#جيران_الشارع_العالي_8 #جيران_الشارع_العالي
الحلقة الثامنة

بعّدت القطة عني.. بس كانت مستشرّة.. وكان صوت تغريد جوا البيت عم تناديني وتخبط على الشباك.. حاولت أكسر الباب ما قدرت.. والوقت كان داخل على عصر والمطر عم يقوى.. رحت بسرعة بإتجاه بيت زاهر لأستنجد فيه.. كان شباك بيتهم مفتوح وشفت شي انرمى منه.. كانت مراية كبيرة.. إنكسرت بالشارع.. وسمعت صوت صراخ.. قرّبت أكثر شفت ماجدة ماسكة مراية ثانية وبتحاول تكسرها وزاهر ببعدها وبحاول يسكّر الشباك بس هيّه بتفتحه بإيدها.. إنكسرت مراية ثانية.. شافوني بالشارع مصدوم.. قرّبت من الباب وخبّطته.. فتحتلي لارا.. قالتلي شو لسه بدك؟.. بعّدتها ودخلت للبيت.. قلت لزاهر إتركها تكسرهم!.. قلّي إطلع برا البيت مين سمحلك تدخل؟!.. قلتله وين بقي في مرايا؟!.. قالت لارا ما سمعته شو قال!.. إطلع هلأ!!.. حكيتلها أمك رح تموت وأمي كمان لو ما نفذنا كلامهم.. ثريا عم تقول لازم نكسر المرايا يلي ببيتكم وحذرتني أكثر من مرة.. وأنا ما عرفت أحكيلكم.. ضحكت ماجدة وقالت.. ثريا قالت؟.. المرايا لفايزة.. لإلي!!.. بهاللحظة صارت تبكي وحكت أنا بعرف وين موجودين وبعرف ليش قالتلك هيك.. بس ما رح أحكيلكم لأنكم ما بتستاهلو.. ما حافظتو على جويرية وما عرفتو شو كانت نهلة بدها منكم!.. إنتو بتستاهلو!!.. قلت للارا وين لسه في؟!.. قالت جوا في بغرفتي ووحدة صغيرة بغرفة زاهر.. حكيتلها وغرفة جويرية؟!.. قالت كسرتهم أمي هلأ!.. طلبت منها تدخل بسرعة تجيبهم لتكسرهم.. وقلت لزاهر أنا ما تعودت أبرر لحدا شي أنا ما عملته.. بس أنا ما قتلتها.. عيلتي بخطر.. ساعدني!.. بقيت لارا مع ماجدة عند الشباك ومعهم باقي المرايا وأنا وزاهر طلعنا من البيت ورحنا بإتجاه بيتنا.. زاهر قلي الباب مفتوح!!.. فتحت الباب بهدوء.. شفت تغريد وأمي وأرغد وأيوب على طاولة الأكل.. قاعدين عم ياكلو.. وجنب تغريد القطة السودة على الكنبة بتحسس بإيدها عليها.. وبتتطلع عليّه بهدوء.. قالتلي وين رحت؟.. صحنك برد.. إتطلّع عليّه زاهر وقلّي إنت بتضحك عليّه؟!.. عم تضحك عليّه؟!!.. خلّيتني أترك أمي بحالة يرثى لها وجبتني لتبعدني عنها؟.. إنت فعلاً مريض نفسي!!.. ومجنون!!.. طلع من البيت يركض وأنا حاولت أناديه وسكتت ودخلت للبيت.. قلت لتغريد كنتي تصرّخي وأمي إختفت وإنقفل الباب!.. ما كان في أكل.. الصحون كانت على الأرض!.. مو هاد الأكل يلي كان بالصحون.. مين عمله ومتى لحقتو؟!.. شو صار أنا تعبت!.. قالت تغريد ما عملت شي حبيبي.. وما صرّخت.. ولا صار شي.. شو فيك؟!.. الأكل ما إنكب.. إنت تركتنا وطلعت.. قلتلك شوربة الجاج جاهزة.. حكيتلها لأ كانت شوربة عدس.. دخلت للمطبخ وفتحت سلّة الزبالة.. كانت فاضية.. وما في آثار لتنظيف أو شي إنكب من دقايق.. رجعتلهم وناديت عزيزة؟.. إنتي منيحة؟.. حكت منيحة حبيبي.. في شي صاير في بيت ماجدة؟!.. لأنك رحتلهم ركض.. كنت بقمة الإستغراب والدهشة حتى ملامح أرغد وأيوب كانت طبيعية.. كانو هاديين وباكلو بهدوء.. قلت لتغريد كمّلو أكلكم أنا طالع برا أدخن سيجارة.. طلعت من البيت وإتطلعت على البيت الحجر.. كنت بغلي.. وبدي أقرّب وأكسّر بابه.. المطر وقّف.. والشجر برفرف بهدوء.. كان الشارع هادي حتى بيت زاهر هدي بس آثار زجاج المرايا بقيو بالشارع.. طلعت راوية من بيت زاهر وشافتني برا.. إتطلعت عليّه بحدّة ودخلت لبيت نجلاء وقفلت الباب بقوّة.. لفّيت ورا البيت وصرت بتفحص المكان يلي ماتت فيه جويرية.. تخيّلت وجهها وكنت بسأل نفسي شو كانت بدها تحكيلي؟.. أنا بعرف إني قلت كلام غلط لزاهر وماجدة بس ليصدّقوني إني ما أذيتها.. بس ما كنت عارف الكلام الحقيقي شو!.. شعرت بالتشتت بسبب الأحداث غير المفهومة يلي بتزيد وبتصير ورا بعض بدون إنذار مسبق.. دخلت أكلت وكان الوضع بالبيت طبيعي.. بس يلي كنت حاسّه إني ما كنت أتوهم.. وكل شي صار قبل لأوصل بيت زاهر كان أكيد مش مجرد أوهام!.. إنطرق الباب بعد وقت.. كانت أيلول مع صاحبتها هبة.. رحّبت فيهم تغريد وأمي قعدتهم بالصالة وكانت بتتصرف طبيعي معهم وشفتهم مستغربين.. حكتلهم أنا بعتذر لأني دخلت أنام وإنتو موجودين بس حسيت نفسي دايخة وتعبانة يمكن بسبب كل شي صار.. قالت أيلول لأ أبداً ما في داعي للإعتذار نحنا مقدّرين.. قالتلي أيلول.. أنا قدرت الصبح أجمّع معلومات عن بيت ثروت العالي.. ورح أقرألك ياهم لنتناقش فيهم.. (راوية حالياً).. دخول هالبنتين على الشارع كان لعنة جديدة لأرواح بيت ثروت العالي.. ووجودهم كان خطر عليهم لأنه رح يكشف سر قديم إتخبى سبعين سنة.. وبهالليلة بالذات زاد الرعب بالشارع.. وجريمتين بوقت واحد صارو!.. وأنا كنت بحيرة من أمري.. كنت خايفة.. وكنت مصدومة.. وفقدت السيطرة وكيفية التصرّف.. وطلبت من فرسان يجي ليوقف معي.. لأول مرة بستنجد بشخص وجوده بحياتي كان عقبة.. بسبب التنافس الكبير يلي كان بينا.. ولأني بعرف إنه بحاول يثبت نفسه بشغلنا أكثر مني لأنه رتبتي أعلى منه.. بس كنت ضايعة..