مجمع الكتب📗📘

*احذروا كتب أهل البدع ولا يجوز نشرها ولا تداولها ولا بيعها ولا شراؤها*.
ومن نشر شيئا من كتبهم فعليه إثم كل من قرأها وإثم كل من تبعهم.

فقد حذّر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من قراءة كتب أهل الكتاب مع أنها لا تخلو من حق.
فعـن جابـر بن عبد الله رضي الله عنه قال : أنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب، فغضب، وقال: ( أمتهوكون يا ابن الخطاب؟! والذي نفسي بيده؛ لقد جئتكم بها بيضاء نقيّة، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده؛ لو أنّ موسى عليه السلام كان حياً ما وسعه إلا أن يتّبعني ). [حديث حسن، الإرواء ( 6/338-340 )] .


قال العلامةالشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - :
(( ومن هجران أهل البدع ترك النظر في كتبهم خوفاً من الفتنة بها، أو ترويجها بين الناس، فالابتعاد عن مواطن الضلال واجب؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - في الدجّال :(( من سمع به فلينأ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنّه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات ))

سلسلة الهدى والنور-768

محتويات الشريط :-
1- إذا وجد قبر في المسجد فكيف يتخلص من القبر ؟
2- حكم البناء على القبر.
3- ما حكم الدفن في المغارة ؟(مع بيان بعض الصورة المبتدعة في القبور )
4- ما مدى صحة حديث :" لا تسبوا أصحابي " وما حكم من سب الصحابي؟
5- هناك جماعات إسلامية في فلسطين تمدهم الشيعة إمدادات فهل يجوز الأخذ منهم هذه الإمدادات لمحاربة اليهود؟
6- يقول شيخ الإسلام رحمه الله : لا يجوز للإنسان أن يزيد في غسله على صاع ومن زاد فإنه مبتدع فما رأيكم في هذا ؟
7- ما صحة حديث :" من مس ذكر غيره فليتوضأ " وبيان حكم من مس ذكره هل ينقض الوضوء أم لا مع المناقشة
8- كيف الجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم :" إذا أمن الإمام فأمنوا " وبين قوله صلى الله عليه وسلم :" وإذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا آمين " الحديث
9- ما رأيكم في الإجماع من حيث الحجية والثبوت والنقل ؟مع المناقشة.
10- ما حكم الأكل والشرب قائما ؟
11- مادة إضافية : قراءة سورة الفرقان

اللحوم المستوردة

قال الشيخ الألباني رحمه الله

( هذه اللحوم التي تأتي من الخارج مما ابتلي المسلمين به لأن الله أباح لنا ذبائح أهل الكتاب ،وليس كل ما يأكله أهل الكتاب ، واهل الكتاب هؤلاء قال الله تعالى فيهم { َطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُم} ْويقول علماء التفسير في هذه الآية وطعام الذين أوتواالكتاب أي ذبائح الذين أوتوا الكتاب وليس معناه مطعومهم ومأكولهم لا. لأنه كماذكرنا يأكلون ما حرم الله فإذا ذبح أهل الكتاب ما يحل عندنا أولا وعلى الطريقة)(كمايقال اليوم الطريقة الإسلامية ثانيا ) فحينئذ يجوز للمسلمين أن يأكلوا من ذبائحهم أما ومن المعلوم اليوم أن الكفار لا يذبحون على الطريقة الإسلامية وإنما يقتلون قتلا لأن الذبح على الطريقة الإسلامية يأخذ وقتا طويلا وهم بسبب كما وصفهم الله بقوله يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون فهم يعرفون قيمةالزمن فلذلك هم حريصون على اغتنام الوقت واستحلابه إلى آخر قطرة منه ولما كان الذبح على الطريقة الشرعية يأخذ وقتا فلذلك بيموتوه يقتلوه بطريقة وأخرى ثم بيسلخوه وبخاصة هذا الحيوان حينما لا يذبح بيبقى دمه بيتخثر في داخله وما يذهب هكذا إلى الأرض فيكون له وزن أكثر مما لو ذبح على الطريقة الشرعية فلذلك الذبائح التي تأتي من تلكالبلاد أو المعلبات التي تصنع في تلك البلاد هذه لا يجوز أكلها ولا بيعها وشرائهااطلاقا...

