قناة

فيلق القدس الإلكتروني Force Electronic Quds

فيلق القدس الإلكتروني Force Electronic Quds
9.9k
عددالاعضاء
38
Links
Files
8
Videos
65
Photo
وصف القناة
《وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ》 فريق سيبراني إسلامي حر، لا نتبع لأي جهة ونعمل على مُناصرة المسلمين في كل مكان ونحارب العدو الصهيوني بالصاروخ الرقمي. contact us : @ForceElectronicQuds_bot #فيلق_القدس_الإلكتروني
#مختصر_دولة_المرابطين 🌍الحلقه الاولى 💫ماذا تعن
#مختصر_دولة_المرابطين 🌍الحلقه الاولى 💫ماذا تعن
#مختصر_دولة_المرابطين
🌍الحلقه الثانية

💫يحيى بن إبراهيم يحمل هم المسلمين

كان يحيى بن إبراهيم الجُدالي صاحب الفطرة النقيّة يعلم أن كلّ ما يفعله قومه من المنكرات، لكنه لم يكن بمقدوره التغيير؛ فالشعب كله في ضلال وعمى، وبعيد كل البعد عن الدين، كما أن الرجل نفسه لا يملك من العلم ما يستطيع به أن يغيّر الناس.

وبعد حيْرة وتفكّر هداه ربُّه لأن يذهب إلى الحج، ثم وهو في طريق عودته يُعرّج على حاضرة الإسلام في المنطقة وهي مدينة القيروان (في تونس الآن)، فيكلّم علماءَها المشهورين بالعلم لعلّ واحدًا منهم أن يأتي معه فيُعلّم قبيلته الإسلام.

وبالفعل ذهب إلى الحج وفي طريق عودته ذهب إلى القيروان، وقابل هناك أبا عمران موسى بن عيسى الفاسي (368 - 430 هـ= 979 - 1039 م )، وهو شيخ المالكية في مدينة القيروان (كان المذهب المالكي هو المنتشر في كل بلاد الشمال الإفريقي وإلى عصرنا الحاضر، كما كان هو المذهب السائد في بلاد الأندلس)، قال عنه الحميدي صاحب جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس - (جـ 1 / صـ 121) موسى بن عيسى بن أبي حاج واسم أبي حاج: يحج أبو عمران الفاسي، فقيه القيروان، إمام في وقته دخل الأندلس وله رحلة إلى المشرق، وصل فيها إلى العراق، فمن مشايخه بالأندلس أبو الفضل أحمد بن قاس بن عبد الرحمن صاحب قاسم بن أصبغ، وأبو زيد عبد الرحمن بن يحيى العطار، وأبو عثمان سعيد بن نصر، وسمع بالقيروان من أبي الحسن علي بن محمد بن خلف القابسي وغيره، وبمصر من أبي الحسين عبد الكريم بن أحمد ابن أبي جدار وغيره، وبمكة من أبي القاسم عبيد الله بن محمد بن أحمد السفطي وغيره، والعراق من أبي الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري وغيره؛ وكان مكثراً عالماً...

وقال عنه الحِميري صاحب الروض المعطار في خبر الأقطار - (جـ 1 / ص 435): الفقيه الإمام المشهور بالعلْم والصلاح...

وقال عنه ابن فرحون صاحب الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب - (جـ 1 / ص 172) قال حاتم بن محمد: كان أبو عمران من أحفظ الناس وأعلمهم جمع حفظ المذهب المالكي إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفة معانية وكان يقرأ القرآن بالسبع ويجوده مع معرفته بالرجال وجرحهم وتعديلهم.

أخذ عنه الناس من أقطار المغرب والأندلس واستجازه من لم يلقه وله كتاب التعليق على المدونة كتاب جليل لم يكمل وغير ذلك وخرج من عوالي إلى حديث نحو مائة ورقة.

قال حاتم: ولم ألق أحداً أوسع علماً منه ولا أكثر رواية.... هـ.

فلما التقى به يحيى بن إبراهيم الجدالي حكى له قصته وسأله عن الدواء، فما كان من أبي عمران الفاسي إلا أن أرسل معه شيخًا جليلًا يعلّم النّاس أمور دينهم.

