المؤلف: د. جميل حمداوي
#سلسلة_الأندلس_من_الفتح_إلى_السقوط
✍ ∫∫ الحـــ75ـــلقة ∫∫
- - - - -
💎رسالة المعتمد بن عباد إلى ألفونسو السادس لما حاصر إشبيلية:
نفتح اليوم صفحة جديدة من صفحات التاريخ الإسلامي في الأندلس، وذكرنا في الدرس السابق كيف وصل الحال في بلاد الأندلس إلى انهيار مروع وضياع للهيبة وللعزة، وذل وهوان وانكسار وفرقة وتشتت بين المسلمين، وصراع بين الإخوة، وموالاة للنصارى، وكاد الإسلام أن ينتهي من بلاد الأندلس، لكن الإسلام لا ينتهي أبدا
فقد حدث حدث غير من شأن بلاد الأندلس، وهو حصار إشبيلية، لما حاصرها ألفونسو السادس أياما وشهورا، ثم إذا به يرسل رسالة إلى المعتمد على الله بن عباد يحذره ويهينه فيها، ويقول له: لقد آذاني الذباب في بلادك، فإن شئت أن ترسل لي بمروحة أروح بها عن نفسي فافعل، أي: أن جيش ابن عباد وشعبه وحصونه أهون من الذباب عند ألفونسو السادس.
فرد عليها المعتمد على الله بن عباد ردا قويا، لما قرأها ألفونسو السادس انسحب بجيشه، قال له فيها: والله لئن لم ترجع لأروحن لك بمروحة من المرابطين.
ودولة المرابطين قامت في المغرب العربي ووسط أفريقيا، وكانت دولة إسلامية قوية جدا.
وألفونسو السادس كان يعلم بأس المرابطين؛ لأنه مطلع على أحوال العالم المحيط، ويعلم دولة المرابطين، لذلك انسحب مع جيشه.
💎موقف أمراء الطوائف من سقوط طليطلة وحصار إشبيلية:
كانت كل بلاد الأندلس فيها أمراء للمؤمنين كما ذكرنا، فهذه كارثة حلت بالمسلمين، فقد سقطت طليطلة في سنة (٤٧٨) من الهجرة، ومنذ سقوطها لم تعد للمسلمين حتى الآن، وحوصرت إشبيلية مع أنها في الجنوب الغربي بعيدة عن بلاد قشتالة، والمعتمد على الله كاد أن يهلك لولا أن فتح الله عليه بفكرة التلويح بالاستعانة بالمرابطين، فكان أمراء الأندلس يعلمون أنه آجلا أو عاجلا ستسقط بقية المدن، فإذا كانت طليطلة أحصن مدينة في بلاد الأندلس قد سقطت، فإنه عما قريب ستسقط قرطبة وبطليوس وغرناطة وإشبيلية وكل حواضر الإسلام، فعملوا مؤتمر القمة الأندلسي الأول، وهو أول مؤتمر يجتمعون فيه للاتفاق على رأي، وقبل هذا المؤتمر لم يكن هناك مؤتمرات في السنوات السابقة؛ لأنه كان هنالك فرقة، بخلاف ما كانت عليه الأندلس أيام إمارة عبد الرحمن الناصر.
فاجتمع ما يقارب من اثنين وعشرين أمير في مؤتمر القمة الأندلسي الأول، وأخذوا ينددون بشدة بالاحتلال القشتالي لطليطلة، مع أن قشتالة دولة صديقة لهم، ولم يفكروا أن يرفعوا شكواهم إلى الله عز وجل، بل لربما أنهم يشتكون للبابا أو لملك فرنسا، أو لملك ليون أو لغيرهم من ملوك النصارى.
واجتمع الأمراء ومعهم العلماء، والعلماء يفهمون الموقف، ويفهمون أصل الهزيمة، فأشاروا عليهم بالجهاد؛ لأن في تاريخنا ما يثبت أن المسلمين إذا ارتبطوا بربهم وجاهدوا في سبيله انتصروا، حتى لو كانت قواتهم ضعيفة، لكن الأمراء رفضوا كلام العلماء، وقالوا: إن أهم شيء هو إيقاف نزيف الدماء، ونحن سنحاول أن نحل الموقف بشيء من السلام مع قشتالة، ونتفاوض مع ألفونسو السادس، على أن تترك له طليطلة أو يأخذ جزءا منها ويترك لنا الباقي، ونعيش معا بسلام، بهذا أشار الأمراء.
أما العلماء فرأوا أن الوضع مزر، ومن المحال أن يتغير الوضع بهذه الطريقة، فالأمراء يدفعون الجزية لمدة (٧٠) أو (٨٠) سنة، وقد ألفوا الهوان والذل، فليس من الممكن أبدا أن يجاهد هؤلاء الأمراء، فأشار عليهم العلماء برأي جديد، فقالوا: لا داعي أن نجاهد ما دام أنكم تخافون من الجهاد، لكن أرسلوا إلى دولة المرابطين لتأتي وتواجه النصارى في موقعة فاصلة، وتبعدهم عن أرضنا، فإنهم رجال أقوياء، فإنهم سيحاربون النصارى ونحن نتفرج على الأحداث! فهذا اقتراح معقول، لكن لم يقبله الأمراء؛ لأن دولة المرابطين قوية جدا، ويخشون منها أنها لو هزمت النصارى أنها ستحتل الأندلس، وما المانع لو أن دولة المرابطين احتلتها فإنها دولة إسلامية وفيها شرع إسلامي، ولم الشمل أفضل من بقاء الأندلس مفرقة ومشتتة أكثر من عشرين جزءا، لكن رفض الأمراء ذلك الأمر وتجادلوا كثيرا، إلى أن من الله سبحانه وتعالى على رجل منهم وفتح عليه، وهو المعتمد على الله بن عباد، فقام وخطب في الحضور، ومما قاله في آخرها: ولا أحب أن ألعن على منابر المسلمين، لأنني لم أستعن بالمرابطين، ولأن أرعى الإبل في صحراء المغرب خير لي من أن أرعى الخنازير في أوروبا.
فلما قال ذلك تحركت النخوة في قلوب البعض، فأول من وافق على هذا الأمر هو المتوكل بن الأفطس الذي أرسل رسالة إلى ألفونسو السادس ولم يدفع له الجزية في حياته، ثم قام عبد الله بن بلقين صاحب غرناطة ووافق أيضا على هذا، فهذه ثلاث ممالك إسلامية ضخمة: غرناطة وإشبيلية وبطليوس، وافقت على استجلاب دولة المرابطين لمحاربة النصارى ورفض الباقون، فجهزوا وفدا عظيما مهيبا من العلماء والوزراء يذهب إلى بلاد المغرب ليستعين بملك المرابطين لينقذهم من بأس النصارى في بلاد الأندلس.
يـتـبـع.......
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
https://telegram.me/gghopff55
مجانا .(إنظر الصور في مُؤلف الباحث).
- مصانع الادوات المنزلية بأشكالها المختلفة وبأذواق رفيعة جدا .(إنظر الصور في مُؤلف الباحث).
10- مصانع الثلج:
حيث أنشأت دولة الخلافة العثمانية في المدن الحارة في اليمن مكثفات للثلج تعمل مولداتها بواسطة الأيدروجين، ومنها على سبيل المثال مصنع الثلج في الحديدة والذي كان ينتج عشرة أطنان من الثلج يوميا ويوزع مجانا على السكان .
ثانيا: مجال المواصلات والنقل:
1- السكك الحديدية وإدخال القطارات إلى اليمن. فقد عرفت اليمن القطارات والسكك الحديدية منذ بداية القرن العشرين، وكانت هذه المشاريع الاستراتيجية، من أهم ما حققته الخلافة الاسلامية وخاصة في عهد السلطان عبد الحميد الثاني -رحمه الله- والذي كان يسعى لربط البلاد الإسلامية ببعضها البعض، لتسهيل إنتقال المسلمين إلى الأماكن المقدسة لأداء فريضة الحج بيسر وسهولة .
وقد إهتم السلطان عبد الحميد الثاني بخط تركيا الشام الحجاز اليمن، وكذلك كان الاهتمام بخطوط السكة الحديدية الداخلية في اليمن، مبتدئا بخط الحديدة صنعاء، لما لهذا الخط من أهمية كونه يربط العاصمة صنعاء بالموانئ .
وقد سار أول قطار في اليمن عام1911م في حفل إفتتاح مهيب حضره الوالي العثماني في اليمن وكبار رجال الولاية وجمع كبير من المواطنين باعتباره أول حدث تأريخي في حياة اليمن الاقتصادية والعمرانية،
وقد وصلت السكة الحديدية في خط الحديدة صنعاء إلى منطقة الحجيلة الكائنة جنوب مدينة مناخة باتجاه بلاد آنس . غير أن العمل في هذا المشروع قد توقف منذ قيام الحرب العالمية الأولى 1914 والتي كان من نتائجها انفصال اليمن عن الخلافة والامة ، وقيام الحكم الملكي الامامي الذي رفض السماح للشركة المنفذه بإكمال المشروع إلى صنعاء _متمسكا بسياسة العزلة_ رغم استلام الشركة قيمة المشروع كاملة من خزينة دولة الخلافة .
فخسرت بذلك اليمن مشروعا هاما كان سيعود على البلاد بأرباح طائلة وفوائد وخيرات كثيرة وكبيرة وعظيمة ، حيث يمثل شريانا حيويا يربط أجزاء اليمن داخليا، وخارجيا ببقية البلاد الاسلامية، بل وأمر الامام أتباعه حينها بإقتلاع ما تم انشائه من سكك حديدية في اليمن .
ولا تزال وثائق وصور ذلك المشروع وما تم انجازه منه ذلك موجودة في اليمن وتركيا حتى اليوم ، كما أن عملية التخريب _من قبل اتباع الامام_ لما أنجز من المشروع موثقة بالصور كذلك، (إنظر الصور في مُؤلف الباحث).
2- إنشاء الطرق والجسور العملاقة:
حيث قامت حكومة ولاية اليمن، بشق عدد كبير من الطرق والجسور وتعبيدها في الجبال العالية والسهول المنخفضة المترامية لتيسير حياة السكان وربط المناطق النائية بالمدن، ولا تزال أثارها موجودة إلى اليوم في كثير من المناطق، ومنها طريق الحديدة حجة تعز وغيرها .
3- الجسور:
قامت الخلافة بانشاء العديد من الجسور الحديدية العملاقة في اليمن ، ومنها الجسر الحديدي الذي تم انشائه عام 1903م في منطقة الطور طريق حجة عبس ، والعجيب أن هذا الجسر بطول إثنين وأربعين مترا وعرض أربعة أمتار ولا يوجد له أي عمود يحمله من أسفل ، ولا يزال قائما حتى اليوم داخل قرية الطور القديمة، (إنظر الصور في مُؤلف الباحث).
ثالثا: في المجال العسكري والامني:
فقد حرصت الخلافة على:
1- بناء جيش إسلامي حديث على أعلى المستويات ، مسلحا بأحدث الاسلحة المتطورة والحديثة في عصره، (إنظر الصور في مُؤلف الباحث).
2- إنشاء المباني الضخمة للجيوش في ولاية اليمن وغيرها .(إنظر الصور في مُؤلف الباحث).
3- عمارة الحصون والقلاع في الجبال الشاهقة والمناطق الساحلية لحماية البلاد والثغور من جهة البحر، (إنظر الصور في مُؤلف الباحث).
رابعا: المجال الثقافي والعلمي:
1- التربية والتعليم والتثقيف: شيدت دولة الخلافة في ولاية اليمن المدارس للمستويات التعليمية _الابتدائي والاعدادي والثانوي والجامعي_ بمختلف التخصصات الثقافية، وكذا الكليات العلمية النظرية والتطبيقية، والصناعية والصحية والعسكرية. وكان التعليم يقدم بمختلف مستوياته وفروعه وتخصصاته مجانا على نفقة الدولة لجميع سكان اليمن. وقد كان في اليمن خمس جامعات وكليات في صنعاء وحدها، هي:
- الكلية الصناعية، والتي اصبح مقرها في العهد الامامي سجنا يسمى (سجن الصنائع)، وحاليا المتحف الحربي بصنعاء .
- الكلية العليا للمعلمين، ومنها دار المعلمين العليا. وقد هدمت في بداية حكم الامام يحي عام 1918م.
- الكلية العليا للاداريين .
- كلية العلوم الشرعية للبنين، وكذا للبنات .
- الكلية الحربية .
2- الاعلام:
تبرز ملاح النهضة في هذا الجانب، بدخول المطابع إلى اليمن عام 1872م، وظهور الصحف والجرائد والكتب المطبوعة في اليمن، ومن ذلك:
- صحيفة اليمن الصادرة عام 1872م ، وصحيفة صنعاء الصادرة عام 1876م، وقد استمرت بالصدور حتى أمر الامام باغلاقها وإيقافها بعد توليه زمام الامور في اليمن 1918، (إنظر الصور في مُؤلف الباحث).
- إصدار قانون الطباعة في القرن التاسع عشر .(إنظر الصور في مُؤلف الباحث)
#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين
المحـ29ــاضرة:[ المسلمون بعد الأحزاب]
∫∫ الـحـ287ــلـقـة ∫∫
____
💎 مقدمة بين يدي ما بعد غزوة الأحزاب
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.
