#جيران_الشارع_العالي_12 #جيران_الشارع_العالي
الحلقة الأخيرة (1)

قلت رح أكذّب عقلي لأتأكد إذا يلي فهمته صحيح أو لأ.. طلبت منها ترجع للبيت.. وبقيت مع أمي وأخواني للصبح.. طلعت الصبح على بيت ريما بنت صاحب البيت بعد ما أخدت العنوان من أمي.. طردوني الحراس.. اتوسلتلهم وقلتلهم بترجاكم بدي أشوف ست ريما.. بترجاكم!!.. دخّلوني.. فيلا بحي القصور.. عايشة بقصر عاجي.. بنت بالثلاثين من عمرها.. قالتلي شو بدك؟.. قلتلها يا خانم سؤال وجاوبيني.. مين يلي إشترى منكم البيت بالزبط؟.. ولسبب أو لأ؟.. قالت بنت غنيّة من مستوانا.. دفعت فيه كثير لتاخده.. إنت بتعرف شو بسوى؟.. هاد مو أي بيت.. هاد بيت جيران ثروت العالي.. قلتلها كم بسوى؟.. حكت مبلغ كبير.. قلتلها شو إسم البنت يلي إشترته منك؟.. حكتلي تاغي!!.. طلعت من الفيلا.. ووصلني إتصال من فرسان.. بحكيلي بدك تعرف ليش طلّعتك؟.. كنت عارف ما رح ترتاح لتعرف حقيقة ثروت العالي.. تعال لنحكي بس هالمرة مو للتحقيق.. لتعرف مين المجرم الحقيقي.. وصلت النيابة وأخدني فرسان لغرفة التحقيق.. شفت من ورا الزجاج المجرم.. المجرم الحقيقي.. تاغي.. تغريد أختي.. عم تتأمل السقف وتضحك.. دخلني لمكتبه.. وقلّي بعرف الصدمة كبيرة عليك.. وبعرف وين كنت.. توقعت تروح لتتأكد.. أختك السبب بكل شي يا آصف.. وأنا قدرت أعرف يلي ما قدرت تعرفه المحققة راوية.. وكنت متوقع.. بس كان بدي أتأكد.. بعد إختفاءها المفاجئ بدون دليل وموت المحامي عرفت وبدأت بالتفتيش عنها.. مو بس طلعت متورطة بجرائم قتل.. لأ وكمان بجرائم سرقة بالملايين.. من أغنى رجال الأعمال.. وحتى طليق رونان يلي كانت السبب بموتها ضحكت عليه.. وآخرهم المحامي يلي تسببت بموته مع صديقها وشريكها بالجرائم.. أختك إتفقت مع أبو ربيع إنه يقنع أمك بالرحيل وحكت مع صاحب البيت وزارتهم على إنها سيدة أعمال وإلها أفرع محلات ملابس بماركات مشهورة بمولات.. وهاد حقيقي!!.. طلبت تشتري البيت بس هوه كان رافض لأنه عارف سعره وشو بسوى.. بس قدرت تقنعه.. في ناس أغنياء إستأجروه وتركوه بسبب بيت ثروت العالي وواحد بس شراه ورجّعه.. لكن أختك كانت رح تشتريه بدون إسترجاع.. ووافق وباعها ياه بعد المبلغ الكبير يلي قدمتله ياه.. بدك تسأل ليش أكيد.. لتنتقم منك ومن أمك لأسباب شخصية نفسية قديمة كثير.. من أيام ونحنا بنحقق معها من قبل لتطلع من هون بس ما حكينالك.. لأنه كان بدنا نفهم لحتى إنت تفهم.. أختك تعرضت للإعتداء من أبوك بعمر تسع سنين.. وإنت كنت بعمر ست سنين.. إستنجدت فيك بس إنت ما عملت شي.. وبقي ببالها إنك كنت شريك معه بألمها.. وخبّت عن أمها وحقدت عليها أشد الحقد لأنها إختارته شريك حياة.. بنت صغيرة ما كانت قادرة تعمل شي مع أب مريض نفسياً.. بالأخص مع تهديد مستمر.. لهيك قررت تصمت لتكبر وتاخد حقها.. وحقدها زاد يوم بعد يوم.. تغريد أو تاغي كان نفسها تعيش زي باقي البنات.. مرفّهه ومبسوطة ومن طبقة عالية.. وكانت بتشوف صاحباتها عايشين فوق الريح وهيّه عايشة بحارة وسخة وفي ألم جواها حتى مو مخليها تعيش.. عاش جواتها حقد طبقي تجاههم وحقد نفسي تجاهكم كلكم.. تعرفت على شب من أيام المدرسة إسمه نشوان.. وطلبت منه يتفق مع واحد.. ويروح لأبوك ويقلّه إنه يشتغل معه بمحافظة ثانية بالتموين براتب كبير.. أبوك وافق بس اتردد يخبر أمك لأنها مسيطرة ورح تمانع يبعد عنهم.. لهيك خبى الموضوع عنها وكان لازم يروح يثبت وراقه بالمحافظة.. والسفر رح يكون عن طريق البحر لأنه أسرع.. أبوك راح وما رجع.. غرق بالمركب من بعد ما إكتشف إنه لوحده بنص البحر.. إنتقمت منه وبعد سنين قررت تكمّل إنتقامها فيكم.. أختك عرفت إنك بتراجع دكتورة نفسية.. كانت بتعرف كل تحركاتك إنت وأمك وما كانت بدها خطتها تتغيّر أو نفسيتك تتغير للأحسن.. كان بدها تضلك تعبان نفسياً لتتعب أكثر بالبيت الجديد وتموت من جوا.. لهيك راحت لعيادتها وهددتها من بعد ما طلعت من عندها بنفس اليوم يلي زارتك بالبيت.. وكان بدها تحكيلك إنه أختك هددتها لحتى ما تساعدك.. وسمّعتها كلام سيء.. وكانت بتعرف عن علاقة بتربطها بشخص حبّته وقالتلها إنها رح تخبّر طليقها وترسله صور.. ثاني يوم بقيت خايفة من التهديد لأنه رونان كانت خايفة ياخد منها إبنها الوحيد وبقيت على أعصابها لهيك قبل بيوم قررت تزورك لتحكيلك.. بس شافت أختك بالبيت وخافت وإنت ما رضيت حتى تسمعها.. وثاني يوم ما راحت على العيادة من خوفها على إبنها.. تغريد كانت متفقة مع جارتها نفين وشافتها أكثر من مرة برا.. قررت تعطيها مبلغ كبير جداً.. مقابل تحط قطعة بازل من ألعابك بغرفة نومها.. وكان بدها تثبت لطليقها إنه رونان خاينة وتصورله القطع الثانيين ليصدّق.. وهاد يلي صار.. رجع فجأة من السفر.. وراوية إستغربت من هالشي.. نفين دخلت للبيت.. وحاولت تستجوب رونان لتحكي بس ما قدرت.. وطلبت تعمللهم عصير.. وراحت لغرفة النوم لتحط البازل..
