#المغادرة_قصص
#المغادرة_9 #المغادرة
الحلقة التاسعة
@rwayate
إبتعدت الصورة من شكل الطفل لمساحة أبعد.. كان شكل الطفل كتير حلو بالكون!.. صورة حلوة بضباب أبيض قريب وكبير!.. الصورة كانت بتبعد وشفت فيها وجه تاني جنب وجه الطفل.. كانو جنب بعض.. الوجه هوه وجه ماما!.. بتقرّب إيد وبتاخد الطفل.. بتكون ممرضة.. هي ميرفت!.. حطّته بالخداج والصور بتتجمع ورا بعض بسرعة قصوى.. عم بشوف بابا وأخي سند وإيمان مراهقين عم يضحكو!.. وجنبهم بالنص جدتي!.. والصور بترجع تمشي.. بشوف باب غرفة الخداج بتسكّر.. بتطلع جدّتي من الغرفة وبتوقف جنب غرفة الخداج تتطلع على الأطفال من ورا الزجاج.. وفجأة بظهر وراها شب صغير بالعمر.. بقرّب منها وبوقف جنبها وبحكو مع بعض بصوت مخفي.. ما بسمع أي كلام بس الصور بتكون عم تتجمّع بالضباب مع أصوات المجرات والنجوم والكواكب والنيازك والكون بجميع مكوناته.. بتختفي الصورة بالفضاء.. وأنا بسبح بالكون وبنتقل بسهولة وبسرعة قصوى.. بدون جاذبية وبدون إحساس بالجسم.. بتلمع صورة ثانية بالفضاء فوق راسي من بعيد جوا نجمة كبيرة كتير.. بتطلّع عليها بشوف نفس الطفل بسرير صغير وكل العيلة متجمعين حواليه.. وجدتي فوق راسه بتضحك.. بسمع صوت مانيسا بتقلي.. إمشي بالكون الشاسع.. إنت هيك عرفت جزء من الحقيقة.. هون مصدر الطاقة الكبير.. وهالكون ما إله حدود.. فيك تطير لتوصل الشمس وتدخل جواتها وتشوف نيرانها السودة وكتل لهبها الحمرة بدون لتأذيك.. وفيك تلف القمر من كل جوانبه.. وتتطلع على الأرض من بعيد متل حبّة برتقال على طاولة بعيدة.. شايف المجرات والسدم شو حلوين وملونين!.. كل شي بتشوفه عمره بهالوقت ثلاثة عشر مليار سنة.. وقارب عالأربعة عشر مليار من بعد الإنفجار العظيم قبل عشرين مليار سنة.. تحركت بسرعة الضوء للقمر.. وصارت الأرض بعيدة عني.. كنت شايفه بشكل أقرب من أقرب صورة تخيلتها فيه.. كله صخور وحفر كبيرة دائرية غريبة الشكل.. كنت حاسس بدورانه وشايف دوران الأرض وخط الليل والنهار عليها.. والشمس قريبة منها وبقدر أروحلها بسهولة!.. كنت بغاية الإنبهار!.. بس بدي أسبح وأغوص بالكون وأشوف كل شي فيه!.. لقيت نفسي بكوكب المريخ!.. ياه!.. هاد يلي كنا ندرس عنه.. أحمر بشكل فظيع!.. واضح بالليل وتضاريسه قريبة مني كتير!.. رياحة سريعة وعليه براكين وصخور غريبة الشكل وماي!.. فوق سماء المريخ اتشكلت صورة جديدة.. الطفل الصغير صار بعُمر السنة!.. عم يحاول يمشي!.. ويوقع ويرجع يمشي.. بساحة البيت الخارجية.. هاد أنا وجدتي بتطعميني!.. الصورة بتتبخر بالجو وبتسافر لعند النجوم!.. بقرر أسبح للمشتري.. بموج وببعد وبوصله بسهولة.. كتير كبير!.. عظيم!!!.. لامع وحواليه أقمار كتيرة!.. وشكل الغازات فيه ساحرة ومتموّجة وملوّنة بشكل مذهل!.. وحقله المغناطيسي أخاذ!.. سرحت بالكون.. بين الكواكب.. زرت زحل.. وشفت أورانوس بسحر لونه الأزرق والأخضر.. ونبتون البعيد صار قريب مني!.. ياه!.. كله غازات غريبة وصخور كبيرة!.. برغم جمال كل الكواكب إلا إنه الأرض كان أجملهم!.. معقول هالكوكب الساحر حامل كمية كبيرة من البشر الحاقدة والمخرّبة والمدمّرة بالحروب والأنظمة والتقسيمات السياسية والحدودية والتشريعات والحكومات الظالمة!!.. كنت بوصل ملايين الكيلومترات بثواني معدودة.. كنت بتمنى أصحاب نظرية الأرض المسطحة يشوفوه بالصورة يلي أنا شايفها.. الأرض سطحها كروي بس مفلطح وغير مستدير مثل كل الكواكب!.. سبحان الله!.. طرت لعطارد.. قريب من الأرض والشمس وشعرت للحظة إنه صديقهم!.. حتى شكله غريب!.. شايف كوكب لامع!.. هاد أكيد الزهرة!.. حجمه بشبه الأرض!.. كأنه توأمها!.. بنفسي أسبح لبلوتو!.. بثواني أنا صرت عنده!.. يا ترى لو كان جسمي حقيقي عنده.. كيف شعور البرودة ممكن يكون على سطحه؟!.. كان شكله مثير للإنتباه بحجمه الصغير القزمي!.. الكون خيال!.. خيال كبير!.. ملايين المجرات والكويكبات بين عيني وعيني!.. وكل صورة قادر أميزها.. لمع نجم كبير قريب من الأرض.. قرّبت منه شفت صورة ضبابية جديدة!.. أنا مع جدتي بعُمر الأربع سنوات.. والبيت فاضي.. بتاخدني وبتطلع!.. بسمع صوت مانيسا بالفضاء.. إنتهى الوقت.. إرجع لبيتك.. إنزل سيف!.. إنزل!.. قلتلها بدي أروح مع أسينات.. بدي أطلع لفوق.. شو في فوق؟!.. أرواح؟.. قالت ما فيك.. في أشياء صعب تنشاف.. وأسينات كانت رح تفرجيك صور متل هالصور يلي شفتها بس قبل عشرات السنين الماضية!.. حكيتلها شو رح أستفيد!.. قالت لأنهم أموات وإلهم قصص!.. ناديت أسينات.. خديني لفوق.. فجأة صرت بنسحب.. وبرجع للأرض.. برجع بسرعة قصوى وبدون إرادة!.. بدخل الغلاف الجوي وببعد عن الكون الداخلي.. بدخل للأرض وببدأ أشوف ألوان غريبة بعيدة بتتشكل بسرعة الضوء لمساحات شاسعة من الأراضي والجبال البعيدة.. بقرّب منهم وبنزل بإنحدار هاوي لمنطقة موجّهة.. لبلدي ومنطقتي!.. أنا وصلت البيت.. رجعت للساحة.. وين أسينات؟.. وين مانيسا!.. وينكم!.. وينكم!!!!.. بسمع صوت طرقة قويّة.. وخبطة بجسمي..