بسم الله الرحمن الرحيم.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:فلا شك أن دراسة التاريخ بصفة عامة من أهم الأمور في حياة البشر عامة، ومن أهم الأمور في حياة المسلمين بصفة خاصة؛ لأن هذا أمر إلهي مباشر في كتاب رب العالمين سبحانه وتعالى، قال تعالى:{فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }[الأعراف:176]
ولا شك أن أروع القصص وأهمها هي قصة الرسول ﷺ، ليس فقط لكونها أحداثاً مشوقة ومواقف عجيبة، لا، لكن لأن السيرة النبوية جزء لا يتجزأ من الدين الإسلامي، فالرسول ﷺ كان قرآناً يمشي على الأرض، وحياته كانت تطبيقاً عملياً لكل توجيه رباني في الكتاب الكريم
واتباع السنة المطهرة والطريقة التي كان يحيا بها ﷺ أمر ضروري ولازم لرضا رب العالمين ولدخول الجنة، قال تعالى:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }[آل عمران:31]
إذاً:كيف سنتبع الرسول ﷺ من غير أن نعرف سيرته وحياته؟!
كنا قد تحدثنا في محاضرات سابقة عن فترات هامة في حياة الرسول ﷺ، تحدثنا في مجموعة من المحاضرات عن العهد المكي في غاية الأهمية، وفي مجموعة أخرى من المحاضرات تحدثنا عن تأسيس الدولة الإسلامية في المدينة المنورة خلاص الخمس السنوات الأولى من الفترة المدنية، فالسنوات الخمس الأولى كانت مرحلة تأسيس الدولة الإسلامية، بدأت من الهجرة وانتهت بانتهاء غزوة الأحزاب
وكانت مرحلة التأسيس مرحلة شاقة جداً ومرهقة، فقد تعددت فيها أنواع الصراع مع أعداء الأمة، فقد وجهوا كل طاقاتهم لمنع قيام الدولة الإسلامية، ولكن بفضل الله نجح المسلمون بقيادة الرسول ﷺ في تأسيس دولتهم برغم كل هذه المعوقات
وبانتهاء غزوة الأحزاب انتهت هذه المرحلة الهامة لتبدأ مرحلة أخرى لا تقل أهمية أبداً عن المراحل السابقة، عبر عنها ﷺ بقوله الدقيق الذي يعبر عن دراية كاملة بوضعه ووضع العالم من حوله، قال ﷺ بعد انتهاء الأحزاب:(الآن نغزوهم ولا يغزونا)
يعني: نحن سنسير إليهم؛ لأن الدولة الإسلامية بفضل الله أصبحت من القوة بحيث أنها لا يمكن أن تستأصل، وبحيث أنه من الصعب جداً على الآخرين التفكير الجدي في غزو المدينة المنورة، هذه المرحلة الجديدة نستطيع أن نسميها مرحلة الانتشار والفتح والتمكين لدين رب العالمين
سينتشر فيها دين الإسلام كما سنرى بسرعة مذهلة، ليس فقط في الجزيرة العربية، بل وما حولها، وسيتطور الأمر بعد وفاة الرسول ﷺ لينتشر الإسلام في ربوع العالم المختلف
هذه هي طبيعة بناء الأمة الإسلامية، تبدأ شاقة وعسيرة؛لأن كل الأعداء على اختلاف توجهاتهم يتعاونون في حربها، ثم تخرج الأمة من عنق الزجاجة في وقت ما لتبدأ مرحلة الانتشار والفتح والتمكين.
💎مرحلة الانتشار والفتح بعد غزوة الأحزاب:
في ذي العقدة سنة (5) هـ رحلت الأحزاب، وفي نفس الشهر بدأ المسلمون مرحلتهم الجديدة، حملات عسكرية متتابعة وسريعة لهدف رئيس هو تأديب وعقاب أولئك الذين شاركوا في حصار المسلمين في غزوة الأحزاب، أو تأديب أولئك الذين غدروا بالمسلمين في حوادث أخرى سابقة للأحزاب؛ ليعلم الجميع أن انتهاك حرمات الأمة الإسلامية لا يمر هكذا بدون عقاب
والحملات العسكرية بعد الأحزاب كانت مكثفة جداً، بمعدل حملة كل(20) يوماً تقريباً، وهذا فيه إرهاق شديد جداً على الدولة الإسلامية الناشئة، ومع ذلك هذا الإرهاق لا بد منه؛ لأن الأمة التي لا تجاهد تصاب بالذل،
روى أبو داود عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قال:(إذا تبايعتم بالعينة)، العينة: نوع من أنواع الربا، (إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد) ما هو الذي سيحصل؟ (سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم)
ضعف المسلمين وذلة المسلمين لا يؤدي فقط إلى التهديد المستمر للدولة الإسلامية، ولكن يؤدي أيضاً إلى فقد الثقة في الدين الإسلامي نفسه، ستقول الناس: لو كان هذا الدين عظيماً لكافح من أجله أصحابه، لو كان هذا الدين عظيماً لفرض نفسه على الآخرين وسادهم، ولذلك جعل الله عز وجل من دعاء المؤمنين أن يقولوا:{رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}[يونس:85]
هذه الفتنة قد تكون نتيجة الوضع المتردي للمسلمين في فترة من فترات حياتهم، ينفر الناس من الإسلام، يهجرون الإسلام؛ لعدم ثقتهم في المسلمين، وهذا أمر خطير، والرسول ﷺ يريد أن تبقى صورة الأمة الإسلامية مرفوعة ومهابة وسط الجزيرة العربية.
https://t.me/gghopff55
💫 مسلمو سريلانكا
كانت جزيرة "سيلان" - "سيريلانكا" مركزاً للنشاط التجاري منذ أقدم العصور وذلك بحكم موقعها الجغرافي، وما اشتهرت به من إنتاج التوابل والجواهر التي اجتذبت إلى شواطئها أنظار العالم القديم ويعتبر العرب من أوائل الأمم التي كانت لها علاقات تجارية مع سيلان مستوطناً لهم وأطلقوا عليها منذ القدم "جزيرة الياقوت" وقد دخل الإسلام إلى الجزيرة فترة الخلافة.
فبعد ظهور الإسلام وانتشاره ازداد النشاط التجاري مع جزيرة سيلان، كما تؤكد المصادر أن وصول الإسلام إلى "سيلان" خلال فترة الخلافة الراشدة فقد ذكر "ابن شهريار" في "عجائب الهند" أنه عندما سمع أهل "سيلان" والمناطق المجاورة لها بنبأ الإسلام أرسلوا رسولاً لينقل إليهم معلومات موثوقة عن هذا الدين الجديد وعندما وصل الرسول إلى المدينة كان الخليفة يومئذ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقابله الرسول وأخذ منه تعاليم الإسلام ولكن أدركت الوفاة ذلك الرسول في طريق العودة فقام خادمه بتبليغ الرسالة إلى أهل "سيلان".
ومن هنا يتضح لنا بأن العلاقات التجارية بين "سيلان" والدولة الإسلامية كانت القنطرة المباركة التي عبر عليها الإسلام إلى أهل الجزيرة إذ كان أولئك التجار المسلمون مثالاً للأمانة والوفاء ودعاة لذلك الدين الحنيف بسلوكهم العملي، فأحدثوا أثراً لم تحدثه الجيوش المجندة.
بالرغم من أن الاحتلال "البريطاني" للجزيرة عام (1716م) قد خفف قليلاً من سياسة البطش والتعذيب التي مارسها البرتغاليون ومن بعدهم الهولنديون ضد المسلمين فإن البريطانيين اتبعوا نفس السياسة التبشيرية لأسلافهم فأنشأوا عدداً كبيراً من المدارس بين عامي ( 1732- 1746م)، وفتحوا باب التعليم لكل الطوائف والطبقات في "سيلان" ولكن المسلمين لم يستطيعوا أن ينسوا بسهولة الأيام التي عاشوها تحت وطأة الاحتلال الهولندي وارتبط في أذهانهم التعليم الغربي بالأهداف التبشيرية الكنسية، لذا قابلوا السياسة التعليمية البريطانية بحذر شديد ورفضوا هذا النوع من التعليم. واكتفوا بمدارسهم الخاصة التي كانت ملحقة بالمساجد وتقتصر على تعليم القرآن ومبادئ الإسلام الأولية.
ولكن بعد فترة بدأ المسلمون يتلمسون طريقاً لإيجاد وسيلة يستطيعون بها تلقي قسط من التعليم الحديث والاستفادة من خيراته المادية من غير أن يضحوا بقيمهم الروحية أو أن يتخلوا عن معتقداتهم الإسلامية إذ برز في هذه الظروف التاريخية أحد قادة المسلمين ممن اتصفوا ببعد النظر وهو "محمد قاسم سدّي لبي" الذي كان مصلحاً اجتماعياً نشيطاً وداعياً إسلامياً واسع الأفق.
وقد أصدر هذا المصلح الاجتماعي صحيفة أسماها "صديق المسلم" باللغة المحلية قاد منها ومن خطب العامة حملة لتشجيع مسلمي الجزيرة على الأخذ بالتعليم الحديث وفي نفس الوقت حثهم على الحفاظ على قيم الإسلام ويمكن أن نعتبر أعوام ما بين ( 1881- 1901م) أعواماً تجريبية في التعليم بين مسلمي الجزيرة.
ومع استقلال "سيلان" سريلانكا عام (1948م) أصبح المسلمون يلعبون دوراً مهماً في الحياة القومية رغم أن تعدادهم لا يتجاوز ثمانية بالمائة من جملة السكان، فإنهم يشاركون بدور حيوي في الحياة السياسية للقطر، فقد خطوا خطوات واسعة في التعليم، ودخلت أعداد كبيرة منهم الجامعات ويشغلون الآن الكثير من الوظائف الإدارية بما فيها عضوية مجلس الوزراء.
هذا وللمسلمين في "سريلانكا" محاكمهم القضائية الخاصة بهم في الأحوال الشخصية كالزواج والطلاق، كما أنه توجد بعض البرامج الإسلامية في الإذاعة والتلفاز والصحف وتعتبر أعياد المسلمين عطلات رسمية عامة وكذلك هناك مدارس حكومية كثيرة خاصة بالمسلمين.
ورغم هذا فإن مسلمي "سريلانكا" يواجهون في فترة ما بعد الاستقلال بعض المشاكل المهمة والتي تحتاج إلى حل عاجل وحاسم ومن أهم هذه المشاكل هي كيفية حماية الشباب المسلم من الوقوع فريسة للفلسفات والمذاهب المادية، فالشباب المسلم في "سيرلانكا" كما هو الحال في كل بقاع العالم الإسلامي معرض لخطر المذاهب الحديثة المبنية على الفلسفات المادية والإلحادية، ولا شك أن العلماء الذين هم نتاج المدارس الإسلامية السالفة الذكر يؤدون خدمات جليلة للإسلام والمسلمين، ولكن نظراً لطبيعة التعليم الذي تلقوه في هذه المدارس فإنهم لم يعودوا بالمستوى الفكري والعلمي الذي يمكنهم من تقديم الإسلام في صورة تتجاوب مع تطلعات الشباب المسلم الذي افتتن بالتقدم العلمي في الغرب واعماه هذا التقدم المادي عن تبين حقيقة الفلسفة المادية الإلحادية ، فكانت الحاجة إلى علماء لا يقتصرون على التبحر في العلوم الإسلامية فقط بل يكونون كذلك على علم واسع بالفكر العالمي الحديث.
✍ أبو إسحاق خليل الرحمن السريلانكي - إسلام ويب
قناة 📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
؏ التليجرام'.-
https://t.me/gghopff55
#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين
المحـ43ـاضرة: [ غزوة تبوك ]
∫∫ الـحـ451ـلـقـة ∫∫
__
💎 تحليل للأوضاع السياسية بعد فتح مكة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا؛ إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:فمع الدرس الخامس عشر من دروس السيرة النبوة: العهد المدني: فترة الفتح والتمكين.
بعد فتح مكة وانتصار حنين دانت قبائل عربية كثيرة في الجزيرة العربية للمسلمين، ومن أشهر هذه القبائل هوازن، وأصبحت الجزيرة العربية أشبه بدولة إسلامية، لها وضعها وكيانها وهيبتها، ليس فقط في الجزيرة العربية، ولكن حول الجزيرة العربية أيضاً.
لا شك أن ذلك لفت أنظار الدول المحيطة بالدولة الإسلامية الجديدة، ومن أهم هذه الدول: الدولة الرومانية العظمى التي تقبع في شمال الجزيرة العربية في الشام وما فوقها، وبالنظر إلى الوضع في نظر الرومان يظهر لنا التحليل الآتي، مع العلم أن الرومان يراقبون الأحداث المتطورة في الدولة الإسلامية الجديدة.
📌الأمر الأول:الدولة الإسلامية تتنامى قواتها بشكل لافت للنظر، فقد تحولت من حركة مضطهدة في مكة المكرمة إلى دويلة صغيرة في المدينة المنورة، ثم إلى دولة عظمى تأخذ مساحة ضخمة في الجزيرة العربية بكاملها، وأنتم تعرفون أن اليمن وعمان والبحرين كانت في نطاق الدولة الإسلامية؛ لذا فالدولة الرومانية ستحصر شرقاً بالدولة الفارسية، وجنوباً بالدولة الإسلامية الجديدة، وهذا الشيء خطير بالنسبة للدولة الرومانية.
📌الأمر الثاني:الرومان يعرفون القوة الذاتية العظيمة في داخل الدولة الإسلامية؛ لأنهم يعرفون أن هذه الدولة تتبع نبياً، ويدينون بدين سماوي صحيح غير محرف، وهرقل أدرك ذلك بوضوح في حواره مع أبي سفيان قبل فتح مكة، ولو ترك لهذا الدين العنان فسوف يملك ما تحت أقدام هرقل نفسه، كما قال ذلك في الحوار مع أبي سفيان .
كما أن هذا الكلام يفسر لنا رعب الدول الكبرى في العالم الآن وفي كل زمن من أي حركة إسلامية تنمو وإن كانت ضعيفة في بدايتها؛ لأنهم يعرفون أن عندهم القابلية لا لحكم بلاد فقط، ولكن لحكم العالم أجمع، وهذا كان نص كلام هرقل زعيم الدولة الرومانية.
