#الدولة_الإخشيدية
{ الـحـ1ـلـقـة}
_____
💫لما تدهورت أحوال الدولة الطولونية في أيامها الأخيرة في مصر تطلعت دولة الخلافة العباسية إلى استعادتها والسيطرة عليها من جديد بعد أن غلَّ الطولونيون يد الدولة العباسية عنها زمنا طويلا، فأرسلت من قبلها جيشا من العراق يقوده محمد بن سليمان لإعادة مصر إلى حوزتها، وكان من بين قادته “طغج بن محمد”، فلما نجح الجيش في مهمته واستعاد مصر للدولة العباسية عين “طغج” واليًا على قنسرين في بلاد الشام، ثم ما لبث أن انتقل إلى بغداد حاضرة الخلافة العباسية مصطحبًا معه ابنيه محمد وعبيد الله، والتحقوا بخدمة الخليفة العباسي المكتفي بالله (289-295هـ = 901-908م)، غير أن الأيام عبست في وجه “طغج بن محمد” فغضب عليه الخليفة العباسي وألقى به في غياهب السجن ومعه ولداه، وظل محبوسا حتى توفي وخرج ابناه من السجن، فالتحق عبيد الله بخدمة أمير شيزار بفارس، في حين التحق محمد بخدمة أحمد بن بسطام عامل الخراج بالشام.
💫ميلاد الدولة الإخشيدية
ولما انتقل “ابن بسطام” إلى مصر لتولي خراجها، استمر محمد بن طغج في خدمته، ثم التحق بعد وفاته بخدمة ابنه “علي بن أحمد” الذي خلف أباه في منصب الخراج، وظل يعمل معه حتى عزل عن خراج البلاد سنة (300 هـ = 912م) وبقي في مصر لم يغادرها واتصل بواليها “تكين”، وعمل معه في صفوف جيشه، وبدأ في الظهور والتألق، فاشترك معه في صد هجمات الفاطميين، في المغرب التي كانت تتطلع إلى مصر لضمها إليها وانتزاعها من الدولة العباسية، ورشحته كفاءته لتولي المناصب القيادية، فتولى إدارة مدينة الإسكندرية سنة (307هـ = 919م)، وأظهر مهارة وقدرة في إدارتها والدفاع عنها جعلت الخليفة العباسي المقتدر بالله يعهد إليه بإدارة الرملة بفلسطين سنة (316 هـ = 928م)، ثم بولاية دمشق سنة (319هـ = 931م)، ثم أضاف إليه الخليفة العباسي “القاهر بالله” ولاية مصر سنة (321هـ = 933م) لكنه لم يذهب إليها بسبب الفتن التي كانت تعصف بها.
💫ولاية مصر
لم يجد الخليفة العباسي الراضي بالله خيرًا من محمد بن طغج ليوليه مصر، ويعيد إليها الأمن والسلام، وقمع فيها الفتن والثورات، فعهد إليه بها سنة (323هـ = 935م) واستعد ابن طغج لما أسند إليه، وتجهز للأمر وأعد عدته، والأمر ليس هينًا بعد أن وقف في وجهه أحمد بن كيفلج والي مصر السابق، ومحمد بنعلي الماذرائي عامل الخراج، وحالا بينه وبين تولي مقاليد الأمور، فلجأ ابن طغج إلى سلاح القوة والبطش فتسلح بهما، واتجه إلى مصر على رأس حملة عسكرية برية، ترافقه حملة بحرية نجحت في الاستيلاء على ثغور مصر في دمياط، وسارت في النيل حتى بلغت “سمنود”، وهناك التقت بسفن ابن كيلخ والماذرائي وألحقت بهما هزيمة ساحقة في (شعبان 323هـ = يوليو 935م)، وواصلت سيرها حتى بلغت جزيرة الروضة بالقاهرة، وفي أثناء ذلك كانت قوات ابن طغج البرية قد نجحت في فتح مدينة الفسطاط في (رمضان 323هـ= أغسطس 935م).
