#أسير_خيالي_قصص

#أسير_خيالي_5 #أسير_خيالي

الحلقة الخامسة

غرقو ملابسي بالعصير.. ودخلت مرة من جوا عمرها تقريباً بنص الثلاثين عم تقول شو صار؟!.. وعاملة صارت تمسح الأرض وترفع الكاسات.. قمت وإتطلعت على الطاولة.. كان الشب مختفي!.. قلتلهم وين راح!.. قالت العاملة خليني أمسحلك ملابسك يا خانم.. قلتلها جاوبيني.. كان في شب هناك على طاولة ستة.. قالت المرة.. طلع من ثواني ومشي من جنبك ما انتبهتي؟!.. قمت بسرعة وطلعت من المقهى.. إتطلعت على الشارع ما كان في حدا.. كان لابس جاكيت أسود وعلى راسه برنيطة.. مشيت ودوّرت.. الشارع تقريباً شبه فاضي.. وفي عربتين سيارات نقل.. نادتني المرة.. يا أمي.. أدخلي لأفهم منك.. قلتلها يا أمي؟!.. قالت لا تستغربي أنا بنادي الكل هيك.. أدخلي.. دخلت معها.. أمرت العاملات إنهم يلطفو الجو ويحطو أغنية هادية.. رحت لطاولة ستة.. ركزت فيها.. وتلمستها.. شفت حرف ياء صغير كتير محفور.. وفنجان قهوة عليها لسه موجود.. مسكته وشفته وشميته.. ما قدرت أميّز أي ريحة.. حكتلي المرة شو فيكي يا أمي!.. قلتلها معلش إتركيني شوي.. حكتلي أنا مدام وئام صاحبة المقهى.. ورح أساعدك إذا في شي.. مين يلي كنتي عم تدوّري عليه؟!.. أجت العاملة أخدت الفنجان.. دخلت وئام لجوا.. وأنا لحقتها.. قفلت باب غرفة مكتبها وقالت بشو فيني أساعدك؟!.. قلتلها ما رح تفهميني.. حكت جربي.. قلتلها الشب يلي كان على طاولة ستة دائماً بيجي هون؟!.. حكت أنا ما بنتبه على الزوار.. بس تقريباً.. إنتي بتعرفيه؟!.. قلتلها لأ.. بس أيوه ممكن.. ضحكت وقالت بتحبيه؟!.. حكيتلها ما شفته.. قالت يبقى كيف؟!.. إحترت وتوترت وحكيتلها عم بشوفه.. بس بأوقات معيّنة.. ضحكت وقالت أول مرة بسمع هيك حكي.. كيف صارت؟!.. قلتلها الطاولة محفورة وعليها حرف.. هاد أول حرف بإسمي.. أنا مبارح شفت هاد التفصيل.. قالت وين شفتيه؟!.. قلتلها بالخيال.. عايشة حالة غريبة.. يمكن هلأ بدأت أخاف منها.. بالأول كنت مفكرة كل شي عم يصير صدفة.. وإنه أنا عم أتصوّر إنه هاد الشي صار منه.. ويمكن عم بضحك على حالي لأني كنت مراهقة.. بس مبارح كان عيد ميلادي وصرت عشرين سنة.. يعني بطلت مراهقة.. وصرت متأكدة إنه هاد الشخص موجود فعلاً وإنه خيالي حقيقة مو مجرد سرحان.. قالت يعني هاد يلي طلع من شوي هوه نفسه الشخص يلي إنتي عم تتخيليه؟!.. حكيتلها يمكن لو شفته أو حكيت معه أعرف بس هلأ جوابي هوه لأ.. ممكن لأ.. حكتلي أنا شايفتك بس مو عارفة وين!.. إنتي بنت حدا بالحي؟!.. قلتلها بنت العمدة جلال.. انصدمت وحكت أختك حياة؟!.. قلتلها بتعرفيها.. حكت ايوه.. بتيجي لهون.. بس ما بعرف إذا بتعرفي.. بتيجي مع شب!.. إستغربت وقلتلها نحنا بعاد عن بعض.. لسه صاحبتي سلام أقرب من أخواتي لإلي.. أنا ما بعرف عنهم ولا شي!.. بس كيف إلها الجرأة تدخل المقهى وتقعد معه وأهل الحي بعرفونا؟!.. كيف ما خافت من بابا.. قالت ما بعرف بس ما تقولي إني حكيت.. لو ما فيكي شبه صغير منها ما كنت عرفتك.. بس إنتي أحلى.. عكل حال.. أنا مستغربة من كلامك وحاسة إنه كتير غريب يا أمي.. قلتلها ليه بتقوليلي يا أمي؟!.. حكت قلتلك بحكي لكل البنات هيك حتى العاملات.. مستغربة كيف حرف تخيلتيه طلع محفور.. قلتلها على نفس الطاولة يلي خبرني عنها.. مبارح إحتفل هون بعيد ميلادي وكان المكان فاضي وأكلنا ورقصنا.. ضحكت وقالت أنا بقفل قبل المغرب.. إجيتي بالليل؟!.. حكيتلها حقك تضحكي إذا أنا خايفة من نفسي وصار الموضوع فعلاً بضحك.. حكتلي بس كلامك بغاية الجديّة.. رح أساعدك.. يمكن يكون يلي ببالي صح.. إنتي خيالية صح؟!.. قلتلها صحيح.. حكت بتقرأي كتير أو بتكتبي؟!.. حكيتلها أنا شاعرة.. وبنشر بالجريدة قصائد شعر.. قالت توقعت.. وحساسة وعاطفية وبتحسي نفسك مو مفهومة بالمحيط يلي عايشة فيه!.. هزيت براسي إنه صح!.. قالت كل هاد أثر فيكي يا... شو إسمك؟!.. حكيتلها ياقوت.. قالت حتى إسمك حلو وعاطفي.. ياقوت يا أمي هاد يلي عايشيتيه إسمه أحلام اليقظة.. يعني خيال بخيال.. قلتلها صح أنا يلي جبته لحياتي من أول قصيدة كتبتها لإله ومن وقتها ظهر بحياتي وصرت أكتب مذكراتي معه.. بس كل شي كان يصير عم يقلي إني ما عم بحلم لا بنومي ولا بيقظتي.. أنا لما بسرح فيه بوقت هادي كله سكون.. بحس كل شي عم بصير حقيقة حتى لمسة إيده بحس فيها!.. وفجأة سمعت صوت أغنية برا.. شافتني مدهوشة.. حكت شو في؟!.. قلتلها صوت الأغنية!.. يلي سمعني ياها!.. حكت إهدي.. أنا ما رح أكذبك بس بدي تعرفي إنه ما في شي بظهر بواقعنا وبنكون حاسين نفسنا متخيلينه إلا وبنكون شايفينه بالواقع بحياتنا هي الحقيقية.. أكيد إنتي سبق وجيتي لهالمقهى.. يمكن من سنة يمكن من سنتين يمكن من عشرة أو من وقت كنتي صغيرة.. ويمكن شفتي الحرف وإنطبع بذاكرتك لليوم واليوم لشفتيه!.. لأنه هالمقهى قديم كتير وورثته عن بابا الله يرحمه يا أمي.. وبالنسبة للأغنية لا تنسي إنه هي جديدة وصدرت من شهر يعني الكل عم يسمعها وطبيعي نحطها بالمقهى بما إنها هادية..