إذاً:كان الرومان يعرفون أن الدين الإسلامي فيه ذاتية تجعل العرب أقوياء، وتجعل كل من اتبع هذا الدين قوياً للدرجة التي يستطيع بها أن يبتلع قوى ضخمة عالمياً مثل الدولة الرومانية أو الدولة الفارسية أو غيرها.
📌الأمر الثالث:أن الحدود الرومانية المتاخمة للجزيرة العربية هي: الشام من الشمال، ومصر من الغرب، ولو ترك لهذه الدولة الإسلامية أن تقوى من نفسها، فإنه لا يستبعد أبداً أن تَضُم إليها هاتين المستعمرتين، واعلم أن مصر والشام في ذلك الوقت كانتا تتبعان الرومان، وهذا يعد خسارة كبيرة للرومان، خاصة أن مصر والشام في ذلك الوقت كان فيهما من الخيرات ما لا يعد ولا يحصى، بل كانت تسمى في ذلك الوقت بمخازن الغلال للدولة الرومانية.
📌الأمر الرابع:منطقة الشام ملأى بعملاء الدولة الرومانية خاصة من نصارى الشام، ولو تركوهم للمسلمين فليس من المستبعد أبداً أن يسلموا، لا سيما أنهم أهل كتاب، فـهرقل نفسه كان يفكر في الإسلام؛ لولا أن بطانة السوء منعته من ذلك، فهؤلاء النصارى في الشام كان من الممكن أن يسلموا -وهذا ما حدث بعد ذلك بالفعل- ومن المؤكد أن هذه خسارة ضخمة أخرى للدولة الرومانية.
📌الأمر الخامس: ذكريات مؤتة، فمؤتة لم يمض عليها إلا سنة تقريباً.
وثبات ثلاثة آلاف مقاتل وانتصارهم على مائتي ألف رومي وعربي في هذه الموقعة الشرسة أمر يستحق النظر، ولابد أن يؤخذ بالاعتبار.
📌الأمر السادس:كان من الواضح أن الرسول ﷺ جاد في التعامل مع الإمبراطوريات والممالك المحيطة بالدولة الإسلامية، فقد أرسل رسالة دعوة بالإسلام إلى هرقل عظيم الروم، ولم يتردد في مراسلته ودعوته إلى ترك دينه ودين آبائه لاعتناق الدين الإسلامي، والرسالة وإن كانت في لهجتها لطيفة، وأعطت هرقل وضعاً ومكاناً، إلا أنه لا يخفى على أحد التهديد غير المباشر الذي كان فيها، حين قال ﷺ :(فإن عليك إثم الأريسيين) أي: الأتباع من الفلاحين، فلا يستبعد أبداً أن يسعى الدين الجديد لاكتساب الأتباع الرومانيين المقهورين على طاعة واتباع هرقل وحاشية هرقل .
📌الأمر السابع:أن من طبيعة أهل الأديان الأخرى: أنهم لا يرضون عن دين الإسلام أبداً، كما قال رب العالمين سبحانه وتعالى:{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ }[البقرة:120]، يعني: بعد أن تبين لهم الحق الذي في الإسلام فهم بين أمرين: إما أن يكيدوا للإسلام، وإما أن يدخلوا فيه.
#يتبع...
قناة 📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
#الدولة_المرداسية
✍ نهى حميد
تعتبر الدولة المرداسية إحدى الإمارات المستقلة بالشام، وكان المرداسيون في حلب شيعة، فما علاقة بني مرداس مع الفاطميين والسلاجقة والبيزنطيين؟
💫نسب المرداسيين وأماكن استقرارهم
المرداسيون من قبائل كلاب البدوية المنحدرة من عامر بن صعصعة من عرب الشمال، كانت مساكنهم في الجاهلية حمى الربذة في جهات المدينة المنورة وفدك والعوالي، ثم هاجر قسم منهم، واستقر على شواطئ الفرات الشامية، وفي بدايات القرن الرابع الهجري = العاشر الميلادي، وصلت موجة جديدة من قبائل عامر بن صعصعة فيها بنو عقيل الذين سكنوا منطقة الموصل، وقشير التي توطنت حول قلعة جعبر التي كانت تدعى قديمًا قلعة دوسر، ونمير التي وصلت إلى منطقة حران والرها.
وكان نصيب الكلابيين الاستقرار في شمالي الشام، وقد تسببت هذه الهجرة البدوية الجديدة في كثير من الفوضى والدمار، ولكن سيف الدولة الحمداني أمير حلب (333 - 356هـ) استطاع أن يضبط قبائل كلاب ضبطًا شديدًا إلا أنه كان يداريهم في الوقت نفسه؛ لكي يستفيد من طاقاتهم الحربية في حروبه مع البيزنطيين.
💫تكوين الإمارة المرداسية
وصل المرداسيون إلى السلطة بفضل الظروف التي كان يعيشها العالم الإسلامي، فالتنافس بين الخلافة العباسية والدولة الفاطمية في السيطرة على بلاد الشام وسعي كل منهما لرشوة القبائل العربية البدوية؛ لتعمل على مناصرتها، وضعف الدولة الحمدانية بعد وفاة سيف الدولة، وعدم استقرار الحكم الفاطمي في بلاد الشام، إضافة إلى أن سوء سياسة الفاطميين المتمثلة في ضرب القبائل العربية بعضها ببعض، جعل هذه القبائل تعمل على تحقيق مكاسب لها.
💫صالح بن مرداس بن إدريس الكلابي
كان من بين الذين استغلوا هذه الأوضاع صالح بن مرداس بن إدريس الكلابي الذي نجح بتأسيس الدولة المرداسية في حلب (415 - 474هـ)، ويرد أول ذكر له عام 399هـ =10088م حينما استولى على الرحبة؛ وكانت بلدًا ذا أهمية تجارية بسبب صلتها بين الشام والعراق والبادية، ومدّ صالح المرداسي بعد ذلك أنظاره إلى حلب سنة 4000هـ؛ وكان يحكمها المملوك الحمداني منصور بن لؤلؤ (مرتضى الدولة).
ولكن أبا الهيجاء حفيد سيف الدولة تحداه، وأراد أن ينزع حلب منه بدعوة من أهالي حلب وبدعم من الدولة المروانية، وأدخل أبو الهيجاء الكلابيين في خدمته؛ إلا أنهم تحولوا عنه إلى ابن لؤلؤ الذي وعدهم بإقطاع من الأرض، وعندما طالب الكلابيون ابن لؤلؤ بما اتفقوا عليه أخذ يماطلهم ولجأ إلى الخديعة، فقتل بعضهم، وأوقع الباقين في الأسر، ومن بينهم صالح الذي ظل ثلاث سنوات حتى استطاع الهرب سنة 405هـ = 10144م.
في سنة 415هـ اتفق صالح بن مرداس مع القوى البدوية الأخرى في الشام على اقتسام البلاد؛ فتكون حلب والشمال لبني كلاب، ودمشق ووسط الشام لسنان بن عليان زعيم قبائل كلب، وفلسطين لحسان بن المفرج بن الجراح الطائي شيخ قبيلة طيء. وإذا كان الفاطميون قد هزموا ابن الجراح في الجنوب، ولم يستطع ابن عليان أن يستقر في وسط الشام؛ فإن المرداسيين وحدهم استقروا في حلب بعد أن احتلوها، وأقاموا الحكم المرداسي فيها، وأخرجوا الفاطميين من منبج وغيرها في الشمال، ومن بعض مدن الوسط والساحل، حمص، وبعلبك، وصيدا، وحصن ابن عكار.
لم يهنأ ابن مرداس بانتصاره طويلًا؛ لأنه وجد نفسه بين دولتين شديدتي الرغبة في السيطرة على حلب؛ هما الدولة البيزنطية والدولة الفاطمية، وقد لقي ابن مرداس مصرعه وهو يقاتل الفاطميين مع حلفائه البدو عند طبرية بفلسطين سنة 420هـ = 10299م في معركة الأقحوانة.
💫نصر شبل الدولة المرداسي
وخسر المرداسيون أملاكهم في الشام، لكن حلب بقيت بيد أبناء صالح: نصر (شبل الدولة) في المدينة، وثمال (معز الدولة) في القلعة؛ إلا أن نصرًا تمكّن من استخلاص القلعة أيضًا من أخيه مستنجدًا بالبيزنطيين، ودفع لهم الجزية السنوية؛ ليضمن الحماية لنفسه بسبب خلافه مع أخيه ثمال ونزاعه مع الفاطميين؛ علمًا أنه اعترف بالتبعية للخليفة الفاطمي الظاهر (411 - 427هـ)، وتبادل معه الهدايا.
نتيجة للوشايات والتنافس، دبّ الخلاف بين نصر من جهة، والدزبري أمير جيوش الفاطميين في الشام ووالي حمص من جهة أخرى، فجرت معركة قرب حماة (تل فاس)، قتل فيها نصر وهو يقاوم الفاطميين 429هـ / 1038م زمن المستنصر.
#يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://t.me/joinchat/AAAAAEHRTSaUCW40ijSd7Q
📌📌عنوان الكتاب: تاريخ النحو العربي في المشرق والمغرب
المؤلف: الدكتور محمد المختار ولد اباه
المترجم / المحقق: غير موجود
الناشر: دار الكتب العلمية
الطبعة: الثانية 1429 هـ / 2008 م
عدد الصفحات: 666
حول الكتاب
لا شك أن النظر وإعمال الفكر والبحث في النص العربي التراثي المأصول، قضية باتت تشغل جلة أعلام وقتنا، وأولوها بعدها القيمي في تأصيل العلوم العربية الإسلامية، ومنحها موقعها المتميز داخل المنظومة الفكرية والمعاصرة.
وأتذكر دائما في هذا السياق مقالة قالها المؤرخ البحاثة المرحوم محمد المختار السوسي في تصدير كتابه "سوس العالمة"، وهذه المقالة وإن كان المقصود منها تدوين التاريخ المغربي بمختلف آفاقه، فإنها – في بعدها الحضاري – تحسس الباحث العربي المسلم في أية جهة كان، بجسامة المسؤولية العلمية، خاصة على مستوى هذه اللحظة التاريخية الحرجة.
يقول المختار السوسي: "فيمكن أن يتكون التاريخ العام للمغرب تاما غدا إذا لم يقم أبناء اليوم – والعهد لا يزال قريبا، ولما تغمرنا أمواج هذه الحضارة الغربية الجارفة التي تحاول منذ الآن حتى إفساد ماضينا بما يكتبه عنا بعض المغرضين من أهلها – بجمع كل ما يمكن جمعه، وتنسيق ما لا يزال مبعثرا بين الآثار، ومنتشرا أثناء المسامرات، فإنه لو قام من كل ناحية رجال باحثون ببذل الجهود، لتكونت بما سيهيئونه من التاريخ الخاص، لكل ناحية، مراجع عظيمة، سيتكئ عليها الذين سيتصدرون للتاريخ العام المستوعب في العلم العربي المغربي غدا، بله الحوادث والأطوار المتقلبة، وما هذا الغد ببعيد، وتباشير فجره تلوح الآن في الأفق". (1)
ومن تباشير هذا الفجر الثقافي النير، مولود تأليفي جديد صدر مؤخرا، يعني فيه صاحبه بدراسة مكون هام من مكونات الثقافة العربية الإسلامية، ألا وهو تاريخ الدرس النحوي، فقد وقع إلى يدي كتاب أكاديمي قيم صدر في غضون عطلة صيف هذه السنة (1418هـ/1996م).
والمؤلف يحمل عنوان "تاريخ النحو العربي في المشرق والمغرب" (2)، والمؤلف هة فضيلة الأستاذ الباحث الدكتور محمد المختار ولد أباه.
وقد عَنًّ، لي أن أدلي بتعريف مقتضب أسجل فيه أهم محاور هذا التأليف، الذي أفدته منه كثيرا، ولمست في صاحبه عمق البحث، وشجاعة الاقتحام، وسلعة المعرفة.
يقول عنه الدكتور عبد العزيز التويجري:
"والمؤلف من أبرز رجالات العلم والثقافة العربية الإسلامية، الذي أحاطوا علما وقفها واستيعابا بجوانب متعددة من العلوم العربية والإسلامية، وأخذوا بحظ وافر من المناهج الحديثة في البحث والتأليف.." (3)
وتمكن أهمية هذا المؤلف الجديد في طبيعة الموضوع الذي اتخذ من قطبي (التاريخ/النحو العربي) مادة عملية، فصر نظر المؤلف عليها، وأهمية القصوى تبرز أيضا في حضور إسهامات لغويي ونحاة الغرب الإسلامي في تطوير وإنضاج الدرس النحوي.
وبهذه الميزة يكون الدكتور محمد المختار وبد أباه في "تاريخه" قد توفق إلى حد كبير في الإحاطة والنظرة الشمولية، وإن لم تكونا بصيغة مدققة تشمل كل قطر عربي، لأن ذلك يصعب على مجهود فردي طموح، نظرا لشساعة الفضاء الزماني/ خمسة عشر قرنا، والمكاني / الوطن العربي برمته (مشربا ومغربا).
إن معالجة، في هذه الآونة، لموضوع النوح في بعده التاريخي، تبرهن على الجدية والتعمق والتخصص في مسار البحث العلمي المعاصر.
ولا يقتصر مفهوم النحو في هذا المساق التأليفي على تلك القواعد النحوية المقررة عند أقطاب علم النحو، والنظر في المؤتلف، والمختلف عند المدارس النحوية، وتقدمي الترجيحات والآراء، إن المقصود بالنحو في هذا الكتاب، هو تقديم صورة ماثلة أمام القنارى العربي المعاصر لتراكمات درس علم النحو، من خلال منبته المشرقي إلى حضانته المغربية، دون إغفال جديد المدرسة الغربية المعاصرة.
