قناة

📚قصص||روايات||منوعة📚

📚قصص||روايات||منوعة📚
23.9k
عددالاعضاء
218
Links
2,827
Files
17
Videos
767
Photo
وصف القناة
قصص و كتب pdf 💚📚 محبي القراءة في نعيم لا يدركه غيرهم... لا تشيخ أرواحهم وعقولهم ولو شاخت أجسادهم.💚 فهرس القصص👇🏻💗 @rwayattt للتواصل @Rwayate_BOT بإدارة💙✨ ⴅÂÐЄĦÂ حسابي الانستغرام💚🌿👇🏻 https://instagram.com/madeha_alyan?igshid=YmMyMTA2M2Y=
قصة بقلم صديقة القناة "لبنى"🌸✨ ............ قراءة
بـدايـة الـقـصـة..💛✨
Forwarded From أنا ۆصدِيقتي💚🌻
"لا يَحطمنّكُم سليمَان وَجنُوده ''
الله يُسجل في كتابهِ مخاوِف نَمله ، اتظنُه يجهل مخاوفك 💙
᎗᎗᎗᎗᎗᎗᎗᎗
|| @frindy🦋💙'
كروب اذكار يومياً ، قرآن ، منشورات اسلامية💙✨

للبنات وبس💚🌟"
قصة اليوم: #الاحمر
............
قراءة ممتعة🦋💙"
#ⴅÂÐЄĦÂ
الجزء الأول...

(١)

عمّان - ٢٠٠٢

٢ وسط ووحدة حلوة صب..
اتفضّل يا مَعِن.. الحساب ٤٥ قرش..
يسلموا أبو طارق..

قبل الثورة السوشيال ميديّة كانت أيّام اسلاك الإنترنت ومقاهيها.. وقتها، إذا كنت من أصحاب الأوضاع المرتاحة وعندك نت بالبيت وبدّك تشبك، ف لازم كان تفصل التلفون الأرضي! ومش الكل كان معه "خلوي".. فكانت تصير ثورات ربيع مصغّرة بالبيت بين شعبين.. واحد بدّه الانترنت وواحد بدّه التلفون.. وياما صارت حوادث قطع أسلاك أو تخريب أملاك عائدة للدولة زي الهاتف.. بس بأغلب المرّات كان ينتهي الموضوع ع خير باستسلام أحد الأطراف أو توقيع معاهدة تناوب قبل حدوث أي خسائر بشريّة..
يومها وبعد عزومة الجمعة الروتينية العائلية المقيتة.. كنت قاعد بغزل بشباك الحب العنكبوتيّة مع "lonely_heart” على ال mirc ((برنامج محادثة انتشر في بدايات الألفيّة، وهو عبارة عن غرف محادثة بأسماء وهميّة)).. واحنا داخلين ع الساعة الثالثة فصل النت ع صوت امّي وهيّ ماسكة سلك النت كأنها عشماوي وحيلِفُّه على رقبتي وبتصرّخ بدها التلفون تحكي مع أختها.. سحبت حالي وحكيت مع ياسر ومحمّد واطلعنا نتسمم قهوة ع تلّة عبدون..
كانت هاي التّلة مقصد سياحي اجتماعي ثقافي هملي داخلي بوقتها لكل شباب عمّان.. كنّا نجتمع خميس أو جمعة المسا.. نشرب قهوة من عند كشك أبو طارق.. أو اي مُحَرّمات حدا من الشباب بعزّنا فيها وياسلام اذا فيه لفّة عشب أخضر اتودّيك لعالم حنون واتنسّيك صياح دكتور الماجنتكس الصّبح وهوّ ايهددك بتعتيلك المادّة عتالة.. بعديها بِنطلّع كل قرف الأسبوع بكوشوك السيّارة وهيّ اتلفّ اتسوّي خمسات.. وانجيب سيرة كم بنت بالعاطل وانقضيها تطعيم قبل ما انروّح عطول بس "البلو فيج" ايطفّي الإنارة وقبل ما تيجي دورية أو بك اب أزرق ايقولنا "هويّاتكو شباب"..