#المغادرة_قصص
#المغادرة_10 #المغادرة
الحلقة الأخيرة (1)
@rwayate
كنت عم بسمع صوت بزِنّ قريب من إذني.. بظهر وبختفي!.. وخيالات وصور بدماغي مشوّهة.. بلحظة بحس في أشخاص جنبي قريبين.. وبلحظة بشوفهم بختفو.. وبلحظة بشوف أشكال غريبة.. أنا ما كنت بعرف مين أنا ومين هدول الأشخاص.. وأنا وين هلأ.. وشو في جنبي ومين معي.. وفاقد القدرة على النطق أو الحركة وحتى تجميع الأفكار.. كيف بدي أعرفهم لو ما فيني أتكلّم؟!.. يمكن كان بدي أعرف جواب لكل هالتساؤلات.. وفجأة الأصوات صارت توضح.. برغم إنها مشوّشة إلا إني قادر أسمع.. صوت بنت وزلمة.. ايوه زلمة بتكلّم!.. عم يقول كلمة نبض؟!.. الصوت بعيد كأنه بغرفة بعيدة كتير!.. وواضح فيه صدى وتشويش.. وفجأة بقرّب وبصير طبيعي.. هلأ أنا قدرت أجمّع كلامه.. نبضه وقّف.. كنت بشعر بضربات بصدري قوّية بترجّني.. وبتخيّل بهاللحظة إني بوقع لأرض عميقة وبعيدة وبرجع برتفع لفوق وببعد عنها كأني واقف بالمنتصف علقان بين السقوط والإرتفاع.. وإرتجاجات بمخي بتشدّني لأفتح عيوني بالقوة.. بس ما بقدر.. ولا بقدر أتكلّم.. بس سامع الأصوات البعيدة القريبة مني.. الطفل توفّى.. وصوت بنت بتقول أنا بخبّرهم.. الزلمة بقلها العمر إلكم.. الله يرحمه.. جسمي إنشل وما عدت شعرت فيه أبداً.. كان شعوري مختلف.. مختلف حتى عن تجربة الإسقاط النجمي.. ثواني قليلة إنقطع الصوت بدماغي.. واتحوّل كل شي لسواد.. كنت بطير.. بطير بسرعة جنونية!.. سرعة غير معقولة بغرفة سودة ما إلها نهاية.. لوحدي بسرعة الصاروخ مثل كأني بقطار جوا نفق مظلم.. بظهر ضو صغير أبيض دائري صغير.. بقرّب منه ومع سرعتي بكون بكبر وبتوسّع وبزيد عمقه.. شعرت بدحرجة متل كأني بمدينة ملاهي عم بطير للسما.. مبسوط وسعيد.. هاللحظة كانت أسعد لحظة بحياتي.. شعور من أجمل المشاعر.. طلعت من النفق وصرت جوا الضو.. أنا في سما بيضة.. غير السما المألوفة يلي بنعرفها كلنا.. كلها ضباب أبيض نقي خالص زي اللؤلؤ.. شفت كائن غريب قبال عيني وانتبهت على كائن ثاني جنبه تماماً.. قالولي لا تخاف.. لا تخاف.. بنفس الطريقة يلي سمعتها بدماغي من شخص ما بعرفه في بيتي.. كانو رجال بوجوه بيضة حلوين كتير.. جاذبية مشعّة كلهم نور وجمال.. أنا كنت شبه ذرة التراب قبالهم.. حكالي الكائن الأول.. ليش اجيت بكير؟.. قلتله ما بعرف.. أنا وين؟.. كان صوته ناعم ورخيم بنفس الوقت.. حكا الثاني.. كثير بكير.. صوته كان شبه الأول!.. كانت السما عميقة مفتوحة وكأنه فوقها عالم ثاني وفيها بياض مشّع!.. حكالي الأول شفت يلي مضى؟.. قلتله في لحظة شفت فيها حياتي كاملة بتفاصيلها بسرعة.. كان متل شريط الفيديو على شاشة كبيرة قريبة من نظري.. وبعدها اختفى لسواد.. وظهرت البقعة البيضة وحسّيت كأنه في أيادي عم تلمس جسمي يلي أنا أصلاً مو حاسس فيه.. وطرت وبعدّت وهلأ شفتكم.. إنتو مين؟!.. قلّي في شخص رح يسلّم عليك أجانا من شوي.. لا تخاف.. إنت نقي ونظيف وروحك طيبة ونحنا كنا معك دائماً.. هالشخص رح تشوفه من فوق ورح يختفي ويرجع بدون ما يكلّمك.. وفي شخص ثاني رح نخليّه يكلمك ويبقى هون لثواني.. وشخص ثالث بهمك رح يطلب منك طلب ويختفي فوراً.. اتطلعو لفوق وأنا من نظراتهم العلوية رفعت وجهي للسما.. شفت وجه أبيض بتطلّع وببتسملي من قريب.. وبصير يبعد ويختفي بالضباب كأنه عم بطير لفوق.. الوجه كان وجه عمر.. شفت عمر!.. ابتسلمي واختفى.. قلّي الشخص الأول إتطلع على يمينك.. اتطلعت يميني.. شفت نفس الزلمة يلي شفته بتجربة الإسقاط.. حكالي إبني كان دائماً معك.. بس إنت ما كنت تشوفه.. وهلأ هوه معك وحكا مع أهلك.. وعرفو الحقيقة.. وكل يلي صار.. ما أذاك.. حماك من عيلتك بأمر من جدتك.. ورح يبقى معك لأنه هيك الوصيّة.. ورح يتدخّل.. ابتسملي.. سألته مين انت؟.. مين؟.. صار يرجع ويختفي بالضباب.. وأنا بقيت حاير واقف مكاني.. قلتلهم ما فهمت.. قال الكائن الثاني رح تفهم بعد دقيقة وسبع ثواني.. بدون كلام ظهر شخص ثالث من نفس المكان يلي ظهر فيه الزلمة الكبير.. جدتي!.. كانت جدّتي!.. ابتسمت وكان بدي أركض لعندها بس رجلّيه منعوني.. كنت ماسك بالمكان يلي أنا واقف فيه ومو قادر أتحرّك.. قلتلها إشتقتلك.. بدي أحضنك.. جدتي أنا كتير إشتقتلك.. إبتسمت.. وحكت ما فيّه أقرّب.. وما فيّه أحضنك زي ما كنا هناك.. بس فيّه أقلّك إنك بطل.. وشجاع ووقفت بوجههم وما سمحتلهم يأذوك.. بدي أطلب منك طلب حبيبي.. بدي تتبرّع بنص الملايين يلي معك لمستشفى السرطان.. والنص الثاني لدار الأيتام.. سألتها ليش؟.. قلّي الكائن الأول إتطلع تحت.. نزلت راسي شفت مشهد بتحرك.. جدتي معها ولد بترضعه وبتلبسه ملابس.. وبتلعّبه.. الولد مو أنا!.. جدتي صغيرة بالعُمر.. جدتي شكلها مختلف!!.. مين معها؟!.. اختفت الصورة.. قلتلها انتي ربيتي حدا غيري؟!.. جدتي مين هاد؟.. ابتسمتلي بدون لتحكي.. قلتلها شو بتعملي فوق؟!.. عمر ليه فوق؟!.. عمر مات؟!.. والشخص يلي شفته ظهرلي من شوي.. أرجوكي جدتي.. خديني.. أنا مبسوط هون..
#المغادرة_قصص
#المغادرة_3 #المغادرة
الحلقة الثالثة
@rwayate
انصدمت ليلى وحكت شو حلمت؟!.. وشو شفت!.. كيف جدتنا بدها ياك؟!.. وكيف عرفت بالكتاب!.. يعني كانت بتعرف إني رح أعطيك ياه؟!.. معقول أنا عملت شي مرتب مسبقاً للمستقبل؟.. كيف بحسّو!.. أنا تقريباً في شي بعقلي قلي روحي وحطيه تحت مخدته بالرغم إني كنت مترددة أحكيلك عنه بس إجيت على غرفتك.. كنت حزينة عليك بس نزلت للملجئ وكنت رح تموت.. وترددت أحكيلك بس قررت إنياعطيك ياه وفي شي جواتي شجعني!.. جودت ارتبك وحكا الأحسن ما يجرب!.. أنا خايف عليه.. سألتني ليلى وين رحت بالكتاب؟!.. ما بعرف ليه سكتت وما كان بدي أجاوب.. قلتلها بعدين بتعرفي.. فتحت إيمان باب المطبخ وقالت كتاب شو يلي عم تحكو عنه؟.. دخلت حلا وراها وحكت لأخوها واجد يلا نحنا لازم نمشي.. بابا معصّب كتير.. وجود حلا وأخذها لواجد قاطع جوابنا لإيمان.. وإيمان كانت بتتطلع علينا بإستغراب كأنها شكت بشي مو طبيعي خصوصاً لإنه كنا صوتنا واطي وصحوننا شبه مليانة وهاد دليل إنه كان الموضوع مهم ومنعنا عن الأكل.. كانو بصرّخو بالمضافة وأنا كنت كتير متوتر.. راحت حلا واخدت اخوها وإيمان لحقتها.. جودت قال لمتى رح يضلهم متخانقين!.. المدارس رح تبدا بعد أسبوع ونحنا لازم نعرف ندرس براحة!.. حكتله ليلى ومين قلك رح نرجع.. الموضوع فيه ورثة كبيرة بابا كنسل على السفر.. حكالها هاد شي متوقع بس نحنا هون وين بدنا ندرس؟!.. حكيتله في مشكلة لو كنا بمدرسة وحدة؟!.. سكت واتطلع على اخته.. حكتله لازم نتنازل ونضل مع سيف.. ما تقبل تكون بغير مدرسته!.. حتى لو بابا بده يخلينا بمدرسة بنفس المستوى يلي كنا فيها برا.. دخلت رجاء مرت عمي قصي للمطبخ وقالت يلا تعالو.. وهاد الحيوان ما بدي تحكو معه!.. مسكت أيادي أولادها وشدتهم وحكتلي بعصبية.. ولادي بحياتك ما تقرّب منهم!.. وحقنا رح ناخده منك يا حرامي!.. كان واضح الإختلاف جواتي عم يصير كبير.. وكنت بحس كل شي عم بصير لصالحي.. أنا ما بعرف بهاللحظة ليه كنت فرحان برغم كل الإهانات والضرب يلي شفته.. بس الشخصية القوية الإستفزازية بدأت تتفاعل بداخلي.. وصرت بحس بشعور برود غريب معجون بعدم المبالاة عم يتغلغل بعقلي بشكل سريع!.. طلعو عمامي مع نسوانهم وولادهم من البيت وسمعت سند بهدّي بابا وبقلّه هيك أحسن.. خليهم يضربو راسهم بألف حيط.. آخرها عم يشكّو فينا.. مفكّرينا بلا شرف!.. هاين علينا شرفنا عشان المصاري؟!!!.. صرّخت أمي وقالت والله