قناة

📚قصص||روايات||منوعة📚

📚قصص||روايات||منوعة📚
23.9k
عددالاعضاء
218
Links
2,827
Files
17
Videos
767
Photo
وصف القناة
قصص و كتب pdf 💚📚 محبي القراءة في نعيم لا يدركه غيرهم... لا تشيخ أرواحهم وعقولهم ولو شاخت أجسادهم.💚 فهرس القصص👇🏻💗 @rwayattt للتواصل @Rwayate_BOT بإدارة💙✨ ⴅÂÐЄĦÂ حسابي الانستغرام💚🌿👇🏻 https://instagram.com/madeha_alyan?igshid=YmMyMTA2M2Y=
بين ايديه من جديد ، هاد حلمي كان ..

اندق الباب ، دفشته عني بخوف ، و قربت عالباب مشان افتحه ، كل هاد و هو واقف يتفرج عليي ، كأنه الموضوع ما بهمه ..

سلافة : معتصم بيك ، في شخص برا بدو يقابلك

بهاللحظة انا انسحبت من الغرفة ، و توجهت على دورة المياه ..
وقفت قدام المراية ، و فتحت المي ، و رشيت على حالي شوي ..
انفتح الباب و فاتت سلافة ، سكرته بضهرها و هية عم تتفرج عليي و الشرار بيقدح بعيونها ..

نتالي : خوفتيني

صارت تمشي شوي شوي لحد ما وصلت قبالي ، مسكت وجهي باصبعين و شدت عليه ..

سلافة : لسا بكير لتخافي يا حلوة ، بس اذا التزمتي حدودك من هلا ، بوعدك اتضلي مبسوطة

نزلتلها ايدها بقوة و دفشتها ، ما بعرف كيف قدرت اعمل هالحركة ..
بس تصرفها استفزني ، و ما بدي تفكرني ضعيفة ..
وصلت عالباب و بدي اطلع ..
وقفني صوتها : ديري بالك تقربي على معتصم ، افهمي منيح هالكلمتين مشان ما تخسري شغلك

طنشتها و رجعت على مكتبي ، كان بدني كله مهزوز و مو متحملة كلمة من اي حدا ..
رن التلفون الارضي اللي بيوصلني بمكتب معتصم
افتت ، شو بده هاد كمان ؟

نتالي : نعم معتصم بيك
معتصم : وين هربتي ؟ جهزي حالك طالعين مشوار على شركة في اجتماع

سكرت الخط و رجعت افكر بكلام سلافة ؛ شو لازم اعمل ؟ اكيد ما رح خبر معتصم احسن ما يفكر اني بدور على مشاكل عند كل موقف، لاني جيت على هالشركة لاشتغل وبس ..

طلعنا من الشركة ، و كان في شوفير بستنى فينا ، و سيارة غير اللي ركبنا فيها مبارح ، اخد منه معتصم المفاتيح و قله : انت ارتاح اليوم

ركبنا و بقي كل واحد فينا يستنى التاني يبدا بحديث يكسر هالهدوء ..
وصلنا لمكان ما كنت حابة ارجعله مرة تانية ..
وقف السيارة ، و التفت عليي ..

نتالي : ليه جبتنا لهون ؟
معتصم : يعني متزكرة هالمكان ؟
نتالي : … ( كنت عم اتطلع بعيونه و نزلت كم دمعة مني بدون ما حس على حالي ، مكان ما التقيت فيه لأول مرة كان مطعم فادي )
معتصم : بدي تحكيلي كل شي صار بعد ما تركتيني هون بالسيارة انتظرك بهداك اليوم .. كل شي و بالتفصيل الممل
نتالي : بحكيلك بس خلينا نطلع من هون ، بحس حالي مخنوقة بس مر من هاد الشارع او اي شي فيه

هزيتلها راسي و بقيت ساكت ، مشيت بالسيارة لأبعد مكان ممكن اوصله ..
كانت شبه غابة ، نزلنا و قعدنا على صخرتين بجنب بعض و نظرنا على الاطلالة اللي مواجهتنا ..

نتالي : تشابك هالاشجار ببعضها بيشبه تشابك قصتي و تعقيدها
معتصم : عم استنى تجاوبيني مو توصفيلي المنظر

تبسمت و التفتت عليه ، و ركزت بعيونه المليانة استفهامات ، كان منظره متل الغريق اللي بحاجة لأي قشة تنقذه ..

نتالي : دخلت عالمطعم ، دفعت كل شي و اخدت المستندات منه
معتصم : ليش ما رجعتي لعندي .. ليييش ؟
نتالي : اهدى .. خليني اشرحلك شو اللي صار بعدها عصب متل ما بدك
معتصم : ( تنهد و شبك ايديه تحت دقنه و سند ايديه على ركبه ) طيب كملي
نتالي : كان صعب كتير اني ارجع بعد ما لقيت حالي تحررت ، و حبيت اني امشي بطريق جديدة ما تذكرني بأي شي من الماضي الاسود اللي عشته ..
ابدا مرحلة جديدة من حياتي ..
رح تقلي مو هيك كان اتفاقنا ..
بعرف ، بس ما قدرت معتصم ، ما قدرت ..
معتصم : طيب كيف بديتي بحياتك الجديدة ؟
نتالي : بلشت دور على شغل بكل مكان ، لحد ما يئست و قعدت بمكان عام ، و صرت ابكي بدون ما الاقي اي سبب يوقفني ..
بتقعد عالكرسي المقابل الي ست معها اكياس كتير و باين عليها التعب و من عمر امي .. يمكن من كتر ما كنت بحاجتها تخيلتها امي .. قمت و قعدت جنبها و بدون ما احكي اي شي ضمتني .. بس وعيت على حالي اعتزرت منها .. حسيت بالدفا لما شفت ابتسامتها .. استفسرت عني بكم سؤال ، و خبرتها اني بلا اهل و مأوى و لا اي شغل ، و سألتها ازا بحاجة شغالة او حد من معارفها ..
كنت مستعدة اشتغل اي شي ، المهم انه تكون نضيفة ..
قالتلي انا مرة وحدانية و بشتغل خياطة و بدي صبية تساعدني ، و عندي كم شقة بأجرهم و بنتفع من اجارهم ..
اتفقت معها انه اسكن بالشقة و اشتغل معها و تعتبر اجرة ايدي هي اجار الشقة ..
و فعلا وافقت ، و بعد ما جربتني كم شهر و اتطمنت انه ما عليي اي ملاحظة و ما رح جيبلها وجع راس ، اقترحت انه اسكن معها بنفس البيت ..

معتصم : هي الخالة صباح مو هيك ؟
نتالي : اها .. و من هداك اليوم لليوم و انا معها
معتصم : ما خطر ببالك انا شو صار فيي بعدك ؟ بتعرفي اني كل يوم بلف البلد دور على أي أثر ممكن يوصلني الك ، حتى فادي بدور عليكي معي
نتالي ( مصدومة ) : قلتله انك لقيتني ؟
معتصم : لأ .. مو ناوي خبره .. عالاقل بالوقت الحاضر

اخدت نفس عميق ، و اعتزرت من معتصم ، ما كان قابل اعتزاري الا لما عرض عليي انه نتزوج ..

نتالي : موافقة بس عندي شرطين
معتصم : احكي
نتالي : اول واحد نأجل الزواج لفترة مشان ما يشكوا فيي الموظفين انه كيف بهالفترة القصيرة تزوجنا .. و التاني
معتصم : كملي ليش عم تبكي ؟ نرجس
نتالي : بدي تجمعني مع أهلي ، كتير حاولت روح عالقرية بس ما قدرت كمل الطر
يق .. و هاد مهري بعتبره

لفيتها بايدي و ضميتها ، الروح رجعتلي من جديد ، و الأهم من كل هاد تاكدت انها ما اتفقت مع فادي ضدي .. شروطها كانت معقولة كتير ، و بدون ما اعتبره مهرها ؛ لانه هاد حقها الانساني و واجبي اني ساعدها بقضيتها و وقف معها بكل جوانب حياتها ..