خذ قهوتك ياسر..
يسلمو يا معن، ما حكيتلي، شو آخر أخبار ال "lonely_heart” يازلمة؟
يا زلم هاي البنت ش.....، إلها شهر مش راضية تعطيني رقمها، مقضيّاها حب وما حب.. زي اللي بدها تتجوز بس خايفة تحمل!..
ههههه... طيب خلص احلقلها يازلمة اذا ما في أمل! شو بدّك اتضّلك اتحب فيها عن بعد لإيمتا؟! اتخيّل تطلع بالأخير شب وايخوزقك؟!
لا لا.. شو امفكّرني حمار يازلمة! بنت أكيد بنت..
ان شاء الله..
وين محمد؟! ما بدّه يشرب قهوة؟
كان مزنوق، نزل يسويها تحت التّلة..
يازلمة قد ما بينحصر هالبني آدم!..

كانت مثانة محمّد الصغيرة مشهورة أيام الجامعة.. "دكتور بدّي أروح ع الحمّام".. هاي كانت عبارته الشهيرة بأي محاضرة، لاب أو حتى قاعة امتحان.. لدرجة انّه مرّة دكتور النيوماريكالس لحقه ع الحمّام ليتأكد انّه ما بحشش قد ما شك فيه! وبعد ما طلع محمّد من الحمام وشافه الدكتور اقترح ايحطلّه عدّاد بين افخاده ليحسب عدد مرّات التبوّل واوقاتها ليتفادى الحرج!
بس اللّي ما كان الدكتور يعرفه انّه هاي المثانة انخلقت بهالشكل لكشف جريمة كبيرة كتير.. وما اعرفنا لحد ما اجا محمّد ركض من تحت التّلة وهوّ ايصرّخ وبنطلونه ساحل..

(٢)

في "الأحمر".. بمكان آخر في نفس المدينة..

عامر، وين سارة؟ ما إجت اليوم؟
لا ما اجت.. وبرن عليها موبايها مغلق..
طيب شو بدنا انسوي؟ الزباين بتسأل عليها!
خلص ابعتيلهم فيرونيكا او البنت الجديدة ألينا اللّي اجت امبارح..
يازلمة فيرونيكا ختيارة، وهاي الطرمة ألينا بتحكيش عربي وانجليزيتها مكسّرة، أنا مش عارف معلمك أبو الوليد من أي قرية بروسيا جايبها!

أنا عامر.. عمري ٢٨ سنة.. بشتغل مدير صالة بنادي "الأحمر" اللّيلي.. متديّن، متجوّز وعندي بنت.. ما تحكولي ليش اشتغلت هالشغلة بس واحد زي حالاتي مش دارس ومضطّر ايطعمي عيلته وأهله وايصرف ع اخوانه الصغار شو ايسوّي؟ بانتظاري أفواه بدها تبلع بالبيت أو بتبلعني! ما لقيت غير هالشغلة.. كنت كل يوم بس أروّح أتحمم وأتوضى وأصلّي وادعي ربّي يبعتلي غيرها بس لهلأ ما أذن.. اوعكم اتفكروا انّي بَسَيّس بنات لطاولات الزباين لأغراض مُحرّمة! لا والله، كل الموضوع انهم بكونوا بدهم قعدة طريّة اتنسيهم البلدوزرز اللّي عندهم بالبيت واترجعلهم شبابهم شوي.. هاد كل اللّي كان بصير ب "الأحمر"، بس برّا هاد المحل شو بصير أنا ما دخلني!..

(٣)

إجت الشرطة بسرعة.. قبل حتّى ما نقدر انخبّي زجاجة الجاك دانيلز.. فاضطرّينا وكلنا أسى انّه نرميها بالتّلة بعد مسح البصمات!

وين الجثة؟!
تحت سيدي تحت بالتّلة!
طيّب خلّيكوا هون ما حدا يتحرك هاد مسرح جريمة!..

نزلت الشرطة وكشفت عن الجثّة.. ما اقدرنا نمسك حالنا وانزلنا نشوف.. الجثّة لبنت عشرينيّة.. شعرها أشقر وبيضا.. جسمها عاري بالكامل.. مساحات الجروح محتلّة أغلب جسمها.. مطعونة من الرقبة لحد العظم، وببطنها كان جزء من مصارينها الغليظة الطويلة طالع.. الجثّة كانت مغطّية ببول محمد اللّي استغرب من صوت الطرطشة، ولّع القدّاحة ليشوف مصدرها فكمّلها ع حاله..
اجى البحث الجنائي وتخطيط الجرائم ومسرح الجريمة والمباحث.. باختصار كان إعلان رسمي بانتهاء عهد تلّة عبد
ون ولياليها الحالمة.. ومن خلف الحدث كان أبو طارق بيلطم ع تدمير مصدر دخله الوحيد، كشك القهوة..