#جيران_الشارع_العالي_13 #جيران_الشارع_العالي
الحلقة الأخيرة (2)

قالتلي أيلول.. خلصت الحكاية.. وإنكشفت الحقيقة.. صحيح سيئة وبتوجّع بس تعلمت منها.. وبقيت بخير.. برغم إنك من جوا صعب تكون بخير لو مرت سنين طويلة.. بس فكّر بأخوانك وفكّر بنفسك.. من حقك تعيش.. قالتلي أنا سحرت راوية لتبعد عنا.. ورح أفك السحر عنها من السيد كنز.. وبدي أخبرك إنه طلع بعرف الختيار الحاجب وقال إنه مات بشكل طبيعي بس زاهر فكّر إنه لسبب.. بتمنى تكون بخير لأني أنا بدأت أكون بخير بعد ما قدمت رسالتي وإنقبلت ورح أعزمك على مناقشة الدكتوراة وبتمنى تشرفني.. إطلب من الأمن يا آصف يضغطو على ريما وأبوها لينباع هالبيت لحتى تطلع منه.. إطلب من فرسان.. محقق طيّب وقدر يشوف يلي ما قدرت تشوفه راوية.. بعد يومين زارتني راوية.. إعذرتلي وقالتلي أنا قدمت إستقالتي.. أنا طلعت فاشلة وظلمتك.. أعطتني قطعة البازل وحكتلي إعتذاري بعرف ما رح يفيد.. دليل الإدانة يلي راهنت عليه طلع غير ما توقعت.. إنت أبرء وأطيب شخص يا آصف.. إنت أنظف من كل الناس.. كنت رايح تقتل نفسك باليوم يلي كنت رح تنتقل لهالبيت فيه وعشان أهلك منعت نفسك بالوقت يلي أختك كانت بتقتلك من زمان.. بصيرتي خانتني وإحساسي طلع كذاب.. فعلاً الصورة يلي بنكون شايفينها أوقات مش صحيحة.. الناس بحار لازم نغوص فيهم لنفهمهم.. مثلك إنت.. رح أسمّيك عاصف مش آصف.. عاصف من جوا وكلك ضجيج.. وبارد وهادي من برا.. تعبتني بشخصيتك بس كنت إنت الصح لإنك كنت عارف نفسك وما كنت خايف مني ولا من أي حدا بالدنيا.. غامض وكتوم وغريب بس بالنهاية بتنفهم.. زي لعبة البازل يلي بتحبها.. غامضة مثلك ولازم ترتبها قطعة قطعة لتنفهم وتوضح.. طلّعت القطعة يلي معها وقالتلي خدها وإقبل إعتذاري.. خلّي البيت يلي بترتبه يتم ويكمل بوجود هالقطعة.. قلتلها خليها معك ذكرى.. ذكرى سيئة بس ما رح تكون أسوء من إنه يترتب البيت على الكذب والنفاق والحقد والأذى.. ما بدي أكذب على نفسي.. البيت رح يبقى ناقص.. لأنه المجروح من عيلته ما بشفى أبداً.. وما رح يتم البيت ولا رح يكمل.. قالتلي يبقى رح تسمع مني وبتقبل تروح لدكتورة نفسية إسمها غرّاء.. أنا براجعها.. لا تستغرب.. أنا أكثر وحدة بحاجة دكتورة نفسية من كثر ما بشوف.. هالمرة ما رح تهرب.. وأنا رح أكون أستناك.. إحكيلها كل يلي بقلبك وإتأكد إنه في ناس كويسين بساعدوك وبنوثق فيهم.. لا تفقد الثقة باللي حواليك.. ولا تخاف إنك تبين ضعفك.. كلنا ضعاف.. وكلنا بوقت بنكون أشخاص ما بنشبه حالنا حتى لو غلفنا نفسنا بلباس القوة المزيفة.. بس أهم شي ما نتغيّر للأسوء برغم كل الظروف السيئة.. انا قدمت إستقالتي مش لأني ضعيفة.. بس لأنه بصيرتي خانتني.. وهالقضية كانت أغرب وأسوء من ما تخيّلت.. ولأنه بمهنتي كمحقق جنائي بالجرائم ما براعي مشاعر إنسان مجرم بعد الكشف عنه بغض النظر عن ظروفه.. لهيك رح أنسحب لأنه ما بدي أزيد التعب عليك من بعد ما أوصّل أختك بإيدي لحبل المشنقة.. رح أترك المهمة لفرسان.. طلع أمهر وأقوى مني.. وبصيرته ما خانته مثلي.. هالشارع علّمني كثير من بعد ما سكنت فيه.. فعلاً إسمه بشبهه.. نحنا كنا جيران بشارع فعلاً عالي.. هالشارع هوه الحياة وطريقها المجهول.. والإرتفاع العالي هوه التهوّر والغلط وممكن السوء يلي فيه.. نحنا كلنا موجودين عليه وفعلاً بإيدنا بنقدر نغلط ونتهوّر ونكون سيئين.. أو نأذي بعض أو نحب بعض.. بالنهاية نحنا بالحياة مثل الجيران.. يا بنعطي بعض الخير يا أما الشر.. وكل شخص حسب حياته وشخصيته وتربايته وهاد ما دخله أبداً بالطبقات يلي إختارته الحياة ليعيش فيها.. بعد أيام رحت مع راوية للدكتورة النفسية غرّاء.. حكيت كل شي بقلبي من الألم يلي عشته من أبي وسيطرته عليّه يلي كرهتها بسببه.. للألم يلي كان من أختي.. قالتلي إنت وأختك بتشبهو بعض.. ثنيناتكم كنتو بحاجة علاج نفسي بس ما كان عندكم الجرأة.. وبس صار عندك الجرأة إنسحبت.. ما واجهت آلامك النفسية.. وشفت كل الناس سيئين وعشت فاقد الثقة بنفسك وفكّرت الدنيا كلها نفاق وغلط.. يمكن لهيك ما تزوجت لحتى ما تختار غلط مثل أمك أو يعيش إبنك مثلك أو يطلع مثل أخوك أيوب يلي سببلك عقدة بحياتك.. وخفت تكون أب سيء مثل أبوك.. لهيك فقدت الثقة بالرجال بالرغم من إنك منهم.. وما قدرت تأذي وترد الأذى بأذى لأنك شخص طيّب وهاد يلي كان بوجعك.. حتى من بعد ما إتهموك بالسوء وبجرم إنت بريء منه بقيت بريء من جوا.. نحنا بنعيش صراعات كل يوم يا آصف ما حدا بعرف عنها.. ولحتى ما نتطبع ونحافظ على نقائنا لازم نكافح ونجاهد.. لحتى ما نغلط ونكون مثل البشر السيئين بسبب مخلفاتهم السيئة فينا.. ومش لازم دائماً نتظاهر بالقوة.. أوقات بالضعف قوة.. إنت ما عرفت تبعد عن الناس يلي بتحبهم ولا كنت قادر تتقبل نفسك معهم.. وهاد أصعب شي ممكن يعيشه الإنسان.. لهيك قررت تقتل نفسك وإنت عارف إنه بدك شي بجواتك يموت مو إنت.. كلنا بنولد أنقياء وأبرياء بس الظروف يلي بتغيّرنا..
