#ماتت_طفولتي_بالمهد
#الجزء_الاول
#بقلمي_امل_احمد_سلوم
@rwayate
مع بداية فصل الشتا ونسمة الهوا البارده الممزوجه بريحة القهوه الصباحيه والتراب المبلل بحبات المطر طلعت كيندا من بيتها وهي حامله جواتها احساس مفعم بالطاقه والحيويه مع اول يوم دوام الها

اختارت كيندا تشتغل اخصائيه اجتماعيه وكانت مهتمه جدا بكل شي بيتعلق بالاطفال من نعومة اظافرهم ولحتى سن البلوغ
ولحتى تقدر تكفي رسالة الماجستير تبعها مابقي عليها الا تعمل زياره لميتم للاطفال المتشردين واللقطاء واللي وصلوا لهي الدار تحت ظروف غامضه

وقفت كيندا قدام البنايه الضخمه واللي كانت تحاوطها حديقه تليها اسوار شائكه وكأن هالاطفال كانو بسجن انيق ان صح التعبير
اخدت نفس عميق لحتى عبت رئيتها ورجعت زفرته بهدوء وفاتت لجوا

كانت ماشيه بين ممرات الدار وحجر عينها بيتحرك هون عالاطفال شي كان مفعم بالحيويه والنشاط وعم يلعب ويركض وشي طاغي الهدوء على ملامحه الصغيره لحتى بات جسد بلا روح

،،، اتفضلي انسه كيندا المديره بإنتظارك

كيندا : شكرا الك

فاتت كيندا لعند المديره وكانت مره بعمر خمسين سنه وقدامها كوب كبير وبعض الملفات
كيندا : صباح الخير مدام نورا
نورا : صباح النور،،، تفضلي انسه كيندا ارتاحي

قعدت كيندا وهي متلبكه وعيونها مسلطين ع وجه هالمره يلي ملامحه بارده والتجاعيد حوالين عيونها بتوحي انها سيده متسلطه

نورا (رفعت سماعة التلفون)، شو بتحبي تشربي يا انسه
كيندا : شكرا مافي لزوم ياريت نبلش فورا

ابتسمت نورا ابتسامه باهته ونزلت سماعة التلفون وانحنت بجسمها عالمكتب وشبكت ايديها ببعضن

نورا : بيعجبني روح الشباب الطموح بيكونوا كلهم همه وحيويه،،، اي ياستي من وين حابه تبلشي
كيندا : بالبدايه حابه اطلع على ملفات الأطفال لأعرف كل طفل كيف وصل لهون
نورا : الملفات تطلعي عليها ورح كلف الانسه عرين تساعدك ب اي استفسار بس ممنوع تاخدي اي ملف لبرا الدار لانه هيك القوانين
كيندا : اي مفهوم مدام رح اطلع عليهم هون واكتب ملاحظاتي،،، شكرا لتعاونك

همت لتقوم واستوقفتها جملة نورا يلي نزلت عليها متل الصاعقه

نورا : بتمنى زيارتك تثمر وماتكوني متل باقي الناس يلي اجت لهون ليعرفوا حقيقة هالاطفال ويروحوا ومايرجعوا
كيندا : العفو منك مدام أصابعك مو متل بعضن والشي يلي عم بعمله هو نابع من قلبي قبل مايكون مجرد دراسه بدرسها او حاله بدي استفيد منها
نورا : بتمنى
كيندا :...........