والمغرب كما ورد عند الأستاذ المختار ولد أبه في خطاب العنوان، يعني به آفاق الغرب الإسلامي بما فيها حواضر بلاد شنقيط التي أولاها المؤلف عناية تستحق التنويه والإفصاح عن جميل فوائدها وجليل قيمها.
وقد تراءى للمؤلف، وهو يستجمع أشتات موضوعه، ذلك البعد الوحدوي لبنية الثقافة العربية الإسلامية، فعبر عن ذلك بقوله:
"وتتبع خطوات النحو من المشرق إلى المغرب، يقدونا على التطلع إلى بعض الظاهر التي تبرهن أن أمة الإسلام واحدة، كلما تناءت بها المناحي الجغرافية، حرصت على توثيق العربي الدينية والحضارية، وهذه الظواهر تتمثل بعد المد الإسلامي في ارتباط الأمة بأماكنها المقدسة، ومنابعها الحضارية. وهذا الارتباط حدا بالعلماء في المغرب على العموم بالقيام بالرحلات إلى المشرق، والرحلات لأداء فريضة الحد ولزيارة المدينة المنورة، والسلام على الرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام، كما أنها أيضا رحلات علمية، يستقي القائمون بها من ينابيع الثقافة الإسلامية، في كل فن من فنون العلوم". (4)
وهكذا انصبت المعالجة على كل ما يرتبط بعلاقة حميمة مع النحو: القاعدة النحوية، والمثال، والشاهد، وأقطاب الفكر النحوي، ومدارسهم، ومصنفاتهم، التحشيات،
موسوعة
الأمن والاستخبارات في العالم 12 جزء
تالیف: د.صالح زهر الدين
الناشر: المركز الثقافي اللبناني - بيروت
الطبعة: الأولى 2003
"موسوعة الأمن والاستخبارات في العالم" تعتبر الأشمل والأحدث من نوعها في العالم حيث تتضمن ابرز عمليات الاستخبارات في معظم دول العالم، بكل ما تحمله من أسراره ألغاز وأساليب ومعلومات وحيل وفنون في حقل التجسس، ومن أهم ميزاتها أنها تكشف بوضوح ابرز الخطط والطرق والأساليب التي تعتمدها أجهزة المخابرات "الاصطياد ضحيتها" وإيقاعها في "فخ" شبكاتها ومخططاتها، مما تدفع أي فرد منا بأن يكون حذراً ويقظاً إزاء ذلك، فتمثل له سراج هداية ينير أمامه الطريق، ويصبح على بينه من الأمور تمنعه أن يتلوث بلوثة التجسس المعادي لأمن موطنه وشعبه.
وبالعودة إلى مضمون هذه الموسوعة نجد أنها تتألف من 12 مجلداً يتناول كل منها ما يلي من الموضوعات: "ملف الاستخبارات الأميركية": يتضمن تأسيس هذه الوكالة الاستخبارية في الولايات المتحدة وأبرز العمليات التي قامت بها وكالة المخابرات المركزية الأميركية في مختلف دول العالم باعتبارها من أهم أجهزة المخابرات الدولية.
"دور المخابرات الأميركية في حرب العراق وأفغانستان": الأهمية الجغرافية لكلا البلدين- المؤامرات الداخلية ودور المخابرات الأميركية فيء أفغانستان-الإسلاميين- الاتحاد السوفياتي- عمليات 11 أيلول ودورها في الحرب الأفغانية- بن لادن- الملا عمر- دور المخابرات الأميركية في حرب العراق- التعاون الاستخباري- الأميركي العراقي. حرب العراق-إيران وتداعياتها- برنامج التسلح العراقي.
"ملف الاستخبارات السوفياتية": يتضمن تأسيس هذه المخابرات وأبرز عملياتها في مختلف دول العالم-خصوصاً الدول الكبرى- وبالتالي تغلغلها في كافة المرافق الحيوية للعالم الغربي، إضافة إلى نجاحها في التغلغل والتحكم بمفاتيح كثير من الأسرار في مراكز القرار للدول الغربية وكذلك "لإسرائيل"...
"ملف الاستخبارات الفرنسية والبريطانية": المخابرات الفرنسية- عملياتها- تاريخها الاستعماري. المخابرات البريطانية وأبرز عملياتها ورموزها الاستخبارية وخصوصاً أولئك الذين عملوا في وطننا العربي، وكان لنشاطهم تأثير سلبي على مستقبل الأوضاع في منطقتنا العربية والإسلامية.
"ملف الاستخبارات الألمانية": الحرب العالمية الأولى ودور المخابرات الألمانية. الحرب العالمية الثانية ودور المخابرات الألمانية. الشعبة الأولى: جمع المعلومات الشعبة. الشعبة الثانية: الشؤون التقنية. الشعبة الثالثة: تعميم معلومات، الشعبة الرابعة: المهمات المركزية الإدارية. الوزارات الاتحادية: الاستخبارات الخارجية-الدفاع- الاقتصاد- أشهر عمليات الاستخبارات الألمانية.
"ملف الاستخبارات الإسرائيلية": معلومات مفصلة عن أجهزة الاستخبارات في إسرائيل وتاريخ نشوئها (الموساد- الشين بيت- هاشومير- منظمة الهاغانا- منظمة الأرغون- البالماخ- شتيرن). وابرز العمليات التي قامت بها المخابرات الإسرائيلية في وطننا العربي، كما يفضح الأساليب التي استخدمتها في الوصول إلى أهدافها.
"الوطن العربي والموساد": يتضمن نشأة الحركة الصهيونية والنشاط الاستخباري الصهيوني في وطننا العربي منذ بداية القرن العشرين حتى نهايته، خصوصاً في حرب 1967 وحرب تشرين 1973 واجتياح لبنان 1982 وما رافقها من عمليات استخبارية وتجسس.
"الموساد بين الإخفاق ولاختراق": يتضمن عملية نشوء جهاز "الموساد" وأبرز عملياته التي فشل فيها، والتي أخفق في بعضها وقصر في بضعها الآخر. كما يسلط الضوء على أبرز الاختراقات التي تعرض لها جهاز الموساد من الأجهزة العربية والسوفياتية وغيرها، والتي تؤكد أنه من أكثر أجهزة المخابرات في العالم فشلا وتقصيراً واختراقاً. (رأفت الهجان- عملية الأنصارية، لبنان- اغتيال خالد مشعل- قضية لافون-شبكة رجاورد... الخ).
"عمليات وقرصنة إلكترونية": يتضمن هذا الجزء أهم عمليات التجسس في العالم بتفصيل وإسهاب إضافة إلى فصل كامل عن القرصنة الإلكترونية التي تعتبر من أهم الأساليب الحديثة في عالم التجسس بواسطة الإنترنت- الفاكس- الأقمار الاصطناعية- الكومبيوتر- الخليوي وكافة الأجهزة اللاقطة.
"قاموس المخابرات والجواسيس(أ-د)"، "قاموس المخابرات والجواسيس(ذ-ك)"، "قاموس المخابرات والجواسيس (ل-ي)" تحتوي هذه الأجزاء على قاموس مفصل لرجال المخابرات وأسماء الجواسيس وتاريخهن الإستخباراتي والتجسسي مع نبذة عن تاريخ حياتهم الخاصة والعمليات التي قاموا بها إضافة إلى الأدوار والمسؤوليات التي تسلموها
👇👇👇👇👇
📌📌عنوان الكتاب: تاريخ النحو العربي في المشرق والمغرب
المؤلف: الدكتور محمد المختار ولد اباه
المترجم / المحقق: غير موجود
الناشر: دار الكتب العلمية
الطبعة: الثانية 1429 هـ / 2008 م
عدد الصفحات: 666
حول الكتاب
لا شك أن النظر وإعمال الفكر والبحث في النص العربي التراثي المأصول، قضية باتت تشغل جلة أعلام وقتنا، وأولوها بعدها القيمي في تأصيل العلوم العربية الإسلامية، ومنحها موقعها المتميز داخل المنظومة الفكرية والمعاصرة.
وأتذكر دائما في هذا السياق مقالة قالها المؤرخ البحاثة المرحوم محمد المختار السوسي في تصدير كتابه "سوس العالمة"، وهذه المقالة وإن كان المقصود منها تدوين التاريخ المغربي بمختلف آفاقه، فإنها – في بعدها الحضاري – تحسس الباحث العربي المسلم في أية جهة كان، بجسامة المسؤولية العلمية، خاصة على مستوى هذه اللحظة التاريخية الحرجة.
يقول المختار السوسي: "فيمكن أن يتكون التاريخ العام للمغرب تاما غدا إذا لم يقم أبناء اليوم – والعهد لا يزال قريبا، ولما تغمرنا أمواج هذه الحضارة الغربية الجارفة التي تحاول منذ الآن حتى إفساد ماضينا بما يكتبه عنا بعض المغرضين من أهلها – بجمع كل ما يمكن جمعه، وتنسيق ما لا يزال مبعثرا بين الآثار، ومنتشرا أثناء المسامرات، فإنه لو قام من كل ناحية رجال باحثون ببذل الجهود، لتكونت بما سيهيئونه من التاريخ الخاص، لكل ناحية، مراجع عظيمة، سيتكئ عليها الذين سيتصدرون للتاريخ العام المستوعب في العلم العربي المغربي غدا، بله الحوادث والأطوار المتقلبة، وما هذا الغد ببعيد، وتباشير فجره تلوح الآن في الأفق". (1)
ومن تباشير هذا الفجر الثقافي النير، مولود تأليفي جديد صدر مؤخرا، يعني فيه صاحبه بدراسة مكون هام من مكونات الثقافة العربية الإسلامية، ألا وهو تاريخ الدرس النحوي، فقد وقع إلى يدي كتاب أكاديمي قيم صدر في غضون عطلة صيف هذه السنة (1418هـ/1996م).
والمؤلف يحمل عنوان "تاريخ النحو العربي في المشرق والمغرب" (2)، والمؤلف هة فضيلة الأستاذ الباحث الدكتور محمد المختار ولد أباه.
وقد عَنًّ، لي أن أدلي بتعريف مقتضب أسجل فيه أهم محاور هذا التأليف، الذي أفدته منه كثيرا، ولمست في صاحبه عمق البحث، وشجاعة الاقتحام، وسلعة المعرفة.
يقول عنه الدكتور عبد العزيز التويجري:
"والمؤلف من أبرز رجالات العلم والثقافة العربية الإسلامية، الذي أحاطوا علما وقفها واستيعابا بجوانب متعددة من العلوم العربية والإسلامية، وأخذوا بحظ وافر من المناهج الحديثة في البحث والتأليف.." (3)
وتمكن أهمية هذا المؤلف الجديد في طبيعة الموضوع الذي اتخذ من قطبي (التاريخ/النحو العربي) مادة عملية، فصر نظر المؤلف عليها، وأهمية القصوى تبرز أيضا في حضور إسهامات لغويي ونحاة الغرب الإسلامي في تطوير وإنضاج الدرس النحوي.
وبهذه الميزة يكون الدكتور محمد المختار وبد أباه في "تاريخه" قد توفق إلى حد كبير في الإحاطة والنظرة الشمولية، وإن لم تكونا بصيغة مدققة تشمل كل قطر عربي، لأن ذلك يصعب على مجهود فردي طموح، نظرا لشساعة الفضاء الزماني/ خمسة عشر قرنا، والمكاني / الوطن العربي برمته (مشربا ومغربا).
إن معالجة، في هذه الآونة، لموضوع النوح في بعده التاريخي، تبرهن على الجدية والتعمق والتخصص في مسار البحث العلمي المعاصر.
ولا يقتصر مفهوم النحو في هذا المساق التأليفي على تلك القواعد النحوية المقررة عند أقطاب علم النحو، والنظر في المؤتلف، والمختلف عند المدارس النحوية، وتقدمي الترجيحات والآراء، إن المقصود بالنحو في هذا الكتاب، هو تقديم صورة ماثلة أمام القنارى العربي المعاصر لتراكمات درس علم النحو، من خلال منبته المشرقي إلى حضانته المغربية، دون إغفال جديد المدرسة الغربية المعاصرة.
والمغرب كما ورد عند الأستاذ المختار ولد أبه في خطاب العنوان، يعني به آفاق الغرب الإسلامي بما فيها حواضر بلاد شنقيط التي أولاها المؤلف عناية تستحق التنويه والإفصاح عن جميل فوائدها وجليل قيمها.
وقد تراءى للمؤلف، وهو يستجمع أشتات موضوعه، ذلك البعد الوحدوي لبنية الثقافة العربية الإسلامية، فعبر عن ذلك بقوله:
"وتتبع خطوات النحو من المشرق إلى المغرب، يقدونا على التطلع إلى بعض الظاهر التي تبرهن أن أمة الإسلام واحدة، كلما تناءت بها المناحي الجغرافية، حرصت على توثيق العربي الدينية والحضارية، وهذه الظواهر تتمثل بعد المد الإسلامي في ارتباط الأمة بأماكنها المقدسة، ومنابعها الحضارية. وهذا الارتباط حدا بالعلماء في المغرب على العموم بالقيام بالرحلات إلى المشرق، والرحلات لأداء فريضة الحد ولزيارة المدينة المنورة، والسلام على الرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام، كما أنها أيضا رحلات علمية، يستقي القائمون بها من ينابيع الثقافة الإسلامية، في كل فن من فنون العلوم". (4)
وهكذا انصبت المعالجة على كل ما يرتبط بعلاقة حميمة مع النحو: القاعدة النحوية، والمثال، والشاهد، وأقطاب الفكر النحوي، ومدارسهم، ومصنفاتهم، التحشيات،
اسم الكتاب: اتجاهات الأسلوبية.
