يغفو جاد، كان يتذكر كيف التقى بيَزَن قبل عامَين، في أحد المطاعم. كان جاد قد طلب وجبة عائلية له وحده، وجلس كالملوك ليباشر بالأكل، إلا أن مجموعة شباب طائشين تحوكموا حوله على الطاولة، وبدأوا بمضايقته، "مرررحبا يا شاطررر، ما كل هذا؟؟ لك وحدك؟ هاهاها وهل أنت غوول حتى تأكل وحدك؟؟ تعالوا يا شباب حتى نساعده.."
جاد: أهلا. تفضلوا..
أحدهم: ماذا ماذا! تفضلوا قال! ههههه سنأكل وحدنا انقلع من هنا!
جاد: يا أخييي دفعت كل مصروفي على هذه! لا بأس أسمح لكم أن تشاركوني.. تفضلوا مدوا أيديكم..

عندها أمسك ذاك الشاب بياقة جاد،" أولا لست أخاك، اسمي جان. ثانيا، لسنا ممن يُسمح لهم، نحن نسمح يا حبيب أمك! واحزر ماذا، أسمح لك بالانصراف الآن وإلا، فسأسمح لهم بأن يلتهموك ووجبتك معا! بلا ملح!"
جاد: هاااي هااااي ما كل هذاا! أنا إنسان جائع، ما المشكلُ في أن أشبع قبل أن أذهب هاا؟ العبوا مع غيري..

تلقى جاد لكمة قوية رمته مع كرسيّه على الأرض قبل أن يكمل كلامه.. ثم جلسوا جميعا حول الطاولة وبدأوا يأكلون. وتبين من تصرف صاحب المطعم والعمال، أنهم معتادون على مشاكسة تلك المجموعة، فتجاهلوا الموضوع تماما.
جاد: وهل الدنيا سائبة يا جان أفنديي..
جان: هههه يبدو أن ضربة واحدة لا تكفي لأن تُفهمك! ستندم على طول لسانك يا قزم!
جاد: وهل صرت قزما الآن لأنك أكبر مني؟؟ سأنسى أنك ضربتني بشرط أن تجمع كلابك وتنصرفوا هيا! أريد أن آكل!

هجم جان على جاد، وقبل أن يطاله، وقف يزن بينهما، "ألم تسمع ما قال؟ انصرفوا قبل أن تندموا هيا!"
جان: قزم آخر. كلابي الأعزاء لدينا قزمان الآن نلتهمها أولا ثم نكمل وجبتنا اللذيذة!

بدأ جاد يرتجف، واحتمى بيزن الذي كان واقفا بكل جرأة وثبات، "أرجوك يا أخي دعنا نخرج، أنا لم أقم بمشاجرة في حياتي!"
يزن: ولماذا هدّدتَ وتوعّدت؟! لن نخرج، ستكمل وجبتك هذه فهذا حقك. ثم لا تخف، أنا لم أقم بشيء في حياتي سوى المشاجرات.

نسي جاد خوفه لما رأى مهارة يزن وخفّته، وهو يتفادى ضربة هذا ويوجه ضربة لذاك، "هاهااااي أحسنت، هياا اضربه في نصف وجهه.. جميييييل!!! انتبه من أبي كرش القادم نحوك.. ممتااااز!! هناك زرافةٌ على جهة اليميين.. ما أررروعك! هاهاهاااااي!!"
بعد هروب باقي الشلة، أمسك يزن بياقة جان وحذره، "هذا مطعمي المفضل! إن رأيتك هنا ثانية سأفرمك في صحن السلطة، وألتهمك. بلا ملح!"