(٤)

فندق الماريوت، غرفة ٦٠٥..

مرحبا سيّد أبو الوليد، معك الاستقبال، فيه ست هون اسمها ربى بدها اتزور حضرتك؟
اه اه.. خليها تطلع لو سمحت..

كنّا نتلاقى بالسّر.. وأغلب المرّات بالأوتيل.. ما كانت ظروفي الاجتماعيّة كنائب بالبرلمان ورجل أعمال وعائلة محترم متجوّز واولاده بالجامعة تسمح لأي اشي تاني غير هيك.. مرتي انا واياها اتطلّقنا عاطفياً من سنين طويلة.. وصارت أي علاقة جسديّة ان لا سمح الله وصارت تجرح اكتر ما بتدّاوي.. كنت بحاجة لحدا انام ع صدره وانا مرتاح.. لحدا ايشيل عنّي ضغوط العمل والحياة.. لحدا احبّه واعشقه مثل رُبى.. ٢٦ سنة، مصوّرة فوتوغرافيّة باستوديو صديق لإلي.. صهبا، سمرا وجسمها منحوتة رومانيّة لديناتيلو بعصر الإستشراق.. اتعرّفت عليها بوقت التغطية الإعلاميّة لحملة الانتخابات الماضية.. ومن وقتها صارت ربى إدماني.. بعرف انها فاكهة مُحرّمة بس ما بقدر أوقف أشتهيها.. هيّ خطيئتي بهالحياة اللّي بطلب من ربّي غفرانها بس بدون الرجوع عنها!.. معها نسيت أبو الوليد ورجعت طلال اللّي طول عمري بحلم انّي أكون.. شافتني.. وبدون حكي حضنّا بعض.. و كمان بدون أي مقدمات رتيبة، بدأت بتذوق فاكهتي الصهبا..

لا لا stop حبيبي stop! انت كل مرّة بتضحك عليّ وبتنسيني الموضوع.. ايمتى بدنا نتجوّز فهّمني؟
حبيبتي ليش النكد هلأ! ان شاء الله بس ايخلصوا الاولاد جامعة..
وشو دخلني باولادك طلال؟
ما بصير اتجوز هلأ! انتي ناسية انا مين!
لا ما نسيت! بس كمان ما تنسى انّي بحبك وبدّي اكون معك عطول وبالحلال مش بس بأوتيلات!
انتي جاي اليوم بس بدّك تهاوشي؟
لا I don’t wanna fight بس انت اللّي ما عم اتريحني طلال!..
استني شوي، صوت الباب بيدق..
مين اللّي بدق الباب؟
هاد اكيد الرووم سيرفس، طلبت ثلج..

للأسف فتحت الباب.. فتحت لألاقي تهاني.. واقفة بشموخ ما اتغيّر من لمّا اتجوزنا قبل ٢٥ سنة.. من يوم ما طلبتها من أبوها "غالب بيك" وبهدلني وحكالي كيف بتتجرأ وتطلب بنت البشوات وانت ابوك صاحب دكّانة عطريق السلط؟! ولولا ما هيّ هدّدت بالانتحار وقتها ما كان اتجوزنا.. اتطلّعت فيّ بنظرة برجوازية حقيرة وقالت..
كنت عارفة انّك بتخونّي يا طلال.. بس آخر شي اتوقّعته انّك تخونني مع وحدة قد بناتك.. بعد ما سوّيتك بني آدم تعمل فيّ هيك يا واطي؟!..
تَفّت علي وراحت.. وانتهى كل شي حلو بهديك الليلة قبل ما يبدا..

(٥)

خلص الدوام وسارة لسّا ما اجت ولا بترد ع تلفونها.. الغريب انّه كمان أبو الوليد مش امبيّن من امبارح وتلفونه مغلق!..آخ يا عرص من ايمتى بتلف ع بنات المحل تبعك!!

وأنا سرحان وقاعد بتخيّلهم مع بعض، فاتت الشرطة عالمحل.. سألوا ع صاحب المحل وسارة.. وبس حكتلهم انهم مش موجودين أخدوني معهم عالمخفر..

