المحـ12ــاضرة:[ بيعة العقبة الأولى]
∫∫ الــحـ109ـلـقـة∫∫
__
💎 #تتمة دعوة النبي ﷺ لقبيلة بني شيبان ونتائج ذالك:
التفت مفروق للرسول ﷺ وقال له: وإلام تدعو يا أخا قريش؟
فتقدم الرسول ﷺوبدأ يتكلم قال: (أدعو إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأني رسول الله، وإلى أن تؤووني وتنصروني، فإن قريشاً قد تظاهرت على أمر الله، وكذبت رسوله، واستغنت بالباطل عن الحق، والله هو الغني الحميد)
ويبدو أن مفروقاً أعجبه كلام الرسول ﷺ، ولم يكن يخاف من قريش، لكنه أحب أن يتعرف أكثر على الدين الجديد، قال: وإلام تدعو يا أخا قريش؟
فكر الرسول ﷺ أن يقرأ له قرآناً، وعندما وجد الوفد أخلاقهم عالية، اختار لهم آيات قرآنية تحض على الأخلاق الحميدة، لكي يقف معهم على أرضية مشتركة، فقرأ لهم ﷺ من سورة الأنعام قول الله تعالى:
{قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[الأنعام:151-153]
انبهر مفروق من حلاوة المعاني ومن حلاوة اللغة، وشعر بالإعجاز، وأحب أن يعرف أكثر، فقال: وإلام تدعو يا أخا قريش؟!
قال ﷺ وهو يضرب على نفس الوتر:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }
[النحل:90]
تأثر مفروق بالقرآن، وقال في منتهى الصراحة: دعوت يا أخا قريش والله إلى مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال. ثم بدأ يشتم قريشاً، وأعجبه الإسلام كثيراً، حتى قال كما في رواية: إن هذا والله! ليس من كلام الأرض
لكن مفروق زعيم من مجموعة من الزعماء، والقرار ليس بيده وحده، فأحب أن يسمع رأي أصحابه، فقال: وهذا هانئ بن قبيصة شيخنا وصاحب ديننا، ولما كان هانئ بن قبيصة صاحب خلفية دينية أوسع أحب أن يأخذ رأيه، فبدا أن هانئ بن قبيصة كان معجباً بالإسلام أيضاً، ولم يكن لديه أي اعتراض عليه، لكنه يخاف أن يأخذ قراراً مثل هذا يترتب عليه دخول بني شيبان في حرب ليس فقط مع قريش، ولكن مع كل العرب
قال هانئ بن قبيصة: لقد سمعت مقالتك يا أخا قريش، وإني أرى أن تركنا ديننا واتباعنا إياك على دينك لمجلس جلسته إلينا ليس له أول ولا آخر لوهن في الرأي، وقلة نظر في العاقبة.
يعني:ليس من المعقول أننا من جلسة واحدة ندخل في الإسلام ونحارب الدنيا بأكملها، وإنما تكون الزلة مع العجلة، ومن ورائنا قوم نكره أن نعقد عليهم عقداً، ولكن ترجع ونرجع، وتنظر وننظر. يعني:أعطنا فرصة للتفكير، وأنا أعتقد أن هذا انسحاب مؤدب من هانئ
إذاً: مفروق كان موافقاً، وهانئ متردد، وهو يميل إلى عدم الموافقة الآن، وإذا كانت العملية سيكون فيها حروب، فرأي وزير حربية بني شيبان سيكون مهماً أيضاً، وكان وزير الحربية عندهم هو المثنى بن حارثة رضي الله عنه؛ وقد أسلم بعد ذلك.
قال هانئ :وهذا المثنى بن حارثة شيخنا وصاحب حربنا.
المثنى فارس مغوار، وصاحب عقلية عسكرية فذة، وهو مشهور في العرب بذلك.
قال المثنى بن حارثة :قد سمعت مقالتك يا أخا قريش، والجواب هو جواب هانئ بن قبيصة .
يعني: هو مع عدم التسرع في دخول الإسلام، لكنه أضاف نقطة مهمة جديدة في المباحثات، بدأ يتحدث عن الوضع العسكري لبني شيبان، وكلامه هذا عن الوضع العسكري هو الذي سيجعله في النهاية يأخذ قراراً خطيراً.
قال المثنى : إنما نحن نزلنا بين صرتين اليمامة والسماوة.
الصرى هو تجمع المياه، يعني:أننا بين تجمعين للمياه، وبالتالي تجمعين للبشر، قال رسول الله: (ما هذان الصريان؟ -أي: ما هما التجمعان؟- قال المثنى بن حارثة : أنهار كسرى، ومياه العرب)
أي: تجمع دولة فارس، وتجمع القبائل العربية؛ لأن قبيلة بني شيبان كانت على حدود العراق، والعراق كانت مملكة فارسية، والجزيرة العربية فيها عشرات القبائل، وهو أراد أن يبين له حدود إمكانياته، وسيعرض عرضاً خطيراً
#يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55