#الدولة_الزيرية
{ الـحـ1ـلـقـة }
____
💫نسب بني زيري
يرجع نسب بني زيري إلى قبيلة صنهاجة البربرية؛ التي تنتمي إلى فرع من البرانس، ولم تكن صنهاجة مجرد قبيلة؛ بل كانت شعبًا عظيمًا، لا يكاد يخلو قطر من أقطار المغرب من بطونه وأفراده، مما دفع ابن خلدون إلى القول بأنهم يمثلون ثلث البربر. وقد سكنت صنهاجة في مساحات شاسعة؛ امتدت من نول لمطة في جنوب المغرب الأقصى إلى القيروان بإفريقية، وهى منطقة صحراوية، آثروا السكنة فيها على غيرها من المدن الآهلة، لأنها- كما علل ابن خلدون- تتوافق مع طباعهم، ورغبتهم في الابتعاد عن الاختلاط بالناس، والفرار من الغلبة والقهر.
وظهرت أسرة بني زيري -في أول أمرها- في طاعة العبيديين ( الفاطميين )، وتعاونت معهم في صد الأخطار التي تعرضت لها دولتهم ببلاد المغرب، وكان أول اتصال بينهما في عهد المنصور الفاطمي، حين قدم زيري بن مناد وأهل بيته وقبيلته لمحاربة أبى يزيد الخارجي في سنة (335هـ / 946م)، فخلع عليه المنصور، ووصله، وعقد له على أهل بيته وأتباعه وقبيلته، فعظم شأنه، وصار بنو زيري أعوانًا وأتباعًا للفاطميين، ومن ثَم نشب الصراع بين الصنهاجيين، وقبائل زناتة، لأن زناتة كانت دائمة الإغارة على ممتلكات الدولة الفاطمية.
وحين عزم المعز العبيدي على الرحيل إلى مصر في سنة (361هـ / 972م) للانتقال إليها بخلافته، وقع اختياره على يوسف بُلكِّين بن زيرى بن مناد الصنهاجي ليتولى الإمارة بالمغرب خلفًا للفاطميين.
💫يوسف بُلكِّين بن زيرى بن مناد الصنهاجى [362 - 373هـ / 973 - 983م]
عينه المعز على ولاية المغرب، واستثنى من ذلك طرابلس المغرب، و أجدابية وسرت، وعين معه زيادة الله ابن القديم على جباية الأموال، وجعل عبد الجبار الخراساني وحسين بن خلف على الخراج، وأمرهما بالانقياد ليوسف بن زيري
واجه يوسف عدة ثورات واضطرابات بالمغرب، كان منها عصيان أهل تيهرت، ثم سيطرة قبيلة زناتة على مدينة تلمسان، وقد توجه إلى تيهرت بجنوده وأعادها إلى طاعته، كما توجه إلى تلمسان وأعادها إلى حكمه في سنة (365هـ / 976م).
وفي سنة (373هـ /984م) خرج الأمير يوسف على رأس جيوشه لاستعادة سجلماسة من أيدي بعض الثوار الذين استولوا عليها، ولكنه أصيب بمرض أودى بحياته في شهر ذي الحجة سنة (373هـ / مايو 984م).
💫 المنصور بن يوسف بُلكِّين بن زيرى [373 - 386هـ / 984 - 996م]
أوصى الأمير يوسف بلكين قبل وفاته بالإمارة من بعده لابنه المنصور الذي كان بمدينة أشير حين بلغه خبر وفاة والده، وأقبل عليه أهل القيروان وغيرها من المدن، لتعزيته، وتهنئته بالولاية، فأحسن إليهم وقال لهم: إن أبى يوسف وجدي زيرى، كانا يأخذان الناس بالسيف، وأنا لا آخذهم إلا بالإحسان، ولست ممن يُولَّى بكتاب، ويُعزل بكتاب، وقصد المنصور من ذلك أن الخليفة العبيدي بمصر لا يقدر على عزله بكتاب.
وقد واجهت المنصور عدة مشاكل، كانت منها غارات قبائل زناتة المستمرة على المدن المغربية في سنة (374هـ / 985م)، واستيلاء زيري بن عطية الزناتى على مدينتى فاس وسجلماسة، مما دفع المنصور إلى إرسال أخيه يطوفت على رأس جيش كبير لمواجهة هذه القبائل، ودارت معركة كبيرة بين جموع الفريقين، أسفرت عن هزيمة الصنهاجيين، وعودتهم إلى أشير.
