#أسير_خيالي_قصص

#أسير_خيالي_8 #أسير_خيالي

الحلقة الثامنة

الأول من يوليو 1917.. إنتقلت بعض القوات البريطانية لبلدين للبدأ بمعارك طاحنة مع العثمانيين.. وأمر الجنرال إدموند هنري قائد المعارك بالهجوم السريع للإستيلاء على بلادهم وأراضيهم ومن ضمنهم القدس بعد إستيلاءه على نصف الأراضي يلي ببلدنا.. وصلتنا رسالة بتوقيع نضال.. بإنه الأراضي يلي بسام إشتراهم من بابا وأنقذه من السجن بسببهم إستولى عليهم بالقوة مع مجموعة جنود بريطانيين.. وكان تهديده واضح بالإستيلاء القريب على البيت.. بابا ما تحمّل الصدمة بإنه إبن أخوه يقلب عدوّه متل أخوه زمان.. وصار خايف على البيت.. وخجلان من بسام لأنه خسّره عشرات الآلاف بدون فائدة.. وعرض عليه البيت لياخده بنصف سعر الأراضي ويعطيه النصف الباقي مال.. بسام رفض وقال هالبيت هوه الأمان الوحيد إلك ولبناتك بوسط هالحرب العالمية الطاحنة وبكل مكان ما في أمان.. بس الخوف من نضال لأنه عم يحط عين البريطانيين عليكم وبما أنه هالبيت بسوى ملايين فبكون فريسة سهلة لإلهم وأكيد ما رح يترككم ولا رح يترك ياقوت.. لهيك طلب من بابا إنه يتزوجني ليحميني منه.. وقلّه إنه أعجب فيّه وحبني من أول يوم شافني فيه.. بابا قبل فوراً وأنا رفضت فوراً.. وعيون رواد كانت عم تقدح شرار.. أمي أخدتني للغرفة وإستفردت فيّه.. هددتني وشو كان صعب إنه أم تهدد بنتها.. حكتلي هي آخر فرصة لإلك.. ولوجودك هون بهالبيت.. إذا ما قبلتي بالزواج من بسام بتكوني جنيتي على حالك.. مو كل مرة رح يجيكي واحد مليونير ويطلب الزواج منك!!.. هالزلمة ما رح يتكرر بحياتك ولو حفيتي عمرك كله تدوّري لتلاقي متله.. صدقيني أنا نفذ صبري وطفح الكيل معي.. عم بعطيكي آخر فرصة.. يا بتقبلي فيه يا بتحملي حالك وبتنقلعي لبرا وبحياتك ما رح تشوفينا.. رح نتبرى منك للأبد.. ولا حياتك ولا موتك بعودو يعنونا.. وإنتي عارفة إني مسيطرة ورأي أبوكي بهالبيت من رأيي.. إختاري هلأ.. يا آسر يا نحنا.. يا بتكوني أنانية وبتحرقي آخر ذكرى لإلك بهالبيت.. يا أما بتوافقي وبتتزوجي وبتبقي بينّا وبتنسي هالجن يلي خرب حياتنا.. قلتلها عن أي ذكريات بتحكي؟!.. أنا شو شفت منكم شي بفرّح وبسر البال!.. بناتك كانو رح يسمّوني.. أنا سمعتهم بأذني عم يتفقو عليّه من ورا بابهم.. لولا آسر وتدخلّه وحمايته لإلي بحرقه لإيديهم الوسخه كان أنا هلأ ميّته.. لو بهاليوم قعدت على السفرة وأكلت الأكل ومتت شو كنت حصّلت منكم؟!.. ما حدا حماني غيره وما حدا وقف معي غيره.. ذكرياتي الحقيقية كلها معه وكل شي صار وعم يصير لهاليوم عم بأكدلي إنه موجود وإنه أفكاري وذكرياتي يلي صنعتها بإيدي معه وبعرفها متل ما أنا بعرفها.. صعب أتركه بعد ما صنعلي الفرح يلي إنتو ما عرفتو تصنعولي ياه.. قالتلي ووينه؟!.. خليه يجي لنشوفه.. خليه يواجهنا على الأقل!.. إذا موجود خليه يطلع ويفرجينا وجهه!!.. لتكوني صدقتي كلام هالمعتوه رواد؟!.. هاد غبي ومستحيل يكون يلي سمعه صحيح.. يا أما أخترعه لنزوجك ياه لأنه ما صدق حاله بس أبوكي قلّه.. أبوكي حط هالإحتمال من أول لحظة وكان ناوي يقتله لأنه شك إنه ممكن يخونه ويفضحه.. وتقريباً هاد يلي صار ورح ننهيه بسبب كلامه!.. هي كانت وسيلته ليكسبك.. ولو خسرك يبقى ما بكون خسر شي!.. إستوعبي وإفهمي إنك متل جدتك وهاد بالزبط يلي صار معها!.. لا تخلّي الماضي يتكرر فيكي والدفاتر القديمة ترجع تنتفح من جديد.. لأنه صدقيني نهايتك رح تكون متلها.. هاد آخر كلام عندي وهلأ لازم تختاري!!.. قلتلها أنا تزوجته ووعدته ووعدي لإله ما رح يتغيّر.. قالتلي يعني خلص إخترتيه!.. سكتت وشحت راسي عنها.. قالتلي بهدوء.. يبقى جهّزي شنطتك هلأ لتطلعي من هالبيت!.. طلعت من الغرفة وتركت الباب مفتوح.. كانت صادقة وبتتكلم جد.. كانت بتضغط عليّه وما صدقت إنه بسام طلبني للزواج.. شافته متل الجاجة يلي رح تبيضلنا ذهب ولازم نستغلها قبل لتروح من إيدنا.. بعد ما نزلت بثواني سمعت طرقة ثانية على الشباك.. نفس صوت الحجرة الصغيرة وهالمرة في شي كان يقلي إستغلي الظرف وإطلعي.. برغم الخوف من المجهول والجنود يلي محاصرين كل البلد برا بدباباتهم وأسلحتهم إلا إنه كان بدي أطلع.. عقابها كان كبير لأني ما كنت مهتمة لإلهم وفضلت آسر وخيالي عليهم وعلى البيت يلي كبرت فيه.. بس ضل ببالي كلامه آخر مرة وتنبيهاته بإني ما أطلع وأبقى أحب أهلي.. بقي الصوت!.. وأنا كنت خايفة ومتوترة.. شكيت برواد.. وفتحت الباب وطلعت.. وقفت بآخر الدرج وحاولت أتطلع على الصالة.. كانت أمي عم تدخّل بابا لغرفته وكان رواد موجود معهم!.. وبسام لسه قاعد وأخواتي عم يحكو معه!.. شفتهم قريبين منه وما كنت عارفة شو عم يحكوله عني!!.. رجعت على الغرفة كانت الخشبة مفتوحة شوي!!.. وصوت الحجرة!.. مين ممكن يكون برا.. كيف موجود برغم الجنود والحصار والمنع من الخروج من الملاجئ والبيوت؟!.. شفت في شي عم يدخل من الخشبة.. قفلت الباب وقرّبت.. كان سيف ضالع فرنسي ذهبي!.. كان عم يدخل ويحفر الخشب..