(سلسلة الهدى والنور رقم /469)

وصف الكتاب
يعد كتاب “إحياء علوم الدين” الذي ألفه الإمام الغزالي كتاباً فريداً في نهجه وطريقته, فلم يؤلف مثله أو على منواله.. وإنما اكتفى الذين أتوا من بعد باختصاره أ, انتقاء بعض كتبه وأبوابه
وقد تجاوزت شهرة هذا الكتاب وشهرة مؤلفه الساحة الإسلامية ليصبح في عداد التراث الإنساني, ويصبح مؤلفه أحد المشاهير في الثقافة على المستوى العالمي
وقد وُجه إلى الكتاب كثير من النقد, بعضه بحق وبعضه الآخر بغير حق
وتعد كلمة شيخ الإسلام ابن تيمية الفيصل الحق في وصف الكتاب وتقويمه. قال: “فيه- الإحياء- أحاديث وآثار ضعيفة, بل موضوعة كثيرة, وفيه أشياء من أغاليط الصوفية وترهاتهم, وفيه –مع ذلك- من كلام مشايخ الصوفية العارفين المستقيمين في أعمال القلوب الموافق للكتاب والسنة, ومن غير ذلك من العبادات والآداب ما هو موافق للكتاب والسنة, ما هو أكثر مما يرد منه”
وبما أنه كذلك – ما فيه من الخير أكثر مما يرد منه- فقد رأيت أن أهذبه مما انتقد عليه وأُبقي على الصالح منه لتكون الفائدة حاصلة لمن اقتناه.
وقد نظرت في مختصراته قبل القيام بعملي فوجدت أن غايتها تصغير حجم الكتاب, ويفتقد كثير منها المنهجية والخطة الواضحة .. حتى غدا بعض هذه المختصرات وكأنه لا يمت إلى الأصل بصلة وأحسن هذه المختصرات حذف ستة كتب من أصل كتبه الأربعين فأحدث خللاً في بنية لكتاب
وأما عملي فيتلخص في التالي:
1- جمعت كل النقاط التي انتقدت على الكتاب والتي معظمها قد جاء في كلمة الإمام ابن تيمية فراعيتها فحذفت الأحاديث الموضوعة والضعيفة وكل ما قام على أساسها من أفكار وكذلك أغاليط الصوفية وترهاتهم والرؤى والمنامات وكل ما شابه ذلك فأصبح الكتاب نظيفاً بحمد الله
2- كان ذلك من حيث المضمون. أما من حيث الشكل فقد وضعت علامات الترقيم والأقواس. وقسمت النصوص إلى مقاطع, ووضعت العناوين الفرعية, وخرجت الأحاديث,وحذفت المكررات ..
3 – أبقيت على شكل الكتاب فلم أحذف كتاباً ولا فصلاً, فجاء المهذب صورة مصغرة عن الأصل فيها كل معالم الأصل صغيرها وكبيرها, وجاءت صافية وقد خلت من المشوشات و الخدوش.
• سنة النشر: 1413 - 1993
• عدد المجلدات: 2
• رقم الطبعة: 1
• عدد الصفحات: 1032

