#أسير_خيالي_قصص

#أسير_خيالي_15 #أسير_خيالي

الحلقة الأخيرة (2)

أكتوبر 2017.. الهام ما تركتني طول الفترة يلي إنعزلت فيها.. وبوقت إنهياري يلي ما كنت بظهره لحدا غيرها ولأمي.. طلبت من أمي نروح لخالتي.. بوقت وسيم ما يكون موجود بالبيت.. رحنا لعندها وقلتلها كل شي وصرّخت وهددت.. وكنت بقمة الغضب.. طلبت منها أعرف كل تفصيل بخص ياقوت.. قالتلي رح أحكيلك.. متل ما حكيت لإبني كل الحكاية ليدمّر نفسيتك هوه وصاحبه من خلال هالقصة.. قالت لا تدوري على الخاتم لأنه معي.. كان رح يكون خاتم زواجك.. بس للأسف إنتي ما كان بدك هالقصة تنتهي بسعادة.. وكمّلتي القصة بالكُره والمشاكل متل ما غيرك بهالعيلة كمّلها.. الخاتم ورثته عن ألماس يلي ربّتنا أنا وأمك لنحب بعض.. وكان لازم أورثه عنها لأورّثه لحفيدتي أو كنّتي وما في غيرك بهالعيلة تورثيه لتكوني زوج لإبني الوحيد.. بس ليش إستمريتي بالغلط والكُره!.. ليش خلّيتي هالعيلة يبقى فيها الكره والحقد لهاليوم؟!.. ليش الخاتم يبقى يلف ويدور ويوقف بسبب الكره بهالعيلة؟!.. ليه أنا أكره أمك بعد محبة؟!.. إبني شو عملّك لتكرهيه وترفضيه.. شو عمل غير إنه حبّك؟.. بس أنا رح أكسر هالقاعدة وأبادلك الكره بالحُب.. ورح أعطيكي الخاتم وأكون أفضل منك وأطلب منك من بعد ما تتزوجي ما تسلميه إلا لبنتك بس تقرر تتزوج.. خلي الحُب يبقى بهالعيلة.. بكفي!.. وإذا بدك تعرفي الحقيقة.. روحي لإبن ياقوت.. مرجان.. موجود بألمانيا.. بميونخ.. ورح اعطيكي عنوانه بالكامل.. سافريله.. وخليه يحكيلك قصة أمه وقصة عيلته وقصة هالخاتم.. هوه بعرف كل تفصيل صغير عن ماضي المئة سنة لأنه بملك آخر دفتر وفيه كل الباقي من الحكاية.. رح تفهمي كل شي.. وما بتعرفي يمكن يكون هوه نصيبك.. روحيله.. وأنا رح أضل أحبك وأحب أختي.... 30 ديسمبر 1917.. بعد إنهزام القوات العثمانية ونصر القوات البريطانية بعدة معارك.. إستمرت الهجمات والمعارك حتى بداية السنة الجديدة وإستمر الحرب بعيد عنا بس آثاره وخوفه بقي قريب منّا.. عرفت إنه نضال إنقتل.. عرفت الخبر من بسام يلي بقي بتتّبع أخباره من سلطات عليا كان إله نفوذ معهم.. وقدر يلاقيني من مراقبته لوئام بين المقهى وبيت المختار.. قلي ساعدت أمك ووقفت معها هيه واخواتك.. وسكّنتهم في بيت.. بس لما عرفت إنها هيّه قتلت أبوكي كرهتها.. سمّته للأسف لتاخد الورث وتتقاسمه مع نضال.. لأنه أيام أبوكي كانت معدودة وما كان بإيدها غير تتحالف مع نضال وتعمل يلي بدها ياه وتجبر أخواتك لتحصّل شي منه.. بس ضحك عليهم وخدعهم.. كان متفق مع سلام على هالمهمة بس خافت.. وكانت رح تهرب.. وأمك فكّرت إنها هيك رح تكسبه.. بس خسرت كل شي.. حالياً ما بتطلع من البيت هيه وبناتها وما بعرف شو فيهم.. راقبت البيت كذا مرة وما عم بشوفهم.. قلتله بدي العنوان.. لازم أشوفهم.. قال لا تغلبي حالك.. قالتلي إنها ورثت القسوة من أمها وما عرفت تحب أبوكي ولا تحبكم وكانت مصلحتها فوق كل شي.. للأسف أنانية.. وهاد يلي أنا عرفته.. بس ضل أعرف ليه ما حبيتيني برغم كل شي.. قلتله لأنه الحب مو بس إنك تعجب بشكلي ولا بعيوني ولا بعفويتي ولا بشخصيتي.. الحب لمّا تحبّني وأنا بأسوء حالاتي وإنكساري وسوداويتي.. وتحب السوء يلي بكرهه فيني.. وعيوبي يلي بتجنب أظهرها.. وتحب مزاجيتي وحساسيتي وخوفي الكبير وتعرف كيف تطمّني.. الحب إنك تحب حزني وإكتئابي ووجعي وتعرف كيف تسعدني بالأشياء يلي بتسعدني!.. وبتخليني طايرة بالسما فرحانة.. والسعادة بالنسبة لإلي مو بالمال.. ولا بالتملك.. بهمني تحبني وأنا وحدي مكسورة.. وتحب جانبي المظلم قبل المشرق!.. أما الإعجاب فهوه إنك تحب كل الأشياء الحلوة الظاهرة فيني يلي بحبوها كل الناس بشخصيتي أو شكلي!.. إبتسملي وقال فهمتك.. بتمنالك السعادة.. أخدت منه عنوان أمي.. ورحتلها.. عاتبتها وكان شكلها مخيف هيّه واخواتي.. كإنها مريضة!.. طلبت تحضني وأسامحها.. حضنتها وطلعت من البيت وكانت آخر مرة بشوفهم فيها.. لأني عرفت إنهم ماتو بمرض معدي .. شباط 1918.. كنت بالمستشفى بعد إنتشار جائحة الإنفلونزا الإسبانية القاتلة يلي توسّعت وإنتشرت في نهايات الحرب من العالم للشرق.. انتقلت العدوى لإلي من أمي وأخواتي بعد زيارتي لإلهم.. ونقلتها لأم مختار.. كنت على مشارف الموت.. لكن في شخص أنقذني ورجّعني للحياة.. سرمد.. أو آسر في خيالي.. القدر جمعنا.. وأجا بنفسه لعندي.. شافني بأسوء الحالات.. مريضة ومكسّرة وباهته وجمالي خافت.. وما في أسوء من إنه يكون الإنسان عم بقرّب من الموت وكل جزء بجسمه متهالك حتى مشاعره.. إهتم فيّه وعالجني وأنقذني بكل رجولة لأعيش وكأنه بعرفني من سنين.. وما كان خايف تنتقل العدوى لإله برغم إنها قاتلة.. ما كان بعرفني لكن أنا كنت بعرفه.. وكنت بشفى من ريحة الزنبق يلي كنت أصحى عليها كل صبح جنبي عالسرير.. الإحساس دفعه ليقرّب مني.. وعرفته وإعترفتله بس وعيت وشفيت تماماً لأنه بقيت صورته يلي شفتها بغرفته مطبوعة بذاكرتي وكنت عارفة إنه رح يجي هاليوم..
#أسير_خيالي_قصص

