#جيران_الشارع_العالي_1 #جيران_الشارع_العالي
الحلقة الأولى

* السايكوباثية، هي اضطراب في الشخصية يتميز صاحبه بالعديد من الصفات، أهمها سلوك ضد المجتمع والغطرسة والخيانة والتلاعب بالآخرين، مع افتقاد الشعور بالتعاطف مع ضحاياه، وعدم الشعور بالذنب أو الندم على أفعاله الخاطئة، وهو أمر غالباً ما يقود إلى سلوك إجرامي.
* يروي القصة شخصيتين قبل وبعد سنة، بين ماضي وحاضر، لذا يرجى الإنتباه عند القراءة.
كُنا بخير لولا الآخرون.. هالعبارة الخطيرة لقيوها مكتوبة على حيط مصحة نفسية مهجورة.. وواحد من الحكماء اليابانيين قال.. إنت بتمتلك ثلاث وجوه.. الوجه الأول بتظهره للعالم.. والوجه الثاني بتظهره للأصدقاء والعائلة.. أما الوجه الثالث فما بتظهره لأي حدا أبداً وهو الإنعكاس الحقيقي لنفسك.. وهالوجه الأخطر والأرعب فيك لأنه غير مكشوف.. حالياً (وبعد مرور سنة) حياتي سكنت بعد ضجيج.. كان وقت كثير سيء.. إنتهت سنة صعبة.. وبدأت أشعر بالراحة.. بس لهالوقت ما بعرف لو الحياة رح تثبت معي بهدوء بعد كميّة الخوف يلي كنت عايشة فيها.. خصوصاً إنه لسه الخيوط ما تحلحلت تماماً وما إنتهت القضية حتى بعد تقديمي لإستقالتي.. اليوم بداية صباح غريب بطعم السكر الخفيف يلي بيجي بعد لقمة علقم مرّة.. أغراضي جاهزة من أسبوع.. شنطتي وفلوسي وجواز سفري.. بعد اليوم ما بقيلي شي بهالبلد ولازم أغادر لأرتاح.. بالفعل الإنسان تركيبة معقّدة من المشاعر والأحاسيس والظروف والذكريات.. بلازموه من بداية ولادته لغاية موته.. وقت يولد ما بختار لا إسمه ولا أهله ولا دينه ولا وطنه ولا لهجته ولا حتى ظروفه.. لكن كل هدول قادرين إنهم يأثرو فيه ويصنعوه بكل الفترة الزمنية يلي بعيشها.. أما خفايا النفس البشرية فهيّه بحر غميق عجيب وغامض.. بمهنتي كمحقق جنائي بالجرائم الجنائية برتبة عالية ما كنت براعي مشاعر إنسان مجرم بعد الكشف عنه بغض النظر عن ظروفه أو أي شيء آخر!.. ويلي بهمني أحقق العدالة وأوصّل المذنب للمكان يلي بستحقه لتهدى روح الضحية.. قبل سنة تقريباً وصلني ملف من النيابة العامة لجريمة قتل طبيبة نفسية معروفة بالبلد مع إبنها الصغير بشقتها.. ضجّت الأخبار وتحوّلت القصة لقضية رأي عام.. كان واضح بكل الأدلة إنه الجريمة إنتحار.. بس أنا من خبرتي كنت شاكّة إنه لأ.. قالولي يا محقق راوية الجريمة واضحة.. طبيبة قتلت إبنها وإنتحرت.. قلتلهم إتركوني أشوف شغلي.. بالتحقيق مع طليقها يلي كان مسافر ورجع فجأة والتحقيق مع موظفين العيادة النفسية ما قدرت أوصل لنتيجة.. بس يلي كان ببالي بعد كل هالإجراءات إني أراجع كل ملفات المرضى يلي دخلو العيادة للمعالجة بالفترة الأخيرة وقبل بأشهر طويلة.. كان واضح إنه الدكتورة رونان دقيقة جداً بعملها.. متفانية حتى بالتفاصيل يلي جوا العيادة من إختيار الأثاث لإختيار موظفينها.. ترتيب الملفات كان منمق ودقيق.. ومعلوماتهم كانت واضحة!.. بدأت أستدعيهم للتحقيق.. بمنتصف الإنتهاء من التحقيق مع المرضى لفت إنتباهي ملف مريض.. رقمه كان مغلق ونقل من بيته قبل يوم واحد من حدوث الجريمة بعد ما خبرونا أهل الحي الشعبي يلي كان بسكن فيه مع أهله!.. بدأت أسترجع يلي صار وأنا بالطيارة وبإيدي قطعة بازل!.. وكان معي سبع ساعات لأوصل أمريكا وأراجع هالقصة الغريبة المرعبة يلي صارت بالشارع العالي للمرة الأخيرة لحتى ما أرجع أتذكرها أبداً.. ويلي كان بطلها شخص إسمه آصف قنديل.. (قبل سنة).. بنص الشتا البارد وبحي شعبي سكانه كثار.. كنت راجع من آخر يوم شغل بمصنع الألبسة تعبان.. حامل أكياس بإيدي وراجع لبيتنا.. دخلت البيت ورميت الأكياس على الطاولة.. دخلت أمي عزيزة وقالتلي جبت كل الغراض؟!.. إتطلعت فيها بعصبية وقلتلها جبتهم.. بس خلص بكفي حلّو عنّي!!.. حكتلي بهدوء تركت الشغل أكيد!.. قلتلها لا ترجعي تحكيلي إشتغل.. اليوم أنا جبتلكم كل الغراض من آخر ما بقي معي من فلوس!.. وما ترجعي تحكيلي روح وإشتغل لو رح نموت من الجوع!.. أنا شخص صعب أتحمّل إنه يكون في مدير فوق راسي عم يتأمّر عليّه.. ما بقدر أتحمّل يكون شخص عليه سلطة عليّه.. قالتلي وكيف بدنا نعيش؟!.. إذا رح تضل بهالعقلية ما رح نعيش!.. اليوم آخر يوم لإلنا بهالبيت.. صفنت متعجّب وقلتلها ليش؟.. وبهاللحظة انفتح الباب وشفت أخي أرغد ماسك إيد أخي أيوب عم يبكي.. قطعت أمي الحديث معي وركضت لعنده.. سألته شو صار؟!.. قلها مثل دايماً.. صارت تهدّي فيه وضربت أرغد على ظهره وقالتله ما عرفت تبقى معه؟!.. اليوم آخر يوم لإلكم بالمدرسة ومن بكرا رح تتسجلو بمدرسة جديدة.. قلها ليش؟!.. حكتله لا تسألني وأدخل لغرفتك.. حضنت أيوب.. وأنا قلتلها بعتي البيت؟!.. بقيت حاضنة أيوب وأنا صرّخت عليها وسحبته منها ودفعته وقلتلها جاوبيني!!!.. قالتلي بكسر إيدك لو بتمدها عليه!.. حكيتلها إنتي رح تجننينا!.. لمين بعتيه فهميني؟!!!.. هاد الشي الوحيد يلي بقيلنا من القذر يلي كنتي متزوجيته.. هاد الشي يلي آوينا.. بدك نعيش بالشارع؟!.. نادت على أرغد..