المؤلف: د. جميل حمداوي.
تاريخ النشر: 1436 هـ / 2015م.
عدد الصفحات: 89.
اتجاهات الأسلوبية
عرف النقد الغربي المعاصر، في مسيرته المعرفية النظرية والتطبيقية، عدة مراحل أساسية، يمكن حصرها في: مرحلة المرجع مع التيار الواقعي، ومرحلة التماثل مع البنيوية التكوينية، ومرحلة البنية مع التيار البنيوي اللساني والشكلانية الروسية، ومرحلة العلامة مع التيار السيميوطيقي، ومرحلة التفكيك مع التيار التفكيكي، ومرحلة التأويل مع التيار الهرمينوطيقي والتيار الفينومونولوجي، ومرحلة الأسلوب مع الأسلوبية والبلاغة الجديدة.
ولم تظهر الأسلوبية إلا في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين لوصف الأسلوب في مختلف تجلياته الصوتية، والإيقاعية، والصرفية، والتركيبية، والدلالية، والبلاغية، والتداولية؛ مع تبيان مكوناته الثابتة، واستكشاف سماته النوعية، واستجلاء فنياته وجمالياته المختلفة والمتنوعة. وذلك كله في علاقة بالمتلقي أو المستقبل من جهة، ومراعاة المقصدية من جهة ثانية.
ومن باب العلم، فقد قامت الأسلوبية على أنقاض البلاغة التقليدية المعيارية والتعليمية التي بقيت - لأمد طويل - حبيسة الصور البيانية والمحسنات البديعية وعلم المعاني.
ومن هنا، فإن الأسلوبية تصور نقدي وأدبي جديد، استفادت كثيرا من اللسانيات، والشكلانية الروسية، والشعرية، والبلاغة الجديدة، ونظريات الحجاج المعاصرة، والنقد الجديد، والتداوليات، والسيميائيات...
إذاً، ما الأسلوبية؟ وما مرتكزاتها النظرية والتطبيقية؟ وما تاريخها؟ وما اتجاهاتها؟ وما خطواتها المنهجية؟ ومن هم روادها في العالمين: الغربي والعربي؟ وما أهم الانتقادات التي يمكن توجيهها إلى الأسلوبية؟
اسم الكتاب: اتجاهات الأسلوبية.
المؤلف: د. جميل حمداوي.
تاريخ النشر: 1436 هـ / 2015م.
عدد الصفحات: 89.
اتجاهات الأسلوبية
عرف النقد الغربي المعاصر، في مسيرته المعرفية النظرية والتطبيقية، عدة مراحل أساسية، يمكن حصرها في: مرحلة المرجع مع التيار الواقعي، ومرحلة التماثل مع البنيوية التكوينية، ومرحلة البنية مع التيار البنيوي اللساني والشكلانية الروسية، ومرحلة العلامة مع التيار السيميوطيقي، ومرحلة التفكيك مع التيار التفكيكي، ومرحلة التأويل مع التيار الهرمينوطيقي والتيار الفينومونولوجي، ومرحلة الأسلوب مع الأسلوبية والبلاغة الجديدة.
ولم تظهر الأسلوبية إلا في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين لوصف الأسلوب في مختلف تجلياته الصوتية، والإيقاعية، والصرفية، والتركيبية، والدلالية، والبلاغية، والتداولية؛ مع تبيان مكوناته الثابتة، واستكشاف سماته النوعية، واستجلاء فنياته وجمالياته المختلفة والمتنوعة. وذلك كله في علاقة بالمتلقي أو المستقبل من جهة، ومراعاة المقصدية من جهة ثانية.
ومن باب العلم، فقد قامت الأسلوبية على أنقاض البلاغة التقليدية المعيارية والتعليمية التي بقيت - لأمد طويل - حبيسة الصور البيانية والمحسنات البديعية وعلم المعاني.
ومن هنا، فإن الأسلوبية تصور نقدي وأدبي جديد، استفادت كثيرا من اللسانيات، والشكلانية الروسية، والشعرية، والبلاغة الجديدة، ونظريات الحجاج المعاصرة، والنقد الجديد، والتداوليات، والسيميائيات...
إذاً، ما الأسلوبية؟ وما مرتكزاتها النظرية والتطبيقية؟ وما تاريخها؟ وما اتجاهاتها؟ وما خطواتها المنهجية؟ ومن هم روادها في العالمين: الغربي والعربي؟ وما أهم الانتقادات التي يمكن توجيهها إلى الأسلوبية؟
بأحجام مختلِفة يضعها خلف ظهره، أو يَتَّكئ عليها حسب الوضعيَّة التي تساعده أن يكونَ في راحة تامَّة أثناء القراءة.
8- إذا بدأتَ في القراءة لا تتوقَّف:
اقرأ مباشرةً، ولا تتوقَّف إلاَّ لسببٍ ضروري وقاهرٍ يجبركَ على التوقف عن القراءة، وإذا انتهيتَ منَ القراءة وكان لديك أسئلة، عُد مرَّة أخرى لفصول الكتاب؛ للبحث عن أجوبة للأسئلة التي وردت في ذهنكَ، أوِ ابْحث عنِ الإجابة في كُتُب أخرى، وإذا كنتَ لا تملك أسئلة، فأنتَ في حقيقة الأمر قد حصلتَ على ما تحتاج إليه، والأسئلة مفتاح خيرٍ عظيم لِمَن أراد التطوُّر المستمر في شخصيته وتكوينه الفكري والقيادي، وأذكر أنِّي حضرتُ ملتقى التميز والإبداع الإداري، الذي نظمتْه الجمعية السعودية للإدارة، وعقد في مدينة الرياض في الفترة 8-10 صفر 1428 هـ، وكان من ضمن المشاركين في البرنامج العلمي البروفسور مايكل ماركورت، من جامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، والذي ألقى محاضرةً بعُنوان: "القيادة في القرن الحادي والعشرين: الأسئلة أولى منَ الإجابات"، ومع أن مدَّة مشاركة البروفسور كانت ربع ساعة تقريبًا؛ إلاَّ أنها من أجمل وأروع المشارَكات في ذلك الملتقى، وعادتْ عليَّ شخصيًّا بفوائدَ جميلةٍ؛ وذلك لسبب يسيرٍ جدًّا، وهو أنَّ المحاضَرة - وبصورةٍ أساسية - تعطي منهجًا، ولا تعطي معلومات، ومَن يمتلك معلومات فكأنما امتلك قطعة ذهبيَّة، وأما مَنِ امتلكَ منهجًا فكأنما امْتَلَكَ مَنْجَمًا منَ الذَّهَب، وما أريد أن أصل إليه من خلال هذه القصة هو التالي:
مَن أراد التميُّز فعليه أن يدفعَ ثمن تكاليف أسئلة تبدأ بـ: "لماذا؟ وماذا؟ وكيف؟ ومتى؟ وأين؟ وماذا لو؟ وهل؟ وغيرها منَ الأسئلة، ويبذل جهده، وتعبه، وعرق جبينه، وشيئًا من راحته النفسيَّة؛ للحُصُول على إجابات لتلك الأسئلة مقابل التميُّز والتفرُّد الذي ينشده؛ لأن ضريبته باهظة، خصوصًا مَن كان يريد نجاحًا وتميُّزًا ذا معنى حقيقيٍّ، وليس زائفًا، وفرق كبيرٌ بين المعنيينِ.
9- رَكِّز :
تذَكَّر جيدًا أنكَ تقرأ، ولديك هدف وغرض وغاية من قراءتك؛ لذا يجب عليك التركيز في المادة المقروءة، وإذا فقدتَ التركيز والاهتمام بعد فترة منَ القراءة، يمكنكَ أخْذ راحة، أو قراءة كتاب آخر، والمهم هو أن تحافظَ على مسارِكَ في القراءة، وحسب المادة التي تقْرَؤها وترجو منها الفائدة الفكرية والذهنية لعقلك، الذي يتطوَّر بشكلٍ مستمرٍّ مِن خلال القراءة، والتَّعلُّم بالطُّرق المختلفة، ولا تنسَ أنَّ القراءة أهم طرق التعلُّم؛ كما تشير إلى ذلك الكثيرُ منَ الدِّراسات.
10- تدرب ومارس :
إنَّ القُرَّاء الكبار لم يولدوا مِن بين يوم وليلة ورأوا أنفسهم قراءً عظامًا؛ ولكنهم تعبوا وبذلوا الأسباب، وتعلَّموا من أخطائهم؛ سواء في اختيار الكتب أم طريقة القراءة، وفهموا واستوعبوا الدروس من خلال التجربة والخبرة والممارسة، وهذه الطُّرق التي ذكرتُها تعطيكَ جزءًا مُهمًّا وكبيرًا لتطوير مهاراتك في القراءة؛ ولكن يبقى الدور المحوري والرئيس والمهم عليك أنتَ - عزيزي القارئ.
القراءةُ ليستْ هواية كما يظن الكثيرون، ومِن سخف القول أن يجيبَ أحدُهم عندما يُسأل عن هوايته بأن هوايته القراءة، إنها منهج حياة متكامِل وضروري ومهم وحيوي، لمن أراد أن يكونَ مشعل نور وإضاءة، وقائدًا ذا أَثَرٍ في هذه الحياة.
وقبل الرحيل، هذه دعوةٌ لقراءة كتاب "عاشق"؛ للشيخ الدكتور/ عائض القرني، والذي يتحدث فيه عن قصته مع القراءة، وفوائد القراءة، ويستعرض بعض النماذج المبرزة في القراءة منَ السلف الصالح، وهو كتاب يجمع بين المتعة والفائدة، كَتَبَه الشيخ بأسلوبِه الأدبي الرفيع.
#الشيخ_الدكتور_سلطان_الدويفن
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الدرر السنية 1436 هــ
لحقيقة أن العالم الإسلامي لم يغب عن نظر الغرب وكيده منذ قرون عديدة، وما سقوط الدولة العثمانية وتجزئة بلدان العالم الإسلامي إلى دول إلا ثمرة من ثمرات الكيد الغربي.
وما حدث بعد 11 سبتمبر إنما هو تغيير في التكتيك وطريقة التعامل مع العالم الإسلامي، فوظفت أمريكا كل إمكاناتها العسكرية والمالية والاستخباراتية لتطبيق ذلك التكتيك الجديد دون اعتبار لكرامة أحد، حتى سيادة الدول على أراضيها ناهيك عن شعوبها، وخلع الغرب (وتحديدًا أمريكا) لقب الإرهاب على كل ما يتعارض أو لا يتماشى مع مصلحته، أما ما يتماشى مع مصالحه فهو الصديق والحليف، وهو من يستحق الدعم منهم، ويبدو جليًا أن التصوف يقع ضمن النوع الثاني.
ولذلك يرى الغرب - كما يشهد بذلك تاريخهم الاستعماري - أن التصوف يمثل النموذج الإسلامي الذي يتوافق مع مصالحه، وقد شاب هذه القناعة بعض الفتور بعد تغير موازين القوى في القرن العشرين المنصرم، إذ كان الغرب بحاجة إلى إعطاء الإسلام الحق الفرصة لكي يقلل من تسلل الشيوعية إلى العالم الإسلامي، فضعفت الحاجة للتصوف وقتها، ولكن هذه القناعة بجدوى التصوف عادت إلى السطح مرة أخرى بعد 11 سبتمبر.
يقول الباحث الدكتور عبد الوهاب المسيري: "ومما له دلالته أن العالم الغربي الذي يحارب الإسلام، يشجع الحركات الصوفية", فما هي صور دعم الغرب للصوفية في الداخل الإسلامي؟
كما ذكرت آنفًا أن الغرب يرى في التصوف النموذج المثالي للإسلام، ومن هنا جاءت كلمة الدكتور المسيري - رحمه الله - وأما التشجيع والدعم الغربي للتصوف فهو يختلف من دولة لأخرى ضمن خارطة العالم الإسلامي اليوم، فتشجيع الغرب مثلًا للتصوف في مصر يختلف عنه في السعودية، وهكذا.
ففي مصر- مثلًا - بات من المتعارف عليه حضور السفير الأمريكي السابق في القاهرة (ريتشاردوني) مولد البدوي، وهذا الأمر بطبيعة الحال له دلالاته التي لا تخفى، وأما في السعودية فلم تصل الأمور بعدُ إلى هذا الحد المتقدم، ولكن أمريكا في تقاريرها السنوية عن حرية الأديان تضع السعودية ضمن الدول التي تمارس قمعًا للحريات الدينية، ومعلوم تمامًا من المستفيد من مثل هذا الضغط السياسي.
وبعد 11 سبتمبر أوصت لجنة الكونجرس الخاصة بالحريات الدينية بأن تقوم الدول العربية بتشجيع التصوف، وأيضًا في عام 2007م خصصت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) ذلك العام للاحتفال عالميًا بالمئوية الثامنة لميلاد جلال الدين الرومي وابتدعت ميدالية تكريمية أسمتها "ميدالية مولانا جلال الدين الرومي"!
وهنا حقيقية قد يطول الكلام في سرد الوقائع واستقصائها، ولكني أحيل على كتاب قيِّم في هذا الجانب للشيخ محمد المقدي، رصد فيه الكثير من وقائع الحراك الصوفي في العالم الإسلامي والدعم الغربي له بعد 11 سبتمبر، واسم ذلك الكتاب (التصوف بين المواجهة والتمكين).