#أسير_خيالي_5 #أسير_خيالي

الحلقة الخامسة

غرقو ملابسي بالعصير.. ودخلت مرة من جوا عمرها تقريباً بنص الثلاثين عم تقول شو صار؟!.. وعاملة صارت تمسح الأرض وترفع الكاسات.. قمت وإتطلعت على الطاولة.. كان الشب مختفي!.. قلتلهم وين راح!.. قالت العاملة خليني أمسحلك ملابسك يا خانم.. قلتلها جاوبيني.. كان في شب هناك على طاولة ستة.. قالت المرة.. طلع من ثواني ومشي من جنبك ما انتبهتي؟!.. قمت بسرعة وطلعت من المقهى.. إتطلعت على الشارع ما كان في حدا.. كان لابس جاكيت أسود وعلى راسه برنيطة.. مشيت ودوّرت.. الشارع تقريباً شبه فاضي.. وفي عربتين سيارات نقل.. نادتني المرة.. يا أمي.. أدخلي لأفهم منك.. قلتلها يا أمي؟!.. قالت لا تستغربي أنا بنادي الكل هيك.. أدخلي.. دخلت معها.. أمرت العاملات إنهم يلطفو الجو ويحطو أغنية هادية.. رحت لطاولة ستة.. ركزت فيها.. وتلمستها.. شفت حرف ياء صغير كتير محفور.. وفنجان قهوة عليها لسه موجود.. مسكته وشفته وشميته.. ما قدرت أميّز أي ريحة.. حكتلي المرة شو فيكي يا أمي!.. قلتلها معلش إتركيني شوي.. حكتلي أنا مدام وئام صاحبة المقهى.. ورح أساعدك إذا في شي.. مين يلي كنتي عم تدوّري عليه؟!.. أجت العاملة أخدت الفنجان.. دخلت وئام لجوا.. وأنا لحقتها.. قفلت باب غرفة مكتبها وقالت بشو فيني أساعدك؟!.. قلتلها ما رح تفهميني.. حكت جربي.. قلتلها الشب يلي كان على طاولة ستة دائماً بيجي هون؟!.. حكت أنا ما بنتبه على الزوار.. بس تقريباً.. إنتي بتعرفيه؟!.. قلتلها لأ.. بس أيوه ممكن.. ضحكت وقالت بتحبيه؟!.. حكيتلها ما شفته.. قالت يبقى كيف؟!.. إحترت وتوترت وحكيتلها عم بشوفه.. بس بأوقات معيّنة.. ضحكت وقالت أول مرة بسمع هيك حكي.. كيف صارت؟!.. قلتلها الطاولة محفورة وعليها حرف.. هاد أول حرف بإسمي.. أنا مبارح شفت هاد التفصيل.. قالت وين شفتيه؟!.. قلتلها بالخيال.. عايشة حالة غريبة.. يمكن هلأ بدأت أخاف منها.. بالأول كنت مفكرة كل شي عم يصير صدفة.. وإنه أنا عم أتصوّر إنه هاد الشي صار منه.. ويمكن عم بضحك على حالي لأني كنت مراهقة.. بس مبارح كان عيد ميلادي وصرت عشرين سنة.. يعني بطلت مراهقة.. وصرت متأكدة إنه هاد الشخص موجود فعلاً وإنه خيالي حقيقة مو مجرد سرحان.. قالت يعني هاد يلي طلع من شوي هوه نفسه الشخص يلي إنتي عم تتخيليه؟!.. حكيتلها يمكن لو شفته أو حكيت معه أعرف بس هلأ جوابي هوه لأ.. ممكن لأ.. حكتلي أنا شايفتك بس مو عارفة وين!.. إنتي بنت حدا بالحي؟!.. قلتلها بنت العمدة جلال.. انصدمت وحكت أختك حياة؟!.. قلتلها بتعرفيها.. حكت ايوه.. بتيجي لهون.. بس ما بعرف إذا بتعرفي.. بتيجي مع شب!.. إستغربت وقلتلها نحنا بعاد عن بعض.. لسه صاحبتي سلام أقرب من أخواتي لإلي.. أنا ما بعرف عنهم ولا شي!.. بس كيف إلها الجرأة تدخل المقهى وتقعد معه وأهل الحي بعرفونا؟!.. كيف ما خافت من بابا.. قالت ما بعرف بس ما تقولي إني حكيت.. لو ما فيكي شبه صغير منها ما كنت عرفتك.. بس إنتي أحلى.. عكل حال.. أنا مستغربة من كلامك وحاسة إنه كتير غريب يا أمي.. قلتلها ليه بتقوليلي يا أمي؟!.. حكت قلتلك بحكي لكل البنات هيك حتى العاملات.. مستغربة كيف حرف تخيلتيه طلع محفور.. قلتلها على نفس الطاولة يلي خبرني عنها.. مبارح إحتفل هون بعيد ميلادي وكان المكان فاضي وأكلنا ورقصنا.. ضحكت وقالت أنا بقفل قبل المغرب.. إجيتي بالليل؟!.. حكيتلها حقك تضحكي إذا أنا خايفة من نفسي وصار الموضوع فعلاً بضحك.. حكتلي بس كلامك بغاية الجديّة.. رح أساعدك.. يمكن يكون يلي ببالي صح.. إنتي خيالية صح؟!.. قلتلها صحيح.. حكت بتقرأي كتير أو بتكتبي؟!.. حكيتلها أنا شاعرة.. وبنشر بالجريدة قصائد شعر.. قالت توقعت.. وحساسة وعاطفية وبتحسي نفسك مو مفهومة بالمحيط يلي عايشة فيه!.. هزيت براسي إنه صح!.. قالت كل هاد أثر فيكي يا... شو إسمك؟!.. حكيتلها ياقوت.. قالت حتى إسمك حلو وعاطفي.. ياقوت يا أمي هاد يلي عايشيتيه إسمه أحلام اليقظة.. يعني خيال بخيال.. قلتلها صح أنا يلي جبته لحياتي من أول قصيدة كتبتها لإله ومن وقتها ظهر بحياتي وصرت أكتب مذكراتي معه.. بس كل شي كان يصير عم يقلي إني ما عم بحلم لا بنومي ولا بيقظتي.. أنا لما بسرح فيه بوقت هادي كله سكون.. بحس كل شي عم بصير حقيقة حتى لمسة إيده بحس فيها!.. وفجأة سمعت صوت أغنية برا.. شافتني مدهوشة.. حكت شو في؟!.. قلتلها صوت الأغنية!.. يلي سمعني ياها!.. حكت إهدي.. أنا ما رح أكذبك بس بدي تعرفي إنه ما في شي بظهر بواقعنا وبنكون حاسين نفسنا متخيلينه إلا وبنكون شايفينه بالواقع بحياتنا هي الحقيقية.. أكيد إنتي سبق وجيتي لهالمقهى.. يمكن من سنة يمكن من سنتين يمكن من عشرة أو من وقت كنتي صغيرة.. ويمكن شفتي الحرف وإنطبع بذاكرتك لليوم واليوم لشفتيه!.. لأنه هالمقهى قديم كتير وورثته عن بابا الله يرحمه يا أمي.. وبالنسبة للأغنية لا تنسي إنه هي جديدة وصدرت من شهر يعني الكل عم يسمعها وطبيعي نحطها بالمقهى بما إنها هادية..
#أسير_خيالي_قصص

