#المغادرة_قصص
#المغادرة_9 #المغادرة
الحلقة التاسعة
@rwayate
إبتعدت الصورة من شكل الطفل لمساحة أبعد.. كان شكل الطفل كتير حلو بالكون!.. صورة حلوة بضباب أبيض قريب وكبير!.. الصورة كانت بتبعد وشفت فيها وجه تاني جنب وجه الطفل.. كانو جنب بعض.. الوجه هوه وجه ماما!.. بتقرّب إيد وبتاخد الطفل.. بتكون ممرضة.. هي ميرفت!.. حطّته بالخداج والصور بتتجمع ورا بعض بسرعة قصوى.. عم بشوف بابا وأخي سند وإيمان مراهقين عم يضحكو!.. وجنبهم بالنص جدتي!.. والصور بترجع تمشي.. بشوف باب غرفة الخداج بتسكّر.. بتطلع جدّتي من الغرفة وبتوقف جنب غرفة الخداج تتطلع على الأطفال من ورا الزجاج.. وفجأة بظهر وراها شب صغير بالعمر.. بقرّب منها وبوقف جنبها وبحكو مع بعض بصوت مخفي.. ما بسمع أي كلام بس الصور بتكون عم تتجمّع بالضباب مع أصوات المجرات والنجوم والكواكب والنيازك والكون بجميع مكوناته.. بتختفي الصورة بالفضاء.. وأنا بسبح بالكون وبنتقل بسهولة وبسرعة قصوى.. بدون جاذبية وبدون إحساس بالجسم.. بتلمع صورة ثانية بالفضاء فوق راسي من بعيد جوا نجمة كبيرة كتير.. بتطلّع عليها بشوف نفس الطفل بسرير صغير وكل العيلة متجمعين حواليه.. وجدتي فوق راسه بتضحك.. بسمع صوت مانيسا بتقلي.. إمشي بالكون الشاسع.. إنت هيك عرفت جزء من الحقيقة.. هون مصدر الطاقة الكبير.. وهالكون ما إله حدود.. فيك تطير لتوصل الشمس وتدخل جواتها وتشوف نيرانها السودة وكتل لهبها الحمرة بدون لتأذيك.. وفيك تلف القمر من كل جوانبه.. وتتطلع على الأرض من بعيد متل حبّة برتقال على طاولة بعيدة.. شايف المجرات والسدم شو حلوين وملونين!.. كل شي بتشوفه عمره بهالوقت ثلاثة عشر مليار سنة.. وقارب عالأربعة عشر مليار من بعد الإنفجار العظيم قبل عشرين مليار سنة.. تحركت بسرعة الضوء للقمر.. وصارت الأرض بعيدة عني.. كنت شايفه بشكل أقرب من أقرب صورة تخيلتها فيه.. كله صخور وحفر كبيرة دائرية غريبة الشكل.. كنت حاسس بدورانه وشايف دوران الأرض وخط الليل والنهار عليها.. والشمس قريبة منها وبقدر أروحلها بسهولة!.. كنت بغاية الإنبهار!.. بس بدي أسبح وأغوص بالكون وأشوف كل شي فيه!.. لقيت نفسي بكوكب المريخ!.. ياه!.. هاد يلي كنا ندرس عنه.. أحمر بشكل فظيع!.. واضح بالليل وتضاريسه قريبة مني كتير!.. رياحة سريعة وعليه براكين وصخور غريبة الشكل وماي!.. فوق سماء المريخ اتشكلت صورة جديدة.. الطفل الصغير صار بعُمر السنة!.. عم يحاول يمشي!.. ويوقع ويرجع يمشي.. بساحة البيت الخارجية.. هاد أنا وجدتي بتطعميني!.. الصورة بتتبخر بالجو وبتسافر لعند النجوم!.. بقرر أسبح للمشتري.. بموج وببعد وبوصله بسهولة.. كتير كبير!.. عظيم!!!.. لامع وحواليه أقمار كتيرة!.. وشكل الغازات فيه ساحرة ومتموّجة وملوّنة بشكل مذهل!.. وحقله المغناطيسي أخاذ!.. سرحت بالكون.. بين الكواكب.. زرت زحل.. وشفت أورانوس بسحر لونه الأزرق والأخضر.. ونبتون البعيد صار قريب مني!.. ياه!.. كله غازات غريبة وصخور كبيرة!.. برغم جمال كل الكواكب إلا إنه الأرض كان أجملهم!.. معقول هالكوكب الساحر حامل كمية كبيرة من البشر الحاقدة والمخرّبة والمدمّرة بالحروب والأنظمة والتقسيمات السياسية والحدودية والتشريعات والحكومات الظالمة!!.. كنت بوصل ملايين الكيلومترات بثواني معدودة.. كنت بتمنى أصحاب نظرية الأرض المسطحة يشوفوه بالصورة يلي أنا شايفها.. الأرض سطحها كروي بس مفلطح وغير مستدير مثل كل الكواكب!.. سبحان الله!.. طرت لعطارد.. قريب من الأرض والشمس وشعرت للحظة إنه صديقهم!.. حتى شكله غريب!.. شايف كوكب لامع!.. هاد أكيد الزهرة!.. حجمه بشبه الأرض!.. كأنه توأمها!.. بنفسي أسبح لبلوتو!.. بثواني أنا صرت عنده!.. يا ترى لو كان جسمي حقيقي عنده.. كيف شعور البرودة ممكن يكون على سطحه؟!.. كان شكله مثير للإنتباه بحجمه الصغير القزمي!.. الكون خيال!.. خيال كبير!.. ملايين المجرات والكويكبات بين عيني وعيني!.. وكل صورة قادر أميزها.. لمع نجم كبير قريب من الأرض.. قرّبت منه شفت صورة ضبابية جديدة!.. أنا مع جدتي بعُمر الأربع سنوات.. والبيت فاضي.. بتاخدني وبتطلع!.. بسمع صوت مانيسا بالفضاء.. إنتهى الوقت.. إرجع لبيتك.. إنزل سيف!.. إنزل!.. قلتلها بدي أروح مع أسينات.. بدي أطلع لفوق.. شو في فوق؟!.. أرواح؟.. قالت ما فيك.. في أشياء صعب تنشاف.. وأسينات كانت رح تفرجيك صور متل هالصور يلي شفتها بس قبل عشرات السنين الماضية!.. حكيتلها شو رح أستفيد!.. قالت لأنهم أموات وإلهم قصص!.. ناديت أسينات.. خديني لفوق.. فجأة صرت بنسحب.. وبرجع للأرض.. برجع بسرعة قصوى وبدون إرادة!.. بدخل الغلاف الجوي وببعد عن الكون الداخلي.. بدخل للأرض وببدأ أشوف ألوان غريبة بعيدة بتتشكل بسرعة الضوء لمساحات شاسعة من الأراضي والجبال البعيدة.. بقرّب منهم وبنزل بإنحدار هاوي لمنطقة موجّهة.. لبلدي ومنطقتي!.. أنا وصلت البيت.. رجعت للساحة.. وين أسينات؟.. وين مانيسا!.. وينكم!.. وينكم!!!!.. بسمع صوت طرقة قويّة.. وخبطة بجسمي..