#جيران_الشارع_العالي_4 #جيران_الشارع_العالي
الحلقة الرابعة

مر 24 ساعة وأنا بالحجز بتحقق معي.. طلعت ثاني يوم الصبح ورجعت على البيت.. كان معي الشرشف وكل قطع البازل يلي كانو فيه.. خبّطت على الباب ما لقيت حدا!!.. سألت نفسي وين راحو؟!.. قرّبت من البيت الحجر.. شفت الباب الحديد مسكّر بالشمع الأحمر.. وإذا حدا فكّه أو فكّر يدخله بنسجن!.. عرفت المحققة راوية شو فكّرت بس كان بدي أتأكد!.. مشيت بسرعة بإتجاه بيت زاهر.. سمعت صوت كلام من ورا الشباك!.. كان صوت أمي!.. خبّطت على بابهم وفتحتلي بنت.. حكتلي إتفضّل.. قالتلي أمي بخوف ليش تتركنا!.. ليش!!.. سألتهم شو صار؟!.. شفت زاهر متوتر.. قلّي نهلة حاولت تحرق البيت فيهم!.. وبيتنا كمان.. مبارح أمي مثل هالوقت كانت بتسقي الزريعة.. ولارا أختي صرّخت من بعد ما إنحرق كتابها بدفاية البواري.. وحسّت في حدا عم يشدّها للنار.. باطن إيدها إنحرق.. وشوف الكنبة!!.. قالتلي أخته يلي فتحتلي الباب.. هاد الشي بسببك وأنا متأكدة!.. كنا عايشين مرتاحين بس من لمّا أجيتو وسكنتو رجع اللي صار زمان.. أنا عشت أيام صعبة.. ونهلة ما تركتني وهلأ ليش رجعت لتنتقم منّا وعشان شو؟!.. قلتلهم كيف إتأكدتو إنه هالشي بسببنا؟!.. قالت يارا كتابي إنحرق إلا كم صفحة!.. بدك تعرف شو اللي بقي مكتوب؟!.. أخد زاهر كتاب أسود كله رماد من فوق الكنبة المحروقة.. وقلّي شوف هالصفحة وإقرأ المكتوب.. تمعّنت بالصفحة وبدأت أقرأ.. الطبقة الكادحة!.. قرأت الصفحة الثانية.. جملة طبقة العمال.. الصفحة الثالثة.. كلمة البروليتاريا.. قلتلهم ما فهمت شي!.. حكا زاهر أختي جويرية رح تشرحلك.. حكتلي جويرية.. أختي لارا هالسنة ثانوي وكانت بتدرس عن نظريات صراع الطبقات الإجتماعية.. هالنظرية إنتشرت بالقرن التاسع عشر.. مفهوم النظرية بفسّر القضايا والتوترات بمجتمع منقسم لطبقات.. كل طبقة بتقاوم عشان وضعها الإجتماعي والإقتصادي.. الطبقة الحاكمة في المجتمع الرأسمالي هيّه البرجوازية أو يلي بسمّوها الرأسمالية.. وهالطبقة بتسيطر على البروليتاريا.. يلي قرأتها بالصفحة الأخيرة.. وهيّه نفسها طبقة العمال أو الكادحة!.. بالفترة يلي طلع فيها صراع الطبقات.. طلعت أحزاب سياسية.. وكل واحد منهم كان إله دور فعال بحياة البلاد الإجتماعية والإقتصادية والسياسية.. تقريباً عشان تحسين الظروف المعيشية للعمال.. يلي صار هلأ بأكدلنا يلي صار زمان.. وإنه هالبنت بتحاول تأذينا لأسباب معيّنة بهالشي!.. وبسبب وجودكم المفاجئ بهالشارع رجعت من جديد لتوصلنا رسالة.. وكل شي عم بصير بحكيلنا إنه رسالتها إلها علاقة بصراع الطبقات.. من كم سنة بس كنت ثانوي مثل يارا.. كان عندي قطة سودة بفرو طويل.. لقيتها برا جوعانة وتعبانة ورح تموت.. عملت المستحيل أنا وأختي لتعيش وعاشت.. كانت دائماً تحب شكل الكتب وتنام على ورقهم.. بيوم لقيتها ماكلة ورق الكتب يلي بدرس فيهم.. وثاني يوم ماتت.. يلي لاحظته إنه الورق الباقي من كتاب الثقافة والتاريخ بقي فيه كل الكلام يلي عن الطبقة الكادحة!!.. ويلي أكلته هوه الكلام يلي عن الطبقة الرأسمالية والبرجوازية وكل شي بتعلّق فيهم.. قلتلها يبقى الطبقة المحروقة بكتاب لارا هيّه الطبقة المسيطرة على باقي الطبقات الثانية!؟.. قالت جويرية تماماً هيّه الطبقة الحاكمة التابعة للنبلاء والأرستقراطيين.. ويلي بتعيش من فائض العمال الكادحين.. وهدول ثارو فيما بعد عليهم بسبب القمع والظلم والإستبداد يلي صار بسببهم.. أنا خسرت مستقبلي وللآن ما دخلت جامعة وأختي حالياً عم تدفع الثمن بسبب هالشي من بعد ظهور نهلة وعيلتها من جديد!.. ما رح نسمحلك يا آصف لا إنت ولا عيلتك!.. بكفي زاهر ما درس.. بسبب جنون هالعيلة يلي بقي مرافقنا لهاليوم!.. قلتلهم يبقى هاد الشي مرتبط بأبوها.. الكلام يلي فهمتوني ياه المرة الماضية دليل قاطع على إنه حقدها بسبب أبوها ويلي عمله فيهم.. هوه الطبقة الحاكمة يلي دمّرت حياتهم!.. بس نحنا مو هيك.. إنتو عيلة بسيطة ونحنا ببساطة أكثر منكم.. المفروض تتعاطف معنا ما تأذينا.. قالت جويرية هاد يلي مشتتني.. ليش عم تعمل هيك!!.. بابا كان السبب وعمل ذنب وإنتقمت منه!.. بس نحنا ليش؟!.. نحنا لازم نرجع نحبسهم بالبيت من جديد!.. قبل لتتدمر حياتنا!.. قلتلها أبوكي شو عمل؟!.. ماجدة قالت موضوع قديم مو لازم نحكي فيه!.. قلتلهم لازم نعرف كل شي بالتفصيل!.. إذا حابين ما تنأذو ونقدر نسيطر على الوضع سوا بهالمكان