#جيران_الشارع_العالي_4 #جيران_الشارع_العالي
الحلقة الرابعة

مر 24 ساعة وأنا بالحجز بتحقق معي.. طلعت ثاني يوم الصبح ورجعت على البيت.. كان معي الشرشف وكل قطع البازل يلي كانو فيه.. خبّطت على الباب ما لقيت حدا!!.. سألت نفسي وين راحو؟!.. قرّبت من البيت الحجر.. شفت الباب الحديد مسكّر بالشمع الأحمر.. وإذا حدا فكّه أو فكّر يدخله بنسجن!.. عرفت المحققة راوية شو فكّرت بس كان بدي أتأكد!.. مشيت بسرعة بإتجاه بيت زاهر.. سمعت صوت كلام من ورا الشباك!.. كان صوت أمي!.. خبّطت على بابهم وفتحتلي بنت.. حكتلي إتفضّل.. قالتلي أمي بخوف ليش تتركنا!.. ليش!!.. سألتهم شو صار؟!.. شفت زاهر متوتر.. قلّي نهلة حاولت تحرق البيت فيهم!.. وبيتنا كمان.. مبارح أمي مثل هالوقت كانت بتسقي الزريعة.. ولارا أختي صرّخت من بعد ما إنحرق كتابها بدفاية البواري.. وحسّت في حدا عم يشدّها للنار.. باطن إيدها إنحرق.. وشوف الكنبة!!.. قالتلي أخته يلي فتحتلي الباب.. هاد الشي بسببك وأنا متأكدة!.. كنا عايشين مرتاحين بس من لمّا أجيتو وسكنتو رجع اللي صار زمان.. أنا عشت أيام صعبة.. ونهلة ما تركتني وهلأ ليش رجعت لتنتقم منّا وعشان شو؟!.. قلتلهم كيف إتأكدتو إنه هالشي بسببنا؟!.. قالت يارا كتابي إنحرق إلا كم صفحة!.. بدك تعرف شو اللي بقي مكتوب؟!.. أخد زاهر كتاب أسود كله رماد من فوق الكنبة المحروقة.. وقلّي شوف هالصفحة وإقرأ المكتوب.. تمعّنت بالصفحة وبدأت أقرأ.. الطبقة الكادحة!.. قرأت الصفحة الثانية.. جملة طبقة العمال.. الصفحة الثالثة.. كلمة البروليتاريا.. قلتلهم ما فهمت شي!.. حكا زاهر أختي جويرية رح تشرحلك.. حكتلي جويرية.. أختي لارا هالسنة ثانوي وكانت بتدرس عن نظريات صراع الطبقات الإجتماعية.. هالنظرية إنتشرت بالقرن التاسع عشر.. مفهوم النظرية بفسّر القضايا والتوترات بمجتمع منقسم لطبقات.. كل طبقة بتقاوم عشان وضعها الإجتماعي والإقتصادي.. الطبقة الحاكمة في المجتمع الرأسمالي هيّه البرجوازية أو يلي بسمّوها الرأسمالية.. وهالطبقة بتسيطر على البروليتاريا.. يلي قرأتها بالصفحة الأخيرة.. وهيّه نفسها طبقة العمال أو الكادحة!.. بالفترة يلي طلع فيها صراع الطبقات.. طلعت أحزاب سياسية.. وكل واحد منهم كان إله دور فعال بحياة البلاد الإجتماعية والإقتصادية والسياسية.. تقريباً عشان تحسين الظروف المعيشية للعمال.. يلي صار هلأ بأكدلنا يلي صار زمان.. وإنه هالبنت بتحاول تأذينا لأسباب معيّنة بهالشي!.. وبسبب وجودكم المفاجئ بهالشارع رجعت من جديد لتوصلنا رسالة.. وكل شي عم بصير بحكيلنا إنه رسالتها إلها علاقة بصراع الطبقات.. من كم سنة بس كنت ثانوي مثل يارا.. كان عندي قطة سودة بفرو طويل.. لقيتها برا جوعانة وتعبانة ورح تموت.. عملت المستحيل أنا وأختي لتعيش وعاشت.. كانت دائماً تحب شكل الكتب وتنام على ورقهم.. بيوم لقيتها ماكلة ورق الكتب يلي بدرس فيهم.. وثاني يوم ماتت.. يلي لاحظته إنه الورق الباقي من كتاب الثقافة والتاريخ بقي فيه كل الكلام يلي عن الطبقة الكادحة!!.. ويلي أكلته هوه الكلام يلي عن الطبقة الرأسمالية والبرجوازية وكل شي بتعلّق فيهم.. قلتلها يبقى الطبقة المحروقة بكتاب لارا هيّه الطبقة المسيطرة على باقي الطبقات الثانية!؟.. قالت جويرية تماماً هيّه الطبقة الحاكمة التابعة للنبلاء والأرستقراطيين.. ويلي بتعيش من فائض العمال الكادحين.. وهدول ثارو فيما بعد عليهم بسبب القمع والظلم والإستبداد يلي صار بسببهم.. أنا خسرت مستقبلي وللآن ما دخلت جامعة وأختي حالياً عم تدفع الثمن بسبب هالشي من بعد ظهور نهلة وعيلتها من جديد!.. ما رح نسمحلك يا آصف لا إنت ولا عيلتك!.. بكفي زاهر ما درس.. بسبب جنون هالعيلة يلي بقي مرافقنا لهاليوم!.. قلتلهم يبقى هاد الشي مرتبط بأبوها.. الكلام يلي فهمتوني ياه المرة الماضية دليل قاطع على إنه حقدها بسبب أبوها ويلي عمله فيهم.. هوه الطبقة الحاكمة يلي دمّرت حياتهم!.. بس نحنا مو هيك.. إنتو عيلة بسيطة ونحنا ببساطة أكثر منكم.. المفروض تتعاطف معنا ما تأذينا.. قالت جويرية هاد يلي مشتتني.. ليش عم تعمل هيك!!.. بابا كان السبب وعمل ذنب وإنتقمت منه!.. بس نحنا ليش؟!.. نحنا لازم نرجع نحبسهم بالبيت من جديد!.. قبل لتتدمر حياتنا!.. قلتلها أبوكي شو عمل؟!.. ماجدة قالت موضوع قديم مو لازم نحكي فيه!.. قلتلهم لازم نعرف كل شي بالتفصيل!.. إذا حابين ما تنأذو ونقدر نسيطر على الوضع سوا بهالمكان
#جيران_الشارع_العالي_5 #جيران_الشارع_العالي
الحلقة الخامسة

(آصف قديماً).. بعّدوني عن البيت وحكولي ما فيك تقرّب منه ولا حتى تدخله لأنه بأمر من الدولة ممنوع أي حدا يقرّب عليه.. وبالأخص إنه إسمي موجود بسجل قضية جرمية ما انكشفت للآن.. كان في شخص ثاني مع راوية وكانت بتندهه محقق فرسان وواضح إنه بحاول ياخد القضية عنها بالتحقيق أو في حدا مقرّبه منها بدون إرادتها.. بس شخصيتها كانت أقوى وكانت بتحاول تبعده عنها كونه رتبتها أعلى منه وهاد يلي كنت بشوفه من حديثهم والشرطة عم يبعدوني عن البيت.. أمي أخدت أرغد وكانت بتقول لراوية خلص إبعدي عنا إبني ما عمل شي.. وحاولت تقرّب من البيت بس بعّدوها.. كانت بتصرّخ وبتقلهم بدها تأذي إبني.. نهلة أخذته وبدي ياه.. حكتلها راوية هدول ناس ماتو من سبعين سنة.. ومستحيل أرواحهم تأذي.. لو بدهم يأذو كان أذو الجيران يلي جنبهم بس أنا شاكة إنه إبنك جابكم لهالبيت خصوصاً ليغطي على جريمته!.. كنت بصرّخ عليها ولو ما كنت بين إيدين الشرطة كنت ضربتها وما همني لو كانت مرة أو لأ.. أرغد كان يبكي وقال أنا شفته جنب البيت وكأنه سمع صوت ناداه ورجع لورا ومن بعدها إختفى.. البنت أم شعر أسود طويل أخذته!.. نحنا بنشوفها صدقينا!.. صارت راوية تضحك وتقول وحتى الولد مشترك بالتمثيلية؟!.. والله إنتو عيلة بتضحكو!.. أمي حاولت ترجع للبيت وصرّخت أيوب وينك يا أمي!.. أمرت راوية الشرطة يبعدوها وأنا كان صبري بنفذ.. فرسان قلّها خلينا نفتش البيت.. إنتي عارفة منيح إنه هالبيت مسكون وعارفة قصته!.. حكتله الشمع الأحمر لسه على الباب يعني بالعقل كيف دخل الولد لجوا البيت؟!.. بهاللحظة سمعنا صوت نجلاء بتنادي من بعيد من جنب بيتها.. وطلع أيوب من باب البيت.. أمي بعّدت الشرطة وركضت لعندها وحضنت أيوب وكانت أول مرة بتشوف نجلاء.. مرة ببداية الستين من عمرها.. قالت لأمي لا تسأليني إبنك كيف ببيتي.. لقيته مع بنتي بالغرفة وقالتلي كان متخبّي تحت السرير خايف.. وعم يأشر للشباك.. حكت راوية لأمي إبنك ما