#أسير_خيالي_6 #أسير_خيالي

الحلقة السادسة

شفت برا دبابات.. وجنود حاملين أسلحة.. كنت مرعوبة.. القوات البريطانية غزت البلد!.. قفلت وئام المقهى وطلعو كل الناس منه.. وأنا صرت بركض لوصلت البيت.. شفت أخواتي عم يركضو بالحي وداخلين قبلي على البيت.. والدبابات بكل الشوارع!!!.. خفت كتير ودخلت البيت.. أمي كانت مستنفرة وطلبت من إيناس تقفل الباب بالمفتاح.. ودخّلت رواد للبيت.. كان بعرج برجله وخايف.. ويلي إنتبهت عليه إنه في شخص غريب عنا بالبيت!!.. قاعد مع بابا بالصالة.. وعم يحكو طبيعي برغم الوضع يلي برا.. كان بدي أعرف مين هوه.. شكلّه أنيق وراقي ومن طبقة عالية كثير!.. أمي قالتلي إطلعي فوق متل أخواتك بسرعة.. حكيتلها مين هاد؟!.. عبست بغضب وقالت لفوق بسرعة!.. الشخص هاد لمحني وبقيّت عينه لعندي.. وحتى وبابا عم يحكي معه بقي عم يتطلّع عليّه وحتى وأنا طالعة على الدرج شفته عم يتطلّع عليّه لإختفيت.. طلعت لغرفتي وكنت مرعوبة.. معقول القوات يدخلو لبيتنا يقتحمونا؟!.. معقول يقتلونا؟!.. معقول أموت؟!.. أموت بدون لأعرف الحقيقة.. حقيقة آسر.. كلام وئام بقي براسي.. وخبّيت ورقة عنوان بيتها بدفاتري.. كنت رح أبكي وضايعة.. وإيدي كانت عم ترجف.. وكنت مترددة أحطها عى قلبي متل ما قلي آسر.. بس حطيتها!.. حطيتها لأحس بالأمان وأكون قويّة متل ما قلي لأحس بقلبه القوي!.. فتحت الدفاتر وكتبت المذكرات.. وكنت بفكر بالشخص يلي تحت.. مين؟!.. كنت عم بشك بوجود أي شب بشوفه.. وهاد أول مرة بشوفه ببيتنا.. وكأنه الموضوع قوي كتير بينه وبين بابا.. بدي أعرف مين!.. بس ما قدرت أنزل.. أمي لو شافتني ممكن تضربني قدامه وما يهمها.. حاولت أطلع من الباب.. فتحته شوي.. الممر فاضي.. طلعت وقفت عند الدرج.. كان الصوت منخفض.. بس مو سامعة شي!!.. وفجأة سمعت صوت إنفجار برا.. الدبابات عم يضربو نار.. بابا عم بنادي.. ياقوت حياة إنجي.. إنزلو بسرعة!.. خواتي ركضو من غرفهم ونزلو وأنا عيوني كانو عين على الدرج وعين على غرفتي.. بدي دفاتري.. بدي القصائد.. بدي آسر!.. وين رح نروح!!!.. أمي صرّخت وين ياقوت!.. تركت باب غرفتي مفتوح والدفاتر على مكتبي مفتوحين ونزلت بسرعة أركض.. حكا بابا خلينا ننزل للملجئ.. نزلنا من الدرج السفلي يلي بوصّل للقبو.. وبالأرضية كان في باب صغير بالأرض.. فتحه بابا ونزلنا.. الشب نزل معنا وحتى رواد وإيناس.. قال الشب كان متوقع التوقيت.. وما بنعرف شو اللي جاي أو لوين لسه رايحة الحرب.. قال بابا العثمانيين جاهزين للرد بكل قوة.. كان نفسي أهرب وأهرّب بناتي لبلد آمن قبل الغزو.. بس للأسف الهجوم كان سريع.. والأزمة يلي أنا فيها بدها أشهر لتخلص.. نحنا صرنا بخطر.. وصرت خايف على بناتي.. كان بابا عم يبكي.. والشب قلّه.. أنا موجود.. إعتبرني متل إبنك.. صحيح من أيام لعرفتك بس من بعد اليوم في شي تجاهك وتجاه عيلتك دخل قلبي.. يمكن لأني فقدت عيلتي كلهم بالحرب.. لا تخاف على بناتك.. يمكن هون أأمنلهم من أي مكان.. الحرب عم تنتشر وواصلة كل العالم.. ما في مكان آمن.. حكتله أمي شو يلي بخليك تشتري أراضي خلال أزمة حرب طاحنة؟!.. بصراحة نحنا ما توقعنا نطلع من هالأزمة لسنين وإنصدمنا من إنه في مشتري للأراضي رح يطلعنا من مصيبتنا قبل ليصفينا البنك بالشارع.. قال لأنه دائماً في أمل.. حتى لو الأراضي ضاعت والقوات البريطانية إستولت عليها متل بيوت هالبلد.. لازم يضل في أمل ولازم نغامر ونجرب.. وأنا رجل أعمال معروف والربح والخسارة بالنسبة لإلي وارد.. ما عمري فكرت مرتين ولا ترددت بقرار.. يلي بحكيلي عنه قلبي باخد فيه وما بتراجع عنه.. لأني بوثق فيه.. شفته بتطلع عليّه بطرف عينه.. كان غريب وبرغم الرعب يلي نحنا فيه مو خايف!.. معقول بسبب موت أهله!.. قال ليه الكل خايف.. صدقوني الحرب رح تخلص.. رح تخلص يا بنات.. ورح تقولو بسام قال هالكلام ورح تتذكروه.. قلّه بابا إنت طلعتلي من السما وخلصتني من مصيبتي.. هالبيت غالي عليّه وبنيته بعرق جبيني.. وإنت أنقذتني يا إبني ونحنا من هالليلة صرنا عيلتك.. كان صوت الإنفجارات قوي.. وكنا بنحس رح يوقع البيت علينا.. حكت أمي هربنا وما نزلنا أكل وشرب.. وما بنعرف متى رح نضل هون.. قلتلها أنا مستعدة أطلع وأجيب أكل.. حكت أمي بعصبية إنتي خليكي مع أخواتك وبس!.. إنتبه بسام على معاملة أمي القاسية ونظراتها بالأخص لإلي وشفته مستغرب.. أنا كان بدي أطلع من هون.. كنت عم بختنق بهالغرفة المظلمة المتر بمتر أكتر ما أنا مخنوقة.. قالت إيناس إنتي خليكي بأمان يا خانم.. أنا مستعدة أطلع.. عالأقل إنتو عندكم مين تعيشو لإله بس أنا ما عندي.. حكت أمي وبنتك؟!.. قالت أبوها ما رح يتركها لإلي لا اليوم ولا بكرا.. رح يهرب من البلدة أنا عارفة.. وحاسة إني رح أفقدها.. كان بدي أطلع وأجيب الدفاتر.. كنت بحس إنه لو إحترقو رح أحترق معهم.. قلتلهم طلعوني بدي أطلع.. شدّتني أمي من إيدي وقالت بصوت منخفض بعصبية.. لوين طالعة؟!.. أقعدي مكانك ولا تفضيحنا!..
#أسير_خيالي_قصص

#أسير_خيالي_10 #أسير_خيالي

الحلقة العاشرة

نهاية يوليو 1917.. كانت الحرب لسه بالمنطقة ومعارك طاحنة بتصير بعيدة عنا بس كنا عم نسمع بالراديو كل الأخبار.. وكل هالشي كان يأثر علينا.. كنت لسه عند وئام.. وقلبي عند بابا وكان بدي أعرف أخبارهم.. بالليل كنا بنسهر أنا ووئام وكانت بتقرأ مذكراتي وأنا بكتب يلي صار بيومياتي معها.. وكانت بتحكيلي شو بتعرف عن التخاطر من خبرتها وقراءتها لكتير كتب قديمة مهمة كانو بستهووها لأسباب شخصية ما كانت قادرة تحكي عنها بالوقت الحالي.. القوات كانوا بسمحولنا نطلع من البيت بوقت معيّن ونرجع لبيوتنا وملاجئنا بعد ما نسمع صافرات الإنذار.. وكنت بطلع مع وئام نشتري الأكل بالنهار وأرجع على البيت.. وكانت بتفتح المقهى الصبح فترة ثلاث ساعات وبترجع بعد الظهر.. وأنا كان لازم أبقى بأمان بالبيت.. رجعت بعد الظهر وخبّرتني إنه نفس الشب يلي شفته آخر مرة بالمقهى ولحقته رجع بعد ما القوات البريطانية سمحولنا نفتح المقاهي بأمر من الجنرال إدموند.. وراحت كلّمته وسألته إذا إسمه آسر.. قلّها لأ.. إسمه أنور بس بعرف واحد إسمه آسر!!.. وبس سألته شو بعرف عنه قال إنه صديقه وحالياً معتقل بسجون العثمانيين.. قلتلها يعني هوه من أصول بريطانية!!.. قالت لأ منا وفينا بس ما قال هالشي بس أكيد في سبب لإعتقاله.. سألتها متى أعتقل حكتلي من نيسان سنة 1915.. وقبل هالسنة كان بعاني من مشاكل صعبة.. قلتلها كان عم بعاني متلي!.. آسر موجود وكان حاسس فيني!.. وأنا كمان!.. كنت بقمة فرحي لكن حاسة بريبة وسألتها إذا هوه معتقل مين يلي كان حوالين بيتنا؟!.. ومين يلي خطف نضال!.. حكت معقول بسبب الهجوم البريطاني هرب من السجن أو حتى قبل؟!.. عكل حال أنور حابب يشوفك لأني حكيتله بشكل مختصر عن الموضوع!.. بس لازم نكون حذرين لأنه نحنا ما بنعرف آسر ولا حتى هالشخص أبداً.. لازم تشوفيه بالمقهى بكرا.. لأنه أنا ما فيني أدخّله لبيتي!.. الصبح طلعت من البيت وخبيت السيف تحت ملابسي.. شفت بسام بنتظرني برا!!.. انصدمت وقلتله كيف عرفت إني هون!.. قال شفتك بالسوق.. نضال وصل البيت وقال إنه بعرف وينك ورح يوصلك.. حكيتله عم تقول هيك لأرجع.. بس أنا صعب أرجع للبيت.. بس بدي أعرف كيف بابا.. قال بخير بس أمك كذبت عليكي.. أبوكي ما كان بعرف إنه أمك رح تطردك ولهلأ عم يسأل وينك.. فكرك طلعتي بإرادتك.. خلينا نتزوج ورح أحميكي من نضال.. قلتله أنا ما بحبك ويمكن صرت تعرف عن آسر وشو عملت عشانه.. إختصر على نفسك واتركني ولا تلحقني.. قال بحلفلك إنه نضال كان ببيتكم وهددني بالقتل ورح يستولي على البيت ويطرد أخواتك وأمك وأبوكي.. صار من الجنود البريطانيين وعارفة هلأ أي شخص منهم فيه يعمل أي شي بدون عقاب.. حكيتله أنا لازم أروح انت عم تأخرني.. صار يحكي وأنا خسرت نص أموالي لأحمي عيلتك وما بحب أطلع خسران!.. قلتله أنا ما جبرتك ومو أنا دخلتك بيتنا وطلبت منك تنقذنا.. وأنا مو صفقة لحتى تربحها أو تخسرها متل أموالك.. صار يقول ما بعنيني أخسر أموالي بس ما أخسرك.. حاسس إني حبيتك وياريت تفهمي هالكلام!.. وبنفس الوقت ما بحب أطلع خسران على الجهتين.. عالأقل أخسر شي واحد!.. حاولت أمشي رجّعني وشد إيدي.. قلّي ما فيكي تعملي هيك!.. تأكدي إنك رح تخسري أبوكي بعد ما تخسري نفسك.. أبوكي مريض وكان منهار مبارح.. وعم يهلوس فيكي وبأمه.. وخبرنا بشي حتى أمك إنصدمت منه.. قلتله شو؟!.. قال أمه إندفنت بالحديقة تحت شباك غرفتك جنب شجرة البلوط!.. وأوهم عيلته إنها بقيت بالبير.. يمكن لهيك إختار هالمكان ليبني البيت.. تأكدي إنه بحبك أكتر بنت من بناته.. ورح يموت إذا صرلك شي.. إنتي حابة يموت بحسرته؟!.. قلتله طيب شو اعمل.. أمي ما بدها ياني وأخواتي بدهم يموتوني.. كانو رح يسمّوني!!.. قال أنا بحميكي بس إرجعي.. حكيتله ونضال بس يعرف إني رجعت ما رح يتركني.. قال إرجعي وشوفي كيف رح أحميكي منه.. أنا بقدر أأثر على أشخاص بسلطات عليا ليحطوله حد.. هوه مجرد جندي وممكن ننهيه بلحظة.. وهوه تقريباً عرف وينك.. وقال إنه عارف كتير أشياء أولها عن آسر.. قلتله إسبقني على البيت وأنا رح أروح لمكان وأرجع على بيتي.. قال وأنا رح أستناكي.. بس رح أبقى وراكي.. رحت للمقهى كان الشخص قاعد على الطاولة ومو شايفته غير من ورا.. وكانت وئام مو موجودة.. قرّبت منه وحكيتله أنور؟.. لف وجهه وكنت مصدومة!!.. كان نضال!.. قلّي أهلا وسهلا.. حكيتله شو جابك لهون!.. وليه قاعد على هالطاولة؟!.. حاولت أبعد وأروح لوئام.. شدّني من إيدي وقلّي بدك تعرفي وين الشخص يلي كان عم يستناكي؟!.. قلتله وينه!.. حكالي قتلته.. حكيتله وانت كيف عرفته!.. كيف قدرت تعرف كل هالتفاصيل؟!.. مو قلت إنه آسر يلي خطفك وأذاك؟!.. قال صحيح.. بس الظاهر طلع في أكثر من آسر.. وأنا لازم أتأكد من هوية الشخص الحقيقي لأقتله وأحرق قلبك قبل لتشوفيه!.. كنت مصدومة من كلامه وقلتله إنت شو بدك مني؟!.. قال تتزوجيني..
#أسير_خيالي_قصص