#قويٌّ_هَشّ 💜
قويٌّ هَشّ 🌱🍃
(١٩)

تشكر صاحب المطعم الولدين بأن مد لهما سفرة طويييلة من أشهى أطباقه. كان جاد يروي على يزن تفاصيل المشهد من زاويته ويضحك طوال الوقت،" قلت لي لا تجيد غير المشاجرات؟؟ حركاتك هذه دليل تمرين ونوادٍ.. أليس صحيحا؟؟"
يزن: لا يهمّ..
جاد: اممم لا بأس. تذوق هذه.. ما رأيك لو تعود معي لمنزلي أنا وحيد الآن. أخي قد سافر لـ..
يزن: لا أستطيع. إخوتي ينتظرون أن آخذ لهم الغداء..
جاد: طيّب! هل أوصلك؟
يزن: سيارتي في الخارج. شكرا لك.. شبعت. تريد شيئا؟؟
جاد: صحة! سلامتك يا أخي، وشكرا جزيلااا. أخبرني أين تسكن حتى أزورك.
يزن: لا يهمّ.. ليس ضروريا أن نلتقي مجددا..
جاد: لا يهم لا يهمّ! ما كل هذاااا! على الأقل أخبرني اسمك!
يزن: يزن. جيد؟؟
جاد: هاهاااي ظننته "لا يهم"! وأنا جاد!
يزن: ههههه. تشرفنا يا "قزم". وداعا!
جاد: هاهاهااا مع السلامة!

ظن جاد أنهما لن يلتقيا مجددا، إلى أن بدأ العام الدراسي الجديد، وأخبرهم الأستاذ أن طالبا جديدا سينضمّ إليهم. كان جاد غير آبه ينظر من النافذة، حتى سمع اسم الطالب "تفضل يا يزن، زملاؤك بالانتظار.."
جاد: يزننننن! هاهاهااااي أهلا وسهلا. تعال اجلس بجانبي!
...
عبر الهاتف:
يامن: كيف حالك سعيد؟ هل تستطيع المرور عليّ؟ يجب أن نتحدّث.
سعيد: خيرا؟؟ مشغول عند الخامسة؟
يامن: لا! سأنتظرك. مع السلامة.
سمر: هل تعتقد أنه يعرف شيئا؟
يامن: مستشار أحمد ويده اليمين. يجب أن يعرف شيئا!
أين جاد؟؟ انتصف النهار ولم أره.
سمر: لا زال نائما. سهر طوال الليل بجانب صديقه. أتعلم، ابنك صار شخصا مسؤولا فجأة!
يامن: هههههه جيد.
وهل تحسّن يزن؟
سمر: حالته كما هي. سيحضر جميل الأدوية معه بعد قليل، وان شاء الله يتحسن!
يامن: لا تقصري بشيء، ولا يُشعرنّه أحد بأنه غريب، لا ندري ما الذي ينتظره. إحساسي يقول أن أحمد قد خطا خطوة أكبر منه بكثير!

في غرفة جاد، كان يزن لا ينفكّ يستيقظ من كابوس حتى يغرق في الآخر، عن وفاة أمه، وزواج أبيه، ثم عن قسوة نوال، وكذب أبيه. كذبة أبيه وخذلانه له كانت الضربة القاضية التي حطمت ثباته وقوته دفعة واحدة. وكان طوال الوقت، يمسك بذراع جاد، النائم بعمق، بقوة، كأنها حبل الأمل الوحيد الذي تبقى له على وجه الأرض!

#قويٌّ_هَشّ 💜
قويٌّ هَشّ 🌱🍃
(٢٠)