نورا : فيكي تتفضلي هلأ عند الآنسه عرين وهي رح تساعدك بكل شي بتحتاجيه
كيندا : شكرا،،، بالازن

طلعت كيندا من غرفة المديره وهيه مزعوجه وحاسه بإنها مهمتها مو بالسهوله يلي كانت متوقعتها وبينما هيه شارده بفكرها حست حدا مرق من حدها بسرعه البرق وخطف شنتتها
كيندا (صرخت) انتاااا وقف... تعااا لهووون عم قلك ووووقف وووقف

كانت عم تركض ورى الولد وتصرخ وفجأه شافت الولد اتكوم ب ارضه

جميله : مسكتك ياحيوان ياحرامي لك الله لايوفقك
الولد : اسسسف والله مابعيدها
جميله : اسف قلتلي اي والله لاخلي العصي تعلم عجنابك يا سرسري ياحرامي

رفعت عصايتها لفوق ليغمض الولد عيونه بخوف وينكمش عحاله وقبل ماتنزل ايدها على جسمه الهزيل حست عحدا مسك ايدها بقوه وقيد حركتها

جميله : شوفي شو بدك
كيندا : مارح اسمحلك تضربيه
جميله : بس هالولد ملعون وكل مايجي عنا ضيف ييسرقه وبيسود وجوهنا

نزعت كيندا العصايه من ايد جميله بالقوه ورمتها عالارض

كيندا : بعمر التربيه ماكانت بالضرب والتعنيف ،،، انتي جربتي تحكي معه او تتعاملي معه بأسلوب تاني
جميله : لك انو اسلوب تاني وتالت عم قلك هالولد صايع مغضوب وبدو رص بالعصايه ليتربى
كيندا ( بهمس) والله ماحدا بدو تعلم العصي عجنابه غيرك

،،،، شو في هون!!؟؟

التفتت كيندا عمصدر الصوت لتشوف صبيه بعمر 25

جميله : ست عرين هالمغضوب رجع سرق من جديد
عرين : جميله الف مره قلتلك ماتتلفظي بهيك الفاظ وماتمدي ايدك عالاولاد
جميله : بس ياست عرين
عرين : شو سمعتي يالله ع شغلك وانت عمر حسابك معي بعدين
عمر : انسه انا اسف والله ماعاد عيدا
عرين : روح لجوا هلأ مع واللعب رفقاتك واوعك تنزل عالحديقه الجو بارد وبعدين منحكي
عمر : حاضر انسه

اخيرا انتبهت عرين ع وجود كيندا يلي كانت واقفه تراقب الموقف بصمت وذهول

عرين : حضرتك الانسه كيندا ماهيك
كيندا (هزت راسها بالإيجاب) اي صح وانتي عرين
عرين : ايه انا عرين وبعتزر عالشي اللي بدر من عمر هالصبي مو قادر يخلص من هالعاده
كيندا : انو عاده
عرين : السرقه والنشل
كيندا : سرقه ونشل وهو بهيك عمر!!
عرين : ولسه في اصغر منه وبيسرقوا شرفي معي عالمكتب انا جهزتلك كل الملفات

مشت كيندا ورى عرين وفاتوا عالمكتب
#ماتت_طفولتي_بالمهد
#الجزء_الثاني
#بقلمي_امل_احمد_سلوم
@rwayate
*╚══════ღღ══════╝

رغم زخات المطر الناعمه يلي كانت تضرب قزاز السياره الا انها كيندا كانت مسلطه عيونها ع ولاد الشوراع الموزعين عالارصفه والاشارات بطريقة شرمذيه، ،،
اطفال بيعانوا الويلات تحت كل الظروف، ،، اطفال صار الرصيف ملجأهم بعد مانعدمت الانسانيه بقلوب البشر وصاروا يشوفوهم وباء عاله علـّۓ. المجتمع

وقفت سيارة التاكسي عالاشاره وكيندا بتطلع م̷ـــِْن شباكها وبتمسح قطرات الندى لتوضح الصوره اكتر وفجأه سمعت صوت ضرب خفيف ع قزاز شباك الشوفير

الشوفير « فتح شباك السياره » شو بدك ولي
،،،، ياعمو تشتري هالورده لمرتك رح تفرح كتير
الشوفير : روحي •اللّـہ̣̥ يبعتلك
تشعلقت البُـنًتٍ بالشباك اكتر وبعيونها نظره كلها رجاء
،،، ياعمو •اللّـہ̣̥ يخليك اشتري مِڼـّي ورده
الشوفير: شيلي ايدك عـــِْن القزاز لوثتيه بقرفك وانقلعي م̷ـــِْن هون يالله