في الطريق حكولي انّهم لاقوا جثّة سارة ع تلّة بعبدون.. وبعد التحليل الفنّي بالاستوديوهات المشرحيّة اتبيّن تعرضها للاغتصاب والتنكيل بعد القتل..

طيّب كيف عرفتوا مين هيّ؟ لقيتوا جنبها اي اوراق؟
لأ.. بس واحد من أفراد المشرحة كان يتردد عندكم ع الأحمر وحكى انها بتشتغل هناك واسمها سارة.. انت ناسي قدّيش "الأحمر" مشهور!.. وهلأ انت المفروض تتعرف ع الجثّة..

وصلنا ع بيت الرعب.. دخلت ع المشرحة.. اضاءة خفيفة كتير لابقة لفيلم رعب من الطراز الهوليوودي.. ريحة جثث مغطّية بمواد طبيّة حاولت تقتل الريحة بدون أي فايدة.. برودة بتمسح العرق اللّي بدا يطلع من مسامات جسمي المرعوب.. كان كل شي بهيّء لمصيبة كبيرة جاي ع الطريق.. لحد ما أخيراً كشفوا عن الجثة..

آه عامر.. طمّنا.. اتعرّفت عليها؟! جثّة سارة مزبوط؟..
لا سيادة المحقق! هاي مش سارة! مش سارة!..

يتبع...
"الأَحْمَرْ"...

الجزء الثاني...

(٦)

قبل شهر من اليوم...

سارة.. ليش اتأخرتي؟
آسفة عامر.. رحت عالمطار.. اليوم هانّا وصلت من السفر..
وين حتقعد؟
حتسكن معي بنفس البيت لحد ما تلاقي شغل.. اجى أبو الوليد؟ سأل علي؟
آه هيّه قاعد فوق بمكتبه، بيعرف انّك اتأخرتي بس أنا مشّيت الموضوع.. يالله فوتي غيري أواعيكي الزباين بدت تيجي..

هانا أخت سارة التوأم.. اجت من روسيا اتدوّر ع شغل بعد ما اقنعتها سارة انّه الوضع جيّد جداً هون والكل بيحب الشعب الروسي الشقيق وبيعزّه.. خصوصاً الرجال! وفرصتها تلاقي شغل واتجمّع مصاري اكتر بكتير من فرصها بموسكو.. بس المعلم أبو الوليد ما كان راضي ايشغلها بالأحمر لأنّها اخت سارة.. وهوّ ما بدّه علاقات قرابة بين الموظفين او حتّى علاقات غرامية.. كان ايغار كثير ع بنات الأحمر.. ويمنع أي تواصل بينهم وبين الزباين أو الموظفين برّا الشغل.. ولو حدا من الموظفين خالف التعليمات كان مستعد ايعلّق راسه ع باب الأحمر..

عامر!! وين سرحت يا رجل؟!
آسف سيدي..
قلّي، اذا هاي مش سارة اذن مين هاي؟!
هاي هانا سيادة المحقق.. اخت سارة التوأم.. اجت قبل حوالي شهر وكانت اتدوّر ع شغل..
ووين سارة؟!
ما بعرف.. اليوم ما داومت وتلفونها مغلق..
شو عنوان بيتها؟
اتفضل سيادة المحقق..

(٧)

جرّونا جرّ ع المخفر.. أنا ومحمّد وياسر.. حتّى أبو طارق تبع القهوة جابوه.. حققوا معانا لثاني يوم الصبح وبعدين طلعونا.. اعتبرونا شاهد لما بعد الجريمة.. شاهد ع اشي ما شافوش..

(أصعب إشي بالجريمة إنّك تشوف فقط النتيجة.. كأنك بتسمع المشكلة من طرف واحد بس)!

بس شو ما كانت الأسباب شو الدافع لمجرم انّه يتصرّف بهالطريقة؟ يغتصب، يقتل وبعديها اينكّل بالجثّة؟!
أكيد في بيناتهم ثار.. كل هاي الأفكار كانت تخطرلي وانا عم بحط راسي وانام ع المخدّة.. بعد ما روّحت وحكيت لأهلي شو صار.. امّي صارت تلوم النت وتحكيلي هاي آخرة النت وراحت قطعت السلك.. أبوي حلف ع امّي بالطلاق انّي ابطّل اشوف ياسر ومحمد لإنهم همل.. تركتهم يلوموا بعض وسكّرت الباب ونمت نومة أهل الكهف...

