#جيران_الشارع_العالي_10 #جيران_الشارع_العالي
الحلقة العاشرة
(آصف قديماً).. رجعنا من النيابة ثاني يوم على البيت.. وكان تحقيق فرسان مستمر بالقضية مع زاهر وأيلول.. يلي أقوالهم كانت متشابهه.. وقالو إنهم حسّو إنهم كانو مغيبين من بعد ما طلعو من البيت لغاية ما دخلو سيارة الشرطة.. وهاد كان نفس كلام أرغد.. أما أنا شعرت إني كنت بكامل الوعي.. وكنت شايف وسامع.. لهيك كان التحقيق معي أقسى.. شرحت يلي صار بالتفصيل من بعد ما إختفت هبة.. وأيلول إنصدمت من الصور يلي كانو بالكاميرا.. فرّغوها.. الصور طبيعية.. للشجر والبيت بالليل على ضو الفلاش.. وما في أي شي غامض أو مريب.. قالت أنا بهاللحظة بالذات غبت عن الوعي.. وما كنت عارفة كيف كنت أتصرّف أو شو كنت أحكي أو شو شفت!!.. بس يلي كنت حاسيته ومتأكدة منه إنه صار شي غريب.. وقّعت تعهد إنها ما تقرّب من الشارع وبإصرار من أمها.. وكانت منهارة على هبة وأهلها بالذات.. وطالبو الشرطة بالتشديد بالتحقيق ليعرفوا مين عمل هيك ببنتهم.. الليلة الماضية كانت مخيفة وكأنه تعمّد يكون الكل مغيّب عن الوعي لحتى شي يصير.. وكلام أمي على لسان ثريا ترجم يلي صار.. عرفو إنه الجريمتين صارو بوقت واحد من خلال الطب الشرعي.. وهاد خلّاهم يبعدو النظر عني.. بس راوية ما تركتني ورجعت للشارع من جديد.. غيمة سودة غيّمت فوقنا كان كلها خوف وغرابة وحزن.. ويلي خوّفنا أكثر إختفاء تغريد من بعد ما طلعت مع المحامي رافي.. تلفونها كان مغلق.. وأمي كانت على أعصابها وطلبت مني أخبّر الشرطة.. وقبل لأتصل معهم كان واصلني إتصال.. الشرطي قلّي إنهم لقيو سيارة المحامي رافي تحت جبل على منحدر واقعة ومتحطمة.. والمحامي رافي ميّت بس ما في وجود لتغريد جواها.. سألو عنها بالمكتب قالو الموظفين إنها ما أجت اليوم.. ووصّلو الخبر لأهله.. أمي قالت أنا بدي أروح أفتش عليها بالشوارع.. خايفة تكون إنخطفت.. أو إنقتلت!!!.. قلتلها إنتو روحو لبيت ماجدة وما تبقو لحالكم بالبيت وأنا رح أطلع أفتش عليها.. راحت مع أرغد وأيوب لبيت ماجدة.. وراوية حسّت إنه في شي صاير.. قلتلها أختي مختفية وسيارة المحامي يلي طلعت معه مبارح لقيوها محطمة وهوه جواتها ميّت.. مرّت ساعات وإنتهى اليوم وما وصلنا لنتيجة.. والرقم بقي مغلق والشرطة ما عرفو يحددو مكانها.. أنا ما قدرت أتحمّل كمية الأحداث يلي كانت بتصير ورا بعض.. وما كنت قادر أتخيّل إنه أختي تضيع مني أو تنقتل زي البنات يلي ماتوا!!.. تخيّلت إنها جوا البيت.. وكان بدي أدخل لجواه بس زاهر رجّعني.. وراوية زادت تحقيقها وكأنه هالقضية صارت مسألة حياة أو موت بالنسبة لإلها.. برغم ضغوط فرسان وطلبه منها إنها تبعد.. بهالليلة كنا كلنا ببيت زاهر.. وما حدا منا كان قادر ينام.. أمي قلقانة على تغريد ولارا خايفة.. وماجدة بتنتفض كل ثانية.. وكل واحد فيهم حاسس إنه بلحظة رح يتغيّر وأرواح عيلة ثروت العالي تصير فيهم.. بس هالليلة كانت باردة وهادية وما كان في مؤشر لشي رح يصير.. قلت لزاهر اليوم الشرطة مو بالشارع.. فرسان طلب منهم يبعدو.. شو رأيك نفتح البيت وندخله؟!.. بدي أرتاح وأتأكد إنه تغريد مش موجودة جواته.. قال هاد بيت مسكّر من سنين وملعون وإنت شفت شو صار بسببه!.. الوساوس يلي براسك رح تقتل واحد منا.. ما في أدلة يا آصف ونحنا لسه بخطر.. قلتله إذا ما بدك تساعدني لنفتح بابه أنا رح أروح بنفسي وأخلعه.. طلعت من البيت وهوه لحقني.. أمي سألت زاهر لوين راح؟!.. قلّها رح يدخن سيجارة برا وأنا طالع معه ما بنطوّل.. قرّبت من البيت وكنت مستشر.. بعدني وقلّي لا تتهوّر.. لا تعمل شي يخلينا نندم.. إبعد عنه.. ضويت كشاف تلفوني وقرّبت من الباب.. بقي بحاول يبعدني بس انا ما قدرت.. اتذكرت كلام أرغد بأول يوم سكنا بالشارع وإنه تغريد بالبيت وما رح تطلع منه.. وكلامه يلي كان تلقين من نهلة كان دليل على الإختفاء.. برغم إنه كلامه عن السفاح والغول ما صار!.. إتطلعت على الباب.. قلتله الشمع الأحمر مش موجود!!.. إستغرب وقرّب وشافه مختفي!!.. قال يعني هاد بدل إنه في حدا دخل لجوا؟!.. حكيتله إفتح الباب.. إخلعه بطريقتك.. حكالي إستناني هون رح أجيب عدة الشغل وأجي.. بقيت واقف وبعد دقيقة أجا.. طلب مني أوقف وأركّز ضو التلفون على الباب.. وبدأ يحاول يخلعه.. حسينا في صوت دعسة رجلين جنب الشجرة.. قلي سمعت شي؟!.. ما جاوبته.. وحكيتله كمّل شغلك.. باللحظة يلي فتح فيها الباب.. إتطلّع فيّه مصدوم.. وبهاللحظة وقع على الأرض.. سمعت صوت طلقات رصاص خفيفة.. كنت مصدوم وبصرّخ.. إتطلعت حواليه ما شفت حدا.. صرت بصرّخ.. إلحقوني.. القاتل هون.. القاتل بالشارع!!.. إنفتحت البواب.. راوية طلعت من بيت نجلاء.. ولارا طلعت من بيتها.. وماجدة معها.. ركضو بإتجاهي.. وأنا بتطلع يمين وشمال وبتحرّك وبفتّش.. بس ما في أي حدا جنبي!.. ماجدة حضنت زاهر وصارت تبكي وتصرّخ.. وأنا وقعت بنفس الفخ كمان مرة.. التكرار خلّاني موضع إتهام وبشكل مؤكد.. راوية صوّرت كل شي بالفيديو..