بحكي؟!.. قالت أمي الولد معه توحد وكلامه مش مفهوم.. وتصرفاته غريبة مثل ما إنتي شايفه.. أو هاد كمان رح تشكّي إنه تمثيل؟!.. قالت لأ ما قصدت.. بس كيف دخل الولد للبيت وأنا من ساعة عند الست نجلاء!؟.. إتطلعت على أرغد وقالتله من متى إنفقد أخوك؟.. حكالها من نص ساعة تقريباً.. نحنا كنا بالمدرسة.. قالت نجلاء بنتي رنوة بتقول إنها ما شافته بالغرفة إلا لما طلعتي من البيت وتفاجأت فيه.. كان ماسك شعرها وعم يحطه على عيونها وبتطلع فيها نظرات غريبة.. وعارفين بنتي مشلولة وما فيها تتحرك وبتضل بمكان واحد.. قلت لراوية وهلأ صدقتينا؟!.. قالت بإثبات بس رح أصدق.. لأني أنا من اليوم رح أعيش ببيت الست نجلاء.. ورح تبقو على عيني يا بيت قنديل لحظة بلحظة.. كل الأدلة الغامضة بتحوم حواليكم!.. قطعة البازل يلي قالو إنها مش دليل رح أثبتلهم إنها الدليل القاطع!.. قال فرسان مع هيك بتبقى مش دليل.. بمهنتنا تعودنا على الشيء الملموس يا محقق راوية.. والإثبات القطعي للأدلة.. هالقطعة في مليون غيرها بالسوق.. ولو كانت لهالشخص كان قدرنا نثبت من خلالها إنه المجرم.. حكتله رح نثبت.. لما نعرف شو كانت طبيعة العلاقة بينه وبين المغدورة.. بالأخص لزيارتها السريعة لبيته قبل يوم واحد من الجريمة!.. ووين راح السيد آصف قنديل بعد ما طلعت من بيتهم؟.. وليش إختفت وما راحت لعيادتها وليش نقل لهالبيت بسرعة؟!.. هدول أدلة فيك تقول عنهم مش ملموسة بس بثيرو الشك!.. قالت لدورية الشرطة يبقو يحرسو المكان وإنسحبت مع محقق فرسان بسيارتها ونحنا دخلنا للبيت.. طلّعت جذع الشجرة الطويل من المطبخ وركيته على الشجرة الكبيرة ورجعت للبيت.. أمي قالتلي هالمحققة ليش عم تلحقنا؟!.. شو يلي بخليها متأكدة إنك قتلتها؟!.. إنت قتلتها؟!.. قلي وريحني ما في حدا بالبيت غيرنا!.. قلتلها مو مصدق إنه حتى إنتي مصدقة إني قتلتها.. أنا لو قتلتها ما رح أخاف أحكيلك ولا حتى رح أخاف منهم!.. وما رح أهرب!.. بس أنا ما بعرف شي!.. ما بعرف ليه عم يصير هيك!.. قالت يبقى هيّه لعنة.. نهلة وعيلتها لبسونا هالقصة وما رح يتركونا.. نحنا هربنا من النار للنار.. ليش ليصير هالشي فينا؟!.. قالت تغريد نحنا لازم نلاقي حل.. زاهر قال فينا نحبسهم بالبيت ونبعدهم عنا.. بالتأكيد يلي صار إله علاقة بشي بخصهم.. كلام البنات بأكد كلامي هاد.. قلتلها شو كان مكتوب بغرفتك وليه قفلتي الباب؟!.. شو مسحتي؟!.. كانت رح تبكي وقالت المكتوب بخوّف.. لهيك أنا قفلت الباب.. قلتلها شو مكتوب؟.. قالت الموت لعائلة قنديل.. إسم بابا كبير عالحيط.. وأسمائنا بالترتيب.. وما بعرف سر وجود القطة الصغيرة على سريري!.. مو إنت قلت إنه أمها طلعتها؟!.. كيف رجعت للبيت؟!.. يبقى بس تركنا البيت دخلو لهون.. أو يمكن روح نهلة تلبّست القطة وخلتها ترجّع إبنها لسبب!.. بس شو السبب؟!.. أنا بدا يتعب راسي يتعب من التفكير.. خايفة حدا منكم يروح.. خايفة نخسر بعض..
#جيران_الشارع_العالي_6 #جيران_الشارع_العالي
الحلقة السادسة

(راوية حالياً).. الأرواح يلي ماتت إنتشرت وطلعت لبرا البيت ولبست أجسادهم لأول مرة لتطلّع خيوط القصة وتكشفها بشكل أوضح وأقرب.. يمكن حسّو بظلم كبير رح يصير وكانو متأكدين من الشي يلي نحنا كلنا ما كنا عارفينه رح يصير.. كشفهم لجريمة قديمة طلّعهم.. وزاهر وعيلته كانو بحاولو يرجعوهم.. بس هالمرة ما كان في رجوع.. لأنه اللي بدأ يصير فوق كل التوقعات.. أما الكل ما كانو متأكدين من يلي بصير إذا هوه أذية لإلهم من هالعيلة أو تحذير أو حماية.. ومين المظلوم ومين الظالم.. واللغز يلي حيّرهم إنه هالعيلة كانو خايفين برغم إنهم مخوفينهم.. خايفين يحكو لأسباب.. خايفين يقولو مين يلي قتل رونان ومين يلي بده يقتل.. وأنا بدخولي لهالشارع ضعت معهم.. شارع واحد بمتاهة بمليون شارع وبمليون علامة سؤال.. دخلنا البيت وما عرفنا نفتح الباب.. كان متربس بطريقة قوّية.. وأثر الولاد إختفى.. هالوقت يلي وقفنا فيه بنحاول ندخل للغرفة والوقت يلي حاولو يطلعو منه لبرا.. كان لحتى يروحو يجلبو شي من مكان بمساعدة بنتين توأم ماتو.. وأنا بعد هالليلة صدّقت كل الكلام من بعد ما شفت يلي صار.. (آصف قديماً).. بقيت بطبّل على الباب.. وبطلب يفتحو.. حاولو يكسروه بس ما قدرو.. جويرية كانت بتتطلع على الشباك وبتضحك.. وأمي صافنة فينا وبتبتسم.. كأنهم متفقين على شي وبستنو شي يصير ويختم هالليلة.. قالو الشرطة إبعدو رح نحاول نكسر الباب.. زاهر قلّهم أنا رح أحاول أفك قطعة لينكسر بسهولة.. بمساعدتهم إنفتح الباب.. طلعت أركض لبرا.. وراوية بقيت معهم.. الشارع فاضي.. وعواصف مع مطر بهدوء قاتل.. ناديت عليهم بس ما كان في صوت.. مشيت بين الشجر.. وحوالين البيت الحجر.. ما في وجود لحدا.. كنت ضايع وبنادي عليهم بصوت عالي.. الشرطة كانو ببحثو معي.. والكل طلع من البيت.. ما ضل حدا جوا.. بعد حركة قويّة وصراخ.. أمي ما كانت معطيه الموضوع إنتباه وكانت واقفة بعرض الشارع بتبتسم.. أما لارا حاولت تسحب أختها للبيت بس ما قدرت.. وبقيت بتنادي بريفان إختفي.. جيلان إختفي عنهم.. تغريد حاولت تدخّل أمي للبيت بس منعتها.. وكانت بتقلّب عيونها بكل الإتجاهات.. وكأنها عارفة وينهم.. جويرية ركضت ورا بيتنا.. زاهر لحقها وبهاللحظة إختفت.. إضاءة الشارع كانت بتخفت بسبب المطر.. وما كنت عارف شو بصير.. تغريد بتدوّر معي وبترجف وبتنادي بخوف.. والشرطة مستنفرين.. إنفتح باب ست نجلاء.. وشفناها بتأشّر.. راوية قالت رح أشوف إذا الولاد عندها.. راحت لعندها وأنا بقيت بلف حوالين البيت الحجر.. وبرجع بإتجاه بيتنا.. شعرت إني دعست على شي.. إتطلعت لتحت وتراجعت.. جويرية على الأرض نازل من تمها دم وفاتحة عيونها بقوة وبتنزف.. كان لسه فيها روح.. مسكت رجلي وشدّتني.. وكانت بدها تحكي شي بس ما قدرت.. طلع بوجهي زاهر وعلى ضو البرق شاف أخته ميّته.. صرّخ وأنا بعّدت.. ناديت الشرطة وهوه كان مصدوم وفكّرني قتلتها.. شفت دعسات رجلين بالطين.. دعسات وراها لرجلين صغيرة.. قلّي ما تتحرك.. الشرطة شافو يلي صار.. وأنا كنت بحاول أبرر.. راوية رجعت وشافت يلي صار وعملت إتصالاتها.. أخدو الجثة ولارا وماجدة بقيو يصرّخو ويبكو.. وأنا وزاهر قضينا الليلة بالنيابة.. جويرية إنقتلت بمسدس!.. بطلقة بالظهر ووحدة بخصرها ووحدة برقبتها.. وكلهم من ورا.. الشخص الوحيد يلي طلّعني هوه المحقق فرسان.. بعد ما طلب يحقق بالجريمة.. وتبيّن بعد التشريح ومعاينة المكان بالصبح إنه الجثة كانت مستديرة بإتجاه من المستحيل إني