لأربيهم بنات حوا.. مو أنا يلي بنحكالي هالكلام!.. قال بابا وينه الحيوان؟!.. إيمان حكت بالمطبخ.. قمت بسرعة لأهرب لغرفتي سبقني بابا ووراه سند.. ضربوني بكفوف إيديهم وحكولي هالبيت ما بتطلع منه لتموت!.. راحو وإختفى صوتهم وسمعتهم طلعو من الباب الخارجي.. كان بيتنا بطابق أرضي وبغرفتي في شباك كبير مسكّر بحماية حديد.. بطّل على الساحة الخارجية من الجهة الخلفية وكاشف السما بشكل واسع لأنه ما في بيوت أو عمارات قبال غرفتي.. سكّرت الستارة ومنعت الضو.. ورحت بسرعة بإتجاه الخزانة ورفعت البلاطة.. أخدت الكتاب وقعدت على السرير.. بدأت أقرأه من البداية.. تعريف الروح.. كيان خارق للطبيعة ذو طبيعة غير ملموسة على غرار كيانات مماثلة أخرى كالأشباح والجنيات والملائكة.. يحمل المصطلح طابع ديني وفلسفي ثقافي يختلف تعريفه وتحديد ماهيته في الأديان والفلسفات والثقافات المختلفة.. لكن هناك رأي سائد عبر كثير من الأديان والإعتقادات والثقافات البشرية على أن الإيمان بوجودها يجسد مفهوم المادة الأثيرية الأصلية الخاصة بالكائنات الحية.. إستناداً إلى بعض الديانات والفلسفات.. فإن الروح مخلوقة من جنس لا نظير له في الوجود مع الإعتقاد بكونها الأساس للإدراك والوعي والشعور عند الإنسان.. ويختلف مصطلح الروح عن النفس فالبعض يرى النفس هي الروح والجسد مجتمعين ويرى البعض الآخر ان النفس قد تكون أو لا تكون خالدة لكن الروح خالدة حتى بعد موت الجسد.. اكتشفت كثير أمور ما كنت بعرفها من أول باب بالكتاب.. وأهمها خلود الروح بعد الموت.. هالشيء فائلني بفكرة إنه تكون جدتي حاسّة فيني ولسه معي.. برغم إنه جسمها بدأ يتآكل تحت التراب.. بمعناه إنها ما ماتت روحياً.. والموت بمفهومه هوه موت الجسم وبس!.. بس كيف بدي أتطمّن وأرتاح!.. كمّلت قراءة لوصلت لباب التواصل مع الأموات.. هناك عدة طرق لملاقاة الأموات ومخاطبتهم.. أهمها الأحلام!.. كنت بقرأ بقلبي بدون أي صوت ووصلت لكلام خوّفني.. وصرت محتار مع نفسي بأسئلة كثيرة.. أنا كيف بدي أجرّب المكتوب؟!.. ما كان خوف من الموت بس كان خوف من المجهول.. ووصلت لجواب من الشي يلي عملته بس كنا نلعب بالساحة.. أنا دخلت الملجئ لهدف غير معروف.. ممكن كان الإستخباء وممكن كان الموت.. بإني ألحق جدتي وأخلص من عيلتي المتسلطة.. وكنت مقرر أنزل لآخره بدون لأكون عارف المصير النهائي لإلي.. بس بالنهاية ما نزلت ولحقوني وطلعوني.. ويلي رح أعمله تقريباً نفس يلي صار.. ما في فرق!..
#المغادرة_قصص
#المغادرة_7 #المغادرة
الحلقة السابعة
@rwayate
كنت برا واقف بالساحة جنب باب البيت وشايف أسامة براقب الشخص يلي كان يحكي مع ليلى.. والتنين مو شايفين بعض ولا شايفيني.. ليلى دخلت لجوا وتركت باب البيت مفتوح!.. بقي يلي كلّم ليلى واقف جنب الباب لثواني.. عم يفكّر متردد.. وفجأة ركض بخفّة لناحية الليمونة.. طرت بلمح البصر لعنده وشفته هرب من فوق سور البيت للشارع.. رجعت بسرعة ووقفت أتطلع على أسامة من فوق الشجرة بمترين تقريباً.. شفته بتطلع على شباك غرفتي من ورا الزجاج.. بعدين مشي بهدوء.. شلح كندرته جنب الباب.. ودخل البيت!.. نزلت من فوق الشجرة ودخلت من سقف البيت.. كان متردد وخايف.. رجّع باب البيت بدون ليسكّره.. ودخل فوراً للممر يلي بجوانبه غرفنا.. أنا بهالحالة ما فيّه أأثر.. أنا مجرد روح تركت جسمي وهامت بالهوا.. أسامة بعرف غرفتي!.. وبعرف مداخل البيت!.. دخل بسرعة لعندي وحس إنه في أكتر من حدا معي.. صوت أكتر من نفس وشخير.. بس أنا على السرير وواضح!.. قرّب مني.. وحط إيده تحت ظهري!.. حس بإني ثقيل.. حس إني متخشّب.. وضعية جامدة نايم بالطول وراسي للسقف جامد وقاسي متل لوح الخشب.. استغرب وشفته بمسح عرقه بإيده.. كنت بتطلع عليه من سقف الغرفة.. وبهاللحظة قررت أرجع لجسمي.. نزلت ودخلت جوا جسمي.. شفته انتفض.. حس إني صرت طبيعي.. رفعني بإيديه التنين.. وفجأة واجد حس في حدا عم يدعّس جنب وجهه.. قال بصوت متقطع وهوه نايم.. سيف انت قمت؟!.. شو صار.. شفت شي بسبب الكتاب؟!.. كان فيني أفتّح عيوني بس كنت بدي أغامر وأطلع لأعرف هاد شو بده!.. واجد فتّح عيونه وشاف واحد طويل قبال وجهه حاملني!.. انصدم وقال مين انت؟!.. صرّخ.. ماما بابا عمو!.. أسامة ارتبك وصار يدعّس على وجه واجد ويسكّر تمه برجله بقوّة.. نادى واجد على جودت.. وصار يمسك برجل أسامة ويشدّها.. جودت حس وتقريباً قام وأنا كنت حاسس وساكت.. وهوه حاملني نزّل برواز عن الحيط بإيده التانية ورماه على وجه واجد.. كان كلّه زجاج وقوي.. سكت واجد وجودت خاف وخبّى وجهه تحت اللحاف.. فتح أسامة الباب ولقى بوجهه رجاء مرت عمي قصي.. صرّخت بصوت عالي وأسامة دفشها ووقعها وهرب يركض للباب.. طلعني من البيت وركب برجليه فوق جذع الليمونة وهوه شاددني بإيده ومنيمني على كتفه.. ارتفع عن السور وحط رجليه عليه وقعد فوقه ونزل بهدوء وأنا كنت بساعده بدون ليحس ليطلعني من البيت.. بس انتبهت إنه بركض وبتعرّج لأنه نسي كندرته جنب الباب وبقي حافي.. إحتار وين يروح بالأخص لمّا سمع صوت باب بيتنا الخارجي فتح.. ركض بإتجاه أقرب بيت من بيتنا.. وكنت بحاول أفتح عيوني شوي لأشوف وين ماخدني.. عرفت إنه أخدني لبيت الجيران يلي سكنو قبالنا اليوم.. واتخبى ورا حيطة بيتهم يلي بتداري على الشارع.. إتطلع من جنب الحيط وشاف عمامي طالعين وبابا بفتشو بالشارع.. كان بينا وبينهم كم متر.. إحتار وخاف حدا يطلع من البيت على الصوت ويشوفه.. صار يضرب بكف إيده على وجهي ويناديني بصوت واطي سيف؟.. سيف؟.. حس إني بغيبوبة ومو طبيعي.. راح بسرعة بإتجاه البيت وطرق الباب.. أنا كنت من جوا مصدوم.. هاد شو بحاول يعمل!.. سمعت صوت وحدة بتحكي وبتقول.. مين إنت؟!.. سمعته ببكي وبحكي اتعرضلنا واحد أزعر بهالحي وحاول يسرقني وضرب أخي الصغير.. وهلأ هوه برا بفتش علينا من بعد ما ضربته.. بترجاكي دخلينا.. كان صوت أهلي طالع من بعيد بالحي.. والبنت بقيت لثواني طويلة ساكته.. حكتله أدخل.. أول ما دخلنا حكتله حطه على الكنبه وخليك معه.. دخلت بسرعة وبعد دقيقة سمعت صوت مرة بتقله مرحبا انا ميرفت.. وهي بنتي عالية.. بتشتغل ممرضة بشفت صباحي.. ان شاء الله بكون بخير لا تخاف عليه.. قرّبت عالية من وجهي وحسّت نبضي عند رقبتي.. وكنت حاسس إنه معها شي بإيدها.. الظاهر جابت عدة طبية من جوا.. قاست نبضي وتنفسي.. حكتله كل شي طبيعي عنده.. حتى ما في داعي نطلب الإسعاف.. الولد بخير بس في كدمات زرقة على وجهه واضح إنه صارلها فترة!!!.. ضربت بإيدها على وجهي وحكتلي حبيبي إنت نايم؟.. حسّت إني عم برمش.. وكانت ساكته.. سمعت صوت أمها ميرفت بتقول.. ليش قمتي من نومك؟.. سمعت صوت بنت صغيرة بتقول.. هاد كيف أجا لهون؟.. قالتلها عالية انتي بتعرفيه؟.. حكت شفته اليوم بالحي.. ودخل للبيت يلي قبالنا مع أخوه بالسيارة.. حكتلها امها.. سارة حبيبتي انتي شفتي اخوه؟.. قالت ايوه شفتهم التنين.. قالت ميرفت وهاد أخوه؟.. حكت سارة.. لأ مو هوه!.. عالية صرّخت إنت مين؟!.. خطفت الولد من أهله بنص الليل وعم تكذب!.. وليه دخلت حافي؟!.. ماما اتصلي بالشرطة.. قام أسامة عن الكنبة وقال ما بدي أسمع ولا صوت.. إذا أهله عرفو إنه الولد معي رح تخسرو كتير.. أنا زلمة بحشش ومجنون!.. فاهمين؟!.. حكت سارة أنا كنت بحلم من شوي.. شفت هاد الولد بحلمي.. كنت معه برا وكان في تلاتة شباب ورانا بقربو منا وبعدين قرّب مني وقلّي أنا بعرف يلي قتل أختك سالي!.. بهاللحظة فتحت عيوني.. حكت ميرفت الولد فتّح عيونه!..