وهل هناك دعم للطرق الصوفية في الغرب؟
إذا كان الغرب يدعم التصوف في العالم الإسلامي فمن البديهي جدًّا أن يدعمه فوق أرضه لا سيما وأن المسلمين يشكلون أعدادًا لا يستهان بها في الغرب، وأضرب لذلك مثلًا واحدًا مهمًّا وهو أن التصوف بات مادة تدرس في الجامعات الغربية التي تتناول الإسلام في دراساتها، وبين مفردات تلك المادة ستجد أسماء الحلاج وابن عربي والرومي وغيره، وقد تحدث عن هذا الأمر بالتفصيل الدكتور محمد وقيع الله في كتابه القيِّم (الإسلام في المناهج الغربية المعاصرة)، وأيضًا لا يخفى على أحد أن التصوف بمشايخه وطرقه ومريديه وخرافاته يتواجد بحرية في الغرب دونما أية تضييق أو متابعة لا قبل 11 سبتمبر ولا بعده.
وهل له من تأثير على المسلمين الجدد في ضوء ما يؤكده الباحث الفرنسي المختص بشؤون الحركات الإسلامية، ستيفن لاكروا، أستاذ العلوم السياسية بجامعة "سيانس بو" من أن أغلب المسلمين الجدد في الغرب يتجهون ناحية التصوف؟
أنا لا أثبت هذا الادعاء ولا أنفيه، ولكن ثمة مؤشرات وعوامل تؤيده، ومن أبرزها المثال التعليمي في الجامعات الذي ذكرته قبل قليل، وكذلك تراجع دور المؤسسات الدعوية (وبخاصة المؤسسات السعودية) عن القيام بدورها الدعوي في الغرب، وذلك من جراء الضغوطات الهائلة التي تعرضت لها بعد 11 سبتمبر، وفي المقابل لم تتعرض المؤسسات والمراكز والمساجد ذات التوجه الشيعي أو الصوفي لمثل هذا التضييق، الأمر الذي أعطاها المزيد من الحضور والنشاط في الغرب، وعليه فلا غرابة إن صح ما أشار إليه المستشرق ستيفن لاكروا، والله المستعان.
نشرت مؤسسة "راند"، وثيقة عنوانها: "الإسلام المدني الديمقراطي: شركاء، موارد واستراتيجيات" من أهم ما ورد فيها أن قسمت العالم الإسلامي والتيارات السائدة فيه ثم خلصت إلى أنه يتعين مساعدة التقليديون والصوفيون, باعتبار أنهما الأقرب إلى تحقيق "التجانس" مع القيم الغربية. ما تعليقكم؟
الأمر الأول - حفظكم الله - أن عنوان التقرير كما جاء في النسخة العربية للتقرير والصادرة عن "مؤسسة راند" (إسلام حضاري ديمقرا
وخاتمة هؤلاء الأعلام: العلاَّمة الشيخ "أبو محفوظ الكريم المعصومي" الذي قام بنشر بعض النُّصوص النادرة مثل ديوان "الرستميات" و"شرح الألفات" لابن الأنباري، و"مسألة صفات الذَّاكرين والمتفكِّرين" لأبي عبدالرحمن السلمي، وبعض رسائل "مرتضى الزبيدي البلكرامي"، إلاَّ أنه اشتهر بالاستدراك والنَّقد لبعض الدَّواوين وكتب التراث التي حقَّقها مشاهير المُحقِّقين، فهو بِهذا قد شاركهم في تحقيقها وتقويم أودها، ومن أهمِّ هذه الاستدراكات والتصحيحات نقده لثلاثة أجزاء من "سِيَر أعلام النُّبلاء" للذَّهبِي بتحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد، ونقده لـ"سمط اللآلي" و"ديوان حميد بن ثور الهلالي"، وقصيدة العروس (كلها بتحقيق العلامة "الميمني")، ونقده لـ"ديوان ابن الدمينة" بتحقيق الأستاذ "أحمد راتب النفاخ"، و"ديوان جميل بثينة" بتحقيق الدكتور "حسين نصار"، و"ديوان بشر بن أبي خازم" و"ديوان ابن مقبل" (كلاهما بتحقيق الدكتورة/ "عزة حسن").
وكان للأستاذ "المعصومي" فضْلُ السَّبق إلى التعريف بمخطوطة "التعليقات والنوادر" لأبي علي الهجري (نسخة الجمعية الآسيويَّة في كلكتا)، وشكر له العلامة "حمد الجاسر" هذا الصنيع، واعترف له بالفضل، وقد فرغ أخونا المُحقِّق الدكتور "محمد أجمل الإصلاحي" من جمع بحوثه ومقالاته في مجلَّدين نشرا من دار الغرب الإسلامي ببيروت، فجزاه الله خيرًا.
هذا استعراضٌ سريع لما قام به أعلامُ المُحقِّقين في الهند في مجال تحقيق التراث ونَشْرِه، وقد خلَتِ البلادُ الآن من أمثال هؤلاء العلماء، والمرجو من الجامعات ومراكز البحوث أن تُكَثِّف جهودَها لتدريب الطُّلاب والباحثين على تحقيق المخطوطات ونشرها، وفهرسة ما تناثَر منها، والتعريف بها ودراستها، وترجمة المهمِّ منها إلى اللُّغات الهندية والأوربِّية، وتخصيص مِنَح دراسية لمن يقوم بتحقيق مؤلَّفات العلماء الهنود باللُّغة العربيَّة عبر القرون، وتعريب ما ألَّفوه بِغَيرها.
وفَّقنا الله جميعًا لخدمة ديننا وتُراثنا، إنَّه سميع مجيب.
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/culture/0/30573/#ixzz7BxsxbCwk
موسوعة
الأمن والاستخبارات في العالم 12 جزء
تالیف: د.صالح زهر الدين
الناشر: المركز الثقافي اللبناني - بيروت
الطبعة: الأولى 2003
"موسوعة الأمن والاستخبارات في العالم" تعتبر الأشمل والأحدث من نوعها في العالم حيث تتضمن ابرز عمليات الاستخبارات في معظم دول العالم، بكل ما تحمله من أسراره ألغاز وأساليب ومعلومات وحيل وفنون في حقل التجسس، ومن أهم ميزاتها أنها تكشف بوضوح ابرز الخطط والطرق والأساليب التي تعتمدها أجهزة المخابرات "الاصطياد ضحيتها" وإيقاعها في "فخ" شبكاتها ومخططاتها، مما تدفع أي فرد منا بأن يكون حذراً ويقظاً إزاء ذلك، فتمثل له سراج هداية ينير أمامه الطريق، ويصبح على بينه من الأمور تمنعه أن يتلوث بلوثة التجسس المعادي لأمن موطنه وشعبه.
وبالعودة إلى مضمون هذه الموسوعة نجد أنها تتألف من 12 مجلداً يتناول كل منها ما يلي من الموضوعات: "ملف الاستخبارات الأميركية": يتضمن تأسيس هذه الوكالة الاستخبارية في الولايات المتحدة وأبرز العمليات التي قامت بها وكالة المخابرات المركزية الأميركية في مختلف دول العالم باعتبارها من أهم أجهزة المخابرات الدولية.
"دور المخابرات الأميركية في حرب العراق وأفغانستان": الأهمية الجغرافية لكلا البلدين- المؤامرات الداخلية ودور المخابرات الأميركية فيء أفغانستان-الإسلاميين- الاتحاد السوفياتي- عمليات 11 أيلول ودورها في الحرب الأفغانية- بن لادن- الملا عمر- دور المخابرات الأميركية في حرب العراق- التعاون الاستخباري- الأميركي العراقي. حرب العراق-إيران وتداعياتها- برنامج التسلح العراقي.
"ملف الاستخبارات السوفياتية": يتضمن تأسيس هذه المخابرات وأبرز عملياتها في مختلف دول العالم-خصوصاً الدول الكبرى- وبالتالي تغلغلها في كافة المرافق الحيوية للعالم الغربي، إضافة إلى نجاحها في التغلغل والتحكم بمفاتيح كثير من الأسرار في مراكز القرار للدول الغربية وكذلك "لإسرائيل"...
"ملف الاستخبارات الفرنسية والبريطانية": المخابرات الفرنسية- عملياتها- تاريخها الاستعماري. المخابرات البريطانية وأبرز عملياتها ورموزها الاستخبارية وخصوصاً أولئك الذين عملوا في وطننا العربي، وكان لنشاطهم تأثير سلبي على مستقبل الأوضاع في منطقتنا العربية والإسلامية.
"ملف الاستخبارات الألمانية": الحرب العالمية الأولى ودور المخابرات الألمانية. الحرب العالمية الثانية ودور المخابرات الألمانية. الشعبة الأولى: جمع المعلومات الشعبة. الشعبة الثانية: الشؤون التقنية. الشعبة الثالثة: تعميم معلومات، الشعبة الرابعة: المهمات المركزية الإدارية. الوزارات الاتحادية: الاستخبارات الخارجية-الدفاع- الاقتصاد- أشهر عمليات الاستخبارات الألمانية.
"ملف الاستخبارات الإسرائيلية": معلومات مفصلة عن أجهزة الاستخبارات في إسرائيل وتاريخ نشوئها (الموساد- الشين بيت- هاشومير- منظمة الهاغانا- منظمة الأرغون- البالماخ- شتيرن). وابرز العمليات التي قامت بها المخابرات الإسرائيلية في وطننا العربي، كما يفضح الأساليب التي استخدمتها في الوصول إلى أهدافها.
"الوطن العربي والموساد": يتضمن نشأة الحركة الصهيونية والنشاط الاستخباري الصهيوني في وطننا العربي منذ بداية القرن العشرين حتى نهايته، خصوصاً في حرب 1967 وحرب تشرين 1973 واجتياح لبنان 1982 وما رافقها من عمليات استخبارية وتجسس.
"الموساد بين الإخفاق ولاختراق": يتضمن عملية نشوء جهاز "الموساد" وأبرز عملياته التي فشل فيها، والتي أخفق في بعضها وقصر في بضعها الآخر. كما يسلط الضوء على أبرز الاختراقات التي تعرض لها جهاز الموساد من الأجهزة العربية والسوفياتية وغيرها، والتي تؤكد أنه من أكثر أجهزة المخابرات في العالم فشلا وتقصيراً واختراقاً. (رأفت الهجان- عملية الأنصارية، لبنان- اغتيال خالد مشعل- قضية لافون-شبكة رجاورد... الخ).
"عمليات وقرصنة إلكترونية": يتضمن هذا الجزء أهم عمليات التجسس في العالم بتفصيل وإسهاب إضافة إلى فصل كامل عن القرصنة الإلكترونية التي تعتبر من أهم الأساليب الحديثة في عالم التجسس بواسطة الإنترنت- الفاكس- الأقمار الاصطناعية- الكومبيوتر- الخليوي وكافة الأجهزة اللاقطة.
"قاموس المخابرات والجواسيس(أ-د)"، "قاموس المخابرات والجواسيس(ذ-ك)"، "قاموس المخابرات والجواسيس (ل-ي)" تحتوي هذه الأجزاء على قاموس مفصل لرجال المخابرات وأسماء الجواسيس وتاريخهن الإستخباراتي والتجسسي مع نبذة عن تاريخ حياتهم الخاصة والعمليات التي قاموا بها إضافة إلى الأدوار والمسؤوليات التي تسلموها
👇👇👇👇👇
البيان
البيان مسارات كتب
السيميائيات مفاهيمها وتطبيقها
سعيد بنكراد
التاريخ: 09 يناير 2006
السيميائيات مفاهيمها وتطبيقها
الباحث والكاتب المغربي سعيد بنكراد يرى في كتابه هذا أنه في بداية القرن الماضي، بشر عالم اللسانيات السويسري ( دوسوسير) بميلاد علم جديد أطلق عليه اسم (السيميولوجيا) ستكون مهمته.
كما جاء في دروسه التي نشرت بعد وفاته في 1916 هي دراسة العلامات داخل الحياة الاجتماعية، ذلك لتزويدنا بمعرفة جديدة تساعدنا ـ لا محالة ـ على فهمٍ أفضل لمناطق مهمة من الوجود الإنساني بأبعاده الفردية والاجتماعية، ظلت مهملة لوجودها خارج دائرة التصنيفات المعرفية التقليدية.
وفي الفترة التاريخية نفسها تقريباً، كان الفيلسوف الأميركي (شارل سندرس بورس) يدعو الناس إلى تبني رؤية جديدة في التعاطي مع الشأن الإنساني وفي صياغة تخومه وتحديد حجمه وقياس امتداداته فيما يحيط به وقد أطلق على هذه الرؤية اسم (السيميوطيقا).
وعلى الرغم من ذلك، فإن كتابة تاريخ علم ما ليست بالأمر الهيّن، خاصة إذا كان هذا العلم ينتمي إلى ميدان الإنسانيات المعروفة بتنوع جهات نظرها، بل بتناقضاتها الدائمة والمستمرة ولهذا فإن كتابة تاريخ للسيميائيات أمر بالغ الصعوبة، لأنها ليست تياراً واحداً منسجماً.
وليست فكرة معزولة كما أنها ليست نظرية، إنها على العكس من ذلك حالة وعي معرفي عرف بامتداداته في حقول معرفية متعددة إذ بالإمكان الحديث عن تاريخ للسيميائيات السردية، كما يمكن أن نكتب تاريخاً لسيميائيات الصورة.
وآخر لسيميائيات المسرح والسينما وهكذا، فلقد تطورت استناداً إلى مقترحات دوسوسير وبورس في مجال دراسة العلامة، توجهات سيميائية متعددة فالسيميائيات تهتم بكل مجالات الفعل الإنساني:
إنها أداة لقراءة كل مظاهر السلوك الإنساني بدءاً من الانفعالات البسيطة ومروراً بالطقوس الاجتماعية وانتهاء بالأنساق الأيديولوجية الكبرى.
