قناة

فيلق القدس الإلكتروني Force Electronic Quds

فيلق القدس الإلكتروني Force Electronic Quds
9.9k
عددالاعضاء
38
Links
Files
8
Videos
65
Photo
وصف القناة
《وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ》 فريق سيبراني إسلامي حر، لا نتبع لأي جهة ونعمل على مُناصرة المسلمين في كل مكان ونحارب العدو الصهيوني بالصاروخ الرقمي. contact us : @ForceElectronicQuds_bot #فيلق_القدس_الإلكتروني
#السيرة_النبوية :العهد المدني المحـ25ــاضرة:[ يوم
#السيرة_النبوية :العهد المدني
المحـ25ــاضرة:[ يوم احد ]
        ∫∫‏  الــحـ242ـلـقـة  ∫∫‏
____
💎 #تتمة التفاف المشركين حول رسول الله ؛

فقاتل عمارة قتالاً شديداً حتى أصيب رضي الله عنه وأرضاه، فسقط على الأرض، واقترب من رسول الله حتى وضع رأسه على قدم رسول الله، واستشهد وخده ملتصق بقدم الحبيب ﷺ.

وتأثر الرسول ﷺ في هذا الموقف، قال: (ما أنصفنا أصحابنا)، تقدم الأنصار الواحد تلو الآخر، ولم يتقدم طلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص ، فأثار هذا الموقف حمية طلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص فقاما يقاتلان قتالاً شديداً، لكن ماذا يعمل اثنان وسط هذه المجموعة الضخمة من المشركين؟

وتقدم من الكفار عتبة بن أبي وقاص أخو سعد بن أبي وقاص . تخيل! سعد بن أبي وقاص يدافع عن الرسول ﷺ، وأخوه عتبة يقذف بالحجارة وجه رسول الله حتى تفجرت الدماء من رأسه ﷺ،

وجاء عبد الله بن شهاب الزهري أحد المشركين فشجه شجة منكرة في رأسه ﷺ، ثم جاء إليه رجل اسمه عبد الله بن قمئة وضربه بالسيف ضربة شديدة على كتفه ﷺ، وظل ﷺ يشتكي منها شهراً كاملاً بعد ذلك،

ثم ضرب وجه الرسول ﷺ فدخلت حلقتان من حلقات المغفر الذي كان فوق رأس الحبيب ﷺ في وجنته، وابن قمئة يقول:(خذها وأنا ابن قمئة ، فقال ﷺ: أقمأك الله) أي:أهلكك الله، واستجاب الله دعاء نبيه ﷺ، فبعد غزوة أحد بقليل وقع من فوق جبل في بلده وقتل.

وهكذا تفجرت الدماء من رأسه ومن جسده ﷺ، وهو يمسح الدم من على وجهه ويقول:(كيف يفلح قوم شجوا وجه نبيهم؟ فأنزل الله عز وجل:]لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}[آل عمران:128])

وفي هذا الموقف قام سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه وطلحة بن عبيد الله بعمل لا يستطيع أن يقوم به إلا جيش كامل، فقد كان سعد بن أبي وقاص يرمي بسهامه المشركين، مجموعة ضخمة من المشركين حول المصطفى ﷺ، ومع ذلك يرد سعد بن أبي وقاص بسهامه هذه المجموعة الضخمة، وأعجب الرسول ﷺ بأداء سعد بن أبي وقاص حتى قال له: (ارم سعد فداك أبي وأمي)، وهكذا جمع ﷺ أبويه يفديه بهما، فكان ذلك فخراً له رضي الله عنه وأرضاه.

وحارب طلحة بن عبيد الله حرباً ضروساً في ذلك اليوم، وقاتل من كل مكان حول المصطفى ﷺ، حتى وصلت الجروح التي أصابت جسده إلى تسعة وثلاثين جرحاً، تخيل أن واحداً يتقطع بالسيف تسعةً وثلاثين جرحاً ولا زال يقاتل في سبيل الله، وجاء سهم من بعيد كاد يصيب المصطفى ﷺ، فوضع طلحة يده أمام السهم، فدخل السهم في يده وأنقذ الرسول ﷺ وشلت يد طلحة بهذا السهم رضي الله عنه وأرضاه.

بعد هذه الحرب الضخمة حول الرسول ﷺ وصل بعض الصحابة رضي الله عنهم من بعيد، رأوا الرسول ﷺ في مأزق وفي موقف صعب، ففاء إليه مجموعة من الصحابة من مقدمة الجيش،

وأول من فاء إلى الرسول ﷺ أشد الناس حباً له أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، وبينما هو يعود إلى رسول الله رأى واحداً يقاتل حول النبي ﷺ من كل مكان فقال: كن طلحة فداك أبي وأمي، كن طلحة فداك أبي وأمي، كن طلحة فداك أبي وأمي. ثم وجده طلحة كما تمنى؛ لأن طلحة مقاتل شديد وفارس مغوار، فتمنى أن يكون طلحة ؛ حتى يستطيع أن يدافع الدفاع الأمثل عن رسول الله.

