حكاية كفاح
حكايتي متل كل الحكايات ... لكن منظوري للأشياءبتختلف عن كل الناس ... انا شب مؤمن كتير بقضاء الله وقدره ... وطول عمري ... بشوف الخير بكل اشي ... انا كفاح ...
عشت طفولة عادية كوني الابن الاوسط بين ولدين اكبر مني وبنتين اصغر مني ... فابداً ابداً ... ما كنت مدلل ... وكان بيني وبين الدلع قارات.... كنت حاسس اني ضايع بين الرجلين.... بس صدقاً ... ما كان فارق معي كثير ... كنت البس من اواعي اخواني الاكبر مني وتعودت انه اهلي ما يشترولي الجديد ... ولا يخصصولي شي متل اخوي الكبير محمد او اختي الصغيرة اخر العنقود لامار .... لحد ما كبرت ... وصاروا اهلي يميزوني شوي بشوي ... لصرت اغلى انسان ع قلبهم.... والابن البار فيهم ....
نظريتي بالحياة كانت بتتلخص ... رضا ... ابتسامة ... وعامل الناس كما تحب ان تعامل .... وبهيك تميزت شخصيتي مش بس بين اخواني ... لااااا... تميزت بين كل ولاد الحارة ... لحتى صرت الشاب المتزن المحبوب وبامتياز ... اللي كل الامهات بيضربوا المثل فيه ... وكل الشباب حاقدين عليه ...
كبرت على هالمنوال لحد ما اتخرجت هندسة عمارة ... واتوظفت ... وخطبت زينة ... وربنا فتحها عليّ ... وجبت سيارة بريوس موديل سنتها ...
وف يوم من الايام ... كنت رايح لعند زينة ... وفجأة صابني مغص حاد وانا بسوق ... ف ما قدرت اتحكم بالسيارة من كثر الألم ... وعملت حادث بالسيارة وخبطت بعمود ... الحمدلله السيارة انشطبت ... بس انا طلعت منها بسلامة ... ( راحت بالحديد ) ... اما المغص كان بيدبحني ... وما صدقت متى يوصلوني للمستشفى لاعرف شو مشكلتي ... بعد الفحص ... الدكتور ... اعطاني ابرة بالوريد ... وقال : تلت ساعة وبتتحسن ان شاء الله ..
انا ( متوجع ) : ايش مالني دكتور ؟!
الدكتور: مغص كلوي حاد ... الظاهر في حصوة صغيرة بالحالب هسا الابرة بتوسع الحالب وبيمشي الحال ... رح اكتبلك ادوية واهم شي المي ... ثم المي ... و بعد اسبوع بتيجيني لتعمل صورة طبقية لاشوف وضع الحصوات ... واذا بدك تفتيت او لا ...
انا : الحمدلله ...رب العالمين ...
الدكتور : الف سلامة عليك ...
رن التلفون ...
انا: ألو ...
زينة: حبيبي ... طولت ...
انا: اه حبيبتي ... عملت حادث الحمدلله هيني بالمستشفى ..
رينة : بالمستشفى !!!! وهلأ شو شو كيفك ...
انا : الحمدلله ما تخافي ... بس بوز السيارة تهشم تهشيم ...
زينة : الف سلامة عليك ... مع اني حضرتلك اشياء زاكية ...
انا : خلص ... بطلع من المستشفى وبجيكي ...بتاكسي ... ولا تزعلي ...
وفعلا رحت عند زينة عشان ما تزعل .... وانبسطنا واتسلينا مع اني كنت تعبان ....
طبعا قعدت اسبوع اصلح بالسيارة وكلفتني هذيك الحسبة والحمدلله .. وبعد اسبوع عملت الصورة الطبقية ... ورحت عالدكتور بعد يومين ليشوف النتيجة ...
وبلش الدكتور يقرأ بالنتيجة الكتابية وكإنه وجهوا صار ما يتفسر ... حمل الصور وصار يتطلع ... ونظرته كإنه في شي ...
انا : خير دكتور طمني ...
الدكتور: والله يا سيد كفاح النتيجة مو مثل ما اتوقعنا نهائياً ...
انا : لعاد شو .. ؟!
الدكتور: في كتلة على ذيل البنكرياس وممتد للكلية وممكن الالم يكون منها ...
انا : كتلة ... يعني سرطان !!!
الدكتور : ما بقدراقررلك غير لما ينعمل العملية .وناخذ خزعة.. ونشوف النتيجة اذا كانت خبيثة او حميدة ...
انا: الحمدلله على كل حال ...
الدكتور : سيد كفاح السرطان مرض بيتعالج حالياً...
انا قاطعت الدكتور وابتسمت : بعرف بعرف .. انا مو زعلان راضي بحكمة ربنا وقضاءه وقدره ... الحمدلله ..
الدكتور : هادا بسهل علينا العلاج ... لما تكون معنوياتك كويسة ... ع كل حال ... انا ما رح اتابع معاك لاني اختصاصي امراض كلى ... رح احولك ع دكتور شاطر مختص اورام وجراحة عامة ...
انا : ان شاء الله ...
وسلمت عالدكتور واطلعت ... وقتها صعب اوصف احساسي ... كنت متذايق بس راضي ... قبل ما اروح ع دكتور الاورام رحت عالمسجد ... وصليت الظهر جماعة ... وبعدين صليت ركعتين شكر لله ...... طول عمري بس اتذايق بلاقي ملجأي الوحيد هو بين ايدين الله وفعلاً بعد كل صلاة برتاح وبينزرع بنفسي سلام داخلي ... انا بعتبر اني في نعمة كبيرة ... هي عمري 26 سنة دارس احسن دراسة ... وخاطب فتاة احلامي ورضي والدين ووضعي منيح والحمدلله ... المرض هي فترة مؤقتة وبتمر ... كنت مقتنع بهالحكي قلباً وقالباً ... وطلعت من المسجد ونفسيتي متغيرة ... حسيت بسعادة ما بتوصف وقتها ... و رسمت اكبر بسمة ع وجهي ...
قررت وقتها اني اعزم اهلي و اهل خطيبتي ع غدا برا الدار ... منه بننبسط وبنتسلى ... ومنه بخبرهم هالخبر ... اجلت دكتور الاورام لليوم اللي بعده ... وقلت ما في احلى من العيلة انك تغير جو وتنبسط معهم ... رنيت عالجميع تلفونات وعزمتهم والساعة اربعة الكل اجا عالمطعم وانا كنت استناهم هناك ...