المحـ25ــاضرة:[ يوم احد ]
∫∫ الــحـ248ـلـقـة ∫∫
____
💎 #تتمة محبة بعض الصحابة للدنيا ومخالفتهم للأمر النبوي بسببها:
كذلك في موقعة بدر حصلت أيضاً مخالفة من أجل الدنيا، قال الله في صدر سورة الأنفال:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ}[الأنفال:1] يتكلم عن مشكلة الغنائم التي دخلت في قلوب الصحابة، فوجههم الرسول ﷺ إلى اتباع كلام رب العالمين ، وانصاع الجميع لكلام رب العالمين، وسلموا أنفسهم له،
ووزع رسول الله الغنائم بالطريقة التي شرعها رب العالمين، لكن في غزوة أحد حذرهم الرسول ﷺ ست مرات، ومع ذلك خالفوا، فكانت مخالفة متعمدة فلابد لها من مصيبة، وإن كان الجيش الذي خالف هو جيش رسول الله.
يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه: ما كنت أحسب أن أحداً من أصحاب رسول الله يريد الدنيا، حتى نزل فينا ما نزل:{مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا}[آل عمران:152]
فالمصيبة التي عمت الجيش كله بسبب مجموعة من المسلمين أصابتهم الدنيا؛ لأن هذا المرض قد ظهر فيهم من قبل، فقد كان متغلغلاً قبل غزوة أحد، فكان لابد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتفتيش عن إيمان الآخرين، وطاعتهم لله عز وجل وعبادتهم له والتزامهم بمنهجه سبحانه وتعالى، لكن عندما تسأل الإنسان عن دنياه ولا تسأله عن آخرته توثر فيه تدريجياً، حتى تصير مصيبة كبيرة تعم المسلمين جميعاً.
فالوضع الذي كان في أحد هو مصيبة تمكن الدنيا من القلب حتى تدفع المسلم إلى المخالفة الصريحة المتعمدة لكلام الحبيب ﷺ.
💎مصيبة قتل سبعين من المسلمين بسبب مخالفة الرماة:
المصيبة الثانية التي حدثت في أحد: قتل سبعين من المسلمين بسبب خطأ من الأخطاء. وقد قلنا قبل ذلك: إن استشهاد سبعين ليست خسارة، بل هي ميزة عظيمة من الله سبحانه وتعالى لهم، فقد انتقاهم شهداء، لكن أن يقتلوا بسبب خطأ من المسلمين هذا غير مقبول.
إن قتلوا وهم يؤدون كل ما عليهم ويحاربون كما في بدر حرباً متكاملة شاملة، ويأخذون فيها بكل أسباب النصر، ويتصفون بكل صفات الجيش المنصور، فليس هناك مشكلة، بل بالعكس هذه نعمة من الله سبحانه وتعالى، لكن أن يقتلوا بسبب خطأ، فهذا يحتاج إلى وقفة.
💎مصيبة قعود بعض المسلمين عن القتال للإحباط النفسي:
المصيبة الثالثة: هو قعود بعض المسلمين عن القتال إحباطاً، فالإحباط غير مقبول أبداً في عرف المسلمين، بل هو من شيم الكافرين، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:{قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ}[الحجر:56].
وقال:{إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ}[يوسف:87]
فالإحباط ليس من صفات المؤمنين أبداً، فعندما يقعد المسلم ويفتر عن القتال، والقتال ما زال ناشباً في كل مكان فهذا غير مقبول، حتى وإن أشيع أن الرسول ﷺ قد قتل.
#يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://t.me/gghopff55