[ *معلومات قيمة تتعلق بمجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وكتب الشيخ المفتي محمد بن إبراهيم رحمه الله* ]
كتبها / عبدالرزاق العامري
- انتهينا الآن من مجلس سماعٍ على شيخنا الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم إمام وخطيب الحرم النبوي الشريف - حفظه الله تعالى - وكان مما سمعناه أطراف مجلدات مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
▪︎ ومما ذكره الشيخ القاسم وفقه الله :
- بدأ الجدُّ ( وهو عبدالرحمن بن قاسم رحمه الله ) بجمع فتاوى شيخ الإسلام مما هو مطبوع أولا ثم قام الوالد (محمد بن عبدالرحمن ) رحمه الله بجمع المخطوطات والسفر لعدة بلدان كفرنسا وتركيا وسوريا وغيرها وهذه المخطوطات تُشكل الثلث من الفتاوى مما لم ينشر من قبل إلا في المجموع …
- كان الوالد رحمه الله أعرف الناس بخط شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، وكانوا في مكتبة الظاهرية بسوريا إذا لم يستطيعوا قراءة خطه استعانوا بالوالد فيذهب إليهم ويقرأ المخطوط ويعود …
- اشتغل الجد والوالد على جمع مجموع الفتاوى أربعين سنة كما أخبرني بذلك الوالد رحمه الله ..
- انتقل الوالد رحمه الله إلى مكة للعمل على إخراج الفتاوى وبقي ٨ أو ٩ سنوات ، وكانت ولادتي في مكة اثناء عمل الوالد على إخراج الفتاوى
- سند الفتاوى والإجازة فيها يمر على أعلام كبار من طلابه كالذهبي وابن القيم رحمهما الله وغيرهم ممن جاء بعدُ كشيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله والشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وعبدالرحمن بن حسن رحمه الله وغيرهم مما ستجدونه في الإجازة فلا مجال للتشكيك في الفتاوى فكلها بمخطوطاتها موجودة لدي في البيت !!!
- الأحاديث التي شرحها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قرابة ٧ آلاف حديث ، وقد عملنا على إخراجها وستكون في ٨ مجلدات وقد اخذناها من الفتاوى ومن كتب تلاميذه وستخرج قريبا بإذن الله
- ما كتبه شيخ الاسلام خمسة أقسام :
- فتاوى- رسائل - شروح متون - ردود - شروح مستقلة ؛ فالأول والثاني هو ما في المجموع
أما الشروح كشرح العمدة
والردود كبيان تلبيس الجهمية
والشرح المستقل كالجواب الصحيح فهذه ليست في الفتاوى ...
- المستدرك على مجموع الفتاوى الذي جمعه الوالد فهو لما وُجد من فتاوى في كتب تلاميذه ، أو فات الوالد في المجموع وهو في خمس مجلدات ...
- كنا في زيارة للشيخ حماد الأنصاري رحمه الله فقال للوالد : لو تنفس شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه لم يعرف ذلك سواك ؛ لما كان للوالد من التعلق بكتب شيخ الاسلام وخطه ومعرفته به ...
- سيخرج بعد شهر كتاب ترجمة للوالد رحمه الله بعنوان ( ترجمة العلامة محمد بن القاسم ) في ٣٠٠ صفحة ، وفيه قصة الفتاوى وجمعها ورسائل بينه وبين العلماء وما فيه أكثره من كلام الوالد نفسه ...
- كل المخطوطات لكتب شيخ الإسلام رحمه الله موجودة لدي منها ما هو بخط شيخ الإسلام ومنها ما هو بخط تلاميذه ...

▪︎ كتب الوالد بيده أكثر من ٣٠ الف صفحة ، وخط الوالد صعب جداً جدا عانينا في تفريغه ، وبحمد الله تم تفريغ كل ما كتبه الوالد بيده ومن ذلك :
• شرح كتاب التوحيد للشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله وسيخرج بعد ٣ أشهر وهو أوسع شرحٍ لكتاب التوحيد ؛ فكما قيل لا هجرة بعد الفتح يقال كذلك عن هذا الشرح
• شرح الروض المربع للشيخ ابن إبراهيم وهو في ٢٠ مجلدا وسيخرج قريبا بإذن الله ..
- وللوالد اختصاص بالشيخ محمد بن ابراهيم رحمهما الله فما كتبه من دروس الشيخ يصل إلى ٣٠ مجلدا . وقد كان الشيخ محمد المشرف والمتابع للوالد في إخراج المجموع وما أشكل عليه في كلام شيخ الاسلام راجع الشيخ ابن إبراهيم فيه..

[ ختاما ] : فائدة من ( الوصية الصغرى ) لشيخ الإسلام *الوصية الجامعة لخير الدنيا والآخرة،* وقد كانت الوصية مما تم سماعه اليوم في مجلس السماع كاملة حيث يقول فيها رحمه الله : " ثم يعلم أن كل ما تكلم به اللسان وتصوره القلب مما يقرب إلى الله من تعلم علم وتعليمه , وأمر بمعروف ونهي عن منكر فهو من ذكر الله. ولهذا من اشتغل بطلب العلم النافع بعد أداء الفرائض , أوجلس مجلساً يتفقه أو يفقهه فيه الفقه الذي سماه الله ورسوله فقهاً , فهذا أيضاً من أفضل ذكر الله "
قال الشيخ القاسم حفظه الله : ومنها مجلسكم هذا ..

( هذا ما تيسر كتابته مما ذكره الشيخ في مجلس السماع اليوم والحمدلله رب العالمين )

عبدالرزاق العامري
المدينة المنورة
السبت ٦ ربيع الأول ١٤٤٤

♦️خاطرة♦️

قال تعالى: (فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)

(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ)
ثم شرع الله تعالى في تعليم عباده وإرشادهم إلى شيء آخر مما يسد منافذ الشيطان ومداخل الزنا وسد أبوابه، فأمرهم بغض أبصارهم عن النظر في محاسن النساء؛ لأن النظر هو أول مدخل للشيطان يدخل منه لإغراء الرجل بالمعصية ودعوته إلى فعلها.

(وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)
وأمرهم أيضاً أن يحفظوا فروجهم فلا يضعوها في الحرام.

(وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ)
وكذلك المؤمنات الواجب عليهن غض أبصارهن عن النظر إلى الرجال حفاظاً على حشمتهن ودينهن.

(وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا)
ولا يظهرن محاسنهن للرجال إلا ما ظهر وهو الوجه والكفان، فيجب عليها أن تستتر فلا تكشف زينتها حيث يراها الرجال، ثم استثنى الله سبحانه وتعالى من ذلك الشيء الذي لا بد لها من كشفه كالوجه والكفين للحاجة إلى كشفهما في مزاولة أعمالها من تجهيز الحطب والماء فلا يجب عليها تغطيتها، ولكن يجب على الرجال غض الأبصار، والواجب عليها مع ذلك أن لا تخرج لغير حاجتها، أو تسير إلى غير حاجتها، وأن تتجنب مقابلة الرجال، وتغض بصرها عن النظر إليهم.

وقد أمرهن الله تعالى في آية أخرى بالاستتار في البيوت
فقال تعالى:
(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ)[الأحزاب:33]
لما في ذلك من الحفاظ على حشمتهن وعدم تعرضهن للفتنة، وقد قال النبي صلى اللهوعليه وآله وسلم لأزواجه: ((هذه ثم الْحُصُر))، وذلك عندما حج بهن أمرهن بعد تحجيجهن أن يلزمن حصير بيوتهن فلا يخرجن منها.

(وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ)
وعلى المرأة أن تستر صدرها وثدييها وعنقها ولا يجوز لها كشف ذلك، وقد أمرهن الله تعالى في هذه الآية بأن يسترن صدورهن بطرف خمار الرأس.

(وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَابَائِهِنَّ أَوْ ءَابَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ)
لا يجوز للمرأة أن تبدي شيئاً من زينتها كشعر الرأس والعنق ونحو ذلك لأحد إلا لهؤلاء الذين استثناهم الله سبحانه وتعالى في الآية.

والمراد بنسائهن:
المؤمنات منهن، مما يدل على أنه لا يجوز لها أن تبدي محاسنها عند غير المسلمات، ولا حرج على المسلمة في إظهار زينتها لأمتها، ولا يجوز أن تظهرها لعبدها.

والتابعون: هم البلهاء الذين لا حاجة لهم إلى النساء ولا داعي في نفوسهم إليهن، وكذلك الأطفال لأنهم لا يلتفتون إلى النظر إلى عورة المرأة وزينتها ولا يفكرون في ذلك.

(وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ)
يرشد الله سبحانه وتعالى المرأة هنا أنها إذا خرجت تمشي بين الناس فينبغي لها أن لا تضرب بقدميها بقوة على الأرض حتى يسمع الرجال صوت ما تلبسه من الذهب والفضة وما أشبههما، وكذلك العطور التي تنفح منها الروائح القوية والجذابة؛ لما في ذلك من لفت أنظار الرجال إليهن، وبعث دواعي الشهوة.

(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
أمر الله سبحانه وتعالى عباده بأن يتداركوا ما فرط منهم فيما مضى بالتوبة والرجوع إليه.

♦️خاطرة♦️

قال تعالى: (فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)

(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ)
ثم شرع الله تعالى في تعليم عباده وإرشادهم إلى شيء آخر مما يسد منافذ الشيطان ومداخل الزنا وسد أبوابه، فأمرهم بغض أبصارهم عن النظر في محاسن النساء؛ لأن النظر هو أول مدخل للشيطان يدخل منه لإغراء الرجل بالمعصية ودعوته إلى فعلها.

(وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)
وأمرهم أيضاً أن يحفظوا فروجهم فلا يضعوها في الحرام.

(وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ)
وكذلك المؤمنات الواجب عليهن غض أبصارهن عن النظر إلى الرجال حفاظاً على حشمتهن ودينهن.

(وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا)
ولا يظهرن محاسنهن للرجال إلا ما ظهر وهو الوجه والكفان، فيجب عليها أن تستتر فلا تكشف زينتها حيث يراها الرجال، ثم استثنى الله سبحانه وتعالى من ذلك الشيء الذي لا بد لها من كشفه كالوجه والكفين للحاجة إلى كشفهما في مزاولة أعمالها من تجهيز الحطب والماء فلا يجب عليها تغطيتها، ولكن يجب على الرجال غض الأبصار، والواجب عليها مع ذلك أن لا تخرج لغير حاجتها، أو تسير إلى غير حاجتها، وأن تتجنب مقابلة الرجال، وتغض بصرها عن النظر إليهم.