نتالي : خلينا نقوم رح تغيب الشمس
معتصم : بس ما قلتي شو كانت ردة فعل فادي وقت دفعتيله الفلوس ؟
نتالي : هههه عرض عليي الزواج

_____________
________

تاني يوم ، رحنا على قريتي انا و معتصم ..

معتصم : من وين طريق بيتكم متذكرة
نتالي : كيف بدي اتذكر بعد سنين طويلة من الغياب و كل شي فيها متغير و كأنها عالم آخر ، شوف في واحد ماشي باتجاهنا خلينا نسأله بلكي بيعرف شي

نزل معتصم و تركني احترق لحالي جوا السيارة ، و انتظره ليرجع بشي خبر يطفي هالنار ..

معتصم : يعطيك العافية اخي ، بيت ابو رياض ال.. وين صار ؟
.. مين حضرتك بلا صغرة ؟ من زمان ما حدا سأل عنهم بعد ما نظمي آغا طلب من اهل القرية يقاطعوهم

رجعت للسيارة اللي تركت فيها نرجس ، بعد ما شفت واحد من رجال هالقرية ، و سمعت كل قصة نرجس اللي اخفتها عني ..
و هيك بكون عرفت كل شي بخص نرجس ، بس انصدمت من كمية الظلم اللي بدوقوه اهل هالقرية ؛ من الآغا اللي حاكمهم و بستغل اراضيهم و باكل حقوقهم ، و الأمرّ من كل هاد ابنه جمال اللي بعتدي على اي بنت بتلمحها عيونه ، و بهددها برزق اهلها لو حاولت تحكي أي اشي عنه ..
و للأسف نرجس كانت احد البنات ، و انحكم على حياتها بالموت لأنها خبرت اهلها ، و عشان يخفوا فضيحتهم و ما ينقطع رزق كل قرايبها قرروا يقتلوها ..
و بعد ما هربت عالمدينة بدون ما حدا يعرف ، أبوها مرض ، و بعد سنتين من فراق بنته ، بموت ..

نتالي ( بتبكي ) : لاا ابي مات قبل ما شوفه و يسامحني ، انا السبب
معتصم : الله يرحمه .. نرجس ما تحكي هيك انتي مظلومة
نتالي ( مستغربة من كلمة مظلومة ) : طيب ما قلك امي و اخي على أي مدينة راحوا ؟ او اي عنوان

كان صعب عليي اني واسي نرجس بعد ما سمعت هيك اخبار ، و بصيص الامل اللي كان موجود عندها اختفى ..
و بلحظة صرت انا كل شي بحياتها ، و ما الها حدا غيري ..

رجعت على بيت الخالة صباح اللي ما كانت تعرف عن مشواري ..
انهرت بالبكى أول ما فتحتلي الباب بين ايديها ، و معتصم واقف و مو قادر يحكي أي شي ..

هدتني و بعدين خبرتها باللي صار معنا اليوم ، زعلت كتير و واستني و قالت :
المهم انه امك و اخوكي بعدهم عايشين ، و هاد خبر حلو لازم تفرحي مو تبكي يا بنتي ، متأكدة انك رح ترجعي تلتقي فيهم بس ادعي ربنا

كلماتها رجعتلي الامل و التفاؤل ، اللي فقدتهم بعد ما سمعت خبر موت ابي ..
ليلة صعبة مرقت عليي و انا بتخيل كيف مات ، و شو صار بحياة امي و اخي بعده ..
كان نفسي التقي فيه و اطلب منه يسامحني ، بس الموت كان اسرع مني ..
بحثي طويل ، و ما بعرف من وين رح يبدأ ، نمت و انا بحلم اني لاقيهم و كمل باقي عمري معهم ..

حلمت بشي بشع كتير ، كابوس ذكرني بالماضي البعيد ..
عن حريق مرة صار ببيت اهلي ، النار حرقت ايد ابي يومها و شوي من وجه اخي ، و قدرنا نسيطر عليها لانها انحصرت بغرفة وحدة ..

صحيت من عز نومي و انا بتصبب عرق ، و بدون ما احس عحالي كنت اصرخ و انادي ، لقيت الخالة صباح جاية عليي و شربتني كاسة مي و هدتني ، و عرفت اني كنت عم شوف كابوس ، سألتني : خير يا بنتي ؟ شو اللي شفتيه حتى صارت حالتك هيك ؟

ما قدرت رد عليها ، هزيت براسي يمين و شمال ، طبطبت عليي ، و رجعت اغمر راسي بالوسادة و استرجع اللي شفته ..

//////

رجعت على بيتي و قلبي بعتصر وجع على حبيبتي ، كنت محتار اذا خبرها بإني عرفت سبب طلعتها من القرية ، أو خبي عنها ..
عالحالتين ما رح تستفيد بشي ، خليني خبي و بلا ما افتح مواجعها بعد كل هالسنين ..
بس لازم ساعد اهل هالقرية من هالظالم اللي عامل عليهم آغا ..
و الأهم من هيك دورعلى اهل نرجس ..
وين يا ترى ممكن يكونوا عايشين ؟ امها حطت نرجس بهالمدينة معقول ما ترجع عليها اتدور على بنتها ؟ طيب لو بدهم يدوروا عليها من وين رح يبدأوا ؟

اوف شو هالخيوط المشبكة ببعضها ، راسي بضرب عليي و حاسه رح ينفجر ..

معتصم : كيفك بابا ؟ بعتزر ازعجتك بهالوقت
أكرم بيك : اهلين يا ابني ، خير ما يكون صاير شي معك لا سمح الله ؟
معتصم : لا الحمدلله كل شي تمام ، بس صارت معي شغلة و محتاج مساعدتك

اووه هلا بقدر نام و انا مرتاح ، مدام الشغلة صارت بايد أبي ، كل شي رح يكون متل ما بدنا و احسن كمان ..
و بعدها بمهد لأبي عن نرجس ، و بقدر ساعدها قضائياً حتى ترفع دعوى على هالخسيس فادي ، و يمكن تقدر ترجع لاسمها الاصلي بعد ما زور شهادة ميلاد باسم و تاريخ ميلاد جديد ، حتى يقدر يكتب مستندات براحته ..

___________________

يوم جديد طلع عليي ، و قرارات مصيرية بحياتي لازم اتخذها و كون قدها ، هروبي رجعني لنقطة الصفر ، و اجا الوقت المناسب حتى وقف بوجه الشمس و احكي بصوت عالي بدون ما خاف من اي شي
..

اخدت من سلافة رقم شركة المحاماة حتى اسال عن المحامي اللي جابلي العقد ، و اتاكد اذا اللي بفكر فيه بمحله او ذاكرتي خانتني ..

نتالي : مرحبا يعطيك العافية .. بحكي معك من شركة …
الموظف : تفضلي بشو بقدر اخدمك ؟
نتالي : بدي استفسر عن المحامي اللي جاب عقد باسم نتالي .. ، شو اسمه و كيف بقدر اتواصل معه ؟
الموظف : عفوا منك بس شركتنا فيها كتير محاميين ما بقدر اتزكر مين اللي جابلك العقد ، لو قدرتي تعرفي اسمه بكون اسهل علينا

يا الله و هي الطريق تسكرت من اولها ..

//////

معتصم : يسلمو بابا ما بتتخيل اديه ممنونك انا ، لوتعرف حجم الظلم اللي عايشين فيه اهل هالقرية
اكرم بيك : ما تقلق المحاميين اللي عندي رح يبدأوا بالقضية باسرع وقت ، بس ما قلتلي كيف عرفت هالقرية و ليش مهتم فيها كل هالقد ؟
معتصم : في شخص بهمني كتير اصله منها ، و بالصدفة عرفت شو عم بصير عندهم
اكرم بيك : ممتاز كتير ، معناها بنستخدمه شاهد بالمحكمة ، و ممكن يجيب اكتر من حدا معه يشهد

استدعى بابا كل المحاميين المتخصصين ، و اعطيتهم كل المعلومات اللي قدرت جمعها من زيارتي الاولية للقرية ..

ما قدرت روح على دوامي بالشركة ، و طلبت من نتالي تلغي كل مواعيدي لليوم ، و توجهت لعند سامر حتى فضفضله كل شي بقلبي لانه تعبت من التفكير لوحدي بهالقصة ..

