#الدخلاء_4 #الدخلاء
الحلقة الرابعة

شفت أخواتي الأربعة واقفين بزاوية الغرفة وبتطلّعو عليه.. وكانت معهم أختي الصغيرة جوري بس ماكانو همه يلي بحكو.. يلي كان يقلي أنا هون هيه نيرمين.. عم بسمع صوتها بالغرفة بكل الإتجاهات بس مو شايفتها ولا حاسه بوجودها بينهم.. صرت برجع برجليه لورا وشايفتهم بقدّمو لعندي.. كنت لأول مرة شايفتهم بشكل أقرب للحقيقة قبال عيوني.. وخوفي الأكبر كان أشوف نيرمين بتطلع من مكان من أي زاوية بالغرفة.. ولأنه الغرفة ديقة ماكنت قادرة أهرب لمكان.. سكّرت عيوني وصرخت وحسيت كل شي عم يهتز جنبي.. وقعت على الأرض ونفتح الباب.. دخل بابا وسمعت صوته بحكيلي هيام ليه صرخّتي.. شو في إحكيلي!!.. قلتله كانو موجودين !!.. حكالي مين.. قلتله أخواتي.. قال مافي حد هون بنتي أنتي لوحدك.. رحت بسرعة لنفس الزاوية يلي شفتهم واقفين فيها ودوّرت عليهم.. ماشفت حد والورق كان مكانه عالمكتب والرسم يلي رسمته لسه موجود.. اعطيته الورق وحكيتله بابا هدول همه اخواتي.. من شوي كانو هون.. وسمعت صوت نيرمين بأذني عم تحكي معي بس ماشفتها !.. حكالي انتي تعبانه ويمكن من الإرهاق غفيتي عالأرض.. ليه أكلك لسه عالسرير!.. حكيتله انت وين كنت أنا شفت الباب مسكّر.. حكالي كنت بالحمام وأمك سكّرت الباب وقت طلعت.. ماتخافي مافي حد.. وماحد رح يلمسك.. انتي معنا بأمان.. انسي الكلام يلي قلتلك ياه اليوم.. وحاولي ترتاحي.. أخد الصينية وطلع من الغرفة وأنا حاولت أنام.. كنت شايفته غضبان برغم خوفه عليّه لأنه أهل البلدة يلي نحنا ساكنين فيها سمعو بالكلام يلي قلته بالراديو الصبح وهوه ماكان بده هالشي يصير.. ماقدرت أعتذرله وماكان بدي أتراجع عن قرار أنا أخدته لأنه هالشي مو مريّحني من زمان.. وشعوري رح يرتاح وقت أشوف البيت يلي كنت ساكنة فيه أو حد من أهلي السابقين!.. خليّت الورق جنبي وبقيت بتطلع عليه لغفيت.. بهالليلة بالذات أنا كنت حاسّه بشعور غريب وأنا مغمّضة.. كأني صاحية بس بنفس الوقت نايمة.. وشريط بدماغي برجع بذكريات قديمة.. كنت عم بسمع حالي بحكي بس ما كنت عارفة شو يلي بحكيه.. لوقت ما شفت الضو طلع وفتحت عيوني.. بهاللحظة إستغربت المكان يلي أنا فيه.. وماكنت مقتنعة أبداً إنه أنا جوا بيتي الحالي.. قرّبت من المراية وشفت شكلي.. خفت وكان إندهاشي أكبر لأنه ماكنت متخيّلة إنه كان شعري طويل.. مسكت مقص وقصيته للنص وعصّبت كتير أول ما سمعت أمي جوا عم تناديني هيام.. فتحت الباب وشافتني واقفة وبإيدي المقص.. حكتلي شو عملتي بشعرك!.. حكيتلها أنا نيرمين.. حكيتلكم إسمي نيرمين.. قالت متل مابدك بنتي.. إنتي كنتي تعبانة مبارح.. هلأ تعي لنفطر.. طلعت معهم وكان بابا على الطاولة.. شافني وإستغرب.. بس ماحكا شي.. تطلعت على الأكل وماقبلت أكول.. حكتلي ماما كلي.. قلتلها أنا نباتية ماباكل لحمة ومو هاد الأكل يلي كنا ناكله.. قالتلي بنتي اللحمة مو دائماً بتدخل بيتنا كلي.. حكيت أصلاً مو هدول الكنب يلي كنا نقعد عليهم أنا واخواتي ومو هدول الصحون يلي كنا ناكل فيهم.. وحتى الملابس يلي لابستها مو ملابسي!.. اتركوني خلص.. أنا بدي أهلي.. صرّخ بابا عليّه وذكرني بالتهديد يلي وصله قبال امي لحتى انسى الموضوع.. وبس سمعت الكلام طلبت منه يحكيلها.. قلها ونصدمت.. ترجتني وتوسلتلي ما أرجع أفتح الموضوع.. بس أنا كنت عنيدة.. وحسيت هالمرة أني بحاجة أخواتي وأهلي أكتر من أي وقت عشته.. قمت عن الطاولة ودخلت لجوا.. سمعت بابا بحكي مع امي بصوت واطي وبقلها مبارح حكتلي إنها شافت أخواتها وفرجتني رسم راسمته بأشكالهم.. مابعرف شو يلي صار معها بس أنا صرت خايف عليها.. وقبل لأكمل الكلام لبست وطلعت.. سألوني لوين حكيتلهم عالإذاعة.. شفت التلفون يلي كنت تاركته على وضع الصامت من مبارح ولقيت أربع مكالمات من عبود ومكالمة وحدة من رقم غريب.. شكيت بهاللحظة إنه الرقم لباسل.. اتصلت على الرقم وسمعت صوته.. قلّي هيام أنا رنيتلك لأحكيلك إني طلّعت معلومات كتير عن عيلتك السابقة وقدرت أتوصل لأكتر من شغلة.. لازم أشوفك هلأ.. بهاللحظة أنا كنت قريبة من الإذاعة بس ماقدرت أدخل وفضولي قلي روحي لعنده وماتخافي من شي.. وصلت لشارع قلّي أروح عليه.. واستنيته لوصل بسيارته.. كانت سيارة فخمة وغالية.. بهاللحظة تذكرت كلام هزار وثقتي فيه قلّت من جديد.. قلّي أدخلي.. تطلعت فيه خايفة وبعدين فتحت الباب ودخلت.. حكالي رح أصف جوا موقف سيارات داخلي هادي.. وخلينا نحكي جوا السيارة.. وصلنا وبدا يحكي.. قلّي شوفي هالورق يلي بإيدي.. اخدتهم وفتحتهم.. كان فيهم سجلات طبية وشهادات وفاة.. قرأت الأسماء.. الأسماء كانو لأخواتي السابقين!!.. حكيتله متوفيين!.. قلي كلهم للأسف.. صرت أبكي وقلتله أخر أمل جواتي ضاع.. كيف قدرت تحصل عليهم.. قلي من النفوس وقدرت أجيب سجلات طبية مو قديمة.. أخواتك ما ماتو من زمن كتير بعيد.. في منهم من عشر سنين وفي من بعد يعني كان سهل عليّه.. قلتله كيف قدرت تعمل كل هاد بيوم!.. لسه مبارح شفتك.. حكالي