ثم وصل أبو بكر الصديق وتبعه مباشرة عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح ، ووجد أبو بكر الصديق أن حلقات المغفر قد دخلت وجه الرسول ﷺ؛ فذهب لينزعها،

فقال له أبو عبيدة : نشدتك بالله يا أبا بكر ! إلا تركتني، ونزل أبو عبيدة بن الجراح ، ووضع فمه على حافة المغفر، وبدأ يجذبها بخفة من وجه رسول الله، لكن من قوة مسكة حلقة المغفر بأسنانه وقعت إحدى أسنانه رضي الله عنه وأرضاه، وخرجت إحدى حلقات المغفر، فأراد أبو بكر أن ينزع الحلقة الأخرى، فقال له ثانية: نشدتك بالله يا أبا بكر ! إلا تركتني، ونزع الحلقة الثانية وسقطت سن من أسنانه رضي الله عنهم أجمعين.

وقاتل الصحابة قتالاً شديداً حول المصطفى ﷺ، ورأى الرسول ﷺ طلحة وهو ما زال يقاتل عن اليمين وعن اليسار بهذه الجراح الكثيرة؛ فقال لأصحابه لـأبي بكر وعمر وأبي عبيدة : (دونكم أخاكم، دونكم أخاكم فقد أوجب) أي: أدى كل الذي عليه، وسقط طلحة رضي الله عنه من الإصابات الكثيرة، وبدأ الصحابة يدفعون عن رسول الله أذى القرشيين.

وجاءت بعد ذلك مجموعة أخرى من الصحابة، جاء أبو دجانة ومالك بن سنان والد أبي سعيد الخدري ، وجاء حاطب بن أبي بلتعة ، وجاءت أم عمارة إحدى النساء تقاتل حول رسول الله.

وكان أبو طلحة الأنصاري يضع نفسه أمام الرسول ﷺ؛ ليحميه من سهام المشركين، وكان الرسول ﷺ يريد أن يضرب بالسهم من ورائه، فكان يرفع رأسه من وراء كتف أبي طلحة ، فكان أبو طلحة يقول له: (يا رسول الله! بأبي أنت وأمي لا تشرف يصبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك يا رسول الله!).
#يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://t.me/gghopff55
#السيرة_النبوية :العهد المدني المحـ25ــاضرة:[ يوم
#السيرة_النبوية :العهد المدني
المحـ25ــاضرة:[ يوم احد ]
        ∫∫‏  الــحـ343ـلـقـة  ∫∫‏
____
💎#تتمة التفاف المشركين حول رسول الله :

وكانت أم عمارة تقاتل عن يمين رسول الله وعن شماله، يقول ﷺ:(ما نظرت يميني ولا شمالي ولا أمامي ولا خلفي إلا وجدت أم عمارة تقاتل عني بسيفها)

نظر إليها ﷺ نظرة إعجاب بقتالها، مع أنها امرأة ضعيفة وليست مكلفة بالقتال بالسيف في هذه الموقعة التي فر فيها بعض الرجال، فنظر إليها نظرة وهو يبتسم، فشاهدته أم عمارة رضي الله عنها وأرضاها وهو يبتسم فقالت:(يا رسول الله! ادع الله أن نكون معك في الجنة، فقال: أنتِ معي في الجنة)

كانت تقاتل هي وزوجها وابنها جميعاً حول رسول الله، وجاء حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه وقتل عتبة بن أبي وقاص الذي كان يرضخ وجه رسول الله بالحجارة

وجاء عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وقاتل قتالاً شديداً حتى تحطمت أسنانه رضي الله عنه وأرضاه، وأصيب بعشرين إصابة في جسده، كان أحدها سبباً في إصابته بالعرج الدائم بعد ذلك.

سقط الرسول ﷺ في حفرة من الحفر التي فعلها المشركون ككمين للمسلمين، ولم يستطع أن يخرج من شدة الجراح التي في جسده ﷺ،وأبو دجانة 
يرى السهام تأتي من كل مكان صوب الرسول ﷺ، فوضع نفسه رضي الله عنه وأرضاه فوق الرسول ﷺ، وغطى الحفرة بجسده حتى يتلقى السهام بظهره رضي الله عنه

💎أثر إشاعة قتل النبي ﷺ على المسلمين:

كان الجميع يقاتل حول المصطفى ﷺ، فجاء 
مصعب بن عمير رضي الله عنه وهو يحمل راية المهاجرين، وقاتل قتالاً شديداً حول المصطفى ﷺ
فقطعت يمينه، فحمل الراية بشماله فقطعت شماله، فبرك على الراية رضي الله عنه وأرضاه وهو قابض عليها بعضديه، وجاء المشركون من خلفه وقتلوه، فسقط على الأرض وهو يقول:
{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ}[آل عمران:144]

