قام أحد أهل العلم بالتعليق على ما كتبته في موضوع (من قبر خولة إلى قبر شريفة، من الوهم إلى الوهم ) بالتالي :
(( لا يخفى ضعف كلامه وبالاخص عند كلامه في قاعدة عدم الوجدان لا يعني عدم الوجود والتمثيل بشريك الباري اذ الدليل الدال على امتناعه عقلي لا يقبل الترديد فلا يمكن اجراء القاعدة في مثله بخلاف المقام اذ الادلة عليه نقلية فعند عدم وجدانه يمكن اجراء القاعدة)).
والجواب عليه:
هذا الرد يصح على فرض أن محتمِل (بكسر الميم) وجود شريك الباري مسلِّم بصحة الدليل العقلي على نفي شريك الباري ، ولكنه لو فرضنا أنه لم يسلِّم بهذا الدليل، واعتبر أن من ينكر وجود شريك الباري دليله العقلي غير صحيح ، أو سلٌَم بصحته ولكن قال ربما يوجد دليل عقلي ينقض هذا الدليل العقلي إلا أن عقول من ينفون شريك الباري لم يدركوه لقصور العقل البشري ، فلا مانع حينئذ من تمسكه بمقولة عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود .
وليس فرقاً بين الأدلة العقلية والنقلية في عدم كلية هذه المقولة (عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود) ، فإن القرآن تحدى العرب بالإتيان بآية واحدة مثل آي القرآن ، فحينئذ يقال عدم وجدان دليل على أن واحداً من فصحاء العرب لم يأت بآية مثل آيات القرآن لا يدل على عدم وجوده فعلاً حينذاك ، فالتحدي الإلهي للعرب غير معلوم أنه قد تم ونجح.
فهل يصح طبقاً لهذه المقولة (عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود) التمسك بها للقول بعدم القطع بالنجاح الإلهي في التحدي.
وعليه فهذه المقولة لتصح لابد لها من شروطها التي ربما يصعب تحققها في أي مسألة ، ولذلك نقول إن كون هذه قاعدة من البطلان الذي لا يحتمل الشك فيه.
وكتبه الراجي عفو ربه
عبدالزهراء العويناتي / البحرين
