هذه المسألة بيننا وبين الأشعري في حَقِّ مَن نشأ في قُطرٍ من الأقطار النابية، أو شاهقِ جَبل، لم تبلغُه الدعوة، ولا عِلمَ له بثبوت المِلَّة، فشاهَدَه مُسلِم، فدعَاه إلى الدِين، وبيَّن له ما يجب اعتقادُه، وأخبرَه أن رسولا لنا بلَّغ هذا الدِين عن الله تعالى، ودعانا إليه، وقد ظهرتْ على يده المعجزاتُ الناقضة للعادة، فصدَّقه هذا الإنسان في جميع ذلك، واعتقَد الدينَ من غير سابقةِ تأمُّل ولا تفكُّر، هذا هو الذي اختلفوا فيه.
فأما أهلُ دار الإسلام، عوامُّهم وخواصُّهم، نسوانُهم وصبيانهم العاقلون، أهل الأمصار والقُرى وسُكّان الصحاري والبراري = فكلُّهم مؤمنون مسلمون عارفون بالله تعالى ووحدانيته وغير ذلك، لا يخلو أحد منهم عن ضربِ استدلالٍ وإن كان لا يهتدي إلى العبارة عن دليله، ولا يقدر على دفعِ الشبهة المُعترِضة، حتى إن واحدا منهم متى عايَنَ هولًا من الأهوال كرعدٍ هائل أو هبوبِ ريحٍ عاصفة يُسَبِّح في الحال، ويصِفُ الله تعالى بكمال القدرة ونفاذ المشيئة وتمام العلم والحكمة، عِلما منه أن لا تعلُّقَ لهذه الأفزاع إلا بقدرته التامة ومشيئته النافذة، وأنه الذي خلَق السموات والأرض بلا عُمُدٍ ممدودة وأطنابٍ مشدودة، وخلَق الأرض وجعل فيها الجبال الراسية، وشقَّ فيها الأنهار الجارية.
على هذا جميع أهل الأسواق والنواحي والقرى، والنسوان والعقلاء من الصبيان، فلم يكن بيننا وبين الأشعري خلاف في هؤلاء أصلا.
فأما أهلُ دار الإسلام، عوامُّهم وخواصُّهم، نسوانُهم وصبيانهم العاقلون، أهل الأمصار والقُرى وسُكّان الصحاري والبراري = فكلُّهم مؤمنون مسلمون عارفون بالله تعالى ووحدانيته وغير ذلك، لا يخلو أحد منهم عن ضربِ استدلالٍ وإن كان لا يهتدي إلى العبارة عن دليله، ولا يقدر على دفعِ الشبهة المُعترِضة، حتى إن واحدا منهم متى عايَنَ هولًا من الأهوال كرعدٍ هائل أو هبوبِ ريحٍ عاصفة يُسَبِّح في الحال، ويصِفُ الله تعالى بكمال القدرة ونفاذ المشيئة وتمام العلم والحكمة، عِلما منه أن لا تعلُّقَ لهذه الأفزاع إلا بقدرته التامة ومشيئته النافذة، وأنه الذي خلَق السموات والأرض بلا عُمُدٍ ممدودة وأطنابٍ مشدودة، وخلَق الأرض وجعل فيها الجبال الراسية، وشقَّ فيها الأنهار الجارية.
على هذا جميع أهل الأسواق والنواحي والقرى، والنسوان والعقلاء من الصبيان، فلم يكن بيننا وبين الأشعري خلاف في هؤلاء أصلا.