وقد أمرهن الله تعالى في آية أخرى بالاستتار في البيوت
فقال تعالى:
(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ)[الأحزاب:33]
لما في ذلك من الحفاظ على حشمتهن وعدم تعرضهن للفتنة، وقد قال النبي صلى اللهوعليه وآله وسلم لأزواجه: ((هذه ثم الْحُصُر))، وذلك عندما حج بهن أمرهن بعد تحجيجهن أن يلزمن حصير بيوتهن فلا يخرجن منها.

(وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ)
وعلى المرأة أن تستر صدرها وثدييها وعنقها ولا يجوز لها كشف ذلك، وقد أمرهن الله تعالى في هذه الآية بأن يسترن صدورهن بطرف خمار الرأس.

(وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَابَائِهِنَّ أَوْ ءَابَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ)
لا يجوز للمرأة أن تبدي شيئاً من زينتها كشعر الرأس والعنق ونحو ذلك لأحد إلا لهؤلاء الذين استثناهم الله سبحانه وتعالى في الآية.

والمراد بنسائهن:
المؤمنات منهن، مما يدل على أنه لا يجوز لها أن تبدي محاسنها عند غير المسلمات، ولا حرج على المسلمة في إظهار زينتها لأمتها، ولا يجوز أن تظهرها لعبدها.

والتابعون: هم البلهاء الذين لا حاجة لهم إلى النساء ولا داعي في نفوسهم إليهن، وكذلك الأطفال لأنهم لا يلتفتون إلى النظر إلى عورة المرأة وزينتها ولا يفكرون في ذلك.

(وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ)
يرشد الله سبحانه وتعالى المرأة هنا أنها إذا خرجت تمشي بين الناس فينبغي لها أن لا تضرب بقدميها بقوة على الأرض حتى يسمع الرجال صوت ما تلبسه من الذهب والفضة وما أشبههما، وكذلك العطور التي تنفح منها الروائح القوية والجذابة؛ لما في ذلك من لفت أنظار الرجال إليهن، وبعث دواعي الشهوة.

(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
أمر الله سبحانه وتعالى عباده بأن يتداركوا ما فرط منهم فيما مضى بالتوبة والرجوع إليه.

(2)

الشيخ عبد الرحمن الكتاني ومجالس السماع والإجازة
بقلم: د. محمد أكرم الندوي


فأما نفع مجالس الشيخ الحديثية للخاصة فكان من نواح:
الأولى: اتصالهم بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، ومؤلفي الكتب رحمهم الله بأصح الأسانيد وأعلاها، وهذه بغية أهل الحديث منذ القدم، فالعلو هو القرب من النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كانوا من أجل علو الأسانيد يرحلون إلى مسافات بعيدة، ويقطعون الصحارى والبحار، والفيافي والأنهار، ويواجهون المشقات، وكانت أمنية بعضهم في آخر حياته: بيت خالٍ وإسناد عالٍ.
والثانية: أن العلماء يحتاجون إلى متون الحديث وأسانيدها في فتاواهم ودروسهم وكتاباتهم، وسرعان ما ينسونها أو تغيب عن بالهم، فقد يفتون في مسألة بالقياس، مع أن الحديث فيها متوفر، أو يقضون بحديث ضعيف، مع أن الحديث الصحيح موجود، فيرتادون هذه المجالس، وهي بمثابة مذاكرة لهم، يذكرون ما نسوا، ويستدركون ما فاتهم، ويستشرحون ما خفي عليهم أو أشكل.
والثالثة: أن هذه المجالس تقوي ارتباط العلماء بالنبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالحين، فيزدادون لهم محبة، فكلما أكثر الإنسان من ذكر قوم اشتدت محبته لهم، وما رأينا قوما أبلغ في هذا الحب الطاهر السامي من أهل الحديث.
والرابعة: أنهم يصلون في هذه المجالس على النبي صلى الله عليه وسلم كلما نطق القارئ باسمه، ويترضون عن الصحابة، ويترحمون على العلماء، فتعود عليهم بركات هذه الدعوات، وما من حديث إلا وهو يتضمن تلك الدعوات الصالحات.