وكان مصعب بن عمير شديد الشبه برسول الله، فظن المشركون أنهم قتلوا المصطفى ﷺ، فقال ابن قمئة وكان هو الذي قتل مصعب بن عمير : قتلت محمداً، قتلت محمداً، وانتشر الخبر في أرض المعركة بكاملها، فكان هذا الخبر مأساة على المسلمين

وهكذا أشيع أن الحبيب ﷺ قد قتل، فالأمر لا يمكن أن يتخيلوه أبداً، فإنهم لا يستطيعون أن يعيشوا بدون الرسول ﷺ، كيف ينقطع الوحي؟ كيف لا تتم الرسالة؟ كيف؟ كيف؟ ظهرت أسئلة كثيرة في أذهان الناس، وأحبط كثير من المسلمين في أرض القتال

ووصل الإحباط بالبعض إلى أن جلس على أرض المعركة دون قتال، القتال دائر من حوله وهو لا يرفع سيفه ليدافع حتى عن نفسه، هذا فهم خاطئ، فالقتال ليس من أجل المسلمين وليس من أجل رسول الله، إنما القتال في سبيل الله عز وجل، والله حي لا يموت،فلماذا القعود والإحباط؟!

إن قضية القتال في سبيل الله لا يجب أن تغيب أبداً عن ذهن المؤمن، بل عليه أن يكون كالصحابي الجليل ثابت بن الدحداح رضي الله عنه وأرضاه من المشاركين في غزوة أحد، لما رأى الناس قعدوا على الأرض ذهب إليهم وقال في إيمان عميق وفهم دقيق: إن كان محمد ﷺ قد قتل فإن الله حي لا يموت، ثم قاتل رضي الله عنه وأرضاه حتى استشهد

قال ذلك أيضاً أنس بن النضر رضي الله عنه وأرضاه، مر على بعض المسلمين وهم جلوس على أرض القتال، قد فقدوا روح القتال والمقاومة، فقال لهم: ماذا تنتظرون؟ قالوا: قتل رسول الله، فقال في منتهى الشجاعة والقوة: قوموا فموتوا على ما مات عليه ﷺ، إن كان محمد قد قتل فإن الله حي لا يموت

ثم قال وهو ينظر إلى المسلمين الذين أحبطوا وقعدوا على أرض القتال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء -يعني: المسلمين-، وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء -يعني: المشركين-، ثم تقدم رضي الله عنه وأرضاه ليلقى المشركين، فلقيه سعد بن معاذ فقال له سعد : أين يا أبا عمر ! رآه يدخل في وسط المشركين، فقال أنس : واهاً لريح الجنة يا سعد ! إني أجده دون أحد -أي: أشم رائحة الجنة عند أحد- ثم مضى رضي الله عنه وأرضاه وقاتل المشركين قتالاً شديداً ضارياً حتى استشهد رضي الله عنه وأرضاه، وطعن أكثر من ثمانين طعنة في جسمه، ولم يعرفه أحد إلا أخته ببنانه.

واستمرت إشاعة موت الرسول ﷺ في الجيش إلى أن اكتشف كعب بن مالك رضي الله عنه وأرضاه ممن شارك في غزوة أحد أن الرسول ﷺ حي لم يقتل، فنادى في المسلمين: أبشروا أبشروا! رسول الله حي، فأشار له ﷺ أن يصمت؛ لئلا يلفت أنظار المشركين، ومع ذلك سمع ثلاثون شخصاً من المسلمين كلمة كعب بن مالك ؛ ففاءوا إلى رسول الله، وبدءوا يحوطونه، وبدأ الرسول ﷺ يقود هذه المجموعة للانسحاب المنظم في اتجاه الجبل.

وكان الرسول ﷺ ينادي مجموعة أخرى من المسلمين من بعيد (إلي عباد الله! إلي عباد الله!) لكن هناك مجموعة لم تكتف بالإحباط والقعود في أرض القتال، بل فعلت ما هو أشد وأنكى، لقد قررت هذه المجموعة الفرار من أرض القتال، والفرار من الزحف كبيرة من الكبائر،

#يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://t.me/gghopff55
#السيرة_النبوية :العهد المدني المحـ25ــاضرة:[ يوم
#السيرة_النبوية :العهد المدني
المحـ25ــاضرة:[ يوم احد ]
        ∫∫‏ الــحـ244ـلـقـة ∫∫‏
___
💎 #تتمة أثر إشاعة قتل النبي على المسلمين:

والفرار من الزحف كبيرة من الكبائر، فمنهم من فر وهو يصعد إلى الجبل، ومنهم من فر في طريقه إلى المدينة حتى وصل إلى المدينة المنورة فاراً، والرسول ﷺ يناديهم وهم يسمعون ولا يلبون، وذكر الله ذلك في كتابه:{إِذْ تُصْعِدُونَ}[آل عمران:153] أي: إلى الجبل{وَلا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ}[آل عمران:153] أي: في آخر الجيش ينادي المسلمين، وهم يسمعون هذا النداء ولا يلبون.

