#جيران_الشارع_العالي_3 #جيران_الشارع_العالي
الحلقة الثالثة

بقينا على ضو دفاية البواري.. وكل أرجاء البيت صارت كحل دامس.. كان أرغد بطبّل على الباب.. وبقول الشباك مفتوح والهوا قوي وعم بسكّر الباب بقوّة.. شدّيت الباب لعندي وفتحته.. كان عم بتنفس بسرعة وما كنا شايفين بعض.. تغريد قالتله وين أيوب؟.. ما كان حدا منا مبيّن بالعتمة.. إلا بالصالة في ضو صغير طالع من الدفاية وحواليه شوية كمان.. بقيت تغريد بتنادي أيوب وين رحت؟!.. وأمي حكتلي إفتح الباب وطلعهم.. ما بدنا منهم شي!.. قالت ماجدة هاد جزاتنا على كل شي عملناه؟!.. حذرناكم وحكينالكم قصتهم وفوق هاد ركبنالكم دفاية بمبلغ كبير وعم تطردينا!!.. كان صوت العواصف قوي.. وأنا قلت لزاهر رح أرجعلك الفلوس يلي دفعتهم.. بهالزمن ما في شي بدون مقابل لأي شي بالدنيا.. ونحنا مش بحاجة.. يلي فهّمك هيك غلطان!.. قلّي ما بدي شي بس لا تقرّبو لعنا.. يلي شفناه من هالعيلة زمان كبير.. ماجدة ما كانت قادرة تتحمل وجودها دقيقة وحدة وشتمتني وضلت تطلب مني أفتح الباب.. قلت لزاهر خلي أمك تتكلم بهدوء معي!.. ما تؤمرني!!!.. حاول يقرّب من جيبتي وقلّي طلّع المفتاح.. أمي دخلت لغرفة تغريد لتدوّر على أيوب وكانو بنادو عليه بالعتمة.. وأنا بعّدت زاهر وضربته على وجهه.. حاول يضربني بس وقّعته على الأرض.. ماجدة كانت بتصرّخ وبتطبّل على الباب.. وبهاللحظة سمعنا صوت حركة جنب الشباك يلي بالصالة.. وتمتمة وترنيمة نغمة حزينة هادية.. كان الصوت بنتقل بالغرفة بهدوء.. وصوت دعسات رجلين حوالينا بدون ما نشوف مين.. زاهر سكت وإتطلع على الممر.. قلّي هاد صوت نهلة!.. شفت خيال اتحرك بالممر!!.. فتحتلهم الباب وطلعتهم ورجعت قفلته.. ورحت بسرعة للممر.. إنتقل الصوت لجوا الحمام.. مديت إيدي على الباب وكنت رح أفتحه.. في إيد شدّتني من ظهري.. لفيت لورا.. سمعت صوت تغريد بتقول.. أيوب تحت السرير ومش عارفين نطلّعه.. شادد جسمه وعم يسحبه ومش عارفه ليش!.. دخلت للغرفة ونزّلت راسي.. ما كنت شايف شي بالغرفة.. سمعت صوت نفسه وحسّيت بجسمه.. كان متحجّر ومشدود.. كنت بشّده لعندي بس كان يرجع لنفس مكانه.. حاولت تغريد تسحبه من رجليه لعندها.. وما كنا شايفين بعض.. أرغد صرّخ وقال أيوب نايم على السرير تحت اللحاف!!.. أمي قرّبت من السرير وشالت الغطا وتحسست بإيدها عليه.. قالت الولد نايم!.. فلّتت من إيدي يلي كنت ماسكه وتغريد رجعت لورا.. وقالتلي مين يلي تحت السرير.. نحنا مين مسكنا؟!!!.. وفجأة رجع صوت ترنيمة النغمة الحزينة بالغرفة.. أمم آنن أممم آآآآآن.. الشباك كان مفتوح والهوا عم يطلع منه بقوّة.. خبّطت برجلي لتحت السرير.. ما كان في حدا أبداً!!.. أمي حملت أيوب وقالت الولد غرقان بالنوم.. متى نام ومين غطاه؟!.. كان البرق عم يضوّي الغرفة من شدة لمعانه.. تغريد صرّخت.. سألتها أمي شو شفتي؟!.. قالت شفت خيال وجوه بنتين صغار بشعر قصير انطبع على الحيط أول ما برقت السما!!!.. كانت أمي حاملة أيوب وراحت بإتجاه الشباك لتسكّره.. أيوب بكى بصوت عالي.. وكان يشد حاله للشباك بده يطلع منه.. مسك بإيده عليه وحاول يقرّب منه.. كان طرف من البيت الحجر ظاهر من شباك غرفة تغريد.. كانت تغريد بتصرّخ وبتقول.. تاغي إنتي قوّية.. إنتي قويّة لا تضعفي!.. إبعدي عنّا.. كأنها شافت نهلة قبالها.. إنشدت لورا بسرعة ووقعت على الأرض.. وأنا أخدت أيوب من أمي وقفلت الشباك.. إنتقل صوت ترنيمة النغمة الحزينة للصالة جوا.. وسمعنا صوت باب البيت فتح بقوّة وخبط بسرعة.. رحت وشفته مفتوح.. والثلج عم يدخل للصالة.. كان أرغد واقف على الدرج جنب الباب حافي وبتطلع على البيت الحجر.. قلتله متى طلعت وليه فتحت الباب؟!.. حكا ما بعرف كيف أجيت لهون!!.. حسيت بإيدتين عم يحسبوني للباب.. ووقفوني هون.. حسيتهم بنتين!.. كانو مع بعض عم يمشو ويتحركو بنفس الحركات والإتجاهات وطلبو أجيهم على البيت.. سحبته من إيده وقفلت الباب وتربست الشباك يلي بالصالة.. لاحظت إنه الشجرة الكبيرة يلي جنب البيت الحجر واقع فوقها شجرة ثانية على أسلاك عامود الكهربا لحتى انقطعت.. دخلت تغريد مع أمي وأيوب على ضو تلفونها وقعدو جنب الدفاية.. وأرغد بقي يتطلع على الشباك.. ويسألني مين هدول البنتين وليش طلبو أروحلهم البيت؟!.. (راوية حالياً).. كانت بداية صعبة عليهم بليلة طويلة.. وأنا عشت ليلة كاملة بالقلق