#المغادرة_قصص
#المغادرة_8 #المغادرة
الحلقة الثامنة
@rwayate
فتح الباب وحكا معي.. قلتله أنا سمعت حلا بنت عمي بتحكي مع اخي سند وقالتله إنها بتعرف كل شي.. وفي كلام ما بقدر أحكيه.. حكيتله عن موضوع الإسقاط النجمي بالكامل وقلتله إني بعرف إنه على علاقة مع إيمان وإنها بتعطيه مصاري.. انصدم وفهمته إنه في واحد هلأ بالبيت ورح يقتل أهلي وعرفت متل ما عرفت إنه الشرطة راحت من البيت بالحلم.. قلتله رجعني للبيت.. ما حدا رح يكتشف إنك إنت خطفتني.. رح أبلي واحد تاني وأحكي للشرطة عنه.. أما إنت لو شافوك رح تقول إنك لقيتني بالشارع.. لازم أرجع هلأ لأنه أهلي بخطر!.. طلعنا من البيت وشفته بلعب بباب سيارة برا.. فتحها بطريقة غريبة وقلي إطلع.. صار يقول هاي سيارة جارنا وأنا بسرقها بالليل وبرجعها.. لا تستغرب!.. وصلنا البيت.. قلي إنزل.. هلأ أنا @rwayate رح أتخبى ورا شجرة الليمون.. وبتطلع حلا لبرا وأنا رح أخطفها.. بما انه أهلك بالمغفر متل ما قلت.. بس يا ويلك إذا طلعت كذاب وخنت اتفاقنا.. بدي أتأكد اللي قلته بالبيت صح أو لأ!.. نزلت أركض.. شهقو كلهم وحكولي رجعت!.. انت وين كنت مين أخدك!.. شفت الشب ركض لعندي وأخدني وحط السكينة على رقبتي وجرّني.. صرّخت أمي وقرّبت منه وقالتله ليش بدك تقتله!.. حكالها أطلبي من الولاد يلي جوا يفتحو الباب.. رح أقتل إبنك لو ما فتحو هلأ!.. بقي يكسّر بالباب ويصرّخ.. ورجاء ووفاء بطلبو من ولادهم يفتحو.. ليلى حكتله اتركه خلص وإطلع من البيت!.. قالتلها إيمان إنتي بتعرفيه!.. حكت أيوه بعرفه.. خلص رائف إطلع!.. لا تأذيه هلأ اهلي برجعو.. إنفتح الباب.. طلعو جودت وواجد ورائف دخل يفتش الغرفة.. كان يهددهم ويطلب منهم الكتاب.. بس سمع صوت سيارات برا الشارع!.. فتح الباب وهرب.. وصلو أهلي والبيت مكركب ونسوان عمامي راحو قالولهم كل شي صار!.. ليلى نضربت من أمها لوقت ما اعترفت بقصة الكتاب.. وإنه في شخص لاقته بحلمها وتعرفت عليه.. عمي قصي قال يبقى إنتي اجيتي بالليل لهون وكلام سيف صحيح؟!.. حكت طلعت بالليل لأنه كان بهددني وواجد ساعدني وفتحلي الباب ووقفلي تكسي برا.. ورائف رجعني من بعد ما إقتنع إنه سيف رح يفضحني ويقول إني كنت موجودة.. وهيك ما بصير أرجع للبيت أبداً ولا أقدر أخد الكتاب.. قالتلها أمها كيف عرفك!.. حكت هوه عرف بيتي بحلمه بسبب الكتاب.. وبده ياه لأنه غالي وفيه يطالب بمبلغ كبير للمكتبة العالمية لأنه مفقود وهلأ طالبينه @rwayate .. وهوه تعلّم تجربة الإسقاط من نفسه وعرف عني وعن الكتاب بأحلامه!.. ما كان حدا مصدّق.. واستغربو من وجود الجيران.. كانت حلا موجودة وواقفة وعالية مش قادرة تتكلم لوقت ما تكلّمت وقالت انتي ليه جبتينا على هالحي؟!.. جيتنا مقصودة!!.. انتي عندك علم باللي قتل أختي!.. وقف سند خايف وبتطلع عليها.. وهيه تهربت وحكت أنا شو بعرفني!.. انتي سألتيني عن بيت فاضي وأنا دليتك وأنا أصلاً ما بعرف أختك!.. سند قاطعهم وصرّخ عليّه وين كنت يا حيوان؟!.. مين يلي خطفك من البيت؟!.. ووين نمت!.. حكت ميرفت كانو عنا.. قالت كل يلي صار وإني كنت مبسوط بإني مخطوف.. بس ما بعرفو إسم يلي كان معي.. قلتلهم عامر.. إسمه عامر.. الزلمة يلي أجا خبركم إني عند صاحبي عمر بس صار الحريق.. يلي ناوية أمه تتزوجه.. قالت رجاء أنا شفته بس ما قدرت أميّز وجهه بالظلمة.. معقول نفس اللي أجا خبرنا!.. حكيتلها ما خبركم بدون سبب.. هاد كان مع العصابة ونحنا شفناه.. يلي قلته بالمغفر أنا هوه الصح.. بس عمر كذبني لأنه امه هددته.. وكان عامر بده ياخدني ليتخلّص مني أو يمكن ليحبسني ويطلب فديه من المصاري لأنه العصابة هددوه.. ويمكن يكون أذى عمر.. ما بنعرف!.. الشرطة لازم تعرف وتاخده!.. قال سند انت مجنون.. ونحنا رح نطلّع ورقة بتثبت إنك هيك.. ورح تروح عالفحص غصب @rwayate عنك!.. صرّخ جودت وقال سيف معه حق.. أي شي بحكيه معه حق فيه.. يلي شفناه اليوم بالليل ما كان مجرد حلم.. كان حقيقة!.. نحنا طلعنا من البيت.. وأنا شفت بيتي ببريطانيا!.. وواجد مشي بسوق المدينة بالليل ودخل محلاتها!.. قال سند شو عم تخبّصو انتو!!.. حكت ليلى هالكلام صحيح.. أنا جربته وما حبيت أحكي لتقولو مجنونة وحتى خبيته عن سيف لحتى يجرّب بنفسه!.. يمكن يشوف جدتي ويحكي معها ويعرف هيه ليه عملت هيك وسجلت كل شي بإسمه!.. طلعت ميرفت مع بناتها من البيت وكانت سارة طول الوقت مصدومة وما بتحكي.. وأنا كنت حاسس إنها حاسة إنه سند بعرف كل شي من نظراتها لإله.. عمي قصي أخد بنته وإبنه وطلع مع مرته وهدد بابا وقلّه إنه بكرا الصبح رايح للمحكمة.. وعمي عادل طلعه معه.. وأنا رحت لغرفتي.. بعد ما راحو طلع أسامة من ورا الشجر وقرّب من شباك غرفتي.. حكيت معه وقلتله إلحقهم ووصفته العنوان لو تاه عنهم.. قلتله حلا متزوجة سند بالسر ولو ما قدرت تاخد منها أي معلومة قلها أنا بعرف كل شي عن سالي.. هدول الكلمتين بكفو.. راح بسرعة وأنا رحت وفتحت البلاطة.. شفت الكتاب!.. كانو مرجعينه..