ومع هذه الكارثة استطاع الرسول ﷺ أن ينسحب إلى الجبل بالثلاثين الذين معه من المسلمين، وبينما هو يصعد إلى الجبل إذ رآه عدو الله أبي بن خلف أحد كبار المشركين، فجاء يجري من بعيد ويقول: لا نجوت إن نجا.. لا نجوت إن نجا، وأراد الدخول على الرسول ﷺ، فقال القوم للرسول ﷺ: (يا رسول الله! أيعطف عليه رجل منا؟ فقال ﷺ: دعوه، فلما دنا من الرسول ﷺ تناول الرسول ﷺ حربته وضربه ضربة)

وهذه الضربة خدشت فيه خدشة خفيفة جداً في الدم، ومع ذلك صرخ أبي بن خلف ، وأخذ يجري كالطفل، وهو يقول: قتلني -والله- محمد، قتلني -والله- محمد، واستغرب المشركون من حالته، قالوا: ذهب -والله- فؤادك، والله إن بك من بأس. قال: إنه قد كان قال لي بمكة: أنا أقتلك، فوالله لو بصق علي لقتلني

فانظر إلى اقتناع أبي بن خلف أن كلمة رسول الله حقيقية، وأنه لو تنبأ أنه سيقتله في يوم من الأيام فإن هذا التنبؤ سيحدث لا محالة، حتى وإن كان من خدش خفيف، قال هذه الكلمات التي تعبر عن أن المشركين جميعاً يقتنعون تماماً أن الرسول ﷺ حق، وأن ما بعث به هو الصدق، ولكنهم كانوا يكذبون لمصالحهم، لعنهم الله.

وكما تنبأ ﷺ وأخبر قبل ذلك بالوحي، مات عدو الله أبي بن خلف بهذا الخدش الخفيف الذي أصابه من رسول الله وهو راجع إلى مكة، وبدأ الرسول ﷺ يحاول من جديد صعود جبل أحد، لكن إصاباته كانت كثيرة، فلم يستطع أن يصعد الجبل، فاعترضته صخرة كبيرة، ولم يستطع الرسول ﷺ تسلقها، فجلس طلحة بن عبيد الله على الأرض -مع أنه مصاب بتسعة وثلاثين إصابة في جسده- ليصعد فوق ظهره رسول الله،فقال ﷺ (أوجب طلحة) يعني: فعل كل ما يمكن أن يفعله، وهو من العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنه.

لذلك كان أبو بكر الصديق إذا ذكر يوم أحد، قال: ذلك اليوم كله لـطلحة رضي الله عنهم أجمعين. وبالفعل بدأ يصعد ﷺ الجبل هو والذين معه، ورآهم خالد بن الوليد وأبو سفيان ، فجمعوا أنفسهم ليمنعوهم من صعود الجبل وليكملوا القتال، فقال ﷺ:(اللهم إنهم لا ينبغي لهم أن يعلونا)

كان الموقف خطراً جداً لو صعدوا إلى المسلمين، فانتدب ﷺ فرقة ممن معه، وعدد الذين معه ثلاثون، خرجت منهم مجموعة على رأسهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين، وقاتلوا المشركين قتالاً شديداً حتى صدوهم عن صعود الجبل، واستطاع الرسول ﷺ ومن معه أن يختفوا داخل الجبل

💎تمثيل المشركين بجثث قتلى المسلمين آخر المعركة

قام المشركون بعد صعود النبي ﷺ بعمل شنيع، التفتوا إلى جثث المسلمين الملقاة على أرض الموقعة -سبعون شهيداً في أرض أحد- وبدءوا يمثلون بالجثث، فقامت النساء بتقطيع آذان الرجال المسلمين وأنوفهم، ويصنعن منها خلاخيل وقلائد ويلبسنها، فكن في منتهى الإجرام،

وذهبت هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان وكانت من أشد الكفار ضراوة على المسلمين إلى حمزة 
رضي الله عنه عم الرسول ﷺ، وشقت بطنه وأخرجت قطعة من كبده رضي الله عنه وأرضاه وحاولت أن تأكلها، ولم تستطع أن تسيغها فلفظتها، يعني: أخرجتها من فمها

وهذا يعبر عن مدى الغل والحقد الذي كان في قلوب المشركين، فإن هند بنت عتبة كانت موتورة؛ فقد قتل أبوها عتبة بن ربيعة في غزوة بدر، وعمها شيبة بن ربيعة أيضاً في غزوة بدر، وأخوها الوليد بن عتبة في غزوة بدر، وابنها حنظلة بن أبي سفيان في غزوة بدر، فهؤلاء أربعة قتلوا في غزوة بدر من أقاربها، وهذا بالنسبة لها كانت كارثة، وكان حمزة رضي الله عنه ممن اشترك في قتل أقاربها، فقد شارك في قتل الوليد بن عتبة وقتل شيبة بن ربيعة 

