#الدفين_1 #الدفين
الحلقة الأولى
@rwayate
* بعض الأحداث المكتوبة يمكن حدوثها في الواقع وتم تأكيدها من الناحية الطبّية والنفسيّة, أما البعض الآخر فهو من نسج الخيال وكُتب فقط من أجل الضرورة الدرامية لغاية التشويق والإثارة.
مين فينا ما عنده سر مخبى جواته؟.. بيرتبط بنفسه أو بشخص قريب منه!.. حدث سيء صرله بالماضي أثّر عليه سلباً.. ودفنه بأعماق نفسه وما قدر يطلّعه لليوم!.. حاول ينساه أو يتناساه لأنه ببساطة ما بقدر يحكيه.. مش لأنه ما بده.. لأ.. لأنه ما بوثق بأي حد من يلي عايشين معه.. أو يمكن لأنه متأكد إنه هالسر ممكن يدمّر حياته لو انكشف.. أو يغيّر نظرة الناس كاملة لإله.. وبسبب الكتمان المستمر مع السنين المتعاقبة.. بتتحوّل شخصيته لشخصية ما بتشبهه.. شخصية غريبة.. غامضة.. عصبية.. كتومة.. إنطوائية.. أو.. شريرة.. ونهايته بتكون نبذ وظلم من البشر بدون ذنب.. بإطلاقهم عليه كلام وأحكام وصفات ظالمة لكل مشهد أو فعل بشوفوه منه.. ببساطة لأنه كل يلي معنا ما بشوفو إلا الظاهر منا.. وما بعرفو ولا شيء عن العالم المعقّد يلي عايش جوا دماغ كل شخص فينا.. كل صفاتنا الظاهرة فينا اليوم هيّه نتيجة لأحداث قديمة انطوت تحت الذاكرة وأسفل اللاوعي بالنفس.. عشرات ومئات الأشخاص بنشوفهم حوالينا كل يوم.. قربنا أو بعدنا عنهم نحنا بنحدده.. وخوفنا من فشل أي علاقة هوه نفسه خوفنا من التعامل مع كل هالبشر يلي بنشوفهم.. وسبب الخوف الرئيسي.. الشخصية وطبيعة التفكير!.. وسؤالنا الدائم.. هل هالشخصية خيّرة أو شريرة!.. هل بقدر أتعامل معها أو أقرّب منها بدون لأندم؟!.. ولأنه نحنا ما بنعرف معيار الخير والشر بالبشر وكيفية الحكم المسبق على شخصياتهم المختلفة.. يا بنقرّب منهم وبنجرّبهم أو بنبعد مليون ميل عنهم قبل التورّط معهم!.. تفكيري ما كان بهالفلسفة العميقة لوقت ما أجت الليلة يلي انقلبت الموازين بحياتي كاملة.. متل أي شب عادي كنت عايش.. ماضي حياتي واضح وبريء ونقي.. لا أمراض نفسية ولا أسرار مخبيّة.. طفولة بيضة وسليمة ودماغ وتفكير مرتاح وأخلاق رفيعة مبنية على التسامح والحُب.. وأهل بحبوني وبعرفوني كويّس.. وحيد على تلات بنات.. كنت لإلهم صديق قبل لأكون أخ.. أما أمي فهيّه سيدة مجتمع مرموقة ومعروفة بالبلد.. ترشّحت للبرلمان وفازت بجدارة.. بس لسانها السليط ومشاكلها الكتيرة خلتها عرضة للحاقدين يلي كانو بتربّصولها على غلطة.. ويلي وقّعوها بفخ سياسي دخّلها السجن.. تركت الجامعة بعد عدة محاولات فاشلة لأخرّج أمي من سجنها ولأنها كانت بتعتمد عليّه هيّه واخواتي بعد موت بابا بمرض السكّر.. كان لازم اشتغل لأصرف على دراسة اخواتي!.. لهيك ضّحيت عشانهم بكل فخر وتخليت عن أحلامي.. كنت بشتغل شفتات.. الصبح بكافتيريا الجامعة يلي بدرس فيها أنا وأخواتي.. وبالليل بمطعم بيتزا بتوصيل الدليفري للبيوت والمحلات.. وحتى ما يزيد المصروف كنا بنقتصد بكل شي بالبيت.. كان يوم الخميس.. الساعة تسعة بالليل.. تأخرت على البيت.. رنّتلي خطيبتي جولي وخبّرتي إنها عنا بالبيت وقاعدة مع اخواتي عبير وسهيلة ولميس.. كنت قادر أحلل من نبرة صوتها ليش بدها ياني أجي.. خصوصاً مع التمهيدات المتكررة عن موضوع الزواج وسجن أمي.. كانت بدها أرجع لتقلي رد أهلها بإنه نفسخ الخطبة ولأني بحبها وكان بدي أكسبها لآخر لحظة ما كان بدي أرجع على البيت.. وقلت لصاحب المطعم يعطيني طلبات أكتر لأوصلها.. دخلت بنت على المحل.. سمرة شعرها أسود قصيرة شوي.. شفتها بتحكي مع العامل جهاد يلي بشتغل معي.. وحسيت إنه بعرفها.. أخدت طلبات البيتزا وكان لازم أوصلهم لمنطقة بعيدة كتير.. منطقة خاصة بالفلل والقصور.. أخدت العلب وفجأة قبل لأطلع من باب المطعم قرّب مني جهاد وقلي.. أحمد ممكن تخدمني خدمة.. حكيتله أكيد تفضل.. قلي البنت يلي لابسة أخضر يلي قاعدة على الطاولة بالزاوية الشمال بتكون حبيبتي.. متخانقة مع أهلها لأنه جاييها عريس وانت عارف انا وضعي صعب وما بقدر أطلبها.. لهيك هربت من البيت.. حكيتله يعني بدك اخبيها بالبيت مع اخواتي!!؟.. قلي لأ لأ!!.. حكيتله جهاد اذا بدك هيك شي انا جاهز أخدمك.. انت بتخدمني كتير بالشغل وأنا ما بدي أردك.. الجو بارد والدنيا ليل.. وبعد ساعة زمن رح نصير بنص الليل.. حكالي في الها صاحبة حكت معها ورح تنام عندها الليلة.. بس بدي منك توصلها بطريقك وتوخد عني طلب بعيد شوي.. طريقها رح يكون من هناك وهيّه هلأ رح تسبقك على السيارة.. أشرّلها بإيده وطلعت لبرا المطعم.. والمطعم بدأ يفضى.. مدير المطعم حس بشي غريب لأنه أخدني الحكي مع جهاد.. سألني شو في؟!.. البيتزا رح تبرد!.. أخدتهم وطلعت.. البنت كانت خايفة ومرتبكة وبدها تبكي.. ركبت وبقيت ساكت وما حبيت افتح أي سيرة معها.. الطلب كان بعيد واستغربت ليه رايحة لهناك.. بس ما قدرت ما أحكي بحكم قلبي الطيب وطبيعتي بالمبادرة بمساعدة الناس بسرعة.. سألتها ليه ما حكيتيلهم عن جهاد ؟!..