#المغادرة_قصص
#المغادرة_1 #المغادرة
الحلقة الأولى
@rwayate
* القصة والشخصيات من خيال الكاتب، ولا يتفق شخصياً مع الموضوع المطروح، ولا يشجّع على البحث عنه أو تجربته، وهو مكتوب فقط من أجل الخيال والتشويق الدرامي.
* الإسقاط النجمي أو الإسقاط الأثيري، هو تفسير افتراضي لحالة الخروج من الجسد وذلك بافتراض أن هناك هيئة نجمية تنفصل عن الجسد الفيزيائي قادرة على السفر خارجه.
* ويُشير المصطلح إلى قدرة الشخص على ترك جسمه والسفر عبر الجسم الأثيري لأي مكان يريده حيث أن الإسقاط النجمي يحدث عن طريق إنفصال الجسد الإشعاعي عن الجسد المادي خلال فترة قصيرة يكون فيها جسم الإنسان ما بين حالة الوعي والغفوة، وهو أمر لا يوجد برهان عليه.

قبل سبعة عشر سنة كان عمري عشر سنين.. بتذكر أحداث هالحقبة الزمنية القديمة بهالسن بكل تفاصيلها الدقيقة.. بالتأكيد لسبب معيّن صار فيها.. ولحدث فاصل بحياتي أثّر عليّه لهاليوم يلي ضليت عايش فيه.. موت جدّتي كان السبب الوحيد يلي حوّلني لشخصية ثانية!.. اليوم يلي ماتت فيه كان هوه اليوم يلي غيّرني وبدلني تماماً من طفل همه الوحيد اللعب والأكل لإنسان كبير واعي لكل يلي حواليه.. من أصعب الأحاسيس يلي ممكن الإنسان يشعرها هيّه فكرة إنه يكون الشخص الأحب والأفضل بحياته موجود معه بس لمرة وحدة!.. يكون موجود جنبه ويدعمه ويحميه ويهتم فيه وفجأة يختفي.. المشهد يلي طلعوها فيه من البيت لقبرها بقي عالق جوا عيوني وببالي لهاللحظة.. وقتها ما كنت بعرف شو يعني موت.. لأ أنا كنت بعرف بس كنت بسمع عنه من كلام الناس لكن ما كنت بشوفه.. بس بهالليوم شفت.. شفتهم بيبكوا وبصرخو بس أنا ما كنت ببكي.. الصدمة والتساؤلات الكثيرة منعوني من البكا.. ومن هاليوم بدأت الحكاية.. والتغيير القوي جواتي أعلن نفسه.. أول ليلة بدون جدتي.. البيت كله معتّم.. وأنا لوحدي بالسرير مفتّح عيوني وعم بفكّر.. جدتي وين؟.. كيف يعني ماتت؟!.. شو مفهوم الموت؟!.. ووين ممكن تكون راحت؟!.. ليش تركوها برا البيت ورجعو؟!.. شو معنى إنها تكون مدفونة تحت الأرض زي ما قالو؟.. كيف راحت وكيف بطلت موجودة؟!.. التفكير كان فوق طاقتي.. كانت جداً مخيفة فكرة إني أفقد الإنسانة يلي كانت تدافع عني ومعي دائماً بإهتمامها وكيانها وعطفها وإحتوائها.. بالأخص بوجودي بين أب متسلط عصبي متعطش للسيطرة والأنانية.. وأم متطبعة بأطباع زوجها الصعبة والشريرة.. وأخوة بنفس القالب.. ويلي كان بميزني عنهم إنه جدّتي ربّتني مش أهلي.. ما كانت بدها تزرع فيّه العقد يلي زرعهم بابا بأخواني.. كنا عيلة منغلقة ما بنطلع من عتبة باب البيت.. كان بابا عنده فوبيا الناس وببعد عن كل إنسان حتى الجيران.. وتعامله مع البشر بمحل الحلاقة يلي بملكه كان محدود وسطحي.. قبل لأغفى بسريري قررت قرار ووعدت نفسي أنفذه.. وعدي كان إني أعمل كل يلي كانت تعمله جدتي لإلي مع نفسي لتصير شخصيتي متلها ولحتى أصنع جدار متين يحميني من هالعائلة المتسلطة.. والأسوء من وجود هيك عائلة بحياتي كان وجود عائلة ثانية وعائلة ثالثة بالنص.. ويلي كان رابطهم سوا وجودها!.. وإستمراريتهم وحبهم لبعض كان بعتمد على مكانتها بشخصيتها الحازمة والصارمة والحنونة.. كانت شخصية بتركيبة غريبة.. إنسانة همها الوحيد ثبات عيلتها وتماسكها برغم المتغييرات والمشاكل.. كانت فاهمة خفايا النفس البشرية جوا كل يلي حواليها.. عارفة مين بكذب عليها ومين بحبها من نظرة عيونهم من خبرتها سبعة وسبعين سنة بالحياة.. وكنت متأكد حبها الكبير لإلي كان لأني طفل نظيف صعب يكذب مو بس لأني إبن إبنها.. ولأنه حبي لإلها كان خالص بدون أي سبب يذكر.. جدّتي جميلة غابت بهالليلة الصعبة.. وأنا نمت بسريري لوحدي بدون ما أنام جنبها.. من بعد موتها انكشفت الوجوه وإنقلب كل شيء من فوق لتحت.. ولأنها كانت بتعيش في بيت العيلة الكبير مع إبنها الكبير يلي هوه بابا.. فكان إتهام عمامي الأوسط والأصغر بتقصير أهلي في رعايتها وبالأخص بابا.. وصارت عداوتهم علنية من بعد ما كانت مخبية قدام جدتي بأقنعة مزيفة ولمّة كذابة ومجاملات كلها نفاق طوال سنين طويلة.. كنت دائماً بسمع وبشوف أكتر من ما بتكلم لكن من بعد ما انتهى العزاء ما قدرت أسكت.. الظهرية في مضافة بيتنا كانو قاعدين بيحكو عن أرض بتملكها جدّتي ومصاري قليلة بحسابها بالبنك ورثتهم عن جدي رح يتم توزيعهم بينهم.. وبخلافهم عالأرض بأسلوب دنيء وكلامهم عن المصاري بإهتمام أكبر من موتها خلّاني أتدخل واصرّخ عليهم لحتى يطلعوا من البيت.. ويلي سكتني بهاللحظة ضربة على وجهي من بابا بكف إيده الخميل.. هربت لغرفتي وسكّرت الباب.. وكنت خجلان لأنه أهانّني قبال ولاد عمّي.. يلي بالأصل بيعتبرو نفسهم أعلى منّا.. وجايين من بلاد الغرب يلي عاشوا فيها كل حياتهم ليحضرو العزاء.. كنت ببكي وكنت بنادي على جدتي وبكتم صوت أنيني بالشرشف.. اندق الباب.. كانت أختي الكبيرة إيمان.. قالتلي سيف إفتح الباب!.. بقيت تدق عالباب وأنا سامع صوت بنت عمي ليلى معها..