كان هذا الموقف في أرض القتال بعد صعوده ﷺ إلى الجبل، صعد الرسول ﷺ الجبل وما زالت الدماء تنزل من رأسه، وحاول الصحابة من حوله أن يوقفوا الدماء، فكانوا يصبون الماء فوق رأس الرسول ﷺ، لكن الماء كان يزيد الجرح نزيفاً، وكانت فاطمة رضي الله عنها مع الجيش الإسلامي في ذلك الوقت، فلما رأت هذا الموقف أتت بحصير وأحرقته، وبدأت تدفع الحصير في داخل الجرح في رأس رسول الله حتى توقف النزيف

كان الرسول ﷺ في هذا الموقف يقاتل من أول الصباح إلى الظهيرة، فجاء وقت صلاة الظهر وجمع المسلمين لأدائها، لكنه لم يستطع أن يقف ﷺ من شدة الإصابات التي أصابته، فصلى قاعداً وصلى المسلمون قعوداً بقعوده ﷺ.
#يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://t.me/gghopff55
#السيرة_النبوية :العهد المدني المحـ25ــاضرة:[ يوم
#السيرة_النبوية :العهد المدني
المحـ25ــاضرة:[ يوم احد ]
        ∫∫‏  الــحـ245ـلـقـة ∫∫‏
__
💎 موقف المشركين من إشاعة قتل النبي ﷺ وتمثيلهم بالشهداء:

ما زال المشركون يعتقدون أن رسول الله قد قتل، وبعض المسلمين مع الرسول ﷺ،وبعض المسلمين شهداء في أرض الموقعة، وبعض المسلمين فر إلى أماكن مختلفة من الجبل، وبعض المسلمين فر إلى المدينة المنورة. فالوضع كما ترون كان مأساوياً حقيقياً.

وجاء أبو سفيان ليشمت بالمسلمين، فعرف أن هناك مجموعة من المسلمين قد فرت إلى الجبل، فجاء هو ومن معه من المشركين؛ ليخاطب رسول الله إن كان حياً، أو ليتأكد على أنه قتل،

فنادى أبو سفيان :أفيكم محمد؟ فأشار ﷺ إلى أصحابه: لا تجيبوه. أشار إشارة فهم منها الصحابة ألا يجيبوا أبا سفيان ؛ حتى لا يكشفوا المكان الذي هم فيه، فلم يجب الصحابة، فقال: أفيكم ابن أبي قحافة ؟ فأشار رسول الله ألا يجيبوه فلم يجبه أحد، فقال: أفيكم عمر بن الخطاب ؟ وأخذ يرتب في سؤاله عن الأشخاص، فمن أهم شخصية إلى الوزير الأول ثم الوزير الثاني فلم يجيبوه.

ففرح أبو سفيان وقال: أما هؤلاء الثلاثة فقد كفيتموهم، أي: قد قتلوا، فلم يتمالك عمر بن الخطاب رضي الله عنه نفسه. قال: أي عدو الله! إن الذين ذكرتهم أحياء وقد أبقى الله ما يسوءك، مع أنه ﷺ قال له: لا تتكلم، لكنه لم يستطع أن يمسك نفسه،فأحب أبو سفيان أن يرد الغيظ إلى المسلمين مرة أخرى، فقال كلمة شنيعة، قال: قد كان فيكم مثلة لم آمر بها ولم تسؤني.

فانظر إلى الشر الذي كان في داخلهم في تلك الساعة، فإن من طبيعة العرب ألا يمثلوا بالجثث، لكن خرجوا عن منهجهم تماماً في هذه الموقعة، وأراد بذلك أن يغيظ عمر بن الخطاب ومن معه من المسلمين، ثم قال: أعل هبل،

فقال النبي ﷺ: (ألا تجيبونه؟ فقالوا: ما نقول يا رسول الله؟! قال: قولوا: الله أعلى وأجل، فقال الصحابة: الله أعلى وأجل، فقال أبو سفيان : لنا العزى ولا عزى لكم، فقال النبي ﷺ: ألا تجيبونه؟ فقالوا: ما نقول؟ قال: قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم، فقال أبو سفيان : يوم بيوم بدر، والحرب سجال. فأجاب عمر رضي الله عنه وأرضاه قال: لا سواء، قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار) وفي رواية: أن الذي قال هذا هو رسول الله.