سمر: جاد.. جاد
جاد: نعم..
سمر: مستيقظ أنت؟؟ ولماذا لا زلت هناا. الساعة الرابعة يا بني! قم كُل هيا. سيأتي مستشار أحمد بعد قليل..
جاد: حاولتُ لكن، يزن لا يترك ذراعي.
أمي.. هذا ليس يزن أبدا.. أنا أحتمي بيزن، وألجأ له دائما. هذا.. هذا... ااااه يا أمي، سأنفجر من الغيظ!
سمر: هسسس ستوقظ الصبي!
اسمع يا عزيزي، يزن مريض، وما مر عليه حتى الآن زاد الطين بلة! سيعود كما كان صدقني، يحتاج بعض الوقت حتى يفهم كل المستجدات ويتأقلم معها. يزن هو يزن يا بني، لكن ظروفه الآن قاهرة.
اسمع، سأحضر الطعام إلى هنا! هذه المرة فقط! ههههه هيا اجلس.
...
سمر: تفضل.
جاد: شكرا لكِ.. قلتِ أن مستشار والد يزن قادم؟
سمر: أجل. يعتقد والدك أنه يعرف ما يخبئه أحمد. والله أعلم!
جاد: امممم طيب. ومتى يصل جميل؟
سمر: عند السادسة. أيقظ يزن وساعده على تناول الطعام ريثما يأتي أخوك، حتى يأخذ دواءه.
جاد: حسنا..
أمي.. شكرا لكِ، أنت أفضل أم على وجه الأرض!
...
سعيد: في الحقيقة، تساورني شكوك حول أحمد منذ فترة. هناك صفقة سرية لم يدع أحدا يتدخل فيها. هو يحاور الطرف الثاني مباشرةً، وفي وقت متأخر من الليل!
قبل إفلاس الشركة بعدة أيام، نسيت أوراقا في مكتبي، فعدت قبل منتصف الليل بقليل لإحضارها، وقبل أن أصل إلى المدخل، خرج رجال مريبون، وأذكر أني رأيت وشم تنين على رقبة أحدهم.
ومنذ اليوم الذي أعلنت الشركة إفلاسها، يغادر أحمد باكرا جدا، بحجة أن مسكنهم الآن أبعد.
لم أعر موضوع الصفقة أهمية كون الملف لا يعنيني.. لكن هذه المستجدات تغير كل شيء!
يامن: هذا يعني أن أحمد في ورطة حقيقية. وأما سبب كذبته بخصوص يزن، فحتى لا تعلم نوال أو أمها بالموضوع.
والآن ماذا نفعل؟
سعيد: سأحاول معرفة ما يخفيه أحمد خشية أن يورطنا جميعا، وسأكلمك متى ما جدّ معي شيء!
يامن: بالانتظار!
مع السلامة!
..ما رأيك يا يزن؟

كان يزن وجاد جالسين قريبا من باب الغرفة، ويستمعان لكل حرف.
يزن: أنا.. لا.. لا أدري.
جاد، أنا متعب فلنعد لغرفتك.
جاد: حسنا.. هاتِ يدك.. احذررر!! على مهل لن تهرب الغرفة. هيا اصعد، هل تشعر بألم؟
يزن: لا.. أشعر بالبرد.. أين أصبح جميل؟
جاد: سأحضر دثارا آخر، لحظة واحدة!
اهاا، انظر ما أسمكه!
يزن: جاد..
جاد: نعم؟ أهكذا أفضل؟؟
يزن: يجب أن أعود.. أخشى أن يصيبهم مكروه ما. هل توصلني؟
جاد: هااي هااااي أنت تهلوس يا قزم .. هههه، هل تذكر جان ذاك؟
دعنا لا نستبق الأحداث. أبي سيوافينا بالأخبار فور ورودها، على الأقل اذهب وأنت تعرف شيئا!
هل تشعر بالدفء الآن؟
هااي، هل نمتَ؟
سمر: المسكين! لا بد أن حرارته مرتفعة.
جاد: أهلا أمي.. ما رأيك بما قاله سعيد؟ ما السر يا ترى؟
سمر: الله أعلم.
خذ هذه الأدوية، أعطه إياها حسب المكتوب. أنا ذاهبة لبيت خالتك، أتحب مرافقتي؟
جاد: أمييي وكيف أتركه وحده!
رافقتك السلامة.

#قويٌّ_هَشّ 💜
قويٌّ هَشّ🌱🍃
(٢١)