سامر : بس معك حق يعني صعبة كتير تجمع بين وحدة متل نرجس و اكرم بيك ، لا و ازا عرف انها سبب طلعتك من بيت العيلة و رفضك للزواج من اي بنت
معتصم : ……
سامر : بعتزر منك ، بس خلينا نكون واقعيين شوي ، من وين رح تبدا بالكلام عنها ، هل من سبب هروبها من قريتها ، أو من بداية شغلتها بالمطعم .. ؟؟!
معتصم : لا تخليني اندم اني قلتلك الحقيقة ،عم قلك القرية كلها بدها مين يساعدهم ، و انت عقلك باكرم بيك ؟! بعدين طلع تفكيري بمحله و نرجس ما اتفقت متل ما انت كنت مفكر

طريق زواجي من نرجس كان بدايته اني اعرفها على عيلتي اللي لحد هلا ما بتعرف شي عنهم ، و ما عندها فكرة عن عاداتهم و مبادئهم البرجوازية ..
اما انا ما بهمني من كل هالكلام الا اني اتزوجها ، و عيش بقية عمري معها ..

//////

رجعت على البيت بعد يوم صعب قضيته بالشركة ، معتصم ما اجا و ما حاكاني الا مشان الغي مواعيده ، و سلافة و نظراتها الي ، و نهايته كانت بمكالمة من الاستاز سامر ..

صباح : ما بجوز تعملي بحالك هيك يا بنتي ، اتطلعي على وجهك كيف صاير
نتالي : مو بايدي يا خالة ، قلبي ما عاد فيه يتحمل عذاب .. لو سمعتيه كيف حكى معي ، و طلب مني ابعد عن حياته
صباح : لا هاد سامر اكيد صار شي لعقله ، كيف بسترجي يحكي معك هيك شي و بعرف انك بنتي
نتالي : بس معه حق ، اصلاً مين انا لاتزوج شب متل معتصم بيك ، على شو بدو ياخدني ؟ و فوق كل هاد هربانة من اهلي

اتخذت قراري باني اترك الشغل بشركة معتصم ، و نفذ اللي طلبه مني الاستاز سامر ..

//////

أكرم بيك : مسا الخير يا ابني ، الك عندي خبر حلو رح يساعدنا كتير بالقضية

يتبع ..

الجزء الخامس :
معتصم : شو هوة ؟ شوقتني
أكرم بيك : بعد ما انتشر خبر القضية و ضج بكل مكان بالشركة عنا ، واحد من المحاميين بشركتنا طلع من نفس القرية ، و قال انه كان بدو يعمل هيك شي لانه حقوق كتيرة اله
معتصم : حلو كتير ، بكرا الصبح بمرق عندك و بقابله ، يسلمو كتير بابا عزبتك معي

الله يرحمك يا امي ، لو كنتي موجودة كان قدرتي تقنعيه ، و بتزوج انا و نرجس بدون مشاكل او مبررات لحدا ..

سامر : شو ساعة لتفتح الباب
معتصم : لا تواخذنا ، تفضل لشوف باتمان
سامر : تفضلت ، شو المستجدات ؟ حكت معك نرجس شي ؟
معتصم : لسا كنت بدي احكي معها بس حضرتك شرفت ، ما رح خبرها شي عن القضية بلا ما تتحسس
سامر : اي كله ولا تتحسس حافية القدمين
معتصم : انه شو عملتلك هالمخلوقة لتكرهها

كلامه ملغوم و مو مريح ابدا ، و لأول مرة بختلف معه على رأي ، و بحس طريقنا مسدودة ..
طلع من عندي بعد ما علقنا ، و على شوي رح نضرب بعض ..
ما بعرف بالضبط ، هو السبب بالضغوط النفسية اللي بمرق فيها بهالفترة ، أو لاني كنت متعشم منه يوقف بصفي و يساعدني بتقديم نرجس لعيلتي كونه صديقي القديم و المقرب ..

//////

رياض : يمة اتركي كل اشي بايدك و تعالي اقعدي لاحكيلك هالخبر الحلو
ام رياض : خير خير يارب ، لقيت نرجس
رياض : ان شاءالله بنلاقيها ، بس ابن صاحب الشركة اللي بشتغل فيها متعرف على حدا من بلدنا و بدو يرفع دعوى على الاّغا و يجيب حقوق الناس و اراضيهم ، و حكتلهم اني من هالقرية و بدي اشارك فيها و هيك بقدر ارجع حقنا اللي راح بعد ما مات ابوي الله يرحمه
ام رياض : طيب و اللي عمله جمال اغا باختك و بهالبنات بدو ينفذ من عملته ؟
رياض : هاي قضية تانية برفعها انا بس الاقي نرجس باذن الله
ام رياض : و انا الي عندك خبر حلو ، لقيتلك عروس مثل القمر الله يحميها
رياض : هههه الله يخليلي اياكي بس انتي عارفة ما عندي اشي اهم من اختي و ما بحس بالفرحة اذا ما كنتي انتي و اياها معي
//////
أكرم بيك : اهلين يا ا
بني ، باينتك مزعوج خير ؟
معتصم : ما في شي بس مو نايم منيح ، وينه المحامي اللي قلتلي عنه ؟
فتح باب مكتب ابي شب ملامحه كتير مألوفة عليي ، أو بيشبه حد بعرفه ..

معتصم : ما عرفت شو اسمك ؟
رياض : اسمي رياض …
معتصم : مو معقول
أكرم بيك : شو قصدك يا ابني ؟
معتصم : لا ولا شي بابا .. اي وين كنا استاز رياض ؟

ما صدقت ليخلص هالاجتماع ، و روح باسرع ما عندي للشركة حتى شوف نرجس و احكيلها عن اللي صار معي ..

سلافة : نورت يا بيك
معتصم : ابعتيلي ورا نتالي بسرعة
سلافة : بس نتالي تركت الشغل اليوم ، انا بشتغل عنها اصلا ما الها داعي
معتصم : سلافة مو ناقصك ، نتالي وينها ؟

طلعت و انا مو شايف قدامي من كتر العصبية ، شو قصتها هالبنت ليش هيك عم تعمل معي ..

صباح : هاد معتصم افتحله الباب ؟
نتالي : احكيله مو هون ، ما عندي شي احكيله اياه
صباح : هلا بشوف

معتصم : كيفك خالة ، نتالي صاير معها شي ؟
صباح ( بصوت مرتفع ) : لا بس حبت تاخد اجازة و ما بدها تقابل حدا
( همستله بانه صاير شي معها و لازم يعرفه بس نتالي ما بدها تخبره )
معتصم : اها ، سلمي عليها كتير و وصليلها بانه في عندي خبر مهم لما تخلص اجازتها بخبرها اياه
( بهمس : احكي معي على هاد الرقم و احكيلي كل شي )

نتالي : شو ما قلك شو الخبر المهم ؟
صباح : لما تصحي على حالك ابقي حاكيه و بخبرك

راحت على غرفتها و تركتني فكر ..
انا شو رح استفيد لما اسمع كلام الاستاز سامر ؟ شو قصده اني معرضة للخطر ازا بقيت معه و قبلت بعرض الزواج منه ؟ و كيف بدو يحميني من معتصم ؟

//////
معتصم : يسلمو يا خالة ، ديري بالك عليها و خبريني بكل شي بصير
لهون وصلت معك الامور يا صاحبي ، اي شو عليه ، بس ما رح اتركك تفرح كتير ببطولتك ، و رح تشوف معتصم بيك مين بكون وقت الجد ..
لا و نرجس عم تستمتع كتير بالمؤامرات و الأكشن ، تعودت عليي ضل اركض وراها ، خليني شوفكم انتو التنين كيف رح تواجهوني بس اكشف لعبتكم ..