أتلاقى معها.. والرصاصات من الخلف.. ودعسات رجلي بالطين كانت من قدّام مش من وراها.. يلي كان وراها الدعسات الصغيرة!!.. ويلي حيّرت فرسان.. راوية كانت مشددة إني ما أطلع ولا بأي شكل من الأشكال بس هوه قال إتركيلي التحقيق بهالجريمة وخليكي بجريمة قتل رونان.. وقدّم الأدلة بالتفصيل وطلّعني.. يمكن كان عنده أسبابه الخاصة.. زاهر ما صدّق وإتهمني بقتل أخته.. ومن بعد ما رجعت للبيت.. أمي كانت ذاكرتها ممسوحة بالكامل من ليلة مبارح.. وبتحاول تبكي وبتسأل وين راحو ولادي؟.. تغريد كانت ببيت نجلاء.. ورنوة كانت بتشرحلها شو شافت بحلمها بالليلة يلي اختفو فيها أيوب وأرغد.. قالتلها أخوكي أيوب كان بحكي وسمعت صوته بحلمي.. قلي إنه شاف المجرم مع أخوه.. وإنه روحه قريبة منا وبتحوم حوالينا ولازم نتخلص منها.. وما رح يقدر يحكي إلا إذا كسرنا كل المرايا الموجودة ببيت أهل زاهر.. ولابس كندرة كبيرة عليه.. سألته من وين جبتها.. قلّي من تحت التراب ورا القبو جنب الشجرة الكبيرة.. سألته لمين؟.. قلّي كندرة السفاح.. لنتخلص من اللعنة.. رحت للبيت وسمعت الكلام.. ورنوة قالت طلبت من أمي تناديكم لتروحو للشجرة الكبيرة.. هيّه ما في غيرها ورا البيت الحجر.. بس كانو الشرطة ماخدينكم وراوية سمعت صراخ ماجدة وبنتها وطلعت قبل لتسمع الكلام.. تركتها وطلعت أركض.. شفت دعسات الرجلين بنفس المكان يلي كانت جنبه جثة جويرية..
قصة اليوم: #جيران_الشارع_العالي
.............
قراءة ممتعة🦋💙"
#ⴅÂÐЄĦÂ
#جيران_الشارع_العالي_1 #جيران_الشارع_العالي
الحلقة الأولى

* السايكوباثية، هي اضطراب في الشخصية يتميز صاحبه بالعديد من الصفات، أهمها سلوك ضد المجتمع والغطرسة والخيانة والتلاعب بالآخرين، مع افتقاد الشعور بالتعاطف مع ضحاياه، وعدم الشعور بالذنب أو الندم على أفعاله الخاطئة، وهو أمر غالباً ما يقود إلى سلوك إجرامي.
* يروي القصة شخصيتين قبل وبعد سنة، بين ماضي وحاضر، لذا يرجى الإنتباه عند القراءة.
كُنا بخير لولا الآخرون.. هالعبارة الخطيرة لقيوها مكتوبة على حيط مصحة نفسية مهجورة.. وواحد من الحكماء اليابانيين قال.. إنت بتمتلك ثلاث وجوه.. الوجه الأول بتظهره للعالم.. والوجه الثاني بتظهره للأصدقاء والعائلة.. أما الوجه الثالث فما بتظهره لأي حدا أبداً وهو الإنعكاس الحقيقي لنفسك.. وهالوجه الأخطر والأرعب فيك لأنه غير مكشوف.. حالياً (وبعد مرور سنة) حياتي سكنت بعد ضجيج.. كان وقت كثير سيء.. إنتهت سنة صعبة.. وبدأت أشعر بالراحة.. بس لهالوقت ما بعرف لو الحياة رح تثبت معي بهدوء بعد كميّة الخوف يلي كنت عايشة فيها.. خصوصاً إنه لسه الخيوط ما تحلحلت تماماً وما إنتهت القضية حتى بعد تقديمي لإستقالتي.. اليوم بداية صباح غريب بطعم السكر الخفيف يلي بيجي بعد لقمة علقم مرّة.. أغراضي جاهزة من أسبوع.. شنطتي وفلوسي وجواز سفري.. بعد اليوم ما بقيلي شي بهالبلد ولازم أغادر لأرتاح.. بالفعل الإنسان تركيبة معقّدة من المشاعر والأحاسيس والظروف والذكريات.. بلازموه من بداية ولادته لغاية موته.. وقت يولد ما بختار لا إسمه ولا أهله ولا دينه ولا وطنه ولا لهجته ولا حتى ظروفه.. لكن كل هدول قادرين إنهم يأثرو فيه ويصنعوه بكل الفترة الزمنية يلي بعيشها.. أما خفايا النفس البشرية فهيّه بحر غميق عجيب وغامض.. بمهنتي كمحقق جنائي بالجرائم الجنائية برتبة عالية ما كنت براعي مشاعر إنسان مجرم بعد الكشف عنه بغض النظر عن ظروفه أو أي شيء آخر!.. ويلي بهمني أحقق العدالة وأوصّل المذنب للمكان يلي بستحقه لتهدى روح الضحية.. قبل سنة تقريباً وصلني ملف من النيابة العامة لجريمة قتل طبيبة نفسية معروفة بالبلد مع إبنها الصغير بشقتها.. ضجّت الأخبار وتحوّلت القصة لقضية رأي عام.. كان واضح بكل الأدلة إنه الجريمة إنتحار.. بس أنا من خبرتي كنت شاكّة إنه لأ.. قالولي يا محقق راوية الجريمة واضحة.. طبيبة قتلت إبنها وإنتحرت.. قلتلهم إتركوني أشوف شغلي.. بالتحقيق مع طليقها يلي كان مسافر ورجع فجأة والتحقيق مع موظفين العيادة النفسية ما قدرت أوصل لنتيجة.. بس يلي كان ببالي بعد كل هالإجراءات إني أراجع كل ملفات المرضى يلي دخلو العيادة للمعالجة بالفترة الأخيرة وقبل بأشهر طويلة.. كان واضح إنه الدكتورة رونان دقيقة جداً بعملها.. متفانية حتى بالتفاصيل يلي جوا العيادة من إختيار الأثاث لإختيار موظفينها.. ترتيب الملفات كان منمق ودقيق.. ومعلوماتهم كانت واضحة!.. بدأت أستدعيهم للتحقيق.. بمنتصف الإنتهاء من التحقيق مع المرضى لفت إنتباهي ملف مريض.. رقمه كان مغلق ونقل من بيته قبل يوم واحد من حدوث الجريمة بعد ما خبرونا أهل الحي الشعبي يلي كان بسكن فيه مع أهله!.. بدأت أسترجع يلي صار وأنا بالطيارة وبإيدي قطعة بازل!.. وكان معي سبع ساعات لأوصل أمريكا وأراجع هالقصة الغريبة المرعبة يلي صارت بالشارع العالي للمرة الأخيرة لحتى ما أرجع أتذكرها أبداً.. ويلي كان بطلها شخص إسمه آصف قنديل.. (قبل سنة).. بنص الشتا البارد وبحي شعبي سكانه كثار.. كنت راجع من آخر يوم شغل بمصنع الألبسة تعبان.. حامل أكياس بإيدي وراجع لبيتنا.. دخلت البيت ورميت الأكياس على الطاولة.. دخلت أمي عزيزة وقالتلي جبت كل الغراض؟!.. إتطلعت فيها بعصبية وقلتلها جبتهم.. بس خلص بكفي حلّو عنّي!!.. حكتلي بهدوء تركت الشغل أكيد!.. قلتلها لا ترجعي تحكيلي إشتغل.. اليوم أنا جبتلكم كل الغراض من آخر ما بقي معي من فلوس!.. وما ترجعي تحكيلي روح وإشتغل لو رح نموت من الجوع!.. أنا شخص صعب أتحمّل إنه يكون في مدير فوق راسي عم يتأمّر عليّه.. ما بقدر أتحمّل يكون شخص عليه سلطة عليّه.. قالتلي وكيف بدنا نعيش؟!.. إذا رح تضل بهالعقلية ما رح نعيش!.. اليوم آخر يوم لإلنا بهالبيت.. صفنت متعجّب وقلتلها ليش؟.. وبهاللحظة انفتح الباب وشفت أخي أرغد ماسك إيد أخي أيوب عم يبكي.. قطعت أمي الحديث معي وركضت لعنده.. سألته شو صار؟!.. قلها مثل دايماً.. صارت تهدّي فيه وضربت أرغد على ظهره وقالتله ما عرفت تبقى معه؟!.. اليوم آخر يوم لإلكم بالمدرسة ومن بكرا رح تتسجلو بمدرسة جديدة.. قلها ليش؟!.. حكتله لا تسألني وأدخل لغرفتك.. حضنت أيوب.. وأنا قلتلها بعتي البيت؟!.. بقيت حاضنة أيوب وأنا صرّخت عليها وسحبته منها ودفعته وقلتلها جاوبيني!!!.. قالتلي بكسر إيدك لو بتمدها عليه!.. حكيتلها إنتي رح تجننينا!.. لمين بعتيه فهميني؟!!!.. هاد الشي الوحيد يلي بقيلنا من القذر يلي كنتي متزوجيته.. هاد الشي يلي آوينا.. بدك نعيش بالشارع؟!.. نادت على أرغد..
