اندق الباب ، دفشته عني بخوف ، و قربت عالباب مشان افتحه ، كل هاد و هو واقف يتفرج عليي ، كأنه الموضوع ما بهمه ..
سلافة : معتصم بيك ، في شخص برا بدو يقابلك
بهاللحظة انا انسحبت من الغرفة ، و توجهت على دورة المياه ..
وقفت قدام المراية ، و فتحت المي ، و رشيت على حالي شوي ..
انفتح الباب و فاتت سلافة ، سكرته بضهرها و هية عم تتفرج عليي و الشرار بيقدح بعيونها ..
نتالي : خوفتيني
صارت تمشي شوي شوي لحد ما وصلت قبالي ، مسكت وجهي باصبعين و شدت عليه ..
سلافة : لسا بكير لتخافي يا حلوة ، بس اذا التزمتي حدودك من هلا ، بوعدك اتضلي مبسوطة
نزلتلها ايدها بقوة و دفشتها ، ما بعرف كيف قدرت اعمل هالحركة ..
بس تصرفها استفزني ، و ما بدي تفكرني ضعيفة ..
وصلت عالباب و بدي اطلع ..
وقفني صوتها : ديري بالك تقربي على معتصم ، افهمي منيح هالكلمتين مشان ما تخسري شغلك
طنشتها و رجعت على مكتبي ، كان بدني كله مهزوز و مو متحملة كلمة من اي حدا ..
رن التلفون الارضي اللي بيوصلني بمكتب معتصم
افتت ، شو بده هاد كمان ؟
نتالي : نعم معتصم بيك
معتصم : وين هربتي ؟ جهزي حالك طالعين مشوار على شركة في اجتماع
سكرت الخط و رجعت افكر بكلام سلافة ؛ شو لازم اعمل ؟ اكيد ما رح خبر معتصم احسن ما يفكر اني بدور على مشاكل عند كل موقف، لاني جيت على هالشركة لاشتغل وبس ..
طلعنا من الشركة ، و كان في شوفير بستنى فينا ، و سيارة غير اللي ركبنا فيها مبارح ، اخد منه معتصم المفاتيح و قله : انت ارتاح اليوم
ركبنا و بقي كل واحد فينا يستنى التاني يبدا بحديث يكسر هالهدوء ..
وصلنا لمكان ما كنت حابة ارجعله مرة تانية ..
وقف السيارة ، و التفت عليي ..
نتالي : ليه جبتنا لهون ؟
معتصم : يعني متزكرة هالمكان ؟
نتالي : … ( كنت عم اتطلع بعيونه و نزلت كم دمعة مني بدون ما حس على حالي ، مكان ما التقيت فيه لأول مرة كان مطعم فادي )
معتصم : بدي تحكيلي كل شي صار بعد ما تركتيني هون بالسيارة انتظرك بهداك اليوم .. كل شي و بالتفصيل الممل
نتالي : بحكيلك بس خلينا نطلع من هون ، بحس حالي مخنوقة بس مر من هاد الشارع او اي شي فيه
هزيتلها راسي و بقيت ساكت ، مشيت بالسيارة لأبعد مكان ممكن اوصله ..
كانت شبه غابة ، نزلنا و قعدنا على صخرتين بجنب بعض و نظرنا على الاطلالة اللي مواجهتنا ..
نتالي : تشابك هالاشجار ببعضها بيشبه تشابك قصتي و تعقيدها
معتصم : عم استنى تجاوبيني مو توصفيلي المنظر
تبسمت و التفتت عليه ، و ركزت بعيونه المليانة استفهامات ، كان منظره متل الغريق اللي بحاجة لأي قشة تنقذه ..
نتالي : دخلت عالمطعم ، دفعت كل شي و اخدت المستندات منه
معتصم : ليش ما رجعتي لعندي .. ليييش ؟
نتالي : اهدى .. خليني اشرحلك شو اللي صار بعدها عصب متل ما بدك
معتصم : ( تنهد و شبك ايديه تحت دقنه و سند ايديه على ركبه ) طيب كملي
نتالي : كان صعب كتير اني ارجع بعد ما لقيت حالي تحررت ، و حبيت اني امشي بطريق جديدة ما تذكرني بأي شي من الماضي الاسود اللي عشته ..
ابدا مرحلة جديدة من حياتي ..
رح تقلي مو هيك كان اتفاقنا ..
بعرف ، بس ما قدرت معتصم ، ما قدرت ..
معتصم : طيب كيف بديتي بحياتك الجديدة ؟
نتالي : بلشت دور على شغل بكل مكان ، لحد ما يئست و قعدت بمكان عام ، و صرت ابكي بدون ما الاقي اي سبب يوقفني ..
بتقعد عالكرسي المقابل الي ست معها اكياس كتير و باين عليها التعب و من عمر امي .. يمكن من كتر ما كنت بحاجتها تخيلتها امي .. قمت و قعدت جنبها و بدون ما احكي اي شي ضمتني .. بس وعيت على حالي اعتزرت منها .. حسيت بالدفا لما شفت ابتسامتها .. استفسرت عني بكم سؤال ، و خبرتها اني بلا اهل و مأوى و لا اي شغل ، و سألتها ازا بحاجة شغالة او حد من معارفها ..
كنت مستعدة اشتغل اي شي ، المهم انه تكون نضيفة ..
قالتلي انا مرة وحدانية و بشتغل خياطة و بدي صبية تساعدني ، و عندي كم شقة بأجرهم و بنتفع من اجارهم ..
اتفقت معها انه اسكن بالشقة و اشتغل معها و تعتبر اجرة ايدي هي اجار الشقة ..
و فعلا وافقت ، و بعد ما جربتني كم شهر و اتطمنت انه ما عليي اي ملاحظة و ما رح جيبلها وجع راس ، اقترحت انه اسكن معها بنفس البيت ..
معتصم : هي الخالة صباح مو هيك ؟
نتالي : اها .. و من هداك اليوم لليوم و انا معها
معتصم : ما خطر ببالك انا شو صار فيي بعدك ؟ بتعرفي اني كل يوم بلف البلد دور على أي أثر ممكن يوصلني الك ، حتى فادي بدور عليكي معي
نتالي ( مصدومة ) : قلتله انك لقيتني ؟
معتصم : لأ .. مو ناوي خبره .. عالاقل بالوقت الحاضر
اخدت نفس عميق ، و اعتزرت من معتصم ، ما كان قابل اعتزاري الا لما عرض عليي انه نتزوج ..
نتالي : موافقة بس عندي شرطين
معتصم : احكي
نتالي : اول واحد نأجل الزواج لفترة مشان ما يشكوا فيي الموظفين انه كيف بهالفترة القصيرة تزوجنا .. و التاني
معتصم : كملي ليش عم تبكي ؟ نرجس
نتالي : بدي تجمعني مع أهلي ، كتير حاولت روح عالقرية بس ما قدرت كمل الطر