ثم يذهب الباحث سعيد بنكراد إلى أن كل مظاهر الوجود اليومي ـ حسب رأيه ـ تشكل موضوعاً للسيميائيات، بل إن كل ما تضعه الثقافة بين أيدينا هو في الأصل والاشتغال علامات تخبر عن هذه الثقافة وتكشف عن هويتها فالضحك والبكاء والفرح واللباس وطريقة استقبال الضيوف وإشارات المرور والطقوس الاجتماعية والأشياء التي نتداولها فيما بيننا.
وكذلك النصوص الأدبية والأعمال الفنية، كلها علامات تقعيد، أي تحتاج إلى الكشف عن القواعد التي تحكم طريقها في إنتاج معانيها، مستندة في ذلك، وفي الكثير من الحالات، إلى ما تقترحه العلوم الأخرى من مفاهيم ورؤى.
فبالإضافة إلى دراستها للنسق اللساني، الذي يعد أهم الأنساق وأرقاها، فإن السيميائيات وسعت من دائرة اهتماماتها لتجعل من كل الأنساق التواصلية التي يستعين بها الإنسان في خلق حوار مع الآخر موضوعاً لدراستها، فجل التصنيفات الخاصة بالأنساق السيميائية لا تكتفي بإحصاء العلامات المشتقة من اللسان.
كما لا تكتفي برصد الأنساق البصرية التي خلقت تراكماً مهماً من الناحيتين النظرية والتطبيقية ـ الصورة في المقام الأول ـ بل تدرج ضمن حقل دراستها مجمل الصيغ التعبيرية التي يستعملها الإنسان بشكل مباشر في حواره مع ذاته ومع الآخر، كالشم واللمس والسمع والذوق، فالحواس تنتج صيغاً تعبيرية تتمتع بوضع إبلاغي خاص ونظر إليها دائماً باعتبارها دعامة أساسية في التواصل البيإنساني.
وما يمكن التنبيه عليه هو أن هذه الأنساق التواصلية مرتبطة في المقام الأول بالحواس وهنا يمكن على سبيل المثال الإشارة إلى الإرساليات الإشهارية الخاصة بالعطور الأنثوية فلأن الرائحة لا يمكن تصويرها فإن الإرسالية تقدم لنا حالة أقرب إلى السلوك الحيواني، فكما أن مجموعة كبيرة من الحيوانات تعبر عن رغبتها الجنسية.
أو التعرف على شريكها عن طريق الشم، فإن المرأة المضمخة بعطر عالي الجودة تستثير حاسة الشم عند الرجل فيتبعها ويهديها الورود أو يعرض عليها الزواج أو يسير وراءها في الشوارع.
وهذه حالة ضمن حالات أخرى متعددة يتحدد داخلها الشم باعتباره بناء ثقافياً يستمد قوته الإبلاغية والتدليلية من وضعه ضمن نسق من العلامات المالكة لقواعد خاصة في الاشتغال.
ومن هنا كان التركيز في السيميائيات على طبيعة التدليل لا على المادة التي تشكل سنداً للدلالة فكل شيء يمكن أن يعزل وينظر إليه باعتباره كياناً مستقلاً بذاته ويملك سياقاته الخاصة، وقادراً، استناداً إلى عناصر الثقافة على إنتاج معانيه فالمعنى المرئي لا قيمة له، أو هو هنا فقط لكي يدشن سيرورة لا تعطي نفسها بسهولة.
إن أهم ما يميز العلامة هو طابعها المزدوج: فهي صوت ومعنى، حامل ومحمول، قيمة في ذاتها وقيمة في علاقاتها بما تحل محله، إنها وحدة نفسية بوجهين وثيقي الارتباط بعضهما ببعض، ويستدعي أحدهما الآخر.
إن الدال عند دو سوسير صورة سمعية مشتقة من كيان صوتي، أو هي تمثيل طباعي ـ في حال وجود كتابة ـ إنه متوالية من الأصوات أراد لها الاستعمال الجماعي الناتج عن تعاقد لا تعرف له بداية، أن تكون كياناً يحل
الخطاب الشعري عند محمد الماغوط »دراسة تحليلية من منظور لسانيات النص.
« سعدية, نعيمة (2010)
لسانيات النص علم حديث بكر ظهر أواخر الستينات، يدرس النصوص المنطوقة والمكتوبة – على حد سواء- دراسة لغوية، كونها الوحدة اللغوية الأكبر، التي يمكن لها أن تخضع للتحليل، لتقوم عليه مجمل الدراسات والنظريات اللغوية الحديثة، ذات الميلاد الغربي، لعلّ جذورها الأولى تعود إلى إسهامات البلاغة اليونانية أولا، وما أفرزته البنيوية وما بعد البنيوية ثانيا، وربما الشعرية والأسلوبية ثالثا. وقارئ الكتب العلمية لهذا المجال، سيلاحظ اضطرابا؛ من حيث المصطلح، ومن حيث التعامل والممارسة، وحتى إطار الدراسة، في الدراسات الغربية. و قد انتقل هذا العلم إلى الدرس العربي بوساطة الترجمة؛ فيجد القارئ في الكتب المترجمة انعكاسا رهيبا لانعدام المصطلح الموحد. وكذلك في الدراسات العربية-النظرية منها والتطبيقية- التي نسبت إلى هذا المجال بقوة المصطلح أو سلطة قصد مؤلفها، فيتحسس اضطرابا وتلونا في تناول مصطلحات وقضايا لسانيات النص، وذلك يرجع لأسباب عديدة. ولعلنا نجد في أراء بعض النحويين والبلاغيين العرب القدامى أمثال الجرجاني ، العسكري، بن الأثير ، وابن خلدون، بعض الملامح اللسانية النصية، أين تقاربت مع بعض مفاهيمها وتجاذبت بعض مصطلحاتها. وتأسست لسانيات النص على موضوع رئيس قامت عليه مجمل نظرياتها، وهو النص الذي لم يجد الإجراء الواحد في مجمل الكتب، لأنه كان دائما طرفا في الميزان مع مصطلحات أخرى : الكلام، الملفوظ، الجملة، الرسالة،..الخ؛ ليتأسس موضوعا ذا استقلالية نسبية، تمنحه تداخلا وتفاعلا مع مجمل هذه المصطلحات. الأمر الذي دفع الدارسين إلى تحقيق مشروع النصية أو النص النموذج-في سبيل تحديده- وهو مسعانا في هذه الدراسة؛ إذ نحاول مقاربته- تعريفا وإجراء- على ما أفرزته الذهنية الإبداعية للشاعر العربي السوري المعاصر محمد الماغوط، من خلال مجموعته الشعرية الكاملة. وقد قادنا هذا المسعى إلى محاولة تبويب وتنظيم هذا المشروع النصي، الذي تفضل به كل من الباحثين "روبرت قراند، و دريسلر" ؛ باعتباره خلاصة لأبحاث سابقة شكلت نظرية شبه شاملة ومنتظمة؛ فوجدنا الحذف والوصل والتكرار والتوازي وربما غيرها، آليات تساهم بشكل فعال في ترتيب النص وتنظيمه، حتى يخرج على الهيئة التي يقرأ بها متسقا ذا حظ كبير من الترابط الشكلي. كما نرى النص الشعري إستراتيجية إحالية أو بنية إحالية ضخمة، كل عنصر فيها يحيل إلى عنصر آخر ، سواء ذكر أم لا ؛ فكانت الإحالة بعناصر لغوية في نصوص شعر الماغوط تعود سابقا أو لاحقا إلى عناصر لغوية ذكرت، كذلك، في هذه النصوص محققة بالضمائر، والعلاقات الدلالية (الإجمال والتفصيل/ العموم والخصوص/ التضاد/ النسبية...الخ). كما كانت "الإحالة" بعناصر لغوية إلى عناصر غير مذكورة تمثلت حسب رأينا في عالم المقام (الزمان- المكان- الأنت...الخ)، و التي وجدناها مؤشرات لغوية شكلت سوادا أعظم في الديوان، من جهة، كما تحققت بآلية التناص، الذي يعمل على عود نص إلى نص آخر، قد تصل له ذاكرة القارئ، وقد يستسلم أمامها ، ويسلم بعجزه، ليعلن النص انتصاره كفسيفساء نصية متميزة في ديوان الماغوط. وفي إطار " بلاغة الخطاب والبنيات العليا"، فيه تظهرها زمرة دموية واحدة في جسد الديوان الشعري؛ فكانت الأولى هي البنية المعلوماتية، التي تحقق بأطر إخراج معينة، وهياكل مميزة وموضوع خطاب بارز يعلو كل هضبة من هضاب الديوان، والذي تجسده البنية الكلية، بطريقة أو بأخرى، وفق ما تملك من قواعد بنائية (الحذف- الاختيار- الإدماج- البناء) ، لتتفاعل هذه البنيات العليا مع بنيات أخرى تتعلق بالذات الشاعرة وما تحوي من مقاصد، في هذا المجال الجغرافي الرحب، و بمنتهى القصدية. وقصدية الذات الشاعرة لا بد لها وأن تتفاعل مع قصدية القارئ ليعبر عنها في بنية عليا أخرى، أين يكون القارئ مطالبا بتحديد مدى مقبوليته للنص قيد القراءة، ولعل من ابرز النصوص العليا في الديوان والتي تستفز القارئ، أمام هذه المطالبة هي " البنية الإستعارية الكبرى" ؛ إذ لا بد للقارئ أنّ يقرأ هذا التعالق الإستعاري ويحاول فهمه لا رفضه؛ يمنحه درجة من المقبولية، أمام روح المجاوزة الذي يتنفسها هذا التعالق. وكل ذلك، إيمانا منّا ، بأن النصية كأهم مباحث لسانيات النص، هي نظرية نسبية جامعة، لا ندع تطبيقها بشكل حرفي على مجمل النصوص، وإنما هي نظرية تبحث في مجال إجرائي تنمو فيه مباحث وتجهض أخرى حتى تكون طيعة مرنة تسمح لأي نص بالطيران في فضائها، لتشكل نصا على نص في مجالها
من مشاركة الدكتور حسين الصلاحي
كامل المشاركة والمقاطع الصوتية موجوده في قناة البحث العلمي.
يعد فصل الأدب البحثي من أهم أجزاء الدراسة وهناك نوع من القصور في المعرفة الحالية في البحوث العربية مقارنة بالأجنبية من حيث جودته.
مصطلح الأدب البحثي مشتق من
الأدب ويعرف وفق معجم المعاني الجامع بأنه "كل ما أنتجه العقل الإنساني من ضروب المعرفة وعلوم الأدب" و فصل الأدب البحثي يعتبر بمثابة اظهار الباحث لما قرأه ووعاه لأبرز ما انتجه العقل الانساني في مجاله البحثي وتنظيمه معيارياً وفصل الأدب البحثي يعتبر بمثابة اظهار الباحث لما قرأه ووعاه لأبرز ما انتجه العقل الانساني في مجاله البحثي وتنظيمه معيارياً يخلط الباحث مسمى فصل الأدب البحثي بأدبيات البحث، التي قد تختلف في معناً ومضموناً فالأدبيات هي الممارسات أو الخصائص لعمل ما.
فصل الأدب البحثي يكاد يكون المنطلق الرئيس للباحث في رحلة البحث فعبره يبحث عن جدل معرفي ليبرز هويته الذي يسود في المحتوى الأجنبي عموما هو Literature review ويطلق عليه بالمحتوى العربي الدراسات السابقة،الادب البحثي،أدبيات البحث والاخير اقربها فصل الأدب البحثي يطلق عليه الإطار النظري والذي ينطلق عبره الباحث ليكون تصوره المعرفي عن موضوعه الإطار النظري المعرفي قصور الجودة في فصل الأدب البحثي جعل البحوث العربية تتميز بتكرار سابقاتها وقد بين البومحمد والبدري ٢٠١٢ سيادة المنهج الكمي عربيا
http://se.uofk.edu/multisites/UofK_se/images/stories/se/papers/51.pdf
فصل الأدب البحثي هو نقطة انطلاق كبرى للباحث ليصل إلى مجتمع العلماء
هل ستصبح عالما؟
مسار العلماء يبدأ بالانطلاق من مشكلة بحثية إلى إبراز المساهمة المعرفية ومن ثم المشاركة بين مجتمع العلماء في التخصص
🔹عالم
🔹المساهمة المعرفية
🔹مشكلة الدراسة
يوصف فصل الأدب البحثي بالإساسات أو الهيكل الذي تبنى عليه الدراسة ويقاس عليه التعامل مع مدخلات البحث ومخرجاته، ويقاس نجاحه يعرف فصل الأدب البحثي بأنه كتابة ملخص للمعرفة السابقةوالحالية ليس فقط بصورة وصفية بل نقدية
وإبداعية بتصنيفها لمواضيع متفرعة ووفق هذا التعريف يختلف فصل الأدب البحثي عن ما يسمى بتجميع الدراسات السابقة الذي يهدف إلى وصفها دون تنظيمها نقداً وإبداعاً الغرض من كتابة فصل الأدب البحثي هو :
🔶يستعرض أبرز الجدل المعرفي في موضوع البحث( الإطار النظري).
🔶يصف العلاقة بين أجزاء المعرفة الحالية( ترتيب أنماط المعرفة) إلى مواضيع رئيسة وفرعية.
🔶يوطن كل دراسة في سياقها الذي عملت فيه( الدراسات السابقة)
🔶يعرض تصور الباحث عن المساهمة المعرفية الممكنة(التصور أو الإطار المعرفي).
🔶يستعرض مايسمى بالفجوة البحثية وهي الفراغ أو المكان الذي يتوقع الباحث أن تضيف له دراسته أو أن تعطي دراسته بعدًا مفاهيميا أعمق لمفاهيم أو متغيرات الدراسة.