معتصم : كيفك فادي ، معك معتصم بيك
فادي : على راسي انت ، طمني صار معك شي جديد ؟
معتصم : لا ما صار ، عم حاكيك اطلب منك خدمة ما بنسالك اياها
فادي : بتؤمر انت ولو

سامر : انسة ريهام انا طالع مشوار ضروري ، اجلي كل شي لبكرا
ريهام : و لا يهمك استاز

ريهام : نعم معكم شركة .. تفضل
فادي : بدي احكي مع الانسة نتالي لو سمحتي
ريهام : عفوا بس ما عنا حدا بهالاسم ، انت متاكد انها بشركتنا ؟
فادي : طبعا هي اعطتني الرقم و قالتلي انها موظفة هون

ريهام : استاز سامر اسفة عالازعاج بس في شخص اتصل وقال انه نتالي بتشتغل عنا و طلب يحكي معها
سامر : و مين هالشخص ما عرفتي مين بكون ؟
ريهام : لا ما عرفته قال اسمه فادي
سامر : شوووو

صباح : هاد انت ؟
سامر : كأنه ما انبسطتي بشوفتي
نتالي : اهلين استاز سامر خير ؟

اول ما لمحني ، هجم عليي و بدو يضربني ..

صباح : اتركها ، شو عم تعمل بالبنت ؟
سامر : لك انتي وحدة وسخة و بعمرك ما رح تنضفي
نتالي : ما بسمحلك تحكي عني هيك ، اطلع لبرا فورا
سامر : لا وصار عندك بيت تقلعي الناس منه ، لك طول عمرك وحدة فلتانة و مو معروف قرعة ابوكي من وين ، بس انا ما رح اسمحلك تخربي حياته لمعتصم ، ازا كان هو عشقانك و مو شايف قدامه انا الك بالمرصاد
صباح : و انت شو دخلك بعلاقتهم ؟ مين اعطاك الحق لتحكي عن بنت مسكينة و هاربة من الموت هيك كلام
سامر : اسأليها ليش معطية تلفون الشركة لهداك الواطي فادي و قايلة انها بتشتغل عندي

بس سمعت اسمه غط على قلبي ، و ما صحيت الا تاني يوم ..
صباح : الحمدلله عسلامتك يا بنتي قلقتيني عليكي
نتالي : شو صار ؟ وين الاستاز سامر ؟
خبرتني بكل شي حكالها اياه سامر ، و عرفت انه في حد عم يحاول يخرب حياتي ، قررت اني احكي مع معتصم و خبره بلكي برتاح و بخلص من هالقصة ، عالاقل بقدر حدد ازا لازم ابقى معه او اتركه ..

معتصم : و الله اهلين بالقمر اللي ما بنشوفه الا بالشهر مرة
نتالي : معتصم بعتزر كتير عن تصرفاتي بحقك ، و انا اجيت لحتى اوضحلك كل شي و انت احكم عليي متل ما بدك
معتصم : ههه شو الجديد هالمرة ؟ قررتي برضو تفتحي صفحة جديدة و اتطلعينا من حياتك نرجس الا نتالي خانوم ؟
نتالي ( بتبكي ) : فادي
معتصم : شو ؟

بعد ما شفتها بمكتبي ، و قالتلي كل شي صار معها ، تأكدت انه شكي فيها ما كان بمحله ..
___________

بتمرق علينا لحظات بحياتنا ، بتعمي قلوبنا عن الحقيقة اللي كنا مؤمنين فيها ، و بننقاد لعواطفنا بدون ما نحفظ خط الرجعة ..
و لما نوعى على حالنا ، بنكتشف انه فات الأوان ، و يمكن بوقتها نكون خسرنا اقرب الناس على قلوبنا ، ويمضى الوقت فينا و نحن خايفين نبدأ بخطوة لتقربنا منهم من جديد ..
نرجس رجعت لوظيفتها ، و انا مبسوط بقربها مني ، و بعد بالثواني اللي بتمشي ببطىء ، لحد ما يجي الوقت المناسب لاعلن عن عشقنا قدام كل الناس ..
لكن فراقي عن سامر ، ترك فراغ كبير بحياتي ، ما لقيت أي شي يعوضني عنه ..

//////
رياض : يعطيكي العافية يا انسة ، ممكن اقابل معتصم بيك

ي
تبع ..

الجزء السادس :
كنت مشغولة بالاوراق اللي طلب مني معتصم اني جهزله اياهم للاجتماع ، و باب مكتبي مفتوح ، سمعت حدا عم يحكي ، رفعت راسي لرد عليه ..
حسيت بكهربا مشيت بكل جسمي ، و اخدت مني كل قوتي ، لدرجة ما قدرت اتجاوب مع كلامه ..
علامات الاستفهام من تصرفي كانت واضحة عليه ، لكن كل شي اله نهاية ، و هالصمت انقطع بدخول سلافة عالخط ..

سلافة : نتالي الاجتماع رح يبدأ و انتي لسا ما خلصتي
رياض : عفوا بس عندي موعد مع معتصم بيك
سلافة : انت المحامي ؟
رياض : نعم
سلافة : تفضل معي البيك بانتظارك

جمدت بمكاني ، انشليت تماماً ، كل شي تخيلت اني اعمله بهيك لحظة تبخر ..

//////

معتصم : طمني شو الاخبار في اي تقدم بالدعوى ؟
رياض : …
معتصم : في اي مشكلة ؟ حاسك مو على بعضك
رياض : بعتزر ، شو كنت عم تقول حضرتك ؟

قمت من ورا مكتبي و قعدت عالكنبة قباله ..
كان طلبي لحضوره حتى اجمعه بـ نرجس ، بس حسيت انه الوقت مو مناسب ..
و حبيت اني كون معه صداقة و اتقرب اكتر منه حتى مهدله عن نرجس والظروف اللي مرقت فيها ..
و اول شي كان اني اطلب منه نتغدى سوا ، بحجة نحكي عن القضية بشكل اعمق بما انه من نفس القرية ، و اشرحله عن نرجس بشكل مبهم ..

//////

معتصم : شكرا لقبول دعوتي ، بس ما اكون ازعجت عيلتك
رياض : العفو بالعكس انا بتشكرك على هالدعوة اللطيفة ، انا عايش مع امي بعد موت الوالد
معتصم : حلو يعني اجيت انت و اياها تسكنوا بالمدينة ، طيب ما عندك اخوة .. او خوات ؟

حديث طويل ، و تفاصيل كتيرة قدرت اعرفها من اول جلسة بيناتنا ، و بالفعل متل ما توقعت جايين يبحثوا عنها ..
انطباق الاسم و الكنية ، و مواصفات اخته اللي اعطته اياها امه ، بتشبه كتير مواصفات نتالي ( نرجس ) اللي بعرفها ، ضل عليي اتأكد من آخر علامة ، لاني ما كنت منتبهلها كتير ..
الخطوة التانية كانت اني ازورهم بالبيت ، و اتفقت معه اني رح جيب معي خالتي تتعرف على امه ..

رجعت عالشركة و مرقت على نتالي ، دقيت الباب و دخلت على طول ..
كانت بوضعية النايمة ، راسها مدفون بين ايديها عالمكتب ، و شعرها متناثر بطريقة عفوية ..
سكرت الباب و مشيت بخطوات هادية كتير ، قعدت عىى حافة المكتب ، و مسكت اطراف شعرها باصابعي بخفة ..

نتالي ( بخوف ) : ما حسيت عليك
معتصم : خوفتك .. بعتزر بس فقدتك اليوم .. ليه وجهك باين عليه التعب ؟

بكيت و بدون ما حس على حالي ، ما كان عندي شي عبر فيه الا هالدموع ..
حضني معتصم ، و طلبت منه ياخدني من هون لانه الكلام اللي جواتي ما بدي يسمعه حدا ..
رحنا على ببته ، و لما دخلته ما كان متغير شي منه عن اخر مرة شفته فيها قبل سنتين ..

معتصم : روقتي ؟

هزيتله براسي و مسحت دموعي ..

معتصم : شو اللي مدايقك ؟ ما كان فيكي شي الصبح
نتالي : شفته ، كان واقف عباب مكتبي ، تفاصيله المتغيرة ما نستني ملامحه الطفولية العلقانة بذاكرتي
معتصم : ما فهمت ، عن مين عم تحكي ؟

ما توقعت يكونوا متقابلين ، كل شي عم رتبه ، و كل مجهودي باني امهد لقائهم ، اختفى بلمح البصر ، و حتى العلامة اللي بدي اتأكد منها ، ما عاد الها داعي ، لأنها عرفت اخوها ، و قدرت تميزه ، و قدام هيك موقف ما كان قدامي خيار تاني الا اني اعترفلها و برد نار قلبها ..