#المغادرة_قصص
#المغادرة_2 #المغادرة
الحلقة الثانية
@rwayate
طلّعوني من الغرفة بالغصب وشفت ليلى خايفة عليّه.. قعدوني بالصالة ووقفو فوق راسي مثل شياطين الأنس ليسألوني.. جدتك من وين جابت كل هالمصاري؟.. هاد الحساب يلي فيه كيف صاروا لإلك وشو بتعرف عنه؟.. شو رحت عملت معها قبل شهر؟!.. بتعرف الشخص يلي وكلته يعمل هالورق ويسجل الأملاك بإسمك؟!.. كيف البصمة أجت عورقة توكيل الوصاية!!.. شو بتعرف إحكي!!!.. قلتلهم ما بعرف ولا أي شي.. دائماً بس كانت تطلعني معها لبرا بتتركني ألعب بالمنتزه يلي بالسوق وبتقلي رايحة اتمشى ساعة وانا بضل ألعب لترجع!.. كانو وفاء ورجاء نسوان عمامي مع امي بغرفة جدتي بنفضوها وبطلعو كل غرض جواتها.. وامي اكتشفت إنه جدتي باعت ذهبها القديم من أوراق لقيتهم عندها بثبتوا بالتواريخ.. عمي عادل استغرب وقال اذا المصاري يلي بحسابها الأول ورثة أبونا لإلها يبقى وين راحت بمصاري الذهب؟!.. كيف حصّلت هالمبلغ الخيالي ومن وين!.. كانو شبه المجانين حايرين ونفسهم ياكلوني.. بابا قال ما بصبر بدي أروح وأحوّل المصاري لحسابي كوني أبوه برجّع الوصاية لإلي بتوكيل وبما إنه تحت السن القانوني بسهولة بخلص الأمر.. اختلفو عمامي وقالو قبل لتخلّص كل هالإجراءات لازم نتفق إنه يتم التوزيع بتقسيم المبلغ علينا حتى العشرين ألف دولار!.. أما الأرض فبتتوزع الدونمات بالتساوي.. بس البيت بقيو محتارين فيه.. وصلو لنص نتيجة بعد حوار عميق وأنا كنت بفكّر بالكلام يلي قالتلي ياه جدتي بالحلم.. أنا ما كنت بعرف إنه في تحت البلاطة فراغ بالأرض.. وما بتوقع أمي أو أختي ايمان بعرفوا.. ولأول مرة بكتشفها.. الحلم ما كان مجرد هلوسات نوم.. أنا تأكدت بنفسي إنه حقيقة بعد ما شلت السجادة ورفعت البلاطة!!.. يبقى روح جدتي معي بالفعل وعم ترسلّي إشارات من العالم الآخر المجهول يلي هيّه فيه.. وبالتأكيد روحها معي ولسه حوالينا بالبيت بس نحنا ما بنشوف ولا بنحس.. وكل شي عملته لسبب أكيد.. فشو ممكن تكون الصدمة يلي رح تحصل الظهر!.. التزمت الصمت وتركتهم يحكو ويشتموني ويتفقو براحتهم.. بعد ما فضيت غرفة جدتي تماماً وطلعو كل شي بخزاينها.. اقتنعو إنه ما فيها مصاري أو ذهب.. أو أي خيط ممكن يوصلهم لمعرفة المصدر يلي حصّلت منّه الملايين يلي معها.. المحامي أمجد تكفّل بالمهمة ليصلّح غلطته مع بابا وعمامي.. كونه خبى عليهم واتصرف بدون علمهم بناءاً على وصية جدتي جميلة بإنه ما يقول أي شي لإلهم.. طلعت معهم الساعة وحدة الظهر.. وبقيو يسحبوني ويدخلوني ويطلعوني من دائرة لدائرة.. ما كنت فاهم شو بعملو غير إني عارف إنهم بدهم ياخدو المصاري والأرض والبيت.. بس فجأة شفتهم بصرّخو على واحد بمكتب من المكاتب.. ويلي بالمكتب بصرّخ عليهم وبقلّهم أنا مش غلطان روحو تأكدو بنفسكم!.. بعد ساعات رجعنا عالبيت وبابا حاول يضربني.. اخدتني إيمان لغرفتها وحلا بقيت واقفة عند الباب تتسمّع على صراخهم.. شافتني إيمان متوتر وتعبان من المشوار.. حكتلي نام على سريري وهلأ رح بجبلك أكل لأنك مبيّن تعبان.. كان اهتمامها مزيّف وحسيت من أسلوبها بدها تعرف مني كيف صار كل هاد.. بس أنا بالفعل ما كان عندي جواب!.. ما كنت بعرف شي!.. وما بعرف أصلاً كيف حكيت إنه هالأملاك والملايين بإسمي.. حلا عرفت يلي صاير وقرّبت مني ومن إيمان وحكت مصيبة!.. إذا الكلام يلي عم يحكوه برا صحيح مصيبة!.. قالت إيمان شو سمعتي؟!.. باين إنهم راحو للمضافة وأنا ما فهمت يلي صاير بالزبط من صراخهم.. قاطعتهم وصرت أقول لإيمان بصوت خايف.. أنا حاسس إنه جدتي بتعاقبكم.. هيّه معنا هون وروحها لسه بالبيت.. ليلى قالتلي إنه روح الميت بتضل مع أهله ويلي بحبوه أربعين يوم قبل لتغادر العالم الآخر للأبد.. وجدتي بدها تنتقم منكم كلكم.. قالت إيمان إصحى يا ولد.. انت عنجد انجنيت!.. تنتقم منا ليش؟!.. نحنا شو عملنالها !.. إسمع عليّه يا بتحكيلي هلأ شو كنت تطلع تعمل معها وشو بتعرف وكيف الملايين صارو بإسمك ومن وين جابتهم يا أما رح اتخلى عنك وبحياتي ما بتعرّف عليك كأخ!.. قالت حلا ومين قلّك إنه هالولد هوه أخوكي أصلاً!.. اتطلعت إيمان على حلا وحكت شو؟!.. حكلتها حلا.. سمعتهم عم يحكو برا إنه جدتك عم تشكك بنسب الولد وعم تقول إنه إبن واحد تاني هيّه بتعرفه وأخدته منه وربّته.. هيك مكتوب بورقة الوصاية بس لأنه مسجّل بإسم العيلة قدرت تلعب بالوراق عن طريق بصمة إبنها لتسجّل كل شي بإسمه.. لهيك أبوكي ما قدر يغيّر الوصاية!.. وهلأ مستحيل يحصّل قرش واحد أو يرجّع البيت والأرض دام هالولد طلع مش إبنه.. قامت إيمان وصرّخت عليها وحكتلها إخرسي يا قليلة الأخلاق!.. كيف بتقولي هيك كلام!!؟.. هاد أخي وأنا كنت بالمستشفى يوم ولادته وأنا يلي سمّيته وملامحه كلها إلنا.. حكت مو أنا يلي قلت.. سمعت كل شي هلأ.. قبل لتسبيني إفتحي الباب وروحي إسمعي بإذنك.. فجأة سمعنا صوت صراخ.. فتحت إيمان الباب وراحت بسرعة مع حلا.. وأنا قمت عن التخت ووقفت عند الباب..
#المغادرة_قصص
#المغادرة_11 #المغادرة
الحلقة الأخيرة (2)
@rwayate
قلتله الظاهر جدتي خافت حتى يوصلو للبلاطة لهيك مزّعت النسخة يلي بقيت معها.. عيلتها ناس بخوّفو.. وهلأ كنت عارف ليه كانت بتحاول تخلينا عائلة مثالية متماسكة.. وحاولت تخلّي ولادها يحبّو بعض.. كانت بتحاول ترجّع الزمن القديم بتفاصيله.. وفكّرت إنه ممكن يكون جيل اليوم متل زمان.. بس للأسف خابت توقعاتها وجشع ولادها وحقدهم بقي موجود ليوم موتها.. ابتسمتله وقلتله شو صار فيهم؟!.. قال إنت إرتاح.. اليوم المسا الشرطي رح ييجي ويحكيلك.. راجعت تفكيري بالكامل.. إكتشفت إني شفت هالإشارات جميعها من خلال كتاب المغادرة.. وبأحلامي!.. بس التجربة يلي صارت وقت توقّف قلبي هيّه يلي خلّتني مذهول.. هاد الشيء يلي مش ممكن ينشاف ولا بأي كتاب.. أنا قرّبت من الموت ورجعت للحياة من جديد!.. كنت على خطوة وحدة بس.. لكن الله كتبلي عُمر جديد ورجعني لأنه وقتي ما صار لسه.. وهاد وأنا طفل نقي نظيف دافعت عن وصيّة جدتي من عيلة متسلطة جشعة.. يا ترى هدول فكّرو بهاللحظة؟!.. ما اظن!.. ما كان بدي منهم شيء.. وكنت بطلب كل شيء من رضوان.. وكان واقف معي حتى وهوه بعز مرضه.. وكنت بزوره بغرفته وبنضحك بعد ما ياخد جرعة الكيماوي.. حسّيت إنه كان فاقد فرحة ولقاني فيها.. كنا صحاب وكنت بحاول أبعد عن أهلي لأقضّي وقت معه بالمستشفى.. وجوده حسّن نفسيتي وسارع بعلاجي وكنت عم بحس إنه عم يتحسّن.. بس ما كان بعطيني أمل كل ما كنت بسأله عن حاله وبكتفي بقولة.. إذا إلي عُمر رح أعيش وأبقى جنبك!.. الشرطي خبّرني بكل شي كان بدي أسمعه.. عمر انقتل.. من العصابة يلي خطفو المرة وإبنها.. كان بعرف إنه وجود البومة لسبب.. يمكن من ربنا.. لهيك طلع ليشوفها.. وبهاللحظة إنخطف.. أخذوه العصابة من بعد ما راقبو بيته وشافوه طلع بالليل.. لهيك ما غفروله يلي عمله معي.. وطلبو منه يجلبني لإلهم بطريقته.. بس عمر مانع.. أنا فجّرت مكان كان فيه صندوق كله فلوس!.. وهالفلوس من تجارة المخدرات يلي خانهم فيها زوج المرة.. لهيك خطفوه مع زوجته ليسّلم نفسه لإلهم ويرجع الفلوس والبضاعة يلي أخذها.. أنا حرقت الفلوس بالإنفجار.. وما كانو قادرين يتكلمو وقت ما اخذتهم الشرطة ليفضحو نفسهم.. بس حقدهم علينا كان موجود.. عمر راح عند والده.. وأمه رجعت حزينة للمرة الثانية.. من خلال البومة انعرف مكانهم.. يلي بقيت على باب البيت تنادي على أمه.. خبّرت الشرطة إنه إبنها