#جيران_الشارع_العالي_9 #جيران_الشارع_العالي
الحلقة التاسعة

قمت بسرعة ومسكتها وشدّيتها لجوا.. قالتلي إتركني إنت هيك بتجيب الموت لإلكم.. دخّلتها للغرفة ودخلت معها وقفلت الباب بالمفتاح.. بقيت بتحاول تاخد المفتاح مني.. جرّيت شماعة ملابس حديد وحطيتها على الشباك وقفلته كويّس وقلت لأرغد أوعك تخليها تفتحه.. ناديني وطبّل على الباب لو حاولت!.. حكالي أنا خايف منها.. ما تخليني أنا وأيوب هون.. طلعت من الغرفة وقفلت الباب بالمفتاح مرة ثانية وأخدت المفتاح.. وبقيت بتطبّل وتقلي إفتح ما خلصت كلامي.. رحت للصالة كانت هبة بتحاول تطلع من البيت وأيلول بتقلها لا تصدقيها ما حدا شافنا كيف عرفت فينا؟!.. حكت هبة أنا بردانة ورح أتجمّد المكان هون بارد وعم برجف ومو قادرة!.. خلينا نطلع بترجاكي يا أيلول.. إنطرق الباب.. قلتلهم إهدو.. رحت للباب وقلت مين؟.. سمعت صوت راوية بتقول إفتح يا آصف إنت ويلي معك.. قالت هبة بخوف وبصوت واطي طلع معها حق!!.. حكيتلهم إنتو بضيافتنا وما حدا دخله فينا.. إتصرفو طبيعي.. فتحت الباب.. دخلت راوية وقالت مادة دسمة مو هيك؟.. لا تفكروني نايمة على أذني.. انا عرفت كل شي من أول يوم أجيتو فيه لهون.. أمر هالبيت سر سياسي قبل ليكون قضية قديمة وموضوعه بتعلق بالأمن وبس.. حدا خارج هالدائرة رح يعرض نفسه للمسائلة القانوينة يا أيلول ويا هبة.. كانت أمي لسه بتطرق الباب.. قالت أيلول ونحنا ما أجينا لنتعمق بعيلة العالي.. عم نشتغل عالأسطح والقشور.. موضوعنا عن الماورئيات من وجهة نظر الناس.. يعني رح نطرح الموضوع ونشوف رأي الناس.. وأظن إنه في ناس كثير عندهم علم بهالبيت واللي فيه.. يعني نحنا عم نشتغل بشكل قانوني.. قالت بتمنى هالشي.. لأني مو حابة إنه طالبات دكتوراة من عوائل مرموقة متلكم يدخلو بسين وجيم وتخرب عليهم فرحتهم وتخرب سمعتهم.. في أمور حتى الأمن ما بدخل فيها.. ويفضل تكونو عارفين هالشي مسبقاً.. أمي كانت بتنادي.. قلهم يطلعو!!.. قالت راوية ليه حابسها؟.. راحت بإتجاه الغرفة وقالت شو بدك منه وليه حبسك؟.. قالتلها الخطر حواليكم.. حكت راوية من مين؟.. أمي صارت تصرّخ وإنهارت.. راوية إرتبكت.. وما عرفت تفهم منها.. قالت سبعة وستة وعشرين دقيقة.. سبعة وستة وعشرين دقيقة.. زاهر طلع من البيت وقال ما بقدر أترك أمي وأختي لوحدهم.. حاسس هالليلة صعبة وطويلة.. قالت هبة ونحنا رح نطلع التكسي رح يوصل.. قلها زاهر فيكو تستنوه عنا بالبيت.. أيلول مانعت وكنت حاسها عم تستنى أي شي يصير لتوثّقه بكاميرتها برغم كلام أمي وكلام راوية.. وهبة ما قدرت تستنى.. طلعت مع زاهر وأنا قلت لراوية أنا بعرف زياراتك للبيوت بتكون للتحقيق.. غير هيك بكون دخولك بإرادة صاحب البيت أو رفضه.. قالت بتطردني؟.. شفت أيلول طلعت من البيت.. قلتلها ما تعودنا نطرد الناس.. تفضلي خليكي.. بقيت بتحاول تستجوب أمي.. وأنا طلعت وراهم.. أيلول كانت قريبة من البيت وبتصوّر الباب والشجر والحيطان الحجر بدون خوف.. وهبة واقفة مع زاهر فوق بيتنا بكم خطوة بطلبو منها تيجي لعندهم.. قلت لأيلول خدي الصور بسرعة قبل لتطلع لأنها فضولية وما رح تترك أمي قبل لتعرف كل شي.. كانت بتصوّر وبتعاين الصور بالكاميرا.. وشفتها بتتطلع بدهشة على الكاميرا كأنها شافت شي غريب.. رجّعت راسها لناحية الشجرة وشهقت.. حكيتلها شو شفتي؟.. أيلول؟.. كانت واقفة وما بتتطلع علينا.. وبهاللحظة زاهر قال وين هبة؟.. كانت جنبي من شوي!!.. قرّبت من أيلول لأشوف على شو عم تتطلع مدهوشة وخايفة.. وفجأة نزل من الشجرة أكثر من عشرين غراب أسود على وجهي.. صرّخت وحاولت أبعدهم.. وما كنت شايف شي وعم بحمي وجهي بالجاكيت يلي لابسه.. طارو وفجأة أيلول إختفت!.. وزاهر إختفى.. وهبة ما إلها وجود.. وباب بيتنا لسه مفتوح.. سمعت صوت تكسير.. طالع من شباك بيتنا.. وصوت راوية بتصرّخ.. إنقفل باب بيتنا بقوّة.. حاولت أفتحه ما قدرت.. رحت بإتجاه الصوت.. كان شباك الغرفة يلي تركت فيها أمي مع أرغد وأيوب.. طالع من الشباك الشماعة الحديد والزجاج مكسّر.. صوت أخواني ببكو.. وأنا بنادي على راوية وبطلب منها تفتح الباب.. سمعت صوت ضحك ورا البيت.. ضحك ولاد صغار بتزامن مع صوت بكا أخواني من الغرفة وصوت صراخ راوية.. شفت باب نجلاء إنفتح وطلعت تركض بإتجاه باب بيت ماجدة.. طرقت الباب عليهم وفتحولها.. رحت أركض بإتجاه البيت.. بس تسكّر الباب.. وأنا ما كنت فاهم.. ناديت على زاهر.. طلع فجأة من ورا بيتنا عم ينادي عليّه بصوت واطي.. قرّبت منه كان مدروخ ومو صاحي وراسه عم ينزف دم.. قلّي وين إختفيت؟.. حكيتله إنت وين إختفيت ووين البنات؟!.. قلّي على الشجرة.. حكيتله وين؟!.. صار يضحك وقلّي قلتلك رح أقتلها.. حكيتله قتلت أمي أو وحدة من البنات؟!.. إحكي!!!.. ضربته على وجهه.. وكنت حاسس شكل عيونه غريبة.. قلّي إتطلع وراك.. لفيت وجهي.. شفت زاهر مرمي على الأرض وجسمه بنزف.. رجعت إتطلعت وراي ما لقيت اللي كلّمني.. شفت زاهر بأشّر لفوق..