اتصل سعيد بيامن بعد ثلاثة أيام. وفور عودته إلى البيت، طلب يامن أن يرى يزن فورا. كان يزن يأخذ حماما ساخنا بعد أن تحسنت حالته، وفور الانتهاء، توجه إلى غرفة الجلوس.
يزن: أجل يا عمّي، هل لديك أخبار؟
يامن: اتصل بي سعيد صباحا. في الحقيقة..
يزن: تكلم أرجوك! لا تخف عليّ، ولا تخفِ شيئا.
يامن: عصابة تتاجر بالمخدرات!
يزن: يا إلهي!
يامن: قرأ سعيد الملف سرّا. الأرباح التي من المفترض أن يجنيها والدك خيالية. والظاهر أن إفلاس الشركة أثر على مسير الصفقة. حسب قول سعيد، يفترض بشاحنات الشركة أن تنقل المواد المخدرة مع بعض البضاعة من المرفأ إلى مستودعات الشركة، لتستلمها العصابة لاحقا. الشاحنات توقفت عن العمل إبان الإفلاس وذلك لأن تكلفة النقل كل تلك المسافة ليست بقليلة، والأغلب أن المخدرات محجوزة الآن في المرفأ مع البضاعة!
يزن: ماذا قد يحصل الآن؟
يامن: عادةً ما تفتش البضاعة المحجوزة بعد مضي شهر على الحجز وذلك للتخلص منها أو تحويلها لشركات تابعة للدولة.
البضاعة في المرفأ منذ حوالي ١٨ يوما. أي أن أمام والدك أقل من أسبوعين لاسترجاع البضاعة وإلا فقد يسجن أو يقتل!
يزن: وهو حتما لم يطلب مساعدة أحد حتى لا يكشف أمره!
يامن: هذا أكيد!
يزن: عمي، هل تعلم كم قد يكلف نقل البضاعة؟ لدي بعض المال..
يامن: لا أنصحك بالتورط في هذا يا ولد!
يزن: عمي، لا أستطيع الوقوف هكذا، إخوتي في خطر، ثم إن حصل لأبي مكروه فلا أستطيع أن أضمن مستقبل العائلة. نوال لن تتحمل أن يقال زوجة تاجر المخدرات، وستترك الأولاد حتما. صدقني يصعب علي أن أنظر بوجه أبي الآن، لكنني سأساعده مرة بعد، بطريقة ما، أضمن بعدها أن لا يتورط ثانيةً.
يامن: هذا عمل مخالف للقانون. ثم، كيف تضمن أن أباك سيرتدع بعد أن يحوز كل تلك الأموال؟ فكر بطريقة أخرى يا عزيزي!

#قويٌّ_هَشّ 💜
قويٌّ هَشّ 🌱🍃
(٢٢)

جاد: حسنا. ما خطتك؟؟
يزن: قال والدك أن عقوبة الاتجار هي السجن، والمدة حسب الكمية.
جاد: صحيح!
يزن: لكن ماذا لو اعترف أبي؟ وساعدهم على الإمساك بأفراد العصابة؟؟
جاد: عندها ستُخفف العقوبة حتما!
يزن: سأحاول إذن أن أدفعه للاعتراف، بلا أن أكلمه مباشرةً. غَير أنه يسعى خلف المال الحرام، لقد خذلني وتركني وحتى الآن لم يتصل بي حتى!
جاد: لا عليك يا أخي. سيصلح الله كل شيء!
يزن: بلى.
ادعُ لي يا جاد.
جاد: يا قزممم سأدعو لك وأنفذ معك أيضا!
يزن: ههههه بمناسبة القزم! أفكر في إشراك جان في الخطة!
جاد: ماذاااا؟؟ ومن أين أتيت بجان هذاا؟
يزن: التقيت به في نفس المطعم بعد عدة شهور. صار عاملا هناك، في محاولة للتكفير عن خطاياه!
ههههه، ما رأيك لو نذهب لرؤيته؟
جاد: هيّييا بنااا!
...
جان: تفضل يا سيد!
جاد: سيد ماذااا جان أفنديي. أنا القزم عينه ألم تعرفني!
جان: يا إلهييي! أهاااا وأخيرا رجعت إلى هناا. أنا آسف حقا، سامحني!
جاد: اسمي جاد.
اممم أسامحك على أكل وجبتي أم ضرب يزن لك؟ هاهاها إنه قادم ويريد أن نتحدث! ذهب ليحضر بعض الأغراض!
جان: أهلا يزن. مضى وقت طويل!
يزن: كيف حالك جان؟ أحضر لنا طبق اليوم، وعندما تفرغ من عملك، أحتاجك بموضوع.
جان: حاضر. نصف ساعة وأكون عندك!
...
جان: إذن يتوجب علي أن أوصل هذه الرسائل إلى والدك، من دون أن ألفت الانتباه. سهلة!
يزن: كنت واثقا أنك لن تخذلني. خذ هذه الرسائل الثلاث. كما اتفقنا، واحدة كل يومين، بالترتيب المذكور!
جان: واضح!
جاد: وماذا عني أنا؟
يزن: هههه، أحتاجك في موضوع آخر، نتحدث في البيت؟
وافني بكل جديد يا جان، و.. شكرا جزيلا!
جان: أهلا يا أخي!
...
جاد: حسنا، ما هو الموضوع؟
يزن: هل يحتاج والدك إلى عمال؟
جاد: ماذا ماذااا؟ هل تمزح معييي؟ ثم ما حاجتك للعمل يا أخي!
يزن: افهمني يا جاد، لن أقبل أن يصرف عليّ أبي بعد الآن. هو لم يعاملني كأب أبدا!
سأعمل خلال العطلة، وبدوام نصفي وقت المدرسة! سأستأجر غرفتين وأدبر أموري، سأستقل عن أبي من جهة، ولن أكون عبئا على أحد!
جاد: وهل أحسسناك يوما انك عبء؟؟
لا يعجبني هذا الموضوع، لكن، سأحدث والدي.
يزن: شكرا يا أحلى جاااد. أتعلم، أشتاق لأسيل كثيرا.. اااه. ما رأيك أن نخرج مساءً؟ العشاء على حسابي!