ثم تصدى الأمير المنصور في سنة (376هـ / 986م) لعمه أبى البهار الذي نهب مدينة تيهرت، ففر أبو البهار أمامه، ودخل المنصور المدينة، وأعاد إلى أهلها الأمن والهدوء. ثم تُوفي في يوم الخميس (3 من ربيع الأول سنة 386هـ / مارس 996م)، ودُفن بقصره.
💫باديس بن المنصور [386 - 406هـ / 996 - 1015م]
وُلد باديس في سنة (374هـ /985م)، وتكنى بأبى مناد، وخلف أباه على المغرب في سنة (386هـ /996م)، وأتته الخلع والعهد بالولاية من الحاكم العبيدي من مصر، وبايع للحاكم، وأعلن تبعية بلاده لخلافته، ثم أقطع عمه حماد بن يوسف مدينة أشير، وولاه عليها، وأعطاه خيلا وسلاحًا، وجندًا كثيرًا.
فكانت هذه هي نقطة البداية لانقسام بني زيري إلى أسرتين: تحكم إحداهما بالمغرب الأدنى في ليبيا وتونس، وتحكم الأخرى -أسرة بني حماد- بالمغرب الأوسط في الجزائر، متخذة من قلعة بني حماد مقرا للحكم. وانفرد بنو حماد بإقليم الجزائر، نظرًا لضعف قبضة الأمير باديس على البلاد.
وقد واصل باديس مطاردة زناتة، وأُخبر في سنة (387هـ / 997م) بأن زيرى بن عطية الزناتى قد اعتدى على مدينة أشير، فبعث إليه بجيشه لمواجهته، ولكن الجيش هُزم على أيدى الزناتيين، فاضطر الأمير باديس إلى الخروج بنفسه لمواجهتهم في أشير، فلما علم الزناتيون بذلك انطلقوا إلى الصحراء، وتركوا المدينة، فدخلها باديس، وأقر الأمور بها، ثم مات في سنة (406هـ / 1015م).
#يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://t.me/joinchat/AAAAAEHRTSaUCW40ijSd7Q
{ الـحـ1ـلـقـة }
____
💫نسب بني زيري
يرجع نسب بني زيري إلى قبيلة صنهاجة البربرية؛ التي تنتمي إلى فرع من البرانس، ولم تكن صنهاجة مجرد قبيلة؛ بل كانت شعبًا عظيمًا، لا يكاد يخلو قطر من أقطار المغرب من بطونه وأفراده، مما دفع ابن خلدون إلى القول بأنهم يمثلون ثلث البربر. وقد سكنت صنهاجة في مساحات شاسعة؛ امتدت من نول لمطة في جنوب المغرب الأقصى إلى القيروان بإفريقية، وهى منطقة صحراوية، آثروا السكنة فيها على غيرها من المدن الآهلة، لأنها- كما علل ابن خلدون- تتوافق مع طباعهم، ورغبتهم في الابتعاد عن الاختلاط بالناس، والفرار من الغلبة والقهر.
وظهرت أسرة بني زيري -في أول أمرها- في طاعة العبيديين ( الفاطميين )، وتعاونت معهم في صد الأخطار التي تعرضت لها دولتهم ببلاد المغرب، وكان أول اتصال بينهما في عهد المنصور الفاطمي، حين قدم زيري بن مناد وأهل بيته وقبيلته لمحاربة أبى يزيد الخارجي في سنة (335هـ / 946م)، فخلع عليه المنصور، ووصله، وعقد له على أهل بيته وأتباعه وقبيلته، فعظم شأنه، وصار بنو زيري أعوانًا وأتباعًا للفاطميين، ومن ثَم نشب الصراع بين الصنهاجيين، وقبائل زناتة، لأن زناتة كانت دائمة الإغارة على ممتلكات الدولة الفاطمية.
وحين عزم المعز العبيدي على الرحيل إلى مصر في سنة (361هـ / 972م) للانتقال إليها بخلافته، وقع اختياره على يوسف بُلكِّين بن زيرى بن مناد الصنهاجي ليتولى الإمارة بالمغرب خلفًا للفاطميين.
