#العظماء_المئة
💫[ الـحـ30ـلـقـة]
"عملاق التوحيد زيد بن عمرو" [1/2]
〰〰〰〰〰〰〰〰〰
قصة بطلنا الحالي تعود إلى العصر الجاهلي ، وقتها كانت العرب تتخذ من الأصنام شركاءً للّه ، فصنع بعض العرب آلهتهم من الحجر، وصنعها آخرون من الخشب ، ووصل الأمر ببعضهم إلى عبادة اَلهةٍ مصنوعةٍ من التمر كانوا ياكلونها في وقت الجوع، ومن بين ركام هذا الوضع الكئيب خرج رجلٌ من قبيلة قريش يقال له (زيد بن عمرو بن نفيل )،
هذا الرجل نظر في حال العرب وما يعبدون من أوثان ، فلم تستسمع فطرته السليمة هذا الأمر، فتوصل هذا العربي البدوي إلى نظريةِ علميةٍ لم يتمكن فلاسفة الفرس أو علماء الإغريق من التوصل إليها، هذه النظرية العلمية التي وضعها هذا العبقري العربي من فوق رمال صحراء الجزيرة تسمى ب "نظرية الشاة لإثبات توحيد اللّه"
وتتلخص هذه النظرية في كلمات بسيطة وجهها زيد بن عمرو إلى قومه قائلًا: "الشاة خلقها اللّه، وأنزل لها من السماء الماء، وأنبت لها من الأرض، الكلأ، ثم تذبحونها على غير اسم اللّه؟"
بالرغم من بساطة هذه النظرية التي توصل إليها هذا العربي من خلال استخدام عقله فقط لتحليل عنصرِ بسيطٍ من عناصر بيئته البدوية البسيطة ، أرى أن هذه النظرية تفوق في أهميتها العلمية التجريبية كل ما كان أفلاطون، وأرسطو وسقراط، قد توصلوا إليه من نظريات تفسر سر "الوجود الإنساني"،
ونحن هنا لا نتحدث عن نبي يوحى إليه بحقية الوحدانية ، بل نتحدث عن رجل عادي استخدم أهم نعمةٍ للإنسان - العقل- لاستنباط حقيقة الوجود التي شغلت البشَر في كل العصور، ومازالت.
ولكي نفهم معنى التوحيد الذي توصل إليه بطلنا يجب علينا أن نطلب من بساط التاريخ أن يسافر بنا إلى أعماق الماضي قي صحراء العرب ، في ذلك الزمان أتى رجلٌ من "بلاد الرافدين "، وبالتحديد من مدينة "أور" السومرية يقال له إبراهيم بن اَزر، فدعى إبراهيم الناس إلى توحيد اللّه ، ليصبح العرب بعد ذلك موحدين ، فسُمّي من كانوا على دين إبراهيم ب "الحنيفيين".
ولكن مع مرور السنين ذهب رجلٌ من قبيلة خزاعة اسمه (عمرو بن لحي الخزاعي) في تجارة للشام ، فرأى هناك أناسًا يسجدون للأصنام ، فلما أنكر عليهم عبادتهم للأصنام من دون الله قالوا له : إننا لا نعبد الأصنام كحجارةٍ وإنما نتقرب إلى اللّه بأرواح الأولياء والصالحين التي تسكن بداخل هذه الأصنام ، فراق لعمرو هذا التفسير، وطلب منهم أن يعطوه صنمًا، فأعطوه صنمًا يسمونه هُبل، فأخذه لقومه ونشر عبادة الأصنام بين العرب.
ولنا وقفة بسيطة هناكما نرى من هذه القصة أن العرب كانوا يعرفون أن اللّه هو الخالق ، ولكن مشكلتهم كانت تتمثل في كونهم كانوا يتقربون إلى اللّه بتلك الأصنام، وإذا كنت تستهجن على العرب القدامى عبادتهم للأصنام ، فاسأل نفسك أسئلة تعرف أنت وحدك إجابتها : هل تتقرب إلى اللّه بقبور الأولياء الصالحين كما تقرب العرب إلى اللّه بالأوثان ؟ هل تدعو السيد البدوي، لكي يزوج لك ابنتك ؟ هل تستغيث ب المرسي، لكي يفرج عنك الكرب ؟ هل تطلب المدد من رسول اللّه ؟ هل تقول واللّه أم تقول والنبي عند حلفانك؟!
المهم أن زيد بن عمرو أنكر على العرب عبادتهم للأصنام ، وأنكر عليهم أيضًا عادة وأد البنات ، فكان رحمه اللّه يذهب إلى الرجل الذي يريد وأد إبنته فيقول له : لا تقتلها واتركها تعيش وأنا أكفيك مؤونتها.
ثم بعد ذلك قرر زيد بن عمرو الرحيل إلى الشام لكي يفتش عن دين التوحيد الذي توصل إليه بعقله ، وفي الشام لم يقتنع بدين اليهود، ولم يقتنع بدين النصارى أيضا، ولكن عالما من اليهود واخر من النصارى أخبراه أن دين التوحيد الذي ينشده هو دين إبراهيم الحنيف الذي لم يكن يعبد إلا اللّه ، عندها رفع زيد يديه إلى السماء وقال مناجيًا ربه : اللهم إني أشهدك أني على دين إبراهيم، ثم رجع زيد إلى مكة، فأسند ظهره إلى الكعبة وصاح في الناس : "يا معشر قريش واللّه ما منكم على دين إبراهيم غيري "
ثم وقف هذا العملاق الإسلامي حائرا لا يعرف كيف يصلي لله فأخذ يبكي من الحيرة وهو يقول : "اللهم إني لو أعلم أحب الوجوه إليك لعبدتك به ولكني لا أعلم " فيخر ساجدًا أمام الكعبة.