#أسير_خيالي_11 #أسير_خيالي

الحلقة الحادية عشر

إنصدمت وقلتلها ما توقعتك تكوني بهالنذالة.. هلأ عرفت ليه كنتي مختفية.. إتفقتي معه!.. بشو أغراكي بالمال ولا بالزواج؟!.. فهميني!.. قالت بعدين بتعرفي.. قال نضال سلام رح تيجي وتعيش عندكم والليلة إنتي بترجعي.. قلتله شو عم تخطط وشو بدك تعمل إنت وهيّه؟!.. كل هاد لأني ما قبلت فيك.. قال عشان روح عمّك ترتاح.. إذا بدك أحمي آسر المسجون وأطلعه لتشوفيه الليلة بترجعي لغرفتك.. كان بضحك وكنت عارفة انه كذاب وعم يخطط لينتقم مني بس ما كنت عارفة كيف قدر يعرف.. طلع من المقهى وضلت سلام قاعدة.. قلتلها كيف عرفتو!.. كيف عرف كل شي!.. قالت بتتذكري اليوم يلي خبرتيني فيه إنه آسر بحرس البيت وأنا نزلت أركض للحديقة!.. قلتلها بتذكر ومن هاليوم إختفيتي وما عدت شفتك.. قالت فعلاً كان في شخص برا.. وكان بعرف إني موجودة عندك وعم نحكي عنه.. وقلي إذا ما بقرب من نضال رح يقتلني.. وإنه بعرف سر عن عيلتكم ورح يفضحه عن قريب.. قلي إنه نضال بالمستشفى ولازم أروحله بكرا.. ووقتها كان رواد بالشارع وبس دخل للبيت إختفى هالشخص ورا شجرة البلوط بالعتمة وقتها دخلت مرتبكة وأمك سألتني شو في!.. قلتلها ياقوت عم تتوهم وتقريباً عم تشوف رواد حالياً إنه آسر.. وأمك قالت لأبوكي.. بس أنا كنت خايفة لأنه صرت بحس هالشخص قريب مني بكل مكان ورح يقتلني.. وقررت أروح عالمستشفى.. كان وضع نضال صعب.. وواضح إنه متعرض لضرب قوي.. حكيتله عن يلي صار ومن وقتها إتفقنا عليكي.. لا أنا بعرف مين هالشخص ولا هوه بعرف!.. كل يلي بنعرفه إنه آسر!.. بالإسم!.. قلتلها شو مصلحته؟!.. حكت ما بعرف.. الظاهر إنك ما عم تتوهمي وهالإنسان موجود.. بس شو غايته منك ومنا كلنا ما بنعرف.. نضال يلي عمله طبيعي.. أي شخص بمكانه بعمل هيك.. لأنه إنأذى منك ومن شخص إنتي بتعرفيه.. وأنا مهددة وحياتي أغلى منك ياقوت!.. فلا تلوميني ولا تلوميه.. لومي نفسك.. إنتي مين بتعرفي!.. مشيت من صالة المقهى وكنت ضايعة ودخلت لغرفة وئام وقلتلها كل شي.. حكت هددني بالسلاح وقلي ما أطلع من الغرفة وخفت عليكي يا أمي!!.. قلتلها ساعديني.. أنا ضعت كتير.. مو عارفة هالشخص عم يحميني ولا عم يزيد الوجع والقهر عليّه أكتر.. شو بده مني!.. قالت نضال عم يهددك والظاهر فيه يعمل كل شي!.. الليلة إرجعي على البيت.. وأنا ما رح أتركك ويمكن أجي لعندك وأبقى معك بالغرفة.. ووقتها رح نعمل كل يلي بدك ياه.. قلتلك ما عندي شي أخسره من بعد بنتي!.. بس أهم شي إنتي ما تخافي!.. قلتلها عن الكلام يلي قاله بسام.. حكيتلها معقول هالشخص من عيلتنا.. وممكن يكون آسر فعلاً من عيلتنا وأنا عم بتخاطر مع شخص بعرفنا كويّس!.. إذا بعرف جدتي والقصة القديمة يبقى بعرف كل شي عنا.. وأنا سمعته بقول كلمات جدتك والحديقة!.. يبقى كلام بسام يلي قاله اليوم صحيح!.. إنطرق الباب.. كان بسام.. قلتله إنت لسه برا؟!.. حكا شفت نضال طالع وما حبيت أواجهه!.. فكرته أذاكي!.. حكيتله رح أرجع على البيت الليلة.. وإذا حابب تبقى إبقى.. بس أنا ما دخلني بأي شي ممكن يعمله نضال لإلك!.. قال قلتلك ما بحب أخسر شي!.. حكيتله وأنا قلتلك إني مو صفقة.. وصعب تتملكني متل أي شي بتحبه وبتتملكه!.. قلي وأنا ما رح أجبرك.. إذا ما رغبتي من نفسك بالزواج مني ما رح أجبرك.. بالنهاية أنا مو نضال.. حكيتله ممكن أسألك سؤال وتجاوبني بصراحة!.. قلي تفضلي.. قلتله إنت ليش حبيتني؟!.. شفته إرتبك وإتطلع على وئام.. وبعدين قلي عجبتيني.. وعجبتيني من أول مرة شفتك فيها.. حكيتله كيف وضّح أكتر.. قال يعني كل شي فيكي متل ما كنت بحب وبتمنى!.. شعرك الأسود القصير وعيونك العسلية.. ولطيفة وحلوة وبريئة كتير وصوتك حلو وجذاب وفوق هاد شاعرة!.. قلتله بس هيك؟.. هاد يلي عجبك؟!.. قال بس!.. قلتله يبقى إنت ما حبيتني.. الحب أكبر من كلمة عجبتيني وعجبني شكلك!.. وأنا ما فيّه أتزوج واحد بس لأني عجبته وإستهواه منظري!.. قال بس عالأقل أنا حقيقي!.. حكيتله وآسر حقيقي ولهلأ مو مصدقة إنه ممكن يأذيني حتى لو كان مو موجود أو حتى لو كان فعلاً موجود!.. قالتله وئام.. إنت حبيت حدا صعب جداً.. بنت متمسكة بالخيال بشكل لا يوصف وعم تواجه النار لوحدها مع ناس ما برحمو.. نصيحة لا تضيع وقتك.. وخليه لأعمالك وصفقاتك الماليّة ويلي خسرته الأيام بتعوضك ياه.. قال ما تعودت أخسر.. وبتذكر مرة قلتلها إنه دائماً في أمل بالحياة ولازم نجرب ونجازف.. وأنا حابب هالمجازفة وبيكفي إنها وسط حرب.. يعني حتى حياتنا أو موتنا صار مجازفة مع الحياة!.. قال رح أنتظرك بالبيت!.. طلع وأنا بقيت مع وئام.. حكتلي رح نعرف مين آسر الحقيقي لو كان فعلاً حواليكي أو مسجون أو وين ما كان يكون.. علم التخاطر واسع وبعد كل شي قرأناه أكيد رح نعرفه!.. حكيتلها لسه حافظة وصفه عن بيته.. بيت أهله أكيد!.. بس ما قال إسم ولا منطقة وكل يلي قاله إنه البيت ببعد ساعة عنا وقريب من حدا معي!.. شو تفسير آخر جملة!؟.. قالت إشارة لشخص عايش معك..
#أسير_خيالي_قصص