💫يوسف بُلكِّين بن زيرى بن مناد الصنهاجى [362 - 373هـ / 973 - 983م]
عينه المعز على ولاية المغرب، واستثنى من ذلك طرابلس المغرب، و أجدابية وسرت، وعين معه زيادة الله ابن القديم على جباية الأموال، وجعل عبد الجبار الخراساني وحسين بن خلف على الخراج، وأمرهما بالانقياد ليوسف بن زيري
واجه يوسف عدة ثورات واضطرابات بالمغرب، كان منها عصيان أهل تيهرت، ثم سيطرة قبيلة زناتة على مدينة تلمسان، وقد توجه إلى تيهرت بجنوده وأعادها إلى طاعته، كما توجه إلى تلمسان وأعادها إلى حكمه في سنة (365هـ / 976م).
وفي سنة (373هـ /984م) خرج الأمير يوسف على رأس جيوشه لاستعادة سجلماسة من أيدي بعض الثوار الذين استولوا عليها، ولكنه أصيب بمرض أودى بحياته في شهر ذي الحجة سنة (373هـ / مايو 984م).
💫 المنصور بن يوسف بُلكِّين بن زيرى [373 - 386هـ / 984 - 996م]
أوصى الأمير يوسف بلكين قبل وفاته بالإمارة من بعده لابنه المنصور الذي كان بمدينة أشير حين بلغه خبر وفاة والده، وأقبل عليه أهل القيروان وغيرها من المدن، لتعزيته، وتهنئته بالولاية، فأحسن إليهم وقال لهم: إن أبى يوسف وجدي زيرى، كانا يأخذان الناس بالسيف، وأنا لا آخذهم إلا بالإحسان، ولست ممن يُولَّى بكتاب، ويُعزل بكتاب، وقصد المنصور من ذلك أن الخليفة العبيدي بمصر لا يقدر على عزله بكتاب.
وقد واجهت المنصور عدة مشاكل، كانت منها غارات قبائل زناتة المستمرة على المدن المغربية في سنة (374هـ / 985م)، واستيلاء زيري بن عطية الزناتى على مدينتى فاس وسجلماسة، مما دفع المنصور إلى إرسال أخيه يطوفت على رأس جيش كبير لمواجهة هذه القبائل، ودارت معركة كبيرة بين جموع الفريقين، أسفرت عن هزيمة الصنهاجيين، وعودتهم إلى أشير.
ثم تصدى الأمير المنصور في سنة (376هـ / 986م) لعمه أبى البهار الذي نهب مدينة تيهرت، ففر أبو البهار أمامه، ودخل المنصور المدينة، وأعاد إلى أهلها الأمن والهدوء. ثم تُوفي في يوم الخميس (3 من ربيع الأول سنة 386هـ / مارس 996م)، ودُفن بقصره.
💫باديس بن المنصور [386 - 406هـ / 996 - 1015م]
وُلد باديس في سنة (374هـ /985م)، وتكنى بأبى مناد، وخلف أباه على المغرب في سنة (386هـ /996م)، وأتته الخلع والعهد بالولاية من الحاكم العبيدي من مصر، وبايع للحاكم، وأعلن تبعية بلاده لخلافته، ثم أقطع عمه حماد بن يوسف مدينة أشير، وولاه عليها، وأعطاه خيلا وسلاحًا، وجندًا كثيرًا.
فكانت هذه هي نقطة البداية لانقسام بني زيري إلى أسرتين: تحكم إحداهما بالمغرب الأدنى في ليبيا وتونس، وتحكم الأخرى -أسرة بني حماد- بالمغرب الأوسط في الجزائر، متخذة من قلعة بني حماد مقرا للحكم. وانفرد بنو حماد بإقليم الجزائر، نظرًا لضعف قبضة الأمير باديس على البلاد.
وقد واصل باديس مطاردة زناتة، وأُخبر في سنة (387هـ / 997م) بأن زيرى بن عطية الزناتى قد اعتدى على مدينة أشير، فبعث إليه بجيشه لمواجهته، ولكن الجيش هُزم على أيدى الزناتيين، فاضطر الأمير باديس إلى الخروج بنفسه لمواجهتهم في أشير، فلما علم الزناتيون بذلك انطلقوا إلى الصحراء، وتركوا المدينة، فدخلها باديس، وأقر الأمور بها، ثم مات في سنة (406هـ / 1015م).
#يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://t.me/joinchat/AAAAAEHRTSaUCW40ijSd7Q