#أسير_خيالي_قصص

#أسير_خيالي_6 #أسير_خيالي

الحلقة السادسة

شفت برا دبابات.. وجنود حاملين أسلحة.. كنت مرعوبة.. القوات البريطانية غزت البلد!.. قفلت وئام المقهى وطلعو كل الناس منه.. وأنا صرت بركض لوصلت البيت.. شفت أخواتي عم يركضو بالحي وداخلين قبلي على البيت.. والدبابات بكل الشوارع!!!.. خفت كتير ودخلت البيت.. أمي كانت مستنفرة وطلبت من إيناس تقفل الباب بالمفتاح.. ودخّلت رواد للبيت.. كان بعرج برجله وخايف.. ويلي إنتبهت عليه إنه في شخص غريب عنا بالبيت!!.. قاعد مع بابا بالصالة.. وعم يحكو طبيعي برغم الوضع يلي برا.. كان بدي أعرف مين هوه.. شكلّه أنيق وراقي ومن طبقة عالية كثير!.. أمي قالتلي إطلعي فوق متل أخواتك بسرعة.. حكيتلها مين هاد؟!.. عبست بغضب وقالت لفوق بسرعة!.. الشخص هاد لمحني وبقيّت عينه لعندي.. وحتى وبابا عم يحكي معه بقي عم يتطلّع عليّه وحتى وأنا طالعة على الدرج شفته عم يتطلّع عليّه لإختفيت.. طلعت لغرفتي وكنت مرعوبة.. معقول القوات يدخلو لبيتنا يقتحمونا؟!.. معقول يقتلونا؟!.. معقول أموت؟!.. أموت بدون لأعرف الحقيقة.. حقيقة آسر.. كلام وئام بقي براسي.. وخبّيت ورقة عنوان بيتها بدفاتري.. كنت رح أبكي وضايعة.. وإيدي كانت عم ترجف.. وكنت مترددة أحطها عى قلبي متل ما قلي آسر.. بس حطيتها!.. حطيتها لأحس بالأمان وأكون قويّة متل ما قلي لأحس بقلبه القوي!.. فتحت الدفاتر وكتبت المذكرات.. وكنت بفكر بالشخص يلي تحت.. مين؟!.. كنت عم بشك بوجود أي شب بشوفه.. وهاد أول مرة بشوفه ببيتنا.. وكأنه الموضوع قوي كتير بينه وبين بابا.. بدي أعرف مين!.. بس ما قدرت أنزل.. أمي لو شافتني ممكن تضربني قدامه وما يهمها.. حاولت أطلع من الباب.. فتحته شوي.. الممر فاضي.. طلعت وقفت عند الدرج.. كان الصوت منخفض.. بس مو سامعة شي!!.. وفجأة سمعت صوت إنفجار برا.. الدبابات عم يضربو نار.. بابا عم بنادي.. ياقوت حياة إنجي.. إنزلو بسرعة!.. خواتي ركضو من غرفهم ونزلو وأنا عيوني كانو عين على الدرج وعين على غرفتي.. بدي دفاتري.. بدي القصائد.. بدي آسر!.. وين رح نروح!!!.. أمي صرّخت وين ياقوت!.. تركت باب غرفتي مفتوح والدفاتر على مكتبي مفتوحين ونزلت بسرعة أركض.. حكا بابا خلينا ننزل للملجئ.. نزلنا من الدرج السفلي يلي بوصّل للقبو.. وبالأرضية كان في باب صغير بالأرض.. فتحه بابا ونزلنا.. الشب نزل معنا وحتى رواد وإيناس.. قال الشب كان متوقع التوقيت.. وما بنعرف شو اللي جاي أو لوين لسه رايحة الحرب.. قال بابا العثمانيين جاهزين للرد بكل قوة.. كان نفسي أهرب وأهرّب بناتي لبلد آمن قبل الغزو.. بس للأسف الهجوم كان سريع.. والأزمة يلي أنا فيها بدها أشهر لتخلص.. نحنا صرنا بخطر.. وصرت خايف على بناتي.. كان بابا عم يبكي.. والشب قلّه.. أنا موجود.. إعتبرني متل إبنك.. صحيح من أيام لعرفتك بس من بعد اليوم في شي تجاهك وتجاه عيلتك دخل قلبي.. يمكن لأني فقدت عيلتي كلهم بالحرب.. لا تخاف على بناتك.. يمكن هون أأمنلهم من أي مكان.. الحرب عم تنتشر وواصلة كل العالم.. ما في مكان آمن.. حكتله أمي شو يلي بخليك تشتري أراضي خلال أزمة حرب طاحنة؟!.. بصراحة نحنا ما توقعنا نطلع من هالأزمة لسنين وإنصدمنا من إنه في مشتري للأراضي رح يطلعنا من مصيبتنا قبل ليصفينا البنك بالشارع.. قال لأنه دائماً في أمل.. حتى لو الأراضي ضاعت والقوات البريطانية إستولت عليها متل بيوت هالبلد.. لازم يضل في أمل ولازم نغامر ونجرب.. وأنا رجل أعمال معروف والربح والخسارة بالنسبة لإلي وارد.. ما عمري فكرت مرتين ولا ترددت بقرار.. يلي بحكيلي عنه قلبي باخد فيه وما بتراجع عنه.. لأني بوثق فيه.. شفته بتطلع عليّه بطرف عينه.. كان غريب وبرغم الرعب يلي نحنا فيه مو خايف!.. معقول بسبب موت أهله!.. قال ليه الكل خايف.. صدقوني الحرب رح تخلص.. رح تخلص يا بنات.. ورح تقولو بسام قال هالكلام ورح تتذكروه.. قلّه بابا إنت طلعتلي من السما وخلصتني من مصيبتي.. هالبيت غالي عليّه وبنيته بعرق جبيني.. وإنت أنقذتني يا إبني ونحنا من هالليلة صرنا عيلتك.. كان صوت الإنفجارات قوي.. وكنا بنحس رح يوقع البيت علينا.. حكت أمي هربنا وما نزلنا أكل وشرب.. وما بنعرف متى رح نضل هون.. قلتلها أنا مستعدة أطلع وأجيب أكل.. حكت أمي بعصبية إنتي خليكي مع أخواتك وبس!.. إنتبه بسام على معاملة أمي القاسية ونظراتها بالأخص لإلي وشفته مستغرب.. أنا كان بدي أطلع من هون.. كنت عم بختنق بهالغرفة المظلمة المتر بمتر أكتر ما أنا مخنوقة.. قالت إيناس إنتي خليكي بأمان يا خانم.. أنا مستعدة أطلع.. عالأقل إنتو عندكم مين تعيشو لإله بس أنا ما عندي.. حكت أمي وبنتك؟!.. قالت أبوها ما رح يتركها لإلي لا اليوم ولا بكرا.. رح يهرب من البلدة أنا عارفة.. وحاسة إني رح أفقدها.. كان بدي أطلع وأجيب الدفاتر.. كنت بحس إنه لو إحترقو رح أحترق معهم.. قلتلهم طلعوني بدي أطلع.. شدّتني أمي من إيدي وقالت بصوت منخفض بعصبية.. لوين طالعة؟!.. أقعدي مكانك ولا تفضيحنا!..