عند ذلك قال أبو سفيان : هلم إلي يا عمر ! فقد كان أبو سفيان يسمع صوت سيدنا عمر رضي الله عنه، فقال الرسول ﷺ: (ائته فانظر ما شأنه -أي: انظر ماذا يريد- فجاءه، فقال له أبو سفيان : أنشدك الله يا عمر ! أقتلنا محمداً؟ قال عمر : اللهم لا، وإنه ليستمع كلامك الآن، فقال أبو سفيان -وانظر إلى احترام المشركين للمسلمين- أنت أصدق عندي من ابن قمئة وأبر).

إن احترام المسلمين موجود عند كل المشركين، وعند كل أعداء الأمة، فهم يحاربونك ويقاتلونك ويضيقون عليك الخناق، وفي داخلهم يكنون الاحترام الكامل لشخصيتك ولدفاعك عن مبادئك، ولتضحيتك في سبيل دينك وفكرتك، هذا هو الواقع؛ لذلك صدّق أبو سفيان عمر وهو عدو له، ولم يصدق ابن قمئة أحد جنود الجيش المشرك معه.

وانسحب أبو سفيان ، ولم يفكر أن يصعد الجبل مرة ثانية واكتفى بما فعل، وعاد مع المشركين في اتجاه مكة، وانتهت موقعة أحد بذلك.
#يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://t.me/gghopff55
#السيرة_النبوية :العهد المدني المحـ25ــاضرة:[ يوم
#السيرة_النبوية :العهد المدني
المحـ25ــاضرة:[ يوم احد ]
        ∫∫‏  الــحـ246ـلـقـة  ∫∫‏
__
💎 موقف النبي ﷺ وأصحابه من شهداء أحد:

نزل الرسول ﷺ من فوق الجبل ليتفقد الشهداء، وكان موقفاً مريعاً، سبعون من أفاضل المسلمين كلهم ملقى على أرض أحد،كان منهم: حمزة بن عبد المطلب وعمرو بن الجموح ، وعبد الله بن عمرو بن حرام ، ومصعب بن عمير ، وعبد الله بن جحش ، وحنظلة ، وخيثمة ، كثير من شهداء المسلمين سقطوا في يوم أحد، فوقف ﷺ ونظر إلى الشهداء وقال:(اللهم إني شهيد على هؤلاء، إنه ما من جريح يجرح في الله إلا والله يبعثه يوم القيامة يدمى جرحه، اللون لون الدم، والريح ريح المسك)

وكان هناك أناس من الصحابة أخذوا بعض الشهداء ليدفنوهم في المدينة، فأمر ﷺ أن يردوا جميعاً إلى أرض أحد ويدفنوا فيها، وألا يغسلوا ولا يكفنوا، بل يدفنوا في ثيابهم بعد أن تنزع الدروع والجلود من فوقهم

وكان ﷺ يدفن الاثنين والثلاثة في القبر الواحد، ويجمع بين الرجلين أحياناً في ثوب واحد، ويقول: (أيهم أكثر أخذاً للقرآن) فمن كان يحفظ القرآن أكثر وضعه الأول في اللحد

وقال:(أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة) مرة ثانية، وكررها كثيراً في ذلك اليوم، وكان إذا علم أن بين اثنين من الصحابة محبة كبيرة دفنهما معاً، فدفن عبد الله بن عمرو بن حرام مع عمرو بن الجموح رضي الله عنهم أجمعين
ولما رأى ﷺ ما حدث بـحمزة رضي الله عنه اشتد حزنه وتقطع كبده ﷺ وبكى بكاءً شديداً، وانتحب حتى نشغ -كما يقول الراوي- من البكاء، يعني: صار له شهيق عال من البكاء

