القصة القصيرة نحو الازدهار أم الانحدار ..
يتجه الكثير من الكتاب نحو كتابة القصة القصيرة ، والقصيرة جدا ،ويجدون في ذلك ملاذهم ومتنفسهم ؛ لِقدرتها على استيعاب الكثير من القضايا الذاتية والإنسانية والاجتماعية ، والتي يستطيع الكاتب أن يوصلها إلى شريحة واسعة من القراء ؛ لأنها ذات طابع مَرِن ، تميل إلى التخصيص بدلا من التعميم ، والترميز بدلا من الإيضاح ، ويمكننا أن نقول أنها أقرب الأنماط السردية لروح العصر.
ونحن نعلم أن القصة القصيرة شهِدت تحولا كبيرا في بداية السبعينات ؛ بفعل التداخل الثقافي مع الآداب الغربية ؛ في سبيل البحث عن طرق جديدة تنقل القصة من طور إلى طور آخر. وقد أظهر الكتابُ العرب قدرتهم على استيعاب هذا النمط السردي الوافد ، وأظهروا براعتهم _أيضا_ في تجديد الرؤى والأفكار ، وما يتماشى مع القضايا العصرية ، وهنا لابد من الإشارة إلى أن القصة القصيرة قطعت شوطا كبيرا ، واحتلت مساحة واسعة في ميدان الكتابة السردية خصوصا مع ما تُتِيحهُ مواقع التواصل من سهولة النقل والنشر ، وهذا يُذكرنا في بدايات الرواية واتساع رقعتها من خلال نشرها كحلقات مع انتشار الطباعة وظهور الصحف والمجلات .
إلا أننا هنا لا نشجع أن تُعامل القصة القصيرة معاملة الرواية ، وأن تُطَوَّل وتُقسَّم ويحمل كل قسمِِ اسما أو عنوانا ؛ لأن هذا يُفقِد القصة القصيرة أهم خاصية من خصائصها، وهي تسارع الأحداث وتكثيفها ، وامتلاكها لزمام "اللحظة الخاطفة" ، إذ لا يمكن أن نعتبر هذا تطورا شكليا للقصة القصيرة ، لأننا سنقف أمام نص هجين لا ينتمي إلى هذه ولا إلى تلك ، ولنا أن نذكر ما قاله "فرانك أكتور " عن القصة القصيرة من أنها فن خالص ، تمتلك خصائص لا نجدها كثيرا في الرواية ...
وكذلك ما قاله الدكتور الطاهر مكي : " أنها حكاية أدبية قصيرة ، بسيطة الخطة تحكي حدثا محددا طبقا لنظرةِِ رمزيةِِ ، تُوجِز في لحظات أحداثا جِساما ، معتمدة على مبدأ التكثيف فكرا ولغة وشعورا ....."
ونحن لسنا أمام مُساءلة الكاتب واستجوابه في مسألة الخلط بين الأنماط السردية ، و تحديدا بين الرواية والأقصوصة ، وإنما نعمل على توجيههِ وتعبيد الطريق أمامه ، لِيُخرِج لنا قصة قصيرة خالصة تحتفظ بكل خصائصها مع إمكانية التجديد في الأساليب والرؤى ،وفق ما تُملِيه قريحته وملكته .
#زينب_الحداد
@Al_mashaaer
يتجه الكثير من الكتاب نحو كتابة القصة القصيرة ، والقصيرة جدا ،ويجدون في ذلك ملاذهم ومتنفسهم ؛ لِقدرتها على استيعاب الكثير من القضايا الذاتية والإنسانية والاجتماعية ، والتي يستطيع الكاتب أن يوصلها إلى شريحة واسعة من القراء ؛ لأنها ذات طابع مَرِن ، تميل إلى التخصيص بدلا من التعميم ، والترميز بدلا من الإيضاح ، ويمكننا أن نقول أنها أقرب الأنماط السردية لروح العصر.
ونحن نعلم أن القصة القصيرة شهِدت تحولا كبيرا في بداية السبعينات ؛ بفعل التداخل الثقافي مع الآداب الغربية ؛ في سبيل البحث عن طرق جديدة تنقل القصة من طور إلى طور آخر. وقد أظهر الكتابُ العرب قدرتهم على استيعاب هذا النمط السردي الوافد ، وأظهروا براعتهم _أيضا_ في تجديد الرؤى والأفكار ، وما يتماشى مع القضايا العصرية ، وهنا لابد من الإشارة إلى أن القصة القصيرة قطعت شوطا كبيرا ، واحتلت مساحة واسعة في ميدان الكتابة السردية خصوصا مع ما تُتِيحهُ مواقع التواصل من سهولة النقل والنشر ، وهذا يُذكرنا في بدايات الرواية واتساع رقعتها من خلال نشرها كحلقات مع انتشار الطباعة وظهور الصحف والمجلات .
إلا أننا هنا لا نشجع أن تُعامل القصة القصيرة معاملة الرواية ، وأن تُطَوَّل وتُقسَّم ويحمل كل قسمِِ اسما أو عنوانا ؛ لأن هذا يُفقِد القصة القصيرة أهم خاصية من خصائصها، وهي تسارع الأحداث وتكثيفها ، وامتلاكها لزمام "اللحظة الخاطفة" ، إذ لا يمكن أن نعتبر هذا تطورا شكليا للقصة القصيرة ، لأننا سنقف أمام نص هجين لا ينتمي إلى هذه ولا إلى تلك ، ولنا أن نذكر ما قاله "فرانك أكتور " عن القصة القصيرة من أنها فن خالص ، تمتلك خصائص لا نجدها كثيرا في الرواية ...
وكذلك ما قاله الدكتور الطاهر مكي : " أنها حكاية أدبية قصيرة ، بسيطة الخطة تحكي حدثا محددا طبقا لنظرةِِ رمزيةِِ ، تُوجِز في لحظات أحداثا جِساما ، معتمدة على مبدأ التكثيف فكرا ولغة وشعورا ....."
ونحن لسنا أمام مُساءلة الكاتب واستجوابه في مسألة الخلط بين الأنماط السردية ، و تحديدا بين الرواية والأقصوصة ، وإنما نعمل على توجيههِ وتعبيد الطريق أمامه ، لِيُخرِج لنا قصة قصيرة خالصة تحتفظ بكل خصائصها مع إمكانية التجديد في الأساليب والرؤى ،وفق ما تُملِيه قريحته وملكته .
#زينب_الحداد
@Al_mashaaer