نتالي ( بتبكي ) : بدي شوف امي معتصم ، خدني لعندها
معتصم : معك حق الموضوع اسهل من التفكير فيه ، بس اعطيني شوية وقت حتى مهدلهم القصة ، اللي مرقتي فيه مو سهل

//////

ام رياض : اه يا حبيبي ما قلتلي شو رايك ب غدير؟
رياض : مين غدير ؟
ام رياض : يووه البنت اللي كانت عنا من شوي ، ما شفت كيف زي القمر اسم الله عليها و بتحبني و بتعاملني زي امها
رياض : اه .. لا ما انتبهت الله يستر عليها ، قلتلك الموضوع مش ببالي .. بس بدي اسالك
ام رياض : قول يمة خير صاير معك اشي ؟
رياض : مش عارف شو بدي احكي بس لو .. يعني بسال حالي انه هل لو شفتي اختي ممكن تعرفيها قصدي لانه الها سنين بعيدة عنا
ام رياض : انت شفتها يعني ؟ احكي و دير بالك تخبي عن امك .. و قلب الام ما بخيب
رياض : بصراحة يمة انا حاسس اني قربت اوصل لنرجس
ام رياض : كييييييف ؟؟

______________

صور قديمة ، و ذكريات ضاعت بين دموع و اّهاّت سنين طويلة ..
قلوب دوبها الحنين للماضي حتى لو كان قاسي ، لكنه ارحم من حاضر بعيد عن الناس اللي بعدنا عنهم ..

كيف اقتنعت بكلام معتصم ، و قدرت امسك حالي و ما روح شوف امي و اخي ..
شو رح يصير هلأ ؟ انا كيف بدي كمل حياتي طبيعي ، و انا بعرف انه اللي بفصلني عنهم كم خطوة بالسيارة ..
لا مستحيل انتظر اكتر من هيك ، بكفيني فراق ..

خطرتلي فكرة ، و رنيت على معتصم مع انه الساعة كانت 2 بعد نص ليل ..

معتصم : بعدك فايقة ؟
نتالي : من وين رح يجيني النوم بعد ما وصلتلهم
معتصم : بوعدك عن قريب رح اجمعكم ، اوثقي فيي
نتالي : بدي عنوانهم و انا بروح اول شي ، معقول يتزكروني ؟!

أول ما طلع النهار ، رحت على شركة ابي و قابلت رياض ، اللي علامات الدهشة كانت واضحة عليه لما شافن
ي ..

رياض : اهلين معتصم بيك ، شو هالزيارة المفاجأة ؟
معتصم : معك حق بس اجيت شوف ابي و قلت بمر عليك اخد عنوان بيتكم مشان اجي المسا انا و خالتي
رياض : بنتشرف ، بس غلبت حالك كنت انا ببعتلك اياه

اخدت العنوان منه ، و رحت عند نرجس اعطيها اياه ..

نتالي : يسلمو عزبتك معي
معتصم : يلا بوصلك
نتالي : معلش حابة كون لحالي

بقيت اتمعن بعيونها الغرقانة بالدموع ، و ملامح وجهها الناعم اللي ما بمل منه لو بقيت طول عمري اتطلع عليه ..
ما قدرت ناقشها لانه شعورها صعب توصفه كلمات اي لغة بالعالم ..
حتى الخالة صباح كانت متأثرة ، و ما قدرت تخفي دموعها ..

غدير : مين انتي ؟
نتالي : انا .. بدي شوف ام رياض ؟
غدير : و مين بتكوني انتي ؟ اكيد بتكوني حاطة عينك على رياض و بدك تتقربي منها
نتالي : لا انا ..

سكرت الباب بوجهي ، كنت بدي ارجع دق مرة تانية بس شي جواتي خلاني انسحب ..

ام رياض : مين عالباب يا بنتي ؟
غدير : وحدة مخربطة بالعنوان ..
ام رياض : يلا يا دوب نلحق نحضر للعشا ، جاي ضيوف اليوم من طرف رياض

معتصم : نتالي ؟
نتالي ( بتبكي ) : ما قدرت شوفها
معتصم : روقي لا تخافي رح تشوفيها و تشبعي عيونك منها ، بس شو صار معك ؟

شفقت عليها ، و أتفقت مع الخالة صباح نروح نزورهم متل ما كنت مخطط بالضبط ..
بس كل شي بتغير بلحظة ، و الخالة صباح انقلبت و ما قبلت تروح و تحججت بانها مريضة و ابصر شو صار معها ..
قدرت افهمها ، و عذرتها ، و قررت اني روح لحالي ..

صعب كتير علينا نفارق حدا تعودنا عليه ، و صار جزء مهم من حياتنا ، حتى لو ما بربطنا فيه جينات او دم ..
و هيك وضع الخالة صباح ، خوفها من خسارة نتالي اللي عاشت معها احلى سنتنين من عمرها ، سيطر عليها و سلب تفكيرها ..

معتصم : مسا الخير
رياض : مسا النور .. نورت معتصم بيك
ام رياض : اهلا وسهلا يا ابني .. تفضل تفضل زارتنا البركة .. شو وين خالتك ؟
معتصم : بتعتزر منكم ، صار معها شي ضروري

انا حسيت حالي لقيت امي ، و الحنان اللي فقدته لما ماتت امي لقيته باحضان هالعيلة المسكينة ..
وينك يا نرجس اللي امك عيونها بتحكي قصتك بكل نظرة الها على برواز صورتك ، و وجعها نار بتحرق كل حدا اذاكي ..
عفويتهم و بساطتهم ، كانت اكبر من اهتمامي بقضيتها بكتير ..
نسيت متى اّخر مرة قابلت فيها هيك ناس ، و رغم مرارة الظلم اللي داقوه بقريتهم ، الا انه اكلاتهم الطيبة خلتني اكتشفت انه طعم الحياة حلو ..

معتصم : خلينا نبدأ بالقضية بأسرع وقت ، احكيلي شو لازمك و كيف بقدر ساعدك ؟
رياض : اكتر شي بساعدنا الشهود ، و ناس كان عندهم اراضي متلنا و راحت لملكية الاغا بالغصب
معتصم : طيب انا بستاذن منكم ، و لقائنا قريب ، يسلموا ايديكي خالة الاكل طيب كتير

كانت عيني على موبايلي ، نتالي بترن عليي و انا مو قادر احكيلها اني عندهم ..
اول ما ركبت بالسيارة رديت عليها ..

نتالي : معتصم ليش ما عم ترد
معتصم : ليش هيك صوتك ؟ نتالي ردي
نتالي : الخالة صباح تعبت و اخدناها عالمستشفى

وصلت عندها ، و لقيتها بحالة انهيار ، و سامر بجنبها ماسك ايديها و بواسي فيها ..
الغيرة متل الصعقة ضربتني ، بس مسكت حالي لانه لا المكان و لا الموقف مناسب ..

معتصم : طمنوني شو القصة ؟

رفعوا راسهم و شافوني قبالهم ، انتبه عحاله سامرو بعد عنها ..
تقابلت عيونا بعد فراق ايام مرقوا كانهم سنين ، و هز براسه و قال انها بالعمليات عندها شي بالقلب ..
نتالي ما كانت قادرة تحكي اي شي ، بس بتبكي ..

قعدت بجنبها و ضميتها ، حاولت هديها و خفف عنها ..
لحظات صعبة بتمرق ، و كلنا امل بانه اللي بنحبهم يبقوا بحياتنا ، و نبعد عنهم الموت رغم ايمانا فيه و بانه حق علينا ..

قبل ما ينفتح باب غرفة العمليات ، و يطلع منه الاطباء ، كنت فكر شو رح اعمل لو ماتت الخالة صباح ..
لوين بدي روح ، و كيف رح اعيش بقية حياتي بدونها ..
بهاللحظة تأكدت انه رابط اقوى من الدم بيجمعني فيها ، هي بحياتي متل الاكسجين ، اللي صعب اتنفس بدونه ..