💫ترى من هو هذا الشيخ؟!
كان عبد الله بن ياسين ( الزعيم الاول للمرابطين، وجامع شملهم، وصاحب الدعوة الإصلاحية فيهم. ت451 هـ= 1059 م) من شيوخ المالكية الكبار، له طلاب علم كثيرون في أرض المغرب والجزائر وتونس، كانوا يأتون إليه ويستمعون منه، وكان يعيش في حاضرة من حواضر الإسلام على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وها هو يقبل القيام بهذه المهمة الكبيرة، وفضّل أن يُغوّر في الصحراء ويترك كل ما هو فيه ليعلّم الناس الإسلام، ويقوم بمهمة الأنبياء والرسل، وهي الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.

لم يكن عبد الله بن ياسين فقيهًا فحسب وإنما استوعب العلوم والمناهج التي كانت في زمانه من أصول وفقه وحديث ولغة وغير ذلك وعاش تجارب كثيرة وأحاط بالكثير من مجريات الأمور التي تدور حوله، إضافة إلى ذلك اتصف ابنُ ياسين رحمه الله بالكثير من الصفات الأخلاقية والقيادية منها ما كان فطريًا ومنها ما اكتسبه بمجاهدته لنفسه وطول عبادته لربه، وهذه الأمور مجتمعةً جعلته أهلًا لأن يحمل هذه الأمانة العظيمة وجعلته حريًا أن يختاره شيوخه للقيام بهذه المهمة العظيمة في ذلك الوقت العصيب من تاريخ تلك المنطقة لتصبح بعد سنواتٍ قليلة منبعَ الخير للأمة كلها ومحضنَ المجاهدين وقبلة الراغبين في الجنة...

ومن أهمّ ما يميّز الشيخ أيضًا فهمه للواقع وأخذه بفقه الأولويات ومعرفة هدفه والعمل له بجدٍ واجتهادٍ وهمةٍ عاليةٍ وعزيمة صادقة، دون الصدام مع من يريدون لدعوته الفناء حرصًا على مصالح شخصية ومنافع دنيوية وأهداف دنيئة...

يتبع... عبد الله بن ياسين ومهمة الأنبياء
〰〰〰〰〰〰〰
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
https://telegram.me/gghopff55
مذبحة السنغاليين المجندين لصالح القوات الفرنسية سنة 1944 ( من جرائم المستعمر الفرنسي بالسنغال )
مذبحة السنغاليين المجندين لصالح القوات الفرنسية سن
🖌 مذبحة السنغاليين المجندين لصالح القوات الفرنسية سنة 1944 ( من جرائم المستعمر الفرنسي بالسنغال )

