#أسير_خيالي_قصص

#أسير_خيالي_4 #أسير_خيالي

الحلقة الرابعة

فتحت أمي الراديو.. الأخبار كانت واضحة.. القوات البريطانية بإتجاهها لعنّا.. يلي كان خايف منه بابا رح يصير.. إنه حلفاء الحرب العالمية يقربو منا ويوصلو لشرقنا ولنص بيتنا.. قوات إدموند هنري البريطانية على وصول خلال أيام أو ساعات قليلة!.. بلادنا بخطر وتحت التهديد المسبق للإستيلاء عليها !!.. رح نصير تحت رحمة الإحتلال البريطاني.. شفت الدهشة والخوف على وجه أمي وأخواتي لأول مرة.. وبابا قعد على الكرسي منهك مصدوم.. تركتهم وطلعت ولحقوني أخواتي.. دخلت غرفتي وسمعتهم دخلو غرفهم.. تلمّست الشباك.. وكنت خايفة لأول مرة.. حطّيت إيدي على قلبي وطلّعت الدفاتر.. وكتبت المذكرات يلي صارت وإيدي بترجف.. وكان ملخص الصفحات خوفي من الموت وفقدان آسر.... صباح يونيو 2017.. قمت من النوم وبإيدي الدفاتر.. وعلى وجهي لسه المكياج.. مسحته وضبيت الدفاتر بجرار الكومادينو وفتحت الباب.. أمي لسه بالصالة!!.. قالتلي صباح الخير.. قلتلها ما نمتي؟!.. حكت لسه عم بستناكي.. كيف أنام بعد يلي صار مبارح؟!.. أختي بطلت ترد عليّه.. شو نقول للناس؟!.. كيف إلي عين أطلع وأواجههم.. شو نحكيلهم قوليلي؟!!.. كانت بتحكي بهدوء وبنبرة حزن واضحة.. قلتلها ما بدي ياه.. حكت ليش ما قلتي من الأول!.. بس صار العرس إكتشفتي إنك ما بدي ياه!.. شو بصير معك؟!.. انتي متغيرة من أشهر.. إنتي مو فاتنة بنتي يلي ربيتها.. حاسة إني بحلم.. إنتي حتى قاطعتي أختك لحتى زوجها منعها تدخل بيت أبوها.. فهميني ليش هيك عم تعملي!!.. قعدت جنبها.. حكيتلها ماما أنا مرعوبة.. كانت مصدومة وبتتطلع عليّه.. حكتلي من مين مرعوبة؟!.. قلتلها في شخص دخل حياتي من أشهر.. قلبني وغيّرني.. ودخلني حياته بدون إرادة!.. فجأة صرت حاسيته معي وكل حدث عم يصير معي عم يحكيلي إنه هوه موجود!.. ما كنت عارفة شو أقلّك.. أو شو أحكي لوسيم.. قالت خيانة؟!.. قلتلها بإنفعال.. لأ لأ !!.. أبداً.. إستني.. دخلت على الغرفة وطلعت الدفاتر ورجعت لعندها.. حكيتلها أمي صارحيني.. هدول الدفاتر لمين؟!.. مين يلي دخلهم لبيتنا؟!.. كيف هدول دخلو البيت ولمين من عيلتك؟!.. أخدتهم وقالت ياه!.. هدول من سنين طويلة من قبل لتخلقي!.. كيف وصلو لهون!.. كيف لقيتيهم؟!.. حكيتلها من بعد ما خلصت الجامعة وتخرجت كنت ناوية أضُب كتبي ودفاتري عالسقيفة لحتى ما أكبهم.. حطيتهم بصندوق كرتون وطلعته لفوق.. بتذكر إنك كنتي عند خالتي.. كنت رح أتزحلق من السقيفة.. وارتكيت على صندوق كرتون ثاني بس بدون إرادة وقع من فوق ونزل منه كراكيب وأواني وأشرطة كاسيت وفيديو قديمة وهدول الدفاتر المهترية!.. الصدفة إنهم كانو مفتوحين.. ويلي شدّني لإلهم خط الإيد الحلو يلي مكتوب فيهم.. ولونهم الأحمر الغامق.. قرأت أول صفحة.. كان في كلام حُب وغزل واضح.. فكرتك إنتي كتبتيهم لهيك خبيت عليكي إني أخدتهم.. فكرتك كاتبة عن بابا وإنه يلي رح أقرأه أسرار بينكم.. بس يلي ذهلني إنه كل شي مكتوب قبل مئة سنة!.. ماما مين ياقوت؟!.. قالتلي يا بنتي هي قصة قديمة.. بس أنا مو مهتمة.. خالتك هيه يلي بتعرف كل شي!.. وحتى هالدفاتر أنا مصدومة زيك وما بعرف كيف أجو.. مش عارفة يمكن لما سكنّا البيت خربطنا بين صناديقنا وصناديق أختي.. لأنه نحنا التنتين تزوجنا بنفس اليوم وسكنا بيوتنا بنفس اليوم!.. قالت شو قرأتي فيهم؟!.. وشو يلي صرلك أنا مو فاهمة!!.. حكيتلها في واحد إسمه آسر كان يحب ياقوت وهيه بتحبه.. حكت عن عيلتها كتير وعاشت ظروف صعبة ومميتة.. بس الكلام كله مبهم وبوحي إنه كان هالشخص بخيالها.. بس أنا مو متأكدة.. الدفتر الثالث والأخير بنتهي بدون لتقول شو صار بالنهاية.. المكتوب بشد وبجذب وبخليكي تعيدي القراءة مرتين وتلاتة وعشرة.. أنا ختمت الدفاتر أكتر من عشرين مرة لأفهم وما فهمت.. ضيعتني!.. وعم بحسهم إدمان.. كل ما أقرأ بحس هالشخص معي.. وكأنه بطلب مني أرجع أعيدهم والأغرب إني بكون مبسوطة!.. الأحداث مرة بتحكي فيها عن لحظات حلوة صارت بينها وبينه ومرة بتحكي إنها كانت عم تدوّر عليه.. كأنها كانت عايشة نفس الحالة يلي أنا عايشته هلأ.. لهيك أوقات عم بحس إني بدي ياه.. أنا من أول ما قرأت هالدفاتر الثلاثة وحاسة إنه الشخص يلي عم تحكي عنه جوا حياتي!.. صرت عم بشوفه بكل مكان.. عم بحس بوجوده.. عم تصير أشياء بتوحيلي إنه هون معي.. قالت بسم الله عليكي يا بنتي.. لا تقولي هيك.. قلتلها أمي أنا ما كنت رح أكون مرتاحة لو تزوجت وسيم.. لهيك رفضته.. صدقيني ما خنته وما شفت حدا غيره.. بس مو عارفة أتخلّص من هالشبح يلي أسرني.. بدي اطلع من سجنه وبنفس الوقت مبسوطة فيه.. عم بحسه بحميني حتى من نفسي.. كل شي صار حسسني بوجوده بالواقع!.. قالتلي شو صار؟!.. حكيتلها مو هلأ رح أحكي.. أنا لازم أفهم مين ياقوت وشو سرها مع آسر!.. قالت أمي ياقوت بتقربلنا.. من سلالة عيلتي.. عيلة النفيس.. هاد يلي كنت أسمعه وتكرر إسمها وعنها كتير وأنا صغيرة..