#قويٌّ_هَشّ 💜
قويٌّ هَشّ 🌱🍃
(٢٣)

مساءً وبعد العشاء:
يزن: أنا سأقود. ها؟
جاد: ههههه أجل. لدي سؤال، ماذا كتبت لأبيك في الرسائل الثلاث؟
يزن: امممم حسنا..
في الأولى، خاطبته كمتهم أثبت عليه جرمه، كي يشعر بالخطر، أي أن هناك من يعرف عن تورطه!
في الثانية، أريته أخطاءه السابقة، أعني مع أمي، وكيف يعاقب الآن.
وأما الثالثة، فحدثته كابن.. ههههه من يزن إلى أبيه الذي تخلى عنه!
جاد: أنا.. آسف. لا تدري قد يحدث أمر ما يغير مسير الأمور!
يزن: الله أعلم! لكنني لن آوي تحت جناحه بعد اليوم، أبدا!
جاد: أخبرني الآن إلى أين نذهب؟
يزن: تعرف هذا الطريق ها؟
جاد: عندما اصطحبتك من.. هل نحن ذاهبون إلى..
يزن: أجلللل، أريد رؤية أسيل.
جاد: يا أخي ما هذا الآااان؟ كيف ستطال أسيل؟
يزن: لا تصعب الأمور عليّ! يكفيني أن ألمحها فقط! أريد الاطمئنان عليها وعلى التوأم لا أكثر!
جاد: طيب.. ليكن الله معي هذه الليلة حتى لا تصيبني الجلطة!
يزن: هههههه. لااا أرجوك، سيتهمونني بك يا رجل!
جاد: ها هااا! طريف!
يزن: رددتها لك.. لا؟
جاد: ههههه. بلى بلى.. ها قد وصلنا. من تلك الفتاة؟
يزن: حمدا لله! هذه هيفاء، لا بد أنها عائدة من مناوبتها. انتظرني هنا..
آنسة هيفاء.. آنسة، من فضلك انتظري!
هيفاء: من.. يزنننن!
يزن: أريد رؤية أسيل.. ساعديني في هذا فقط!
هيفاء: اذهب من هنااا يا ولد. اذا علمت نوال ستقتل كلينا!! هيا اذهب!
يزن: أرجوكِ يا آنسة! أنا أرجوكِ! اشتقت لها كثيرا..
هيفاء: ااااه من هذه العائلة!
أسيل لا تكف عن البكاء، والتوأمان متشاجران مع أمي دائما، ونوال تصرخ على الجميع، وأحمد ساكت لا ينطق بحرف، وأنت تأتي من.. لا أدري من أين لترى أختك.. وأنا عليّ أن أرضي الجمييييييع، مقابل ماذا؟؟ أن أريح رأسي لا أكثر! ااااه منكم!
انتظرني هنا، في حال لم أخرج مع أسيل خلال خمس دقائق فانصرف، لأن الوضع لن يكون مناسبا. مفهوم؟ لا أريد أن تسبب لي المشاكل!
يزن: أعدك! لكن أرجوك حاولي جهدك!