رخت البُـنًتٍ ايديها الصغار عن الشباك وتراجعت خطوه لورى وهي مكسورة الخاطر ووقفت تفرك ب اجريها وتنفخ ع ايديها لدفي جسمها الصغير

الشوفير «سكر قزاز الشباك » ڵـڱ ايمت •اللّـہ̣̥ بدو يخلصنا م̷ـــِْنكم ياحوش مليتو البلد

كان الموقف صغير وسريع سريع كتير لدرجة انها البُـنًتٍ بعدت وانتقلت لسياره تانيه وتالته قبل ماتفتح الاشاره ،، اما كيندا ظلت شاده عقبضتها بقهر وقبل ماتفتح الاشاره نزلت م̷ـــِْن السياره بدون ماتحاسب وندهت عالبنت

كيندا: انتي ياحلوه تعي لعندي
الشوفير: شو عم تعملي يا انسه اركبي بالسياره هلأ بتتبللي وبتفتح الاشاره

اطلعت فِيَھ كيندا بإحتقار وحطت ايديها عالشباك
كيندا: اسفه لوثت القزاز
الشوفير: انتي بدك تسوقي حالك لبنت الشوارع هي
كيندا: بس هيه ماختارت قدرها بنفسها ولا اختارت تكون بياعة ورد عالاشارات ويمكن لْـۆ ظروفي وظروفك متل ظروفها كنا متلها بنبيع ورد وعلكه عالاشارات

فتلت حالها ومشيت ليترجل شوفير التاكسي م̷ـــِْن مكانه ويصرخ

الشوفير: ڵـڱ وين رايحه عطيني الاجره
كيندا «التفتت عليه بغضب » لشو بدك الاجره روح •اللّـہ̣̥ يبعتلك
الشوفير: شو شايفتيني عم اشحد مـڼـڱ اعطيني اجرتي خليني اتيسر عِنـ.̷̷̸̷̐ـديّ كومة لحم بدي طعميهم
كيندا: وهالطفله كمان يمكن وراها عيله ناطرينها ببطون خاويه لطعميهم وهي ابدا ماكانت تشحد مـڼـڱ ومتل ما حضرتك بتشتغل عسيارتك هي بتشتغل ببيع الورد بس الفرق بيناتكم انها هالبنت اقوى مـڼـڱ ومتحمله الوقفه بالبرد بينما حصرتك مشعل الدفايه وبتندب حظك

كانت عيونهم مسلطين ببعض بتحدي لحتى فتحت الاشاره وبلشت السيارات تزمر وبسرعه ركب الشوفير سيارته وانطلق فيها

كيندا: حسبي •اللّـہ̣̥ ونعم الوكيل، ،، ڵـڱ كيف هيك ماتت الانسانيه جواتنا

تلفتت حواليها وشافت البُـنًتٍ واقفه عند الاشاره التانيه وبعدا بتضرب ع قزاز السيارات ب ايديها الناعمين

،،،، ياعمو تشتري هالورده لمرتك
،، روحي يابنت م̷ـــِْن هون
،،،، ياعمو مشان •اللّـہ̣̥

كيندا: انا رح اشتري مـڼـڱ كل الوردات

تلفتت البُـنًتٍ ناح كيندا بفرحه وحركت اجريها بسرعه لعندها

البُـنًتٍ: عنجد ياخانوم
كيندا: اي عنجد حبيبتي

ومدت ايدها ع جزدانها وطالت مصاري وحطتهم ب ايد البُـنًتٍ وشدت عليها
كانت ايدها بارده وشفايفها مزرقه م̷ـــِْن كتر البرد، ،،، وبكل برائه اطلعت البُـنًتٍ عالمصاري وابتسمت بدفا

