#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين
المحـ36ـاضرة: [ نصر مؤتة ]
∫∫ الــحـ369ـلــقـة ∫∫
___
💎
#تتمة مهمة الجيش الإسلامي الخارج إلى مؤتة:
لقد خرج عبد الله بن رواحة ليموت ولم يخرج ليعود، فرد عليهم عبد الله بن رواحة بشعر، هذا الشعر يعبر عن مشاعره ومشاعر الجيش الإسلامي الخارج إلى مؤتة، قال:
لكنني أسأل الرحمن مغفرة وضربة ذات فرع تقذف الزبدا
يعني: أسأل الله عز وجل مغفرة منه وضربة سيف شديدة جداً تخرج الدماء حتى تتفجر من جسدي، هذه أمنيته، أمنيته أن يضرب بالسيف حتى يموت.
أو طعنة بيدي حران مجهزة بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا
حتى يقال إذا مروا على جدثي يا أرشد الله من غاز وقد رشدا
عندما مررت على قبر عبد الله بن رواحة ذكرني أحد أصحابي هناك أن أقول: أرشدك الله من غاز وقد رشدا.
صدق رضي الله عنه، فهذا الجيش كان يطلب الموت، ونحن تعلمنا أن الجيش الذي يطلب الموت توهب له الحياة، هذه قاعدة حقيقية، وهذه سنة ثابتة، وهي كلمة عميقة جداً قالها الصديق رضي الله عنه وأرضاه وكلنا نحفظها: احرص على الموت توهب لك الحياة.
فهذا الجيش كان حريصاً على الموت وسنرى كيف ستوهب له الحياة.
💎كثرة عدد الجيش الروماني ومن معه وموقف الجيش الإسلامي من ذلك:
وصل الجيش الإسلامي الكبير إلى منطقة معان بالأردن في رحلة طويلة شاقة، ووصل هناك في جمادى الأولى سنة ثمان، وعند وصول الجيش الإسلامي وجد هناك في انتظاره مفاجأة غير متوقعة،
وجد أن الدولة الرومانية قد ألقت بثقلها في هذا الصراع، فقد أعدت جيشاً هائلاً عدده مائة ألف مقاتل، وأعد العرب النصارى الموالين للرومان مائة ألف مقاتل أيضاً، فصار مجموع جيوش العدو مائتي ألف مقاتل، هذا رقم مهول لا يتصور، وخاصة أن الجيش الإسلامي ثلاثة آلاف مقاتل فقط، فماذا سيفعل أمام كل هذه الجيوش الجرارة؟
وتجمع الرومان بهذه الأعداد الهائلة أمر عجيب حقاً، ليس العجيب في أن الرومان كثرة، نحن تعودنا على هذه الأرقام في حروب الرومان، لكن العجب أن يجمع الرومان هذا العدد المهول لحرب ثلاثة آلاف مقاتل فقط.
ومن الممكن أنهم لم يدركوا عدد المسلمين فأعدوا عدداً يكافئ أي إعداد للمسلمين.
أو أنهم أدركوا فعلاً عدد المسلمين وأرادوا استئصال المسلمين تماماً؛ حتى لا تقوم لهم قائمة، لا مجرد هزيمة، بل استئصال.
أو لكون هرقل يدرك أنه يحارب نبياً فأراد أن يعد قوة خارقة لعله يهزم هذا الجيش المؤمن.
المهم أن الدولة الرومانية جهزت مائة ألف واستعانت بمائة ألف من العرب النصارى؛ لتحارب ثلاثة آلاف مقاتل مسلم، وإذا كان هذا التجمع غريباً من الرومان فهو كذلك أيضاً غريب من العرب؛ لأن العرب لم يكن من عادتهم التجمع والاتحاد، بل كان يحارب بعضهم بعضاً، لم تجمعهم قضية مطلقة من قبل ومع ذلك جمعوا مائة ألف في موقعة واحدة.
هذا الموقف له تفسير واحد، وهذا التفسير هو إشارة هرقل لهم بالنهوض معهم؛ لأن الكثير من القبائل والدول العربية لا تتحرك عند داعي القتال إلا إذا أخذت إذناً من القائد الأعظم للدولة الأولى في العالم، عندها يهب الجميع لتنفيذ الأمر كأنهم إلى نصب يوفضون.
لقد تجمع في أرض معان مائتا ألف مقاتل غالبهم من النصارى سواء من الرومان أو من العرب ينتظرون قدوم الجيش الإسلامي من المدينة المنورة، وإزاء هذا الوضع الخطير عقد المسلمون مجلساً استشارياً، مثل عادتهم دائماً، وبدءوا في تبادل الرأي، وخرجوا بثلاثة آراء:
📌الرأي الأول:أن يرسل المسلمون رسالة إلى الرسول ﷺ في المدينة المنورة يخبرونه بأن الأعداد ضخمة وهائلة، إما أن يمدهم بمدد، وإما أن يأمرهم بقتال، أو يأمرهم بانسحاب،
لكن هذا الرأي لم يكن واقعياً؛ لأن المسافة بين معان وبين المدينة لا تقطع إلا في أسبوعين على الأقل ذهاباً فقط، معنى هذا: أن الجيش سينتظر شهراً كاملاً قبل أخذ القرار، وهذا مستحيل، وإن قبل المسلمون بذلك لم تقبل قوات التحالف الرومانية العربية.
📌الرأي الثاني:أن زيد بن حارثة رضي الله عنه قائد الجيوش ينسحب بالجيش ولا يدخل في أي قتال، وقال أصحاب هذا الرأي لـزيد بن حارثة : قد وطئت البلاد وأخفت أهلها فانصرف، فإنه لا يعدل العافية شيء. فأصحاب هذا الفريق يرون أن هذه الحرب مهلكة ولا داعي لدخولها.
📌الرأي الثالث:الدخول في المعركة دون تردد،
يتبع...
قناة 📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
؏ التليجرام'.-
https://t.me/gghopff55