وأما نفع هذه المجالس للعامة فمن نواح:
الأولى: أنهم يتعلمون بتلك الأحاديث دينهم، ويرفعون جهلهم، ويتأدبون بأدب العلماء، وأجلل به من نفع.
والثانية: أن هذه المجالس تحف بها الملائكة، فيشعرون بنورانية عجيبة وروحانية تفوق البيان، ويغشاهم سحابة من السكينة والأمن، وهذا يشاركهم فيه الخاصة.
والثالثة: أن هذه المجالس إذا ازدادوا لها حبا آثروها على ملاهيهم، وكم رأينا ممن ألف لذاتها فلا شغل له إلا السماع والقراءة والإجازة، يفرحون بلذة نالوها وفائدة أحرزوها، قارنوهم بمشاهدي ألعاب كرة القدم وغيرها، بماذا يرجعون؟ يرجعون بخفي حنين، وشتان ما بين خل وخمر، قال أبو عبيدة: أُجريت الخيل فطلع منها فرس سابق، فإذا رجل من النظارة يكرُّ ويثِب من الفرح، فقال له رجل إلى جنبه: يا فتى! هذا الفرس فرسك؟ قال: لا، ولكن اللجام لجامي.
والرابعة: أن العامة يصحبون العلماء في هذه المجالس فيعجبون بالعلم وأهله، فيتغير مجرى حياتهم، ويقبلون على الطلب، ويجدون ويجتهدون حتى يصبحوا علماء، وإني لأعلم عددا كبيرا من عامة الناس حضروا مجالس السماع، فأحبوها، وانقلبوا من حالهم إلى ما يغبطون عليه.

فيا لتلك المجالس التي لا حسد فيها ولا بغض، ولا عداء ولا كراهية، يجلس بعضنا إلى بعض وقلوبنا مليئة بالمحبة الصادقة، يا لهم من معاشر كرام صيروا الغربة وطنا، والتعب لذة، يعدون خطواتهم عبادة، ويرون كلامهم ذكرا، ويعتبرون سكوتهم سبحة، إذا ما زادوا إليها ترددا واختلافا زادت وجوههم حسنا وجمالا، وقلوبهم نورا وضياء.
كنا نحضر هذه المجالس، ومنا من يرحل من أرض بعيدة، على متن طائرة، أو في بطن سيارة، نبت به الدار وهو يقول في سعادة وسرور: فللفتى حيث انتهى دار، فإذا رأينا الشيخ متصدرا الحلقة زالت همومنا وانشرحت نفوسنا، وهوى كل نفس حيث حل حبيبها، فكنا نرى الناس في رجل، والدهر في ساعة، والأرض في بقعة، وكأننا انتقلنا من عالمنا المادي الكثيف إلى عالم روحاني يواكبنا فيه الملائكة، يا له من سرور! كأنه سكر أشد من سكر الشراب، فلا يردد إلا صوت "حدثنا" و"أخبرنا"، وهما كلمتان أحلى لنا من قبلة العذارى، وإدارة الكؤوس الملأى بخمور الأندرينا، ولا نسمع إلا "قال الله"، و"قال الرسول"، وهما كلمتان تحولان الأرض لنا جنات وأنهارا، ويا له من حديث كأنه جنى النحل أو أبكار كرم تقطف، وما لبس مجلس حُللا أبهى من ذكر الله العلي، ولا أحلى من الصلاة على النبي، ولا أسمى من الدعوة إلى بر جلي وخفي.
كانت تلك المجالس مرآة لمجالس المحدثين في بغداد وسائر العواصم في عهد الخلافة العباسية، طيبها طيبها، وحليتها حليتها، وهل يستغرب أن يلحق النوع بجنسه، ونحمد الله تعالى على أن رأينا في زمننا رغم تخلفنا ما ذكرنا بتلك العهود المباركة، وخير المجالس ما كانت عامرة بالعلم والحديث، ومحلاة بالفقه والدين، وا أسفا على من ضاعت حياته ولم يغش هذه المجالس، وقرب أجله ولم يذق من العلم قليلا ولا كثيرا:
إذا أنت لم تعشق فتصبح هائما
ولم تك معشوقا فأنت حمار
ما نقول لك شيخنا الجليل؟ أنقول: رفعك الله وقد رفعك، أم نقول: نوَّرك الله، وقد نوَّرك، أم نقول: جمَّلك الله، وقد جمَّلك، رحمك الله شيخنا الجليل، ورضي عنك وأرضاك، وجعلنا سالكين خطاك، ناشري العلم في حياتنا، ومثابين بنعم الله بعد مماتنا.