يقول ابن مسعود رضي الله عنه:(ما رأينا رسول الله باكياً قط أشد من بكائه على حمزة بن عبد المطلب) بل وضعه ﷺ في القبلة وصلى عليه مع كل شهيد رضي الله عنهم أجمعين
كذلك مصعب بن عمير رضي الله عنه ممن قتل شهيداً في يوم أحد، وكفن في ثياب بالية رثة، يقول عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: قتل مصعب بن عمير وهو خير مني، وكفن في بردة إن غطي رأسه بدت رجلاه، وإن غطيت رجلاه بدا رأسه. وذكروا ذلك للرسول ﷺ فقال: (غطوا بها رأسه بهذه البردة، واجعلوا على رجله الإذخر) والإذخر نبات
إن وضع الشهداء كان مؤلماً جداً للمسلمين، ومع كل هذه الأحداث جمع الرسول ﷺ كل الموجودين في أرض القتال، وقال لهم:(استووا حتى أثني على ربي عز وجل) يا الله! موقف عجيب في كل مواقفه ﷺ، فصاروا خلفه صفوفاً، فوقفﷺ يدعو والجميع يؤمن على دعائه
استمعوا إلى دعائه ﷺ وهو يقول:(اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لمن أضللت، ولا مضل لمن هديت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا مقرب لما باعدت، ولا مباعد لما قربت، اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك، اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول، اللهم إني أسألك العون يوم العيلة، والأمن يوم الخوف، اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا، وشر ما منعتنا، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين، اللهم توفنا مسلمين، وأحينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين، اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك، ويصدون عن سبيلك، واجعل عليهم رجزك وعذابك، اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب إله الحق)
هذا دعاء جميل، دعاء فيه الشكر الدائم لرب العالمين في كل الظروف، حتى لو كان ذلك بعد مصيبة أحد، دعاء فيه إعلان أن كل شيء بإذن الله، فالله قادر على منع الهزيمة، لكنه أوقع المصيبة بالمسلمين لِحكَمٍ كثيرة يعلمها، قال سبحانه وتعالى:{وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ}[آل عمران:166]
إذاً: هذا دعاء فيه تعظيم الآخرة في عيون الصحابة، خاصة في هذا الموقف، لما قال ﷺ: (اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول) حتى لو ضاقت الدنيا كلها وأعطيتنا الآخرة فنحن الرابحون، دعاء فيه وضوح الرؤية في حرب كل من صد عن سبيل الله، سواء كانوا من المشركين أو من الكفرة من أهل الكتاب الذين قاتلوا المسلمين، دعاء جامع شامل يعبر عن فهم دقيق للحبيب ﷺ
رجع ﷺ إلى المدينة المنورة، واستقبل في حزن شديد، فكل بيت تقريباً فيه شهيد، وقابلته في الطريق حمنة بنت جحش رضي الله عنها ونعى إليها ﷺ أخوها عبد الله بن جحش فاسترجعت واستغفرت له الله، ثم نعى لها خالها حمزة بن عبد المطلب فاسترجعت واستغفرت له، ثم نعى لها زوجها مصعب بن عمير فصاحت وولولت، فقال ﷺ: (إن زوج المرأة منها لبمكان)
وجاءت امرأة من بني دينار أصيب زوجها وأخوها وأبوها في أحد، فنعوا لها جميعاً، فقالت: ما فعل رسول الله ؟ الزوج والأخ والأب لم يشغلوا بالها، وأخذت تسأل عن رسول الله. فقالوا:خيراً يا أم فلان! هو بحمد الله كما تحبين. قالت:أرونيه حتى أنظر إليه، فأشاروا إليه، فقالت: كل مصيبة بعدك جلل. يعني:صغيرة ويسيرة، هذه مشاعر الحب التي كانت من المسلمين تجاه رسول الله حتى مع المصاب الفادح الذي أصيب به الجميع.
https://t.me/gghopff55
Forwarded From 📚 من عمق التاريخ الإسلامي 📚
رمضان جسرٌ مُمهد إلى الجنة هنيئاً لمن أرتقى هذا الجسر بـ روحه .. 🌹
...مبارك عليكم الشهر وجعلني الله واياكم من صوامه و قوامه وعتقائه من النار....

🌙ڪلُ عٌآمْ وُآنْٺم ٻخيَر 🌙
#سيرة_المصطفى

سيرة المصطفى - الموسم الثالث - الحلقة الأولى
برنامج سيرة المصطفى ﷺ في موسمه الثالث مع الدكتور علي محمد محمد الصلابي رمضان 1441هجرية - 2020 ميلادية
جودة 240
لمتابعة كل جديد انضم👇
https://t.me/gghopff55
#سيرة_المصطفى

سيرة المصطفى - الموسم الثالث - الحلقة الأولى
برنامج سيرة المصطفى ﷺ في موسمه الثالث مع الدكتور علي محمد محمد الصلابي رمضان 1441هجرية - 2020 ميلادية
HD
لمتابعة كل جديد انضم👇
https://t.me/gghopff55
#السيرة_النبوية :العهد المدني المحـ25ــاضرة:[ يوم
#السيرة_النبوية :العهد المدني
المحـ25ــاضرة:[ يوم احد ]
        ∫∫‏  الــحـ247ـلـقـة  ∫∫‏
___
💎 حقيقة غزوة أحد وأسباب مصيبة المسلمين فيها

لابد أن نقف وقفة ونقول: يا ترى ماذا نسمي أحداً؟ هل نسميها هزيمة أو نسميها نكسة؟ أو ماذا نسميها؟

عندما تراجع أحداث غزوة أحد سواء أثناء الغزوة أو بعد الغزوة، فإنك تجد أن كلمة هزيمة لا تنطبق على وصف غزوة أحد، فالجيش المكي لم يحتل موقع الجيش المسلم، والجزء الأساسي من الجيش المسلم لم يفر مع شدة الارتباك، نعم، هناك من فر، لكن مجموعة كبيرة من المسلمين بقيت في أرض المعركة، منهم من قاتل حول الرسول عليه الصلاة والسلام، ومنهم من قاتل حتى استشهد.