الطبيب : الحمدلله عسلامتها ، بعد ٢٤ ساعة بنتأكد انها تعدت مرحلة الخطر

ما صدقت اللي سمعته ، كنت بحاجة اعيده اكتر من مرة بيني و بين حالي حتى استوعب انها لسا عايشة ..

سامر : الف الحمدلله يارب ، سمعتي نرجس الخالة صباح رح تكون بخير
معتصم : اه سمعنا ، شو قالولك عنا طرشان شي ؟
سامر : مين حكى معك انت ؟

كانت نظرات الشوق بينهم واضحة ، و كل واحد بتحجج بشي مشان يحكي مع التاني ..
كرهت حالي لاني كنت السبب في فراق شخصين كانوا اكتر من اخوة ..
اتطلعت عليهم من بين الدموع ، و اجتني فكرة باني استغل هالموقف حتى صالحهم ..

نتالي : انا بدي روح اسال عن الخالة صباح ، انتو انتظروني هون
سامر : خليكي معه انا بروح

بقيت مع معتصم ، و حاسة النار رح تطلع من راسه من كتر ما هو غيران عليي ، ما كان الوضع و المكان مناسبين حتى افتح معه موضوع متل هاد ، تظاهرت باني مو فاهمة شي و كان اهتمامي بالخالة صباح هو سيد الموقف ..

//////

رياض : اهتمام معتصم بيك بقضية ا
لقرية كتير ملفت للانتباه ، شو رايك يمة شو ممكن يكون ورا اهتمامه ؟
ام رياض : و الله ما بعرف بس انا شايفة كثير اكابر و قريب من القلب
رياض : ما اختلفنا بس حاسس في اشي مخبيه علينا ، و هديك البنت اللي شفتها ..
ام رياض : اي بنت ؟
رياض : اه ؟ لا لا بنت لمحتها عنده .. يلا انا فايت انام تصبحي على خير ( مش عارف شو هالشعور اللي صابني لما شفتها ، نظراتها كانت غريبة و فيهم اشي )

//////

سامر : انا رح ابقى عندها ، و انتوا روحوا
نتالي : مو وقت النقاش استاز سامر ، شي طبيعي اني ابقى انا و انتو التنين تروحوا
معتصم : لا مستحيل ما بتركك بلكي احتجتي شي .. رح ضل هون انا
سامر : يا اخي كلامك جواهر ، معك حق بالصحرا اكيد الواحد رح يحتاج شي

واقفة بالنص و عم التفت عليهم كل ما حدا حكى شي ، ما قدرت الا انه نادي الممرضات حتى يشحطوهم تنيناتهم من المستشفى كله ..

عملت اللي ما توقعته منها ، انا اتقلع بهالطريقة ..
سامر تشمت فيي و بقي يضحك طول الوقت ، شفته قعد على كرسي بحديقة المستشفى ، رحت لعنده و تحركشته ..

سامر : بس ما تكون اشتقتلي
معتصم : في حدا بيشتاق لباتمان ، عالاقل صرت نام بكير و اصحى نشيط
سامر : دخيله النشيط ، يلا قحط من هون عمو الديك
معتصم : لا حبيبتي هون صعب روح و اتركها

قضيناها طول الليل مناقرات ، كلمة مني و كلمة منه ، لحد ما نعسنا و نمنا عالكرسي ..

___________

فتحت عيوني بكسل ، على اشعة الشمس الداخلة من الشباك ..
التفتت حواليي ما لقيت حدا ، رحت على دورة مياه غسل وجهي ، و رجعت اتطمن على الخالة صباح ..

الممرضة : لسا ما خلصت المهلة لنتأكد ، بس امورها مستقرة لحد هلا
نتالي : يارب تطلع من هالازمة و تقوم بالسلامة
الممرضة : بس لازم تنتبوا ما تزعلوها ، او تسمع اخبار سيئة

هزيتلها براسي وانا محتارة بكلامها ، و بـ سبب هالازمة القلبية اللي صابت الخالة صباح ..

////

معتصم : يااه شو هالنومة ، لك ليش هيك لازق فيي قوم .. ساااامر
سامر : شو في شو صار ؟ شو عم تعمل هون انت
معتصم : اي قوم قوم خلينا نشوف شو صار بالخالة صباح
سامر : هيك من الباب للطاقة اقوم معك ؟ عالاقل اعزمني عالفطور مشان ارضى عليك

ما كان سهل علينا انا و سامر انه نتصالح ، بس بتصير معنا مواقف بتسهل علينا الخطوة الاولى اللي بنكون عاجزين عنها بسبب كبريائنا ، أو خوفنا من صد الطرف الاّخر انا ..

نتالي : شو عم تعملوا هون ؟
سامر : هههههه
معتصم : لا تضحك انت .. و انتي شو هالسؤال ؟ ما نسيتلك عملة مبارح بس هلا مو وقته احكيلنا كيف صارت الخالة صباح ؟

كنت كتير مبسوطة لما لمحتهم جايين من بعيد ، و ماشيين كل واحد مادد ايده على كتف التاني ..
و ضحكاتهم مع بعض بـ ترجع للقلوب الميتة الروح ، و بتبعث الأمل بلقاء كل المفترقين عن بعض بـ هالدنيا ..
معتصم غيرته كانت عامية على عيونه و قلبه ، و محبته الكبيرة الي و خوفه من فقداني سيطروا على تفكيره ، و فهمه لبعد نظر سامر اللي كان خايف عليه ، و بده مصلحة رفيق عمره ..

//////

أكرم بيك : شو رح تكون الخطوة الجاي ؟ على شو اتفقت انت و ابني ؟ ما بدنا يحس علينا الاغا او حدا من رجاله مشان ما يقدرو يمنعوا الشهود من معاونتنا
رياض : اترك هـالموضوع عليي ، انا رح جيب كم واحد بمون عليهم و بوثقوا فيي ، بس ..
اكرم بيك : بس شو ؟ احكي يا ابني في اي مشكلة بتواجهنا ؟
رياض : لا بس كنت عم قول انه لو التقي بالشخص اللي بعرفه معتصم بيك حتى اعرف مين بكون و كيف ممكن يساعدنا
أكرم بيك : كلامك بمحله ، و انا واثق فيك ، و عندي احساس انه رح نربح هالقضية
رياض : ان شاءالله بكون عند حسن ظنكم فيي يا بيك ، و بكون ممنونك لو انت طلبت منه يعرفني على الشخص
( لازم فك شيفرة هالقضية و أعرف شو الهدف من واحد متل معتصم بيك يهتم بقريتنا و اللي بصير فيها )

//////

معتصم : نعم بابا .. انا منيح بس مشغول شوي .. صار شي جديد ؟ .. تمام رح حاول اجمعهم هالفترة بس لبين ما تهدى الامور عندي .. سلام

نتالي : صاير شي ؟ باينتك متوتر
معتصم : رياض .. بدو يقابلك

يتبع ..

الجزء السابع :
نتالي : كيف يعني ؟
معتصم : لا تقلقي هو ما بيعرف شي ، و في قصة طويلة بقلك عنها بوقت تاني
نتالي : …
معتصم : قلتلك اوثقي فيي

الامور عم تمشي اسرع من تخيلاتي ، و يمكن النهاية صارت عالابواب ..
و اللي صار مع الخالة صباح سببه معروف ، كيف رح حل هالخيوط اللي زادت تعقيد ..
لو بعرف ما كنت دخلتها بالقصة ، و حافظت على السر بيني و بين حالي ..

الطبيب : بهنيكم على سلامتها ، الحمدلله قدرت تتجاوز الازمة ، بس متل ما فهمتكم لازم تبعد عن اي مصدر للتوتر والضغط النفسي
سامر : بنتشكرك كتير دكتور ، ان شاءالله كل الامور رح تكون تحت السيطرة
نتالي : بقدر حاكيها ؟
الطبيب : حاليا رح ننقلها على غرفة عادية ، و بعد هيك بتقدروا تشوفوها براحتكم

فرحتي برجعة الخالة صباح ما كانت بتنوصف ، بهاللحظة حسيت حالي ملكت الدنيا ، و ما بدي شي غير ارجع شوف عيونها و هية بتضحكلي ، و اسمع دعواتها .
.