كان يشوف بومه بحلمه وقالتله رح توصّله لمكان مهم.. يمكن كان موته مقدّر والبومة من ربنا بدها تكشف الحقيقة.. الشرطة تبعوها وكشفوهم وداهموهم بالمكان.. بس ما لحّقو عمر لأنه كان مقتول!.. بس انكتب للأم وإبنها عُمر جديد.. وانكشف سر زوجها.. يلي مات قتل لنفس السبب يلي كانو العصابة رح يقتلو فيه زوج المرة بس كانو غير ناس!.. خبّت هالموضوع عن إبنها عشان سمعته بس يكبر واكتفت إنها تقله بإنه مات بحادث سيارة.. سخرية القدر والمكتوب!.. حكيتله أخي سند طلع قاتل سالي إبن ميرفت؟!.. هزّلي براسه وحكالي لأ.. ما بعرف ليه كان خايف.. يمكن بسبب خلافه مع صديقه القاتل.. التنين حبّوها.. والتنين خبّو على بعض من خوفهم من بعض.. بس إنت ساعدتنا لنكشف هوّيته الحقيقة.. وحلا بنت عمك عادل إستغلت الموضوع من أختها عالية من بعد ما عرفت القصة منها وعرفت منها أسماء الشباب يلي عرفتهم وكان إسم إبن عمها من ضمنهم.. هددته بشكل غير مباشر وبتهدديها خاف ينكشف إنه متورط أو على معرفة بالموضوع.. لهيك تزوجته بالسر لتكسب منه فلوس واوهمته إنها بتعرف عن موضوع الوصية والأب الحقيقي وقصة تبديل الأطفال بغرفة الخداج بالرغم إنه هالكلام كان مجرد وهم لحتى تكسبه لطرفها.. وعرفنا منه إنه ما حبها أبداً.. وكان بداريها لحتى ما تكشفه للناس يلي جابتهم يسكنو عندهم.. صديقه مش قليل.. كان بهدده بالقتل لو عرفت الشرطة إنه هوه السبب بموت سالي وقتله لإله بعد ما اختلى فيها بالبيت من بعد ما خرجو أهلها وحاول يخنقها لأنها ما حبته.. ونحنا قفلنا القضية زمان ضد مجهول بسبب عدم وجود بصمات واكتفينا بنتيجة تسريب غاز في منزل برغم من وجود كدمات واضحة عند الرقبة.. بس أهلها ما كان بدهم فضيحة بالأخص بسبب تعدد علاقات بنتهم ومعرفتها لشباب كثير.. إيمان انهارت بعد ما عرفت إنك إندعست ومن بعد ما نقلنالك للمستشفى واعترفت إنها لفّقت على عمها قصي شيء غير صحيح لحتى والدك يزوجها لشخص إسمه أسامه.. ولتحصل على فلوس منك كنت واعدها فيهم.. ونحنا عرفنا منها مكان سكنه.. ولقينا حلا عنده ورجعناها.. وبنستناك ترجع للبيت!.. بعد فترة قصيرة رجعت.. واعتنت فيّه عالية يلي بقيت سهرانة على راحتي بالمستشفى بشفت صباحي ومسائي.. بالأخص من بعد ما اكتشفت إنه أمها يلي رعتني بالمستشفى بس ولدت قبل لتورث مهنة التمريض عنها.. وهاد زاد قربنا منهم من بعد المشاحنات يلي صارت بسبب سند.. كانت معي ورضوان بقي يزورنا بس ما لقيت عمامي معنا..
#المغادرة_قصص
#المغادرة_4 #المغادرة
الحلقة الرابعة
@rwayate
رجعنا على البيت.. كان بابا بغلي من العصبية.. وكان سند بحاول يهدّيه طول الطريق وأنا ما تكلّمت أبداً.. فتح الباب بقوّة وكانت وجهته لعند ماما.. ما كنت عارف شو ناوي يعمل.. بس بعد ما دخلت وراهم تأكدت إنه بيت عمامي كلهم عنا جوا من كنادرهم يلي برا البيت.. طلع صوته وتوقعت يكون بضرب أمي.. دخلت بسرعة وكان هاد يلي بصير.. عمامي ونسوانهم فهمو يلي صاير من كلامه.. وأنا كنت بتطلع على ليلى ومو مهتم لكل شي!.. ليلى كانت معهم!.. مسكّني عمي عادل وقلي أدخل لغرفتك.. وطلب من إبنه ومن جودت وليلى يلحقوني.. بابا رجّعني وضربني وحكالها هاد إبن مين؟!.. إذا مش إبني إبن مين!.. كان رح يطلقها بس سند حط إيده على تمه وقلّه لا تتهوّر.. نحنا لسه مو متأكدين من كل شي شفناه!.. امي مش كذابة!.. بقيت أمي تحلفله إنها مش كذابة ولا ممكن تكون خانته.. من شدة الضرب أنا فقدت أعصابي وصرت أصرّخ على ليلى وبحكيلها لسه ما بدك ياني أجرّب؟!.. لسه عم تبعديني؟!.. هدول أهل بنعاش معهم؟!.. اتطلعت مرت عمي قصي على بنتها وقالتها شو عم يحكي هاد معك؟!.. شو في بينك وبينه؟!.. قالت ليلى ما بعرف عن شو عم يحكي!!.. قالتلها إيمان إنتي مبارح كنتي عنا بالليل؟!.. حكت أمها شو عم تقولي انتي كمان؟!.. نحنا نمنا عند بيت عادل مبارح وبنتي بقيت معي!.. وطلعنا العصر ولا نسيتي!.. حكت إيمان لأ مبارح سيف طلع من غرفته عم يصرخ وكان عم يحكي إنه ليلى بالساحة وإنه صاير معها شي!.. الكل سكت وامي بقيت تبكي وبابا منهار وأنا بصوت هادي قلت لليلى.. إذا مو إنتي يلي طرقتي باب غرفتي مبارح بالليل وطلبتي مني الكتاب يبقى مين؟!.. مو انتي!!.. حكت لأ أنا ما اجيت وما بعرف عن شو عم تحكي!.. ونمت مبارح مع جودت بغرفة واجد.. انت شو صرلك سيف!.. صرّخت.. حتى انتي يا ليلى!.. بدك تطلعيني مجنون!!.. مو نحنا اتفقنا بالمطبخ.. مو اتفقنا تبقو معي!.. عم تتخلّو عنّي والله لأنزل بالملجئ وأقتل حالي!.. حاولت أهرب سند مسكني ورجّعني وضربني على ظهري بكف إيده وحملني ورماني بالغرفة وقفل عليّه الباب!.. كنت مصدوم ومقهور وببكي بحرقة.. وبنادي جدّتي.. سمعت صوت خافت براسي بحكيلي.. إهدى.. إهدى.. لا تخاف.. صرّخت كيف أرتاح.. لا تحكولي إرتاح!.. لا تقولولي إهدى أنا تعبان!.. فتح سند الباب وقال مع مين انت بتحكي؟.. مبارح بتهيألك إنه بنت عمك أجت لعنا وصرت تصّرخ وهلأ عم تحكي مع ناس مو موجودين؟!.. بالفعل إنت مستحيل تكون إبن هالعيلة.. قفل الباب وطلع.. وبقيو عم يصرّخو جوا.. كنت بفكّر أهرب من البيت بس كان باب الغرفة مقفول.. فتحت البلاطة وطلعت الكتاب.. وكمّلت قراءة ودموعي عالورق.. كنت بقرأ بشكل سريع بس بتركيز عالي.. وبعيون حاقدة وحادّة.. قلبي كان بنبض بسرعة وكان بدي أجرّب المكتوب وبسرعة!.. سمعت صوت طرقة على خشب المكتبة يلي سكّر سند فيها الشباك وصوت بنادي.. سيف سيف؟!.. وينك أنا عمر!.. حاول ابعدها ما قدرت.. قرّبت وجهي من وراها وحكيتله عمر وينك؟.. ساعدني.. طلّعني!.. حكالي ليه الشباك مسكّر بخشبة؟.. مين عمل هيك؟.. ليه اختفيت بعد وفاة جدتك وليه ما بتطلع تلعب طابة معي بالحارة.. المدرسة قرّبت وبكرا ما فينا نلعب.. ماما ما رح تخليني أطلع!.. بعّدت المكتبة بقوة لفتحت فراغ صغير جنب الشباك قدرت أشوف وجهه.. قلتله عمر أنا محبوس.. في كتير مشاكل صارت واليوم عرفت إني مو إبن هالعيلة.. وجدتي اعطتني كل أملاكها ومصاريها وأهلي نقمو عليّه.. كان مصدوم ومو فاهم.. قلّي وجهك أزرق.. وتحت عيونك أسود.. ليه هيك شكلك؟!.. حكيتله اشتقت لأبوك؟.. قال الله يرحمه.. أكيد اشتقتله.. بعد بكرا بصيرله ثلاث سنين ميّت.. قلتله أنا بقدر أخليك تشوفه وتحكي معه!.. فتح تمه مدهوش وحكالي سيف انت مبين تعبان!.. ضربوك على راسك؟.. قلتله أنا معي كتاب إذا نفّذنا يلي فيه بنقدر نشوف أبوك وجدتي بالعالم الآخر ونحكي معهم.. حتى بنقدر نعرف شو بعملو.. وبنقدر نعرف كتير أشياء.. شو رأيك تجربه عليك؟.. صار يضحك وخبّى تمّه ووطى صوته وقال.. بخاف يسألني كيف دراستي.. شو بدي أقله إني رسبت الفصل الماضي؟!.. بس أنا مشتاقله.. عبس وبنبرة خوف قلّي.. شو هاد الكتاب؟.. رحت بسرعة وجبته وفرجيته ياه من طرف الشباك.. حكيتله لازم أهرب.. قلّي كيف أهربك؟.. قلتله قرّب وجهك أكتر.. قرّبت منه وقلتله روح وقف تكسي عن الشارع.. وإرجعلي بسرعة أنا رح أستناك.. راح بسرعة وأنا لبست جاكيت شتوي وخبّيت الكتاب جواته.. ورجّعت البلاطة مكانها.. رجع عمر وطرق على خشبة المكتبة.. حكالي سيف وينك؟!.. التكسي برا بستنى.. كيف بدك تطلع؟.. حكيتله روح استناني فيه واحكيله في ناس رح يجو من جوا.. دقيقة ورح اطلعلك.. رجّعت المكتبة وقفلت الشباك.. ورحت لعند الباب وصرت أخبط عليه بصوت عالي.. إفتحولي بطني بتقطّع.. قاعد بموت!.. عم بموت!!!.. وينكم!.. قوّيت الضرب وصرت بمثل وببكي.. سمعت صوت حلا بتقول لإيمان أخوكي عم يصرّخ نادي أخوه..