على إثر نجاح إنزال نورماندي يوم ال 6 من شهر يونيو سنة 1944 و تحرير باريس خلال شهر أغسطس من نفس السنة , تمكنت قوات الحلفاء من السيطرة على العديد من المعتقلات النازية بفرنسا و بفضل ذلك وجد العديد من الجنود الفرنسيين الأسرى أنفسهم أحرارا بعد سنوات قضوها خلف القضبان .
خلال تلك الفترة كان من ضمن الجنود الفرنسيين المحررين من المعتقلات النازية عدد لا بأس به من الأفارقة الذين لم تتردد السلطات الإستعمارية الفرنسية في تجنيدهم مع بداية الحرب للعمل ضمن القوات الفرنسية . على إثر نجاح عملية تحرير باريس , قررت السلطات العسكرية الفرنسية التخلي رسميا عن خدمات ما يقرب ألفي فرد من الجنود الأفارقة ليتم ترحيلهم نحو بلدانهم بالقارة السمراء و خلال تلك الفترة كان من المقرر أن يتم نقل هؤلاء المرتزقة على متن السفينة البريطانية " سيركاسيا " .
بادئ الأمر تلقى هؤلاء الجنود وعودا من قبل وزير المستعمرات الفرنسي بالحصول على كامل مستحقاتهم المالية حال وصولهم إلى داكار لكن بعضهم رفض مغادرة الأراضي الفرنسية قبل الحصول على مبلغ يعادل نصف رواتبهم المتخلدة بذمة الوزارة الفرنسية . عند حلول السفينة " سيركاسيا " بالمغرب رفض العديد من الجنود الأفارقة مغادرة منطقة الدار البيضاء مطالبين بسداد مستحقاتهم المالية قبل بلوغ داكار و لهذا السبب تعطلت رحلة العودة نحو السينغال مجددا مما أجبر طاقم السفينة على التخلي عن ما يقرب ال 400 فرد من الجنود السنغاليين الذين رفضوا العودة إلى داكار .
يوم ال 28 من شهر نوفمبر ( تشرين الثاني ) سنة 1944 , رفض العديد من الجنود السنغاليين إخلاء مواقعهم عند بلوغهم منطقة تياروي بالقرب من داكار حيث طالب هؤلاء المجندون السابقون بالحصول على مستحقاتهم المالية كاملة بعد رفض السلطات الفرنسية ذلك . خلال تلك الفترة حل الجنرال الفرنسي دنيون بالمكان من أجل التفاوض مع الجنود السنغاليين , في أثناء ذلك هاجم المحتجون سيارة الجنرال و لم يترددوا في قذفها بالحجارة و أمام هذا الموقف قرر الجنرال دنيون الإستنجاد بفيالق القوات الفرنسية لتلقين المرتزقة السنغاليين درسا عن طريق القوة .
خلال ساعات الصباح الأولى ليوم ال 1 من شهر ديسمبر ( كانون الأول ) سنة 1944 , هاجمت القوات الفرنسية المرتزقة السنغاليين بإستخدام الرشاشات و العربات المدرعة و قد أسفرت هذه عن مذبحة كبيرة في السنغاللين الذين قاتلوافي سبيل تحرير فرنسا خلال السنوات السابقة , في أثناء ذلك إعتقلت القوات الفرنسية العشرات من أفراد هذه القوة السنغالية لتصدر في حقهم لاحقا أحكام بالسجن مع إلغاء كامل مستحقاتهم المالية .

📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
https://telegram.me/gghopff55
#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين المحـ38ـاضرة:
#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين
المحـ38ـاضرة: [ فتح مكة ]
      ∫∫‏ الـحـ396ـلـقـه∫∫‏
_
💎 #تتمة التقاء القبائل عام الفتح بالرسول ﷺ بمر الظهران:

فرأى العباس موقف عمر بن الخطاب فأسرع بابي سفيان إلى الرسول ﷺ فأسرع عمر بن الخطاب إلى الرسول ﷺ يريد أن يصل قبل العباس ،

لكن العباس دخل على الرسول ﷺ قبل عمر بن الخطاب ، إلا أن عمر بن الخطاب دخل مسرعاً إلى رسول الله ﷺ وتكلم قبل أن يتكلم العباس ، وقال:(يا رسول الله! هذا أبو سفيان قد أمكن الله منه بغير عقد ولا عهد، فدعني أضرب عنقه)

يعني:تاريخ طويل بين أبي سفيان وبين المسلمين، هناك حروب متتالية قادها أبو سفيان ضد المسلمين، وذكريات أليمة عند المسلمين من وراء أبي سفيان ، فـعمر بن الخطاب رضي الله عنه في هذا الموقف أراد أن ينتصر لله عز وجل ويقتل أبا سفيان ،

لكن العباس بن عبد المطلب قال لرسول الله ﷺ: (يا رسول الله إني أجرته، ثم جلست إلى الرسول ﷺ فأخذت برأسه فقلت: لا والله، لا يناجيه الليلة رجل دوني، فلما أكثر عمر في شأنه قلت: مهلاً يا عمر أما والله لو كان من رجال بني عدي بن كعب ما قلت هذا، ولكنك عرفت أنه رجل من رجال بني عبد مناف،

قال عمر بن الخطاب : مهلاً يا عباس فوالله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إليّ من إسلام الخطاب لو أسلم -الذي هو أبوه شخصياً- قال عمر : وما به إلا أني قد عرفت أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله ﷺ من إسلام الخطاب)،

وهذا الكلام صدق من عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، فقال ﷺ: (اذهب به إلى رحلك يا عباس فإذا أصبح فائتني به) أي: أنه صرف أبا سفيان مع العباس بن عبد المطلب وعاد عمر بن الخطاب إلى رحله، وبدأ الرسول ﷺ يفكر في القضية.