دخلت هيفاء البيت ووجدت أمها مستيقظة على غير عادة:
هيفاء: مرحبا أمي! أراك مستيقظة حبيبتي ما بالك؟
سارة: تلك الفتاة لا تكف عن الكلام والبكاء. قال تريد أخاها قال! على جثتي!
هيفاء: ييييه ما هذا! جيل آخر زمن. أسييييل خالتيييي تعالي حبيبتي لنخرج قليلا معا، دعي جدتك تنام حرامٌ عليك!
أسيل: لااااا أرييييييد!
أريد يَزَنيييييييييييي!
نوال: آه منك ومن ذاك ال..
أسيل: لا تتكلمي على أخي أبداااا!
أنا أكرهكمممم! أنتم السبب!
هيفاء: هسسسس عيْب! تعالي معي هذا يكفي!

خرجت أسيل وهي غاضبة:
أسيل: جيد أنكِ أنقذتني يا خالتي، الوضع لا يطاق!
إلى أين نريد الذهاب؟
هيفاء: امممم، إلى تلك السيارة!
أسيل: هااا؟ لكنها ليست لك..
هيفاء: ههههه اذهبي وبلا كثرة كلام!
جاد: مررررحبا يا صغيرررة، جاد يرحب بك كيف حاااالك؟
أسيل: هههههه. بخيرررر ياااا جاااااد!
ههههه ولكن من تكون؟
جاد: أنا أحضر الهدايا للصغااااررر.. وهديتك هيَ..

#قويٌّ_هَشّ 💜
قويٌّ هَشٌّ 🌱🍃
(٢٤)

يزن: سيلاااااا!!
أسيل: ياااا إلااااهي!!! يَزَنيييي هاهاهاهاهاااي!! شكرا جادووو، أهلا أخيييي!! لا أصدق!
يزن: هاهاها حبيبتي، اشتقت لك كثيرا!
أسيل: أخي لا بد أنك تحسنت! اااه كم اشتقت لك!
يزن: صحيح يا عمري.. أخبريني كيف حال الجميع؟
أسيل: جدتي كالساحرة الشريرة وأمي..
يزن: هسسس ما هذااا عيب!
أسيل: طيب.. الجميع بخير! ههههه
يزن: جيد! انتبهي عليهم جيدا.
أسيل: ألن تبقى معنا؟
يزن: أنا آسف، لا أستطيع، لا تعذبي خالتك ها؟
هيفاء: ههههه شكرا لك!
أين تقضي أيامك؟
يزن: أتدبر أموري.
شكرا جزيلا.. سأذهب الآن.
أسيل: رافقتك السلامة يا أخيييي!
هيفاء: مع السلامة!
أتعلمين يا أسيل؟ أخوكِ قويّ، قويٌّ جدا! لم أتوقع أن يصمد بعد كل ما حصل!
...
صباحا، اصطدم جان بأحمد بعد خروجه من البيت، "آسف يا عم! لقد سقط هذا منك!" انحنى على الأرض وأخرج ظرفا من طرف كمه وناوله إياه، ثم انصرف من غير أن يعطيه فرصة للسؤال!
جلس أحمد خلف المقود، وفتح الظرف، "أحمد!
ومن من رجالات السوق لا يعرف هذا الاسم؟
مثابرة ومهارة! حنكة ودهاء! ولكن أتدري ماذا أيضا؟؟
غِش!
تهريب!
مخدرات!!!

أخبرتني العصفورة، أن بضاعتك المحجوزة في المرفأ ليست وحدها.. قالت أن مئات الكيلوغرامات من أنواع مختلفة من المخدرات موجودة معها.. أهذا صحيح؟

طبعا صحيح!
والصحيح أيضا، أنك قد تقضي عمرك في السجن، تقوم بالأعمال الشاقة، ثم تموت هناك، بسبب طمعك هذا ورغبتك بأموال لا تحرقها النيران!

١٦ يوما تفصلك عن سجنك، أو حتفك!
اهااا عصابة التنين ذاك ستفصل لحمك عن عظمك وأنت حي!
لو كنت مكانك لفضلت السجن!

أسفي على الشركة والموظفين!
أسفي على سمعة عائلتك، ومستقبل أولادك!
أسفي.. لا يهمّ، المهم أن أمرك مكشوووف!
فانتبه!"

