🔸استصلاح الفِكر بتسديد اللسان🔸

إنّ سلامة الفكر وصلاح المسلك واستقامة الطريق على صعيد الدين والأدب والفِكر تطلب التبحّر في فنون اللغة طلبا حثيثا، ففهم اللغة والتفقّه فيها يفتح لفكر المرء الآفاق، ويكون أقرب للتوفيق للصلاح والسلامة بحسب ذلك، وهذا ما يَغفل عنه أكثر الناس علماؤهم وعوامهم، أدباؤهم ودهماؤهم، المتعلّمون منهم والأمِّيّون.

إنّ مَن يتفكّر في النقل يجد أنّ صلاح العمل مِن أصله منوط بتصحيح اللسان وتسديد المقال {قولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم..} [الأحزاب: 70] لذلك {علّمه البيان} [الرحمن: 4] فمَن أراد أن يُصلح حاله سدّد مقالَه، ومَن أراد السلامة أمسك عليه لسانه!
وإلّا ما الغاية مِن أن ينزل القرءان بلسان عربي مُبين غير ذي عِوَج؟! ولِمَ نزل الوحي على أفصح العرب وأقومهم لسانا؟! فلمْ يؤتَ محمد _ٌﷺ_ جوامع الكلِم لأنّه نبي عالمٌ بالوحي وحسب، بل لأنّه أعلم الناس بلسان قومه الذين بُعث فيهم، {ولقد نعلم أنّهم يقولون إنّما يُعلّمه بَشَر لسان الذي يُلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين} [النحل: 103]

قال عمر - رضي الله عنه -: «تعلَّموا العربية؛ فإنها تثبّت العقل، وتزيد في المروءة».
[شعب اﻹيمان للبيهقي]

قال الإمام الشافعي _رحمه الله_: «مَن تبحّر في النحو اهتدى إلى كل العلوم».
يعني: علوم الشريعة.
[شــذرات الذهــب] لابن العماد الحنبلي.


وقال: «لا أُسأَل عَن مسألة مِن مسائل الفِقه إلاَّ أجبتُ عنها من قواعد النحو».
[شــذرات الذهــب] لابن العماد الحنبلي.


وقال أيضا: «أصحاب العربية جِنّ الإنس، يبصرون ما لا يبصره غيرُهم».
[آداب الشافعي ومناقبه] للــرازي.


وقال المزني: سمعتُ الشافعي يقول: «مَن تعلّم اللغة رقّ طبعه»
[أخرجه البيهقي في "مناقب الشافعي، والخطيب في "تاريخ بغداد" و"الفقيه والمتفقه" وابن عساكر في "تاريخ دمشق"].


وقال: «ومَن نظر في النحو رقّ طبعه»
[التمهيد لابن عبد البر]


وقال: «مَن تعلّم النحوَ هيب، ومَن تعلّم اللغة رقّ طبعُه».
[حِـلية الأولياء] لأبي نُعَيم.


وقال شيخ الإسلام _رحمه الله_:
«واعلم أنّ اعتياد اللغة يُؤَثِّر في العقل والخُلق والدين تأثيرا قويًّا بيِّنا، ويؤثّر أيضا في مشابهة صدر هذه الأُمة من الصحابة والتابعين، ومشابهتُهم تزيد العقل والدين والخُلق».
[اقتضاء الصراط المستقيم]

ــــــــــــــــــــــــــ

#زاد_لغوي #زاد_أدبي #زاد_فكري