صباح : ن نتالي ياروحي
نتالي ( بتبكي ) : الحمدلله عسلامتك ، خفت عليكي كتير ، كيف حاسة حالك ؟
صباح : منيحة كتير لا تخافي ، شو نسيتي مين بكون انا ، طمنيني التقيتي بامك ؟

سؤالها رجعني للماضي الحاضر ، حسيت بوجع كبير بين هالحروف اللي طلعوا من بين شفافها ..
كان رايح عن بالي انه ممكن انا كون السبب بالازمة اللي صابتها ، حتى لو بطريقة غير مباشرة ..

نتالي : انتي اهلي و سندي ، ما بدي شي غير شوفك بكامل عافيتك
صباح : قلتلك انا منيحة ، و انتي صار الوقت لتحققي حلمك و تجتمعي فيهم ، هدول عيلتك اللي بكيتي على فراقهم سنين ، و قلبك تقطع من الحنين الهم

صعب كتير ، او يمكن من المستحيل ، انه تمنع دموعك تنزل لما تسمع هيك حوار ، و خصوصا انه بنعرف الحقيقة كلها ..
حقيقة الصراع اللي بتعيشه نرجس بهالفترة ، و مكابرة الخالة صباح على حالها ، حتى ما تكون حاجز بين نرجس و اهلها ..

//////
انسحبنا انا و سامر من المكان ، و راح كل واحد فينا على شغله ..
ما كان عندي القوة اني ابدا بالخطوة اللي طلبها رياض ، و احتاج مني الموضوع تفكير كتير ..
انخنقت ، و ما لقيت حالي الا قدام شركة ابي ..
اول خطوة اني وضحله مين هالشخص بكون ، قبل ما اجمع نرجس بأهلها ..
ما عرفت من وين بدي ابدا ، و توتري زاد مع كل نظرة منه ..
ابي اللي بعد ما ماتت امي من 5 سنين ..
بقي وحداني ، و ما قدر يشارك حياته مع وحدة تانية ..
و استقراري ببيت لحالي من سنتين ، زاد وحدته ..

بدون مقدمات ، اعترفتله بحبي لنرجس ، و عن نيتي بالزواج منها ..
و سؤاله باهتمام عنها ، و فرحته اللي اختفت لما وضحتله الظروف اللي عرفتها فيها ، زادت الامور سوء ، و ما سمحلي كمل كلامي ..
وقبل ما افتح باب مكتبه لاطلع منه ، قال : ازا بتتزوجها اعتبر انه ما الك اب
طلعت من عنده و كنت متل اللي انفجرت فيه قنبلة ، ما عرفت شو لازم اتصرف ..
انا فعلا واقع باختبار صعب ، و واقف بالنص بين نارين ..
ابي اللي ما بهون علي اخسره ، و ما بسمح لحالي كون سبب بأي كلمة تمس سمعته ..
و نرجس البنت البريئة ، اللي ما الها ذنب بأي شي مرقت فيه ..
توجهت لمكتب رياض ، و ركيت كتفي عالباب و بقيت راقبه بدون ما يحس ؛ لانه كان مشغول بالاوراق اللي معه ..
شعوري بالوحدة ، و خوفي من خسارة اي شخص بحبه ، كانوا اقوى مني ..
دايما كنت مضرب المثل بالشخصية القيادية و الحكيمة ، رغم صغر سني ..
و لما دخل الحب على حياتي ، و لانه اساسه ضعيف ، ضعفي صار يزيد يوم عن يوم ..

رياض : معتصم بيك !!

انتبهت على حالي وين انا ، ما كان عندي اي مبرر احكيه ..
قام من ورا مكتبه و تقدم لعندي ، مسك ايدي ، سكر الباب ، و قعدني على كرسي و قعد قبالي ..

رياض : بتقدر تعتبرني اخوك الصغير ، او بئر لأسرارك معتصم بيك
معتصم : كيف اعتبرك اخي و انت لسا بتناديلي بيك ؟
رياض ( نزل راسه و ابتسم ) : تمام ، معتصم .. بتحب نحكي او بنغير الموضوع

كانوا كلماته كتير رايقين ، و نساني كل شي مرقت فيه قبل كم دقيقة ..
ما كان قدامي مجال اني خبي عليه سبب تعاستي ، و حاولت اشرحله عن العشق اللي محتل كياني ، و النار اللي ما عم لاقي طريق لاتجاوزها ..
كان جوابه بكل بساطة ، ان الحب بروح و بيجي بس الاهل ما بيتعوضوا ..
و انها لو كانت مكاني ، فـ اكيد رح تختار اهلها ..
معتصم : بس انا جزء من عيلتها ، انت ما بتعرف شي عنها لحتى تحكم عليها بهالشكل
رياض : صدقني لو شو ما كنت بحياتها ، رح تختار اهلها
معتصم : بس اهلها بيوم من الايام ظلموها ، و هربت منهم ، و عاشت حياة قاسية كتير لحد ما وصلت لعندها
رجفته اللي ما قدر يخبيها ، كانت مدخل سهل قدرت من خلاله وضحله كل شي عن نرجس ..
//////
نتالي : استندي منيح عليي ، يلا رح نادي للمرضة تساعدني
صباح : لا تمام هيك مرتاحة .. بتعرفي قلبي انشرح بس شفت سامر و معتصم سوا من جديد
نتالي : و انا كمان .. شاعرة بذنب كبير لانه كل شي عم يصير بسببي

تركتها و رحت لجيب شي اشربه ، و لما رجعت سمعت صوت جاي من غرفتها ..
قربت من الغرفة ، و صار صوت معتصم واضح ..
دخلت عالغرفة بلهفة ، بس ما كان ببالي حتى لو جزء بسيط من الالف اني لاقي اخي رياض معه ..
و من صدمتي ، وقعت كاسة القهوة من ايدي ، و انا مو واعية على حالي ..
اجا لعندي بسرعة ، و معتصم ببتسملي ، و انا مو فاهمة شو هالاحداث اللي عم تصير ..

رياض : نرجس ..

بس سمعت اسمي من تمه ، رجعت لزمان كتير ، و تزكرت كيف كنا نلعب سوا و نقضي وقتنا بالارض ، و نساعد ابي ..
ثبتت راسه بايدي ، و عيوني بتفحصوا تفاصيل وجهه الحنونة ..
تلمست دقنه الحلوة ، اللي لما تركته يا دوب كانت طالعة ..
و مكان الحرق اللي على وجهه ، و مسحت دموعه و شديت عليه ، و ضميته بقوة ..
طلعت كل الوجع اللي بقلبي و انا بقله رياااااااض ، اشتقتلك كتيييييير ..
اشتقت لريحتك ، لصوتك و هو عم يناديني ، لك اشتقت لاسمي اسمعه منك ، اشتقت لكل ثانية كنت اقضيها انا و اياك حتى و نحن عم نتناقر متل اي اخوة بالعالم ..
تعب قلبي و هو عم يتحمل كل هالشوق
و الحنين جواته ..
معتصم : الله يخليكم لبعض و ان شاءالله بعد اليوم ما بتفترقوا
قربت لعنده و ضميته بفرح كبير ..
نتالي : شكرا الك معتصم ، لولاك ما بعرف ازا كنا رح نلتقي .. بس وين امي
رياض : لسا ما بتعرف اشي
انتبهت عالخالة صباح ، اللي كانت عم تمسح دموعها ..
رحت لعندها كمان و ضميتها ..
نتالي : بعرفك على احن مخلوقة ممكن تقابلها بحياتك .. هي الخالة صباح اللي كانت عيلتي و كل شي ل الي
رياض : تشرفت فيكي خالة ، شكرا على اهتمامك باختي و اعتبريني متل ابنك من هلا و رايح
صباح : اهلين فيك يا ابني ، الله يطول بعمر امكم و تفرح فيكم