وما كادت أقدامه تستقر في عاصمة البلاد حتى بدأ في تثبيت نفوذه، والضرب بشدة على الخارجين على النظام، والقضاء على القلاقل التي يثيرها أنصار الحاكم السابق، والعمل على صد هجمات الفاطميين الذين لم ييئسوا في ملاحقته بحملاتهم العسكرية المتكررة، وقد أدت جهوده إلى استقرار الأوضاع في مصر، وتلقيب الخليفة له بلقب الإخشيد، وهو لقب كان يطلق على ملوك فرغانة، وهي إحدى بلاد ما وراء النهر التي تتاخم بلاد التركستان، ويعني هذا اللقب باللغة التركية “ملك الملوك”.
💫عقبات في طريق الإخشيد
غير أن هذا الاستقرار الذي حققه الإخشيد في مصر والشام كدَّر صفوة تطلع ابن رائق الملقب بأمير الأمراء إلى الشام وكان يتقلد إمارة الجيش ببغداد، وخرج جميع البلاد الإسلامية التابعة لدولة الخلافة العباسية، فأخذ يهدد الإخشيد ويطالبه بمال كأنه جزية على الممتلكات الإخشيدية في الشام، فلم يرق ذلك للإخشيد، واشتعل القتال بينهما حتى تم الصلح بينهما على أن يحكم ابن رائق الولايات الشامية شمال الرملة، وأن يدفع الإخشيد إليه جزية سنوية قدرها 140 ألف دينار، على أن الإخشيد لم يلبث أن استعاد الشام بعد مقتل ابن رائق سنة (330هـ – 941م)، فدخل دمشق وفرض حكمه بحد السيف، وأصبحت الشام كلها تحت سيطرته، وأضاف إليه الخليفة العباسية “المتقي بالله” مكة والمدينة.
#يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://t.me/joinchat/AAAAAEHRTSaUCW40ijSd7Q
{ الـحـ1ـلـقـة}
_____
💫لما تدهورت أحوال الدولة الطولونية في أيامها الأخيرة في مصر تطلعت دولة الخلافة العباسية إلى استعادتها والسيطرة عليها من جديد بعد أن غلَّ الطولونيون يد الدولة العباسية عنها زمنا طويلا، فأرسلت من قبلها جيشا من العراق يقوده محمد بن سليمان لإعادة مصر إلى حوزتها، وكان من بين قادته “طغج بن محمد”، فلما نجح الجيش في مهمته واستعاد مصر للدولة العباسية عين “طغج” واليًا على قنسرين في بلاد الشام، ثم ما لبث أن انتقل إلى بغداد حاضرة الخلافة العباسية مصطحبًا معه ابنيه محمد وعبيد الله، والتحقوا بخدمة الخليفة العباسي المكتفي بالله (289-295هـ = 901-908م)، غير أن الأيام عبست في وجه “طغج بن محمد” فغضب عليه الخليفة العباسي وألقى به في غياهب السجن ومعه ولداه، وظل محبوسا حتى توفي وخرج ابناه من السجن، فالتحق عبيد الله بخدمة أمير شيزار بفارس، في حين التحق محمد بخدمة أحمد بن بسطام عامل الخراج بالشام.