(٨)

انبسطتي رُبى؟ هي تهاني عرفت..
معلش حبيبي.. أولها ع آخرها كان لازم تعرف.. مش احنا كنّا حنتجوّز؟!
يا ستّي انتي ما في ع تمّك غير الجيزة! رُبى من ايمتا انتي هيك صايرة؟ أنا بعرفك انسانة متحررة وعملية وهاد اللّي حببني فيكي.. ليش اتغيرتي؟!
أنا ما اتغيّرت طلال.. انت اللّي اتغيّرت.. انت اللّي وعدتني ولهلأ مش شايفة أي وعد من وعودك صار!.. مع انّك اخدت كل شي مني، قلبي روحي جسمي ما حرمتك من اشي.. اهتم فيّ زي ما بتهتم لتهاني واولادها!...

كانت محاورة عقيمة حتى الأنابيب ما بتعالجها.. لأول مرّة بحس إنّي بكره رُبى.. لأول مرّة بحس انّه ما حنوصل لأي نتيجة بنقاشنا.. إلبست أواعيي واجيت اطلع بدون حتى ما أودعها.. بدّي ألحق تهاني وعيلتي قبل ما اتضيع..

وين رايح؟
بدّي ألحق تهاني قبل ما تعمل اشي..
يعني خايف ع تهاني ومش سائل فيّ..
رُبى.. أحكيلك اشي.. انتي من اليوم بطريق وأنا بطريق.. عيلتي ومركزي أهم من أي لحظة بعيشها معك يا بنت ال...
بتغلط عليّ! بعد كل اللّي سويتلك ايّاه؟
أنا ما غصبتك ع اشي.. سلام...
أنا بورجيك يا حقير...

(٩)

أخذنا عنوان سارة ورحنا نشوف البيت.. كانت ساكنة قريب من الأحمر.. شقة طابق ثالث بالشميساني مستأجرها صاحب النادي اللّي اكتشفنا بالصدفة انّه نائب بالبرلمان.. دقّينا الباب أكثر من ١٠ مرات ما حدا رد.. اتصلنا ع موبايلها بعده مغلق.. ما كان في حل غير انّه نكسر الباب.. دخلنا ودوّرنا ما لقينا حدا.. بس في ريحة عاطلة طالعة من الحمّام.. فتحت الباب ولقيت جثّة سارة قاعدة بالبانيو (حوض الاستحمام).. كانت معبّية ميّ وايديها ممدودة وشرايينها مقطوعة.. للحظة الأولى بتبيّن انها عمليّة انتحار كلاسيكية بكل ما للكلمة من معنى.. استدعيت الطب الشرعي وبدينا تحقيق بالقضية بعد ضمّ الملف لأول جريمة.. موت أختين توأم بيوم واحد.. وحدة انتحرت والثانية انقتلت..

(١٠)

وصلت ع الفيلا.. تهاني كانت قاعدة ببرود معتاد بتدّخن بالصالون.. قعدت جنبها وطلت السيجارة وبدينا نتشارك حوار شيطاني بامتياز..

(تُوْلَد الصراحة المطلقة بإعلان وفاة المشاعر)...

انتي كيف عرفتي انا وين؟!
انت الك يومين ما بتيجي ع البيت!
طيّب ليش ما اتصلتي فيّ وسألتيني أنا وين!
تلفونك مغلق..
مين قلّك ع مكاني مين؟!
مش هاد المهم هلأ..
وشو المهم؟!..
شو المهم؟! (حكتها بقرف قاتل وبعدين كمّلت)..

