عهود

كادت تفقدها بالأمس، أسعفتها بسرعة، أنينها يدوي في أذنيها، القلق يطرقها بشدة، خفقات قلبها تناديها: لا تتركيني!

يمر شريط الذكريات سريعًا، وأول ما هلّ عليها الجوع الكافر في الحفلة الصاخبة، التي سخطت عليها فأنينها مزق شرايينها، فاحتضنتها مع الاعتذار الحار..
وتذكرت يوم إجبارها على ارتداء الحذاء الذهبي ليتناسق مع ألوان الفستان! غير مدركة بأنها كبرت وصار ضيقًا، لكنها في الطريق رمت الموضة ومضت حافية؛ لتخفف احمرار قدميها المتورمتين..
عاهدتها بألا تجعلها تتألم، وبينما هي كذلك إذ سمعت مكبر الصوت ينادي باسمها عهود، عهود...

فاستفاقت من حلم يقظتها المزعج، وصرخت: طفلتي لقد كبرتِ!!
قطعت شريط الألم، أعلت الزغاريد مع انهمار دموع الفرح، تذكرت بأنها في حفل تخرج ابنتها بعد نيلها الترتيب الأول في الثانوية، وعانقتها بشدة مفتخرة بها.

#مروة_صالح
#أنا_أكتب.