فنحن نعذر عمر في موقفه؛ لأن أبا سفيان كان قد قاد الحرب ضد المسلمين في السنوات الست الأخيرة، وارجعوا إلى الحوار الذي دار بين أبي سفيان وبين المسلمين بعد غزوة أحد، لتروا مدى الشماتة التي كانت عنده في المسلمين، ومدى رضاه بالمثلة التي حدثت للشهداء، وخاصة أن المثلة حدثت في أحب الناس إلى رسول الله ﷺ وهو حمزة بن عبد المطلب وحدثت في أصحابه الشهداء، وهم (70) شهيداً مثِّل بهم في غزوة أحد،

وارجعوا أيضاً إلى غزوة الأحزاب ورغبة أبي سفيان الأكيدة في إهلاك جميع المسلمين، وكل هذا تاريخ طويل جداً لـأبي سفيان مع المسلمين.

وإن كنا نعذر عمر في هذا التصرف وهذا العرض الذي قدّمه لقتل أبي سفيان في ذلك الوقت الذي ليس له عقد ولا عهد،
إلا أن موقف العباس كان أفضل في هذا المقام لأمور:

📌أولاً: قد يسلم أبو سفيان ويحسن إسلامه.
فكسب مسلم إلى الصف خير من قتل كافر، ونجاة إنسان من النار خير من سقوطه فيها، مهما كان هذا الإنسان.

📌ثانياً: أن هذا أصلح لقريش؛ لأن إسلام أبي سفيان قد يؤدي إلى إسلام قريش، فتنجو قريش بكاملها في الدنيا والآخرة، وتضاف قوة قريش إلى قوة المسلمين، وهذا نصر كبير.

📌ثالثاً: هذا أحفظ لدماء المسلمين؛ لأن أبا سفيان قد يمنع قريش من المقاومة، وبهذا يسهل عملية فتح مكة، أما قتل أبي سفيان فقد يثير قريشاً؛ لأنه زعيمهم، وقد يثير بني أمية، لأنه أيضاً من أكبر رءوس بني أمية، فقد تدور حرب الله عز وجل أعلم بعواقبها.

ومما يؤكد أن رأي العباس كان أفضل في هذه القضية أن الرسول ﷺ مال إلى هذا الرأي، ولكنه تعامل ﷺ مع القضية بتوازن رائع يجمع بين الترهيب والترغيب، ويجمع بين القوة والرحمة، ويجمع بين الذكاء السياسي والفقه الدعوي، فموقفه مع أبي سفيان في اليوم التالي والحوار الذي دار بينهم من أروع مواقف السيرة.
قناة 📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
؏ التليجرام'.-
https://t.me/gghopff55
#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين المحـ38ـاضرة:
#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين
المحـ38ـاضرة: [ فتح مكة ]
      ∫∫‏ الـحـ397ـلـقـه∫∫‏
_
💎 قصة إسلام أبي سفيان ودوره في فتح مكة