شوف طلال، كل واحد بهالدنيا عمل أخطاء بحياته وهوّ صغير، وأثّرت عليه بس كبر.. بس خلص بطّل ينفع يتراجع عنها لأنه نتائج التراجع حتكلفه كتير!.. وانت واحد من هاي الأخطاء.. أنا كان لازم أسمع حكي أبوي غالب بيك لمّا قلّي انك انت واحد جوعان! جوعان للحياة، جوعان للجنس، جوعان للنجاح، والجوعان عمره ما بيشبع.. بس أنا كنت سخيفة وما صدّقته.. واليوم عم بجني نتيجة سخافتي وخطئي انّي اتجوزتك..
طيب شو بدّك هلأ؟!
بدّي انكون عمليّين أكثر..
كي
ف يعني؟!
يعني.. أنا عارفة انك خنتني مع رُبى وغيرها، وعارفة انّك ما بتترك بنات الأحمر بحالهم..
مش مزبوط هالحكي، أنا.....
بدون كذب طلال! خلص مافي داعي نكذب ع بعض، خلينا صريحين، أنا ما عندي مانع، روح نام مع مين ما بدّك، ان شاء الله تنام مع أبو علي البوّاب، بس ما اتسويلنا فضايح! انت عارف انت مين هلأ وانا بنت مين! وعنّا اولاد، وليد ونسرين بالجامعة وسمعتهم بتتأثر بأي فضيحة حتتعلّق فيك.. فرجاءاً خلينا أصحاب، وقدّام الناس والأولاد بنكون أزواج زي ما بيحبوا ايشوفونا..

انتهت المفاوضات بتوقيع معاهدة ترسيم حدود بيني وبين تهاني.. بغرفة النوم احنا اخوان، برّا احنا أزواج، هيك اتفقنا ولأجل غير مسمّى.. كانت الشروط بتناسبني وانتهى النقاش بالتوقيع في المكتّة بعد ما كل واحد خلص سيجارته وانسحب من المشهد..

((أعظم قدرة على التحمّل هي قدرتك على التعايش مع عدوّك بأرض واحدة بدون ما تفقد أعصابك وتفتكّ فيه))...

اتخيلوا أسد ونمر عايشين بقطيع واحد.. هاد اللّي حعيشه مع تهاني لبقيّة عمري..
تلفوني! انسيته مغلق! بدّي افتح اشوف مين رن عليّ بهاليوم الزبالة...

(١١)

سيدي أخيراً رد أبو الوليد ع التلفون وهيّه جاي ع الطريق..
أوّل ما يجي دخلوه لعندي.. وصل تقرير الطبيب الشرعي؟
آه.. اتفضل سيدي..
هات لنشوف..

تقرير الطبيب الشرعي:
سبب الوفاة اختناق ناتج عن الغرق في مياه عذبة أدت الى دخول ماء إلى المعدة والمجاري التنفسيّة وحدوث وذمة رئوية أدت إلى نقص مستوى الأوكسجين بالدم ومن ثم الوفاة..
قطع الشرايين ناتج عن حادث بعد الوفاة، وقت الوفاة تقريباً السّاعة ١ ظهراً..

طلع اللّي شاكك فيه مزبوط.. سارة ما انتحرت.. سارة انقتلت.. وبنفس اليوم اللّي انقتلت فيه هانا.. وأكيد القاتل واحد..

اجى أبو الوليد سيدي..
خليه يدخل..

وين كنت امبارح الساعة ١٢ الظهر سيد طلال؟
ليش؟
جاوب ع قد السؤال..
كنت بزيارة عند صديق لإلي..
مين هاد الصديق؟!
في اشي؟ ليش بتستوجبني بهالطريقة؟! انت عارف
مين أنا وشو بقدر أسوي؟!

(١٢)

روّحت عالبيت بعد كل هاي التحقيقات.. كنّا عايشين أنا ومرتي وبنتي مع أبوي وامّي واخواني الصغار بنفس البيت.. أبوي معاه سرطان دم وأيامه بالحياة صارت أقصر من انها تنعد.. وياما اترجّيت أبو الوليد انّه يجيبله عفو من الديوان عشان يتعالج لمّا كان فيه أمل وهوّ يوعدنا بس بدون أي فايدة.. وبس انتهى الأمل بطّلت أطلب.. وهوّ بطّل يسأل..

(الأمل، حبله أقصر من الكذب)..

عامر ليش اتأخرت حبيبي؟
كان في مشكلة بالشغل ما تقلقي..
أحطلك تتغدا؟ عاملة مجدّرة..
مش غلط.. وين امّي؟
نزلت من الصبح ع بيت أبو الوليد.. المدام عندها عزومة بكرا وراحت تطبخلهم..
وليش ما رحتي تساعديها؟
وبنتك مين حيضل معها؟!
خديها معك!
ام الوليد ما بتحب الصغار..
الله يقطعها هيّ وجوزها..