#أسير_خيالي_12 #أسير_خيالي

الحلقة الثانية عشر

كانت أمي عم تصرخ وتنوح وتلطم.. كلنا وقفنا حايرين ومصدومين.. كان الليل لسه بأوله وما كنت عارفة أفسّر شعوري.. كيف صار هيك!.. دخلو أخواتي لعنده يبكو جنبه وأنا كنت بعيدة شوي.. حاولت أقرّب أمي بعدتني وقالتلي إنتي السبب.. مات قهر منك.. ما رح أسامحك ولا هوه مسامحك!.. أخواتي كانو يصرّخو ويتهموني.. وأنا دمعتي كانت واقفة.. رواد سمع الصوت ودخل البيت وشافنا مستنفرين.. وبسام يلي بقي معنا كانت صدمته كبيرة.. أمي منعتني أقرّب من بابا وبقيت تطلب من بسام يطلعني من البيت أنا ووئام.. وإيناس كانت عم تشد على إيدي وتطلب مني أطلع لغرفتي بس أنا كنت مُصرة أودعه لآخر مرة.. قال بسام لأمي وين رح ندفنه؟!.. الوضع برا ما بسمح نطلع.. قالتله وصّاني ندفنه جنب أمه.. السر يلي خبّاه كل هالسنين إعترف فيه لأنه كان حاسس إنه رح يروح عندها.. خلينا نطلعه للحديقة وندفنه جنب شجرة البلوط.. بعد نص ساعة فتحو باب البيت.. وبسام أخد المنكاش وصار يحفر.. إنتبهو على الحفرة العميقة جنب الشجرة مستغربين وكمّلو حفر.. بعد ما وصلو لقاع الأرض شافو آثار عضام!.. جمجمتين!!.. حكت أمي شو هاد!.. وأخواتي كانو مصدومين.. قالت أمي قاللنا إنه أمه بس هون.. يبقى مين يلي دفنه معها!.. قالت لبسام إنزل وتفقد المكان وبعّد هالعضام.. نزل وأمي كانت بتتطلع عليّه بحقد وكإنها بتتمنى ترميني بهالحفرة.. عمل بسام يلي قالته أمي.. وتم دفن بابا.. بعد ما خلّصو أمي حاولت تطردني من البيت وقالت حتى دمعة ما نزلتلك يا عديمة الأخلاق والإحساس!.. بسام دخلني للبيت وطلعني للغرفة ووئام بقيت تهديني.. قالتلي رح نرجع لبيتي.. ورح تعيشي معي.. انا ما رح أتركك.. بنعيش سوا وبكونلك أم وأب وأخت.. باستني ونامت من التعب وأنا بقيت صاحية.. بكيت.. ونزلت دمعتي.. نزلت سخنة كتير.. حسيت إنها حرقت وجهي حرق.. كانت أصعب دمعه ببكيها بحياتي.. وأكترها وجع.. شعرت بإيد مسحت دمعتي.. وكنت مغمضة وعم بعصر عيوني.. فتحت عيوني شفت آسر قبال وجهي.. وعيونه قريبة مني.. قلي لا تبكي.. لا تحزني.. حزنك بشجيني وكل يلي بأذيكي بأذيني.. أبوكي ما كرهك ولا رح يكرهك.. إنتي أكتر حدا حبّه بالحياة.. ويمكن أكتر ما أنا حبيتك.. إتطمني كان بدعيلك بالسعادة وإسمك أول إسم بأخواتك.. شوفي نحنا وين؟!.. إتطلعت شفت نفسي نايمة على العشب بحديقة كلها ورود وورانا بيت صغير حجر حلو كتير والفجر كان عم بشقشق مع صوت العصافير.. قلتله نحنا وين؟!.. قال ببيت أهلي.. بيتك الثاني!.. إذا انوجعتي من عيلتك عيلتي بتحضنك وأهلي هنه أهلك.. وإذا أبوكي غادر لسه عندك أب بعرفك وبحبك وبده يشوفك!.. قلتله أبوك؟.. مسك إيدي وكنا عم نمشي بالحديقة.. قطفلي ورود وعملّي طوق ورد من الزنبق الأبيض.. إبتسمت وقلتله حلوين عروق إيديك البارزين على الورد.. قال مو أحلى من شامات وجهك.. قلتله آسر إنت بتحب الزنبق كتير!.. قال أهلي بحبوه وربوني إني أحبه متلهم.. ربط طوق الورد على راسي وقلّي شكلك كتير حلو فيه ياقوت!.. شو حلو الزنبق لمّا يزيّنه الياقوت!.. قرّب من راسي وباسه.. وقال أنا السعادة لحياتك.. بس إنتي لا تحزني.. أنا معك لآخر نفس بحياتي ورح أضل متمسك فيكي بس تحسي بالضياع لأعطيكي الأمان وقت خوفك.. قلتله إنت خليتني أحب نفسي بالوقت يلي ما كان حدا بالحياة بحبني بالطريقة يلي كان بدي ياها.. أنا بحبك آسر.. حتى بحزني بحبك.. وأنا متهالكة بحبك.. وأنا تعبانة بحبك.. وأنا ولا أي شي فيني قوي بحبك.. إنت الوحيد بالحياة يلي قادر يخليني سعيدة.. إنت الحياة لعمري.. وإنت المكسب الوحيد يلي ربحته من كل خسارة خسرتها.. يا كُل الناس اللي بشوفهم يا كُل إطمئناني.. أحضني آسر.. حضنّي بقوة.. وحكالي شو حلو هالشعور لمّا قلوبنا تكون قريبة!.. قلتله إنت دائماً قلبك قريب مني وعليّه حتى وإنت بعيد.. كل مرة كنت أحط إيدي على قلبي كنت بكون بأمان.. بكون متطمنة.. شو السر آسر؟!.. إبتسم وشد إيدي بحنيّة وأخدني لبيته.. كان الباب مفتوح.. وصوت أمه بتنادي.. آسر.. وينك؟!.. شافتنا وضحكت.. كانت مرة وجهها أبيض منوّر ولابسة قميص أبيض طويل مزركش بألوان باردة هادية.. كانت حاملة صحون أكل وعم تحطهم على طاولة قش جنب مقاعد قش حلوين!.. إبتسمتلي إبتسامة عريضة من قلبها وحطّت الصحون وقالتلي يا روحي إنتي!.. إنتي ياقوت.. ما شاء الله شو حلوة!.. وشو وجهك حلو وناعم.. ما شاء الله تبارك الله.. كنت عارفة إنه إبني رح يختار ملاك الحُسن.. ما أحلى هالطوق الزنبق على راسك يا عُمري.. لايق على عيونك العسلية الواسعة.. باستني وأنا حضنتها.. قالتلي أنا أمك يا قلبي.. دخل أبو آسر من باب البيت الجوّاني.. كان ببتسم وبمشي على عكاز أبيض.. إتطلع على آسر وقلّه ياقوتتنا؟!.. هزّ آسر راسه وأنا قرّبت منه وبوّست إيده وحطيتها على راسي.. قال وأخيراً شفناها.. إنتي شو عملتي بهالولد؟.. سحرتيه يا بنتي.. ما في على لسانه غير ياقوت.. بس والله معه حق..
#أسير_خيالي_قصص

