المحـ25ــاضرة:[ يوم احد ]
∫∫ الــحـ242ـلـقـة ∫∫
____
💎 #تتمة التفاف المشركين حول رسول الله ؛
فقاتل عمارة قتالاً شديداً حتى أصيب رضي الله عنه وأرضاه، فسقط على الأرض، واقترب من رسول الله حتى وضع رأسه على قدم رسول الله، واستشهد وخده ملتصق بقدم الحبيب ﷺ.
وتأثر الرسول ﷺ في هذا الموقف، قال: (ما أنصفنا أصحابنا)، تقدم الأنصار الواحد تلو الآخر، ولم يتقدم طلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص ، فأثار هذا الموقف حمية طلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص فقاما يقاتلان قتالاً شديداً، لكن ماذا يعمل اثنان وسط هذه المجموعة الضخمة من المشركين؟
وتقدم من الكفار عتبة بن أبي وقاص أخو سعد بن أبي وقاص . تخيل! سعد بن أبي وقاص يدافع عن الرسول ﷺ، وأخوه عتبة يقذف بالحجارة وجه رسول الله حتى تفجرت الدماء من رأسه ﷺ،
وجاء عبد الله بن شهاب الزهري أحد المشركين فشجه شجة منكرة في رأسه ﷺ، ثم جاء إليه رجل اسمه عبد الله بن قمئة وضربه بالسيف ضربة شديدة على كتفه ﷺ، وظل ﷺ يشتكي منها شهراً كاملاً بعد ذلك،
ثم ضرب وجه الرسول ﷺ فدخلت حلقتان من حلقات المغفر الذي كان فوق رأس الحبيب ﷺ في وجنته، وابن قمئة يقول:(خذها وأنا ابن قمئة ، فقال ﷺ: أقمأك الله) أي:أهلكك الله، واستجاب الله دعاء نبيه ﷺ، فبعد غزوة أحد بقليل وقع من فوق جبل في بلده وقتل.
وهكذا تفجرت الدماء من رأسه ومن جسده ﷺ، وهو يمسح الدم من على وجهه ويقول:(كيف يفلح قوم شجوا وجه نبيهم؟ فأنزل الله عز وجل:]لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}[آل عمران:128])
وفي هذا الموقف قام سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه وطلحة بن عبيد الله بعمل لا يستطيع أن يقوم به إلا جيش كامل، فقد كان سعد بن أبي وقاص يرمي بسهامه المشركين، مجموعة ضخمة من المشركين حول المصطفى ﷺ، ومع ذلك يرد سعد بن أبي وقاص بسهامه هذه المجموعة الضخمة، وأعجب الرسول ﷺ بأداء سعد بن أبي وقاص حتى قال له: (ارم سعد فداك أبي وأمي)، وهكذا جمع ﷺ أبويه يفديه بهما، فكان ذلك فخراً له رضي الله عنه وأرضاه.
وحارب طلحة بن عبيد الله حرباً ضروساً في ذلك اليوم، وقاتل من كل مكان حول المصطفى ﷺ، حتى وصلت الجروح التي أصابت جسده إلى تسعة وثلاثين جرحاً، تخيل أن واحداً يتقطع بالسيف تسعةً وثلاثين جرحاً ولا زال يقاتل في سبيل الله، وجاء سهم من بعيد كاد يصيب المصطفى ﷺ، فوضع طلحة يده أمام السهم، فدخل السهم في يده وأنقذ الرسول ﷺ وشلت يد طلحة بهذا السهم رضي الله عنه وأرضاه.
بعد هذه الحرب الضخمة حول الرسول ﷺ وصل بعض الصحابة رضي الله عنهم من بعيد، رأوا الرسول ﷺ في مأزق وفي موقف صعب، ففاء إليه مجموعة من الصحابة من مقدمة الجيش،
وأول من فاء إلى الرسول ﷺ أشد الناس حباً له أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، وبينما هو يعود إلى رسول الله رأى واحداً يقاتل حول النبي ﷺ من كل مكان فقال: كن طلحة فداك أبي وأمي، كن طلحة فداك أبي وأمي، كن طلحة فداك أبي وأمي. ثم وجده طلحة كما تمنى؛ لأن طلحة مقاتل شديد وفارس مغوار، فتمنى أن يكون طلحة ؛ حتى يستطيع أن يدافع الدفاع الأمثل عن رسول الله.
ثم وصل أبو بكر الصديق وتبعه مباشرة عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح ، ووجد أبو بكر الصديق أن حلقات المغفر قد دخلت وجه الرسول ﷺ؛ فذهب لينزعها،
فقال له أبو عبيدة : نشدتك بالله يا أبا بكر ! إلا تركتني، ونزل أبو عبيدة بن الجراح ، ووضع فمه على حافة المغفر، وبدأ يجذبها بخفة من وجه رسول الله، لكن من قوة مسكة حلقة المغفر بأسنانه وقعت إحدى أسنانه رضي الله عنه وأرضاه، وخرجت إحدى حلقات المغفر، فأراد أبو بكر أن ينزع الحلقة الأخرى، فقال له ثانية: نشدتك بالله يا أبا بكر ! إلا تركتني، ونزع الحلقة الثانية وسقطت سن من أسنانه رضي الله عنهم أجمعين.
وقاتل الصحابة قتالاً شديداً حول المصطفى ﷺ، ورأى الرسول ﷺ طلحة وهو ما زال يقاتل عن اليمين وعن اليسار بهذه الجراح الكثيرة؛ فقال لأصحابه لـأبي بكر وعمر وأبي عبيدة : (دونكم أخاكم، دونكم أخاكم فقد أوجب) أي: أدى كل الذي عليه، وسقط طلحة رضي الله عنه من الإصابات الكثيرة، وبدأ الصحابة يدفعون عن رسول الله أذى القرشيين.
وجاءت بعد ذلك مجموعة أخرى من الصحابة، جاء أبو دجانة ومالك بن سنان والد أبي سعيد الخدري ، وجاء حاطب بن أبي بلتعة ، وجاءت أم عمارة إحدى النساء تقاتل حول رسول الله.
وكان أبو طلحة الأنصاري يضع نفسه أمام الرسول ﷺ؛ ليحميه من سهام المشركين، وكان الرسول ﷺ يريد أن يضرب بالسهم من ورائه، فكان يرفع رأسه من وراء كتف أبي طلحة ، فكان أبو طلحة يقول له: (يا رسول الله! بأبي أنت وأمي لا تشرف يصبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك يا رسول الله!).
#يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://t.me/gghopff55