لقد عرض الرسول ﷺ الإسلام على أبي سفيان بمنتهى القوة، فهو يعرض عليه الإسلام لنجاته وإلا فالأصل أن الرسول ﷺ في حل من دماء قريش؛ لأنهم خالفوا صلح الحديبية وقتلوا رجالاً من قبيلة خزاعة حليفة المسلمين
فعرض عليه الإسلام بصيغة فيها ترهيب واضح قال:(ويحك يا أبا سفيان ، ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله؟) تهديد واضح، ذهب وقت الإقناع والمحاورة، والآن نحن على أبواب حرب، وأبو سفيان ليس بالرجل السهل فهو من دهاة العرب، واستطاع أن يقوّم الموقف بأسرع وقت وبصورة واقعية، ولذلك تلطّف في الحوار وأجاب بصورة تجمع بين الموافقة وعدم الاقتناع الكامل
فقال أبو سفيان :(بأبي أنت وأمي، ما أحلمك وأكرمك وأوصلك، والله لقد ظننت أن لو كان مع الله غيره لقد أغنى عني شيئاً)،
وبعد مدح الرسول ﷺ لم يجاوب إجابة مباشرة قائلاً: أشهد أن لا إله إلا الله، ولكن قال: لو كان هناك آلهة أخرى كاللات أو هبل.. أو غيرهما لدافعت عنا
فانتقل معه الرسول ﷺ إلى النقطة الأصعب: وهي الاعتراف بنبوة الرسول ﷺ: لأن العرب ما كانوا ينكرون أن الله عز وجل هو الخالق، ولكنهم كانوا يشركون معه أصنامهم، أما قضية النبوة والرسالة فهذه كانت مرفوضة عندهم تماماً
فقال له الرسول ﷺ:(ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟) فـأبو سفيان حتى هذه اللحظة لم يقتنع بقضية الإيمان، وهو لا يريد في نفس الوقت أن يكذب وهو سيد قريش، وكان كما يقول عن نفسه: وكنت امرأ أتكرم على الكذب، وفي نفس الوقت لا يريد أن يأخذ موقفاً حاداً تكون فيه نهايته
وإنما قال أبو سفيان :(بأبي أنت وأمي، ما أحلمك وأكرمك وأوصلك، هذه والله كان في نفسي منها شيء حتى الآن)، أي: أنه وإلى هذه اللحظة لم يكن مقتنعاً بنبوته ﷺ، فهو متردد، لا يتصور أبو سفيان أن تنهار مقاومته كلها في لحظة
وهنا تدخل العباس رضي الله عنه ليدرك أبا سفيان 
فـالعباس مدرك صعوبة الموقف، واحتمال قتل أبي سفيان وغزو مكة وإهلاك قريش احتمال وارد جداً، وعمر بن الخطاب صرّح بذلك في اليوم الذي قبيل هذا اليوم
فقال العباس في منتهى القوة:(ويحك يا أبا سفيان أسلم، واشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله قبل أن تضرب عنقك)، وهذا ليس إكراهاً في الدين، بل هو رحمة؛ لأن قتل أبي سفيان في هذا الموقف لا يستنكره أحد؛ فهو يسمى في أعراف الدول: بمجرم الحرب؛ لأنه دبر اغتيالاً جماعياً قبل ذلك لسكان المدينة المنورة في غزوة الأحزاب، هذا غير فتنة الناس عن دينهم طول سنوات مكة والمدينة، غير نقضه العهد مع الرسول ﷺ في صلح الحديبية، فقد أصبح حلال الدم، وهذا في عرف الجميع مقبول، وإسلامه يرفع عنه عقوبة مستحقة وله الخيار
فـأبو سفيان رجل واقعي فقد أدرك خطورة الموقف ولذلك نطق بالشهادتين مباشرة: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأعلن إسلامه أمام الرسول ﷺ، والعباس رضي الله عنه صديق قديم لـأبي سفيان ، ويرى الأزمة التي وضع فيها أبو سفيان ، ويرى الانهيار الذي تعرض له
ولهذا طلب العباس من الرسول ﷺ طلباً ليخرج أبا سفيان من هذه الأزمة، فقال:(يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئاً)، هنا بدأ الرسول ﷺ يفكر في الأمر، ومن الواضح أن إسلام أبي سفيان كان إسلام اضطرار، فهو لم يقتنع بعد بالنبوة، ولم يشعر بالانتماء الحقيقي للنظام الجديد، فقد ينتهز أي فرصة للانقلاب على المسلمين، وأبو سفيان عظيم مكة لعدة سنوات، فإن لم ينزله ﷺ منزله فإن هذا سيؤثر سلباً لا شك على أبي سفيان وعلى أهل مكة جميعاً
ثم إن الرسول ﷺ إذا أعطى أبا سفيان شيئاً فهو سوف يستخدمه لصالح الإسلام، وسيكون أبو سفيان من رجاله وولاته بدلاً من أن يكون من أعدائه، وقد يرى ذلك بقية زعماء مكة فيطمعون في شيء من سلطان المسلمين كما أخذ أبو سفيان ؛ ولهذا الرسول ﷺ قرر أن يعطيه شيئاً
ولكن الرسول ﷺ في ذلك الوقت لا يملك مالاً كثيراً يليق بزعيم مكة، ولا يستطيع أن يعده بإمارة؛ لأنه لم يستوثق بعد من صدق إيمانه؛ لأن الظاهر أنه أسلم مضطراً، وقد يؤذي المسلمين بإمارته سواء على مكة أو غيرها
ففكر الرسول ﷺ في إعطائه شيئاً ينفع ولا يضر، قال ﷺ:(من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن) فالرسول ﷺ خصه بخصيصة تجعله مميزاً على أقرانه من أهل مكة، وهي أن داره أصبحت مأوى لأهل مكة وأماناً لهم
لكن المتدبر حقيقة في الأمر يجد أن النبي ﷺ أعطاه شيئاً بلا خسارة، هذا الشيء لا يقدم ولا يؤخر كثيراً عند المسلمين، بينما هو يكسب قلب أبي سفيان ؛لأن أي إنسان يُغلق عليه بابه سيكون في نفس الأمن الذي في دار أبي سفيان ، أي:أنه ليس هناك مزية واضحة، لكن جعل له نوعاً من الفخر والشرف الذي ينفع ولا يضر، وهنا نجد التوازن الرائع.
قناة 📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
؏ التليجرام'.-
https://t.me/gghopff55
#مختصر_دولة_المرابطين 🌍الحلقه الثانية 💫يحيى بن
#مختصر_دولة_المرابطين
💫الحلقه الثالثة