🔶يضع للباحث موطأ أو مكانت بين باحثي أو علماء التخصص.
🔶توليد المعرفة كما يعرفها shulman بأنها قدرة الباحث بالبناء على التراث العلمي السابق.
لماذ يقوم الباحث بمراجعة الأدب البحثي؟
🔴تجنب التكرار المعرفي ( الأصالة ).
🔴تبرير القيام ببحث مشكلة الدراسة وربطها بالجدل المعرفي ( غرض الدراسة ).
🔴الإشار إلى أهمية عمل دراسات جديدة أو مماثلة ( أهمية الدراسة).
🔴استعراض كيفية الإضافة للتراث العلمي الحالي ( الإضافة المعرفية).
الخطوة الأولى لبناء فصل الأدب البحثي
ترتيب المصادر المعرفية
📌النظرية
📌التطبيقية
🔵ترتيب المصادر المعرفية:
المؤلف/عنوان الدراسة/هدف الدراسة/منهج وتصميم الدراسة/عينة الدراسة/أدوات جمع بيانات الدراسة/أبرز النتائج.
يهتم فصل الأدب البحثي بإبراز ٣ نقاط:
📌المعرفة والنظريات (الاطار النظري)
📌الدراسات التطبيقية
📌تصور الباحث (الاطار المعرفي)
المكون الأول لفصل الأدب البحثي هو الإطار_النظري
والسؤال هو:
ما هو الإطار النظري؟ وما أهميته في هذا الفصل؟
الإطار هو التركيب المنطقي الذي يوجه الباحث لفهم بحثه نظرياً أو لتصميمه إجرائياً
أما النظرية فهي مايتبناه الباحث من نظريات ليعبر عن مكنونه المعرفي تجاه مفاهيم البحث
ويلزم الباحث تبريرذلك
الإطار النظري
📌يستعرض:
مفاهيم الدراسة نقدياً
النظريات المعرفيةالتي تشرحها
📌ويتسم ب:
ابراز العمق المعرفي
عرض الشمول المعرفي
أبرز تساؤلات الباحث في الإطار النظري :
📌نوع المصادر البحثية
📌اختيار المصادر بين الزخم المعرفي
📌الدراسات النظرية والتطبيقية
المصادر البحثية لبناء الإطار النظري
✅الأوراق المحكمة
✅الكتب
✅منشورات المؤتمرات
❌التواصل الاجتماعي
شكرا دكتورة على إثراء النقاش..
من واقع اهتمامي في مجال (المستقبليات)؛ أستطيع القول أن الدراسات المستقبلية لا زالت كحقل علمي جديد وواعد في حاجة إلى تأصيل وسبر لأغوار أصوله النظرية وأسسه المعرفية التي تشكل المفاهيم الرئيسة الحاكمة لحركة هذا المجال المعرفي. وبشكل عام فإن الإدراك للبعد الفلسفي في مفهوم الزمن يمثل نقطة الانطلاق الضـرورية لاسـتيعاب موضوع الدراسات المستقبلية، وهنا تأتي خصوصيتها وأهميتها. إلى جانب عـدة محاور تشكل الإطار المرجعي للموضوعات، وأبرزها "فكرة الكمال"، و "قدرة العلم على التغييـر الشامل"، و"الصدفة والمفاجأة"، و"القـوة الإلهية والإرادة البشرية في تحريك التاريخ"، و"موقع الإنسان والأرض مـن النظام الكوني"، والمسئولية الأخلاقية والإنسانية المتوارثة بين الأجيال (صـراع الأجيال)، وغيرها.
ومن وجهة نظري أن الإشكالية المتعلقة بالدراسات المستقبلية، هي هل تصنف كعلم أم لا، ومن ثم تحديد موقعها بين العلوم الأخرى. فهي كحقل معرفي جديد وغريب على الدوائر الأكاديمية والفكرية العربية بشكل عام، ويتم التجاوز عن فكرة التعريف بالعلم وفلسفته إلى محاولات تطبيق بعض مناهجه وأفكاره لاستكشاف المستقبل المتعلق بالعديد من القضايا، ولم تبذل سوى جهود بسيطة لم تتأسس على تأصيل نظري حقيقي، بل اعتمادًا على ما يعرف بالتفكير المتوجه نحو المستقبل Future-oriented thinking.
ومن بين القلة الذين ناقشوا الأطر المرجعية والمنهجية للدراسات المستقبلية اثنين من أبرز العلماء العرب في هذا المجال، وهما: المرحوم (المهدي المنجرة) و (السيد ياسين). وحاولوا الإجابة على كيفية التعامل مع مجال دراسة برز في الغرب وفرض أمام كتاب غير غربيين موقف رد الفعل تجاهه. ومن خلال تحديد ملامح النموذج المعرفي القديم الذي استمد من علم الاجتماع الغربي؛ ناقشوا المسارات المتنافسة في عملية بناء نموذج معرفي جديد. وأهم هذه المسارات: محاولة تشكيل نموذج معرفي ماركسي لتحل محل الأصوليات المنهجية (النماذج المعرفية) الوضعية والوظيفية. واتجاه تأسيس علم اجتماع عربي يدعو إلى بناء نموذج معرفي عربي يكون أكثر ملاءمة لدراسة المجتمع العربي، بدلاً من الاعتماد على النظريات الغربية وعلى طرق البحث المستوردة التي لا تعين على الفهم العميق للمشكلات الاجتماعية العربية. وقدم اتجاه آخر نموذجا معرفيا إسلاميا ليحل محل النماذج الغربية، أو الأجنبية، أو المغتربة، في محاولةٍ للربط بين تلك الملاحظات حول تلك النماذج المعرفية البازغة والمتنافسة.
وحاليا أرى اتجاه يركز في تحديد (المنظور) الذي يتبناه الباحث في رؤية المستقبل، ويتبنى من خلال هذا المنظور إحدى الفلسفات التاريخية، بالشكل الذي يتيح النظر للزمن بحلقاته الثلاث (الماضي والحاضر والمستقبل) بشكل متوازن، وبنفس القدر من الاهتمام.
وفي مجال آخر لي اهتمام به..
فإن الباحث في العلاقات الدولية، وفي اختيار أسلوبه التحليلي؛ لابد أن ينطلق في قراءة الواقع وتفسيره من النظريات المعروفة وأهمها: الواقعية البنيوية والليبرالية والليبرالية الجديدة والمدرسة الإنجليزية والماركسية والنظرية النقدية والنظرية النسوية وما بعد البنيوية. ويحددها الباحث حسب موضوع بحثه، ويلتزم بها. أو يفسر الظواهر التي يتطرق لها في ضوء أكثر من فلسفة ويقارن بينها.
مقال
مكتبة السليمانية للمخطوطات
تركي محمد النصر
أسست عام 1583م في اسطنبول
السلطان «سليمان الأول» عاشر سلاطين الدولة العثمانية، وصاحب أطول فترة حكم استمرت لستة وأربعين عامًا ما بين (926- 974هـ)، الموافق (1520- 1566م) على قمة السلطة في دولة الخلافة العثمانية، عُرِفَ عند العرب بـ«سليمان العظيم»، وفي الشرق بـ«سليمان القانوني» لما قام به من إصلاح في النظام القانوني العثماني.
بلغت الدولة العثمانية إبان حكمه أعلى درجات القوة والسلطان؛ حيث اتسعت أرجاؤها على نحو لم تشهده من قبل، وبسطت سلطانها على كثير من دول العالم في قاراته الثلاث، وامتدت هيبتها فشملت العالم كله، وصارت سيدة العالم تخطب ودها الدول والممالك، وارتقت فيها النظم والقوانين التي تسيّر الحياة في دقة ونظام دون أن تخالف الشريعة الإسلامية التي حرص آل عثمان على احترامها والالتزام بها في كل أرجاء دولتهم، وارتقت فيها الفنون والآداب، وازدهرت العمارة والبناء، وكان من أعظم ما أنشأه السلطان الأديب سليمان القانوني الكلية السلطانية التي أمر- رحمه الله- ببنائها بين عامي (1550- 1557م)، فكانت واحدة من أهم الآثار العثمانية، بل لعلها أهمها.
وتضم كلية السليمانية (أو المجمع السليماني)- التي تبلغ مساحتها ثلاثين ألف متر مربع: «جامع السليمانية، ودار القراء، ومدرسة الصبيان بمراحلها الابتدائية الأولى والثانية والثالثة والرابعة، ومدرسة الطب، ودار الشفاء، ودار الضيافة، والمطبخ، ودار الحديث، ودار الملازمية، والحمام التركي، وقبر سنان المتواضع، وبيوت الحراس الموجودة فوق الأبواب، والمدفن الذي يضم مقبرتي السلطان سليمان القانوني، وزوجته.
تأسيسها ومحتوياتها
بعد عام (1918م) تم جمع المكتبات الموقوفة، والتي شيدت في مختلف أنحاء اسطنبول داخل المدرستين الأولى والثانية في الكلية السليمانية، ثم أخذت هذه المدارس في التحول إلى مكتبة.
أسست المكتبة السليمانية عام (1583م) داخل قسم خاص من الجامع الذي استمدت اسمها منه، وقد تألفت من الكتب التي نُقلت إليها آنذاك. 
وقد بلغ عدد المجموعات داخل المكتبة السليمانية- إلى الآن مع إضافة المجموعات المهداة إليها- (131) مجموعة، منها (117) مجموعة ترجع إلى العهد العثماني، وهي تشتمل على أعداد كبيرة من مكتبات كل من: «السلطان، وشيخ الإسلام، والوالدة سلطان، والآغا، والباشا، ورئيس الكتاب، والمدرسة، والتكية، والدركاة، والأوقاف، والجوامع، ومكتبات خاصة الناس».
وتحتل المكتبة السليمانية المرتبة الأولى في تركيا من حيث عدد المخطوطات حيث بلغ عددها نحو (67359) مخطوطة، إضافة إلى (49663) كتابًا مطبوعًا من الطبعات النادرة القديمة جدًّا، ومن أهم محتوياتها أيضًا:
1- جزء من القرآن مكتوب بالخط الكوفي على رق الغزال، ويعود تاريخ نسخه إلى القرن الثالث الهجري، ويأتي في مقدمة مخطوطات المصاحف الشريفة، وهي مرتبة بحسب التسلسل الزمني لتطوير فنون الخط العربي عبر القرون الماضية.
2- مخطوطة كتاب البحرية لأميرال البحر العثماني بير رئيس، وفيه خرائط عالمية تصور قارات آسيا وإفريقيا والقطب الجنوبي.
3- ومخطوطة عجائب المخلوقات للقزويني، وهي مخطوطة مصورة مزدانة بالروم المنمنمة.
4- مخطوطة حديقة السعداء للشاعر فضولي، وهناك الكثير من دواوين الشعر المزدانة بالرسم.
5- مخطوطة كتاب الحشائش، وهي مزدانة برسوم النباتات، ومؤلفاها هو الطبيب اليوناني اللسان ديسقوريد الذي عاش في عين زربة، وكان جراحًا في الجيش الروماني زمن الإمبراطور نيرون الذي حكم من سنة (54) حتى سنة (68)م، وترجم الكتاب إلى اللغة العربية في عهد الخليفة العباسي المتوكل على الله من قبل اسطفان بن باسيل، وصحح الترجمة حنين بن إسحق، وللكتاب أسماء عدة منها: «الأعشاب»، و«كتاب الحشائش».
وتحتوي المكتبة السليمانية على المخطوطات والمطبوعات التي تعد المصادر الأساسية للثقافة الإسلامية التركية، وهي تقدم خدماتها على مستوى دولي للباحثين الأتراك والأجانب.
وتفخر المكتبة السليمانية بامتلاكها لأكثر من خمسمائة مخطوطة بخطوط مؤلفيها، وآلاف المخطوطات المنسوخة من نسخ المؤلفين الأصلية، وآلاف المخطوطات التي دون عليها العلماء وقائع السماع، ومقابلة المخطوطات على أصولها، وإجازة العلماء عليها، وتشمل مخطوطات السليمانية معظم أنواع العلوم النقلية والعقلية المخطوطة والمطبوعة، وقد تم تصنيفها الموضوعي ابتداء بمخطوطات القرآن الكريم وعلومه، ثم الكتب السماوية الأخرى، ثم الحديث الشريف وعلومه، ثم الفقه وأصوله وما يلحق به من القواعد وعلم الكلام والجدل والخلاف، وكتب الفتاوى والفرائض، والتصوف والأدعية والخواص، والسياسة والأخلاق، وهنالك كتب الأدب والعروض والنحو، والتاريخ الطبيعي والبشري، والجغرافيا والفلسفة، والطب البشري، والبيطرة الخاصة بطب الحيوانات، والبيزرة الخاصة بطب الطيور، وكتب الرماية والفروسية، والفيزياء والكيمياء، والرياضيات والفلك، وغير ذلك.
وتتوافر في المكتبة أروع نماذج الفنون ال
الكتب والمواضيع والآراء فيها لا تعبر عن رأي الموقع
تنبيه: جميع المحتويات والكتب في هذا الموقع جمعت من القنوات والمجموعات بواسطة بوتات في تطبيق تلغرام (برنامج Telegram) تلقائيا، فإذا شاهدت مادة مخالفة للعرف أو لقوانين النشر وحقوق المؤلفين فالرجاء إرسال المادة عبر هذا الإيميل حتى يحذف فورا:
alkhazanah.com@gmail.com
All contents and books on this website are collected from Telegram channels and groups by bots automatically. if you detect a post that is culturally inappropriate or violates publishing law or copyright, please send the permanent link of the post to the email below so the message will be deleted immediately:
alkhazanah.com@gmail.com