البُـنًتٍ: بس هدول كتير
كيندا: لٱ مو كتير يالله روحي لبيتك بسرعه وبدلي تيابك وكل يوم انا رح اجي لهون بهاد الوقت واشتري مـڼـڱ الوردات انتي ماعاد تبيعي لحدا مفهوم
البُـنًتٍ « بفرح » حاضر، ،، تفضلي هي الوردات

مسكت كيندا الوردات وضمتهم لقلبها وهي عم تعتصر م̷ـــِْن الالم وظلت واقفه تلوح للبنت لحتى غابت عن نظرها ورجعت وقفت تاكسي وطلعت فِيَھ لبيتها

وبمكان قريب منها كان شوفير التاكسي بعدو واقف وبيراقب فيها
سكر قزاز السياره بهدوء وشد علـّۓ. مقوده بقهر
،،،،،، معقول تحولت لحيوان متجرد م̷ـــِْن انسانيتي

*╚══════ღღ══════╝

رجعت كيندا علـّۓ. بيتها وهي مو مصدقه كمية المشاهد يلي شافتها بيوم واحد
شلحت م̷ـــِْن اجرها وفاتت عالصاله وشافت امها قاعده بحد الدفايه وبتتفرج عالتلفزيون وقدامها كاسة شاي ومعجنات
كيندا: كيفك امي
خلود: اهلين ياروحي لَيــِْ♡̷̴̬̩̃ ـِْش. تأخرتي

حطت كيندا شنتتها ع الطاوله وسندت جسمها ع الكنبه بتعب

كيندا : كان نهار كتير متعب امي
خلود: يعطيكي العافيه، ،، حطلك العشا
كيندا: اي و •اللّـہ̣̥ كتير جوعانه و....

سكتت فجاءه وهي بتتزكر منظر الايتام والبنت يلي شافتها عالاشاره لتغص بكلماتها

كيندا: لٱ خلص مو جوعانه كتير بدي فوت بدل تيابي وارتاح لسه عِنـ.̷̷̸̷̐ـديّ شغل كتير
#ماتت_طفولتي_بالمهد
#الجزء_الثالث
#بقلمي_امل_احمد_سلوم
@rwayate
*╚══════ღღ══════╝

مرق اسبوع عالحادثه وكيندا حبيسة غرفتها لٱ عم تحكي مع حدا ولا تتواصل مع حدا، ،، ماكان معها ونيس للألم يلي عم يعتصر قلبها غير دموعها يلي ماوقفت م̷ـــِْن هداك الًيَوُمًِ المشؤوم

انفتح باب غرفتها وفاتت امها وهي حاسه بغصه علـّۓ. حال بنتها ونفسيتها يلي تراجعت لورى
قعدت بحدها عحرف التخت ومدت ايدها ومسحتلا دمعتها

خلود: لايمت بدك اتظلي حابسه حالك ڵـڱ امي اللي صار صار ودانيا •اللّـہ̣̥ يرحمها
كيندا« تنهدت بألم » حاسه بالزنب تجاهها امي لْـۆ قدرت اعرف قصتها يمكن كانت بينا هلأ
خلود: لكل اجلآ كتاب امي وهالبنت رغم انها غلطت وقت قررت انه بالانتحار رح ترتاح بس كمان كانت ظروفها اقوى ‌‏منـِْهـا
كيندا: رغم انه امها وجوز امها انحبسوا بس ماشفي غليلي منهم شو تمنيت اخنقهم ب ايدي هدول واللي قاهرني اكتر انه وقت الخبر ضج بالصحف واتصدر الصفحات الاولى والناس ماصار عندها سيره الا بنت الميتم يلي انتحرت الا انهم ماطولوا كتير ونسيوها وكأنها ماكانت علـّۓ. هالدنيا بيوم م̷ـــِْن الايام
خلود: وقلمك شو بيعمل! ! لَيــِْ♡̷̴̬̩̃ ـِْش. وقفتي يلي بلشتي فِيَھ
كيندا: كلشي عم اعمله عالفاضي امي محدن همه هالاطفال
@rwayate
انفعلت خلود وحكت بحزم: ماتوقعت انك تكوني ضعيفه لهي الدرجه ماتوقعت تتخلي عن مبادئك بهي السهوله
كيندا: يا امي انا، ،،،
خلود: انتي ضعيفه ياكيندا اي ضعيفه
كيندا: ،،،،،،،
خلود: رغم اني وصيتك ماتتعاطفي مع هالاطفال بس مشان رسالتك لكنك خذلتيني وعم تنزوي وترفعي قلمك عن الحق لانك ضعيفه ومو قادره توصلي صوتك لكل الدنيا

