#المغادرة_قصص
#المغادرة_10 #المغادرة
الحلقة الأخيرة (1)
@rwayate
كنت عم بسمع صوت بزِنّ قريب من إذني.. بظهر وبختفي!.. وخيالات وصور بدماغي مشوّهة.. بلحظة بحس في أشخاص جنبي قريبين.. وبلحظة بشوفهم بختفو.. وبلحظة بشوف أشكال غريبة.. أنا ما كنت بعرف مين أنا ومين هدول الأشخاص.. وأنا وين هلأ.. وشو في جنبي ومين معي.. وفاقد القدرة على النطق أو الحركة وحتى تجميع الأفكار.. كيف بدي أعرفهم لو ما فيني أتكلّم؟!.. يمكن كان بدي أعرف جواب لكل هالتساؤلات.. وفجأة الأصوات صارت توضح.. برغم إنها مشوّشة إلا إني قادر أسمع.. صوت بنت وزلمة.. ايوه زلمة بتكلّم!.. عم يقول كلمة نبض؟!.. الصوت بعيد كأنه بغرفة بعيدة كتير!.. وواضح فيه صدى وتشويش.. وفجأة بقرّب وبصير طبيعي.. هلأ أنا قدرت أجمّع كلامه.. نبضه وقّف.. كنت بشعر بضربات بصدري قوّية بترجّني.. وبتخيّل بهاللحظة إني بوقع لأرض عميقة وبعيدة وبرجع برتفع لفوق وببعد عنها كأني واقف بالمنتصف علقان بين السقوط والإرتفاع.. وإرتجاجات بمخي بتشدّني لأفتح عيوني بالقوة.. بس ما بقدر.. ولا بقدر أتكلّم.. بس سامع الأصوات البعيدة القريبة مني.. الطفل توفّى.. وصوت بنت بتقول أنا بخبّرهم.. الزلمة بقلها العمر إلكم.. الله يرحمه.. جسمي إنشل وما عدت شعرت فيه أبداً.. كان شعوري مختلف.. مختلف حتى عن تجربة الإسقاط النجمي.. ثواني قليلة إنقطع الصوت بدماغي.. واتحوّل كل شي لسواد.. كنت بطير.. بطير بسرعة جنونية!.. سرعة غير معقولة بغرفة سودة ما إلها نهاية.. لوحدي بسرعة الصاروخ مثل كأني بقطار جوا نفق مظلم.. بظهر ضو صغير أبيض دائري صغير.. بقرّب منه ومع سرعتي بكون بكبر وبتوسّع وبزيد عمقه.. شعرت بدحرجة متل كأني بمدينة ملاهي عم بطير للسما.. مبسوط وسعيد.. هاللحظة كانت أسعد لحظة بحياتي.. شعور من أجمل المشاعر.. طلعت من النفق وصرت جوا الضو.. أنا في سما بيضة.. غير السما المألوفة يلي بنعرفها كلنا.. كلها ضباب أبيض نقي خالص زي اللؤلؤ.. شفت كائن غريب قبال عيني وانتبهت على كائن ثاني جنبه تماماً.. قالولي لا تخاف.. لا تخاف.. بنفس الطريقة يلي سمعتها بدماغي من شخص ما بعرفه في بيتي.. كانو رجال بوجوه بيضة حلوين كتير.. جاذبية مشعّة كلهم نور وجمال.. أنا كنت شبه ذرة التراب قبالهم.. حكالي الكائن الأول.. ليش اجيت بكير؟.. قلتله ما بعرف.. أنا وين؟.. كان صوته ناعم ورخيم بنفس الوقت.. حكا الثاني.. كثير بكير.. صوته كان شبه الأول!.. كانت السما عميقة مفتوحة وكأنه فوقها عالم ثاني وفيها بياض مشّع!.. حكالي الأول شفت يلي مضى؟.. قلتله في لحظة شفت فيها حياتي كاملة بتفاصيلها بسرعة.. كان متل شريط الفيديو على شاشة كبيرة قريبة من نظري.. وبعدها اختفى لسواد.. وظهرت البقعة البيضة وحسّيت كأنه في أيادي عم تلمس جسمي يلي أنا أصلاً مو حاسس فيه.. وطرت وبعدّت وهلأ شفتكم.. إنتو مين؟!.. قلّي في شخص رح يسلّم عليك أجانا من شوي.. لا تخاف.. إنت نقي ونظيف وروحك طيبة ونحنا كنا معك دائماً.. هالشخص رح تشوفه من فوق ورح يختفي ويرجع بدون ما يكلّمك.. وفي شخص ثاني رح نخليّه يكلمك ويبقى هون لثواني.. وشخص ثالث بهمك رح يطلب منك طلب ويختفي فوراً.. اتطلعو لفوق وأنا من نظراتهم العلوية رفعت وجهي للسما.. شفت وجه أبيض بتطلّع وببتسملي من قريب.. وبصير يبعد ويختفي بالضباب كأنه عم بطير لفوق.. الوجه كان وجه عمر.. شفت عمر!.. ابتسلمي واختفى.. قلّي الشخص الأول إتطلع على يمينك.. اتطلعت يميني.. شفت نفس الزلمة يلي شفته بتجربة الإسقاط.. حكالي إبني كان دائماً معك.. بس إنت ما كنت تشوفه.. وهلأ هوه معك وحكا مع أهلك.. وعرفو الحقيقة.. وكل يلي صار.. ما أذاك.. حماك من عيلتك بأمر من جدتك.. ورح يبقى معك لأنه هيك الوصيّة.. ورح يتدخّل.. ابتسملي.. سألته مين انت؟.. مين؟.. صار يرجع ويختفي بالضباب.. وأنا بقيت حاير واقف مكاني.. قلتلهم ما فهمت.. قال الكائن الثاني رح تفهم بعد دقيقة وسبع ثواني.. بدون كلام ظهر شخص ثالث من نفس المكان يلي ظهر فيه الزلمة الكبير.. جدتي!.. كانت جدّتي!.. ابتسمت وكان بدي أركض لعندها بس رجلّيه منعوني.. كنت ماسك بالمكان يلي أنا واقف فيه ومو قادر أتحرّك.. قلتلها إشتقتلك.. بدي أحضنك.. جدتي أنا كتير إشتقتلك.. إبتسمت.. وحكت ما فيّه أقرّب.. وما فيّه أحضنك زي ما كنا هناك.. بس فيّه أقلّك إنك بطل.. وشجاع ووقفت بوجههم وما سمحتلهم يأذوك.. بدي أطلب منك طلب حبيبي.. بدي تتبرّع بنص الملايين يلي معك لمستشفى السرطان.. والنص الثاني لدار الأيتام.. سألتها ليش؟.. قلّي الكائن الأول إتطلع تحت.. نزلت راسي شفت مشهد بتحرك.. جدتي معها ولد بترضعه وبتلبسه ملابس.. وبتلعّبه.. الولد مو أنا!.. جدتي صغيرة بالعُمر.. جدتي شكلها مختلف!!.. مين معها؟!.. اختفت الصورة.. قلتلها انتي ربيتي حدا غيري؟!.. جدتي مين هاد؟.. ابتسمتلي بدون لتحكي.. قلتلها شو بتعملي فوق؟!.. عمر ليه فوق؟!.. عمر مات؟!.. والشخص يلي شفته ظهرلي من شوي.. أرجوكي جدتي.. خديني.. أنا مبسوط هون..