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
💫[ الـحـ30ـلـقـة]
"عملاق التوحيد زيد بن عمرو" [1/2]
〰〰〰〰〰〰〰〰〰
قصة بطلنا الحالي تعود إلى العصر الجاهلي ، وقتها كانت العرب تتخذ من الأصنام شركاءً للّه ، فصنع بعض العرب آلهتهم من الحجر، وصنعها آخرون من الخشب ، ووصل الأمر ببعضهم إلى عبادة اَلهةٍ مصنوعةٍ من التمر كانوا ياكلونها في وقت الجوع، ومن بين ركام هذا الوضع الكئيب خرج رجلٌ من قبيلة قريش يقال له (زيد بن عمرو بن نفيل )،
هذا الرجل نظر في حال العرب وما يعبدون من أوثان ، فلم تستسمع فطرته السليمة هذا الأمر، فتوصل هذا العربي البدوي إلى نظريةِ علميةٍ لم يتمكن فلاسفة الفرس أو علماء الإغريق من التوصل إليها، هذه النظرية العلمية التي وضعها هذا العبقري العربي من فوق رمال صحراء الجزيرة تسمى ب "نظرية الشاة لإثبات توحيد اللّه"
وتتلخص هذه النظرية في كلمات بسيطة وجهها زيد بن عمرو إلى قومه قائلًا: "الشاة خلقها اللّه، وأنزل لها من السماء الماء، وأنبت لها من الأرض، الكلأ، ثم تذبحونها على غير اسم اللّه؟"
بالرغم من بساطة هذه النظرية التي توصل إليها هذا العربي من خلال استخدام عقله فقط لتحليل عنصرِ بسيطٍ من عناصر بيئته البدوية البسيطة ، أرى أن هذه النظرية تفوق في أهميتها العلمية التجريبية كل ما كان أفلاطون، وأرسطو وسقراط، قد توصلوا إليه من نظريات تفسر سر "الوجود الإنساني"،
ونحن هنا لا نتحدث عن نبي يوحى إليه بحقية الوحدانية ، بل نتحدث عن رجل عادي استخدم أهم نعمةٍ للإنسان - العقل- لاستنباط حقيقة الوجود التي شغلت البشَر في كل العصور، ومازالت.
ولكي نفهم معنى التوحيد الذي توصل إليه بطلنا يجب علينا أن نطلب من بساط التاريخ أن يسافر بنا إلى أعماق الماضي قي صحراء العرب ، في ذلك الزمان أتى رجلٌ من "بلاد الرافدين "، وبالتحديد من مدينة "أور" السومرية يقال له إبراهيم بن اَزر، فدعى إبراهيم الناس إلى توحيد اللّه ، ليصبح العرب بعد ذلك موحدين ، فسُمّي من كانوا على دين إبراهيم ب "الحنيفيين".
ولكن مع مرور السنين ذهب رجلٌ من قبيلة خزاعة اسمه (عمرو بن لحي الخزاعي) في تجارة للشام ، فرأى هناك أناسًا يسجدون للأصنام ، فلما أنكر عليهم عبادتهم للأصنام من دون الله قالوا له : إننا لا نعبد الأصنام كحجارةٍ وإنما نتقرب إلى اللّه بأرواح الأولياء والصالحين التي تسكن بداخل هذه الأصنام ، فراق لعمرو هذا التفسير، وطلب منهم أن يعطوه صنمًا، فأعطوه صنمًا يسمونه هُبل، فأخذه لقومه ونشر عبادة الأصنام بين العرب.
ولنا وقفة بسيطة هناكما نرى من هذه القصة أن العرب كانوا يعرفون أن اللّه هو الخالق ، ولكن مشكلتهم كانت تتمثل في كونهم كانوا يتقربون إلى اللّه بتلك الأصنام، وإذا كنت تستهجن على العرب القدامى عبادتهم للأصنام ، فاسأل نفسك أسئلة تعرف أنت وحدك إجابتها : هل تتقرب إلى اللّه بقبور الأولياء الصالحين كما تقرب العرب إلى اللّه بالأوثان ؟ هل تدعو السيد البدوي، لكي يزوج لك ابنتك ؟ هل تستغيث ب المرسي، لكي يفرج عنك الكرب ؟ هل تطلب المدد من رسول اللّه ؟ هل تقول واللّه أم تقول والنبي عند حلفانك؟!
المهم أن زيد بن عمرو أنكر على العرب عبادتهم للأصنام ، وأنكر عليهم أيضًا عادة وأد البنات ، فكان رحمه اللّه يذهب إلى الرجل الذي يريد وأد إبنته فيقول له : لا تقتلها واتركها تعيش وأنا أكفيك مؤونتها.
ثم بعد ذلك قرر زيد بن عمرو الرحيل إلى الشام لكي يفتش عن دين التوحيد الذي توصل إليه بعقله ، وفي الشام لم يقتنع بدين اليهود، ولم يقتنع بدين النصارى أيضا، ولكن عالما من اليهود واخر من النصارى أخبراه أن دين التوحيد الذي ينشده هو دين إبراهيم الحنيف الذي لم يكن يعبد إلا اللّه ، عندها رفع زيد يديه إلى السماء وقال مناجيًا ربه : اللهم إني أشهدك أني على دين إبراهيم، ثم رجع زيد إلى مكة، فأسند ظهره إلى الكعبة وصاح في الناس : "يا معشر قريش واللّه ما منكم على دين إبراهيم غيري "
ثم وقف هذا العملاق الإسلامي حائرا لا يعرف كيف يصلي لله فأخذ يبكي من الحيرة وهو يقول : "اللهم إني لو أعلم أحب الوجوه إليك لعبدتك به ولكني لا أعلم " فيخر ساجدًا أمام الكعبة.
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55