#المغادرة_قصص
#المغادرة_5 #المغادرة
الحلقة الخامسة
@rwayate
قرّبنا من الشباك وفتحناه.. ما كان في وجود لبومة.. بالرغم إنه كان صوتها موجود.. قلتله خلينا نطلع.. حكا كيف والساعة وحدة بالليل!.. بخاف ماما تشوفنا.. بهالوقت لازم أكون نايم وما عمرها خلّتني أضل سهران لهالوقت.. فتحت الباب وقلتله أنا رح أطلع!.. لحقني ووصلنا لباب البيت.. وباب غرفة أمه كان مسّكر.. سألني شو بدك تطلع تعمل؟.. طلعت من البيت وبقي الباب مفتوح.. وصلنا الحوش وصرنا نتطلع على الشجرة.. لقينا بومة عالشجرة!.. شفته خايف وعم يبلع ريقه.. حكالي هي نفسها يلي شفتها.. كانت واقفة هون وبهالإتجاه وعهالجذع!.. قلتله حافظ المكان يلي شفت فيه الشبين والمرة؟.. قال بعرف وين بس هلأ بكون بهالمكان زعران.. كيف نروح وماما نايمة ممكن تقوم تفقدني!.. رحت وقفلت باب البيت وحكيتله بدي أتأكد إنه كل شي صح.. صرنا نمشي بالليل والشوارع فاضية.. وصلنا لنفس المكان يلي حلم فيه.. حكالي هون!.. لفينا جنب الحيطة لقينا محل مفتوح بابه السحاب الحديد شوي من آخر الأرض.. وفي ضو برتقالي خافت جوا.. سمعنا صوت أنين وواحد بحكي معاكي ساعة لو طلع الصبح وما وصلني الخبر رح تموتي انتي وإبنك.. كانت بتحاول تحكي وتستنجد بس واضح إنه على تمها في شي مانعها.. وواضح إنه بضربها.. حكالي عمر.. صدّقتني؟!.. شو رح نعمل؟!.. في جريمة رح تصير.. ويمكن يكونو عملو جريمة تانية بمخزن.. هاد الصوت أنا سمعته وشفت بعيوني كل زاوية جوا هالمحل.. وحفظت ملامح هالزلمة يلي بحكي!.. حطيت إيدي على تمي وطلبت منه يسكت.. نزلت على ركبي وحطيت راسي تحت الباب لأشوف شو بصير.. نزّل راسه ليتأكد من يلي شافه.. وطلب مني أبعد.. بسبب غشامته وتسرّعه زادت حركتنا ورا الباب وأنا أبعده وهوه يبعدني.. بأقل من دقيقة شفنا في واحد جثته عريضه مسكنا من ملابسنا من ورا وحملنا.. دخّلنا لممر ضيق عاليسار من المحل وفتح باب شبه بواب البيت ورمانا بغرفة نصها عتمة وعاكس عليها ضو برتقالي.. كان باين إنه بنفس المحل.. قرّب من وجوهنا حكالنا ليش بتتجسسو انتو مين وشو بتعملو بهالوقت يا حيوانات؟!.. شفت عمر خايف من شكله ووجهه المحفّر العريض بجبهة عريضة.. حكيتله نحنا صحاب إبن المرة يلي جوا.. وبنعرف ليه خاطفينها وإجينا لهون لنطلّعه.. راح وسكّر الباب بجنزير وقلنا إستنو عليّه شوي!.. حكا عمر ليه جبتني لهون وعلقتنا!.. صرت بتطلع على المكان كان واضح إنه مخزن فيه علب صفرة وقطع حديد وأنابيب.. وأغراض للسيارات.. قلتله شو المحل يلي جوا؟.. حكا محل قطع ومستلزمات سيارات.. قمت بسرعة وصرت بتطلع على الأماكن.. كان في سجاير وولاعات.. أخذت علبتين صفرة من يلي عالخزاين.. كانو علب زيت سيارات سريع الإشتعال.. كبّيتهم جنب الباب يلي دخل منه المحل.. وأخذت ولاعة وولعت عالأرض.. اشتعل الباب وولع!.. طلبت من عمر يقوم بسرعة ورحت وحاولت أشد الجنزير يلي ربطه!.. سمعت صوتهم طلع والدخان اتجمّع حوالينا.. عمر داخ وأنا بقوة إيدي للمرة الثالثة سحبت الجنزير وفتحت الباب.. كان باب المحل مفتوح من الضو وطالعين منه.. شدّيت إيده وهربنا من الإتجاه الثاني.. كان ظلمة وما حدا سبقنا.. وبعد ما وصلنا لآخر الشارع الثاني من الحارة سمعنا إنفجار قوي!.. عمر كان دايخ وأنا توقعت يكون المخزن إنفجر بسبب كمية الزيت النفطية الكبيرة يلي جواته.. معقول أنا قتلتهم؟!.. كلهم ماتو!.. عمر حكالي إبنها موجود جنب المخزن بغرفة صغيرة تذكرت كلامها بالحلم كانت بتطلب منهم يطلعوه وكانو يهددوها.. نحنا قتلناه!.. كنا خايفين وبنركض وهوه بركض شوي وبهدى.. لفينا نص الحارات لنوصل لبيته.. حتى وصلنا لمنطقة بيتي ولمحت إنه كل الإنارات مطفية وتوقعت أهلي يكونو طلعو وعم يدوّرو عليّه.. وصلنا بيت عمر بصعوبة.. وصرنا نطرق الباب.. كان صوت البومة طالع لسه!.. فتحت أمه الباب وكانت بتبكي.. وصارت تقول انت وين رحت!.. كيف بتطلع من البيت بهالوقت!.. لمحنا زلمة جاي يركض من بعيد.. وصرخنا التنين ودخلنا للبيت.. حكتلنا لا تخافو!.. صار يقول عمر وصلو لعنا هلأ رح يقتلو امي!.. كله منك!!.. تركته خايف بغرفته ورحت مرة تانية للباب.. شفته أمه حاضنه واحد وعم تبكي.. كان زلمة أربعيني العمر.. حكتله رجع.. وخوّفني عليه.. غلبتك معي!.. طلع عمر برجف ليشوف شو صار مع امه وشافها معه.. بعدين سكّرت الباب وأجت لعنا.. ضرّبت عمر على وجهه وحكتله أول مرة بتعمل هيك!.. بتطلع وبتتركني.. لو ما حسّني قلبي وفتحت الباب لأشوفكم ما كنت عرفت انك برا.. قالتلي بكرا بترجع لبيتك وإلا رح احكي لأهلك!.. قلتلها تمام.. احكيلهم وأنا رح أحكي للشرطة إنه زوجك مات بسبب التعذيب.. وفي أشخاص قطعو أشلاءه.. يا ترى ليه؟.. كيف مات بحادث سيارة وجثته اختفت؟!.. انصدمت وقالت شو عم تخبص انت يا ولد؟.. كانت مرتبكة وخايفة وقالت مين حكالك هالحكي؟.. انتو وين كنتو؟.. عمر كان يبكي وقال لأمه أول مرة بتضربيني.. مين يلي كنتي حاضنتيه؟!.. كيف بتنسي بابا.. انتي ما حبيتيه..