(١٣)

مرحبا ماما..
أهلاً حبيبتي نسرين.. كيف الجامعة؟
ماما اليوم السبت مافي جامعة! كنت بالمول، وين بابا؟
ما بعرف اجاه تلفون الصبح وضلّه طالع..
طيّب انا تعبانة بدّي اعمل shower وارتاح شوي..
اوك حبيبتي.. بس كمان شوي جايين ضيوف ع الغدا، انزلي اتغدي معنا اوك؟
ما بدّي ماما! قوليلهم نسرين ماتت!

دخلت ع غرفتي الكئيبة.. اتطلّعت بالمراي..
نسرين طلال.. ٢٠ سنة، بنت حدا من أهم الشخصيات بالبلد، ودلوعة أبوها.. بآخر عيد ميلاد جابلي ال CLK اللّي كنت بدّي ياها، ومش حارمني من اشي.. بس مع هيك مش مبسوطة! حاسّة اشي ناقصني.. الكل بيحترمني وبيعاملني over بس عشان مركز والدي.. عشان هيك دايماً بحب احكي مع ناس ما بتعرفني.. ناس ما بتعرف مين بابا.. ناس ما عمري حصارحها.. مين أنا..

شغّلت الكمبيوتر.. فتحت ال mirc..

الإسم: lonely_heart
كلمة السر:*********

يتبع...
"الأَحْمَرْ"...

الجزء الثالث.. والأخير!

(١٤)

قبل سنتين بالضبط..
موسكو ٢٠٠٠..

(وليد)
وصلت بطيارة ١٠ المسا.. كان أيامها الحج أبو الوليد مشغول بالتحضير للإنتخابات.. اضطريت أنزل بداله عشان نجيب طقم جديد للنادي بعد ما صدّى اللّي عنّا.. كنت إبنه الوحيد وكان بدّه ايّاني أستلم إدارته بس أخلص دراسة مع انّه امّي كانت معترضة.. بس كان لازم أتعلم الصنعة ع البدري..
بالعادة أبو الوليد كان يتعاون مع مكتب محلّي لتوريد العمالة.. نعطيهم الشروط والعدد وبس يجمعوهم ننزل نختار اللّي بيعجبنا..
بس تشوف مناظرهم صافّين عالدور وأنا بتمختر بينهم بتستغرب! مين قال انّه العبودية انتهت بعصر النبي -ص-؟! العبودية يا صديقي ما انتهت! بس صار فيه "عبوديّة ذكيّة"!..

اخترت أخيراً.. ومن بين اللّي اخترتهم كان في وحدة اسمها "سارة"..
كانت بيضا من السما.. لو تاهت بجبل ثلج ما حتعرفها إلاّ من شعرها الأشقر.. عيونها زرقة وعميقة.. بتطّلع فيها بتشوف ماضيك كلّه.. كانت أوّل سنة جامعة وبتدرس سياحة..
قعدت أسبوعين بموسكو واتحججتلها انّي محتاج حدا ايعرّفني ع المدينة بس لأكون معها.. لأشوفها كل يوم.. كنت بدّي أعرفها أكتر.. وهيك كان..

حبيتها.. حبيتها بجنون.. قضّيت أحلى أسبوعين بحياتي معها.. هيّ كتير حدا نضيف من جوّا.. بس ما كانت قادرة اتكمّل دراسة والوضع الاقتصادي عندهم كان سيء جداً.. فاضطرّت اتقدّم ع هيك شغل..
قبل بيوم ما أحضّر شنطي وأرجع على عمّان.. رحت ع مكتب التوظيف وشطبت إسمها من قائمة المغادرين.. وثاني يوم رحت ع المطار..
كنت خايف عليها! عارف شو مستنيها بعمّان واذا الزباين تركتها بحالها أبو الوليد ما حيتركها!
وصلت ولقيتها واقفة ع باب المطار بتستناني.. قعدت تلوم فيّ وتقول انها اذا ما سافرت واشتغلت ما حتقدر ترجع اتكمّل دراسة ولا تصرف ع أهلها.. ضعفت قدّامها بس فهّمتها ليش اتصرّفت هيك.. وقلتلها هاد لمصلحتك.. وصارحتها بإعجابي فيها..

"وأنا كمان معجبة فيك، وهاد سبب من الأسباب انّي بدي آجي معك"..