💫عبد الله بن ياسين ومهمة الأنبياء

اتّجه الشيخ عبد الله بن ياسين صَوْب الصحراء الكبرى، مخترقًا جنوب الجزائر وشمال موريتانيا حتى وصل إلى الجنوب منها، حيث قبيلة جُدَالة، وحيث الأرض المجدِبة والحرّ الشديد، وفي أناةٍ شديدة، وبعد ما هالَه أمر الناس في ارتكاب المنكرات أمام بعضهم البعض ولا ينكر عليهم منكر، بدأ يعلم الناس، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر.

كان الناس في جهل مطبق وبعدٍ تام عن الإسلام قال القاضي عياض في ترتيب المدارك وتقريب المسالك - (جـ 2 / ص 64) واصفًا حال هؤلاء القوم في ذلك الوقت: كان الدين عندهم قليلاً، وأكثرهم جاهلية، ليس عند أكثرهم غير الشهادتين، ولا يعرف من وظائف الإسلام سواهما.

ولكن - وللأسف - ثار عليه أصحاب المصالح بل وثار عليه الشعب أيضًا، فالكل يريد أن يعيش في شهواته وملذاته ودون قيد أو شرط، وأصحاب المصالح هم أكبر مستفيد مما يحدث، فبدأ الناس يجادلونه ويصدّونه عما يفعل، ولم يستطع يحيى بن إبراهيم الجُدالي زعيم القبيلة أن يحميه، وذلك لأن الشعب كان لا يعرف الفضيلة، وفي ذات الوقت كان رافضًا للتغيير، ولو أصر يحيى بن إبراهيم الجُدالي على موقفه هذا لخلعه الشعب ولخلعته القبيلة.

لم يقنط الشيخ عبد الله بن ياسين، وحاول المرة تلو المرة، فبدأ الناس يهددونه بالضرب، وحين استمرّ على موقفه من تعليمهم الخير وهدايتهم إلى طريق رب العالمين، قاموا بضربه ثم هددوه بالطرد من البلاد أو القتل.

لم يزدد موقف الشيخ إلا صلابة، ومرّت الأيام وهو يدعو ويدعو حتى قاموا بالفعل بطرده من البلاد، ولسان حالهم: دعك عنا، اتركنا وشأننا، ارجع إلى قومك فعلمهم بدلًا منا، دع هذه البلاد تعيش كما تعيش فليس هذا من شأنك، وكأني أراه رأي العين وهو يقف خارج حدود القبيلة وبعد أن طرده الناس، تنحدر دموعه على خدّه، ويقول مشفقًا على قومه: [يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ] {يس:26}.