انهت جملتها وطلعت برات الغرفه تاركه كيندا مع تأنيب ضميرها
قامت م̷ـــِْن تختها ووقفت قبال الشباك وصارت تتأمل زخات المطر يلي بللت الشوارع واخيرا حسمت امرها ولبست تيابها وراحت عالميتم وهي حاطه قدامها هدف واحد وهو انها تكون صوت الايتام يلي ماحدا سامعه او يمكن مسكرين دنيهم وعاميين عيونهم عنهم وبهيك صارت مهمة كيندا اصعب فياترى رح تقدر تنجح وتكون صوت الايتام رح تقدر تصحي ضمائرهم النائمه وقلوبهم المتحجره! !!!

*╚══════ღღ══════╝

بعد ماوصلت كيندا عالميتم لاحظت انطواء الاطفال وخوفهم وكانت متوقعه هالشي لهيك جابت معها العاب واكلات طيبه وبلشت توزع عليهم
يمكن قدرت اتنسي الاطفال الصغار اللي صار بس كيف رح تقدر تنسي هيفاء يلي اكلت صدمه قويه وصعب تقدر تنسى المنظر يلي شافته

كيندا: جميله وينها هيفاء
جميله: م̷ـــِْن يوم انتحار هديك البُـنًتٍ وهي حابسه حالها بغرفتها
كيندا: والدكتوره تبع الميتم شافتها
جميله: ايه طبعا ومنعت اي حدا يحكي معها باللي صار لحتى تهدى نفسيتها
كيندا: وهيا كيف وضعها
جميله: هيا تعبت يومين وبعدها تحسنت
كيندا: اي ټمـٱمـ، ،، الانسه عرين بمكتبها
جميله: ايه بمكتبها لَيــِْ♡̷̴̬̩̃ ـِْش. الها مكان تاني تروح عليه

فتلت جميله حالها لتابع شغلها وبلشت تجمع بالاطفال ليفوتوا لغرفهم ويحتموا م̷ـــِْن المطر تاركه كيندا تفكر ب آخر جمله حكتها

كيندا بقلبها « صحيح هي عرين لَيــِْ♡̷̴̬̩̃ ـِْش. مابتروح لبيتها ودايما بتكون هون! !! »

زمت شفايفها وحطت ايديها بجيابها ومشيت ناح مكتب عرين ودقت عالباب

كيندا « طلت براسها » ممكن فوت

ابتسمت عرين وحطت الكتاب م̷ـــِْن ايدها

عرين: اهلين كيندا تفضلي وين هالغيبه
كيندا: كنت بحاجه لاختلي بنفسي شوي ورتب افكاري بعد الشي اللي صار
عرين « بحزن » ياريته ماصار
كيندا: نصيبها يا اختي ويمكن هي اشاره م̷ـــِْن ربنا لحتى ينبهنا بأنه آن الاوآن لتنفتح اضابير هالاطفال للعالم ڱڵـه.
عرين: معك حق، ،،،
كيندا: مو ناويه تشربينا قهوه
عرين: ولو ثواني وبتكون القهوه عندك لسه امبارح وصيت عليها جميله وجابتها