سافرت وتركت كياني كلّه بموسكو.. وعدتها أبعتلها مبلغ شهري تقدر تكمّل دراستها فيه وتصرف ع أهلها.. وكانت تشتغل بعد الجامعة وهيك بيمشي الحال..
صرت أخصم من مصروفي وأبعتلها.. ومرّات أسرق من أبو الوليد.. كلّه ع أمل انخلص جامعة ونرتبط.. هاي كانت أقصى أحلامي..
بس كان لازم هاي الأحلام تنتهي وبسرعة كتير زي ما بدت!
اشتقتلها وانزلت أعمللها مفاجئة وأشوفها..
سألت عليها بسكن الجامعة.. قالولي انها تركته من ٦ شهور!.. دوّرت عليها لحد ما اكتشفت انها عايشة مع صاحبها بشقّة بضواحي المدينة.. رحت عليها ودقّيت الباب..

حجزت بسرعة وارجعت ع عمّان.. كنت ٦ شهور عم بصرف عليها هيّ وصاحبها السّكير...
طويت الموضوع وارجعت لدراستي وجامعتي.. وحكيت لأبو الوليد ايبعّدني عن الأحمر لحد ما أخلص دراسة.. بس ما اقدرت أنساها ما اقدرت!..

(١٥)

في غرفة التحقيقات...

(طلال)
تركني المحقق بعد ما فهّمني شو القصّة.. سارة انقتلت ومتّهمينّي أنا بالقتل.. صحيح أنا اللّي نمت عندها قبل بيوم من الحادثة وتحليل ال DNA حيكشف هاد الإشي لأني ما استعملت واقي بشري.. أي ما بحبّه والله العظيم بيُخنق ما بحبه! بس يا سيادة المحقق أنا طلعت من عندها ع ١٢ الظهر! وكانت سليمة.. ما كان مالها اشي..
المشكلة يا عزيزي انّه كل الأدلّة ضدّك والحصانة ما حتحميك..

كنت ساعتها عم ببصم ع فشلي بتنفيذ إتفاق الشيطان مع تهاني.. وحفضح إسمي وعيلتي.. قريباً بالأسواق..
السفارة الروسيّة أعلنت الحداد ٣ أيّام عالضحيتين.. وصارت القضيّة على كل لسان.. هاد زاد كتير الضغط على التحقيق.. خصوصاً انّه سياسي من البلد متورط بالموضوع..

وبحب أقولك عزيزي القاريء انّك شو ما كنت كبير، فيه دايماً اللّي أكبر منّك.. وفرصك بالنجاة من المركب الغرقان بيعتمد على قدرتك ع سد فتحات التسريب.. بس لمّا التسريب يكون أقوى منك فالناس حتتركك تغرق لحالك فيه..
وهاد اللّي صار مع أبو الوليد.. انسحبت الحصانة منّه.. واتحوّل للتحقيق بتهمة قتل الشقيقتين..

(١٦)

(معن ونسرين)
وينك؟! الك كم يوم ما شبكتي؟
شويّة ظروف..
خير؟..
معلش مش حابّة أحكي عن هاد الموضوع...
طيّب طولي بالك.. شو ما كان صاير معك ما حيكون قد اللّي صارلي هاليومين..
ليش شو اللّي صاير معك؟!..

حكتلها عالجريمة.. ع محمد وياسر وسارة وأبو طارق.. وعالتحقيق.. ضلّت ساكته.. بس خلّصت أعطتني رقم تلفونها وقالتلي ضروري أشوفك بكرا.. استغربت كتير.. بس اتواعدنا بستاربكس عبدون..

(١٧)

(عامر)
ألو.. مرحبا عامر..
أهلاً وليد.. كيف حالك؟.. البقيّة بحياتك..
انت عارف مين قتلها؟!
ما بعرف يا وليد..
اكيد هوّ.. مين حيكون غيره؟!
ما تحكي هيك ع أبوك يا وليد!...

كان بزيارة لأبوه قبل حوالي ٣ أسابيع بالأحمر.. والتقى مع هانا اللّي بالصدفة البحتة كانت جاي تشوف أختها سارة.. اتعرّف عليها وروحوا مع بعض بعد ما عرض عليها ايوصلها.. اتطوّرت علاقتهم بصورة كتير سريعة.. هانا كانت حلوة كتير وبن