#أسير_خيالي_2 #أسير_خيالي

الحلقة الثانية

ما كنت عارفة شو رح يصير.. خلال دقيقة سمعنا صوت طلق نار.. كان بابا عم بضرب طلق من مسدسه.. وأخواتي بقيو يتطلعو من الشباك وأمي بتسألهم مين شايفين برا؟!.. قالت حياة شايفة خيال بابا واقف جنب باب البيت وما عم يتحرّك!.. إتطلّعت عليّه أمي نظرة حقد وحكتلي حسابك رح يكون عسير يا ياقوت.. نزلو كلهم لتحت وأنا بقيت بالغرفة.. سمعت باب البيت سكّر.. وأنا سكّرت الشباك.. ورحت لآخر الباب لأسمع شو بصير تحت.. سمعت صوت أمي بتحكي بنبرة عالية وبتقول.. إذا ما كان في حدا يبقى مين ضرب الحجرة؟!.. البنت بتكذب ومن بكرا بتخبر أخوك يجي مع أبنه لنزوجهم.. لأنه إذا انعرف الموضوع رح ننفضح بالحي.. لا تعطف عليها ولا ترأف بحالها من هاليوم!.. وأنا بكرا الصبح رح أفرجيكم شو رح أعمل.. نفخت على الشمع وطفيت الفوانيس وكنت بسأل نفسي لوقت ما نمت.. أمي شو رح تعمل وأنا شو لازم أعمل لو زوجوني بالغصب!.. بقيت بالغرفة بالظلمة لوقت ما إختفى صوتهم واخواتي راحو على غرفهم والبيت هدي.. وخلال الهدوء سمعت صوته بأذني قريب كتير منّي.. قلّي ياقوت أنا جنبك.. ورح أدافع عنك.. متل ما دافعتي عن القصائد يلي كتبتيهم لإلي.. وما رح أتركك لأي شخص ثاني.. حسيت فيه بشدّني من إيدي.. طلعني من البيت وصرنا برا بالسهل الواسع بالليل على ضو القمر وتحت سما كلها نجوم.. كان الجو بارد وكان لابس معطف فرو طويل.. شلحه ولبسني ياه.. كان أنفه أحمر ووجهه أحمر.. أما أنا فكان شعري عم يطير عالهوا.. ضحكلي وقلّي طلعتك.. شفتي شو سهل الموضوع.. لا تخافي مستحيل أتركك لأي شخص ثاني.. قلتله إنت يلي ضربت الحجرة!.. أنا ما بعرف مين كان برا.. وقلتلهم هيك لأبعدهم عن الغرفة ولأحمي القصائد والدفاتر.. خفت يمزعوهم.. بتعرف قديش عشنا أحداث سوا يا آسر.. ما هان عليه يضيع كل شي.. حكالي أنا جنبك ياقوت.. ليه إنتي ما بدك تصدقي!.. قلتله لأنه كان يصير كتير أشياء كنت بحس إنها غامضة وما إلها تفسير.. ما كنت عارفة مين بعملها.. وما عرفت مين وراها.. قال أنا.. صدقيني أنا!.. شوفي النجوم شو حلوين.. وحياة عيونك ما رح أتركك لأي شخص ثاني.. قلتله بس أنا خايفة أمي بكرا تزوجني لنضال.. ما بعرف هاد كيف دخل لحياتي فجأة.. قلّي إنتي ما تعملي ولا شي.. ولا تفكري حتى بموضوعه.. إتركي كل شي يصير زي ما انا خططتله.. ورح أحميكي زي ما كنت دائماً أحميكي.. إنتي كنتي حاسة إني جنبك وأنا ما تركتك.. كيف بدك أتركك هلأ؟!.. قلتله طيب ما رح أفكر.. أنا هلأ بس بدي أبقى معك ونشوف النجوم سوا.. نام على العشب وشد إيدي وحط راسي على كتفه.. حكالي شايفه النجمة الكبيرة الضاوية يلي هناك بعيد شوفي وين عم بأشر بأصبعي.. قلتله شايفتها.. قلّي رح آخدك عليها.. قلتله بس هيك صعب!.. قال ما في شي صعب وأنا معك ياقوت.. إنتي متل هالنجمة.. بتلمعي وقلبك متل الياقوته البيضة.. بس ما حدا عارف قيمتك وثمنك.. بس بيكفي إنه أنا عارف.
#أسير_خيالي_قصص

#أسير_خيالي_7 #أسير_خيالي

الحلقة السابعة

قرّب لعندي ووجّه البندقية على وجهي.. وأنا كنت على السرير متشنّجة والدفاتر كلهم على المكتب.. رجع نزّلها وقال لسه بكير شوي!.. قرّب من الدفاتر وفتحهم.. صار يقرأ ويضحك.. حكالي بسبب هاد قتلتي أبي!.. قلتله أنا ما قتلته.. حاولت أخد الدفاتر دفعني على السرير وصار يقرأ ويضحك بصوت عالي.. قلّي يا عيني عالحب.. والضحية كان أغلى شخص بحياتي!.. حكيتله مين قلك؟!.. ومين يلي أخدك من البيت!.. صرّخ بغضب.. آسر!.. حبيبك!!.. بس لسه ما شفتو شي.. ما رح أقتلك.. رح أخليكي تشتهي الموت وما تلاقيه.. ورح أحرمك منه قبل لتشوفه عينك!.. قمت عن السرير وحكيتله يعني إنت بتعرف كل شي!.. بتعرف إنه موجود وإني ما شفته؟!.. وينه قلي؟!.. أذيته؟!.. أنا كنت عارفة إنه موجود عنجد وحاسس فيني!!.. قال ولا رح تشوفيه بحياتك.. حكيتله قتلته؟!.. ضحك.. وأنا كنت عم بغلي.. إتطلعت على ملابسه وقلتله إنضميت للقوات البريطانية؟!.. وخنت وطنك؟!.. قال لأدمّر حياتك.. القوة لإلنا ورح أستولي على كل شي حتى هالبيت.. رح أدمركم متل ما دمرتوني وحرقتو قلبي على أبي إنتي وعيلتك!.. حكيتله أهلي ما دخلهم!!.. إذا بتمس شعرة من بابا رح أدمّرك.. صار يضحك ومسك الدفاتر ورماهم على وجهي وحكالي.. كمّلي خيالك لأنك رح تضلي طول عمرك محبوسة فيه.. ورح تموتي وما رح تشوفي حبيب قلبك.. بوعدك!.. طلع من الغرفة وأنا بقيت مصدومة!.. خفت يكون أذى حدا من عيلتي.. توقعته عم يكذب وتوقعت يكون الشخص يلي دخل بيتنا مرتين وضرب الحجرة!.. بس كل أفكاري كانت ترجعني لورا لأنه ما عندي دليل.. وما بعرف كيف عرف كل شي وهوه مخطوف!.. شو يلي صار وشو الحقيقة؟!!!.. طلعت من الغرفة ونزلت على الدرج كان بسام واقع لآخر الدرج وكانت الصالة فاضية.. قرّبت منه وناديته.. فكّرته قتله بس كان لسه عم يتنفس بس راسه أزرق.. رحت بإتجاه القبو لقيت بابا عم يمشي.. حكالي شو صار؟!.. قلتله نضال كان هون ودخل البيت وإعتدى على بسام.. قرّب من باب البيت وشاف القفل مكسور.. قال أثر لرصاصة.. أكيد ونحنا تحت فتحه ودخل البيت.. قرّب من بسام وحرّك راسه.. فتّح عيونه وقلّه راسي بوجعني من ورا.. ضربني بالبندقية وسقطت عن الدرج.. أنا بخير عمّي.. قام وبابا قلّي خديه حطيله ثلج.. أخدته للمطبخ وحطيتله ثلج وكنت عم بتذكر كلام آسر.. لا تقرّبي منه لأنه عم يحبك!.. شفت نظراته كانت غريبة.. سألني إنتي بخير؟!.. عملّك شي؟!.. قلتله لأ وأنا بخير.. هاد مو جندي بريطاني.. هاد إبن عمي.. إنصدم وقال شو بده منك؟!.. حكيتله جاي ينتقم!.. دخل رواد للمطبخ وشافني عم بحطلّه ثلج.. قلتله البيك برا بالصالة عم يحاول يقفل الباب روح ساعده!.. إتطلع بحقد ودخل لجوا.. بسام كانت عيونه قريبة مني.. قلّي مين آسر يلي كنتي عم تحكي عنه؟!.. شلت الثلج وحكيتله أظن أنك صرت بخير.. أنا رح أنزل لعند أخواتي.. تركته ونزلت للملجئ.. كانت أمي غضبانة وبدها تاكلني.. وأول ما صرت عندها بدأت تسأل.. قلتلها نضال عرف كل شي وعم يهددنا.. وعم يحملنا ذنب موت أبوه.. بدي أعرف كيف عرف!.. أكيد في شخص من البيت سرّب كل شي صار.. أنا متأكدة!.. قالت حياة عم تتهمينا؟!.. حكت إنجي فعلاً إنك وقحة وغبية.. نحنا ليه لنحكيله ؟!.. كيف نأذي بابا وأمي.. وكيف لسه إلك عين تتكلمي!.. صفنت أمي وقالت ما رح نخلص من هالعيلة.. وكله بسببك!.. الله يلعنك ويلعن جدتك ويلعن إسمك النحس!.. كنت عارفة رح نوصل لهاليوم بسبب إسمك النحس!.. قلتلهم ما رح أترككم ويا ويلكم إذا إنتو يلي قلتو!.. صرّخت إنجي وقالت.. إنتي وحدة مريضة ومفصومة.. عم تهددينا فوق الخراب يلي صابنا منك.. قلتلها بتعملوها.. متل ما !.. شفت إيناس عم تتطلع عليّه خايفة.. قالت حياة متل ما شو؟!.. وفجأة نزل رواد للمجلئ.. كنت شاكة فيه.. قالتله أمي وين البيك؟!.. قال على وصول لهون.. كان عم يربط الباب بالحبل ويقفله كويّس.. لأنه يلي دخل البيت كسر القفل برصاصة.. قلتله يا ويلك يا رواد.. يا ويلك تكون إنت يلي حكيت لنضال كل شي صار بالبيت.. رح أقتلك بإيدي.. قلي شو عم تقولي ياقوت خانم؟!.. أنا ليه لأخونكم!.. لو ما جلال بيك واثق فيّه ما كان رح.. قلتله يزوجك ياني؟!.. ما تحلم تلمس ظفري.. وإذا كنت إنت يلي ضربت النار على رجلك العرجة هي لتوهمنا بوجود آسر برا وتبعد الشكوك عنك فبتكون فعلاً غبي ومتخلف مو بس على البركة متل ما بقولو.. لأنك ما رح بتكون إستفدت شي غير إنك صرت عاهه!.. صرت أبتسم وأمي قالتلي إخرسي.. صوتك ما بدي أسمعه!.. والله لو يقتلوكي قدامي ما رح بهتم!.. قال رواد أنا صحيح على البركة يا خانم بس عالأقل حبيتك من قلبي.. وحبيتك من زمان مو من أول ما طلب مني جلال بيك نتزوج.. وبكفي إني خدمت أهلك وعنتهم طول عمري وكنت وفي وما دخلت بيتكم متل الحرامية وهددت وحاول أقتل والدك لأحصل عليكي.. ولا إخترتك لأتزوجك من بين أخواتك بسهرة عائلية بدون لأعرفك كويّس..
#أسير_خيالي_قصص