💫ميلاد الدولة الإخشيدية
ولما انتقل “ابن بسطام” إلى مصر لتولي خراجها، استمر محمد بن طغج في خدمته، ثم التحق بعد وفاته بخدمة ابنه “علي بن أحمد” الذي خلف أباه في منصب الخراج، وظل يعمل معه حتى عزل عن خراج البلاد سنة (300 هـ = 912م) وبقي في مصر لم يغادرها واتصل بواليها “تكين”، وعمل معه في صفوف جيشه، وبدأ في الظهور والتألق، فاشترك معه في صد هجمات الفاطميين، في المغرب التي كانت تتطلع إلى مصر لضمها إليها وانتزاعها من الدولة العباسية، ورشحته كفاءته لتولي المناصب القيادية، فتولى إدارة مدينة الإسكندرية سنة (307هـ = 919م)، وأظهر مهارة وقدرة في إدارتها والدفاع عنها جعلت الخليفة العباسي المقتدر بالله يعهد إليه بإدارة الرملة بفلسطين سنة (316 هـ = 928م)، ثم بولاية دمشق سنة (319هـ = 931م)، ثم أضاف إليه الخليفة العباسي “القاهر بالله” ولاية مصر سنة (321هـ = 933م) لكنه لم يذهب إليها بسبب الفتن التي كانت تعصف بها.
💫ولاية مصر
لم يجد الخليفة العباسي الراضي بالله خيرًا من محمد بن طغج ليوليه مصر، ويعيد إليها الأمن والسلام، وقمع فيها الفتن والثورات، فعهد إليه بها سنة (323هـ = 935م) واستعد ابن طغج لما أسند إليه، وتجهز للأمر وأعد عدته، والأمر ليس هينًا بعد أن وقف في وجهه أحمد بن كيفلج والي مصر السابق، ومحمد بنعلي الماذرائي عامل الخراج، وحالا بينه وبين تولي مقاليد الأمور، فلجأ ابن طغج إلى سلاح القوة والبطش فتسلح بهما، واتجه إلى مصر على رأس حملة عسكرية برية، ترافقه حملة بحرية نجحت في الاستيلاء على ثغور مصر في دمياط، وسارت في النيل حتى بلغت “سمنود”، وهناك التقت بسفن ابن كيلخ والماذرائي وألحقت بهما هزيمة ساحقة في (شعبان 323هـ = يوليو 935م)، وواصلت سيرها حتى بلغت جزيرة الروضة بالقاهرة، وفي أثناء ذلك كانت قوات ابن طغج البرية قد نجحت في فتح مدينة الفسطاط في (رمضان 323هـ= أغسطس 935م).
وما كادت أقدامه تستقر في عاصمة البلاد حتى بدأ في تثبيت نفوذه، والضرب بشدة على الخارجين على النظام، والقضاء على القلاقل التي يثيرها أنصار الحاكم السابق، والعمل على صد هجمات الفاطميين الذين لم ييئسوا في ملاحقته بحملاتهم العسكرية المتكررة، وقد أدت جهوده إلى استقرار الأوضاع في مصر، وتلقيب الخليفة له بلقب الإخشيد، وهو لقب كان يطلق على ملوك فرغانة، وهي إحدى بلاد ما وراء النهر التي تتاخم بلاد التركستان، ويعني هذا اللقب باللغة التركية “ملك الملوك”.
💫عقبات في طريق الإخشيد
غير أن هذا الاستقرار الذي حققه الإخشيد في مصر والشام كدَّر صفوة تطلع ابن رائق الملقب بأمير الأمراء إلى الشام وكان يتقلد إمارة الجيش ببغداد، وخرج جميع البلاد الإسلامية التابعة لدولة الخلافة العباسية، فأخذ يهدد الإخشيد ويطالبه بمال كأنه جزية على الممتلكات الإخشيدية في الشام، فلم يرق ذلك للإخشيد، واشتعل القتال بينهما حتى تم الصلح بينهما على أن يحكم ابن رائق الولايات الشامية شمال الرملة، وأن يدفع الإخشيد إليه جزية سنوية قدرها 140 ألف دينار، على أن الإخشيد لم يلبث أن استعاد الشام بعد مقتل ابن رائق سنة (330هـ – 941م)، فدخل دمشق وفرض حكمه بحد السيف، وأصبحت الشام كلها تحت سيطرته، وأضاف إليه الخليفة العباسية “المتقي بالله” مكة والمدينة.
#يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://t.me/joinchat/AAAAAEHRTSaUCW40ijSd7Q