#جيران_الشارع_العالي_10 #جيران_الشارع_العالي
الحلقة العاشرة
(آصف قديماً).. رجعنا من النيابة ثاني يوم على البيت.. وكان تحقيق فرسان مستمر بالقضية مع زاهر وأيلول.. يلي أقوالهم كانت متشابهه.. وقالو إنهم حسّو إنهم كانو مغيبين من بعد ما طلعو من البيت لغاية ما دخلو سيارة الشرطة.. وهاد كان نفس كلام أرغد.. أما أنا شعرت إني كنت بكامل الوعي.. وكنت شايف وسامع.. لهيك كان التحقيق معي أقسى.. شرحت يلي صار بالتفصيل من بعد ما إختفت هبة.. وأيلول إنصدمت من الصور يلي كانو بالكاميرا.. فرّغوها.. الصور طبيعية.. للشجر والبيت بالليل على ضو الفلاش.. وما في أي شي غامض أو مريب.. قالت أنا بهاللحظة بالذات غبت عن الوعي.. وما كنت عارفة كيف كنت أتصرّف أو شو كنت أحكي أو شو شفت!!.. بس يلي كنت حاسيته ومتأكدة منه إنه صار شي غريب.. وقّعت تعهد إنها ما تقرّب من الشارع وبإصرار من أمها.. وكانت منهارة على هبة وأهلها بالذات.. وطالبو الشرطة بالتشديد بالتحقيق ليعرفوا مين عمل هيك ببنتهم.. الليلة الماضية كانت مخيفة وكأنه تعمّد يكون الكل مغيّب عن الوعي لحتى شي يصير.. وكلام أمي على لسان ثريا ترجم يلي صار.. عرفو إنه الجريمتين صارو بوقت واحد من خلال الطب الشرعي.. وهاد خلّاهم يبعدو النظر عني.. بس راوية ما تركتني ورجعت للشارع من جديد.. غيمة سودة غيّمت فوقنا كان كلها خوف وغرابة وحزن.. ويلي خوّفنا أكثر إختفاء تغريد من بعد ما طلعت مع المحامي رافي.. تلفونها كان مغلق.. وأمي كانت على أعصابها وطلبت مني أخبّر الشرطة.. وقبل لأتصل معهم كان واصلني إتصال.. الشرطي قلّي إنهم لقيو سيارة المحامي رافي تحت جبل على منحدر واقعة ومتحطمة.. والمحامي رافي ميّت بس ما في وجود لتغريد جواها.. سألو عنها بالمكتب قالو الموظفين إنها ما أجت اليوم.. ووصّلو الخبر لأهله.. أمي قالت أنا بدي أروح أفتش عليها بالشوارع.. خايفة تكون إنخطفت.. أو إنقتلت!!!.. قلتلها إنتو روحو لبيت ماجدة وما تبقو لحالكم بالبيت وأنا رح أطلع أفتش عليها.. راحت مع أرغد وأيوب لبيت ماجدة.. وراوية حسّت إنه في شي صاير.. قلتلها أختي مختفية وسيارة المحامي يلي طلعت معه مبارح لقيوها محطمة وهوه جواتها ميّت.. مرّت ساعات وإنتهى اليوم وما وصلنا لنتيجة.. والرقم بقي مغلق والشرطة ما عرفو يحددو مكانها.. أنا ما قدرت أتحمّل كمية الأحداث يلي كانت بتصير ورا بعض.. وما كنت قادر أتخيّل إنه أختي تضيع مني أو تنقتل زي البنات يلي ماتوا!!.. تخيّلت إنها جوا البيت.. وكان بدي أدخل لجواه بس زاهر رجّعني.. وراوية زادت تحقيقها وكأنه هالقضية صارت مسألة حياة أو موت بالنسبة لإلها.. برغم ضغوط فرسان وطلبه منها إنها تبعد.. بهالليلة كنا كلنا ببيت زاهر.. وما حدا منا كان قادر ينام.. أمي قلقانة على تغريد ولارا خايفة.. وماجدة بتنتفض كل ثانية.. وكل واحد فيهم حاسس إنه بلحظة رح يتغيّر وأرواح عيلة ثروت العالي تصير فيهم.. بس هالليلة كانت باردة وهادية وما كان في مؤشر لشي رح يصير.. قلت لزاهر اليوم الشرطة مو بالشارع.. فرسان طلب منهم يبعدو.. شو رأيك نفتح البيت وندخله؟!.. بدي أرتاح وأتأكد إنه تغريد مش موجودة جواته.. قال هاد بيت مسكّر من سنين وملعون وإنت شفت شو صار بسببه!.. الوساوس يلي براسك رح تقتل واحد منا.. ما في أدلة يا آصف ونحنا لسه بخطر.. قلتله إذا ما بدك تساعدني لنفتح بابه أنا رح أروح بنفسي وأخلعه.. طلعت من البيت وهوه لحقني.. أمي سألت زاهر لوين راح؟!.. قلّها رح يدخن سيجارة برا وأنا طالع معه ما بنطوّل.. قرّبت من البيت وكنت مستشر.. بعدني وقلّي لا تتهوّر.. لا تعمل شي يخلينا نندم.. إبعد عنه.. ضويت كشاف تلفوني وقرّبت من الباب.. بقي بحاول يبعدني بس انا ما قدرت.. اتذكرت كلام أرغد بأول يوم سكنا بالشارع وإنه تغريد بالبيت وما رح تطلع منه.. وكلامه يلي كان تلقين من نهلة كان دليل على الإختفاء.. برغم إنه كلامه عن السفاح والغول ما صار!.. إتطلعت على الباب.. قلتله الشمع الأحمر مش موجود!!.. إستغرب وقرّب وشافه مختفي!!.. قال يعني هاد بدل إنه في حدا دخل لجوا؟!.. حكيتله إفتح الباب.. إخلعه بطريقتك.. حكالي إستناني هون رح أجيب عدة الشغل وأجي.. بقيت واقف وبعد دقيقة أجا.. طلب مني أوقف وأركّز ضو التلفون على الباب.. وبدأ يحاول يخلعه.. حسينا في صوت دعسة رجلين جنب الشجرة.. قلي سمعت شي؟!.. ما جاوبته.. وحكيتله كمّل شغلك.. باللحظة يلي فتح فيها الباب.. إتطلّع فيّه مصدوم.. وبهاللحظة وقع على الأرض.. سمعت صوت طلقات رصاص خفيفة.. كنت مصدوم وبصرّخ.. إتطلعت حواليه ما شفت حدا.. صرت بصرّخ.. إلحقوني.. القاتل هون.. القاتل بالشارع!!.. إنفتحت البواب.. راوية طلعت من بيت نجلاء.. ولارا طلعت من بيتها.. وماجدة معها.. ركضو بإتجاهي.. وأنا بتطلع يمين وشمال وبتحرّك وبفتّش.. بس ما في أي حدا جنبي!.. ماجدة حضنت زاهر وصارت تبكي وتصرّخ.. وأنا وقعت بنفس الفخ كمان مرة.. التكرار خلّاني موضع إتهام وبشكل مؤكد.. راوية صوّرت كل شي بالفيديو..