#أسير_خيالي_8 #أسير_خيالي

الحلقة الثامنة

الأول من يوليو 1917.. إنتقلت بعض القوات البريطانية لبلدين للبدأ بمعارك طاحنة مع العثمانيين.. وأمر الجنرال إدموند هنري قائد المعارك بالهجوم السريع للإستيلاء على بلادهم وأراضيهم ومن ضمنهم القدس بعد إستيلاءه على نصف الأراضي يلي ببلدنا.. وصلتنا رسالة بتوقيع نضال.. بإنه الأراضي يلي بسام إشتراهم من بابا وأنقذه من السجن بسببهم إستولى عليهم بالقوة مع مجموعة جنود بريطانيين.. وكان تهديده واضح بالإستيلاء القريب على البيت.. بابا ما تحمّل الصدمة بإنه إبن أخوه يقلب عدوّه متل أخوه زمان.. وصار خايف على البيت.. وخجلان من بسام لأنه خسّره عشرات الآلاف بدون فائدة.. وعرض عليه البيت لياخده بنصف سعر الأراضي ويعطيه النصف الباقي مال.. بسام رفض وقال هالبيت هوه الأمان الوحيد إلك ولبناتك بوسط هالحرب العالمية الطاحنة وبكل مكان ما في أمان.. بس الخوف من نضال لأنه عم يحط عين البريطانيين عليكم وبما أنه هالبيت بسوى ملايين فبكون فريسة سهلة لإلهم وأكيد ما رح يترككم ولا رح يترك ياقوت.. لهيك طلب من بابا إنه يتزوجني ليحميني منه.. وقلّه إنه أعجب فيّه وحبني من أول يوم شافني فيه.. بابا قبل فوراً وأنا رفضت فوراً.. وعيون رواد كانت عم تقدح شرار.. أمي أخدتني للغرفة وإستفردت فيّه.. هددتني وشو كان صعب إنه أم تهدد بنتها.. حكتلي هي آخر فرصة لإلك.. ولوجودك هون بهالبيت.. إذا ما قبلتي بالزواج من بسام بتكوني جنيتي على حالك.. مو كل مرة رح يجيكي واحد مليونير ويطلب الزواج منك!!.. هالزلمة ما رح يتكرر بحياتك ولو حفيتي عمرك كله تدوّري لتلاقي متله.. صدقيني أنا نفذ صبري وطفح الكيل معي.. عم بعطيكي آخر فرصة.. يا بتقبلي فيه يا بتحملي حالك وبتنقلعي لبرا وبحياتك ما رح تشوفينا.. رح نتبرى منك للأبد.. ولا حياتك ولا موتك بعودو يعنونا.. وإنتي عارفة إني مسيطرة ورأي أبوكي بهالبيت من رأيي.. إختاري هلأ.. يا آسر يا نحنا.. يا بتكوني أنانية وبتحرقي آخر ذكرى لإلك بهالبيت.. يا أما بتوافقي وبتتزوجي وبتبقي بينّا وبتنسي هالجن يلي خرب حياتنا.. قلتلها عن أي ذكريات بتحكي؟!.. أنا شو شفت منكم شي بفرّح وبسر البال!.. بناتك كانو رح يسمّوني.. أنا سمعتهم بأذني عم يتفقو عليّه من ورا بابهم.. لولا آسر وتدخلّه وحمايته لإلي بحرقه لإيديهم الوسخه كان أنا هلأ ميّته.. لو بهاليوم قعدت على السفرة وأكلت الأكل ومتت شو كنت حصّلت منكم؟!.. ما حدا حماني غيره وما حدا وقف معي غيره.. ذكرياتي الحقيقية كلها معه وكل شي صار وعم يصير لهاليوم عم بأكدلي إنه موجود وإنه أفكاري وذكرياتي يلي صنعتها بإيدي معه وبعرفها متل ما أنا بعرفها.. صعب أتركه بعد ما صنعلي الفرح يلي إنتو ما عرفتو تصنعولي ياه.. قالتلي ووينه؟!.. خليه يجي لنشوفه.. خليه يواجهنا على الأقل!.. إذا موجود خليه يطلع ويفرجينا وجهه!!.. لتكوني صدقتي كلام هالمعتوه رواد؟!.. هاد غبي ومستحيل يكون يلي سمعه صحيح.. يا أما أخترعه لنزوجك ياه لأنه ما صدق حاله بس أبوكي قلّه.. أبوكي حط هالإحتمال من أول لحظة وكان ناوي يقتله لأنه شك إنه ممكن يخونه ويفضحه.. وتقريباً هاد يلي صار ورح ننهيه بسبب كلامه!.. هي كانت وسيلته ليكسبك.. ولو خسرك يبقى ما بكون خسر شي!.. إستوعبي وإفهمي إنك متل جدتك وهاد بالزبط يلي صار معها!.. لا تخلّي الماضي يتكرر فيكي والدفاتر القديمة ترجع تنتفح من جديد.. لأنه صدقيني نهايتك رح تكون متلها.. هاد آخر كلام عندي وهلأ لازم تختاري!!.. قلتلها أنا تزوجته ووعدته ووعدي لإله ما رح يتغيّر.. قالتلي يعني خلص إخترتيه!.. سكتت وشحت راسي عنها.. قالتلي بهدوء.. يبقى جهّزي شنطتك هلأ لتطلعي من هالبيت!.. طلعت من الغرفة وتركت الباب مفتوح.. كانت صادقة وبتتكلم جد.. كانت بتضغط عليّه وما صدقت إنه بسام طلبني للزواج.. شافته متل الجاجة يلي رح تبيضلنا ذهب ولازم نستغلها قبل لتروح من إيدنا.. بعد ما نزلت بثواني سمعت طرقة ثانية على الشباك.. نفس صوت الحجرة الصغيرة وهالمرة في شي كان يقلي إستغلي الظرف وإطلعي.. برغم الخوف من المجهول والجنود يلي محاصرين كل البلد برا بدباباتهم وأسلحتهم إلا إنه كان بدي أطلع.. عقابها كان كبير لأني ما كنت مهتمة لإلهم وفضلت آسر وخيالي عليهم وعلى البيت يلي كبرت فيه.. بس ضل ببالي كلامه آخر مرة وتنبيهاته بإني ما أطلع وأبقى أحب أهلي.. بقي الصوت!.. وأنا كنت خايفة ومتوترة.. شكيت برواد.. وفتحت الباب وطلعت.. وقفت بآخر الدرج وحاولت أتطلع على الصالة.. كانت أمي عم تدخّل بابا لغرفته وكان رواد موجود معهم!.. وبسام لسه قاعد وأخواتي عم يحكو معه!.. شفتهم قريبين منه وما كنت عارفة شو عم يحكوله عني!!.. رجعت على الغرفة كانت الخشبة مفتوحة شوي!!.. وصوت الحجرة!.. مين ممكن يكون برا.. كيف موجود برغم الجنود والحصار والمنع من الخروج من الملاجئ والبيوت؟!.. شفت في شي عم يدخل من الخشبة.. قفلت الباب وقرّبت.. كان سيف ضالع فرنسي ذهبي!.. كان عم يدخل ويحفر الخشب..
#أسير_خيالي_قصص