طلعت عرين ليرجع السؤال يترواد بذهن كيندا
» حتى القهوه بتوصي جميله تجيبها. !! »

كانت كيندا واقفة قدام الشباك و موجهة نظرها على الساحة وعم تراقب حبات المطر الغزيرة
عرين : كأنو اليوم راح تضلي واقفة كتير بمحلك
كيندا « التفتت » كنت متأملة شوف حدا بالساحة و أنزل لعندو
عرين : يالله مالك نصيب مع الأطفال اليوم شو رأيك تشوفي باقي الملفات
كيندا: ټمـٱمـ
قعدت كيندا عالكرسي ومسكت الملفات وبلشت تراجع فيهم وتسجل ملاحظاتها وفجأة استوقفها ملف مكتوب عليه « عرين »
ضيقت عيونها وفتحت الملف وبلشت تقلب فِيَھ
كان محتوى الملف عباره عن صور لطفله م̷ـــِْن وقت كانت باللفه لحتى عمر 14 سنه
سكرت كيندا الملف واطلعت بعرين

كيندا: لمين هالملف يلي مكتوب عليه عرين. !!

تبدلت ملامح عرين وبهت لونها وهي مسلطه عيونها عالملف يلي ب ايد كيندا وبكل هدوء وقفت ومشت ناحها واخدت الملف
عرين: اعتبري نفسك ماشفتي شي

فتلت حالها ومشت ناح موقد الحطب ورمت الملف بقلبه
#ماتت_طفولتي_بالمهد
#الجزء_الرابع_والاخير
#بقلمي_امل_احمد_سلوم
@rwayate
بعد ما انتهت كيندا من كتابة رسالتها وخلصت مهمتها بالميتم كانت واقفة بمكتب عرين ومستنده ع الشباك عم تراقب الأطفال كيف متناسين اوجاعهن أو عم يتظاهرو بالتناسي ومصطنعين الفرحة وهني عم يركضو ويلعبو بالساحة
دمعة باردة هربت من طرف عينها وهي عم تفكر شو مصير الأطفال وكيف بدن يقدرو يواجهو الحياة بعد كل الضربات يلي أكلوها م̷ـــِْن نعومة أظافرهم
طلعت من شرودها وقت قربت منها عرين و ربتت على كتفها
عرين : راح نشتقلك كتير كيندا
كيندا ( ببكاء) : وأنا أشتقتلكن من هلأ وعازز علي فراقكن
عرين : معلش كيندا خليكي قوية
كيندا : تعودت على وجودكن بين الولاد ومو متخيلة كيف بدي فارقكن وبطل شوفكن
عرين : ليش انتي مابدك تزورينا ولا بس خلصتي شغلك ماعد بدك تجي لهون وتزورينا
كيندا : أكيييد راح ابقى زوركن ليش بقدر على فراقكن
عرين : لكن يالله مسحي دموعك وخلينى ننزل
كيندا : يالله أمشي
عرين؛ وين الضحكة ولي
كيندا : هههه ما أحلاكي يا عرين شايفتيني صغيرة قدامك