حسيت بشعور غريب بعد ما التقت نرجس باخوها ، صحيح كنت مبسوط لاني كنت الوحيد بعالمها ، بس حلو يكون عندك اخوة يحبوك و يشتاقولك لو غبت عنهم ..
عيلة اتضمك لما كل العالم تتخلى عنك ، دموع فرح تنزل منك لما تفرح لفرحهم ..
و تبكي معهم على احزانهم ، و يتشاركوا معك ب نفس المشاعر ..
كان نفسي تكتمل فرحتي ، و ابي يوافق على زواجنا انا و نرجس ، بس ما كنت بعرف كيف اغير مجرى احداث حياتي ، و قررت اني اترك الموضوع شوي حتى تستقر امور نرجس اكتر ..
___________

أكرم بيك : انتبه منيح ، ما بدي اياه يحس على شي
جابر : لا تقلق يا بيك ، بس ما عرفت من وين ابدا ؟
أكرم بيك : من كل مكان ، ما بدي يروح مشوار بدون ما تلحقه ، سجل كل عنوان بروح عليه
جابر : اعتبر كل شي صار عندك

هيك يا معتصم ، رح نشوف مين هالبنت اللي رح اتضيع سمعتنا ، و تقضي على مستقبلك بسببها ..
//////
ام رياض : وينك يمة تأخرت عليي اليوم ؟
رياض : حقك عليي ، بس انشغلت شوي
ام رياض : و شو صار بالقضية و معتصم بيك ؟
رياض : كل شي ماشي متل ما بدنا باذن الله .. صحيح ذكرتيني .. البنت اللي اسمها غدير لسا بتيجي عندك ؟
ام رياض : اه اه شو اطلبلك اياها
رياض : ابدا ، ما بدي اشوفها .. معلش اعذريني بس ما ارتحتلها ، ان شاءالله بتلاقي بنت ثانية
ام رياض : مثل ما بدك ، بطل حدا يتجوز بالغصب هالايام .. كله الا ما تكون مرتاحلها
رياض : يخليلي اياكي ، و هاليومين رح تسمعي اخبار حلوة

ما في خبر احلى من رجعة بنتها لحضنها ، اللي انحرمت منه ظلم ، بس كل شي اله نهاية ..
و الظلم ما بدوم ، الا لما نظلم نفسنا بنفسنا ..
لانه ربنا كبير و عادل ، و فوق كل ظالم ..

يتبع ..

الجزء الثامن :
شعور جديد ، لهفة ما بتنوصف ، و فرحة غامرة كل كياني ..
اليوم ، و بعد غياب و فراق دام لسنوات طويلة ..
و خطوات معدودة بتفصلني عن امي ، اللي ضحت فيي باعتقاد منها انها رح تحافظ على حياتي ، و تبعدني عن الموت ..
و بسبب ظروف خارجة عن اردتنا ، يمكن كان الجهل ، أو الخوف ، و يمكن القدر ..

ام رياض : مين اللي بدو يجيني من على بكرة الصبح .. ميين ؟
معتصم : صباح الخير خالة .. بعتزر على ..
ام رياض : لا لا مية اهلا وسهلا .. بس رياض مش بالبيت والله يا خالتي
رياض : لا هيني هون يمة
ام رياض : شو عاملين عليي ثمثيلية من الصبح ؟ شو قصتك يمة
نتالي : امي

اظهرت حالي من بين معتصم و رياض ، اللي كانوا متفقين على هي الخطوة ..
منظر امي لما سمعت صوتي و قبل ما تكمل كلامها مع رياض و معتصم ، كان اشبه بحدا صابته صعقة ..
بقيت فاتحة عيونها و عم تحدق ، كانها عم ترجع بالزمن و تتزكر اخر لحظة شافتني فيها ..
لما ضمتني و غرقت شعري بدموعها ، و كانت روحي رح تطلع من كتر ما شدت عليي ..

تقدمت كم خطوة ، و معتصم ورياض مسكوا ايدي و قدموني باتجاهها ..

ام رياض : ن ن نرجسسسسسسسسسسسسسس
نتالي : اممممممممممممممي

و بنفس القوة تعانقنا ، و بكينا ، بس دموع اليوم قررت انها تنزل اخر مرة ..
و ما في قوة رح تبعدني عن اي حدا بحبه ..
لحظة لما قررت اني اتحرر ، و ابعد عن الطريق الغلط اللي وصلتله بسبب جهلي ، كان أول دليل على نضوج تفكيري ، و أول قرار صائب اتخذته ..

امي اللي ما قدرت توقف دموعها ، كان عندها اسئلة و استفهامات كتيرة عن حياتي ..
رياض و معتصم طلبوا مني احكيلها كل شي ، لانها بالنهاية بتضل امي و من حقها تعرف ، حتى لو هالشي رح يسببلها وجع و احساس بالذنب ..

ام رياض ( بتضرب راسها بايديها و تبكي ) : حسبنا الله و نعم الوكيل .. الله يرحمك يا ابو رياض لو سمعت كلامي ما كان صار هيك في بنتنا .. الله ينتقم من الظالمين اللي كانوا السبب بهالمصايب .. و انتي يمة خلص توبي لربك ، و عفى الله عمّا مضى
يلا يا رياض هي اختك لقيناها استعجل بالدعوى انت و معتصم بيك .. الله يرضى عليك يا خالتي
نتالي : دعوى شو ؟ معتصم ؟

ما خطرلي تكون كلمته مقصودة لما قال ( انتي مظلومة ) ، و يحط بباله انه يجيبلي حقي و حق كل المظلومين بقريتنا ..
معتصم شخص عظيم ، وافضاله عليي ما بتنعد ..
انسان بكل معنى الكلمة ، ربنا بعتلي اياه ليعوضني عن كل يلي شفته ..
هو حبي الاول ، و بتمنى يكون الاخير ، أو تنتهي حياتي قبل ما افترق عنه ..

________

صباح : مين عم يدق ؟
أكرم بيك : انا اكرم بيك يا خانوم
صباح : مين أكرم ؟ اي بحياتي ما سمعت عنك
أكرم بيك
: انا والده لمعتصم رفيق سامر، اكيد بتعرفيه

صباح : اهلين وسهلين ، لا تواخذني ..
اكرم بيك : بعتزر ازا ازعجتك يا خانوم بس جاي احكي معك بموضوع مهم و ياريت تتفهميني و تسمعيني للآخر
صباح : ما في داعي للاعتزار البيت بيتكم اكرم بيك .. تفضل عم اسمعك

//////

نتالي : رياض لا تلح عليي ، موضوع فادي انتهى عندي و مو حابة لا اشتكي عليه و لا اغير اسمي حتى
رياض ( حك شعره من الخلف و بقلب نظره بين امه و اخته ) : يعني ما بدك ترجعي لاسم نرجس
نتالي : ……
ام رياض : خلص يمة اتركها براحتها ، مش مهم الاسم المهم انه لقيناها و رجعت لحضني ، تعالي يا حبيبتي ( حضنت بنتها و أشرت لرياض بايدها انه يتركهم )
نتالي : يا امي انا اللي خرب حياتي من الأساس هو ابن الآغا ، هو اللي لازم يتحاسب
ام رياض : و كلي امرك لربك و هو باخذلك حقك ، اخوكي درس محامي عشان هاليوم هاد ، و ربنا حط بطريقنا معتصم بيك ( تنهدت ) الله يرضى عليه رح يساعده و نكسر راس كل اللي خربوا حياتنا

//////

معتصم : سمعت شو صار ؟
سامر : ما ضل فضائية الا نشرت الخبر
معتصم : وقع بشر أعماله بعد ما كان يشتغل عالخفى بدون ما حدا يمسك عليه شي
سامر : اي خرجه ، و عقبال كل اللي متله ، بس الله اعلم شو عامل معها لحتى قالت عليي و على اعدائي هههههه

بعد رفض نرجس بالشكوى على فادي ، بنتفاجأ بخبر اعتقاله ، و اغلاق مطعمه بعد ما اشتكت عليه الموظفة شيرين اللي كانت شبه شريكته بكل شي ..
بس كمان هية ما نفدت من المحاكمة ، و اخدت جزاتها ..

__________
______

بعد ٣ سنوات