يريد أن يغيّر ولا يستطيع، أنْفس تتفلت منه إلى طريق الغواية والانحراف عن النّهج القويم ولا سبيل إلى تقويمها، حزّ في نفسه أن يولد الناس في هذه البلاد فلا يجدون من يعلمهم ويرشدهم، فأراد أن يبقى ولكن كيف يبقى؟ أيدخل جُدالة من جديد؟ لكنهم سيقتلونه، ولو كان في ذلك صلاحًا لهم فأهلا بالموت، لكن هيهات ثم هيهات...

🌍عبد الله بن ياسين ونواة دولة المرابطين.
جلس رحمه الله يفكر ويفكر ثم هداه ربه سبحانه وتعالى، فما كان منه إلا أن تعمّق في الصحراء ناحية الجنوب بعيدًا عن الحواضر والمدنية، حتى وصل إلى شمال السنغال (التي لا نعرف عنها سوى فريقها القومي، رغم كونها بلدًا إسلاميًا كبيرًا، حيث أكثر من 90 % من سكانه من المسلمين).
وهناك وفي شمال السنغال اعتزلهم عبد الله بن ياسين، متنسكًا في جزيرة، قال ابن خلدون - كما نقل عنه الزركلي في الأعلام جـ 8 / ص 160-: " يحيط بها النيل، ضحضاحًا في الصيف، يخاض بالاقدام، وغمرًا في الشتاء يعبر بالزوارق " صنع خيمة بسيطة له وجلس فيها وحده، ثم بعث برسالة إلى أهل جُدالة في جنوب موريتانيا، تلك التي أخرجه أهلُها منها يخبرهم فيها بمكانه، فمن يريد أن يتعلم العلم فليأتني في هذا المكان.
كان من الطبيعي أن يكون في جُدالة بعض الناس خاصّة من الشباب الذين تحرّكت قلوبهم وفطرتهم السوّية لهذا الدين، لكنّ أصحاب المصالح ومراكز القوى في البلاد كانوا يمنعونهم من ذلك، فحين علموا أنهم سيكونون بعيدين عن قومهم، ومن ثَمّ يكونون في مأمن مع شيخهم في أدغال السنغال، تاقت قلوبهم إلى لقياه، فنزلوا من جنوب موريتانيا إلى شمال السنغال، وجلسوا مع الشيخ عبد الله بن ياسين ولم يتجاوز عددهم في بادئ الأمر الخمسة نفر...!!
وفي خيمته وبصبر وأناة شديدين أخذ الشيخ عبد الله بن ياسين يعلّمهم الإسلام كما أنزله الله سبحانه وتعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وكيف أن الإسلام نظام شامل متكامل ينتظم كل أمور الحياة، وبدأ يعلمهم العقيدة الصحيحة، والجهاد في سبيل الله، وكيف يركبون الخيل ويحملون السيوف، وكيف يعتمدون على أنفسهم في مطعمهم ومشربهم، وكيف ينزلون إلى الغابات فيصطادون الصيد ويأتون به إلى الخيمة يطبخونه ويأكلونه ولا يستجدون طعامهم ممن حولهم من الناس.
ذاق الرجال معه حلاوة الدين، ثم شعروا أن من واجبهم أن يأتوا بمعارفهم وأقربائهم وذويهم، لينهلوا من هذا المعين، ويتذوقوا حلاوة ما تذوقوه، فذهبوا إلى جُدالة - وكانوا خمسة رجال - وقد رجع كل منهم برجل فأصبحوا عشرة، ثم زادوا إلى عشرين، وحين ضاقت عليهم الخيمة أقاموا خيمة ثانية فثالثة فرابعة، وبدأ العدد في ازدياد مستمر.
هذا ولم يملّ الشيخ عبد الله بن ياسين تعليمهم الإسلام من كل جوانبه، وكان يكثر من تعليمهم أنه إذا ما تعارض شيء مع القرآن أو السنة فلا ينظر إليه، وأنه لا بدّ من المحافظة على هذه الأصول، فالقرآن الكريم والسنة المطهرّة مرجع كل مسلم في تعرف أحكام الإسلام.
〰〰〰〰〰〰〰
📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
https://telegram.me/gghopff55