كان أحمد يقرأ كل كلمة ويزداد صدمةً، يتصبب عرقا ويرتجف، "يا إلهي من هذا! يا ويلي كشف أمري! ماذا أفعل.. يا ويلي! ماذا يريد هذاااا..." ثم خرج من سيارته وصار يصرخ في الشارع " من أنت؟؟؟ ماذا ترييييييد؟!"

نقل جان كل ما جرى إلى يزن، الذي اطمأن إلى مسير الخطة كما يريد، ودعا الله أن يهدي أباه إلى سبيل الرشاد.

#قويٌّ_هَشّ 💜
قويٌّ هَشّ 🌱🍃
(٢٥)

كان أحمد يذرع المكتب روحة ومجيئا، "من هذا الذي وصل اليوم ليخرب علي كل شيء؟!! لماذا الآاان بعد أن خططت لإصلاح الأمر! يا ويلي!"
سعيد: صباح الخير أحـ..
أحمد: لا لا لااا لست بالمزاج الملائم!
سعيد: عليك توقيع هذه ال...
أحمد: سعيييد أخرج!
سعيد: هاي هاااي.. حسنا سأخرج! ما الذي يشغل بالك .. (يا تاجر المخدرات!).. يا أحمد!!
أحمد: آسف حقا، لكن ليس الآن. أنا مرهق!
سعيد: بخاطرك!
أحمد: طيب! والآن ماذا أفعل! سأخسر الصفقة إن أفسد علي الموضوع. ذاك ال... اااااه أنا حتى لا أعرف ماذا يريد.. علي القيام بشيء ما في حال ظهر مجددا! لن أسمح له بإفساد كل شيء!

بعد يومين، وضع جان الرسالة الثانية في السيارة. فتحها أحمد فور ركوب السيارة وقرأ: "ماذا قررت؟
ستسلّم نفسك وتساعد الشرطة حتى يخففوا العقوبة، أم ستنتظر حتفك؟

ليس هذا موضوعنا اليوم. سأعود بك ١٥ سنة إلى الوراء، التقيت بفتاة جميلة، رزينة، ملامحها وحدها كانت تبعث السكينة في النفس.
قبلت بك كما أنت، لم تحمّلك فوق طاقتك، أنجبت لك يزن، ودعمتك حتى صرت ذاك الرجل الناجح.
ثم ماذا؟ أتذكر؟
أعماك الجاه والمنصب، فركضت خلف طمعك -كما تفعل الآن- وكسرت قلبها.
كلنا يعرف، وأنت تعرف، أنك سبب موتها. كنت تعلم كم تتألم، وتكابد من أجل ابنكما الذي ربّته وحدها ٤ سنوات لانشغالك بعملك وبيتك الجديد.
ياسمين التي توقف قلبها عندما بلغ تعبها أقصاه.. عندما يئست من أن يعود قلبك معك كلما زرتها، لأنك تركته في بيت نوال.

دعني أذكرك من هي نوال.
هي ابنة رجل طالما رفضك وهمشك وأعطاك قيمة ما تحمله من مال! زوّج ابنته إلى "رجل أعمال" وليس إلى "أحمد".
نوال التي إن عرفت بحقيقتك اليوم، لتركتك ورمتك مع أولادك بلا مأوى أو سند.

أتفكرت بما يحصل لك الآن؟
لطالما احتاجتك ياسمين لتسند رأسها على كتفك، وأنت الآن لا تجد كتفا تتكئ عليه!
ابتعدت عنها هاربا من وحدة الكوخ إلى صخب المدينة، وأنت الآن وحيد ضائع في وسط المدينة!
رميت حبها خلف ظهرك، ورميت معه علاقتك بالله، والآن تعاقَب لدوام معصيتك، وإتجارك بالحرام!

هناك ضحية واحدة مشتركة بين الأمس واليوم؛ يزن، الذي أبعدته لتغطي قبح فعلك!
سيظهر كل شيء للعلن!
تب إلى ربك، واعترف بخطأك. بادر قبل أن تفقد فرصتك في النجاة، وارحم أطفالك!

حديثنا لم ينتهِ! آمل في المرة القادمة، أن تقرأ رسالتي وفي داخلك نية للإصلاح، وإلا فسنلتقي في المحكمة!
وقد أُعذر من أَنذر!"

#قويٌّ_هَشّ 💜