حملت كيندا شنتتها و أخذت كل أغراضها ونزلت مع عرين وقفوا حد البوابة وكيندا عم تسترق اخر كم نظرة للميتم وتتذكر أيامها فيه وكل قصة لطفل صارت تمرق قدامها متل شريط سنمائي
لحتى فجأة سمعت صوت
جميلة : وكأنو عم تفكري تطلعي بدون ما تودعينا
ألتفتت كيندا لتشوف جميلة وكل الأطفال مجتمعين وجاين ليودعوها
جميلة : شو انصدمتي لأنو مسكناكي قبل ما تهربي
كيندا : أنا صعب علي الوداع ما بقدر أتخيل أنو هاد يكون أخر لقاء
هيا : لو سمحتي لا تخليه يكون أخر لقاء نحن حبيناكي وتعودنا على وجودك
ركض عمر لعند كيندا و ارتمى بحضنها وهوي عم يمسح دموعو بكف أيدو ويشهق
عمر : بترجاكي ما تتركينا من زمان نحن بحاجة الك ما تتخلي عنا بعد ما صرتي الأمان ألنا والنور يلي بيجي من خارج هاد الميتم
أنهارت كيندا بالبكي و حاولت تثني ركبها لتصير بطول عمر وتحضنو ولكنها فشلت و خانتها قواها و وقعت على الأرض بين جميع الأطفال
ركضو الكل لعند كيندا ليساعدوها توقف ولكنها أشرتلن ليتركوها قاعده
عرين: وليي عليي صرلك شي
كيندا « بتألم » لٱ مافيني شي
عمر( بحزن) : سامحيني ما كان قصدي أعمل هيك
بتمسك جميله ايد عمر لتبعده عن كيندا بس كيندا بتشدو لحضنها
كيندا: لا تزعل حبيبي أنت ماخصك اناا، ،،،

بتسكت فجأه وبتظل عيون الكل يطلعوا فيها بتعجب

عرين: فيكي شي كيندا
كيندا: لٱ ابدا بس انا صار لآزٍمٍ امشي
وقبل ما توقف بتشوف كمال واقف قريب منها و وأبتسامتو يلي أعتادت عليها مختفية ومحلها في دموع ونظرات حزينة بتمد أيدها بإتجاهوو وبتأشرلو ليرتمي بحضنها
كيندا : يا حبيب قلبي مابدي شوف هي الدموع مره تانية أنت روح هالمكان و فرحتو
بيسموعو الكل صوت نورا وهي نازلة وعم تنده على كيندا بيلتفت عليها الكل وبهي الأثناء بتوقف كيندا بدون ماينتبه عليها حدا وبتتقدم نحو نورا
كيندا : نعم ست نورا
نورا : منيح لحقتك قبل ما تروحي بدي قلك أنو الكل هون حبك وحسيناكي وحدة منا وفينا أيمت ما حبيتي تجي لهون راح تلاقي بواب هاد البيت مفتوحة والكل منتظرك
كيندا : شكراً كتير الكن كلكن عنجد شكراً
ودعت كيندا الكل وبين بكا وشهقات ونظرات كلها حزن و عتاب همت لتمشي وهي حاملة بقلبها قصص و أوجاع كتيرة وبعد ما مشت كم خطوة حست على جميلة وقت مسكتها من أيدها و وقفتها
جميلة : شكرا الك على كلشي كيندا أنتي فتحتي بصيرتي على الدرب الصحيح وعلمتيني كيف كون أنسانة
كيندا : لا تحكي هيك جميلة أنتي جواكي روح نقية و صافية بس الظروف يلي مرقتي فيها هي نشرت السواد داخلك ولأنو طيبتك أقوي قدرت تمسح هاد السواد
جميلة : وعديني أنو مارح تغيبي كتير
كيندا : بوعدك انو مارح تلحقي تشتاقيلي

وبعد ما مشيت من الميتم لقيت محسن ناطرها ركبت معو وهي ملتزمة الصمت وشاردة علي غير عادتها لحتى زاد فضول محسن وصار يسألها

محسن: شبك ليش مهمومة و زعلانة
كيندا: الًيَوُمًِ كان آخر يوم الي بالميتم
ويوم السبت رح قدم رسالة الماجستير وكتير متوترة و مضغوطة
محسن؛ الله يوفقك و ينولك مرادك أنتي أنسانة طيبة وبتساهلي كل خير
وصلت كيندا على بيتها توضت و صلت فرضها وقعدت قدام الكمبيوتر.وحطت دفترها بحدها وبلشت تكتب

«« هذه هي قصتي وقصة اطفال كثر في العالم ممن يبيعون احلامهم وسط الغام الزمان ووحوش المكان ..