#جيران_الشارع_العالي_11 #جيران_الشارع_العالي
الحلقة الحادية عشر

ركزنا بالأحداث يلي عم نشوفها.. وكانو ثريا وفايزة عم يحكو.. ثريا حكتلها.. اللي فات مات يا أختي.. إنتي هيك بتتعبي نفسك.. زوجك خلص مات.. وإبنك لسه عايش.. الألم ما بروح أنا عارفة.. بس نحنا تحت السُلطة ومسيطر علينا.. وثروت ما رح يتركني ولا رح يتركك.. أنا عارفة إنك مجروحة.. وألمك ما بتداوى بس السنين مرّت وإنتي على هالحال.. قالت أنا مو مجروحة أنا مقتولة.. وبستنى اليوم يلي رح أموت فيه لأرتاح وأطلع من هالبيت.. زوجك ذبحني وموتني وإنتي السبب يا أختي.. قالت ثريا أنا مثلك مظلومة.. شو كان بدك أعمل؟.. شو بإيدي كان أعمل؟!.. قتل زوجك وإعتدى عليكي وجابك لهالبيت مجبورة من بعد ما عرف إنك حامل.. حبّك أكثر مني بس كان عارف إنه ما رح يحصّلك لأنك حبيتي واحد غيره وبالأخص فقير!.. وشافك سعيدة معه وإنقهر أكثر كونه هوه أغنى أغنياء البلد وإله كلمته وما بنرفضله طلب.. وبس خلفتي بنتك وتين إنبسط من بعد ما عرف إنها مريضة بمرض ضمور عضلات ورح تعيش حياتها مشلولة.. أنا لو بعرف إنه أتزوجني ليرضي غروه بسببك ما كنت اتزوجته.. بس إنصدمت وعرفت الحقيقة من بعد ما خلّفت نهلة.. وندمت إني خلّفت جيلان وبريفان منه بس ما كان بإيدي شي.. ثروت قهرنا وكسر حياة طفل ما إله ذنب.. تحسين يا فايزة.. هاد أكبر خطيّة رح تضل برقبته.. خلّاه يكبر بهالبيت ويشتغل مع الخدم وكان تحت التهديد طول الوقت وهوه مو فاهم.. ولا عارف إنه ثروت أبوه.. وبس كبر قلّه الحقيقة وخلاّه زي أخته.. طخّه برجليه وخلاه مشلول.. ورماه بغرفة مسجون بهالبيت ما بطلع ولا بشوف الدنيا برا.. ظلمنا وقهرنا وموّتنا.. لأنه ما قدر يتزوجك وذلّك بإبنك هالمسكين.. ولا قدرتي تحكي اللي صار بسبب الفضيحة ولا أنا قدرت أوقف بوجهه.. أنا خايفة.. خايفة يكشف نهلة ويعرف إنها بتحب بسمان إبن جارنا.. لأنه بسمة أخته يلي جابها لهالبيت وخلاها تشتغل مع المربية لبابة بس ليذل أبوها.. خبّرتني إنه أخوها بسمان بحب نهلة.. وحذرتني أكثر من مرة.. إنتي عارفة إنه حاقد على أبوه لأنه جاره وأقل منه.. وبكرهه لأنه كيف يكون هالزلمة جاره وهوه مش من مقامه؟!!.. أنا عارفة نفسه يطلعهم من البيت يلي جنبنا وعم يستنى الفرصة ليوقّع أبوه بقضية سياسية بس مش عارف لأنه الزلمة نظيف وكل الناس والجيران يلي هون بشهدو بأخلاقه.. بس لأنه كان فقير زمان.. وهوه حاقد على الفقراء بسبب العمال يلي بعادوه.. ولأنه هالزلمة واقف مع الكادحين ضده.. وهلأ لو عرف إنه نهلة بتحب إبنه رح يقتلها.. رح يقتلها يا أختي.. أنا خايفة على بنتي!!.. وصار عندي شكوك ثانية.. قالت فايزة شكوك بشو؟!.. قالت إنه بسمة أخته عرفت حقيقة إبنك تحسين.. شهقت فايزة وقالت مستحيل!!.. أنا مع نفسي ما بحكي هالكلام كيف لتعرف؟!.. وإبني مستحيل يحكي!!.. قالت لأنها بس تدخل تنظف غرفته بتطوّل كثير.. وصرت أحس بإنسجام بينهم بس أدخل فجأة على الغرفة وعم يقطعو الكلام.. وإبنك عم يطلبها كثير.. هوه قلّي إنه بفضفضلها وخايفة يكون حكالها القصة.. قالت لأ مستحيل إبني ما بفضح حاله وبفضحني.. قالت إنتي ما بتعرفي شو الإنسان بكون بخطط من جوا وشو ممكن يعمل.. يا خوفي يكون حكالها.. زوجي رح يقتله ويقتلها.. قالت فايزة لمتى رح نضل عايشين بهالخوف بسببه؟!.. إبني صار مريض نفسياً يا ثريا.. مريض!!.. ومع هيك ما بده يعالجه.. عم يصرّخ كل الليل ويتخيّل اللحظة يلي ثروت طخّه فيها وقلّه إنه إبنه وشو عمل فيني.. أنا خايفة يقتل نفسه.. قالت ثريا وأنا خايفة.. الظلم نهايته سيئة.. ونحنا إنظلمنا كثير أنا وإنتي.. بهاللحظة أنا وأيلول شفنا وحدة حاملة صينية وعليها فنجانين قهوة وعم تتسمع عليهم من ورا حيطة.. عرفنا إنها الخدامة أو المربية لبابة.. كانت بتسمع كلامهم وفجأة دخلت.. حكتلهم أطيب بن لأحلى أخوات.. حكتلها ثريا والله إنتي أحلى مربية يا لبابة وأطيب إنسانة بهالبيت.. صبرتي معنا وعشتي سنين بالظلم معنا.. الله ينولك كل شي ببالك.. قعدت على الكنبة وقالت أنا يلي بعرف.. عارفة كل شي وحفظت السر بقلبي ومنعت نفسي من الزواج لحتى أضل أخدمكم وأخدم بناتك يا ست ثريا وأخدم تحسين يلي صار مثل إبني وأعز.. وما قدرت أتخيل إني أطلع من هالبيت.. أنا متعلقة فيكم يا ست ثريا ويا ست فايزة.. أنا كثير بحبكم.. صارت تبكي وقامت ثريا وحضنتها وقالتلها وإنتي وحدة منا وبنحبك وثقتنا فيكي أكبر من أي شي بالدنيا.. أسرارنا بقلبك وما خنتي الأمانة لهاليوم.. لو صارلنا شي ولادنا أمانة برقبتك يا لبابة.. قالت بعيد الشر عنكم يا خانم.. إنتي ستي وتاج راسي ربي يطوّل بعمرك لا تقولي هالكلام.. بهاللحظة رجلينا أنا وأيلول سحبتنا لبرا وإتسكّر الباب.. وقفنا جنب باب بيتي.. وكان شكله غريب ومختلف عن هلأ.. كان أحلى.. شفنا شب طويل وسيم واقف جنب الباب وبتطلع على بيت ثروت.. إنفتح الباب وطلعت نهلة.. قرّبت منه وحكتله أنا يمكن ما أقدر أشوفك.. حاسة إنه إنكشفنا.. بسمة أختك قالت كل شي لأمي..