#أسير_خيالي_4 #أسير_خيالي

الحلقة الرابعة

فتحت أمي الراديو.. الأخبار كانت واضحة.. القوات البريطانية بإتجاهها لعنّا.. يلي كان خايف منه بابا رح يصير.. إنه حلفاء الحرب العالمية يقربو منا ويوصلو لشرقنا ولنص بيتنا.. قوات إدموند هنري البريطانية على وصول خلال أيام أو ساعات قليلة!.. بلادنا بخطر وتحت التهديد المسبق للإستيلاء عليها !!.. رح نصير تحت رحمة الإحتلال البريطاني.. شفت الدهشة والخوف على وجه أمي وأخواتي لأول مرة.. وبابا قعد على الكرسي منهك مصدوم.. تركتهم وطلعت ولحقوني أخواتي.. دخلت غرفتي وسمعتهم دخلو غرفهم.. تلمّست الشباك.. وكنت خايفة لأول مرة.. حطّيت إيدي على قلبي وطلّعت الدفاتر.. وكتبت المذكرات يلي صارت وإيدي بترجف.. وكان ملخص الصفحات خوفي من الموت وفقدان آسر.... صباح يونيو 2017.. قمت من النوم وبإيدي الدفاتر.. وعلى وجهي لسه المكياج.. مسحته وضبيت الدفاتر بجرار الكومادينو وفتحت الباب.. أمي لسه بالصالة!!.. قالتلي صباح الخير.. قلتلها ما نمتي؟!.. حكت لسه عم بستناكي.. كيف أنام بعد يلي صار مبارح؟!.. أختي بطلت ترد عليّه.. شو نقول للناس؟!.. كيف إلي عين أطلع وأواجههم.. شو نحكيلهم قوليلي؟!!.. كانت بتحكي بهدوء وبنبرة حزن واضحة.. قلتلها ما بدي ياه.. حكت ليش ما قلتي من الأول!.. بس صار العرس إكتشفتي إنك ما بدي ياه!.. شو بصير معك؟!.. انتي متغيرة من أشهر.. إنتي مو فاتنة بنتي يلي ربيتها.. حاسة إني بحلم.. إنتي حتى قاطعتي أختك لحتى زوجها منعها تدخل بيت أبوها.. فهميني ليش هيك عم تعملي!!.. قعدت جنبها.. حكيتلها ماما أنا مرعوبة.. كانت مصدومة وبتتطلع عليّه.. حكتلي من مين مرعوبة؟!.. قلتلها في شخص دخل حياتي من أشهر.. قلبني وغيّرني.. ودخلني حياته بدون إرادة!.. فجأة صرت حاسيته معي وكل حدث عم يصير معي عم يحكيلي إنه هوه موجود!.. ما كنت عارفة شو أقلّك.. أو شو أحكي لوسيم.. قالت خيانة؟!.. قلتلها بإنفعال.. لأ لأ !!.. أبداً.. إستني.. دخلت على الغرفة وطلعت الدفاتر ورجعت لعندها.. حكيتلها أمي صارحيني.. هدول الدفاتر لمين؟!.. مين يلي دخلهم لبيتنا؟!.. كيف هدول دخلو البيت ولمين من عيلتك؟!.. أخدتهم وقالت ياه!.. هدول من سنين طويلة من قبل لتخلقي!.. كيف وصلو لهون!.. كيف لقيتيهم؟!.. حكيتلها من بعد ما خلصت الجامعة وتخرجت كنت ناوية أضُب كتبي ودفاتري عالسقيفة لحتى ما أكبهم.. حطيتهم بصندوق كرتون وطلعته لفوق.. بتذكر إنك كنتي عند خالتي.. كنت رح أتزحلق من السقيفة.. وارتكيت على صندوق كرتون ثاني بس بدون إرادة وقع من فوق ونزل منه كراكيب وأواني وأشرطة كاسيت وفيديو قديمة وهدول الدفاتر المهترية!.. الصدفة إنهم كانو مفتوحين.. ويلي شدّني لإلهم خط الإيد الحلو يلي مكتوب فيهم.. ولونهم الأحمر الغامق.. قرأت أول صفحة.. كان في كلام حُب وغزل واضح.. فكرتك إنتي كتبتيهم لهيك خبيت عليكي إني أخدتهم.. فكرتك كاتبة عن بابا وإنه يلي رح أقرأه أسرار بينكم.. بس يلي ذهلني إنه كل شي مكتوب قبل مئة سنة!.. ماما مين ياقوت؟!.. قالتلي يا بنتي هي قصة قديمة.. بس أنا مو مهتمة.. خالتك هيه يلي بتعرف كل شي!.. وحتى هالدفاتر أنا مصدومة زيك وما بعرف كيف أجو.. مش عارفة يمكن لما سكنّا البيت خربطنا بين صناديقنا وصناديق أختي.. لأنه نحنا التنتين تزوجنا بنفس اليوم وسكنا بيوتنا بنفس اليوم!.. قالت شو قرأتي فيهم؟!.. وشو يلي صرلك أنا مو فاهمة!!.. حكيتلها في واحد إسمه آسر كان يحب ياقوت وهيه بتحبه.. حكت عن عيلتها كتير وعاشت ظروف صعبة ومميتة.. بس الكلام كله مبهم وبوحي إنه كان هالشخص بخيالها.. بس أنا مو متأكدة.. الدفتر الثالث والأخير بنتهي بدون لتقول شو صار بالنهاية.. المكتوب بشد وبجذب وبخليكي تعيدي القراءة مرتين وتلاتة وعشرة.. أنا ختمت الدفاتر أكتر من عشرين مرة لأفهم وما فهمت.. ضيعتني!.. وعم بحسهم إدمان.. كل ما أقرأ بحس هالشخص معي.. وكأنه بطلب مني أرجع أعيدهم والأغرب إني بكون مبسوطة!.. الأحداث مرة بتحكي فيها عن لحظات حلوة صارت بينها وبينه ومرة بتحكي إنها كانت عم تدوّر عليه.. كأنها كانت عايشة نفس الحالة يلي أنا عايشته هلأ.. لهيك أوقات عم بحس إني بدي ياه.. أنا من أول ما قرأت هالدفاتر الثلاثة وحاسة إنه الشخص يلي عم تحكي عنه جوا حياتي!.. صرت عم بشوفه بكل مكان.. عم بحس بوجوده.. عم تصير أشياء بتوحيلي إنه هون معي.. قالت بسم الله عليكي يا بنتي.. لا تقولي هيك.. قلتلها أمي أنا ما كنت رح أكون مرتاحة لو تزوجت وسيم.. لهيك رفضته.. صدقيني ما خنته وما شفت حدا غيره.. بس مو عارفة أتخلّص من هالشبح يلي أسرني.. بدي اطلع من سجنه وبنفس الوقت مبسوطة فيه.. عم بحسه بحميني حتى من نفسي.. كل شي صار حسسني بوجوده بالواقع!.. قالتلي شو صار؟!.. حكيتلها مو هلأ رح أحكي.. أنا لازم أفهم مين ياقوت وشو سرها مع آسر!.. قالت أمي ياقوت بتقربلنا.. من سلالة عيلتي.. عيلة النفيس.. هاد يلي كنت أسمعه وتكرر إسمها وعنها كتير وأنا صغيرة..