والجيش المكي لم يفكر في مطاردة المسلمين، ومع أن أبا سفيان خاطب عمر بن الخطاب وأدرك أن الرسول ﷺ حي وأنه في الجبل لم يفكر أن يصعد إلى الجبل مرة أخرى، ومع أن كل الذين مع رسول الله مجموعة قليلة من المسلمين، كذلك لم يقع أسير واحد من المسلمين في أيدي الكفار مع هذا الأمر الشديد الذي تحدثنا عنه، لكن في غزوة بدر أسر المسلمون سبعين من المشركين.

كما أنه لم تكن هناك غنائم مسلمة في أيدي الكفار، ولم يقف الجيش المكي في أرض المعركة يوماً ولا يومين ولا ثلاثة، بل عادوا إلى مكة في ذلك الوقت، وقد قعد الرسول ﷺ في بدر ثلاثة أيام، وقعد في غيرها من الغزوات ثلاثة أيام، بل إنه كان يقعد شهراً كاملاً في أرض القتال، لكن الكفار غادروا أحداً، ولم يفكروا في غزو المدينة المنورة مع أن المدينة خلا منها الجيش،

فكل ذلك يدل على أن الموقعة ليست هزيمة للمسلمين، لابد لها من وصف آخر، سنسميها كما سماها الله سبحانه وتعالى، فالله سماها في الكتاب الكريم: مصيبة:{أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[آل عمران:165].

وقال:{وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ}[آل عمران:166].

💎محبة بعض الصحابة للدنيا ومخالفتهم للأمر النبوي بسببها:

فغزوة أحد مصيبة ولا شك في ذلك، وليست المصيبة في استشهاد سبعين من الصحابة؛ لأن هؤلاء من أكرم الخلق على الله، وقد نالوا درجات عالية جداً، واصطفاهم الله سبحانه وتعالى،

يقول الله في الكتاب تعليقاً على غزوة أحد:{وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ}[آل عمران:140] فهؤلاء اختارهم الله؛ ليكونوا من أفضل الناس، إنما المصيبة في شيء آخر، المصيبة تكمن في اضطراب بعض المفاهيم عند المسلمين، وإن كان اضطراباً حصل في لحظة من لحظات القتال وغير كل شيء، وهذه المصيبة هي تغلب الدنيا في قلوب بعض الصحابة،

فالصحابة منذ بدء القتال وهم يقاتلون في سبيل الله، يقاتلون من أجل الجنة، وفي لحظة انقلبت الموازين، وأصبح فريق منهم يقاتل من أجل الدنيا، وقد وصل تغلغل حب الدنيا في قلوبهم إلى أن يخالفوا كلام الرسول ﷺ مخالفة صريحة متعمدة،

وراجع الكلام الذي قاله ﷺ لعبد الله بن جبير 
ولفرقة الرماة، فهو كلام في منتهى الوضوح، توجيه أول وثان وثالث ورابع وخامس وسادس، فالتوجيه الأول: (انضح عنا الخيل بالنبل) .. إلى آخر كلامه ﷺ

وأثناء القتال يلتف خالد بن الوليد حول الجيش ثلاث مرات، ويستطيعون أن يصدوه، وبذلك عرفوا أن هذا المكان خطر وصعب ومهم بالنسبة للمشركين، وعرفوا أن لهم دوراً كبيراً جداً في صد المشركين

إذاً:ستة توجيهات من الرسول عليه الصلاة والسلام، وثلاثة توجيهات من خالد بن الوليد بلفته أنظار المسلمين إلى أهمية المكان الذي يقفون عليه. هذه تسعة توجيهات

والتوجيه العاشر جاء من عبد الله بن جبير رضي الله عنه وأرضاه، عندما أرادوا النزول قائلين: الغنيمة الغنيمة، وقف لهم وقال:أنسيتم ما قال لكم رسول الله؟ ومع ذلك لم يستمعوا. فكل هذا يثبت أن المخالفة كانت متعمدة وصريحة من أجل الدنيا، وقد كان الرسول ﷺ يقول لأصحابه:(والله لا أخشى عليكم الفقر، ولكن أخشى عليكم الدنيا)

والله وصف ذلك في كتابه تعليقاً على أحد. قال:{حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا}[آل عمران:152].

وبسبب الدنيا صار المسلمون فريقين: الفريق الأول: أنس بن النضر وثابت بن الدحداح وأبي طلحة .. وغيرهم من الذين قاتلوا حتى النهاية، فمنهم من قاتل وثبت حتى شهادته، ومنهم من قاتل حول الرسول عليه الصلاة والسلام لحمايته، ما نكصوا على أعقابهم وما فروا.

والفريق الثاني: هم الذين تغلغلت الدنيا في قلوبهم، وغير مقبول للجيش المسلم أن يصل حب الدنيا إلى قلوب بعضه، فيدفعه هذا الحب إلى المخالفة.

#يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://t.me/gghopff55